شعار الموقع (Our Logo)

 

 

قدم قصر السينما بالقاهرة برنامجا خاصا بالأفلام المجرية الحديثة الحاصلة على جوائز عالمية في اطار خطة مديره الجديد الناقد الدكتور وليد سيف بالتعريف بالسينمات العالمية والاتجاهات الفنية الجديدة. يسترعى النظر أن أفلاما من دولة صغيرة لا يتعدى عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، ولكنها تحوز على جوائز رئيسية في مهرجانات عالمية ربما آخرها جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي (أكتوبر 2003) ومن قبل جائزة الهرم الذهبي بنفس المهرجان في دورة 2002.

كما وقع اختيار معهد الفيلم البريطاني على نماذج من الأفلام المجرية لبرنامج خاص خطط له مسبقا لبرامج شهر فبراير 2004، مع دعوة بعض مخرجيها للنقاش، وصدور كتاب بالانجليزية في هذه المناسبة عن السينما المجرية.

وقد يكون مثارا للتعجب أن تتقدم مثل هذه السينما من جديد بعد انهيار النظام الاشتراكي الذي كان يضمن تمويلها من قبل الدولة، وقابلت بعد 1989 مشاكل مالية بعد رفع الدولة يدها، والاتجاه نحو الاقتصاد الحر، مما أدى الى تقلص عدد الأفلام وعدم استكمال عدد اخر.

بداية لابد من الاشارة كما ورد في تقديم برنامج لندن 2004، ان كثيرين قد لا يعرفون ان بعض رموز سينما هوليوود ـ مثل المخرج ألكسندر كوردا، والممثل ميشيل كورتير أصلهما من المجر. كما يجدر الاشارة الى الظروف التي مرت بها السينما المجرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الى اليوم وهي ظروف تتقارب مع بعض السينمات الاخرى في دول اشتراكية (سابقا) مثل السينما البولندية والسينما التشيكوسلوفاكية، وتختلف عنها السينما اليوغسلافية بسبب سياسة تيتو المستقلة عن الاتحاد السوفييتي.

شهدت مرحلة 1945 ـ 1956 تأميم الصناعة السينمائية حيث قامت الدولة برعاية الانتاج، وتشجيع المواهب المبدعة، ولكن ـ في المقابل فرضت قيود على حرية المبدع بسبب الادارة المركزية وتحكم الحزب والايديولوجية، ومع هذا أقبل الناس على مشاهدة الأفلام بغض النظر عن أيديولوجيتها ودعائيتها احيانا كان منها الكوميدي والحربي والمغامرة وافلام المقاومة، وحمل كثير منها قيمة فنية.

تشهد مرحلة 1956 ـ 1968 الستالينية ونقد الواقعية الاشتراكية عام 1956 بالذات قمع حركة تمرد في المجر، كما حدث في تشيكوسلوفاكيا عام 1968 ـ ربيع براغ ـ واقتحام الدبابات الروسية ورغم المد والجزر الذي تبع هذا كان هناك هامش من حرية الابداع، وبرزت مواهب جديدة ومخرجون ومصورون وافلام ملحمية وبدا اتجاه تدريجي نحو الديمقراطية واستغل النظام نجاح الافلام بالمهرجانات العالمية، مما يذكرنا بنهضة سينمائية مشابهة في عهد فرانكو رغم دكتاتوريته.

تشهد رحلة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين اتجاه السلطة نحو سياسة اصلاحية وشئ من الانفتاح الاقتصادي، لمسته في زيارتي الاولى للمجر كما لمست توفر السلع في السوق خلافا لظروف الضيق في البلدان الاشتراكية الاخرى.

لكن مازال هناك سؤال يلح وهو كيف تقدمت السينما المجرية في ظل النظام الاشتراكي وأيديولوجية رقابية؟ يقدم الاجابة الناقد البولندي ماريك هندريكوفسكي في الفصل الخاص عن المتغيرات في دول شرق ووسط أوروبا في مجلة «تاريخ اكسفور للسينما العالمية»، حيث يفسر عوامل التقدم في: الرجوع الى التاريخ الوطني بما يحفل به من أزمات حاقت بالمجتمع والفرد في تناول يجمع بين المأساوية والكوميديا بالسوداء كما في فيلم «الشاهد» للمخرج بيتر بانشو 1968 أو «اوه يا للحياة الدرامية» 1982.

ويلجأ المخرج ـ أحيانا ـ الى الرمز وذلك لتجاوز المحرمات أو المواقع الرقابية، ولاستحالة المباشرة، كما جمع كثير من المخرجين بين التسجيلي والروائي ـ وكان البعض منهم قد بدا بالفيلم التسجيلي ـ كما حدث في سينمات أخرى منها السينما المصرية، واستفاد كثيرون من الأعمال الأدبية ـ سواء كلاسيكية أو حديثة ـ وفي جميع الأحوال حافظ المبدع السينمائي المتميز على القيم الفنية وتواصل فن السينما مع غيره من الفنون: المسرح والموسيقى والفن التشكيلي.

مستفيدا من رموز السينما المجرية مخرج شاب قدم تحفة وحيدة ـ وهو ساريك ـ في فيلم «سندباد» ـ يذكرنا بالمخرج الروسي العبقري أندريه ثاركوفسكي ـ وقد توفى شابا، ومن البارزين على الساحة العالمية المخرج استفان زايو الذي نال الأوسكار عن فيلمه ـ العلامة ـ «مفيستو» ـ 1982، وكان انتاجا مشتركا بين المجر وألمانيا، وله فيلم هام آخر هو «الكولونيل ويدل»، ومن الرموز البارزة المخرجة مارتا ميجاروس التي ترفض أن تدرج في اطار ما يسمى السينما النسائية، ولو أنها تميل في بعض أفلامها الى وجهة نسائية كما في فيلمها تسعة شهور، 1976 ومن قبل «ثلبنى» الذي حصل على الدب الذهبي لمهرجان برلين 1975 و«أم وابنة»، وهناك لمسات من سيرتها الذاتية في أفلامها التي تتخذ عنوان «يوميات» ـ يوميات لأطفالي ـ 1982 وهي نفسها قد درست السينما في موسكو وعاشت بها فترة بصحبة والدها ـ وكان فنانا نحاتا ـ هاجر هناك ووقع ضحية الستالينية.

البيان الإماراتية في  7 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

قدمها قصر الثقافة بالقاهرة:

أفلام مجرية فائزة بجوائز عالمية

فوزي سليمان