كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

جديد الموقع

 

القاهرة ـ«البيان»: بدأت الرقابة على السينما بالاهتمام بتوافر عوامل الأمان من أخطار الحريق وحفاظاً على على أرواح الجمهور، لكن مع بدايات العروض الأولى للسينما عالمياً ثم محلياً بدأ نوع آخر من الرقابة أشد خطراً وهو الرقابة علي مضمون الأفلام بعد أن أثار بعضها الكثير من الجدل حول مدى تأثيرها علي الجمهور والذي كانت غالبيته من العامة، وهي عروض فيها من الإثارة والعنف ما لفت إليها الأنظار في الخارج والداخل.

في كتابه «السينما والرقابة في مصر» الذي صدر مؤخراً عن إحدى هيئات وزارة الثقافة المصرية يتتبع الناقد السينمائي محمود علي تطور القوانين والقرارات التي نظمت إنتاج وعرض الأفلام السينمائية هذه الفترة بداية من المادة 23 من لائحة مسارح الإسكندرية الصادرة في 29 يونيو 1904 على كل من يشغل محل تمثيل أن يقدم قبل التشغيل جدولاً لمحافظ المدينة بالمناظر والروايات التي ينوي تمثيلها وأن يحصل منه على الموافقة عليها ويمنع منعاً باتاً كل منظر وكل رواية من نوع مغاير للآداب، وللبوليس الحق في إيقاف تمثيل الروايات والمناظر من هذا القبيل .

وبعد إنشاء دور عرض سينمائي بالقاهرة ـ بعد الإسكندرية -عام 1898، وبعد سلسلة من الحرائق فيها تسببت في أضرار مادية وبشرية، ظهرت لائحة المسارح في 12 يوليو 1911 التي تمثل أول تشريع خاص بنظام شؤون المسرح والسينما من حيث إجراءات الترخيص وتوافر عوامل الأمان للجمهور، وقد كانت السينما قبل هذا التاريخ تندرج تحت قانون المحلات العمومية وتنص المادة رقم 10 منها على ما يلى: ممنوع ما كان من المناظر أو التشخيص أو الاجتماعات المخالفة للنظام العام وللآداب، وللبوليس الحق في منع ما كان من هذا القبيل وإقفال التياترو عند الاقتضاء.

في نوفمبر 1928 تم توحيد الرقابة على الروايات التمثيلية واسطوانات الفونوغراف والرقابة على أشرطة السينما في إدارة واحدة بقرار نص على: «حيث ان تشابه العمل الذي تتطلبه هاتان المراقبتان يقضي بتوحيدهما ويدعو إلى أن يعهد إليهما إلى هيئة مستوفية شروط القدرة على القيام بها تقرر:

أولاً توحيد الرقابة على أشرطة السينما والروايات التمثيلية واسطوانات الفوتوغراف ثانياً: تأليف لجنة من الموظفين الآتي ذكرهم لتنفيذ هذه الرقابة من: وكيل الأمن العام ورئيس القسم الفني ومندوب من الإدارة الأوروبية وأربعة مفتشين من وزارة الداخلية أعضاء ولهذه اللجنة أن تستأنس برأي ذوي الخبرة سواء من مصالح الحكومة في المعاهد أوالجمعيات أو النوادي الفنية».

ولما كانت عضوية اللجنة مقتصرة على موظفي الحكومة فقد لاقت نقداً شديداً من الصحافة لخلوها من الفنانين والكتاب ولهذا وبناء على طلب من وزارة المعارف أصدر وزير الداخلية قراراً في يونيو 1934 بضم عضو يمثل وزارة المعارف في اللجنة وهو «زكي طليمات» مراقب الأوبرا الملكية، ثم انتدب لنفس اللجنة « توفيق الحكيم» عن وزارة المعارف بقرار آخر.

وقد نشر المؤلف وثيقة مهمة عبارة عن مذكرة قدمها توفيق الحكيم للجنة يقول في ديباجتها: «إن دور السينما اليوم تكثر من عرض مشاهد تمثيل تقبيل الرجل المرأة في مواضع مثيرة من جسمها تقبيلاً طويلاً يوقظ في الخاطر الشهوات الجنسية السفلي ويهيج في النفس الرخيصة الخسيس من المشاعر وليس بخافٍ أن عرض هذه المناظر قد فعل فعله في الناس وأدى إلى الانقلاب الملحوظ في الأخلاق ووضع أمام أعين الشباب صوراً وأمثلة تغري بالتقليد، وألقى في روع أهل الحيل فكرة خاطئة عن معنى الحرية التي تجعلها المدنيات سمة لها.

وبعد استعراض لموقف الغرب من هذه الأفلام ينهي توفيق الحكيم مذكرته قائلاً: «وإن مصر التي جرى قضاؤها على اعتبار التقبيل المنطوي على شهوة دنيئة في طريق عام فعلاً علنياً فاضحاً يستوجب عقاب فاعله لأنه يؤذي المارة في حياتهم ويسيء إليهم في كرامتهم وعفتهم لخليقة أن تحمي أبناءها من شر هذه المناظر التي تعرض في دورالسينما وأكثرها فعل فاضح مفسد الفاسق ولما كانت التبعة في تدهور الأخلاق الآن في مصر تقع في أكثر الأحول على السينما التجارية بما تلقيه للناس من غذاء ضار ولما كانت هذه خطيرة على الأمة المصرية وعلى شخصيتها التي ينبغي أن يحرص على حفظها من عوامل الانحلال لذا أضع تحت نظر اللجنة الموقرة هذه المذكرة أملاً أن تكون موضع النظر والبحث، راجياً أن تؤدي إلى تقرير قاعدة حاسمة تحرم عرض كل ما يخدش الكرامة ويسيء إلى الأمة». وقد صدرت قرارات عدة قبل معاهدة 1936 وبعدها بإعادة تشكيل اللجنة وبرغم تغير الوجوه فقد ظلت الآليات ثابتة. التعليمات الرقابية لم تصدر بقانون.

وفي قرار في أواخر الثلاثينات تضمن ثلاثين بنداً - منقولة من اللائحة الإنجليزية ـ موزعة على عدة محظورات ـ الأمور الدينية، الأمور السياسية، الأمور الاجتماعية، الأمور الجنسية، الجرائم، والقسوة، لكن د. إبراهيم عبده مدير الرقابة في مارس 1952 عقد اجتماعاً بالفنانين والصحفيين واتفق على أن تتضمن اللائحة الجديدة ست مواد فقط صيغت بذكاء لتشمل المواد الثلاثين وهي: توقير الملكية إذا تعرضت للتاريخ وعالجته في مسرحية أو أغنية أو فيلم، عدم التعرض للمبادئ المتطرفة سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية سمعة مصر بحيث تعطي صورة طيبة في الخارج، عدم التعرض للمسائل الدينية ولو كانت في التاريخ، مراعاة الآداب العامة بالابتعاد عن الألفاظ النابية والأغاني الماجنة والمشاهد الفاضحة، وعدم التعرض لشخصية عمومية لا تتعدد نظائرها في الدولة أو من الحياة العامة.

ومن خلال استعراض الأخبار التي نشرت بالصحافة يوثق المؤلف لأول خبر نشر بجريدة البصير في 30 أغسطس 1916 يشير إلى وجود رقابة فعلية على الأفلام، يقول الخبر: «صدر قرار وزارة الداخلية بمراقبة محال السينما توغراف وعدم السماح لأصحابها بما يعرض من الصور إلا بعد أن يدفعوا رسما قدره 15 قرشاً عن كل متر وأن تكون مختومة من قلم الضبط بوزارة الداخلية وتنشر جريدة وادي النيل ـ بعد ذلك بيومين ـ خبراً جاء فيه: بدأت إدارة الأمن في تنفيذ القرار الخاص بمراقبة الصور المتحركة التي تعرض في محال السينما، وأصبح كل ما يعرض الآن بموافقة إدارة الأمن بحيث يمكن اعتبارها من الآن مسؤولة عن مغزى الروايات التي تعرض أمام الجمهور.

هذه الفترة شهدت أيضاً قيام شركات الإنتاج السينمائي العالمية بتصوير بعض أفلامها في مصر والشرق بوجه عام لما فيها من غرابة تجذب المشاهد الغربي، وقد هوجمت هذه الأفلام ـ التي تم عرضها في مصر ـ بضراوة وهوجم الرقيب الذي سمح بعرضها وقد امتلأت الصحف بمقالات الكتاب ورسائل القراء التي كونت في مجموعها جماعات ضغط ضد هذه الأفلام مما دفع وزير المالية إلى إصدار القرار الوزاري رقم 42 لسنة 1928 الذي يقول:«بعد الاتفاق مع وزارة الداخلية نظراً لأن المحافظة على سمعة البلاد في الخارج تقضي بمنع تصدير الأشرطة السينما توغرافية التي تؤخذ مناظرها في البلاد المصرية وتمثل عادات الأهلين وأخلاقهم ومعتقداتهم تمثيلاً مخالفاً للحقيقة قرر ما يلي مادة 1 ـ الأشرطة السينما توغرافية المأخوذة مناظرها في مصر لايجوز تصديرها إلى الخارج إلا بعد الحصول على ترخيص سابق من وزارة الداخلية إلخ.

وإذا كان القرار يعني الأفلام المصرية والأجنبية فإن الأولى وحدها هي التي كان يطبق عليها القرار، وقد قررت وزارة الشؤون أنها تعتزم عدم تصدير أفلام مصرية إلى الخارج إلا إذا بلغت المستوى الجدير بالإنتاج السينمائي في مصر مكانتها بين الدول من حيث تأليف القصة وإخراجها وخلوها من كل منظر أو حوار يمس الأخلاق الفاضلة أو التقاليد الصالحة بحيث تصبح دعاية طيبة لمصر في الخارج ولاسيما في البلاد العربية التي تربطنا بها أوثق الصلات، وهي نغمة مازالت تتردد».

ومن صور الرقابة الشعبية على الأفلام السينمائية القضايا المرفوعة من الأشخاص والهيئات ضد الأفلام والتي تطلب بمنع عرضها وأمثلتها الحديثة متعددة ومعروفة ويرصد المؤلف القضية الأولى من نوعها والتي رفعها عمدة بالفيوم على الممثل أحمد سالم يطالب بوقف عرض فيلم حياة حائرة لما فيها من تعريض به أي يتشابه اسم البطل مع اسمه وكذلك تدور أحداث الرواية في الفيوم وقد رفضت الدعوى كما أن البلاغات التي يرسلها مجهولون إلى وزارة الداخلية طالبت بمنع عرض بعض الأفلام لأنها تروج للشيوعية.

في الجزء الخاص بالتطبيق يؤكد المؤلف على ضياع مستندات الرقابة وسوء تخزينها فلم يجد من بين خمسمئة فيلم انتجت بين عامي 27 :1952 إلا أوراق حوالي مئتي فيلم فقط، لذلك حرص على توثيق كل ورقة اطلع عليها خوفاً من ضياعها بعد ذلك.  

خدمة« وكالة الصحافة العربية»

البيان الإماراتية في 4 فبراير 2006

 

قالت : لنا خصوصيتنا ولسنا فى منافسة مع أحد

درية شرف الدين: الاستسهال قتل الدراما التليفزيونية

أحمد عطا 

هى واحدة من الكوادر الإعلامية التى تحمل بداخلها أحلاما وطموحات لتقديم أفضل خدمة إعلامية، تفضل أن تعمل فى صمت والدفع بالمواهب الشابة وتدعيمهم حتى حظيت بحب واحترام المشاهد والإعلاميين معا، ظهر ذلك من خلال المواقع العديدة التى شغلتها وآخرها رئيسة القطاع الفضائى.

·         سألناها: هل أنت راضية عن مستوى الفضائية المصرية فى ظل المنافسة الشديدة التى تواجهها من الفضائيات العربية؟

- قالت: الرضاء التام معناه التوقف عن التطوير والتجويد، أنا راضية عن الجهود التى يقوم بها جميع العاملين بالفضائية، من قيادات وشباب فهم يبذلون وأنا معهم أقصى جهد لكى تكون شاشة الفضائية فى أفضل حالاتها وأعتقد أن من يتابعها لمس تطويرا كثيرا فى كل ما يعرض على شاشتها.

·         بماذا تفسرين تميز وتفوق القنوات الخاصة مثل المحور ودريم بالمقارنة بالفضائية المصرية؟

- من وجهة نظرى لكل قناة لون وهدف ورسالة وتوجهات، ونحن نعمل ضمن إطار من هذا التوجه، ورسالتنا تمثل الدولة المصرية فالفضائية المصرية تحمل على عاتقها مهام كثيرة جميعها ترتبط بالبعد القومى، فنحن لسنا قناة ترفيهية، بل لنا محتوانا الإعلامى الذى نتميز به ونختلف به عن القنوات الأخرى فالفضائية المصرية لا تقلد أحدا لأنها الأصل.

·         ألست معى بأن نبرة الأصل والسيادة والريادة لم تعد تجدى الآن؟

- لا يجدى إذا كان مجرد ادعاءات، ولكنها حقائق، فالتليفزيون المصرى هو الأصل بالفعل فى المنطقة العربية، وله تاريخ مشرف، ومازال يعطى من خلال تواصل الأجيال، ثم إننا لا نقول سيادة وريادة ونعتمد على ذلك دون أن نطور أنفسنا بما يواكب العصر، فنحن نبذل أقصى جهودنا، ليس فقط من أجل الاحتفاظ بالمشاهد المصرى، ولكننا نجذب أيضا المشاهد العربى، وهذا واضح من خلال الشاشة، وليس مجرد ادعاءات.

·         هل تؤثر الفضائية المصرية فى المواطن المصرى خارج حدود بلده؟

- بالتأكيد، فهى مرآة صادقة لما يحدث داخل حدود الوطن، بالإضافة إلى أنها ترد على احتياجاتهم وهم بعيدون عن الوطن، ولذلك فالمغتربون خارج مصر يبحثون عن الفضائية المصرية بحكم الانتماء الوطنى، وفى هذا الإطار حددنا مطالبنا من مواد إعلامية تبث على الفضائية المصرية خدمية أو إخبارية أو ثقافية أو دينية بالإضافة إلى إننا لدينا قناة النيل الدولية التى تلبى احتياجات الأجانب المقيمون فى مصر وتعرض لهم ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا.

·     ولكن البعض يأخذ على قناة النيل الدولية عدم إيفائها بهذه الخدمة، فضلا عن تقديمها أعمالاً درامية باللغة العربية مصحوبة بترجمة فرنسية وإنجليزية؟

- غير صحيح، فهى تقدم خدمة إعلامية متكاملة يشيد بها الجميع، ربما تكون هناك بعض النواقص، نستكملها بشكل دائم لأنه لا يوجد شيء كامل، ثم ما المانع فى ان نقدم أعمالا درامية مترجمة، هذه خدمة تقدم للجاليات الأجنبية فى مصر وللأجانب الذين يشاهدون القناة خارج مصر ومن خلال هذه المواد يكونون فكرة عن مصر بمعنى الأجنبى المقيم داخل الأراضى المصرية يريد أن يعرف من خلال الدراما والأغنية، العادات والتقاليد والقيم التى نحافظ عليها، وكيف نعيش ونأكل ونفكر، كل هذا لا يأتى عن طريق البرامج المباشرة وهذا يتطلب منا التطوير الدائم حتى نقدم أفضل خدمة إعلامية.

·         ما حقيقة ترشيحك لرئاسة جهاز السينما؟

- لا أعلم شيئا عن هذا الأمر، وأقرأ عنه مثلكم.

·         كنت نائب رئيس قطاع الإنتاج فى وقت سابق ما تقييمك للدراما التليفزيونية التى تقدم الآن؟

- الدراما التليفزيونية بها نماذج محدودة شديدة التميز وعلينا أن نقدر جودتها حتى لا ينساق البعض وراء الهجوم عليها وهذا لا يمنع من أن هناك بعض الأخطاء الفنية التى يقع فيها البعض أثناء تنفيذ الأعمال الدرامية منها الاستسهال فى الكتابة والمط وتكرار الممثلين وانخفاض عناصر الإنتاج، فالإنتاج الفقير سمة غالبة فى بعض الأعمال الدرامية ولا أعرف السبب حتى الآن.

·         كيف نتلافى هذه الأخطاء وتعود الدراما المصرية إلى تميزها وتفوقها؟

- علينا أن نتفق أن السيناريو هو العمود الفقرى للعمل، ولذلك لابد من الاهتمام به أولا، كذلك عندما تصبح الجودة هى المعيار فى العرض على الشاشة أعتقد أننا سنشاهد أعمالاً درامية شديدة التميز لأننا نملك المواهب البشرية فى كافة نواحى العمل الفنى.

·         لماذا الإقدام على برنامج جديد بعنوان سؤال فى هذه الفترة تحديدا؟

- لأن ما يعرض فيه حاليا وما يطرح من موضوعات لم يكن متاحا لى من قبل أن أطرحه بهذه الصراحة والوضوح وبهذا الصدق، وقمت بتقديم البرنامج بناء على دعوة من وزير الإعلام أنس الفقى وليس هناك أى تجاوز أو خطوط حمراء فهناك مساحة كبيرة من الديمقراطية داخل الإعلام المصرى.

العربي المصرية في 5 فبراير 2006

على الكسار فى ذكراه

عثمان عبد الباسط بلا منافس

عدلى نور 

تسعة وأربعون عاما مرت على رحيل رائد كبير من رواد المسرح المصرى، ظل لسنوات عدة يتبوأ مركز الصدارة خلال فترة من الزمن الجميل كانت أزهى العصور الذهبية للمسرح وللفن الرفيع على الإطلاق، حيث كانت الأضواء القوية المبهرة تسطع كل ليلة على شارع الفن شارع عماد الدين وتزداد توهجاً وتألقاً عند مسرح الماجستيك حيث كانت فرقة الكسار ذائعة الصيت تقدم عروضها المسرحية من الأوبريتات قوامها الموسيقى والطرب والغناء والمشاهد الاستعراضية المبهرة نجمها الأول على الكسار فى شخصية عثمان عبد الباسط تلك الشخصية الطريفة التى ابتدعها الكسار بنفسه وعاش فى ثيابها طوال فترة حياته المسرحية وادواره السينمائية فيما بعد.. النوبى الطيب ابن الجنوب خفيف الظل والحركات، أسود البشرة، ابيض القلب والسريرة يلقى بالنكتة الضاحكة ويحاور محدثه فيمتزج حواره ذو اللكنة النوبية بالحكمة والرأى السديد مع اختيار موفق لموضوعات الروايات عصرية كانت أو تاريخية، يكتبها تأليفا أو اقتباسا لمشاهير الكتاب فى ذلك العصر ومنهم أمين صدقى وبديع خيرى وغيرهما.. فكان من الطبيعى بعد أن اكتملت لفرقة الكسار كل تلك المقومات أن يتهافت الجمهور على حضور عروضها فيتزاحم فى كل ليلة عند شباك تذاكرها والذى كثيرا ما كان يحمل لافتة كامل العدد.

تلك كانت فرقة على الكسار متمثلة فى نجمه الأول وصاحبها.. مجد عريض وشهرة مدوية جذبت إليها جمهورها من شمال البلاد حتى أقصى الصعيد.

ولكن.. أكان من الممكن حقا أن يتلاشى ذلك المجد العريض ويخبو فيسلم صاحبه الى نهاية متواضعه لم يكن يرضاها لنفسه ولم يكن يرضاها له الناس.. انها لظاهرة تدعو حقا للحيرة وللعجب! فذلك النجم المحبوب الكسار الذى كان اسمه لسنوات طويلة على كل لسان يترك عرشه فى عماد الدين مرغما ويرضى أن تسند إليه الادوار الثانوية فى المسرح أو السينما بعد ان كان بطلا متألقا لأفلام عدة ثم يرضى أن ينخرط فى زمرة المسرح الشعبى ممثلا ومشتركا فى تقدم عروض متواضعة محدودة فى القرى ليراها نفر قليل من أهل الريف ومع ذلك رواده الجدد يعجبون ويضحكوم ويصفقون لهذا الممثل ذى البشرة السوداء ويطلقون عليه اسم أبو سمرة وهم يجهلون حقيقته أو من يكون؟! انه على الكسار صاحب الشهرة المدوية والمجد العريض.

ويبقى سؤال يتداوله الناس فيما بينهم، كيف ارتضى الكسار لنفسه هذه النهاية.. أهى حاجته الى المال على قلته بعد أن خفتت الأضواء عنه ونضب المعين؟ أم هو عشقه للفن وعدم احتماله العيش بعيدا عن محبوبته خشبة المسرح مهما كانت فداحة الثمن الذى دفعه راضيا، لقد اكتسب الكسار المال الوفير خلال سنوات تألقه فأين ذهب المال والذى كان كفيلا أن يجنبه مغبة الحاجة؟

لعلنا نجد الجواب على هذا السؤال عند الاستاذ بديع خيرى خلال كلماته الصادقة التى ألقاها فى حفل تأبين الكسار منذ سنوات فنسمعه يقول:

يا عاشق الفن ياما الفن اهدى لك \ أمجاد وياما عليك أغدق من الأموال
والناس بتسأل فى أيه انفقت أموالك \ واشهد أنا ياللى عاشرتك سنين وطوال
انفقتها تانى عن آخرها فى نضالك \ وجهادك المر وثباتك على الأهوال
انت ابتديت الحياة والفن رسمالك \ وانت انتهيت ولكن مانتهى الرسمال
تناولت أقلام كثيرة بعلم أو بدون علم سيرة الكسار ومشواره الطويل مع الفن، كان أصدقها جميعها ما كتبه ولده البار الوفى لذكرى والده صديقى الاستاذ ماجد على الكسار الذى أصدر عن أبيه أكثر من كتاب كان كتابه القيم الأخير الكسار فى زمن عماد الدين أهمها على الأطلاق، اهدانى اياه وقرأته مرتين فأمتعنى وأعجبنى ولكننى خالفته مخلصا لفصل واحد من فصول الكتاب تحدث فيه باسهاب عن نجيب الريحانى فعرض للنواحى السلبية فى حياته المسرحية كفنان كوميدى، عاقدا مقارنة غير متكافئة بين الكسار والريحانى واحتدام المنافسة بينهما، وفى رأيى أن هذه المقارنة فى مضمونها ظالمة للاثنين معا وللكسار أكثر باعتباره الطرف الذى حقق استمرارية فى الميدان دون توقف وكان الوفى الأمين طوال حياته لشخصية عثمان عبد الباسط لا يرضى عنها بديلا. بعكس الريحانى الذى تقطعت به السبل فى سنواته المسرحية الأولى لذلك كان التنافس لا يستقيم إلا اذا وقع بين ندين متشابهين تحكمهما ظروف واحدة وكان عطاؤهما متجانسا وذلك لم يتوفر للريحانى فكيف ينافس الكسار؟ وكل منهما يقدم لونا مختلفا عن الآخر على الرغم من ان الاثنين كانا يرتويان من معين واحد هو فن الكوميديا ويجمعهما عصر واحد غير أن الكسار اتخذ لنفسه نهجاً فريدا ذابت معه شخصيته الاعتبارية كفنان فى شخصية أخرى ابتدعها هو بنفسه وامتزجت بكيانه امتزاجاً عجيبا حتى بات الناس لا يستطيعون التفرقة بين الكسار الفنان وبين النوبى الطريف خفيف الظل عثمان عبد الباسط هذه الشخصية المحبوبة التى عشقها رواد مسرح الكسار فى الماضى، ومازالت تعيش معنا اليوم وبصورة أقوى وأوسع انتشارا اذ يراها الناس على شاشات السينما والتليفزيون.. يراها الصغار قبل الكبار فيعجبون ويهللون ويضحكون هؤلاء الذين لم يروا الكسار بالطبع وهو فى قمة مجده الأول وتألقه يرونه اليوم وقد اكتسب بين الأجيال أمجادا جديدة وأمجادا لم تتح لأحد غيره.

سارت الريح رخاء لسنوات عدة والكسار يتقدم بفرقته من نصر الى نصر واحتفظت الفرقة طوال تلك السنوات بمركز الصدارة دون منافس فى شارع عماد الدين.. ولكن لم تلبث الأجواء ان اكفهرت عابسة وجاءت الريح بما لا تشتهى السفن.. فخفتت الأنوار الباهرة وانفض السامر الذى كان عامراً نابضا بالحركة وبالحياة، فأظلم المكان الذى كان يعج بالجماهير فى كل مساء.. قال الناس إنها محنة كبرى حاقت بالكسار وفرقته، ولكن الكسار لم يرها كذلك فهى عنده مجرد فترة انتقالية لها ما بعدها فالفن الذى وهبه كل حياته وضحى من أجله بما ضحى لن يخذله أبداً.. فواجه الكسار الواقع بشجاعه وثبات وهو مرفوع الرأس، موفور الكرامة، لم يستجد العون ولم يستنجد بأحد ليقيل فرقته العتيدة من عثرتها.

لم يطرق باب مسئول كما كان يفعل غيره فى الماضى والحاضر.. بل إن المسئول هو الذى طرق بابه يرجوه أن يقبل العمل بالمسرح الشعبى الذى هو فى حاجة ملحة إليه والى فنه وخبراته الواسعة وكان الكسار فى استطاعته أن يرفض فلم يكن فى حاجة لمثل هذا العمل ولا للراتب الضئيل الذى سيدفعونه له ولكنه رحب بالانضمام الى المسرح الشعبى اذ غلبه حنينه الى خشبة المسرح وإسعاد جماهير المسرح الشعبى من القرويين البسطاء الذى لم تتح له فرصة التعرف الى عثمان عبد الباسط، ولم يشهدوا من قبل الأمسيات المسرحية الزاهرة بمسرح الماجستيك فقبل واعتزم أن يحمل أفضل مسرحياته الى موقعه الجديد ليراها من حرم مشاهدتها.

وكانت منة محسوبة للكسار تذكر له دائما أشاد بها بديع خيرى فى حفل تأبينه فقال مخاطبا الكسار:

المسرح الشعبى غذيته برواياتك ولا هان عليك ينحرم من الفن أهل الريف.

تؤهله لذلك خبرة طويلة لا تضارع وثقافة مسرحية موصولة لم تنقطع فلم يكن الكسار فى يوم بعيدا عن الحركات التقدمية للفنون المسرحية التى ساهم فى ارسائها الاستاذ زكى طليمات بانشاء المعهد العالى للتمثيل ولم يكن الكسار غافلا عن الأخذ بالمذاهب المستحدثة فى مجالات هذه الفنون الرفيعة فلطالما شارك فى الندوات الثقافية بالمجامع الفنية والمعاهد وكانت له احاجى ومناظرات مع رفاقه من كبار الفنانين وكان المسرح الشعبى برسالته الثقافة وأهدافه السامية هو المنبر الحر والمدرسة التى تتلقى فيها شريحة كبيرة من أبناء الشعب معايير الفن الجميل وفيها اكتملت رسالة الفنان على الكسار وأثمرت جهوده وأينعت فملأ الرضا والسعادة نفسه إذ يرى قرينه العزيز عثمان عبد الباسط قد اجتاز الحواجز والسدود إلى قلب القرى النائية والكفور حيث موطنه الأصلى الذى ولد فيه ونشأ وترعرع واشتد عوده فهو بحق من الشعب ولم ينزل عنها ويغادرها إلا فى الخامس عشر من يناير 1957 يوم أن لقى الفنان على الكسار ربه تاركا وراءه قرينه وخليفته من بعده عثمان عبد الباسط يسعد الملايين ويدخل البهجة والسرور على قلوب الكبار والصغار الذين يشاهدونه فى كل وقت وساعة على شاشات التلفاز وكأنه يعيش بينهم وفى ظنى أن عثمان عبد الباسط سوف يعيش بين الناس طويلا وأظنه سيبقى طويلا بلا منافس.

العربي المصرية في 5 فبراير 2006

 
سينماتك

 

وثيقة مهمة عن السينما والرقابة في مصر

توفيق الحكيم يرفض إباحة القبل على الشاشة الفضية

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك