كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

جديد الموقع

 

لم يكن فيلم ويجا هو الفيلم الأول الذي يرفضه الأزهر بسب قيام إحدي بطلاته بإرتداء الحجاب في أحد المشاهد كوسيلة لمقابلة صديقها في شقته بالحي الشعبي الذي يعيش فيه‏,‏ فقد سبقه أفلاما كثيرة في تاريخ السينما أهمها حب الأمير ـ ثورة الصحراء ـ الشيخ حسن ـ الرسالة ـ المهاجر أفلام رفضها الأزهر لأسباب اقتنع بها مشايخه ورفضها مئات المبدعين‏,‏ المثير أن ما يرفضه الأزهر يرحب به المبدعون ويصفق له الجمهور وعلي سبيل المثال فيلم الرسالة الذي رفض عرضه في مصر وحقق مخرجه ومنتجه مصطفي العقاد شهرة عالمية لم يسبقه إليها مخرج عربي سوي يوسف شاهين‏,‏ وحقق الفيلم جماهيرية كبيرة في الداخل والخارج وتتهافت القنوات الفضائية علي عرضه حاليا‏.‏

الأهرام العربي تكشف في هذا التقرير النقاب عن قائمة الأفلام المرفوضة أزهريا والمجازة رقابيا‏.‏

أولا‏,‏ الأفلام التي اصطدمت بالأزهر كان سيناريو فيلم حب الأمير عام‏1926‏ تأليف وداد عرفي‏,‏ وإنتاج وإخراج الفرنسي ماركوس‏,‏ وبطولة يوسف وهبي‏,‏ والذي تدور أحداثه حول حياة الرسول الكريم حيث تدخل الأزهر ومنع الفنان يوسف وهبي من تمثيل دور النبي صلي الله عليه وسلم‏,‏ وكان دعم الرئيس كمال أتاتورك ـ الذي أسقط الخلافة العثمانية ـ للفيلم عاملا مستفزا ليس للأزهر وحده ولكن للملك فؤاد أيضا‏,‏ فالنوايا التركية من إنتاج الفيلم ليست الدعاية للدين الإسلامي كما قيل‏,‏ وإنما الحفاظ علي النفوذ الديني لتركيا‏,‏ رغم سقوط الخلافة واستخدام السينما في الدعاية كأسلوب حديث‏,‏ وكان الملك فؤاد في هذا الوقت يسعي للتحالف مع الأزهر لدعمه وتنصيبه خلافة للمسلمين‏,‏ فأستغل فتوي شيخ الأزهر التي نشرت بالصحف أثناء المعركة والتي يحرم فيها تصوير الرسل والأنبياء والصحابة ووجه تحذيرا ليوسف وهبي يهدد فيه بسحب الجنسية المصرية عنه والنفي خارج مصر‏,‏ إذا مثل دور النبي في الفيلم‏,‏ ورد الفعل العنيف هذا جعل يوسف وهبي يخرج عن صمته ويتحدث في جريدة الأهرام تحت عنوان كيف يصورون النبي صلي الله عليه وسلم قائلا‏:‏ أطلعت في عدد الأمس علي مقال كتبه مسلم غيور وبه يشكو إلي ولاة الأمور ما قرأه في مجلة المسرح عن عزمي علي تمثيل رواية النبي محمد بشكل وهيئة لا تليق بكرامة النبوة ولا تتفق مع عظمة الدين‏,‏ مع أن هذا خبر كاذب وحقيقة لا أصل لها‏,‏ سيدي إني إذا كنت قد رضيت أن ألعب هذا الدور في السينما‏,‏ فليس إلا لرفعه شأن محمد صلي الله عليه وسلم‏,‏ وتصويره أمام العالم الغربي بشكله اللائق وحقيقته النبيلة خاصة عندما قال لي منتج الفيلم إذا رفضت القيام بهذا الدور فسيلعبه أجنبية غيرك لا يعلم عن الدين الإسلامي شيئا‏,‏ وفي نهاية حديثه قال يوسف وهبي‏:‏ ليس الغرض من هذا الفيلم سوي الدعوة والإرشاد للدين الإسلامي الذي تعضده الحكومة التركية‏.‏

ثورة الصحراء

وتدخل الأزهر للمرة الثانية ومنع تصوير فيلم ثورة الصحراء عندما كشفت مجلة الصباح أواخر عام‏1929,‏ تحت عنوان صح النوم أيها العلماء فتاة تمثل النبي محمد عن عزم شركة أمريكية الحضور للقاهرة لتخرج فيلما عن البعثة المحمدية باسم ثورة الصحراء من تأليف فتاة مصرية وإنهم أسندوا دور النبي محمد صلي الله عليه وسلم إلي الممثلة بيبي دانلز‏,‏ ودور السيدة خديجة للممثلة نتيار سيتورات‏.‏

وفي عام‏1930‏ أبدت جمعية الشبان المسلمين احتجاجها في الصحافة ولدي رئيس الوزراء عندما أبدت إحدي الشركات الأجنبية رغبتها في تصوير قصة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين‏.‏

الشيخ حسن

وبعد سنوات من هذه الوقائع وفي عام‏1952‏ ثار الأزهر والكنيسة معا ضد الفنان حسين صدقي‏,‏ منتج ومخرج فيلم ليلة القدر الذي قام ببطولته مع هدي سلطان وليلي فوزي واستفان روستي ومنسي فهمي وعبدالوارث عسر‏,‏ وطالبوا بمنع عرضه ـ وحدث هذا بالفعل ـ لأن الفيلم سيعمل علي إشعال الفتنة الطائفية‏,‏ حيث تدور أحداثه حول حسن الطالب المتدين في كلية الشريعة الذي يتضايق من والده حيث دأب مع مجموعة من أصدقائه علي تدخين الحشيش وفي أحد الأيام يثور حسن علي والده الذي اعتبر تصرف ابنه خروجا عليه‏,‏ فأقسم يمينا بالطلاق بطرده من منزله‏,‏ فيخرج الابن هائما لا ينوي علي شيء حتي يعثر علي شاب مسيحي يطلب منه أن يعلمه اللغة العربية نظير أجر فيرحب حسن بذلك وأثناء ذلك يتعرف علي لويزا شقيقة الشاب ويقع في حبها ويتزوجها وعندما تعلم أسرة الفتاة بهذا الزواج تطردها‏,‏ فتعيش الفتاة مع زوجها المسلم وهذا الحادث يؤثر علي صحة أمها وتعلم الابنة بمرضها‏,‏ فتذهب لزيارتها فيطردها الأب‏,‏ لكن الأم وقد ساءت حالتها تتوسل إلي زوجها فيقبل توسلها بشرط أن تنفصل عن زوجها بالطلاق‏,‏ ويتم الطلاق بالفعل وتتماثل الأم للشفاء وتفاجأ لويزا بأنها حامل وتحزن لفراق زوجها‏,‏ ويأتي يوم الوضع فتتعسر الولادة وتلد طفلة‏,‏ وعندما يعلم حسن بهذا ويقتحم المنزل وتسمع الفتاة صوته فتثور وتتحرك من فراشها وهي مريضة لتري زوجها ولكنها تسقط مغشيا عليها وبينما هي تحضر يأتي القسيس ليباركها بصليب فتأبي الفتاة نصائحه وتعترف له بأنها مسلمة وتنطق بالشهادتين وتتلو بعض آيات القرآن الكريم وتطلب من القسيس أن تدفن في مقابر المسلمين‏,‏ ثم تموت ويتسلم الزوج طفلته وتنتهي القصة بزواج حسن من جارته التي كان ينوي الزواج منها قبل عثوره علي الفتاة المسيحية‏.‏

وما إن عرض الفيلم أيام‏13‏ و‏14‏و‏15‏ مارس‏1952‏ حتي واجهت وزارة الداخلية سيلا من الاحتجاجات علي السماح بعرضه من كل الطوائف المسيحية‏,‏ ثم مذكرة بتوقيع الأب روبير شديد والأب عيروط‏,‏ المدير العام للجمعية الكاثوليكية للمدارس المصرية بالنيابة غن غبطة البطريك مرقص الثاني وفريد المزاوي عن المركز الكاثوليكي قالوا فيها‏:‏ إننا نعرب عن الأسف العميق والخشية عما يترتب علي استمرار عرض فيلم ليلة القدر من عواقب وخيمة تهدد الوحدة الوطنية وتشيع روح التفرقة وتكاد تحرض علي التحلل من الروابط الوطنية وتوحي إلي الفتيات المسيحيات بالخروج عن دينهن‏,‏ إذ حشر في موضوعه وفي سياق الأحداث التي دارت فيها بما يحط من الدين المسيحي‏,‏ ويخالف تعاليمه‏,‏ وتنتهي المذكرة بالقول إن الفيلم يقصم روابط الوحدة الوطنية في الظروف الدقيقة الحالية التي كثرت فيها الحوادث المماثلة وإزداد فيها جذع المسيحيين‏,‏ وسرعان ما تستجيب وزارة الداخلية لبرقيات الاحتجاج خاصة بعد تدخل الأزهر وفضيلة الشيخ شلتوت‏,‏ وتم سحب الفيلم من دور العرض وهو الموقف الذي يحييه بطريرك الأقباط الكاثوليكي في رسالة شكر لوزير الداخلية‏.‏

ولم تنته قصة الفيلم عند هذا الحد‏,‏ ففي عام‏1954‏ تقدم منتجه ومخرجه حسين صدقي‏,‏ من جديد يطالب بالترخيص بعرضه نظرا لما تحمله من نفقات باهظة في إخراجه‏,‏ لكن عبدالرحمن صدقي مراقب الشئون الفنية يطلب منه حذف أجزاء من الفيلم خاصة خروج الفتاة المسيحية عن دينها وكل ما يتعلق بالمسيحية‏,‏ ويستجيب حسين صدقي لهذه المطالب ويتم عرض الفيلم من جديد تحت اسم الشيخ حسن‏.‏

الرسالة

وفي عام‏1954‏ ارتفعت بعض الأصوات معترضة ومطالبة بتشديد القبضة علي بعض مشاهد الفتيات بالملابس المكشوفة ومناظر تعاطي الخمور وجاءت عن لجنة الفتوي بالجامع الأزهر الشريف فتوي للرقابة تفيد عدم ظهور النبي صلي الله عليه وسلم وبعض رجال الصحابة بشخوصهم علي الشاشة البيضاء وإلتزمت الرقابة بهذه الفتوي‏,‏ ولم تكتف الرقابة بهذا فحسب بل إنها كانت تسشير دائما رجال الأزهر في كثير من الموضوعات الإسلامية أو الحوار الديني أو القصص سواء في السينما أم المسرح أم الأغاني‏,‏ لهذا لم يكن مستغربا أن تمنع الرقابة فيلم الرسالة للمخرج مصطفي العقاد بناء علي تعليمات الأزهر لأن الفيلم الذي قام ببطولته عبدالله غيث ومحمد وفيق ومحمد العربي ومني واصف وغيرهم‏,‏ تظهر فيه شخصية حمزة عم الرسول عليه السلام‏.‏

كما أعترض الأزهر علي فيلم المهاجر بطولة يسرا وخالد النبوي وإخراج يوسف شاهين بحجة إنه يتحدث عن سيدنا يوسف عليه السلام‏,‏ وتم منع الفيلم رغم أن الكاتب ثروت أباظة كتب قصة الصديق برؤية عصرية وتم تحويلها إلي مسلسل تليفزيوني قام ببطولته محمد ثروت وحمدي الوزير وسوسن بدر وحمدي غيث‏,‏ ولم يعترض الأزهر وبتلك الموافقة وافق حمدي سرور‏,‏ رئيس الرقابة في هذا الوقت علي عرض فيلم المهاجر دون الرجوع إلي الأزهر‏,‏ وعندما اعترض الأزهر لوح له سرور بموافقته علي المسلسل‏.‏

الأهرام العربي في 28 يناير 2006

 

النقاد بعيدا عن رأي رجال الدين

ويجا غطاء براق يخفي فراغ السيناريو

تحقيق ـ أحمد السماحي 

مشهد واحد قامت بأدائه منه شلبي التي جسدت شخصية مريم في فيلم ويجا كان مثار الجدل طوال الأيام الماضية‏,‏ حيث كان طرفي الصراع بين بعض رجال الدين الذين يرون في الفتاة اللاهية مريم التي ارتدت الحجاب قبل ممارستها الجنس فيه قدر كبير من الإساءة للزي الإسلامي والطرف الآخر صناع الفيلم الذين يرون في تدخل الدين في الإبداع هو نوع من التعدي علي الحريات العامة‏.‏

لذا كان هذا التحقيق الذي أجمع فيه النقاد علي أن الفيلم في حد ذاته عملا فنيا لا يرقي إلي مستوي الضجة التي أثيرت حوله‏,‏ فتعالوا إلي تفاصيل السطور القادمة لاكتشاف الحقيقة وحدود التدخل من جانب رجال الدين وموقف الرقابة من الضجة المثارة حول الفيلم‏.‏

في البداية يقول الناقد طارق الشناوي‏,‏ أكثر المستفيدين من الضجة التي أثارها بعض رجال الأزهر هو فيلم ويجا نفسه وليس الخمار أو الحجاب أو الدين الإسلامي لأن كل المثقفين وكل الذين يؤمنون بالحرية سوف يجدون في دعوي رفض تصوير فتاة بالحجاب أو بالخمار أو حتي بالنقاب إهانة للدين الإسلامي‏,‏ وضد المنطق وضد العدالة‏,‏ والدليل إننا قدمنا في أفلامنا شيوخا يرتدون الزي الإسلاي‏,‏ ثم نكتشف إنهم مزورون أو سفاحون أو قتلة و من هنا أتصور أن تلك الدعوة سوف تصبح بمثابة اتهام ضد الإخوان المسلمين أو الأزهريين بعدم الإيمان بالجانب النقدي في العمل الفني‏,‏ ناهيك عن أن الفتاة في الفيلم مجرد لاهية اتخذت هذا الزي لارتكاب الفحشاء فهي دراميا لم تكن ترتدي الحجاب في حياتها ولكنها لجأت إليه كوسيلة‏,‏ وما حدث يعيدني أكثر من‏16‏ عاما لموقف مشابه في فيلم حرب الفراولة الذي أثار حفيظة بعض الأقباط في مصر عندما قدم مخرج الفيلم خيري بشارة حرامي أدي دوره محمود حميدة تشاركه يسرا في السرقة حيث ارتدي حميدة زي قسيس بينما ارتدت يسرا ذي راهبة لاقتحام بنك وغضب بعض الأقباط وفي الحالتين إن دل ذلك فهو يدل علي قصر النظر‏.‏

أما بالنسبة لتقييمي للفيلم فسيناريو خالد يوسف‏,‏ استغل ويجا للإمساك بقضيتين وهما رغباتنا المكبوتة إلي أي مدي تتملكنا وإلي أي مدي نستطيع أن نقاومها‏,‏ والثانية هي التسامح مع أخطاء الغير وألا ننسي أبدا إننا أيضا مخطئون وخطاءون‏,‏ ولكن السيناريو لم يستطع أن يسمو إلي مستوي الفكرة وكان خالد يوسف يتعسف في اللقاءات والأحداث والمواقف وجمل الحوار حتي تبدو الفكرة وكأنها غطاء براقا يخفي فراغ محتوي السيناريو‏.‏

فيلم عبيط

ويري الناقد مصطفي درويش‏,‏ أن الفيلم من الناحية الفنية ضعيف جدا وقصته عبيطة ومفتعلة ويتحدث عن مجموعة من الأشخاص المفترض إنهم أصدقاء لكنهم لا يراعون حق الصداقة ولا يشغلهم إلا البحث عن اللذات ويدخلون في علاقات جنسية متداخلة وفي متاهات الوسوسة وتحضير الأرواح عن طريق لعبة الويجا هذه اللعبة التي تذكرني بلعبة السبت التي أحضرها الكاتب الكبير أنيس منصور‏,‏ في الستينيات إلي مصر حيث تطفأ الأنوار ويتم تحضير روح أحد الموتي ويتم تحديد إجابتين نعم ولا‏,‏ واحدة علي يمين السبت والثانية علي شماله‏,‏ ويوجه السؤال للروح ويتحرك السبت الذي يمسكه في العادة طفلان ناحية الإجابة التي تراها الروح التي تم استدعاؤها من عالم الغيب‏.‏

ويضيف درويش أخطر ما في الفيلم أنه يدعو البنات إلي عدم الاهتمام بغشاء البكارة‏,‏ والتعاطف مع البنت المومس ـ النصابة التي تنصب شباكها علي الممثل ـ الذي لعب دوره هاني سلامة ـ وتوقعه في حبها ثم تسرقه وتختفي وبعد فترة وعندما يجدها يغفر لها‏,‏ ويطلبها للزواج فورا‏,‏ وهذا طبعا شيء غير معقول وإن دل علي شيء فيدل علي الحماقة‏.‏

متوسط القيمة

فيلم متوسط القيمة لا يستحق هذه الضجة لأنها ضجة مفتعلة ومخرجه يجيد الدعاية لنفسه ولأعماله بهذه الطلقات النارية بدأت السيناريست والناقدة ماجدة خير الله‏,‏ حديثها معنا‏,‏ وقالت قبل أيام من العرض الخاص للفيلم خرجت علينا الصحف تقول إن خالد يوسف بعث دعوة للمرشد العام للإخوان المسلمين لكي يشاهد الفيلم‏,‏ وفي اليوم التالي المرشد العام يرفض دعوة خالد يوسف وغيرها من الأخبار التي يجيد صنعها مخرج الفيلم الذي سبق وقال إن رئاسة الجمهورية غير موافقة علي تصوير فيلمه قرار بجواز جمهوري وأن زكريا عزمي طلب قراءة السيناريو وغيرها من الأخبار الكاذبة التي تعمل بلو حوله وحول أفلامه والتي يمكن أن نصدقها مرة لكن صعب أن نصدقها طوال الوقت أو عندما يعرض له فيلم جديد‏.‏

رجال الدين

أما الناقد كمال رمزي‏,‏ فيؤكد إنه لم يشاهد الفيلم حتي الآن لكنه بصفة عامة ضد تدخل رجال الدين في الأعمال الفنية خاصة أن هناك الكثير من القضايا التي تستحق أن ينشغلوا بها أكثر من مشهد أو جملة في فيلم لأنه لم يحدث في دولة من دول العالم أن أفسد فيلم ذوق وأخلاق البلد‏,‏ وتحت عباءة الدين تقع جرائم أخلاقية كثيرة لا يمكن أن ننكرها لمجرد إننا نكره ذلك‏,‏ والدليل علي صحة كلامي صفحة الحوادث في الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية المليئة بالجرائم والتي ترتكب تحت ستار الدين‏,‏ وما يحدث حاليا يرجعنا إلي التخلف والتردي الذي كان موجودا في العصور الوسطي حيث كانت الناس تعيش في تخلف شديد ويشغلون أنفسهم بأشياء تافهة مثل هل الملاك ذكر أم أنثي؟‏!‏ وهل يستطيع أن يدخل من خرم الأبرة أم لا؟‏!‏ وغيرها من المناقشات العميقة التي تذكرتها منذ أيام عندما خرجت علينا فتوي تقول إن اجتماع الرجل مع زوجته وهما عرايا يفسد الزواج‏!‏

مفاجأة

وبعد استعراضنا لرأي بعض النقاد السينمائيين كان لابد لنا من وقفة مع رأي رئيس الرقابة علي أبوشادي الذي أكد أنه لم تصل للرقابة أي اعتراضات رسمية ضد فيلم ويجا من أي جهة دينية وقال اتمني أن يكون الاعتراض من أشخاص شاهدوا الفيلم لأنني أؤمن وأحترم حق الاختلاف لكنني لست ملزما بهذه الآراء‏,‏ فالرقابة أقرت كل المشاهد حسب قوانينها الخاصة ولا يتضمن أي مشهد إساءة من أي نوع للعقائد لأنه جاء في سبق درامي مقبول‏.‏

وأضاف معلقا علي اعتراض ثلاثة علماء علي مشهد الحجاب نحن لن نستحوذ علي اختصاصات الأزهر كما أن الأزهر لن يسلبنا اختصاصاتنا وأتمني من علمائنا الكبار أن يخففوا لهجة الانتقاد حتي تليق بقيمة أسمائهم‏.‏

وأضاف‏..‏ أن موقف الرقابة سليم للغاية ومناهض لأي تحريض ضد ديانة ما‏,‏ كما إنه لن يسمح بانتقاد أي عقيدة في أي عمل فني مشيرا إلي إنه منذ تولي الرقابة كان حريصا علي اتباع نهج يسمح بفتح أبواب الحرية أمام الجميع وإسقاط العديد من المحاذير شريطة عدم الاقتراب من المقدسات أو الثوابت الدينية‏.‏

وأشار أبوشادي أن فيلم ويجا عمل فني بحت وأن محاولة البعض إشعال النار وإحداث فتن لا تفيد أحدا وتلحق الضرر بالمصالح العليا للوطن‏.‏

صاحب الضجة

وعن الضجة التي أثارها فيلمه يقول خالد يوسف أنا أري أن ما يحدث لفيلم ويجا في منتهي الغرابة وأتعجب كيف يصدر أحد أحكاما علي شيء لم يشاهده فهذا موقف أقل ما أصفه به إنه غريب لأنه لا يوجد عالم يحترم العلم الذي حمله ويحترم الفقه الذي درسه بينما لا يراعي أبسط قواعد اجتناب الشبهات ولا يعمل بقوله تعالي يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين‏,‏ وهذه آية قرآنية ملزمة لكل مؤمن أنه عندما يأتيه خبر يتحري الدقة قبل أن يصدر حكمه وتحري الدقة يقتضي أن يشاهد العالم الذي أصدر هذا الحكم‏,‏ الفيلم أولا وعندما يشاهده ويجد فيه ما يسيء إلي الإسلام فله أن يقول ما يريد وفي النهاية يكون هذا رأيا وليس حكما ملزما لأن الجهة الوحيدة التي تصدر أحكاما علي الأفلام طبقا للقانون والدستور هي الرقابة علي المصنفات الفنية وليس الأزهر‏,‏ لكن لعالم الأزهر مع إحترامي الشديد له أن يقول رأيه مثله مثل أي مواطن عادي ولي أن أقبل هذا الرأي أو لا أقبله لأنه لا وصاية في الإسلام ولأن هذا الرأي في النهاية مجرد اجتهاد قد أقبله أو أرفضه‏.‏

الأهرام العربي في 28 يناير 2006

 

خالد يوسف رفض الاتهامات

ويجا: فيلم لخالد يوسف يواجه اتهامات بالإساءة للإسلام

ظهور ممثلة منقبة في الفيلم اثناء ذهابها للقاء عشيقها يثير ردود فعل منددة بالفيلم باعتباره "كارثة أخلاقية"

القاهرة - من رياض ابو عواد  

أكد المخرج المصري الشاب خالد يوسف الثلاثاء ان فيلمه الجديد "ويجا" لا يسيء للاسلام، رافضا اتهامات علماء في الازهر بهذا الخصوص واعلن في الوقت نفسه رفضه لرقابة الازهر على الابداعات الفنية والادبية.

وقال المخرج أن "الفيلم لا يسيء للاسلام لانني مسلم واعرف الاسلام كما يعرفوه" الى جانب ان الفيلم "يعالج قضايا موجودة في الواقع الاجتماعي ان اراد هؤلاء المتحدثين باسم الاسلام الاعتراف بوجودها او انكارها".

وكان المخرج يرد على تحقيق نشرته صحيفة "المصري اليوم" المستقلة في عددها الصادر الاحد حول راي علماء في الازهر بينهم مفتي الديار المصرية السابق نصر فريد واصل الذي صرح للصحيفة بان الفيلم "يعكس ثقافة علمانية وانه نتاج للغزو الثقافي الذي يهدف الى هدم قيم واخلاق المجتمع الاسلامي".

وقال المخرج الشاب دفاعا عن فيلمه الرابع الذي بدأ عرضه قبل عشرة ايام في دور السينما المصرية انه "لن يقبل اية رقابة للازهر على اي عمل كان لان هذا ليس من وظيفة الازهر انه وظيفة الرقابة على المصنفات الفنية والتي هي بدورها يجب ان تنتهي".

واثار مشهد يظهر الفنانة منة شلبي وهي ترتدي خمارا خلال ذهابها لمقابلة في حارة شعبية مع عشيقها، الوجه الجديد على الشاشة محمد الخلعي، رد فعل علماء الازهر عليه.

والفيلم يتطرق في خطه الدرامي الى كشف دواخل خمسة اصدقاء من خلال لعبة يتبادلون فيها الادوار يتبين خلال ذلك ان ابطال الفيلم هاني سلامة وهند صبري وشريف منير ومنة شلبي ومحمد الخلعي والوجه اللبناني الجديد دولي شاهين يتقاطعون بعلاقات جنسية وعاطفية مختلفة في ما بينهم.

ويؤدي الشك والفشل في الوصول الى قيم التسامح والمغفرة الى معركة في ما بينهم تؤدي الى مقتل منير شريف وزوجته منة شلبي ومحمد الخلعي في حين ينجو الوحيد المتسامح والقادر على المغفرة بينهم هاني سلامة وحبيبته دولي شاهين.

ويستذكر المخرج حادثة نشرتها الصحف المصرية العام الماضي عن قيام زوج "بضبط زوجته تخونه مع رجل لمدة نصف عام كان ياتي وهو يرتدي النقاب ويدخل الى منزله وكانه صديقة لزوجته".

كما يقول يوسف اضافة الى الكثير من الاحداث التي تجري في الواقع الاجتماعي كما نراه في الصحف تشير "الى ضبط الكثير من النساء المحجبات في قضايا آداب ومخدرات فهل هذا اساءة للاسلام ام انه افراز اجتماعي يجب معالجته بواقعية دون وضع الرأس في الرمل كالنعام".

ويضيف ان "المتحدثين الذين شملهم تحقيق الصحيفة هم مواطنون لهم حق ابداء رأيهم مثلهم مثل غيرهم لكن لا ولاية لهم علي او على الابداع الفني والادبي وهم يتحدثون بصفتهم الشخصية التي ليس ضروريا ان اتفق معها".

من ناحيته ابدى استاذ الدراما وعضو اتحاد الكتاب المصريين كمال اسماعيل استغرابه من الفيلم بقوله "كيف تقبل فتاة مسلمة مثل هذا الدور الذي يسيء الى دينها" واصفا الفيلم بأنه "كارثة اخلاقية".

وكان يوسف الذي عمل مساعدا للمخرج المصري الشهير يوسف شاهين قد اثار في فيلمه الاول "العاصفة" الذي تطرق الى تأثير الحرب العراقية على مصر ردود فعل كبيرة على طريقته المباشرة في عرض المشاهد والموقف السياسي.

وهو ما تعرض له ايضا فيلمه الثاني "عايز حقي" الذي يسعى فيه مواطن للحصول على حقوقه فيسعى لبيع حصته في الوطن.

يشار الى ان فيلم "ويجا" جاء ثالثا من حيث الايرادات التي وصلت الى ثلاثة ملايين جنيه تقريبا من بين سبعة افلام شاركت في عروض موسم عيد الاضحي حيث تفوق عليه الفيلمين الكوميديين "ظرف طارق" بطولة احمد عيد الذي وصلت اراداته الى ستة ملايين جنيه مصري (مليون دولار) و"حاحا وتفاحة" لياسمين عبد العزيز الذي تجاوزت ايراداته الملايين الخمسة.

موقع "ميدل إييست أنلاين" في 17 يناير 2006

مؤكداً أن نهاية «ويجا» ليست غامضة...

خالد يوسف: فيلمي رسالة تحذير من تفشي النفاق الاجتماعي

القاهرة - أمنية فهمي

بفيلمه الجديد «ويجا» يصبح رصيد المخرج خالد يوسف في السينما المصرية أربعة أفلام. ومع بدء عرض هذا الفيلم خرج بعــضهم ينادي بوقفه بحجة أنه يهين الزي الإسلامي للمرأة في أحد مشاهده.

عن ذلك وغيره دار حوارنا مع المخرج الشاب الذي تحمل أفلامه دائماً رسالة فكرية ما، يتوقع من الجمهور فهمها حتى ولو بعد حين.

·     قيام إحدى بطلات فيلم «ويجا» (مريم) بارتداء الحجاب في أحد المشاهد، كوسيلة لمقابلة صديقها في شقته بالحي الشعبي الذي يعيش فيه أغضب البعض، هل كان المشهد رسالة منك تقول فيها إن هناك نفاقاً اجتماعياً، أم أنه مجرد رصد لواقع موجود حتى لو كره الناس؟

- قصدت الأمرين، ففي إطار الواقع مثل تلك التصرفات موجودة وتحت عباءة يزعم أصحابها ارتباطهم بالدين تقع جرائم أخلاقية كثيرة لا يمكن أن ننكرها لمجرد أننا نكره ذلك، وفي إطار الرسالة نفسها أقول إني غير راض عن تحول المجتمع إلى ظاهرة نفاق لم تكن موجودة في الخمسينات والستينات، اليوم من لا تضع الحجاب يحكم عليها المجتمع (المصري) حكماً قاسياً، وهذا لم يكن معروفاً من قبل، فأنا قصدت أن أنبه إلى ظاهرة النفاق الاجتماعي التي تفشت أخيراً.

·         وهل تتوقع منع عرض الفيلم؟

- لماذا يوقف عرضه؟ ومن الذي يملك هذا الحق؟ أنا مبدع صنعت فيلماً ووضعت فيه وجهة نظر، ثم قمت بعرضه على الرقابة التي وافقت عليه من دون أي محاذير، لماذا يوجهون إليّ اللوم؟ من لديه اعتراض فليتوجه به الى الحكومة التي أجازت الفيلم.

·     استخدمت في «ويجا» كل المفردات السائدة حالياً في السينما المصرية والتي تضمن نجاح أي فيلم مثل وجود مطرب أو مطربة وموديل إعلانات وعلاقة زوجية شابة وعلاقة غير شرعية، لماذا لجأت الى هذه المفردات؟

- أنا لم أحقق حتى الآن سوى 4 أفلام، ولم أتبع السائد في أي منها أبداً. فحين قدمت فيلم «العاصفة» كانت السينما المصرية منسحقة تحت ما يسمى التيار الكوميدي، وكنت أنا الوحيد الذي قدم فيلماً سياسياً. كذلك قدمت تراجيديا رومانسية هي «أنت عمري»، وحتى عندما قدمت «جواز بقرار جمهوري» وهو فيلم كوميدي، لم استخدم فيه المفردات السائدة ولا «الإفيهات»، بل قدمته كما تعلمنا الكوميديا من أساتذتنا أمثال فطين عبدالوهاب ومحمد عبدالعزيز وعمر عبدالعزيز وغيرهم، ليصبح كوميديا موقف. وأزعم أنني قدمت كوميديا الموقف في شكل جيد، عندما يحدث تماس مع السائد في ما أفعله فإن هذا لا يعنيني لأنني أقدم ما أراه ضمن رؤيتي.

مسألة الأغاني في الفيلم ووجود موديل ليست مفردات لأنها ليست لعباً على قيمة مضمونة تحقق مردودات مادية، بمعنى أنني وظفت الأغنية لأقول فيها ان مشاجرة وقعت بين آدم وفريدة وأن هناك قصة حب تولد بين اثنين وأن إحدى البطلات تنوي الانتحار، كل هذا حدث خلال أغنية لا تزيد مدتها على دقيقتين ونصف دقيقة، بينما لو استغنيت عنها لوضعت مكانها مشهدين أو ثلاثة، إذاً الأغنية موظفة ضمن النسيج.

اختيار ما

·     أي مخرج يريد أن يبدو فيلمه جاداً مثقفاً يستعين بهند صبري ومنة شلبي منذ قامتا ببطولة فيلم «أحلى الأوقات» فهل لهذا السبب نفسه اخترتهما؟

- اختياراتي ناتجة من كون شخصية مريم تتناسب مع منة شلبي وكذلك شخصية فريدة التي جسدتها هند صبري. وعندما يجد المتفرج أن إحدى الشخصيتين لا تتفق مع الممثلة التي أدتها وتجاوزتها من الناحية الشكلية والعمرية والنفسية وقتها نقول إنني استعين بمن يحبهم الناس لضمان الجماهيرية، السؤال نفسه يوجه إليّ دائماً في شأن هاني سلامة.

·         قلت من قبل إنك تستطيع أن تصنع فيلماً جماهيرياً من دون أن يكون تجارياً، ما مفهومك للفيلم الجماهيري والفيلم التجاري؟

- الأول يحترم عقل المشاهد ويراعي درجات التلقي، فيعرف المخرج أن هناك مستويات متعددة للتلقي، وأن هناك من سيشاهد الفيلم فيجد أنه مجرد حكاية فيخرج من الفيلم شاعراً بأنه حصل على تسلية جيدة في مقابل نقوده التي دفعها في التذكرة. وهناك مشاهد آخر أكثر ثقافة يمكنه أن يصل إلى عمق أكبر من الأحداث. وهناك مشاهد ثالث يملك وعياً أكبر يمكنه من قراءة الفيلم في شكل مختلف. وكل ما سبق مقبول لأن جزءاً كبيراً من رسالة السينما هو التسلية، أما الفيلم التجاري فيلعب على أي تيمة تجذب الجمهور سواء كانت غناء أو رقصاً أو كوميديا أو تعرية الجسد وهكذا.

·         جاءت نهاية الفيلم غامضة إلى حد ما، هل تناسب مثل هذه النهايات المشاهد العربي؟

- أردت أن أقول شيئاً معيناً من هذه النهاية، وأعتقد إنني نجحت فقد سمعت الجمهور بعد العرض يفترض أن أدهم قتل الباقين بالرصاص، بينما افترض آخرون أن مريم انتحرت وقتلت الآخرين معها، وهذا معناه إنني وصلت الى هدفي في النهاية، وهو أن تلك المجموعة يصلح كل فرد فيها أن يكون قاتلاً أو مقتولاً، فقد أردت أن أقول إن الذين يكرسون الكراهية ويفضلونها على الحب، تكون نهايتهم مأسوية، أما الوحيدان اللذان انقذهما فهما من فضّلا الحب على رغم أنهما كانا يملكان كل أسباب الكره، هذا بالضبط ما أردت توصيله الى الناس وسيصل اليهم حتى ولو بعد حين...

·         ما رأيك في إدعاء البعض أن أحد الأفلام الكوميدية الجديدة حقق 5 ملايين من الجنيهات إيرادات بعد اسبوع واحد من العرض؟

- يمكن أن أصدق هذا الكلام لأن الفيلم عرض في 68 دار عرض بينما بقية الأفلام ومنها فيلمي مثلاً عرضت في 40 دار عرض أو أقل ومع ذلك حققنا إيرادات عالية أيضاً، ولو كنا عرضنا في دور العرض نفسها لكنا حققنا الإيرادات نفسها وأكثر، ومع حساب النسبة والتناسب يصبح فيلم «ويجا» من الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات لأنه عرض في عدد قليل من قاعات العرض.

·         ما رأيك في موجة الأفلام المصرية المتأمركة؟

- الأمركة موجودة في حياتنا كلها وليس في السينما فقط، فالثقافة الأميركية دخلت حياتنا قسراً وتسيدت من خلال مطاعم الوجبات السريعة والجينز، وهي قوة جبارة مؤثرة في حياتنا ولا يمكن أن نمنع تأثر السينما بها، لكنني أنا شخصياً لا أريد أمركة في أفلامي.

الحياة اللبنانية في 27 يناير 2006

 

هاني سلامة يتساءل عن علاقة الدين بالفن

الرقابة وحدها المسئولة عن قرارات المنع والمنح

حديث أجرته ـ زينب هاشم 

هاني سلامة‏..‏ واحد من أبناء جيل السينما الجديد في مصر أولئك الذين يرون في السينما أكبر وسيلة للتعبير عن أوجه الحياة وصورها المتعددة‏,‏ دون قيود تعيق حركة كاميرا الإبداع‏.‏

بل يري أن الشريط السينمائي ما هو إلا شريط من واقع حياتي يعيشه أبناء الشعب العربي في اللحظة الراهنة‏,‏ وبالتالي تصبح مهمة الممثل تجسيد ذلك الواقع دون روتوش‏,‏ ووضع الأضواء الكاشفة لذلك التناقض بين التقاليد والعادات والأفكار التي تناسب روح العصر‏.‏

هنا يقترب هاني سلامة في فيلمه الجديد ويجا من تلك المناطق المخطورة وبنبرة واثقة تأتي كلماته تعبير عن ذلك الجيل الرافض ليس لمجرد الرفض بقدر ما يري في الاختلاف وسيلة للوصول إلي عمق القضايا التي لم تعد شائكة في حياتنا‏.‏

·         بماذا تصف ردود فعل النقاد والجمهور تجاه دورك في فيلمك الأخير ويجا؟

بصفة عامة ردود الفعل إيجابية وأحمد الله علي ذلك‏,‏ لكن اتضح لي منذ البداية أن الجمهور خلط بين شخصية هاني السمري بطل الفيلم بين شخصيتي الحقيقية‏,‏ وهذا غير صحيح‏,‏ ربما لأن بطل ويجا ممثلا فقد بدأ هذا الوجه من الشبه‏,‏ لكني أري أنها شخصية عادية مثل العديد من الشخصيات التي قمت بتجسيدها أمام الكاميرا من قبل‏.‏

·     هذا يدفعنا للسؤال علي ذكرك بأن وجه الشبه يرجع لمهنة البطل وهي التمثيل‏,‏ ماذا رأيت أنت من أوجه شبه واختلاف بينك وبين هاني السمري؟

هناك العديد من أوجه الاختلاف بيننا‏,‏ خاصة أنني في الواقع غير متسامح أو مفرط إلي هذا الحد الذي تعامل فيه هاني مع حبيبته أو عشيقته‏,‏ لكنني في ذات الوقت يمكن أن أغفر أو أتسامح مع مريم في الفيلم منة شلبي لأنها ارتبطت بحبيبها وحدثت بينهما بعض التجاوزات التي أراها لا تعوق مشروع الزواج لأن الماضي هي حرة فيه‏,‏ ولكني لا أقبل الارتباط في الوقت ذاته بشخصية سارة التي قدمتها دولي شاهين التي تري الانحراف مهنة وأكل عيش في الحياة وهذا لا أقبله ولا أتهاون معه في واقعي الذي يراعي القيم والتقاليد الراسخة والتي لا يمكن إغفالها‏.‏

أما المفارقة التي حدثت في الفيلم وهي المغازلة لسارة ليست من طبعي علي الإطلاق ولم أقم بهذا السلوك من قبل مع أي فتاة بل مفتاح شخصيتي معتمد علي الصراحة المطلقة ولا أدعي أبدا أن أدخل من النوافذ أو أطرق الأبواب المفتوحة‏.‏

وجه الشبه الوحيد بيني وبين هاني السمري أن العلاقات العاطفية في حياة الممثل تؤثر بالطبع علي عمله ومزاحه الشخصي ولا تصل درجة التركيز والانفعال بنسبة‏%100‏ في حالة كتلك الموجودة في بلاتوه التصوير تحاصره الأضواء والكاميرات‏.‏

·     الغالبية العظمي من النقاد والذين هاجموا ويجا كان بسبب العلاقات المفتوحة علي بعضها بشكل مبالغ فيه فهل تري تلك الشخصيات موجودة بالفعل في حياتنا؟

أظن أن الشخصيات الموجودة كما ذكرت هي من لحم ودم وموجودة بيننا تعيش هنا في نفس الشارع والمصنع والنادي والبلاتوه وبالمناسبة هي ليست قاصرة في المجتمع المصري علي طبقة معينة أو فئة بعينها بل هي واقع عملي في كل الأماكن علي امتداد الجغرافيا في مصر والعالم العربي وأؤكد أنها موجودة بالفعل في أوساط الفقراء والمهمشين‏,‏ وأظن أن الفيلم ألمح إلي ذلك صراحة‏.‏

·         هل تتوقع أن يتسامح معك الناس ويتعاطفون مع شخصية هاني السمري الذي يراه البعض منفلتا؟

ولما لا يتسامح الناس إذا كان هذا واقع حياتنا العصرية المليئة بالثقافات والأفكار العشوائية والمشوشة خاصة إذا كان الإنسان صادقا مع نفسه ومتسامحا مع الآخرين‏,‏ إلي جانب نقطة مهمة في أداء الشخصية وهي أنني ممثل ولدي بعض التفاصيل الشخصية التي تقترب من هذه المنطقة وأظن أنني نجحت فيها‏.‏

·     من الذي مات في نهاية الفيلم سؤال يبادر إلي ذهن الكثيرين خاصة أن النهاية ظلت مفتوحة علي طلقات نارية لا يبدو أنها طائشة بل هي أصابت البعض فعلا‏..‏ ما رؤيتك؟

الحكمة لا تكمن فيمن مات‏,‏ هناك أربع طلقات خرجت من المسدس والمرجح أن واحدة منهم قتل الثلاثة وانتحر‏,‏ هذا عما يتعلق بالسؤال من مات‏.‏

لكن الفكرة فيمن يستحق الموت فعلا؟ وعلي المشاهد أن يجيب عن ذلك فكلها شخصيات مهتزة ولديها قدرها كل من الهواجس التي تدفع للجنون خاصة إذا تذكر الإنسان بأن هناك تقاليد وموروثات ثقافي معينة عن معني الشرف والفضيلة التي لا تقبل التنازل مرة أو مرتين أو عشرة وببساطة تغسل نفسها بالانتحار‏,‏ لماذا أصلا تستمر مريم في علاقة لا نهاية لها لمدة‏7‏ سنوات‏,‏ هي بالطبع ليست بريئة وأخري ترغب في الإحساس بالحب المزدوج باللعب والدلع وتعيش مع شخص ملتزم وكلاسيكي وشكاك رغم أنه ينتمي إلي طبقة اجتماعية متزنة‏,‏ كلها عوامل تدفعهم جميعا إلي المصير‏.‏

·         لماذا تحمست لدورك في الفيلم منذ البداية؟

حدوتة الفيلم أعجبتني أولا‏,‏ وشعرت بأن هناك الكثير من المعاني والأفكار والأهداف التي يمكن أن تفيد الناس‏,‏ خاصة أنه تطرق بجرأة إلي مناطق عديدة في حياتنا تغير من المناطق المحرمة‏,‏ وهو ما جعل الشخصيات مختلفة حتي شخصية الممثل التي تراها دائما في كثير من الأقلام والأعمال الدرامية المختلفة شخصية نمطية لها حدود ومواصفات لا تتغير‏,‏ لكنها في ويجا شخصية أخري تحاصرها هالة كبيرة من الأضواء وتحتاج إلي تركيز وأظن إنني تمكنت من العزف بدقة علي أوتار شخصية الشباب الممثل المتطلع إلي الحياة والشهرة أيضا ويحمل في داخله روحا متحررة‏.‏

·     لكن الغالبية العظمي من زملائك الممثلين عادة لا يحبون الاقتراب من تجسيد شخصية الممثل‏,‏ هاني بصراحة ألم تراودك بعض المخاوف؟

لا أنكر أن ذلك أمر حقيقي‏,‏ ولكن لم يساورني الشك في تجسيد الشخصية من زاوية قصيرة تماما عن تلك المخاوف خاصة أن الممثل عادة لا يحب أن يقترب من عالمه الخاص‏,‏ لكنه في النهاية إنسان وليس كائنا قادما من الفضاء الخارجي‏,‏ وبالتالي يبدو طبيعي جدا أن تتلامس شخصية الممثل في ويجا من نقاط الهبوط والصعود الموجود في الدراما‏,‏ كما أحب أن اضيف بأن ما بين سطور الورق الذي كتبه خالد يوسف شخصية متسامحة ومنسقة إلي حد ما مع نفسها في ظروف حياتها عندما تقترب من الحب والعلاقات الإنسانية بين البشر ولو أتاح الإنسان لنفسه الفرصة ليحث الآخر أنا واثق سوف يحصل علي ذلك وهذا هو مربط الفرس‏.‏

·     الجمهور لديه انطباع سائر بأن الممثل هو إنسان متمرد كثيرا وشخصية هاني السمري حملت العديد من الأفكار الغريبة في هذا الاتجاه ألا تري تناقضا في ذلك مع شخصية هاني سلامة الحقيقية؟

بصراحة لم ألمح هذا التناقض علي الإطلاق لأن الشخصيات التي قدمت في الفيلم هي شخصيات واقعية من لحم ودم وتعيش بيننا‏,‏ ولو أن هاني السمري هذا لم يكن ممثلا وكان يمتهن أي عمل آخر محاسب ـ دكتور ـ مهندس‏..‏ إلخ‏,‏ سوف يزول التناقض تماما‏,‏ وكأن الأمر سيكون طبيعي جدا من خلال حركة الشخصيات الموجودة في السيناريو في النيل في العبارة أو المصنع‏,‏ لكن يبدو أن المشكلة في شخصية الممثل أسود إلا شخصية هاني من وجهه الوحيد المتسامح والمتسق مع نفسه وبالتالي نجا من المذبحة‏.‏

·         بالمناسبة‏..‏ ما مفهوم التخلف من وجهة نظرك وما هي شروط زواجك من الفتاة التي ترغب فيها؟

أظن أن الحب هو المنطق الوحيد والطبيعي الذي يمكن أن يدفعني إلي الزواج بل أي تفكير‏,‏ وهو الظاهرة الصحية التي بالتأكيد تؤدي إلي حياة اجتماعية مستقرة بعد ذلك‏,‏ بشرط أن يكون الحب قيمة يقدرها الطرفان‏.‏

أما التخلف من وجهة نظري‏,‏ هو الخلط الكبير بين مورثاتنا الثقافية وتقاليدنا العريقة في المجتمع المصري في ظل حياة عصرية تتطلب غربلة ذلك‏,‏ لأن الشاب إذا تمسك بعاداته وتقاليده وجعلها المعيار والقانون الذي يحكمه في الزواج فعليه أن يسأل نفسه أولا لماذا تستمر علاقته بفتاة بعيدا عن هذه التقاليد سنوات طويلة؟ وفكرة أن الولد يرفض الزواج من الفتاة لمجرد أنه لمسها فكرة ساذجة في ظل العصر الحالي فربما تكون ارتكبت تلك الفتاة مع سابقه أكبر مما يتصور عقله‏.‏

·         كيف تري رفض الأزهر لأحد مشاهد الفيلم والمطالبة بوقف عرضه فورا؟

أنا لا أفهم لماذا طلب الأزهر ذلك‏,‏ هل شاهد هؤلاء الناس التفاصيل والسياقات الدرامية التي دفعت إلي هذا المشهد‏,‏ ثم السؤال الأهم ما علاقة الأزهر والكنيسة أو بمعني أدق ما علاقة الدين بالسينما‏,‏ خاصة أن لدينا رقابة تختص بهذا الأمر وتعرف جيدا الحدود والصلاحيات التي من خلالها يمكن التعامل مع جميع قضايا المجتمع‏.‏

وبالتالي من وجهة نظري الرقابة علي المصنفات هي الأولي باتخاذ قرارات المنع والمنح وإيقاف العرض أو استمراره‏,‏ ونحن في النهاية لم نقدم فيلما محظور دينيا‏,‏ بل يعكس رؤي حقيقية لواقع يعيش أبناء الشعب العربي كله في ظل الظروف الراهنة‏,‏ وتبقي كلمة أو نصيحة أخيرة أن يجلس المعارضون للفيلم للمشاهدة أولا ثم يحاسبوننا بعد ذلك‏.‏

الأهرام العربي في 28 يناير 2006

 

سينماتك

 

الرقابة أجازتها والأزهر رفضها

أفلام حائرة بين المشايخ والمبدعين

تقرير‏:‏ أحمد السماحي

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك