كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

جديد الموقع

 

«يوم جديد في صنعاء» أول فيلم يمني 2005 إخراج بدر بن حرسي، استقبل بترحاب في مهرجان دبي الأخير، وقبله مهرجان القاهرة الذي حصل فيه علي جائزة أحسن فيلم عربي.

لا ترجع أهمية الفيلم إلي رصد الواقع بدقة، وإنما إلي الكشف عما وراء الواقع، أي الكشف عن الحقائق الغائبة عنا نتيجة الجهل بها أو اعتياد معايشتها، ويلجأ الفيلم في تحقيق ذلك إلي أساليب بلاغية تسمح بالقراءة الأعمق للواقع وترفع من مستوي الفيلم كعمل من أعمال الفن وتنجح في تمرير أفكار من الصعب تحريرها.

يبدأ الفيلم بأذان الفجر الذي يسري بين أرجاء بنايات صنعاء القديمة المميزة معلنا عن قدوم يوم جديد.. وينتهي الفيلم بمشهد قبيل طلوع الفجر وإيناس تنسحب من فوق الجسر علي أن تعود في الغد في الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل تنتظر مرة أخري حبيبها طارق، الذي وعدها بأن يلحق بها ليهربا معا ويتزوجا ولم تفقد إيناس الأمل وهي تنتظره في كل مرة حتي مطلع الفجر، ليصبح معني اليوم الجديد، الذي يحمله الفيلم دلالة أخري غير الدلالة الفلكية لدوران الأرض حول نفسها.. وهي دلالة ذات مستويين أحدهما يقيني يخص إيناس والآخر احتمالي يخص الوطن المحدود «اليمن» أو «الوطن الأكبر» «العالم العربي» الأمر الذي تكشف عنه أحداث الفيلم.

يقدم الفيلم نفس القصة التي قدمتها السينما المصرية وغيرها عشرات المرات عن الشاب الثري الذي يحب فتاة فقيرة ويريد الزواج بها لكن أسرته تفرض عليه الزواج من فتاة غنية تنتمي لطبقة أو قبيلة لها مكانتها ولكن بينما تغرق معظم هذه الأفلام في بحار الميلودراما لمجرد إثارة الشفقة وإدرار الدموع، يتجنب الفيلم اليمني الميلودراما تماما ويعالج الأحداث بواقعية تكشف عن الجذور الثقافية للمجتمع التي تتحكم في تصرفات الشخصيات.

نحن داخل مجتمع مغلق يطبق عليه تقاليد قبلية تتحكم في أكثر تصرفات الفرد خصوصية كالحب والزواج، والحوار الحاد المباشر بين طارق وأخته حول الزواج يؤكد هذا المعني، ويرهص بالنهاية المحتومة للأحداث، وعندما عاقب مدرس اللغة الأجنبية إحدي تلميذاته وكانت تنتمي لإحدي القبائل المعروفة، كان مصيره التسلل ليلا هربا من البلد في زي امرأة. كان عقابه لها ضربة بسيطة بعصاه الصغيرة علي كفها.. وتصرخ الفتاة فنجد الصرخة تمتد علي مشهد يطوف في عدة لقطات بجوانب المدينة علي غرار ما سبق مع أذان الفجر، مما يوحي بالربط بين عمق العصبية القبلية والعصبية الدينية في المدينة.

وفي لقاء بين بعض رجال المدينة والمستشرق الأجنبي يعبرون له عن رؤيتهم للكون المليء بالجن والعفاريت.. وبينما هبت إيناس للجسر أول مرة لانتظار طارق كان هو يصلي حتي يغفر الله له جريمته.

ولم تكن الجريمة التي يعنيها ـ في ظني ـ هي عدم وفائه بالوعد مع إيناس وإنما هي في ظنه إقدامه علي التفكير في الزواج بها والخروج عن تقاليد القبيلة.

الفيلم نراه من وجهة نظر مستشرق إيطالي، راح يصور كل ما في المدينة مبهورا بما يراه من تصرفات الناس وما يسمعه منهم، أو عنهم.. وإن فشل في تصوير المرأة التي نراها محجبة أو منقبة وتمني أن يصورها لكنه يواجه في كل مرة بالرفض القاطع.. ورغم انبهار المستشرق الأجنبي بما يراه لم يقع الفيلم في مطبات النظرة السياحية للحياة اليومية، كما لم يقع في مطب النظرة المعاكسة الاستعلائية واستطاع أن يوظف ما عرضه من تقاليد أو ممارسات شعبية داخل البناء الدرامي بموضوعية محايدة كما فعل في استعراضه لطقوس الزواج اليمني، حيث وظفها لنشر إشاعة عن سرقة إيناس لفستان بلقيس.

والقصة مليئة بالكنايات التي تحمل دلالات رمزية وهي دلالات غير مقحمة، كما أن بناء الأحداث ورسم الشخصيات من القوة الواقعية بحيث يمكن متابعتها في ذاتها دون النظر إلي دلالاتها التي تبقي في الخلفية لمن يريد التوصل إليها ولعل أولي الدلالات نستشفها من الأسماء التي تمثل بعض المفاتيح للولوج إلي المعاني الخلفية، من الأسماء «بلقيس»، الفتاة الجميلة التي تحظي باحترام من حولها وتنتسب إلي قبيلة ذات مكانة مرموقة.. ويفرضون علي طارق الزواج بها، يحيلنا اسمها إلي بلقيس ملكة سبأ التي تمثل الحضارة اليمنية العريقة أما إيناس، التي أحبها طارق فيرتبط اسمها بالحداثة ويشير إلي الأنس والمؤانسة ويتعلق بمهنتها حيث تقوم بتجميل الفتيات برسم النقوش علي أجسادهن.

وطارق بحبه لإيناس ورغبته في الزواج بها يتطلع إلي الحداثة والحب والحرية والفن بينما تفرض عليه القبيلة الزواج من بلقيس تمسكا بالتقاليد القديمة والحضارة والمجد التليد والمكانة الاجتماعية وصراع طارق النفسي بين بلقيس وإيناس يمكن ترجمته علي أنه صراع الهوية العربية بين القديم والحديث أو بين الأصولية والمستقبلية أو بين التماهي في المجموع «القبيلة»، واحترام الذات الفردية وعندما يحتدم الصراع داخله يلجأ إلي الصلاة ليتخذ من الدين إطارا لخضوعه للقديم.

ولعل طارق هو الصورة العكسية لطارق بن زياد الذي اجتاز المضيق «المكاني» ليوسع من الامتداد الجغرافي للحضارة العربية أيام ازدهارها بينما فشل طارق المعاصر في الفيلم في اجتياز المضيق «الزمني» الذي يفصل بين القيم التقليدية القديمة والقيم المستقبلية التي يتطلع إليها.

أما حادثة اختفاء فستان بلقيس والإشاعة التي انتشرت بين نساء المدينة بأن إيناس هي التي سرقته، فهي تشير إلي أكثر من دلالة منها ما يتعلق بالصراع الطبقي، ومنها ما يشير إلي المخاوف اللاشعورية الجمعية لدي النساء من قدرة إيناس علي اختطاف طارق من بلقيس.. وهي أيضا تكشف عن دور الإشاعة في ثقافة المجتمعات المغلقة، كما تشير علي المستوي الرمزي العام إلي اتهام الأصولية للحداثة بسحب البساط من تحت أقدامها.

ومن أفضل مشاهد الفيلم ـ في رأيي ـ المعبرة علي المستويين الواقعي والرمزي معا. وفيه ينبع الرمزي عن الواقعي تلقائيا دون إقحام، المشهد الذي يجمع بين طارق وإيناس قبيل النهاية، عندما يتسلل طارق إلي بيتها فتسرع إيناس إلي داخل البيت وتغلق الباب الخشبي الكبير بينها وبينه وترجوه أن يتركها وشأنها حتي لا يضاعف من آلامها، ويبقي الباب القديم حائلا بينهما، بينما يستمر الحوار حيث يواصل طارق تعبيره عن مشاعره نحوها ورغبته الأكيدة في الزواج منها، وهي ترد عليه من الجانب الآخر من الباب إلي أن تلين لكلماته أخيرا ويتم الاتفاق بينهما علي موعد اللقاء علي الجسر ليهربا معا، وهو الموعد الذي لم يلتزم به طارق بينما تمسكت به إيناس وظلت تنتظر هذا اليوم الجديد في صنعاء القديمة.

ويكمن ذكاء المخرج السيناريست أنه قال كل ما يريده دون المساس المباشر باحترام التقاليد حيث جعل طارق في النهاية يخضع للتقاليد راضيا ويقبل الزواج من بلقيس.. وهو ما يتسق أصلا وبناء الشخصية والثقافة المسيطرة المتسلطة، وفي الوقت نفسه جعل من انتظار إيناس المتكرر لقدوم طارق، نهاية مفتوحة بالأمل.. ومن الممكن أيضا اعتبار هذه النهاية صرخة ألم، أو نوبة إيقاظ أو صيحة تحذير لا تقتصر علي صنعاء القديمة فقط التي تنتظر يوما جديدا وإنما تشمل أركانا عديدة في العالم العربي كله خاضعة لتقاليد عتيقة جامدة تعوق الحياة وتقف في طريق تحقيق القيم الإنسانية المعاصرة.

جريدة القاهرة في 31 يناير 2006

 

طارق الشناوي يكتب حكمت المحكمة والملف لم يغلق

ضحكات «الفيشاوي» ومأساة «لينا»!!  

لن تغلق المحكمة بعد رفضها نسب الطفلة لينا إلي أحمد الفيشاوي ملف القضية.. لايزال الملف مفتوحا علي المستوي القانوني من خلال درجات التقاضي من استئناف إلي نقض.. ولكن أهم من الشق القانوني هو أن القضية لن تغلق اجتماعيا.. لأننا بصدد طفلة اسمها «لينا».. من حقها أن تعيش في مجتمع يوفر لها الكرامة حتي ولو كان الأب وأحمد الفيشاوي والأم هند الحناوي قد أذنبا فلا يمكن أن تتحمل طفلة طوال العمر خطيئة آخرين!!

ولا أتصور أن الدين الإسلامي الحنيف يبيح أن تتعذب طفلة لأن هناك من ارتكب خطأ من المؤكد أن هناك نظرة أخري وقراءة أخري للشريعة الإسلامية تحمي الطفل الذي أخطأ أبواه.. إن قانون الأحوال الشخصية الذي يستند في نصوصه للشريعة.. سوف يجد مخرجا لا محالة.. أنا أثق دائما أن الإنسان لا يحمل وزر الآخرين.. ولكن السؤال المطروح الآن أمام الرأي العام.. هل أفلت أحمد الفيشاوي من العقاب الاجتماعي؟!

الإجابة بالقطع هي لا.. لقد سخر الفيشاوي الصغير من الرأي العام عندما أعلن علي الملأ وعلي الهواء وفي أكثر من قناة فضائية أنه سوف يذهب لتحليل D.N.A لإثبات البنوة.. وإذا أكدت التحاليل أن الطفلة ابنته سيسارع بإعلان ذلك علي الناس ويتحمل المسئولية الأدبية لكنه وربما بنصيحة من محاميه ومن المؤكد بتعضيد من والدته سمية الألفي ووالده فاروق الفيشاوي وجد أن هذا التحليل غالبا لن يأتي لصالحه.. وأنه سوف يصبح أمام الرأي العام مذنبا لأنه له ابنه ويوجد أمامه سوي حل واحد أن يعترف بابنته ولهذا تراجع في اللحظات الأخيرة وفي مشهد تمثيلي قال للطبيبة الشرعية المسئولة عن إجراء التحاليل أنه أقام علاقة مع هند الحناوي لكنه لن يوافق علي إجراء التحاليل؟!.. يرفض الفيشاوي «الصغير» أن يتحمل المسئولية الأدبية إنه يتلاعب مع أطراف القضية مثل لاعب الشطرنج.. الذي قد يترك عسكري يموت حتي يقول هوكش ملك.. مات ملك الخصم.. ولهذا بعد أن أيقن أن التحاليل سوف تثبت البنوة ضحي بالعهد الذي قطعه علي نفسه أمام المجتمع وتراجع وكان يعلم أنه يخسر نقطة حتي مع من تعاطفوا معه.. ولكنه في النهاية يكسب استراتيجيا أمام القضاء لأنه عندما لا يجد القاضي أمامه اليقين ظاهرا أو تعتريه بعض الشكوك والظنون يعمل بقاعدة الشك يفسر لصالح المتهم.. ولهذا قال لا لن أحلل.. لأنه في النهاية سيكسب ويقتل ملك الخصم وهي ابنته «لينا»!!

صراع دموي بلا رحمة.. كيف لم يظهر صوت من الأسرة بوقف هذه المهزلة التي انقلبت إلي تراجيديا.. نستطيع أن ندرك أن من يحرك الفيشاوي الصغير ويزيد مساحات الانتقام بداخله هو والدته الفنانة المعتزلة سمية الألفي.. لقد بدأت حروب الإنترنت وخاطبت الرأي العام مستغلة أن الإنسان المصري والشرقي عموما يدين دائما المرأة التي تسلم نفسها لرجل بدون عقد زواج موثق.. ولكنها في نفس الوقت لم تقرأ الصورة كاملة لتفاصيل المجتمع وهو أنه بتملك النظرة الذكورية يظل مسامحا مع الرجل الذي أقام علاقة لكنه لا يتسامح مطلقا معه عندما تظهر ثمرة هذا اللقاء إلي النور ويصبح إنسانا من لحم ودم ومشاعر من حقها أن تعيش بكرامة ترفع رأسها. إن أولاد البلد لهم تعبير شائع في مثل هذه الأحوال يقولون للشاب «صحح غلطتك» أي تزوج المرأة وأنقذ ابنك أو ابنتك.. هذه هي أحاسيس ومشاعر الناس الحقيقية والتي لم تستطع أن تقرأها سمية.. لو أنها شاهدت الأفلام المصرية القديمة لاكتشفت أن مجرد ظهور طفل في نهاية الحكاية يؤدي بالضرورة إلي أن أي نهاية سعيدة للحكاية وهي زواج البطل والبطلة.. ولكن «سمية» تعاملت مع القضية جنائيا وكثيرا ما نشاهد قضايا يحصل فيها الجاني علي البراءة لعدم كفاية الأدلة.. إنها براءة قانونية لكنها غير ملزمة للمجتمع لأن ضمير الناس يعلم أن هناك طفلة وأن والد الطفلة يحاول الإفلات من العقاب القانوني.. لكن لا يعني ذلك أنه لم يرتكب ذنبا.. ولا يعني ذلك أيضا أن المجتمع الذي يدين الفيشاوي الصغير يتسامح مع «هند» أنه يدين أيضا هند لو كان ما تقوله صحيحا في أنها كان لديها وثيقة زواج عرفي أخذها منها.. بحيلة ما الفيشاوي الصغير.. المجتمع لم يتسامح مع هند.. لكنه متعاطف مع «لينا» لأنها لم ترتكب خطأ.. وينبغي ألا تعاقب هذه الطفلة البريئة.. هذه هي تفاصيل الصورة التي لم تقرأها سمية الألفي وأعتقد أنها أيضا لن تقرأها!!

> > >

سوف تستمر القضية في المحاكم وكلنا نعلم أن القضاء يتحرك ببطء ويومه بسنة والطفلة «لينا» تبلغ الآن 14 شهرا.. ولا أدري متي تنتهي رحلة التقاضي.. ولكن الذي أعلمه أن الطفلة سوف تعرف في غضون سنوات ما فعله بها الفيشاوي الصغير.. وعندما نكتشف تفاصيل الحكاية حتي لو انتهت رحلة القضاء بإنصافها وإثبات البنوة الشرعية فإنها سوف تتنازل طواعية عن هذه الأبوة «البيولوجية».. لأن الأبوة ليست اسما يوضع في شهادة الميلاد والبطاقة الشخصية وجواز السفر.. الأبوة دفء وحنان ومسئولية.. والفيشاوي الصغير أحال الأبوة إلي تشهير وفضائح ومقالات تنشر في صفحة الحوادث!!

كل الجرائد التي نشرت يوم الجمعة الماضي خبر رفض المحكمة إثبات بنوة الطفلة «لينا» حرصت علي أن تنشر صورة لـ«أحمد الفيشاوي» وهو يضحك علي مأساة ابنته «لينا».. ولا أتصور أن مثل هذه الضحكات من الممكن أن تستمر طويلا!!

جريدة القاهرة في 31 يناير 2006

عبد النور خليل يكتب:

هل تبتلع «أفلام الشواذ» ليلة الأوسكار؟!  

* «آنج لي» المخرج التايواني يقول للنقاد: لا تقولوا إنه فيلم عن شذوذ رعاة البقر بل قولوا إنه قصة حب أمريكية من التراث!

* فيلم «جبل بروكباك» عن علاقة شاذة بين رجلين يحتل قائمة ترشيحات أوسكار أحسن فيلم

* مخرج «جيل الشذوذ» آنج لي وبطله هيث ليدجر مرشحان كأحسن مخرج وأحسن ممثل

* فليتي هوفمان تحتل قائمة أحسن ممثلة بدور «رجل شاذ» يتحول إلي عاهرة بعد عملية جراحية

* فيليب سايمور هوفمان ينافس علي جائزة أحسن ممثل عن حياة الكاتب الأمريكي ترومان كابوت الشاذ جنسيا  

هل تبتلع ظاهرة «الشذوذ» جوائز الأوسكار ليلة توزيع الجوائز في الخامس من مارس القادم؟! هل نحن حيال موجة من الانحراف أو طغيان هذه الظاهرة علي السينما العالمية؟! .. أذكر في منتصف الثمانينات أن قدمت السينما الفرنسية فيلما تحت عنوان «الرجل الجريح» عن شاب ورجل يمارسان «الشذوذ الجنسي» في مهرجان «كان» السينمائي الدولي وكان هناك في الواقع الأوروبي من يطالبون بتقنين هذا الشذوذ وإباحة زواج رجل من رجل وامتلأ الإعلام الفرنسي بضجة ضخمة عن فيلم «الرجل الجريح» وأهدافه ـ لكن لم يمض عام واحد إلا وفاجأنا نجمان كبيران من نجوم السينما العالمية هماركس هاريسون وريتشارد بورتون وقد عاشا زوجين.. تزوج كل منهما الآخر وعاشا في شقة صغيرة وسط روما وكان ريتشارد بورتون يمثل دور الزوجة القابعة في البيت بينما زميله ركس هاريسون هو الرجل الذي يكسب تكاليف الحياة.

لكن أفلام «الجاي ـ Gay» لم تتحول أبدا إلي ظاهرة تطغي علي السينما العالمية.. كانت في أحيان كثيرة تطل برأسها بين الحين والآخر في فيلم أو أكثر لكنها بقيت محصورة في دائرة الممنوع أو غير المسموح بالحديث عنه، إلي أن صدرت القوانين في الغرب تبيح زواج رجل من رجل ولم يعد الرجل الشاذ جنسيا يخجل من التسمية التي تعود الناس اطلاقها عليه وهي «الجاي ـ Gay» وأصبح تعبيرا يتردد في حوارات الكثير من الأفلام ويعترف به بعض النجوم الكبار في حرية.

هكذا تسرب «الشذوذ» إلي منصة الأوسكار

فتحت هوليود عينيها علي حقائق مذهلة علي أن نجوم كبار من أساطينها مثل روك هدسون ومونتجمري كليفت كانا من «الـ Gay» فقد أصيب روك هدسون في سنوات عمره الأخيرة بمرض «الإيدز» ودفع حياته ثمنا للشذوذ وكانت النجمة الكبيرة اليزابيت تايلور تذوب غراما بالنجم الشهير مونتجمري كليفت إلا أنها كانت تبكي بدموع ساخنة عندما لا يعبأ بها ويمارس الجنس مع رجل مثله .. إلي أن جاء عام 1993 وفاز فيلم «اتلانتا» للنجم توم هانكس بأوسكار أحسن فيلم وهو بأوسكار أحسن ممثل وكان موضوع الفيلم صراع بين بطله والشركة التي اضطرت لفصله عندما اكتشفت أنه مريض «بالإيدز» ولم يكن لهذا غير معني واحد هو أنه «رجل يمارس الشذوذ» ومرت السنون ولم يعكر فيلم من طبقة «الـ Gay» صفوا الأوسكار إلي عام 2003 عندما فازت نجمة وافدة من جنوب إفريقيا هي شارليز ثيروت بجائزة أوسكار أحسن ممثلة بدورها في فيلم «الوحش» وكانت الشخصية التي تمثلها هي شخصية «مومس عاهرة» تمارس الشذوذ الجنسي مع عشيقة لها وتصيد زبائنها من الرجال علي الطريق وبعد أن تمارس معهم الجنس تطلق رصاصة علي رأس الزبون.

لكن يبدو أن هوليود قد رفعت برقع الخجل هذا العام وهي تحتضن موجة من أفلام الشذوذ «gay» والشذوذ الجنسي السافر، فالفيلم المرشح لأكثر من جائزة أوسكار والذي يحتل قائمة ترشيحات أفضل فيلم « جبل بروكباك» يحكي حكاية حب شاذ بين اثنين من رعاة البقر.. كانا يعملان معا في مزرعة للماشية والأغنام وارتبطا بعلاقة عاطفية تطورت لتصبح شذوذا حقيقيا .. كانا ينامان معا في حظيرة المزرعة وكان سرير أحدهما يعلو سرير الآخر وتحول الليل إلي صقيع بارد فزحف اصغرهما إلي سرير صاحبه واحتضنه بحثا عن الدفء وجرت الأمور عادية فمارسا الجنس معا.. علي أن المخرج التايواني الأصل آنج لي قال للنقاد بعد عرض الفيلم :من فضلكم لا تطلقوا علي الفيلم عبارة «فيلم الكاوبوي الجاي «Gay» بل اعتبروه قصة حب من التراث الأمريكي الأصيل.

الفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة كتبتها الأديبة الفائزة بجائزة بوليتزر آني برولكس ونشرتها في جريدة «نيويوركر» وتحكي عن چاك «جيك جرينهال» واينس «هيث لودجر« الأول راعي بقر يمارس الروديو والثاني عامل في مزرعة للأغنام يتلاقيان في صيف عام 1963 وهي قصة عن حب شاذ ممنوع بين رجلين، حب يدمره موقف المجتمع المحيط بهما الذي يرفض الاختلاف .. والرجلان قد يمارس أحدهما الجنس مع الآخر، لكنهما ليسا كهذا النموذج من المصابين بمرض «الإيدز» الذين تراهم في الأفلام بين وقت وآخر، وجاك واينس يحبان بعضهما حبا حقيقيا نابعا من القلب رغم شوذوذهما .. فعندما يلتقيان راعي الأغنام اينس وبطل رياضة «الروديو» فوق جبل بروكباك في ويومنج، وقد أسند اليهما عمل جمع الأغنام من مراعيها لكن كلا منهما يرعي الآخر بدلا من الأغنام .. إنهما كزوجين يعيشان معا خلال النهار يذهب أحدهما يهتم بالقطيع بينما يبقي الآخر لإعداد المخيم وطهي الطعام في انتظار صاحبه.. ليأكلا ويشربا ويعزفا الموسيقي لكنهما لا يتحدثان كثيرا ينمو ارتباطهما من خلال الصمت وذات ليلة يدخل واينس خيمة جاك بحثا عن الدفء ويتعانقان ويتلاصقان ثم يقود الشيء إلي الآخر، وفي الصباح التالي لا يجرؤ كل من الرجلين للنظر إلي الآخر ويقول اينس : أنا لست شاذا ويجيبه جاك ولا أنا أيضا ويغادران «جبل بروكباك» علي وعد باللقاء لكن بعد السحر الذي صادفاه علي الجبل لا يجد أي من الرجلين ملاذا ومستقرا .. يذهب جاك إلي بطولات الروديو لكنه يشعر بالوحدة ويتزوج واحدة من ملكات الروديو ويتزوج واينس أيضا من الما «ميشيل وليامز» وينجب طفلين لكن الرجلين يعيش كل منهما حياة شاذة عامرة باليأس والإخفاق، وبعد أربع سنوات يقصد جاك مكان اينس وبمجرد أن تتلاقي انظارهما يدرك كل منهما أن حبه للآخر حب حقيقي ويمر الوقت، وفي عام 1975 يحصل اينس علي الطلاق وجاك يطلق شاربه ويجدان المتعة معا في الذهاب إلي رحلات صيد السمك وممارسة شذوذهما.

أحسن ممثل وأحسن ممثلة .. من بين الشواذ

وإن وصلنا إلي ترشيحات جائزة الأوسكار لأحسن ممثل ترتفع جدا أسهم هيث ليدجر عن دور اينس في فيلم «جبل بروكباك» ينافسه بقوة الممثل فيليب سايمور هوفمان الذي مثل دور الكاتب الأمريكي المعروف بالشذوذ في حياته العامة .. ويأتي دور أحسن ممثلة وهي فليتي هوفمان عن بطولتها لفيلم «عبر أمريكا» وفيه تمثل دور رجل شاذ جنسيا من فصيلة «Gay» يتحول إلي امرأة بعد عملية جراحية، ويتحول إلي عاهرة تبحث عن مثيلاتها من النسوة الشواذ، وتعود ممثلة جنوب إفريقيا شارليز ثيرون الفائزة منذ عامين بجائزة أحسن ممثلة في الأوسكار بدور العاهرة المصابة بالشذوذ في فيلم «الوحش» لتدق الأبواب بقوة بدور لا يختلف كثيرا في فيلم تتسلح فيه مجموعة من النساء العاملات في مناجم الفحم بشذوذهن الجنسي ضد رغبات للرجال وهو فيلم «مناطق الشمال».

جريدة القاهرة في 31 يناير 2006

 
سينماتك

 

هاشم النحاس يكتب عن أول فيلم سينمائي يمني:

صرخة ألم في انتظار «يوم جديد في صنعاء القديمة»

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك