كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

جديد الموقع

 

أفلام الكوارث.. وخاصة كوارث غرق السفن في البحار والمحيطات تحظي بشعبية هائلة في كل أنحاء الدنيا وتحقق أعلي الإيرادات.. وتحصل علي أفضل الجوائز.. فضلا عن كم الإثارة والمغامرة التي تحويها مثل هذه الموضوعات ثم بلوغ قمة المأساة بابتلاع البحر لهذا الكائن المأهول الذي يحمل مدينة كاملة علي متنها من بشر ومتاع وفنادق وصالات وبناء.. أو فجأة تختفي كلمح البصر.. من الوجود وكأنها لم تكن شيئا مذكورا!!

وميزة هذه الأفلام أنها ليست للتسلية أو لإثارة الدهشة فقط لما تحمله من وسائل التأثير الدرامي مثل التشويق والمفاجأة والمفارقة ولكنها تصنع حالة من البحث الجنائي حول الحادث الذي تتناوله.. وتنقب عن التفاصيل فيها يشبه محاكمة للماضي.. يمكن أن نستخلص منها العبرة والعظة حتي لا تتكرر مثل هذه المآسي!

نتذكر كل هذا ونحن نواجه مأساة غرق السفينة المصرية "السلام 98" وعلي متنها أكثر من ألف شخص فضلا عن حادث مشابه بضحايا أقل منذ سنوات للسفينة "سالم اكسبريس" وما تناولته السينما العالمية العالمية في فيلمها الشهير "تيتانيك" للمخرج جيمس كاميرون وبطولة ليوناردو دي كابريو الذي تعثرت خطواته بعد أن وصل لقمة النجومية- وكيت ونسلت التي ازداد وزنها مؤخرا وأصبحت كأنها امرأة في الستين وهي في العشرينيات فضلا عن المخرج الذي لم يعمل بعدها وكأن لعنة تيتانيك لا تصيب السفن العملاقة فقط ولكن تصيب أيضا كل من تناول موضوعها برغم أن الفيلم حصد 11 جائزة أوسكار وأكثر من مليار دولار من الإيرادات!!

ملك العالم

عقب فوزه بأوسكار أحسن مخرج وقف كاميرون ليصيح "أنا اليوم ملك العالم" وكان يعني نجاح تيتانيك بل اللعنات التي أصابت صناعه تعود إلي الأفلام الكلاسيكية التي تتناول موضوعات الحب والمغامرة معا!

فالفيلم برغم براعته واستخدامه للتقنيات الحديثة في إعادة الحادث الحقيقي المروع إلا أنه حاكم بوضوح أبطال المأساة.. ووضع يده علي الإهمال وسوء تقدير الأمور والتسرع والصلف والغرور الذي يمكن أن ينتاب بعض القادة أو حتي عبث المعاونين مما يتسبب في وجود ضحايا لا ذنب لهم وخسائر بالجملة للجميع.. فالقصة الحقيقية وقعت لسفينة جديدة عملاقة غرقت في مياه المحيط الساعة 2.30 صباحا "نفس توقيت غرق السلام 98!!" من يوم 15 أبريل عام 1912 في أول رحلة لها بعد اصطدامها بجبل جليدي وقد ظهرت خلال ساعات غرق السفينة قصص شجاعة وبطولة وحب نجح المخرج في إبرازها لتعبر عن طبيعة الإنسان عندما يواجه مأزقا. فمن بين 2200 راكب نجا 712 فقط من بين الناجين كانت "مولي براون" التي أصبحت بعد حادثة غرق السفينة بطلة حقيقية واستقبلها الجميع استقبال الأبطال.. وكانت مولي قد نجحت في الوصول إلي قارب الإنقاذ مع مجموعة من النساء.. وبدأن جميعا في الإحساس بالخوف والبرد وبدأ اليأس تتغلب عليهن.. فكانت مولي تشجعهن وارغمت كل من في القارب علي التجديف السريع لمقاومة البرودة حتي أنها غطت أجسادهن بالبالطو الفرو الخاص بها وأخذت تبادله من واحدة لأخري حتي يشعر الجميع بالدفء ولو لدقائق وبعد نجاتها بدأت مولي تفكر في السياسة مستغلة الشعبية التي اكتسبتها فبدأت تطالب بمنح المرأة حق الانتخاب!

من بين الشخصيات التي أثارت إعجاب وتعاطف الجماهير أيضا شخصية الزوجين المتقدمين في السن "ايزيدوروايدا ستراوس" اللذين فضلا الموت معا وهما يحتضنان بعضهما علي سريرهما.. وقد أقام أحفادهما نصبا تذكاريا كتبوا عليه "مياه المحيط بأكملها لا يمكن أن تؤثر علي قصة حبهما. وكل الأمواج لا يمكنها ابتلاعهما".. وقد حضر جنازتهما ستة آلاف شخص.

هناك أيضا شخصية "بروس ايسهاي" المسئول الأول عن غرق السفينة في نظر التاريخ.. فقد اتهم بروس مدير شكة "وايت ستار" مالكة "تيتانيك" بأنه طلب من الكابتن تشغيل الموتور لأقصي سرعة ليصلوا إلي نيويورك قبل الموعد المحدد للوصول. وذلك كدعاية للسفينة الجديدة!

فضيحة الكابتن

وقد نجا بروس عندما شعر بخطورة الموقف واندس في آخر قارب من قوارب الإنقاذ تاركا عددا من النساء والأطفال علي السطح غير مهتم بمصيرهم أو بسمعته! وعندما تم إنقاذ ركاب القوارب بواسطة السفينة "كارباتيا" اكتفي بترديد عبارة "لم يكن هناك أحد علي السطح"! ولكن فضيحته كانت قد غطت كل كلامه ولم يستطع مغادرة الكابينة طوال الرحلة خوفا من نظرة الاحتقار في عيون الركاب!!

ليست "تيتانيك" فقط التي صورت هذه المآسي وفي أكثر من فيلم بل هناك فيلم آخر شهير بعنوان "سفينة الشبح" الذي تناول لعنة أصابت عابرة المحيطات الإيطالية "انطونيا جرازا" في الستينيات وكانت مصدر فخر لكل السفن من حيث الأناقة والحداثة وكأنها قطعة فنية تضمن لركابها الاستمتاع برفاهية مطلقة. وفجأة اختفت من الدنيا دون حتي إرسال إشارة استغاثة واحدة ثم عثروا عليها بعد 40 عاما غارقة في المحيط المتجمد الشمالي!

إعادة نظر

أما عندنا فلم يتناول فيلم واحد أية مأساة وقعت لأبنائنا علي سطح البحر أو في أعماقه.. ويري خبراء السينما أن مثل هذه الأفلام مكلفة رغم أن البعض الآخر يكشف عن أفلام أخري تعد الآن تصل ميزانيتها إلي 40 مليون جنيه.. ولكنها تبتعد كلية عن موضوعات الكوارث التي أصابتنا في العديد من المواقف المشابهة لما تتناوله السينما العالمية.. ويرجع هؤلاء إلي وقوع المنتجين والموزعين في أسر أفلام الكوميديا والنكات والتهريج!!

إن أهم مزايا الدراما ليست تقديم قصص الحوادث قديمها وحديثها فقط.. والتي للأسف نفتقدها كثيرا في أعمالنا المعاصرة ولكن تظل الميزة الكبري هي إعادة النظر في الأسباب الحقيقية لوقوع هذه المآسي.. بدليل أن معامل البحث الجنائي الآن تحرص علي إعادة تمثيل الجريمة بهدف الوقوف علي أسبابها ودوافعها لتلافي تكرارها في المستقبل.. فأين السينما الروائية.. بل وحتي التسجيلية من كل هذا؟ أم أن السينما عندنا اكتفت هي الأخري "بالفرجة"؟

الجمهورية المصرية في 8 فبراير 2006

 

مقعد بين الشاشتين

الآباء الصغار 

بقلم : ماجدة موريس

* هل يكبر الأولاد والبنات بسرعة في هذا الزمن؟!.. وهل يشيب الأطفال قبل أوانهم الآن؟!.. وهل أصبحت المعرفة عبئاً علي الطفولة؟!.

أسئلة يسألها كل واحد منا لنفسه مراراً في مواقف عديدة يكتشف فيها أن الأطفال.. لم يعودوا أطفالاً. وأن كلماتهم لم تعد بريئة. كما كانت في الماضي.. وكذلك أفعالهم.. هذا العالم الكبير المليء بكل ما يلخص الحياة الآن يتعرض له فيلم "الآباء الصغار" الذي يعرض في دور العرض الآن. وعنوان الفيلم يشير إلي كونه فيلما عن الصغار. ولكن رؤيته تثبت أنه فيلم للكبار أيضاً. فيلم مسل علي مستوي الحدوتة. وخفيف الدم علي مستوي الضحك. وجيد علي مستوي الصنعة. وأهم ما فيه هو ما يريد أن يقوله لنا من خلال أبطاله الكبار والصغار.. الكبار هم دريد لحام وحنان ترك. والصغار هم اكتشافات هذا الفيلم وللأسف لم أحفظ أسماءهم. ولكنهم ممثلتان: مراهقة تقوم بدور "نورا" الأخت الأكبر لأربعة أشقاء.. وطفلة لا يزيد عمرها علي أربعة سنوات تقوم بدور "غزالة" الصغيرة. وهي طفلة مدهشة في حضورها وجاذبيتها وذكائها علي الشاشة. بينما تتميز "نورا" بأداء طبيعي. ثم ولدان قاما بدور "جابر" الكبير و"معن" الصغيرة وهؤلاء الأربعة أبناء لعريف الشرطة "ودود عبدالرحمن" الذي قوم بدوره الفنان الكبير دريد لحام. تموت زوجة ودود راضية "سلمي المصري" تاركة الزوج والأربعة. ويضطر ودود إلي ترك دراسته في كلية الحقوق بعد أن وصل إلي سنتها الأخيرة من أجل عمل آخر يكمل به إعالة الأسرة بعد أن ضاع مرتب الزوجة بموتها. ويكتشف الأبناء أن أباهم أصبح غائباً طوال الوقت من عمل لعمل. كما أنه ترك حلمه وحلم الأم الراحلة بإكمال الدراسة حتي يترقي يرتفع اجتماعياً ومادياً. ويقرر الأربعة مساعدة الأب بمساعدة أنفسهم أولاً. ويرتفع الصغار إلي مستوي المسئولية. بقيادة "نورا" يبحثون عن عمل. كل ما يلائمه. ويخلون غرفة في المنزل لتأجيرها. وتكون "أمل" الباحثة المصرية "حنان ترك" هي المستأجرة والتي تدور بينها وبين الأولاد والبنات قصص وحكايات. يزيدها اشتعالاً خوف الصغار من تعلق أبيهم بها. غير أن "السيناريو" الذي كتبه دريد لحام وراجعه رفيق الصبان. لا يسير علي "خط سير" الأفلام التي طرحت فكرة قريبة من هذه. فليس من الضروري أن يقع الأب في حب المرأة الجديدة. وليس من الضروري أيضاً أن تتحول أية علاقة بين أرمل وأبنائه مع امرأة أخري إلي زواج وحب لأن الحياة بها آفاق أوسع وأنواع أخري من الحب.. هكذا يؤكد الفيلم في نهايته. حيث تأكدت قيمة الأم حتي بعد رحيلها.. وقيمة الصداقة والمحبة الخالصة. وقيمة الإحساس بالمسئولية لدي الأولاد والبنات.. وقيمة العلم أيضاً لدي الجميع. وهذا ما يصلنا من الفيلم بهدوء وجمال. وكنت أتمني أن يكون أجمل بدون الأغنيتين اللتين قدمتهما حنان ترك مع أسرة ودود. وباستثناء الأغنية الأخيرة. فلم يكن هناك حاجة لأغاني مركبة من مقاطع لأغنيات مصرية وسورية تعبيراً عن هوية الفيلم وعناصره. وسواء أكان فيلماً سورياً لأن مخرجه دريد لحام. سوري.. أم كان فيلماً مصرياً لأن منتجه يوسف الديب. مصري.. فإنه فيلم جميل ناطق بالعربية وقادر علي تقديم قصة موجودة في كل مدينة عربية. ناهينا عن أنه أول فيلم يشارك في بطولته أطفال علي هذا النحو الذي لا يقصد استغلال الطفولة في مشروع تجاري. وإنما مشروع ثقافي إنساني يرتقي بالمشاعر الإنسانية..

فتحية ل"لآباء الصغار" ولكل من شارك فيه خاصة الذين لم أحفظ أسماءهم كمدير التصوير والإضاءة والمونتير. ويا ليت الفنان دريد لحام صاحب أفلام "الحدود" و"التقرير" أن ينشط ولا يتوقف طويلاً بعد "الآباء الصغار".

التقديم .. تهذيب وإصلاح

* علي مدي يومين رأيت محمود سعد. أولاً في برنامج جديد هو "اليوم السابع" علي شاشات فضائية. يحاور المحامي طلعت السادات وأم المتهم بقتل ثلاث عائلات في الصعيد. ويبدو أي مقدم البرنامج مهزوزاً خائفاً من استكمال المناقشة بصراحته المعهودة في مثل هذه الموضوعات. وبعدها كان في "البيت بيتك" أسداً مستأسداً علي ضيفة لها قضية تحولت إلي قضية رأي عام. لأن حالتها تنطبق علي 15 ألف حالة مثلها وهي هند الحناوي.. تعامل محمود سعد معها بصلف وكأنه يمتلك الحقيقة المطلقة. ناسياً كل قواعد الحوار التي يعرفها جيداً منذ سنوات تعامل خلالها مع أصناف عديدة من البشر. خاصة الفنانين. وكانت ميزاته الأساسية هي البشاشة والهدوء والحيادية. والإلمام الكامل بكل المعلومات حول القضية التي يناقشها. وزاد الأمر سوءاً أسلوب زميله في البرنامج تامر بسيوني. المتعالي والمتعجرف مع نفس الضيفة. لكن تامر مازال في سنة أولي تقديم. بينما تجاوز محمود هذه المرحلة. وأرجو ألا يكون قد غير منهجه الذي كسب من خلاله المشاهد. وإلا يتحول تقديم البرامج إلي إصلاح وتهذيب.. وربما عقاب للضيوف. كما رأينا في هذه الحلقة التي كانت تحتاج لإعداد أفضل كثيراً.

الجمهورية المصرية في 8 فبراير 2006

 

دراسات فى السينما المصرية وصناعة النجم

عيد عبد الحليم  

عن سلسلة "آفاق السينما" بالهيئة العامة لقصور الثقافة صدر كتاب "دراسات فى السينما المصرية" للناقد كمال رمزى والذى يقدم فيه جانبا مهما من دراساته الجادة عن السينما المصرية وفنانيها فى مراحلها المختلفة مرورا بالاجيال المتعاقبة خلال المشوار الطويل الذى يقارب المئة عام حالياً، الى جانب تحليل وتقييم عدد من الافلام العربية التى ارتبطت بهذه الدراسات.

وقد جاء الفصل الاول تحت عنوان "تطور صورة النجم على شاشة السينما المصرية" والذى تتبع فيه كمال رمزى صورة النجم بداية من بدر لاما حتى الآن، ويعد "لاما" رائدا فى هذا المجال بداية من تقمصه لدور الفارس العربى فى افلام "قبلة فى الصحراء" عام 1928 و"معروف البدوي" و"ابن الصحراء" و"البدوية الحسناء" الى ان ظهر فى دور "صلاح الدين الايوبي" فى فيلم يحمل نفس الاسم اخرجه شقيقه "ابراهيم لاما" عام 1941.

ويرى كمال رمزى ان بدر لاما تمتع بوجه رومانسى شفاف، حالم، ملائكى الملامح، يوحى بالصدق ويبعث على الثقة، عيناه ذكيتان، يتجلى فى نظرتهما قدر غير قليل من الحزن النبيل، جسمه ــ على الرغم من نحافته ــ يتسم بالمرونة، رياضى الطابع، يتيح له فرصة القفز والعدو والمناورة بحصانه والمبارزة والالتحام، وهو بهذه الملامح، وبوقوفه الى جانب الطرف المظلوم، وبمواجهته للاعداء، الاشرار، بجلد وعزيمة، حفر مكانه بعمق فى افئدة جمهور الثلاثينيات والاربعينيات.

اما يحيى شاهين ــ فمن وجهة نظر ناقدنا ــ فانه قد استكمل الجانب الرومانسي، عند بدر لاما، وتقدم به خطوات للامام، يحيى شاهين الفارع القوام، الذى يجيد التعبير بوجهه عن الانفعالات العاصفة لفت الانظار اليه عندما قدم قيس ــ اشهر الأحبة العرب ــ على خشبة المسرح، وانتقل الى السينما، مرتديا الملابس البدوية تارة، والعربية تارة اخري، ليقدم "سلامة" لتوجو مزراحى 1945، و"سلطانة الصحراء" 1947، و"ليلى العامرية" 1948، و"الفارس الأسود" 1954، والافلام الثلاثة لنيازى مصطفي.

ويرى كمال رمزى ان يوسف وهبى الذى سطع نجمه عندما قام ببطولة "أولاد الذوات" لمحمد كريم عام 1932 قد جاء الى السينما من باب المسرح، لذا حمل معه الكثير من تقاليده ووسائله التعبيرية فقد كان اداء يوسف وهبي، على خشبة المسرح، يتسم بالمغالاة، سواء فى نبرات الصوت، او حركة اليدين، فانه فى السينما بحكم رهافة الميكروفون وحساسية الكاميرا، قد خفف من هذه المغالاة، وان كان أثرها يظهر بين الحين والحين.

وقد قام يوسف وهبى بكتابة سيناريوهات الكثير من افلامه، كما قام باخراجها، وبالطبع كانت البطولة له، وربما تتضمن هذه الافلام نوعا من النقد الاجتماعي، ولكنه نقد من النوع الآمن، لا يمتد للجذور، ويكتفى بالادانة الاخلاقية.

أما الفصل الثانى فجاء تحت عنوان "العصر الذهبى للسينما العربية" وفيه قدم كمال رمزى بانوراما نقدية حول أهم نجمات السينما العربية بداية من أمينة رزق حتى الآن، والتى جسدت مجموعة من الادوار ذات الطابع البريء، فقد قللت أمينة رزق من بكائية الأداء، من دون ان تتخلى عنه تماما وهذا الاداء، الذى لا يخلو من بكائية سيمتد الى اداء العديد من النجمات مارى كويني، فاتن حمامة، ومريم فخر الدين. فى الوقت الذى كانت أمينة رزق وهى ما تزال فى سن الشباب تميل الى تمثيل أدوار الامهات، المضحيات فى سبيل أبنائهن، واصلت مارى كوينى تجسيد شخصية الفتاة البريئة المحبة الطاهرة، المغلوبة على امرها، لم تأت مارى كوينى كامتداد لأمينة رزق، ذلك انها ظهرت على الشاشة فى الوقت ذاته الذى دخلت فيه امينة رزق عالم السينما. وما تشابه ادوارهما فى افلامهما، الا بسبب نظرة صناع السينما الى المرأة، فضلاً عن ان كلتيهما تعبران ــ على نحو ما ــ عن واقع الفتاة العربية او المصرية.

السينما الواقعية

وعن بداية السينما الواقعية فى مصر يجيء الفصل الثالث حيث يؤكد كمال رمزى انها بدأت تظهر مع فيلم "لاشين" لفرتيز كرامب 1938، و"العزيمة" لكمال سليم 1939، و"السوق السوداء" لكامل التلمسانى 1945.

وعن ندرة السينما الواقعية يرجع الناقد اسبابها الى عدم توافر المناخ الثقافى الملائم، الذى تنشأ فيه الواقعية وتتبلور وتزدهر، فاذا نظرنا الى افلام الشوارع، مثلاً فى المانيا فى العشرينيات سنجد انها توافقت مع نمو الواقعية فى كل من المسرح والرواية، كما واكبت، وعبرت عن روح التذمر التى انتشرت هناك، خصوصا بعد الهزيمة فى الحرب العالمية الاولي، ومن ناحية اخري، كان لحيوية الافكار الثورية أثر قوى فى التفات السينما الى قضايا وهموم الانسان العادى الذى يعانى من البطالة والتعاسة، وبالطبع، تلاشى هذا الاتجاه الواقعي، مع وصول النازى بقبضته الحديدية، الى الحكم عام 1933، فوضع حدا لتلك الافلام التى اطلق عليها بعض النقاد اسم الواقعية الجديدة ذات النكهة الاشتراكية.

الشخصيات التاريخية

ويجيء الفصل الرابع تحت عنوان "الشخصيات التاريخية فى السينما العربية" فيشير كمال رمزى الى ان الفيلم التاريخى يعد ــ فى معظم دول العالم ــ من اهم الاشكال السينمائية واكثرها خطراً فى نفس الوقت، فهو بحكم امكانيات اللغة السينمائية يستطيع ان يخلب لب المتفرج، وان يقنعه بصدق تحليلاته.

وقد بدأت الافلام التاريخية فى السينما المصرية بفيلم "شجرة الدر" عام 1935 بطولة وانتاج آسيا واخراج احمد جلال وهو فيلم مضطرب من ناحية التقنية الفنية لاعتماده على الدوبلاج، اى تسجيل الصوت بمعزل عن الصورة، مما ادى الى عدم تطابقهما، كما اعتمد فى الحوار على اللغة العربية التى لم يُجدْها البعض، ولم يكن المخرج موفقا فى ادارته للمجاميع التى بدت حركتها مرتجلة، مرتبكة، حسب رأى النقاد المعاصرين للفيلم.

ويرى كمال رمزى ان أهم الافلام التاريخية العربية هو "اسد الصحراء" بطولة انطونى كوين، اخراج مصطفى العقاد.

موقع "العرب أنلاين" في 8 فبراير 2006

سمير فريد.. ومغامرة النقد

أمل الجمل 

"الفرصة بنت جميلة راكبة عجلة بدّال.. حلمك لو يوم يلمسها .. تديك أكثر ما بتحلم .. الفرصة بتعرف ناسها واللي بتفوته بيندم .. العاقل لو يلحقها يتبدل بيه الحال.." ترددت في أذني تلك الكلمات من أغنية "محمد منير" وأنا أقرأ حوار "سمير فريد" مع "وائل عبد الفتاح" في كتابه "مغامرة النقد " الذي أصدره المهرجان القومي الحادي عشر للسينما المصرية ".

لا شك أن الناقد والمؤرخ السينمائي " أو كما يحلو للبعض أن يسميه "عميد" النقاد السينمائيين العرب " سمير فريد" سعيد الحظ بدرجة كبيرة .. في الثالثة والعشرين من عمره سافر أول مرة إلي مهرجان " كان" السينمائي الدولي عام 1967.. وقتها من يذهب إلي هذا المهرجان كان يحصل علي رتبة في النقد السينمائي علي مستوي العالم .. في هذا العام شاهد " أنتونيوني " وتحدث معه بعد عرض فيلم " بلو آب ". وربما لهذا السبب كما يقول "فريد ": "لم تعد الأسماء الكبيرة في عالم السينما بالنسبة إليه مثل آلهة اليونان القدماء."

بسبب حضوره المهرجان انهالت عليه دعوات من مهرجانات سينمائية آخري في عام 1968.. ساعدته المصادفة في نشر مقالاته الأولي وهو تحت التمرين عام 1964 وكان لا يزال طالبا .. رأيته سعيد الحظ أيضاً لأنه تتلمذ علي ايدي " يونان لبيب رزق", "محمد مندور، سعيد الحظ لأنه وجد من يعلمه ويرشده إلي ما يقرأ, فأستاذه " أنور المعداوي "جعله يقرأ أعمال " نجيب محفوظ " وهو في الثانوية, كما منعه من قراءة بعض الكتاب, مثل يوسف السباعي, وإحسان عبد القدوس, وأنيس منصور, ومصطفي محمود , حتي ينضج وتتكون لديه مناعة فيعرف ماذا يأخذ منهم وماذا يترك. كانت تجمعه الجلسات بأساتذته علي المقاهي يتحدث معهم في الأدب والفن والثقافة, هناك تعرف علي "رجاء النقاش " الذي أقنعه بضرورة أن يهتم بالسياسة قدر اهتمامه بالأدب والفن .. أما موقفه اليساري فجاء من ممارسة التمرد والمعارض خاصة بعد هزيمة 1967.

والتمرد ملمح واضح في شخصية "فريد" منذ صباه. لكنه تمرد مدروس بدقة شديدة.. هو لا يزال يبث التمرد في نفوس السينمائيين الشباب.. يشجعهم علي التحرر من قيود ونصائح أبناء جيله.. تستهويه الشخصيات المتمردة، الشخصيات التي لا تُؤمن بالآلهة البشرية، وتسعي لتحطيمها. في البداية تمرد علي عائلته، وبعد تخرجه تمرد علي الصحافة الفنية الموجودة شكلا ومضموناً فأصبح ناقداً مختلفاً.. تمرد علي منعه من النشر فكتب باسم مستعار" كامل توفيق " الاسم الأول من التلمساني وصالح .. ربما يكون أول من وصف نفسه بالناقد السينمائي.

في بداية عمله بالنقد السينمائي كانت وجهة النظر السائدة بين الكتاب والمفكرين أن السينما تُوضع في مرتبة أدني من المسرح.. يقول "سمير فريد ": " لم يكن هناك من اهتم بالسينما غير "محمد حسنين هيكل" علي نحو ما .. الوحيد الذي رأي السينما كان " طه حسين " الذي لا يبصر، لكن كانت لديه "البصيرة الأعمق.

كان حلم "فريد" أن يستقل النقد السينمائي، أن يصبح مثل نقد الأدب أو المسرح. لهذا جمع مقالاته ونشرها في عام 1966 في كتاب "سينما 65 "، دون النظر إلي أهميتها، لكن ليتساوي مع نقاد الأدب والمسرح .. وحينما دعاه لطفي الخولي للنشر في " الطليعة " طلب أن يتساوي أجر مقال النقد السينمائي مع مقال النقد الأدبي.. بعد صدور كتابه الأول أجمع ثلاثة كتاب منهم " أنيس منصور " و"وحيد النقاش " علي وجود ناقد يفكر في السينما ويري أنها لغة وأن الفيلم له مؤلف صاحب رؤية.

الحوار مليء بالمشاغبات والاعترافات، اعتراف بالأخطاء وإعادة تقييم بعض المواقف. يعترف "فريد "أنه مسئول عن تسييس السينما ويقصد أنه أعطي قيمة لأعمال أكبر من قيمتها، لأنها لاقت هوي سياسيا أو لعبت علي أفكار من العيار الثقيل. كما يعترف أنه ساهم في ترويج أفكار عن السينما مثل " سينما المثقفين» التي تلعب علي فكرة غامضة هي "المتعة الذهنية ". في ترويج مصطلحات احتقرت متعة الحواس واستسلمت لفكرة تبعية السينما إلي مؤسستي السياسة والفكر.. يعترف أنه بالسياسة ظلم مخرجين مثل حسن الإمام وحسين كمال، أنه بالغ في تقدير قيمة صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح علي حساب مخرجين آخرين عظام مثل هنري بركات وكمال الشيخ . لكنه رغم كل اعترافاته يردد قول " سارتر" :

" أن الكلمة المطبوعة تدمغ صاحبها إلي الأبد. "

عندما أنظر إلي مشواره أقول لنفسي: ربما عمله بالنقد السينمائي كان وليد المصادفة أو ضربة حظ. لكن المؤكد أنه أصبح مشروع حياته الذي استولي علي عقله وقلبه، فألقي بنفسه فيه بإخلاص شديد.. اتبع منهجاً علمياً في التوثيق, وأسلوباً مغايراً في نقد الأفلام.. استغرقه مشروعه النقدي تطلب سنوات من الجهد والصبر والعمل الدءوب ليحققه، وليصل إلي مكانته التي أصبح عليها.           

الأهالي المصرية في 8 فبراير 2006

 

"فرنكنشتاين" يبلغ الخامسة والسبعين:

الولادة المتجددة لسينما الرعب

جهاد الترك 

خمسة وسبعون عاماً على الإطلالة الأولى للشخصية الأسطورية "فرنكنشتاين" التي ألهمت عدداً من كبار المخرجين الذهاب خطوات أبعد في عالم الرعب السينمائي. والأرجح أنه لولا الممثل بوريس كارلوف الذي جسّد هذه الشخصية للمرة الأولى في العام 1931، لتعذّر بقاؤها في ذاكرة الفن السابع حتى اليوم. قيل عن هذا الممثل القدير في ثلاثينات القرن الماضي، أنه يشكل وحده سفيراً للرعب لا يهدأ له بال قبل أن يستكمل رسالته في عالم السينما.

بدا بوريس كارلوف، البريطاني الجنسية، نموذجاً مناسباً لاستثارة مخرجي الرعب في العقد الرابع من القرن العشرين. في تلك الأثناء، كان الكتّاب منهمكين في وضع سيناريوات تعالج موضوعات غرائبية، بدا أن الفن السابع بأمسّ الحاجة إليها لإعادة إطلاق عجلة السينما بشروط أكثر جاذبية للمشاهدين. ساهم في ذلك، رواج سلسلة من الروايات العلمية ذات الطابع الخرافي التي تبحث عن الحقيقة في ما وراء الظواهر المرئية. يضاف الى ذلك، أن السينما في حد ذاتها، أخذت، وقتئذ، تستشعر بأهمية هذه "الموجة الجديدة" على مستوى ما تستلزم من تقنيات متطورة في مجالات الصوت والصورة. والدليل أن شخصية فرنكنشتاين كانت حافزاً قوياً لبلورة شخصية سينمائية أخرى كان لها وقعها في الفن السابع، هي: "كينغ كونغ" التي ظهرت على الشاشة الكبيرة للمرة الأولى في العام 1932. كما عمل فيلم "فرنكنشتاين" مخرجين كباراً، بعد ذلك، على تطوير شخصية خرافية أخرى هي "دراكولا" التي أدخلت الى السينما قشعريرة عميقة من الرعب غير المألوف.

طغت شخصية فرنكنشتاين ذات السحر السينمائي الغامض والجذاب على سائر الأعمال التي شارك فيها كارلوف بعد ذلك. يرى النقاد أنه وُصم بهذا الدور حتى أنه لم يعد بمقدوره التملّص منه. ومع ذلك، يرى نقاد آخرون، وهذا هو الأرجح، أن كارلوف لم يرغب، في حقيقة الأمر، في الانتقال الى تقمّص أدوار درامية أخرى لم تكن لتلقى صدى قوياً في توجهه السينمائي. بدا مصرّاً على التوغل في عالم الخوف الإنساني الدفين. وجد فيه مادة سينمائية تفوق أهمية سواها. عمد بعد ذلك الى تجسيد أدوار لا تقل رعباً عن "فرنكنشتاين" كما في "البيت الداكن القديم" و"القطة السوداء". غير أنه بلغ القمة في فيلم اعتبر نموذجياً في إدارة الرعب في المخيلة الإنسانية هو "خاطف الجثث"، أدى فيه كارلوف دوراً استثنائياً وهو يسطو على المقابر سارقاً أجساد الأموات ليزود بها كليات الطب لقاء أثمان كبيرة. حافظ على مسيرته حتى وفاته في العام 1969 وقد تجاوز الثمانين مؤكداً أنه السفير الحقيقي للرعب في السينما. من أفلامه الهامة: "قناع فومانشو"، "المومياء" و"الأهداف". وكان هذا الأخير الفيلم الذي ختم به حياته السينمائية الحافلة بإيحاءات الرعب.

المستقبل اللبنانية في 8 فبراير 2006

 

غداً انطلاق مهرجان برلين الـ 56

طغيان السياسة والواقع القاسي 

ينطلق غداً مهرجان برلين السينمائي السادس والخمسون في ما أصبح محطة سنوية لعشاق السينما وموعداً بارزاً بين المهرجانات السينمائية العالمية. يصف المتابعون الدورة هذه بالقوية نظراً الى تصدر عناوين مثل العنف والادمان والفساد السياسي والاغتصاب وطرد الارواح. يفتتح المهرجان غداً بشريط مارك ايفانز Snow Cake مع سيغورني ويفر وآلان ريكمن في الدورين الاساسيين حيث يلعب الأخير دور رجل يتسبب بمقتل فتاة هي ابنة سيغورني المتوحدة. تنصب العيون على ليلة الافتتاح في المهرجانات السينمائية حيث يحتشد النجوم وتسلط الاضواء. مهرجان برلين لم يكن حتى سنوات قريبة من المنصات العالمية للنجوم مثل مهرجاني كان وبرلين ولكنه يسعى الى ذلك منذ بعض الوقت. قبل عامين، لم يوفق بالافتتاح عندما غاب نجماه نيكول كيدمن وجود لو بطلا Cold Mountain. في المقابل حضر العام الفائت نجما فيلم الافتتاح كريستن سكوت توماس وجوزيف فاينس ولكن الفيلم لم يُستقبل جيداً. فيلم الافتتاح هو واحد من ستة وعشرين فيلماً في القسم الرسمي، 19 بينها تتنافس على جوائز الدب الذهب لافضل فيلم والدب الفضة لافضل اخراج وتمثيل. الى شريط الافتتاح، يترقب المتابعون افلاماً مثل A Prairie Home Companion جديد روبرت آلتمن منذ Gosford Park، The New World لتيرينس ماليك الغائب منذ The Thin Red Line عام 1998، The Road to Guantanamo للبريطاني مايكل وينتربوبتوم عن تجربة ثلاثة بريطانيين في معتقل غوانتانامو، The Tiger and the Snow للايطالي روبرتو بينيني، Comedy of Power للفرنسي كلود شابرول، Find Me Guilty لسيدني لوميت في اطار دراما فضائية الذي يعيد الى الاذهان فيلماً آخر للمخرج الثمانيني هو !2 Angry Men، Offside للايراني جعفر باناهي عن ولع النساء الايرانيات بكرة القدم.

ثلاثة على الاقل من النجوم المتربعين على العرش لهذا العام بسبب ترشيحات الاوسكار سيحضرون وهم: جورج كلوني وفيليب سايمور هوفمن وهيث ليدجر. ينضم اليهم كل من فين ديزل وايزابيل هوبير وناتالي بورتمن وايزابيللا روسيلليني وميريل ستريب وايان ماكلن...

تترأس لجنة التحكيم الممثلة البريطانية تشارلوت رامبلينغ ويستمر المهرجان حتى 19 شباط/ فبراير الجاري. على الرغم من تأكيدات رئيس المهرجان ديتر كوسليك على ابتعاد المهرجان من اي نهج او شعار، الا ان الصحافة الالمانية تشير الى ولع مهرجان برلين القديم بالسياسة وتعتبر الدورة الحالية "سياسية فوق العادة".

المستقبل اللبنانية في 8 فبراير 2006

 

سينماتك

 

حوادث غرق السفن في السينما: لعنة "تيتانيك".. تصيب الجميع في مقتل!

نجمة الرومانسية تحولت إلي "شبح".. والحقيقة أصبحت زعيمة سياسية!

السينما عندنا لا تقترب من الكوارث.. وتفضل "النكت والتهريج"!

محمد صلاح الدين

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك