قارب مهرجان روتردام الدولي نهايته. الأفلام في عروضها الأخيرة تستقطب عشرات المشاهدين من الذين لم يتمكنوا بعد من متابعة الأفلام طيبة الذكر. أضف إلى ذلك أن الأيام الأخيرة لأي مهرجان سينمائي هي بمثابة المهرجان الحقيقي أو الفعلي حيث أمكن الأخير خلال أيامه الأولى أن يثبت نفسه وأمكن الأفلام أن تتمتع بدعاية يقوم بها من شاهدوا عروضها الأولى وأَعجبوا بها. وبرغم الصقيع الذي يلف هذه المدينة ذات الطابع العملي، ليس هناك ما يمنع أهلها من متابعة المهرجان والوقوف ساعات أحيانا في صفوف طويلة منتظمة للحصول على بطاقات وان عرف هؤلاء أن مخاطرة عدم العثور عليها عالية جداً. غالباً ما تطرح هذه المشاهدات تساؤلات كثيرة حول موقع المهرجانات السينمائية العربية التي تسوق نفسها على مستوى دولي. انه السؤال الجوهري حول علاقتها بالناس وبمحيطها وبقدرتها على مد جذورها. لا نبالغ إذا قلنا إن مهرجاناً مثل روتردام وسواه من المهرجانات السينمائية الأوروبية البارزة "يدرس" حاجات الجمهور المحلي لإدراكه أهمية عقد الصلة به. انه جمهور المهرجان وداعمه أولا وأخيراً. ربما تكتنف الضبابية تلك العلاقة على صعيد المهرجانات العربية حيث الجهد منصب على استقطاب كل الأعين الأجنبية من نجوم وضيوف وإعلام... أما الجمهور المحلي فهو اليد العاملة التي تعتبر مشاركتها "تحصيل حاصل" في تلك المسرحية الهادفة إلى تصدير صورة ما لا تهم صدقيتها يقدر لمعيتها. للمهرجان السينمائي هنا مفهوم مختلف؛ انه الجسر الحقيقي لعبور الإنتاج السينمائي العالمي من ضفته الى المشاهد المحلي. ذلك ما تحدثت عنه مديرة مهرجان روتردام الدولي ساندرا دان هامر (في حوار إلى المستقبل سينشر لاحقاً) واصفة علاقة المهرجان بالجمهور بعلاقة "المسؤولية تجاه المجتمع الهولندي" المعتمد على المهرجان لتحقيق التواصل والتبادل مع المجتمعات الأخرى والعكس. يقابل هذه العلاقة في المقلب الآخر من العالم تواصل مبتور وحلقات كثيرة مفقودة ليس فقطفي علاقة المهرجانات السينمائية العربية بجمهورها وإنما في الحياة الثقافية عموماً. لا تكتمل الحلقة في غياب المبادرات التي تعزز الثقافة السينمائية خارج إطار العروض التجارية. وليس القصد بها المهرجانات المستقلة التي تقوم بجهد مضاعف وإنما المقصود تحقيق ذلك الانفتاح "الكلامي" أو "الشفوي" بشكل فعلي وملموس. والمشاهد العربي في ذلك كله ليس منزهاً عن التقصير والأخطاء بتكاسله أحيانا ولامبالاته حيناً آخر. هكذا يبقى سؤال الجدوى مطروحا باستمرار في منطقتنا. نعيد ونكرر طرح أفكار وتساؤلات تجاوزها العالم. لم نصل بعد إلى تحقيق ذلك النسيج المتداخل حيث السينما والفنون كافة جزء حيوي من حياتنا اليومية. إنها الصورة التي تختزلها مئات الأجساد هنا المتحركة في كل الاتجاهات كما لو كانت تمتص الحياة إلى الرشفة الأخيرة وتختزلها في يوم واحد كأنه الأخير. والاكتشاف بهذا المعنى جزء اساسي من هذه التجربة. تدخل الصالة من دون معرفة مسبقة بما ستشاهده أو تقع عليه الا اذا كان للفيلم سمعة قد سبقته. والأخيرة بحسب مديرة المهرجان هي جزء اساسي منه ولا يؤثر على خصوصيته ان تكون قد عرضت في مهرجانات اخرى لأنها جزء من سمؤولية المهرجان، بحسب قولها، تجاه جمهوره، أي تقديم الانتاجات العالمية البارزة. الافلام العربية كأي مشاهد أو صحافي عربي، أتسقط أخبار الأفلام العربية في المهرجان. أستعيد انتاج العام الفائت يقدر ما تسعفني الذاكرة وأقارنه بالأفلام المعروضة هنا. النتيجة غير مرضية كالعادة على الرغم من انها تشير الى تحسن عن السنوات الفائتة بحسب المتابعين للمهرجان. ثمة من الصحافيين العرب هنا من تململ من وجود سبعة افلام ايرانية في مقابل ثلاثة عربية فقط متسائلا: هل يعقل ان تكون هناك سبعة افلام من بلد واحد وثلاثة من اثنتين وعشرين دولة عربية؟ لم ينتبه الصديق الى ان الدول الاثنتين والعشرين ليست كلها منتجة للسينما وان المنتجة منها لا يسير انتاجها بشكل مستمر. لا يعني ذلك ان لا شيء في السينما العربية يستحق العرض ولكنها مسألة تواصل من جديد. فهل يفضل السينمائيون العرب مهرجانات الدرجة الاولي مثل كان وبرلين والبندقية؟ ام ان مهرجان روتردام لا يقوم بالجهد الكافي الذي يضعه في بلدان اخرى للتعريف بالسينما العربية؟ الواقع مزيج من الاثنين. فمهرجان روتردام قد لا يبدو المنصة الأولى المثالية بالنسبة الى كثيرين من السينمائيين العرب لتقديم فيلم من سينما مازالت مغمورة الى حد كبير في العالم. وعلى الرغم من ان اتحاد المعارض والمهرجانات FIAPP عدل من شروطه مسقطاً شرط العرض الأول، الا انه، أي العرض الأول، يبقى مسالة حيوية بالنسبة الى المهرجانات الكبرى يتعلق بمكانتها وسمعتها. وتالياً فان كثيرين من السينمائيين العرب ربما يفضلون تلك المهرجانات على مهرجان مثل روتردام تتساوى الأفلام فيه الى حد كبير ولا يجتذب أضواء كان والبندقية. على صعيد آخر، لم يقم روتردام في السنوات الماضية، باعتراف مديرته، بجهد كبير للتعريف بالسينما العربية. وربما لا يُنظر الى السينما العربية بالعين نفسها التي ينظر بها الى الانتاجات الأخرى. فالثابت ان السينمات التي استطاعت ان تحقق صيرورة انتاجية ما، ليست في حاجة الى ان تسوق نفسها وان بدا في أحيان كثيرة ان انتاجاتها اقل مستوى من انتاجات سينمات اخرى لم تستطع ان تسوق نفسها لفقر امكاناتها. بمعنى آخر، ثمة "تسامح" ما في التعاطي مع الأفلام