إن غوصا سريعا في سينمات الخليج العربي منذ بداياتها في ثلاثينيات القرن المنصرم وحتى الآن تكشف لنا أن مجمل ما أنتج من سينما راوح بين الفردية والتمويل الذاتي في ظل غياب الدعم الحكومي. فتاريخ عجلة هذه السينما المتعثرة يمكن تلخيصه ببعض الصفحات ودزينة من الأسماء والأفلام والقليل من الأحداث والتطورات، وفي هذه الببلوغرافيا نحاول من خلالها أن نخط تسلسل وتاريخ سينما الخليج قبل أن نحلل هذه السينما ونضعها في سياقها الصحيح. ببلوغرافيا أفلام الخليج في الكويت نهاية الثلاثينيات، أخرج محمد قبازرد فيلما تسجيليا، كما صور بعض الهواة عدة أفلام عن معالم الكويت القديمة، وفي عام 1946 أقدمت "شركة نفط الكويت" على تصوير فيلم تسجيلي، وعلى الصعيد الحكومي بدأت النشاطات السينمائية منذ عام 1950 في دائرة المعارف وقتذاك، وتحقق من خلالها 60 فيلما وثائقيا، وفي عام 1959 أفسحت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل المجال أمام الإنتاج السينمائي التوثيقي. وفي عام 1961 أخذت وزارة الإرشاد والأنباء على عاتقها مسئولية العمل السينمائي، وفي عام 1964 انتقل قسم السينما إلى تلفزيون الكويت الذي أنجز أغلب الأعمال السينمائية الرائدة. ومن ثم استمرت المبادرات الفردية بإنجاز محمد السنعوسي لأول فيلم روائي كويتي قصير "العاصفة". ويمكن اعتبار "بس يا بحر" الذي أخرجه خالد الصديق عام 1972 بعد مجموعة من الأفلام التسجيلية نقطة تحول في تاريخ السينما الكويتية والخليجية، وفي عام 1977 أقدم على إنجاز فيلمه الروائي الثاني "عرس الزين"، وفي عام 1995 أنتج وأخرج فيلمه الثالث "شاهين". في عام 2000، وبدعمٍ من التلفزيون الكويتي أخرج وليد العوضي فيلمه التسجيلي "السدرة" عن غزو العراق للكويت، وقدم فيما بعد أفلاما تسجيلية وروائية قصيرة. في الوقت الذي كانت دزينة من المخرجين ينجزون أفلاما روائية قصيرة وتسجيلية ساهمت في تشكيل الواقع السينمائي في الكويت، ولعل أشهرهم عبد الله المخيال. في عام 2004 صور محمد دحّام الشمري بنظام الديجيتال فيلمه الروائي الأول "شباب كوول"، وظهر فيلمٌ روائي آخر بعنوان "منتصف الليل" من إخراج عبد الله السلمان، ومن ثم أنجز "سامي الشريدة" أولى تجاربه السينمائية مع فيلم "جسوم أي شيء". البحرين في البحرين كانت المحاولات الأولى للإنتاج السينمائي مع شركة الصقر للسينما، ويُعتبر مؤسسها خليفة شاهين أحد الرواد الأوائل لإنتاج أعمال تسجيلية قصيرة. وخلال الفترة (1961-1971) اهتمت "شركة البحرين للنفط" بإنتاج عدد من الأفلام التسجيلية القصيرة. في منتصف السبعينيات، صور وأخرج إبراهيم الجناحي الفيلم الروائي القصير الأول بعنوان "الأحدب". وفي عام 1990، قدم بسام الذوادي أول فيلم بحريني روائي طويل "الحاجز"، وفي عام 2003 أنجز بنظام الديجيتال فيلمه الروائي الثاني "زائر" باكورة إنتاج "شركة البحرين للسينما"، مع عدد من الجهات الرسمية والأهلية، من بينها وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون. الإمارات في الإمارات العربية المتحدة بداية التسعينيات أنجز علي العبدول ومحمد نجيب وجابر جاسم، وعبد الله النقي أفلاما روائية طويلة صُورت بكاميرات الفيديو وعُرضت محليا. بالإضافة لأفلام صورت بكاميرا 16 مم لمخرجين درسوا في الخارج، منهم خضر العيدروس وخالد المحمود ونجلاء الشحي ونائلة الخاجة... إلخ. وفي عام 1999 أنجزت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم فيلمها التسجيلي "ما بين الضفتين"، بعد إخراجها لفيلمين روائيين قصيرين. ويعتبر الإماراتي مسعود أمر الله المُحرك الفعلي للنشاط السينمائي، وقبل أن يؤسس ويدير "مسابقة أفلام من الإمارات" أخرج أفلاما روائية قصيرة وتسجيلية. في دولة قطر حقق الإنكليزي "رود باكستر" عام 1960 فيلما تسجيليا طويلا بعنوان "قطر"، وبعدها غاب الإنتاج السينمائي، ما عدا فيلما تسجيليا بطول 62 دقيقة أخرجه المصري محمد نبيه، وأنتجته وزارة الإعلام القطرية في عام 1967، وفي عام 1976 أقدم نفس المخرج على إنجاز أول فيلم روائي قطري بعنوان "الشراع الحزين". عُمان اهتمام حديث وفي السبعينيات، أوفدت سلطنة عمان عددا من الشباب لدراسة السينما، وبعد عودتهم إلى البلاد عملوا كمخرجين في التلفزيون العُماني. وبعد إنجازه لفيلم قصير في نيويورك عام 1988 بعنوان Fall تمكن "حاتم الطائي" في عام 1989 وبجهود ذاتية من إنجاز "الوردة الأخيرة" أول فيلم روائي عُماني قصير، ومن ثم أكمل تصوير فيلمه الثاني "شجرة الحِداد الخضراء". بدوره، أنجز محبوب موسى أفلاما قصيرة أثناء متابعته لدورات سينمائية في أحد المعاهد الأمريكية المُتخصصة. بينما الشاعر والناقد السينمائي عبد الله حبيب الذي يتواجد حاليا في الولايات المتحدة لتحضير رسالة الدكتوراه أخرج في بداية التسعينيات عددا من الأفلام الروائية القصيرة. وعلى المستوى الحكومي، اهتمت سلطنة عُمان مؤخرا بإنتاج أول فيلم عُماني طويل "عودة زاهر" من تأليف، وإخراج خالد الزدجالي وإنتاج وزارات الإعلام والتراث والثقافة والمالية. أفلام معدودة وفي اليمن أقدم بدر بن يحيى الحرسي -المولود في بريطانيا- على إنتاج وإخراج عدد من الأفلام التسجيلية "الشيخ الإنكليزي" و"الجنتلمان اليمني" و"أعظم رحلة في العالم".. قبل أن يصور مؤخرا فيلمه الروائي الطويل الأول "يوم جديد في صنعاء القديمة" من إنتاج مركز الإعلام اليمني وشركة بريطانية، بمساهمة وزارة الثقافة والسياحة. وتُعتبر خديجة السلامي المخرجة اليمنية الوحيدة، وقد أنجزت عددا من الأفلام المُلتزمة بشأن المرأة في بلدها، بينما أخرج حميد عقبي خلال دراسته في بغداد فيلمين قصيرين. وفي المملكة العربية السعودية تجسدت المحاولات الفردية من خلال محمد القزاز وعادل عبد المعطوب وعبد الله المحيسن، ولكن في عام 2004 تسُلطت الأضواء على هيفاء المنصور كأول مخرجة سعودية بعد أن صورت فيلمين قصيرين بكاميرا الديجيتال، قبل أن تصور فيلمها القصير "أنا والآخر" سينمائيا. محاولات لم تهدأ تبيّن هذه النبذة المُختصرة بأن العملية الإنتاجية في دول الخليج قد انتقلت من الشركات البريطانية العاملة في المنطقة إلى بعض المُتحمسين الذين أنجزوا المُحاولات الأولى للسينما في بلادهم، ومن ثم اهتمام بعض الوزارات بالتوثيق البصري لأحوال البلاد المختلفة. ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم لم تهدأ المُبادرات الفردية لإنجاز أفلام قصيرة وطويلة روائية، وتسجيلية، وبفضلها تعرف الجمهور المحلي والعربي على أفلام أنجزها سينمائيون خليجيون عانوا مما يُسمى "استقلالية"، ولم يتوقفوا يوما عن حث الإدارات الحكومية ورءوس الأموال الخاصة على ضرورة الاهتمام الحقيقي بالإنتاج وتأسيس صناعة سينمائية. ومن دراسة تاريخ السينما في المنطقة يتأكد بأن الفردية والتمويل الذاتي وغياب الدعم الحكومي، كانت من أهم الأسباب التي أبطأت عجلة السينما وجعلتها متعثرة إلى الدرجة التي يمكن تلخيص تاريخها ببعض الصفحات ودزينة من الأسماء والأفلام والقليل من الأحداث والتطورات. بشكل عام، تتوزع مصادر التمويل الحالية للسينما في دول الخليج ما بين: التمويل الذاتي -الأفلام الطلابية- الإدارات المحلية، والوزارات -قنوات التلفزيون- الشركات الخاصة. وإذا عرفنا أن السينما المُستقلة في الولايات المتحدة فترة الستينيات، ظهرت مترافقة مع (سينما الأندر غراوند)، وفي نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات تحول مفهومها ليشمل الأفلام التي تمردت على سيطرة الأستوديوهات الكبيرة، وأنجزت بميزانيات قليلة، وحققت أرباحا معقولة ونجاحات جماهيرية، وتضافرت تلك الاستقلالية مع تحرير اللغة السينمائية من القوالب المُتكررة التي فرضتها السينما الهوليودية. وإذا أدركنا بأن تاريخ السينما في الولايات المتحدة وكل السينمات المُتطورة سجل تطورات نوعية وكمية كثيرة للمفاهيم الإنتاجية والجمالية.. فإنني أتحاشى الحديث عن سينما مستقلة في دول الخليج وحتى في السينما العربية نفسها. كيف.. كيف؟ كيف يمكن ظهور "سينما مستقلة" في منطقة جغرافية افتقدت تماما أولويات الصناعة السينمائية، ولم تكن في أي لحظة من تاريخها "القصير" مرتبطة بأي نمط إنتاجي؟. إن العمل الفردي والتمويل الذاتي لمُتحمسين ومغامرين نشاط عرفه تاريخ كل سينمات العالم، وكان الانطلاقة الفعلية لبدايات السينما نفسها، منذ شرائط الأخوين لوميير، وميلييس، وبورتر، وحتى اليوم، تلك الفردية التي فرضها "الأمر الواقع" بعيدة تماما عن الأسباب التي انطلقت من أجلها السينما المستقلة، وعلى العكس إن التطورات القليلة التي عاشتها السينما في الدول الخليجية تظهر جهودا متواصلة لاستقطاب التمويل الحكومي والخاص الذي استثمر كثيرا من المال لصالح القنوات التلفزيونية وأهمل تماما السينما المحلية، وكأنه لم يؤمن بجدواها أو اعتقد بأن الإنتاجات التلفزيونية تُعوض عن الأفلام المُوجهة للصالات السينمائية. لقد تركزت حسابات الحكومات ورءوس الأموال على جدوى الجانب الإعلامي والاقتصادي، وأهملت الجانب الثقافي والحضاري والتربوي الذي توفره السينما العاجزة حاليا عن تحقيق الأرباح السريعة، ولهذا فقد اهتمت رءوس الأموال بالمنتجات التلفزيونية بعد أن فهم أصحابها إمكانية إنتاج برامج ومسلسلات بكاملها اعتمادا على المداخيل الإعلانية والبيع السريع لمحطات أخرى؛ الأمر الذي تتجنبه السينما تماما وهي غير قادرة على تحقيقه. معاناة الانفراد هل نقول إذن بأن السينمائيين في الخليج يريدون التخلي عن "استقلاليتهم المُفترضة" للتوجه نحو مصادر تمويل أخرى؟. الحقيقة، لم يكن هؤلاء مستقلين أبدا، وأوضاعهم السابقة والحالية كانت وما تزال مصدر عجز لهم ولماضي السينما في بلادهم وحاضرها. لقد عانى السينمائيون في الخليج من مشكلة انفرادهم بالعمل السينمائي ولم يعانوا من سيطرة جهات تمويلية ما على المشهد السينمائي، وكانت المشكلة بالتحديد في غياب تلك الجهات. لم تعرف دول الخليج مؤسسة عامة للسينما كما في سوريا، أو مركزا قوميا كما في مصر، أو مركزا وطنيا كما في المغرب، كي يستقل المخرجون والمنتجون عن هذه أو ذاك، وهي مؤسسات حكومية لصالح السينما أينما وُجدت، ومن الحماقة إغفال دورها في دعم السينمات الوطنية. من جهة أخرى، لم تسيطر في يوم ما أي شركة إنتاج عملاقة على السوق السينمائية في الخليج كي يتمرد المخرجون عليها ويبحثوا عن وسائل بديلة للإنتاج والتوزيع. لقد توجهت الطاقات والجهود لإنجاز أفلام مع أي جهة كانت حكومية أو خاصة فقيرة أو ثرية، وقد نجح البعض مؤخرا وفشل الكثير باستقطاب الانتباه حول مشاريعهم الخاصة. ملامح مرحلة جديدة وخلال السنوات الخمس الأخيرة بدأت ملامح مرحلة جديدة تتشكل في المشهد السينمائي الخليجي، ولم يفعل السينمائيون الخليجيون غير الاستفادة من ثورة تقنية غيرت مفاهيم وتقاليد العمل السينمائي التقليدي وحتى جماليات اللغة السينمائية والسمعية/البصرية، وساهمت بتسهيل العملية الإنتاجية وتقليص ميزانياتها وأعادت بعض السينمائيين إلى المشهد السينمائي المحلي والعربي، وساعدت على ظهور أعداد أخرى أكبر مما كنا نتوقع، هذه الكاميرات الصغيرة وأنظمة المونتاج الرقمية المُتطورة هي التي انتشلت الجميع من النسيان والغياب.. والصدأ ومنحتهم إمكانية تمويل أفلامهم والعمل في مجموعات صغيرة. وكانت فرصة عظيمة للجيل السينمائي الجديد الذي لم يتسن لمعظمه العمل وُفق التقاليد السينمائية، فلم يطرح هؤلاء أسئلة كثيرة عن الفروقات الجوهرية ما بين الفيديو والسينما، ولم يكن لديهم أي خيارات أخرى غير استثمار المُتاح لهم، ومنذ بعض السنوات لم يتوقفوا عن استخدام هذه التقنيات وفهم إمكانياتها التعبيرية، وخاصة في الإمارات العربية المتحدة حيث شجعتهم "مسابقة أفلام من الإمارات" كإحدى المُبادرات الأكثر أهمية في تاريخ السينما الخليجية، ولم تكتف بالكشف عن أعداد كبيرة لمخرجين ومخرجات، بل انتقلت عدواها الجميلة إلى آخرين في الدول الخليجية المُجاورة. في تلك الفترة، اقتنع البحريني بسام الذوادي بإنجاز فيلمه الروائي الثاني بواسطة التقنيات الرقمية، وشجعت تجربته آخرين في الكويت على إنتاج أفلام تجارية، ربما تكون تمهيدا لسينما مقاولات خليجية، ومن ثم جاء الإماراتي هاني الشيباني وقدم فيلمه الروائي الطويل الأول "حلم" مؤكدا على إمكانية عمل أفلام جادة بكاميرا ديجيتال صغيرة. ولم تكن تلك المُحاولات الفردية مؤشرا على انطلاقة "سينما مُستقلة" في الخليج؛ لأنه لو اقترح اليوم أي "ممول مفترض تمويل فيلم لهذا أو ذاك فلن يتردد أحد على الإطلاق بالموافقة، ولا أعتقد بأن أي سينمائي في العالم يرفض إنتاج مشاريعه عن طريق شركة صغرى أو كبرى. الخروج عن سلطة ما ليست شرطا حتميا للاستقلالية، وهذا يقودنا إلى السبب الثاني الذي أجبر السينمائيين في (الولايات المتحدة)، وبلدان أخرى على البحث عن وسائل بديلة وهي طبيعة الأفلام نفسها، والتي لم تتوافق أساليبها مع ما تعودت الشركات الكبرى على إنتاجه، ومن هنا اضطر هؤلاء (مرغمين) بأن يديروا لها ظهورهم وهم يتطلعون بشغف إلى الوراء. إن الاستقلالية تتوافق مع سينما مُغايرة في الأشكال والمضامين وأساليب المعالجة والتصورات السمعية/البصرية. وعمليا، يمكن لأي سينما وطنية في العالم استخدام أحدث التقنيات والأنظمة، ولكنها لا تستطيع استيراد مفاهيم ومصطلحات لا تتوافق مع تاريخها وتطورها وحاضرها. ولكن مواهب وإبداعات مخرجيها وحدهم القادرين على إبداع أساليبها جمالياتها وخصوصيتها. ** ناقد سينمائي سوري مقيم في باريس، ومنظم عدة مهرجانات سينمائية عربية ودولية. موقع "إسلام أنلاين" في 5 فبراير 2006
دور الموسيقى في العمل السينمائي أحمد مختار * بعد أن أنهيت بحثي المقدم لنيل شهادة الماجستير عن التأليف الموسيقي السينمائي إلى جامعة لندن مركز الدراسات الشرقية و الأفريقية S.O.A.S أقترح علي بعض الأصدقاء القصاصين و الروائيين أن أنشر هذا البحث لحساسية الموضوع و أهميته،و من جانبي حاولت تقديم الموضوع على شكل مقالة قليلة التعقيد و مقبولة من غير المتخصصين في الموسيقى، لكي تكون في متناول جميع القراء، ولقناعتي بأن دور الموسيقى السينمائية لم يتأكد و لم يأخذ أهميته المطلوبة لآن الكثير من رواد دور السينما يعتبرون الموسيقى المرافقة للفيلم الدرامي أمراً مفروغاً منه، ولكن بعد خمسة دقائق من انتهاء الفيلم لا يمكنهم أخبارك فيما إذا كانوا يعتقدون أن موسيقى الفيلم كانت مثيرة أو أنها تفي بالغرض فقط أو لم تدعم أحداث الفيلم و بعضهم لا يعرف هل استمع إلى موسيقى أصلاً أم لا. لو كنت موسيقياً فستصغي إلى موسيقى الفيلم حتما و لكن المشكلة في المشاهد العادي المستغرق في حدث درامي دون أن يعي الخلفية الموسيقية لكنه يريد أن يتأكد من أهمية دور الموسيقى في إنجاح هذا الحدث. عملية الإصغاء لموسيقى الفيلم تأتي مختلفة عما لو كنت جالساً في قاعة كونسيرت حيث أن موسيقى الفيلم تكون مسموعة و ليس مستمعاً لها، و لان الموسيقى السينمائية مرتبطة بالعنصر البصري حيث لا يمكننا أن نستمع إليها منفصلة عن الصور و المشاهد، لذا نستطيع القول أن ليس من الضروري أن ننصت إلى الموسيقى و لكن من المفترض أن تؤثر فينا دون الإنصات إليها بشكل مباشر وذلك عن طريق الاستماع( وهنالك فرق بين الإنصات و الاستماع في المفهوم الموسيقي). درجة التأثير متعلقة بقدرتنا العامة على الفهم الموسيقي فهي التي ستقرر كم هي المتعة التي يمكن أن نحصل عليها باستيعابنا للخلفية الموسيقية كجزء متمم للانطباع الذي تركه الفيلم فينا. حيث تخضع الموسيقى إلى تفسيرات في اللاوعي باعتبارها مادة مجردة وأحيانا تكون من عوامل الفيلم الأكثر وضوحًا و تأثيراً، و هذه الخلفية الموسيقية سوف تعمل على إحداث أثراً في النفس وعلى تكوين التأثير الدرامي في ذائقة المتلقي إذا عُزفت ضمن مبرراتها المرئية. و إذااعتمدنا على حركة البناء الموسيقي العام والانتباه إلى مساره اللحني سنشعر بالتوازن الذي يخلقه ذلك البناء. من هنا تأتى أهمية و دور موسيقى الفيلم. توضع موسيقى الأفلام غالباً بعد رؤية الفيلم منتهياً، و إذا كانت هنالك أغنية أو رقصة كتبت في السيناريو فان الموسيقى تؤُلف و تسُجل قبل تصوير المشهد و على الممثل أن يتبع الموسيقى بدقه، وفي حالات نادرة، مثل محدودية اداء الممثل موسيقياً يتبع المؤلف تلك المحدودية في الاداء ليلائم قدرات الممثل،و اذا كانت القدرات لا تساعد على انجاز اي اداء موسيقي فعلا المؤلف الموسيقي الانسحاب من وضع الموسيقى له لانها ستسئ للمشهد و ربما لموسيقى العمل بشكل عام. يعيش المؤلف مع الفيلم لعدة أسابيع وبمرافقة أي شخص له علاقة بوضع موسيقى الفيلم و الهدف من ذلك هو تحديد وقت الموسيقى المطلوبة في الفيلم و تحديد موضعها في كل مشهد لأن موسيقى الفيلم تتكون من عدة لقطات منفصلة مدة كلٍ منها تتراوح بين بضعة لحظات و بضع دقائق، بعد ذلك يباشر المؤلف بوضع الإبداع اللحني والذي يقدر كثيرا في الموسيقى بشكل عام وهنا لابد أن يأتي منسجماً مع مَشَاهد الفيلم. لا توجد خلفية موسيقية مستمرة كما أن من الأفضل أن تقتصر الموسيقى على اللقطات الرئيسية و المهمة فقط و تكون هنالك ثيمة theme رئيسية ترتكز عليها موتيفات motives موسيقية و من خلال ذلك يتكون التقطيع الموسيقي للفيلم الذي يرتكز على اللقطات المتعاقبة. استخدام المؤثرات الصوتية و الأصوات الطبيعة من العوامل المهمة في تكوين المشهد الصوتي المرافق للمشهد المرئي. و كل الأصوات المسموعة التي تحمل نغمات لكن تفتقد لإيقاع أو للانسجام و التسلسل النغمي تعتبر ضمن السمعيات أي ( Audio ). هنا نحتاج للاستماع إلى تلك الأصوات لأنها غلباً ما تستخدم لغايات مباشرة و واضحة المعالم خصوصاً إذا جاءت ضمن ثيمة موسيقية أو جملة موسيقية. أما التقطيع الموسيقي فلابد أن يناسب الإيقاع الدرامي العام لكل مشهد. لابد ان تؤخذ الوحدة اللونية بعين الاعتبار، وذلك للعلاقة المهمة بين البنية اللونية والبنية الموسيقية. هنالك بعض النقاط المهمة التي لا بد من أتباعها لتأليف موسيقى منسجمة مع روح و فكرة الفيلم مثل مراعاة البنية الموسيقية لكل زمان و مكان، واستخدام الموسيقى بحياد في بعض المشاهد، لتوضيح وحدة العمل الموسيقي و ذلك لدعم عملية المونتاج لتخليصها من الشعور بالتفكك و التركيز على نهاية الفيلم لأنها نقطة ارتكاز في موسيقى الفيلم حيث لم يجرأ أي مخرج على أنهى فيلمه بالصمت. صعوبة التأليف الموسيقي في الفيلم تكمن في كيفية الحفاظ على قيمة الموسيقى و إبرازها وسط خلط الأصوات كلها، من الحوار حتى أصوات وقع الأقدام، حيث هنالك الكثير من اللونيات الموسيقية التي تضيع في غمرة هذه الأحداث. وتعويضاً عن هذه الخسارات يلجئ المؤلف إلى الاعتماد على تقنيات أخرى لا تتوفر في قاعات العرض الموسيقي الحي، كالمكساج، وهو عبار عن مزج عدة مقطوعات مسجلة مع بعضها كموسيقى مرافقة لمشهد واحد، آو أسلوب تقطيع الموسيقى و ذلك من خلال لحظة لقاء ثيمة مقطوعتين يسير كلاً مهما بخط لحني مستقل الذي يسمى ( Editing ). أن موسيقى الفيلم تصبح ذات معنى من خلال ارتباطها بالمضمن البصري وحين ذلك يقودنا الفيلم إلى درجة من الخيال المسموع عن طريق الأذن في فهم الفيلم. و لا أحد يعلم كم من الذين يشاهدون الأفلام سينصتون الى موسيقى الفيلم، و لكنني أتمنى لو تحرصوا على ذلك قدر الإمكان و تكونوا في صف المؤلف و لا تكتفون بالاستماع فقط. * أحمد مختار مؤلف موسيقي واستاذ الة العود/ جامعة لندن- مركز الدراسات الشرقية و الأفريقية البيان الإماراتية في 5 فبراير 2006 |
هل يعيد السينما المصرية إلى العالمية؟ يعقوبيان فى مهرجان برلين عقدت الشركة المنتجة لفيلم عمارة يعقوبيان مؤتمرا صحافيا بمناسبة اختياره لتمثيل السينما المصرية فى البرنامج الرسمى لقسم أفلام البانوراما فى الدورة 56 لمهرجان برلين السينمائى الدولى هذا العام، حضر المؤتمر من أبطال الفيلم عادل إمام ويسرا وخالد صالح وإسعاد يونس وخالد الصاوى والسيناريست وحيد حامد وأدار الندوة المخرج عادل أديب. عادل أديب أكد أن الشركة سعدت باختيار الفيلم ليمثل السينما المصرية فى هذا المهرجان العالمى، باعتباره فرصة يمكن من خلالها إعادة السينما المصرية إلى ساحة المهرجانات الدولية، حيث كانت أخر مشاركة لمصر فى هذا المهرجان عام 1979 بفيلم إسكندرية ليه للمخرج يوسف شاهين، وأن الشركة قامت بطبع 100 نسخة للتوزيع فى مصر والوطن العربى وأوربا، ومثلها 100 للتوزيع فى أمريكا. وعن موسم عرض الفيلم وتوفير له فرص توزيع جيدة قالت الفنانة إسعاد يونس، إحدى بطلات الفيلم وشركتها من ستقوم بتوزيعه أيضا: سوف يتم عرض الفيلم فى مصر فى أواخر شهر يونيو المقبل، وهى نفس الفترة تقريبا التى سيتم توزيعه وعرضه فيها فى أوربا وأمريكا، أما عن عرضه فى دول الخليج فأعتقد أننا سنقوم بعرضه فى عيد الفطر. أما المؤلف وحيد حامد فأكد أنه بسبب شدة إعجابه بالرواية التى كتبها د.علا الأسوانى، فكر فى أن ينتجها بنفسه إلى جانب السيناريو والحوار، ولكن كان ذلك من الصعوبة خاصة مع فيلم ضخم بهذا الحجم، حيث إن مدته ثلاث ساعات، وبلغت تكاليفه 22 مليون جنيه، وعما إذا ما كان قد رشح نجله المخرج مروان حامد قال: لم أرشح مروان لإخراج الفيلم لأننى اعلم جيدا حجم المسئولية التى ستقع عليه عند إخراج الفيلم لأن السيناريو كنت أراه معقدا ويحتاج لكثير من العمل ويجمع بين نجوم وعمالقة كبار، والموضوع ليس بالسهل على الإطلاق، غير أن من رشحه هو منتج الفيلم الكاتب عماد الدين أديب، وبعد أن انتهى التصوير شاهدنا نسخة العمل، أنا وعادل إمام ويسرا ونور الشريف، وسعدت جدا بالفيلم وأعد الجمهور انه سيشاهد فيلما مختلفا. وعبر عادل أمام عن سعادته بالفيلم كعمل سينمائى مهم فى مشواره وأكد حماسه لموضوع الفيلم والمخرج مروان حامد الذى يخوض به تجربته الأولى فى السينما الروائية الطويلة بعد فيلم لى لى الذى فاز بجائزة عنه فى مهرجان برلين منذ سنوات قليلة، وأشار عادل إلى أن حماسه للفيلم بدا من إعجابه بالرواية التى كتبتها د. علاء الأسوانى وحققت انتشارا واسعا فى الشارع المصرى والعربى تم ترجمتها إلى الإنجليزية والفرنسية. ورغم أن النجمة يسرا لعبت 5 مشاهد فى الفيلم الذى تصل مدته إلى 3 ساعات إلا أنها أكدت سعادتها بالدور وحماسها له وأشارت إلى أنها تعتبره بطولة مهمة فى مشوارها. العربي المصرية في 5 فبراير 2006
حب المشاهير وهمٌ ينتهي بكارثة اجتماعية القاهرة ـ «البيان»: مهاويس المشاهير من النجوم والنجمات يزدادون كل يوم، والإعجاب مقبول ولكن أن ينقلب إلى حد الجنون وإلى حد أن يهيم الرجل بنجمته المفضلة في الحلم والواقع إلى درجة إهماله لبيته وزوجته، أو تهيم الفتاة بنجمها الوسيم فلا ترى إلا هو، وتشترط فيمن يتقدم لطلب يدها أن يكون شبيهاً بالفتى المدلل عندها، فهذا غير مقبول ولا مهضوم في مجتمعاتنا العربية! كلنا نتذكر قصة مجنون «سعاد حسني» الذي ظل يطاردها في كل مكان ليلاً ونهاراً وبالتليفونات ولم ينقذها منه إلا الشرطة التي اكتشفت بعد ذلك أنه يعيش قصة حب وهمية في خياله مع سندريلا الشاشة، وأخرى كانت مجنونة بالنجم الراحل رشدي أباظة، ولم تكن واحدة فقط مغرمة به بل كثيرات، وآخر ظل يطارد حنان ترك في عملها في الاستوديو وفي المسرح ولم يستسلم إلا بعد أخذ تعهد عليه في الشرطة، والقصص كثيرة، ولكن هناك قصصاً أخرى، وتفسيرات لهذه الظاهرة. بتردد ثم ابتسامة روت هند علي موظفة علاقات عامة تجربة لصديقتها التي ارتبطت بزميلها في العمل والذي كان مغرمًا بإحدى الممثلات الجميلات ويشاهد كل أفلامها السينمائية ويحرص على متابعة أخبارها لدرجة أنه ذات مرة روى لزملائه عن مقابلته لها وعاد متيمًا بحبها ومع تحذيرات الجميع لها واجهته بكل ما سمعت فلم ينكر، وكان كلامه منطقيًا عندما أخبرها أنه لا يوجد مانع أن يبدي إعجابه بأية فنانة وسألها هل إذا أعجبت بفنان يعنى ذلك انك تحبينه وترتبطين معه في علاقة عاطفية؟ فاقتنعت وتمت إجراءات زواجهما وبعد ثلاثة أشهر من الزواج لاحظت أنه يحرص على مشاهدة العروض الافتتاحية لكل أفلام الممثلة ويلتقط صورا تذكارية معها، وذات مرة تمنى في حوار معها أن تصبح هي هذه الممثلة التي كان يحتفظ في حافظته الشخصية بصورتها رغم أنه لا يحتفظ بصورة زوجته وبدأت المشاجرات تحتدم بينهما وتسببت أكثر من مرة في تركها لمنزل الزوجية وكاد الأمر أن يصل للانفصال لولا أنه عاد لعقله وأقلع عن حب ممثلته الجميلة. ومن أغرب الحكايات القضية المنظورة أمام إحدى المحاكم بسبب فضائح أحد الأزواج وتقصها ابتسام. م «ربة منزل» فتقول: تزوجت أختي من شقيق صديقتها فخطف عقلها وقلبها بإمكانياته المادية ولم تطل فترة الخطوبة حتى تم زواجها منه وعاشت معه شهرين من الحب والهناء. ولكن لم تدم السعادة عندما أصبح شخصًا آخر يقضي ليله خارج المنزل في الملاهي والفنادق الكبرى، ويواظب على حضور كل أفراح زملائه وأقاربه ومعارفه التي تقام في الفنادق والقاعات المشهورة وعلمت الزوجة من أحد الأشخاص أن زوجها يطارد الراقصات الشهيرات فاندلعت المشكلات بينهما حتى انتهت بفضيحة كبرى، وانتهت أمام القضاء كي يحكم بتطليقها من هذا الشخص المخادع الذي لم يحترم نفسه وزوجته ولا حتى مولوده القادم بسبب حبه المجنون للشهيرات. خراب بيوت ويحكي محمد. ع «رجل أعمال» تفاصيل غرام أحد أصدقائه بفنانة مشهورة، وظل يطاردها في خياله وأحلامه ويقظته وأحاديثه مع نفسه وأصدقائه، رغم ارتباطه بقصة حب مع إحدى جاراته توجها بالزواج، وتمادى في حبه للفنانة، فكان يدرج صورها على الكمبيوتر الخاص به، وعلى بعض أوراقه الخاصة، ولم تكن زوجته المسكينة تعلم بكل هذا الافتتان بهذه الفنانة لدرجة أنه أقنعها أن يطلق اسمها على طفلته الوليدة، وعندما اكتشفت غراميات زوجها لم يرتدع هذا الزوج وواصل مطاردته لفنانته بشراء كل الصحف التي تنشر أحاديثها وصورها لدرجة أنه يوم زواجها بدا عليه الحزن وتخيل أن زوجته لم تعلم لكنها اضطرت فيما بعد أن تتابع إجباريًا هذه الفنانة وتفاصيل حياتها. وبعد فترة لاحظت الزوجة حضوره من عمله المسائي مبكرًا مبررًا ذلك بتعبه، لكنها اكتشفت أن أحد برامج الفضائيات تستضيفها وجلس أمام التليفزيون يتابعها بشغف وهيام، ولم يشعر بزوجته التي تركت منزل الزوجية بلا رجعة! ويؤكد شعبان. م «موظف بشركة استثمارية» أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الأزواج فقط، لكنها تضم أيضًا بعض الزوجات، فكثيرا ما قرأ عن مهووسات حسين فهمي ورشدي أباظة وأحمد السقا وغيرهم من الفنانين، وكان يتخيل أن ذلك كله مجرد كلام جرائد، حتى علم من أخته أن إحدى صديقاتها تجرعت كأس ومرارة الطلاق، لأن زوجها لم يتحمل مراهقتها وحبها لأحد الفنانين وأرادت أن يبدو زوجها شبيهًا به في ملابسه وشاربه وتسريحة شعره، وهو ما جعله أضحوكة بين أفراد عائلتيهما. وتتفق معه في الرأي هالة أحمد «طالبة جامعية» بقولها: إحدى زميلاتي مغرمة بأحد الفنانين الشباب، وتشترط فيمن يتقدم لزواجها أن يشبهه في كل شيء، وبسبب هذه الفكرة المجنونة المسيطرة عليها رفضت الكثيرين ممن تقدموا للزواج منها لدرجة أنه حينما ضغط عليها والداها كي تتم خطوبتها، لم يتعد عمر ارتباطها به سوى شهرين فقط، وتم فسخ الخطوبة والسبب أنه لم يكن فتى أحلامها الفنان الذي تعشقه ولم يكن شبيهًا به! السقوط الكبير وهبة سالم «موظفة» تقول بصراحة: إذا كان الزوج أو الزوجة تسيطر عليهما فكرة الافتتان بأحد المشهورين فلا يستحقان أن يدخلا حياة المتزوجين لأن الزواج نضج، وإذا افترضنا أن أحد الأزواج يعاني من هذا الوهم العاطفي فكل ما أتمناه لزوجته أن يعينها الله عليه وألا تعير مهاتراته أدنى اهتمام لأنها لن تسفر عن شيء سوى مضايقة نفسها. وتختلف معها أمنية عبد الحليم «مترجمة» بقولها: اعتقد أن الرجل في هذا الموضوع في مجتمعنا الشرقي أكثر جرأة من المرأة أو الفتاة أو الزوجة، لكنها تصف هذه الظاهرة بالتفاهة. لأنه إذا كانت سلوكيات الرجل المتزوج في مطاردة إحدى الفنانات أو الراقصات أو المشهورات فإنه يخل باحترامه لزوجته وبيته، ويكون قدوة سيئة إذا اكتشفوا أمره، وهو ما يعني السقوط الكبير، وإذا رضيت زوجته أن تعيش معه وهي تعلم بغرامياته ومطارداته لإحداهن بدافع الحفاظ على أسرتها وخوفها من لقب مطلقة، فإنه سيصبح أقل رجولة في نظرها، وهنا أسأل الزوج المحترم ما هو موقفه إذا علم المحيطون به بأمر هذه الغراميات والمطاردات؟! هروب وفشل جماعي د. إمام عبدالعزيز أستاذ علم النفس يحلل الظاهرة بأنه يرى أن لكل منا عالمه الخاص الذي يقف على قمته أنموذجاً في كل شيء يتمنى أن يتقرب أو يصل إليه ويظل هذا الأنموذج يطارده في أحاسيسه ومشاعره وأفكاره وأحلامه سواء في يقظته أو منامه، وهو ما ينطبق على أحد الزوجين حينما يرى أحدهما في أحد المشاهير أنموذجاً، خاصة الزوج الذي يظل حبه لإحدى الفنانات وأمنيته من الاقتراب بها يطارده ويضغط عليه. والزوج في البداية يخفي هذا الأمر الذي يظل يضغط عليه ويلاحقه حتى ينعكس على سلوكياته شيئاً فشيئاً ويصبح أمراً ملحوظاً، ولا يخفى تأثير وسائل الإعلام التي تغرس في نفسه بريقاً وصورة مختلفة وجميلة لهذه الفنانة. ويتحول الزوج إلى شخص أناني، لأنه يظهر ويفضل حبه لهذه الفنانة على زوجته التي يحاول في البداية أن يقوم بعملية إسقاط نفسي عليها، لكنه دائماً يفيق على الواقع بأنها مجرد زوجة، ومن هنا يحدث صراع نفسي يدفعه للهروب من واقعه وهو ما يضعه في مشكلات معها. د. مهدي القصاص أستاذ علم الاجتماع يؤكد أن هذا الشخص الذي يعيش عالمه الوهمي بأنه يفرض على نفسه نوعاً من العزلة الاجتماعية والأسرية، لأنه يشعر بفشله في الاندماج والتفاعل الاجتماعي مع زوجته والآخرين فهو دون أن يدري يتكون لديه عالمه المدرك من خلال وسائل الإعلام، وهذا العالم على النقيض تماماً من عالمه الحقيقي والذي يرفضه بشتى الطرق، فتتهدد علاقته بزوجته، وعدم احترامه للعادات والتقاليد العربية التي تعلي من شأن الأسرة والزوجة كأهم مؤسسة اجتماعية، ويرى أن هذه الظاهرة انتقلت إلينينا من الغرب فصارت كمرض اجتماعي يشبه السرطان الذي استشرى بين بعض الأسر. وقد أكدت إحدى الدراسات الإعلامية الاجتماعية أن داخل الكثيرين من الأزواج كثيري المشاهدة للتلفزيون والفضائيات عالماً خاصاً تسكنه إحدى الفنان، وهي نتيجة خطيرة توضح حجم خطورة هذه الظاهرة، ويقول د. مهدي أن إحدى نتائج دراسة نفسية اجتماعية أجريت في أوروبا، أشارت إلى أن أغلب الزوجات هناك يعتبرن إعجاب أزواجهن بإحدى الفنانات نوعاً من الخيانة التي لا تغتفر، لذلك يجب على الزوجين أن يتقي الله كل منهما في الآخر. خدمة (وكالة الصحافة العربية) البيان الإماراتية في 5 فبراير 2006 الفيلم يتهم اميركا بارتكاب مجازر في العراق وادي الذئاب: فيلم يثأر لتركيا من اميركا الفيلم يناقش الاهانة التي تعرض لها جنود اتراك على يد الجيش الاميركي في العراق عام 3003.
اسطنبول - من المتوقع ان يحقق آخر انتاج ضخم للسينما التركية بعنوان "وادي الذئاب-العراق" نجاحا كبيرا باعتباره "ثأرا" للاهانة التي تعرض لها عسكريون اتراك اعتقلوا على يد جنود اميركيين في العراق عام 2003. وفي الرابع من تموز/يوليو من ذاك العام، اوقف 11 عسكريا تركيا في مدينة السليمانية الكردية العراقية على يد جنود اميركيين للاشتباه بقيامهم "بنشاطات مشبوهة" وتمت تغطية رؤوسهم باكياس من الخيش، في ما اعتبره الاتراك اهانة كبيرة. واطلق سراح العسكريين بعد يومين، من دون اعطائهم اي توضيحات حول اسباب اعتقالهم، ومذاك الحين تحاول واشنطن وانقرة، على الرغم من كونهما حليفتين منذ زمن طويل داخل منظمة حلف شمال الاطلسي، رأب الصدع نتيجة هذه الحادثة. لكن بالنسبة لواضعي سيناريو هذا الفيلم الذي قالت الصحف التركية انه الاكثر كلفة في تاريخ السينما الوطنية بموازنة قدرها عشرة ملايين دولار، فان القضية لم تتوقف عند هذا الحد. ومنذ المشهد الاول للفيلم، تقول احدى الشخصيات التي تؤدي دور الضابط المسؤول عن العسكريين الاتراك "انه عمل ضد الشعب التركي"، مشرعا بذلك العملية الانتقامية التي ستنفذ في ما بعد. وقبل ان يقبل علم بلاده وينتحر، يستعين العسكري لتحصيل شرفه ببولات اليمدار وهو بطل مسلسل تلفزيوني شهير تدور احداثه حول عالم المافيا واوساط القوميين المتطرفين في تركيا. وتم تصوير احداث الفيلم التي تجري في شمال العراق، في اقليم غازيانتيب جنوب شرق تركيا. ويقوم القناص في اجهزة الاستخبارات التركية بملاحقة شخصية سام وليام مارشال (بيلي زين الذي لعب دور الشرير في فيلم "تايتنيك") الذي الحق الاذى هو وجنوده بالسكان، وذلك الى ان يقبض عليه ويقتله. ويتهم الفيلم الجنود الاميركيين بارتكاب مجزرة اثناء حفلة عرس واعدام سجناء عراقيين من دون محاكمة وقتل مؤذن في اطلاق صاروخ على مسجد والقيام بمتاجرة غريبة باعضاء تخص معتقلين في سجن ابو غريب على يد طبيب يهودي اميركي لحساب زبائن اغنياء في نيويورك ولندن وتل ابيب. ويوم الجمعة، بدأ عرض هذا الفيلم في صالات اسطنبول التي غصت بالمشاهدين الفرحين بلهجة الفيلم المعادية صراحة للولايات المتحدة. لكن هؤلاء المشاهدين قالوا ان الفيلم ليس مجرد تراكم لمشاهد مبتذلة مناهضة للاميركيين. ويقول صالح (29 عاما) الذي يعمل كخبير معلوماتية "كلا، (الفيلم) ليس مبالغا فيه بتاتا. في النشرات الاخبارية، يتم الحديث عن مئات القتلى يوميا في العراق، وهذا لا نراه في الفيلم". ويضيف ان الفيلم "يظهر الوضع الحقيقي: ان الاميركيين يريدون السيطرة بالكامل على المنطقة". ويقول البيرين (28 عاما) وهو عسكري "انه يحتوي على بعض (القصص) الخرافية، لكنه قريب جدا من الواقع"، معبرا عن اعجابه الكبير بهذا "الفيلم الرائع" الذي يمجد "حب الاتراك للوطن والحرب". وتاثر بعض العسكريين ايضا بواقعية الفيلم. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن رئيس البرلمان التركي بولند ارينج قوله خلال عرض الفيلم للمرة الاولى والذي حضرته امينة اردوغان زوجة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان "انه فيلم رائع سيتذكره التاريخ". وفي تركيا التي عبرت عن معارضتها الشديدة للحرب على العراق، يتوقع ان يحطم فيلم "وادي الذئاب" الذي سيعرض في 472 صالة رقما قياسيا لجهة مبيعات التذاكر، نظرا للنجاحات التي حققتها العديد من الروايات ذات الخلفية السياسية التي تروي مواجهات بين "الاتراك الطيبين" و"الاميركيين الاشرار". وقالت وكالة انباء الاناضول ان صالات السينما في العديد من المناطق اعلنت عن بيع التذاكر للايام المقبلة. وسيعرض الفيلم ايضا في نحو عشر دول من بينها المانيا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة ومصر وسوريا. موقع "ميدل إيست أنلاين" في 6 فبراير 2006
|
سينما الخليج وسؤال استقلاليتها صلاح سرميني** |