العادية الآتية من ايران أو آسيا لمجرد انها تنتمي الى سينما واسعة الانتشار على مستوي المهرجانات على الأقل. في حين لا تقابل أفلام عربية جيدة بالتسامح عينه اذ يُنظر اليها كأفلام تابعة الى سينمات قاصرة أو في طور النمو. انها الدورة الأولى التي يقرر فيها مهرجان روتردام ان يستعين بمبرمج للسينما العربية (انتشال التميمي المدير الفني لمهرجان الفيلم العربي في روتردام) من المتوقع ان يثمر عمله أكثر في الدورات المقبلة. برغم ذلك، حققت الأفلام العربية الثلاثة في المهرجان ـ "احلام" للعراقي محمد الدرادجي و"انتظار" للفلسطيني رشيد مشهراوي و"يوم آخر" للبنانيين خليل جريج وجوانا حاجي توما ـ حققت جماهيرية عالية واستقرت في الايام التالية لعرضها في مقدمة اختيارات الجمهور ونفذت بطاقاتها مبكراً الى حد تنظيم عرض اضافي لأحدها (أحلام) مع العلم ان لكل منها نحو خمسة عروض. حازت الأفلام الثلاثة دعم برنامج "هيوبرت بالس فاند" التابع لمهرجان روتردام الدولي وهو برنامج يدعم المشاريع السينمائية في مرحلة الكتابة أو مرحلة المونتاج والميكساج والطبع الأخيرة. على الرغم من تفاوت مستوياتها الفنية، تمتاز تلك الأفلام بخصوصية المكان الطالعة منه. ليس مفاجئاً بهذا المعنى ان تعرض في برنامج "تايم اند تايد" الخاص بالأفلام التي تعكس صورة معاصرة عن مجتمعاتها. في هذا الاطار، يبدو "أحلام" الترجمة الفعلية لذلك العنوان بما يختزنه من صور حية لواقع يغلي بالمتغيرات. لن نكون تبسيطيين في نظرتنا الى الأمور ولكن ثمة سهولة في استقبال فيلم طالع من مكان كفلسطين أو العراق وثمة تلقائية في احساسنا به. انها "جاذبية" تلك الأفلام النابعة من "الاثارة" التي تختزنها. الاثارة الخاصة التي يولدها الخطر والعيش على حافة الحياة. هكذا يمتزج في فيلم مثل "أحلام" الفن بالحياة أو العكس. انها هذه العلاقة تحديداً التي تقلب المقاييس وتجعل المتفرج اسير حالة خاصة من فوق ـ الواقعية أو Hyper-reality . فعلى الشاشة، يمكن المشاهد ان يتلمس لحظات الخطر التي واجهت فريق التصوير وان ينساق الى تعاطف ما بعيد من اية اعتبارات فنية. حالة انسانية بامتياز تهيمن على كل ماعداها. ولكن بقدر ما تستمد تلك الافلام قوتها من الواقع بقدر ما تواجه أسئلة فنية اساسية: كيف يمكن الخروج بصورة تسكن الحاضر والمستقبل لواقع متبدل؟ أفليس شرط الصورة لكي تبقى ان تنسج علاقة بالزمن؟ كيف يمكن فيلم ينقل الشارع العراقي ان يقاوم سرعة الحدث؟ في كلا الفيلمين العراقيين اللذين ابصرا النور بعيد سقوط نظام البعث ـ "غير صالح" لعدي رشيد و"أحلام" ـ ثمة محاولة لرسم خط روائي ما يضمن ذلك البعد الفني ولكن برغم ذلك يطغى الشارع ويهيمن الحدث على الصورة. في شريط رشيد، الفيلم داخل الفيلم هو الملاذ. يهرب من الواقع الى واقع مفترض لسينمائي يحاول ان يصنع فيلماً في بغداد المشتعلة. ولكن في حين يفشل المخرج داخل الفيلم ينجح رشيد بالخروج بتجربة تحمل طابع البوح الذاتي المرتبط بزمانه وبمكانه مسلماً بأن لا مفر من الاكتفاء في تلك الحالة بفيلم ـ وثيقة. أحلام وانتظار في "أحلام"، يصوغ المخرج الشاب الدرادجي حكاية ثلاث شخصيات ـ فتاة جامعية على وشك الزواج وجندي وطالب في كلية الطب ـ خلال مرحلة زمنية مفصلية تبدأ قبيل الاجتياح الاميركي وتمتد الى ما بعد سقوط بغداد. ولكن بخلاف محاولة عدي رشيد المزج بين الشخصي والحدثي، تبدو حكاية "أحلام" مبرراً لنقل صور الشارع العراقي التي تبقى الأقوى في الفيلم. ثمة ثغرات حكائية وفنية كبرى في الحكاية لحساب صور الشارع التي تطغى على كل ما عداها. والأخيرة هي التي تهم المخرج كما توحي معالجته غير العميقة لشخصياته وحكاياتهم. ففي الوقت الذي ينقل فيه صورة عن عراق متحول ضبابي الحاضر والمستقبل، لا يتوانى عن الاستعانة بحكايات حبلى بالكليشيهات (شرف الفتاة مثلاً) بما يعزز الاحساس بان الحكاية ليست سوى الاناء الخارجي لحمل الطابع ألحدثي. برغم ذلك، ليست تلك مشكلة الفيلم الكبرى بل هو التطويل الذي أضعف الخط الروائي أكثر وأوهنه الى حد التكرار الممل للحالة نفسها مما اوقف التصاعد الدرامي عند حد وأجهض تطور الشخصيات. لعله من القسوة بمكان القول ان الفيلم خالٍ من بعد سياسي نقدي ضروري في هذا الاطار، فالأخير ربما يحتاج بعض الوقت قبل ان يتبلور. ولكن المؤكد ان فيلماً مثل "أحلام" سيحتفظ بعد سنوات بقيمة الوثيقة المنتمية الى زمن ما من أزمنة التحولات العراقية. يختلف شريط رشيد مشهراوي "انتظار" من حيث انه يأتي في سياق ما يمكن ان نسميه ارثاً سينمائياً فلسطينياً. فشريط مشهراوي ينضم الى قافلة من الافلام الفلسطينية لصاحبه ولزملائه من السينمائيين الفلسطينيين. لقد شكلت تلك الافلام على مدى سنوات طويلة من الصراع الداخلي ومحطاته محاولات تأخذ من بعضها بعضاً وتتجاور أو تتناقض ولكنها في النهاية تشكل مجتمعة صورة ما عن مرحلة ما. واليوم يغدو النظر الى فيلم فلسطيني تجربة غير منفصلة عن سابقاتها حيث ان ذلك الإرث بما أرساه من كليشيهات وأنماط يتدخل في نظرتنا الى الفيلم الفلسطيني وفي تقويمه بحسب المعادلة الشهيرة: مع الإنتاج الفلسطيني السائد أو خارجه. أو بمعنى آخر، مكرس للنمط أو كاسر له. وتلك مسالة تزداد تعقيداً حيث أن كل محاولة جديدة هي بدورها عرضة لتكريس نمط جديد على الأقل بالنسبة الى صاحبها. بهذا المعنى قد يبدو "انتظار" تجربة مختلفة بالنسبة الى مشهراوي، تستعير من أفلامه السابقة تلك الحركة التي تتميز بها وتحديداً حركة التنقل التي تعكس رحلة المخرج الفلسطيني الضرورية عبر الحدود لانجاز فيلمه. وإذا استعدنا الإنتاج الفلسطيني الأخير، سنكتشف أن معظم تلك الافلام تحتوي على مشاهد تنقل بين المناطق وعبر الحدود ومحاولات العبور التي تكتنز معنى العيش أبدا داخل حدود مقسمة. و"انتظار" هو عنوان يقول الكثير بالنسبة الى فيلم فلسطيني والى واقع فلسطيني. ينطلق الفيلم من فرضية تشكيل فرقة وطنية للممثلين الفلسطينيين تمهيداً لافتتاح المسرح الوطني قيد التشييد. بهذا الهدف، يطوف فريق من مخرج ومذيعة تلفزيونية ومصور الأردن وسوريا ولبنان لإجراء اختبارات للممثلين الفلسطينيين في المخيمات. وللقارئ أن يتخيل المفارقات التي ستقع عندما يعلم هؤلاء ان من سيقع الاختيار عليه سيذهب الى فلسطين. كعادته، يبرع المخرج في تقديم المواقف المرتجلة الكثيرة في الفيلم. تجارب الأداء التي يقوم بها اشخاص عاديون من اهالي المخيمات هم ابلغ تعبير عن توظيف الواقع في سياق درامي. ولكن في كل مرة يتحول المشهد الى ما هو مكتوب على الورق، يظهر جلياً ضعف الحوار والتمثيل. وأحياناً يمكن المشاهد ان يلمس مشاهد مرتجلة ضعيفة بين الممثلين ترك لهم فيها خيار الارتجال. الجزء المصور في سوريا هو أكثر الأجزاء تأثيراً حيث يقدم المخرج فكرة سوريالية هي تمثيل دور شخص ينتظر. بهذا المعنى، يصبح كل فرد من أفراد الشعب الفلسطيني ممثلاً بارعاً لقيامه بذلك الدور على مدى نصف قرن! يحاول مشهراوي ان يخرج الفيلم من اطار الصورة الفلسطينية المستهلكة وينجح في ذلك في أحيانٍ كثيرة في ما عدا الحوار الذي ينحدر في اماكن كثيرة الى خطاب شعبوي لا تنفع معه محاولات المخرج لجعله يبدو ساخراً. ولكن يبقى الاحساس الطاغي هو ان الفيلم هو نسخة اولية لعمل كان يمكن ان يصل الى مكان آخر كما هو حال الأفلام التي تعتمد الارتجال محركاً اساسياً. بعيداً من الاحداث والتحولات السريعة، ينخفض النبض في "يوم آخر" الى ايقاع يومي في بيروت اليوم. رحم الله تلك الايام التي كانت تغلي بالقذائف والقصف والمتفجرات... انها بيروت اليوم الراكدة الا من اصوات ابواق السيارات وزحمتها والنائمة ـ مثل شخصية الفيلم الأساسية "مالك" ـ على ماضٍ لا يلزمه سوى التنقيب قليلاً ليطفو على السطح. يفتتح الفيلم بلقطة ل "كلوديا" (جوليا قصار) تحدث ابنها "مالك" وهو نائم. كأن المواضيع الجادة هي دائماً المؤجلة أو النائمة التي لا نجرؤ على مناقشتها في وضح النهار. اما الموضوع فهو اعلان وفاة والده بعد مرور اكثر من خمس عشرة سنة على اختفائه في الحرب مع المئات غيره. انه الحداد المتأخر على الماضي القريب المدفون الذي لا يلبث بين فينة واخرى ان يطفو تماماً كالجثة التي يعثر عليها عمال ورشة بناء في الفيلم. ولكن هذا الماضي يبدو عبئاً على الام اكثر منه على الابن. فالأخير مشغول بعلاقته المنتهية بصديقته وبمرضه الذي يجعله يغفو في اية لحظة من دون سابق انذار. تختزل حالة مالك تلك قلقاً اساسياً في حياة اللبنانيين اليوم هو افلات الحاضر من بين ايديهم بعد ان افلت منهم الماضي خارج سيطرتهم. فنوم مالك غير المتوقع وغير القادر على السيطرة عليه ينذر بافلات الحاضر منه الذي يتوقف عندما يتوقف مالك عن العيش وان للحظات. من هنا يبرز التناقض بين ايقاع الحياة ةايقاع حياة مالك الذي يشكل ايقاع احداث الفيلم ايضاً. ولعل المشهد الابلغ تعبيراً عن ذلك التناقض هو سيارة مالك المتوقفة في وسط طريق واسعة بينما السيارات تتجاوزها مسرعة. انه نموذج انساني غير معمم ذاك الذي يختاره المخرجان حاجي توما وجريج ولكنه على نحو ما يقدم صورة عن الجاضر. ففي عرف هذين المخرجين، الاستثناءات هي التي تمنح الواقع خصوصيته والحالات المتطرفة هي التي تكشف عن الخلل كما في فيلمهما السابق القصير "رماد". يلتقط الفيلم على نحو مؤثر ايقاع بيروت اليوم بسياراتها الفائضة عن الحاجة وشبابها التائه وكينونتها الحائرة بين ماضٍ الحائرة بين ماضٍ يل ومستقبل مبهم وحاضر عصي على ان يكون خشبة النجاة. بين الام الشابة التي فقدت الزوج والحب والاهتمام والخائفة من ان تفقد الأمل بكل ذلك ان هي قررت دفن الماضي والابن الذي يحاول الامساك ولو بشيء واحد ثابت هو علاقته الغرامية... بين الاثنين تتشكل صورة حية لمدينة تتنازعها حيواتها الكثيرة المعلقة. نرجسية تاكيشي وفبركة فيرارا اذاً، يهتم مهرجان روتردام بالمخرجين الشباب بالدرجة الاولى. يفتح المجال واسعاً امام رواده لاكتشاف التجارب الطازجة لاسيما انه كغيره من المهرجانات العالمية يقيم وزناً لضيوفه الفاعلين في مجال الصناعة السينمائية أي المنتجين والموزعين ومدراء المهرجانات الباحثين عما يتناسب وتوجهات شركاتهم واسواقهم مهرجاناتهم. ولكن المجال يتسع ايضاً لأعمال السينمائيين المكرسين. هكذا يجد تاكيشي كيتانو السينمائي الياباني النجم اذا جاز التعبير فسحة في قسم اعمال "المايستروز" بفيلمه الأخير المجنون Takeshis_. بالنسبة الى سينمائي اثبت حضوره وترك بصمته، لا بأس ببعض النرجسية التي يغرق الفيلم فيها من خلال حكاية عن الهويات الملتبسة. يصوغ المخرج حكايته على نحو يتداخل فيها الخاص والذاتي بالروائي المتخيل. يقدم شخصيته الرئيسية (يلعب هو الدور) كممثل سينمائي مشهور يُدعى "تاكيشي". والأخير مغرور بسبب شهرته العالمية كبطل "أكشن" من الطراز الأول. كما في الاعلانات، يكتسب تاكيشي مواصفات البطولة الزائفة التي يجسدها في الأفلام لتصبح شخصيته الحقيقية متماهية تماماً مع شخصيته السينمائية. ولكن المخرج لا يكتفي بهذا القدر من "الضياع" الذي يخلفه وجوده في دور البطولة في شخصية ليست شخصيته تماماً ولكنها تحمل اسمه. بل انه يذهب ابعد في لعبة مخاطرها غير محسوبة عندما يلعب شخصية أخرى لرجل هو شبيه كيتانو الممثل في الفيلم ويحلم بالتمثيل! هنا تتعقد الأسئلة وتنتفي كل البديهيات. من هو كيتانو الحقيقي؟ من يمثل داخل الفيلم؟ ومن يمثل الفيلم؟ ما هو واقع الفيلم؟ وما هو واقع الشخصيات؟ ولكن كيتانو المخرج الذي يدير تلك المسرحية الهزلية يبدو مهتماً بأحلام ذلك المهمش شبيه النجم الذي تراوده أحلام اليقظة حول تحوله نجماً مشهوراً. لا يلبث ذلك الحلم ان يصبح الفيلم بذاته لتطفو هنا مآخذ المخرج على مجال النجومية والصناعة السينمائية وفكرة البطولة والسلطة كما تسوقها الأفلام لأشخاص مثل ذلك الرجل البسيط الذي تنقلب دنياه بمجرد ان يحمل سلاحاً ويفرض سلطته. نظرة معقدة الى السيكولوجيا الاجتماعية كما تغذيها الصورة والاعلام ليست دائماً في متناول المشاهد في هذا العمل الخاص والمعقد والذي يحمل الكثير من النقد الذاتي حيث المخرج لا يحيد نفسه عن تلك اللعبة بدليل توريط نفسه بالشكل وبالاسم. اسم آخر من السينما العالمية، أبيل فيرارا، ظهر على منصة بفيلمه Mary. بخلاف شريط كيتانو، لم يكن النقاش الذي اثاره فيرارا فنياً. انه من الافلام التي تتركك تتساءل عن المعاني والرموز وتنسى السينما. ذلك بالضبط ما حدث عندما انطلق النقاش من اعتبار الفيلم رداً على شريط مل غيبسن "آلام المسيح"! بداية غير موفقة لأي نقاش "سينمائي". ينطلق Mary بمشهد مريم المجدلية (جولييت بينوش) عندما تكتشف اختفاء جسد المسيح من قبره. يتضح لاحقاً ان المشهد هو لفيلم يُصور داخل الفيلم وبينوش هي ممثلة تلعب الدور فيه بينما يلعب دور المسيح مخرج الفيلم داخل الفيلم توني تشيلدرس (ماثيو مودين). ولكن عندما ينتهي التصوير، تقرر الممثلة ان تذهب الى القدس بدلاً من مرافقة المخرج الى نيويورك. لقد علقت في الشخصية كما يحدث في أحيانٍ كثيرة مع الممثلين عندما يتماهون مع شخصياتهم السينمائية. ولكن الافتراض بأن الأمر مختلف لمجرد ان للدور صفة دينية أو روحية هو في حد ذاته نقطة ضعف في الفيلم. ما يتبع ذلك هو مزيج من خطاب سياسي ومحاولة بحث في شخصية المسيح وعلاقته بالمجدلية وميلودراما حول الخلاص والعقاب. في الشق الاول السياسي، يستغل الفيلم تحول الممثلة كمبرر لاقحام الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من خلال كليشيهات مثل صورة محمد الدرة أو العمليات الانتحارية التي "يصدف" انها تستهدف مجموعة من اليهود بينهم الممثلة خلال احتفال روحي. علاقة تبسيطية ساذجة تربط بين استشهاد الطفل والعملية الانتحارية في جدلية المسبب والنتيجة. اما الشق الثاني فيقوم على برنامج تلفزيوني لمقدم برامج ناجح (فوريست ويتايكر) يستضيف فيه مفكرين وكتاباً (حقيقيين) في مجال اللاهوت للوقوف على "القصة الحقيقية" للمسيح بالتزامن مع اقتراب موعد خروج الفيلم الذي يتناول المسيح. اما الخط الروائي الثالث فيخص المذيع التلفزيوني وزوجته الحامل اللذين "يدخلان التجربة" بحسب التعاليم المسيحية ليخرجا بالمعنى الحقيقي للايمان والخلاص. ثلاثة مستويات للفيلم لا ينجح أي منها في صوغ رؤية للفيلم سوى انه يحاول مجابهة فيلم غيبسن كما لو ان تحفة سينمائية ترد على أخرى! ماذا يقول Mary بحواراته الساذجة وتحولاته الدرامية المفتعلة؟ ان المجدلية كانت تلميذة المسيح الاقرب اليه ؟ ذلك نقاش مازال مفتوحاً في العالم. ام انه يقول ان رسالة المسيح اندثرت بسبب التقاتل والعنف والارهاب؟ تلك رسالة المؤمنين الداعين الى العودة الى اصول الدين أو المسلّمين بأن ما يحدث اليوم في العالم انما سببه غضب الهي. ولكنها في الحالتين ليست رسالة سينمائية ولا اضافة فنية هي اساس أي عمل فني. جونز المذهل تومي لي جونز في تجربته الاخراجية الأولى وبعد فوزه بجائزة التمثيل في مهرجان كان الفائت وفوز فيلمه بجائزة أفضل سيناريو (غوييرمو أرياغا) ينضم مباشرة الى قافلة الكبار بفيلمه The Three Burials if Melquiades Estrada. والأخير ويسترن معاصر تدور أحداثه في ولاية تكساس التي يأتي جونز منها وبالتحديد في بلدة حدودية مع المكسيك. هناك لا تبدو الحياة على ايقاعها العادي؛ الايام الطويلة تسير بايقاع هادىء يتجسد مع الشابة الزوجة الجديدة لشرطي في الدورية الحدودية الوافدة معه حديثاً الى البلدة. ولكن تسير الأمور الى مصير مجهول عندما يقتل الشرطي عن طريق الخطأ المكسيكي استرادا صديق الكاوبوي "بيركنز" والعامل في البلدة تحت حمايته. عندها يقرر الأول ان يفي بوعده لصديقه باعادته الى مسقط رأسه في المكسيك وان جثة هامدة. رحلة تختزل معنى الصداقة وتكشف عن حلم رجل بعائلة وبيت لم يتحقق في حياته ولكنه سيتحقق في مماته. ورحلة يراد لها ان تحرك في ذهن المشاهد أسئلة حول قيمة الحياة الانسانية التي لا تكتمل الا بمنحها التقدير اللازم حتى بعد زوالها. للفيلم نبرة سياسية في هذا الاطار حيث يشدد على أهمية حياة كل انسان في قرية حدودية حيث الموت المتعمد أو عن طريق الخطأ تفصيل يومي عادي لا يحرك ساكناً لا عند الناس ولا عند ممثلي السلطة. ولكن جونز لا يكتفي بمعالجته الدرامية المؤثرة للحكاية ولا باستدراج ممثليه الى أعلى درجات الأداء المتقشف ولا بتقديم شخصيات متعددة الأبعاد... انه الى كل ذلك يقوم بلعبته الاخراجية حيث يطوع الزمن لعبة بين يديه ضارباً عرض الحائط بمعادلات هوليوود... يبدأ بالحدث المركزي ليمر زمن قبل ان نفهم كيف وقع في دلالة الى ان الأهمية تنصب على فقدان الحياة وليس على كيفية فقدها. وعندما يكشف عن ملابسات الحادثة، لا يستكين الى التبريرات السائدة... لا يساوي الاعتذار شيئاً في مقابل حياة انسان ولا يأتي الأسف بالكلمات بل بتلك الرحلة التي تعلم "القاتل" كيف يعتذر وكيف يندم حيث الاعتذار والندم طقس ليس بعيداً من الحداد. الوهم هو ايضاً موضوع الفيلم الصيني Shanghai Dreams للمخضرم يونغ زايوشاي. انها حكاية تيدو قريبة من تجربة المخرج كما يوحي تحوله من الافلام التجديدية (frozen وThe Days) الى سالوب كلاسيكي وكما تحكي التفاصيل الغنية التي تنقل مناخ المرحلة بثراء بصري مؤثر. يروي المخرج حكاية عائلة في صين الثمانينات الزاحفة نهو التغيير، أجبرت قبل سنوات على ترك شانغهاي كجزء من سياسة الدولة تشكيل "جبهة ثالثة" خارج المدن. ولكن ولد "وينغهو" يعيش حلم العودة الى شانغهاي ولأجل ذلك يقسو على ابنته بأن يمنعها من اقامة روابط قوية مع الاهالي والمكان. يطرح الفيلم اسئلة كبرى حول مصير الثورات في العالم وحول فكرة الوطن والأحلام الوهمية. فالتراجيديا التي ستتعرض لها الفتاة أكبر من كل تلك الأحلام. انها الواقع القاسي الذي حيد الأب ابنته عنه ليقفز من مكان آخر وليحول العودة الى شانغهاي هرباً من الفضيحة وليست تحقيقاً لحلم منتظر. الوجع فيلمان لمخرجين شابين يتشابهان ويتداخلان في تفاصيل كثيرة. بين أمات اسكالانتي (Sangre) وكارلوس ريغاداس (Battle in Heaven) علاقة انسانية حيث عمل الاول مساعد مخرج في فيلم الثاني. كلاهما ينتمي الى الجيل الجديد من السينمائيين المكسيكيين، اسكالانتي بفيلمه الأول ريغاداس بشريطه الثاني بعد Japon. لا يثير Sangre جدلاً مثل شريط ريغاداس. ولكنه بسيط حد الألم وسلس حد العنف. حياة الانسان المهمش هي التي تهم المخرجين. وكلاهما يرميا بنظرة حادة الى قسوة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في بلدهما ليعلنا مسؤوليتها عن تخدير ذلك الانسان وموت مشاعره. في Sangre نقع على شخصية رجل في منتصف العمر، مصاب بحول في عينيه، يقضي ايامه في ممارسة عمله الاوتوماتيكي (احصاء عدد الوافدين الى متحف أو مبنى حكومي ما.. لا يبين المخرج طبيعة عمله تماماً لأنه تفصيل لن يضيف شيئاً الى معرفة المتفرج به) والأكل وممارسة الجنس مع "بلانكا" التي تمتلك شخصية متسلطة وغيورة ومتملكة. هذا الرجل مسلوب الارادة ليس بسبب زوجته فقط والمنفصل عن العالم الا من خلال علاقته ببلانكا يجسد هشاشة الانسان المهمش غير القادر على أخذ المبادرة أو القرار حتى في ما يخص علاقته بابنته... ريغاداس في المقابل يصوغ حكاية أكثر تعقيداً ولكنها في الجوهر تطرح سؤالاً مماثلاً: كيف يتعاطى ذلك الانسان مع حدث يفوق قدرته على الاحتمال؟ شخصيات ريغاداس أكثر قسوة في انتقامها من الحياة ومن ظروفها القاسية. هكذا يختطف "كارلوس" الذي يعمل سائقاً عند أحد الأغنياء طفلاً ولكن الأخير يموت. لا يجد كارلوس ملاذاً الا في "آنا" ابنة مرؤوسه التي تعمل في بيت دعارة. بين "آنا" التي اختارت التهميش و"القذارة" هرباً من حياة مرفهة فارغةالذي وُلد فيها بدون خيار تتشكل علاقة غريبة غير متخلصة تماماً من الطبقية. فيليب فوكون المخرج الفرنسي الذي أنجز قبل سنوات قليلة "سامية" عن عائلة مهاجرة من المغرب العربي في فرنسا، لا يبتعد كثيراً من اهتمامه بتلك المنطقة في فيلمه الجديد الذي قدمه في روتردام La trahison أو "الخيانة". خلال حرب الجزائر الأهلية اوائل السبعينات، يعين الملازم الفرنسي "روك" في الصحراء الجزائرية مع كتيبته بهدف مراقبة نشاط الجبهة الوطنية للتحرير واقناع الأهالي بالنوايا الفرنسية الطيبة. ولكن الضابط (فينسنت مارتينيز) يستشعر التململ بين الناس ومعاملة الفلرنسيين غير الانسانية لهم. الا انه سيخوض حربه الخاصة عندما يكتشف أحد قادته دفتر مذكرات لواحد من جنوده المقربين ـ "طيب" من اصل جزائري ـ يشي بمحاولة اغتياله وجنوده الفرنسيين. يدور الفيلم حول تلك الحرب التي يخوضها كل من الطرفين في ذهنه مبقياً على الغموض حتى اللحظات الأخيرة وعلى موقف مموه من الاحتلال الفرنسي للجزائر. ولكن اللافت في هذا النوع من الأعمال ابتعادها من الحدث الرئيسي المطروق في السينما مراراً وتناول تفصيل صغير. وتلك من دون شك من الخطوات الأولى على طريق فهم أعمق لذلك الصراع بتفاصيله وليس بعناوينه العريضة. كما ان فكرة قلب المقاييس بمعالجة فكرة الخيانة من زاوية "المحتل" تشكل اختلافاً في حد ذاتها عن الأفلام التي تناولت تلك المرحلة. من هو الخائن؟ وبنظر من؟ المستقبل اللبنانية في 3 فبراير 2006 |
أفلام ومسلسلات ومسرحيات عائلية جداً القاهرة ــ سعيد ياسين: تشهد الساحة الفنية المصرية خلال العام الحالي تعاونا أسريا كبيرا في التليفزيون والسينما والمسرح حيث يتعاون عدد من الآباء المؤلفين مع ابنائهم من شباب المخرجين والممثلين، ويتولى عدد آخر من المخرجين اخراج اعمال كتبتها زوجاتهم ويستعين آخرون بابنائهم وزوجاتهم واقاربهم للمشاركة في اعمالهم الفنية ، وهناك منتجون افتتحوا شركات انتاج لتقديم أعمال لزوجاتهم· ومن ابرزالاعمال العائلية هذا العام فيلم ''عمارة يعقوبيان'' لعادل امام وهو سيناريو وحوار وحيد حامد واخراج نجله مروان حامد في أول تجربة روائية طويلة له بعد ان كان قدم قبل ثلاثة اعوام فيلما روائيا قصيرا بعنوان ''لي لي'' عن قصة ليوسف ادريس· ويشارك في فيلم ''عمارة يعقوبيان'' بدور رئيسي محمد امام نجل عادل امام· كما يتولى رامي امام اخراج مسرحية ''بودي جارد'' لوالده والتي تعرض للعام السابع على التوالي و''عمارة يعقوبيان'' من انتاج شركة ''جودنيوز'' لعماد اديب ويتولى الاشراف عليه انتاجيا شقيقه المخرج عادل أديب وسيظهر من انتاج نفس الشركة ايضا فيلم ''حليم'' الذي لعب بطولته احمد زكي ويلعب ابنه هيثم في العمل شخصية حليم في مرحلة الشباب· عائلة زايد ويتولى المخرج ياسر زايد اخراج آخراعمال والده المؤلف الراحل محسن زايد مسلسل ''بنت بنوت'' بطولة مي عزالدين وعزت أبوعوف واستكملت كتابة حلقات المسلسل ابنته نشوى زايد المدرس في معهد السينما· وكان ياسر قد قدم من انتاج عمه مطيع زايد العام الماضي مسلسل ''المنصورية''· وسيقوم المخرج الشاب هشام عكاشة اخراج مسلسل من تأليف والده اسامة انور عكاشة عنوانه ''رز الملائكة'' بعد ان قدم له قبل عامين مسلسل ''وهج الصيف'' عن رواية له· وعلى صعيد السينما يقوم المخرج علي ادريس حاليا بالتحضير لتصوير فيلم ''عصابة الدكتور عمر'' لمصطفى قمر، والفيلم من تأليف زينب عزيز زوجة المخرج التي قدمت معه من قبل فيلمي ''كلام في الحب'' ليسرا و''حريم كريم'' لمصطفى قمر· وسيعود يحيى الفخراني الى السينما من خلال فيلم ''محمد علي'' الذي كتبته زوجته المؤلفة لميس جابر التي تعاونت معه من قبل في فيلم ''مبروك وبلبل'' · ويصور المخرج ايهاب راضي فيلم ''أبواب جهنم'' لحنان ترك وشريف رمزي وانتاج والده المخرج محمد راضي الذي انتج لايهاب من قبل فيلم ''فتاة من اسرائيل''· وكان محمد راضي يحرس باستمرار على ان يشارك شقيقه السيد راضي في اعماله كممثل على ان يتولى شقيقه منير راضي التصوير وبعد ان فشلت ابنته غادة راضي كممثلة ترك لها ادارة الانتاج· ويشارك المنتج والموزع محمد حسن رمزي في انتاج فيلم جديد يعد البطولة المطلقة الاولى لابنه شريف رمزي وعنوانه ''عجميستا''· وتلعب الفانة غادة عادل بطولة فيلم سينمائي جديد عنوانه ''عيال عفاريت'' امام حماده هلال من انتاج واخراج زوجها مجدي الهواري الذي قدمت معه من قبل فيلم ''عيال حبيبة'' الموسم الماضي· ويتردد ان المنتج محمد مختار الذي قدم عشرات الافلام مع زوجته السابقة نادية الجندي سيتولى انتاج فيلم جديد تلعب بطولته زوجته الممثلة رانيا يوسف· مسرح عائلي وتقدم ماجدة الخطيب مسرحية ''اكرهك'' من تأليف شقيقها احمد الخطيب، ويستعد مراد منير لاخراج مسرحية جديدة لزوجته الممثلة فايزة كمال بعد ان تعاون معها من قبل في عدد من المسرحيات منها ''الملك هو الملك'' و''لولي'' وهو ما ينطبق على اشرف زكي الذي سيتولى اخراج مسرحية جديدة تلعب بطولتها زوجته روجينا وكمال ابورية زوج ماجدة زكي شقيقة اشرف· اما جلال الشرقاوي فاستعان بنجله تامر للعمل كمخرج منفذ معه في مسرحية ''برهومة وكلاه البارومة'' لاحمد آدم· وكان محمد نجم قد دفع بابنه شريف الى البطولة المطلقة من خلال عدد من المسرحيات التي يقدمها على مسرحه ويتولى حاليا اخراج وانتاج مسرحية جديدة يلعب بطولتها ابنه شريف نجم الى جانب شقيق زوجته الممثل عمرو عبدالجليل· واعلنت دلال عبدالعزيز انها ستعود خلال العام الحالي لمشاركة زوجها سمير غانم بطولة مسرحية جديدة· علاقة فنية وعن التعاون الأسري في الاعمال الفنية يقول المؤلف محفوظ عبدالرحمن: زوجتي الفنانة سميرة عبدالعزيز شاركت في مسلسلاتي قبل ان اعرفها وهذا دليل على ان العلاقة الفنية سبقت الأسرية وهي تعمل معي عملا مقابل عشرة اعمال مع الآخرين فهي تعاونت معي مؤخرا مثلا في مسلسلي ''بوابة الحلواني'' و''أم كلثوم'' وحاليا تشارك في بطولة فيلم ''حليم'' بدور شقيقته السيدة علية· اما ابني باسم فهو مخرج جيد واحب اعماله واتمنى التعاون معه واعتقد ان لديه نفس الشعور ولكنني لا اريد اصطناع اللقاء وأود ان يأتي طبيعيا· وتقول فردوس عبدالحميد: التناغم مطلوب في اي عمل فني والتمثيل مهنة المشاعر واذا لم يتوفر التناغم يحدث خلل وهذه الصفة موجودة بيني وبين زوجي المخرج محمد فاضل قبل ارتباطنا لوجود اشياء مشتركة بيننا فهو مخلص في عمله وينطبق نفس الأمرعليّ والهجوم على اعمالي مع فاضل غير موضوعي في كل الاحيان والفيصل هو العمل الفني وقد قدمنا معا عشرات الأعمال التي يتذكرها الجمهور جيدا· اما الممثلة غادة نافع ابنة ماجدة الصباحي والممثل ايهاب نافع فتقول: كوني ابنة ماجدة اثر بشكل ايجابي في بدايتي الفنية ووفر عليّ معاناة كبيرة تعرض لها غيري اما التأثير السلبي فانني اتحمله وهو افتراض المخرجين والمنتجين ان امي تقرأ ما يعرض عليّ من نصوص درامية وتتدخل فيه وبالتالي لابد ان يكون على درجة عالية من الجودة والابداع وقد استفدت كثيرا منها من حيث الالتزام في كل شيء وحبها الكبير للفن ودقتها في مواعيدها وشتى أمورها ونصحتني في بداية مشواري الفني بأن اكون طبيعية وأنا احب تحمل مسؤوليتي بنفسي وهذا لا يمنع من انني اغبطها على اختلاف ادوارها وشخصياتها في اعمالها وقدرتها على ترك بصمة في كل شخصية قدمتها· وتقول المؤلفة زينب عزيز: التعاون مع زوجي المخرج علي ادريس لم يكن مخططا حيث قدمنا معا ''حريم كريم'' وسنقدم قريبا ''عصابة الدكتور عمر'' وهناك مشاريع أخرى والحالة تنبىء عن ثنائي فني، وهذا الأمر حدث كثيرا في السينما والفكرة ان يكون هناك توافقا بين المخرج وكاتب السيناريو وتوجد منطقة تجمعهما وهذا حدث بيني وبين علي بغض النظر عن العلاقة الزوجية وما يميز علاقة العمل بين مخرج وزوجته المؤلفة هو وجود فترات طويلة للاضافة والحذف والتعديل لأن الجلسات بين اي مؤلف او مخرج تكون قليلة مهما زادت وأرى ان فرصتنا كبيرة حيث ان تواجدنا معا يعطي مساحة للتجويد والتفكير في اشياء تصب في مصلحة العمل· اما المؤلف احمد الخطيب الذي قدم مع شقيقته ماجدة الخطيب عددا من الافلام السينمائية والمسلسلات فيقول: في معظم الأحيان تكون ماجدة دافعا لي للكتابة واذا وجدت التيمة التي تناسبها اكتبها وانا مستريح ورغم تعاوني مع ممثلات كثيرات تكون شديدة الحماس عندما تجد دورا مناسبا لها وتتحرك في كل اتجاه وهي تساعدني كثيرا لانني ابتعد احيانا عن الكتابة بسبب الظواهر غير المشجعة لمن يريد ان يبذل مجهودا، ومن شروط نجاح التعاون الفني الأسري ان يكون الطرفان بحالة جيدة ولو انني كاتب جيد وشقيقتي ممثلة ضعيفة فستكون النتيجة الفشل والمناخ الفني قديما كان افضل وكان يساعد الأعمال الفنية العائلية واعمال الأصدقاء على أن تحقق نجاحا باهرا· ظاهرة عالمية ويقول المؤلف فايز غالي إن التعاون الفني وفكرة الدويتوهات موجودة في العالم كله وليست بدعة حتى فكرة أبناء الممثلين وهناك هنري فوندا وابنته جين فوندا وكيرك دوجلاس وابنة مايكل دوجلاس وآخرون ومسألة ان الفن يخرج من قلب العائلة الفنية وارد والدليل ان صلاح السعدني اتجه ابنه احمد الى التمثيل في حين ان باقي اخوته لم يتجهوا اليه وبالنسبة لابني فانه لو لم يكن جيدا فلن يرشحه احد لأنه لا يوجد لدى أحد الوقت ليضعه مع ممثل عديم الموهبة والفن لا تصلح فيه الوساطة· وتقول دلال عبدالعزيز: التعاون مع زوجي سميرغانم افادني واضاف اليّ أشياء لم تتحقق مع آخرين خاصة على خشبة المسرح التي اتوق الى الوقوف عليها من جديد في عمل يجمعني مع سمير خاصة واننا لم نتعاون معا على صعيد المسرح منذ قدمنا مسرحية ''اخويا هايص وانا لايص'' وان كنا تعاونا في العام قبل الماضي في مسلسل ''الستات جننوا فرحات'' من اخراج مدحت السباعي ولا ارى غضاضة في تعاون الممثل مع زوجته في عمل فني طالما ان الادوار ملائمة لكل منهما وهذا يثري العمل لوجود تفاهم قلما يتحقق مع آخرين اما ابنتنا دُنيا سمير غانم فلم يفرضها اي منا على احد والدليل ان المؤلف مجدي صابر والمخرج محمد فاضل رشحاها للقيام بدور ابنتي في مسلسل ''للعدالة وجوه كثيرة'' ولا انكر ان قيامي بدور امها في العمل كسر في داخلها الرهبة وقد اثبتت موهبتها بعيدا عني وعن والدها في اعمال أخـــــــــرى كان آخرها فيلم ''يا انا يا خالتي'' امام محمد هنيدي والمسلسل التي انتهت اخيرا من تصويره ''الرقص مع الزهور'' امام احمد زاهر· الإتحاد الإماراتية في 3 فبراير 2006 شهيرة: جائزة أفضل فيديو كليب مفاجأة كبرى القاهرة ـ ماجدة محيي الدين: قررت الفنانة المعتزلة شهيرة الهروب من الأضواء والانزواء بعيدا عن ضجيج النجومية التي كانت يوما احد احلام طفولتها، وكلما حاولت الابتعاد كانت الاضواء تلاحقها وكاميرات المصورين تطاردها في أي مكان تتواجد فيه وهكذا ظلت نجمة تحظى أخبارها باهتمام اعلامي·والسبب في ذلك انها أصبحت حالة استثنائية بين عشرات الفنانات اللاتي ارتدين الحجاب وأعلن الاعتزال ثم عدن سريعا للأضواء والتمثيل، بينما هي مازالت ترفض على مدى أكثر من ثلاثة عشرعاما فكرة العودة للتمثيل، ولكن شهيرة لم تتنكر للفن ولم تعلن توبتها منه أو ندمها على اعمال شاركت فيها بل تؤكد عشقها واحترامها للفن والتمثيل· النجمة المعتزلة فاجأتنا مؤخرا بالظهور كمقدمة لبرنامج ديني ''اللهم تقبل'' على شاشة قناة ''اقرأ'' وحققت نجاحا كبيرا من خلال البرنامج الذي اختير كأفضل برنامج ديني عرض في رمضان الماضي عبر الفضائيات بعد برنامج الداعية عمرو خالد ''على خطى الحبيب'' في العديد من الاستفتاءات· وبناء على طلب المشاهدين قررت القناة ان يكون البرنامج يوميا في الفترة القادمة· وقبل ان يطوي العام 2005 صفحاته الأخيرة قبلت شهيرة دخول منافسة ساخنة لتحصل على جائزة ''أفضل فيديو كليب''· ''اللهم تقبل'' وتؤكد شهيرة ان أهم نجاح لبرنامجها ''اللهم تقبل'' هو احساسها بان هناك اهتماما من قطاع كبير من المشاهدين يتابعون البرامج الدينية ويحرصون عليها، ولذلك سيكون أهم شيء بالنسبة لها في المرحلة المقبلة هو التأكد من التنويه المناسب للبرنامج قبل عرضه على الشاشة بوقت كاف، لان كثيرا من المشاهدين كانوا يجرون اتصالات مع القناة ليسألوا عن موعد البرنامج، ولجأ بعضهم إلى الاتصال'' بالاتيليه'' الذي ارتدي فيه عباءاتي وسألوا عن أرقامي، وموعد البرنامج لان اسم '' الاتيليه'' كان موضوعا بشكل واضح على تيتر البرنامج· واعترف ان المشاهدين هم الذين عملوا الدعاية للبرنامج وكانوا يرسلون عبر الموبايل برسائل لبعضهم عن موعد الحلقات خاصة انه كان اسبوعيا في البداية، وكنت اتلقى مكالمات من انحاء العالم وكل متصل يؤكد انه عرف موعد البرنامج عن طريق أقارب أو أصدقاء فلم تكن هناك تنويهات ولم أهتم بهذه النقطة في البداية فقد كان كل هدفي وتركيزي ينحصر في الاعداد الجيد للبرنامج· وحول أغرب مكالمة تلقتها قالت: اذكر مكالمة من سيدة عراقية مقيمة في هولندا وبمجرد توصيل المكالمة لي ظلت تبكي وتقول انها سعيدة بالبرنامج، ولكنها ظلت تبكي ولم استطع الحوار معها وظللت احاول تهدئتها ولم تتوقف إلا بعد ان بكيت معها· وعن احساسها بالعودة للاضواء قالت: أهم شيء بالنسبة لي ان أنال الجزاء على قدرالنية، والنية في القلب ولا يعلمها إلا الله وكانت نيتي ان اخدم في مجال الدعوة، ونيتي دائما ودعائي ان احقق النجاح في الدعوة ولو بمساهمة بسيطة بقدر ثقافتي الدينية المتواضعة، وكنت أقول ان علمي ليس كثيرا ولكني اتمنى قبولا كبيرا حتى ينتفع الناس بهذا العلم البسيط اليسير الذي اجتهد في تحصيله· أضواء وأضافت: لم اشعر بأن الاضواء انحسرت عني يوما بل كنت اجد الاهتمام الاعلامي، وكنت اعتقد ان الاهتمام بالفنانات المعتزلات زائد على الحد خاصة، واننا تركنا مهنتنا التي نحبها وهدفنا العيش في هدوء ولكن الاعلام كان يلاحقنا والاهتمام يتزايد وعندما عُرضت عليَّ فكرة تقديم برنامج ديني في كان ذلك بعد حوار مطول في برنامج ''سهراية'' مع صفاء أبوالسعود وطلبت قبل التسجيل ان يكون التركيز في الحوار على فترة ما بعد الحجاب والاعتزال وحققت حلقات البرنامج التي امتدت الى ست حلقات نجاحا رغم ان الحوار كان المفروض الا يزيد على حلقة أو اثنتين على الأكثر وبعدها عُرض عليّ تقديم برنامج اسبوعي في شهر رمضان وبدأت أفكر وعندما قبلت كان بنية الحصول على الثواب ولم أفكر لحظة في الاضواء لانها كانت موجودة وبشكل مبالغ فيه ولكن الاضواء هذه المرة لم تضايقني لان نجاحي في البرنامج خطوة صغيرة في سبيل كلمة طيبة قد تنفع الناس· وتؤكد شهيرة ان معادلة النجاح اساسها الصدق في النية والاخلاص في العمل وانها نجحت لأنها اعتمدت على الصدق والايمان بكل كلمة تقولها ولهذا خرج الكلام من القلب إلى قلوب المشاهدين· وعن ظهورها كمنافسة لكبار رجال الدعوة وأصحاب البرامج الدينية عبر الفضائيات قالت: المهمة لم تكن سهلة وواجهتني صعوبات عديدة وكدت اضعف وانسحب من البرنامج ولكن بعض الاساتذة الكبار شجعوني وطالبوني بالاستمرار وقالوا انه باب لنشر الدعوة وتحمست بهذه الكلمات وقابلت المعوقات بصبر· وتضيف: وجدت نفسي في كفاح وجهاد ولي مكان وسط اساتذة كبار في مجال الدعوة وشاشة أكبر قناة دينية يصل ارسالها إلى جميع انحاء العالم واتمنى ان تكون الحلقات القادمة أفضل خاصة وان البرنامج سيعرض يوميا في القريب العاجل وبدأت بالفعل إعداد الحلقات الجديدة وترتيب موضوعاتها· عروض وفيما يتعلق بقبولها الظهور على أكثر من قناة فضائية من خلال برامج جديدة قالت: تلقيت عدة عروض من قنوات فضائية لتقديم برامج جديدة لكني لا اريد التشتت وأفضل ان يكون ظهوري من خلال برنامج جيد وقناة لها احترامها لدى المشاهد وامامي عروض فضلت التروي في دراستها· وبالنسبة لموقفها من عودة الفنانات المعتزلات للتمثيل بعد ان سبقنها إلى تقديم البرامج قالت: برامجهن مختلفة عما اقدمه، ومعظمهن تحدثن في موضوعات ذات طابع اجتماعي، وكن غالبا محاورات لضيوف وشخصيات عامة وقد تابعت برنامج ''منى واخواتها'' الذي كانت تقدمه الفنانة منى عبدالغني وهو برنامج جيد فيه كلام طيب للأسرة ولم أتابع باقي البرامج· وقالت: موضوع العودة للتمثيل لا أفكر فيه اطلاقا رغم أنني يوميا ارد على منتجين ومخرجين واتلقى عروضا والبعض تصور انني سأكون أول من يعود للتمثيل لاني مازلت أقول احب التمثيل والفن وبحكم ارتباطي بفنان كبير هو ''محمود ياسين'' وابنتي رانيا وزوجها محمد رياض يعملان في الوسط الفني لم أشعر بأن لدي حماسا للعودة للتمثيل حتى بالحجاب رغم احترامي للفن وايماني بان الكلمة التي تنفع الناس والمجتمع من خلال اي عمل فني لها صدى كبير لانها غير مباشرة وتؤثر في سلوك ومشاعر الناس ولكني لا اتقبل فكرة العودة للتمثيل· مهرجان الفيديو كليب وتبرر شهيرة قبولها تصوير فيديو كليب لإحدى أغنيات شادية القديمة ومشاركتها في مهرجان الفيديو كليب الاخير لشرم الشيخ والذي حصلت فيه على أفضل فيديو كليب لعام 2005 قائلة: لم اصور فيديو كليب كما قيل، وانما جاء ذلك ونحن نعد لبرنامجي الديني فقد اقترح المخرج عمر زهران الاستعانة بدعاء ديني للفنانة الكبيرة شادية ، وتطلب ذلك مني ان اصور بعض اللقطات في تيتر البرنامج واستأذنت شادية ، ورحبت بالفكرة وأثناء إعداد التيتر وجدت المخرج يقول لي: أريد ان أصور الدعاء كأنه دعاء منفصل ليعرض في أوقات مختلفة ودون أي مقابل، كما يعرض الدعاء في بداية البرنامج ورحبت بالفكرة، وبعد فترة فوجئت بدعوة من عبدالمنعم سعد رئيس مهرجان الفيديو كليب يدعوني للمشاركة في لجان تحكيم المهرجان فاعتذرت وابديت دهشتي لاختياري للتحكيم في مهرجان الأغاني المصورة، والتي نعرف جميعا الى أين وصلت· وقلت له: هل هناك أغان دينية مصورة وطلب مشاهدة الدعاء المصور، ثم أصر على ان يكون ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ولم اتوقع حصولي على الجائزة الكبرى للمهرجان وكان هدفي من المشاركة ان يرى المتسابقون واعضاء لجان التحكيم فكرة جديدة مختلفة قد تكون دافعا لاخرين ان يصوروا أدعية دينية جديدة بدلا من تركيز المنتجين على شكل واحد أصبح هو السائد· الإتحاد الإماراتية في 3 فبراير 2006
|
مهرجان روتردام السينمائي الدولي قبيل اختتامه
ثلاثة أفلام عربية تجسد صورة مجتمعاتها
اليوم ولكنها لا تختصر حركة السينما العربية روتردام ـ ريما المسمار |