كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

جديد الموقع

 

وحيد حامد كاتب ومنتج فيلم «دم الغزال» وأحد أهم كتّاب السيناريو في مصر الآن. كتب بعض أفضل أفلامنا المصرية، وهو بحق من قلائل المفكرين العاملين في السينما المصرية. تشغله هموم الشعب المصري وما يعانيه من قهر مادي وروحي. يظهر ذلك في مجموعة كبيرة من أفلامه التي كشف فيها بجرأة عن الفساد، وفي شكل مباشر في معظم الأحيان.

ويمكن ضم فيلمه الأخير «دم الغزال» إلى هذه السلسلة من الأفلام التي تهاجم الفساد، تكشف عن رموزه، وتنزع عنها ورقة التوت. لكن موقفه في فيلمه الأخير يتجاوز كل مواقفه في أفلامه السابقة في مواجهة الفساد، حيث يقدم وجهة نظر جديدة فيها من الألم والحسرة والشمول أكثر من أي فيلم سابق.

كان وحيد في بعض أفلامه السابقة يركز على شخصية واحدة يتخذها كنموذج للفساد في جانب ما من جوانب الحياة في المجتمع المصري مثل رجل البوليس المأخوذ باستغلال سلطته في «التخشيبة» أو «ملف في الآداب»، وبالمثل نجد السياسي في «السياسي والراقصة» أو الوزير في «معالي الوزير»، وفي أفلام أخرى أكثر جرأة يهاجم فساد بعض المؤسسات العامة (الحساسة)، يكشف عن إجراءاتها القهرية غير المشروعة ضد حقوق المواطن، كما في «البريء» عن مؤسسة الأمن المركزي و «كشف المستور» عن مؤسسة الاستخبارات السرية، وكان منها ما يمس فئة من رجال الأعمال كما في «المنسي» الذي يقدم فيه رجل الأعمال الثري سكرتيرته الحسناء هدية لرجل الأعمال العربي مقابل عقد صفقة.

ومن الملاحظ أن الفساد في هذه الأفلام اقتصر على المستويات القيادية والعليا في المجتمع بينما احتفظ بالنقاء لابن البلد الذي يقع عليه الغبن. لكنه في أفلامه مع شريف عرفة انتقل إلى الكشف عن الفساد الذي أخذ يسري من أسفل في الطبقات الدنيا نتيجة للسياسات العشوائية حيث أصبح المجتمع كله تحت التهديد كما في «الإرهاب والكباب» و «طيور الظلام».

أما في فيلمه الأخير «دم الغزال» فيرى وحيد حامد أن الفساد ضرب في المجتمع كله من أعلى ومن أسفل وفي كل الاتجاهات. ويبدو أنه بعد أن ظل يدق ناقوس الخطر خلال ربع قرن أو يزيد في أفلامه من دون أن يجد آذاناً مصغية، استسلم لليأس وأعلن انهيار المجتمع. لقد أراد لصيحته الشمولية في هذا الفيلم أن تكون أعلى صيحاته أو صرخاته لعلها تخترق الآذان الصماء.

الفرح... بداية

يبدأ الفيلم بمشهد من أقوى مشاهده إخراجاً وهو مشهد الفرح، تتكامل فيه العناصر السينمائية وإن برز دور المونتاج في إحكام إيقاعه السريع، من دون أن يفقدنا الإمساك ببدايات خيوط الأحداث والتعريف بشخصياتها الرئيسة، ومنها: الطبال (محمود عبدالمغني) بعيونه النهمة الى الراقصة والعروس (منى زكي) وتحول فيما بعد إلى إرهابي متطرف يفرض نفسه على أهل الحي يهاجم الأفراح، ويغتصب الراقصة، ويلاحق (منى) بعد طلاقها. أما الهجام لص البيوت (عمرو واكد) فيستعرض سطوته وهو يراقص الراقصة وقد شهر مطواه ولا يخفي نظراته الوقحة للعروس، فيما بعد يستعين بأحد أعوانه في السجن ليجبر الزوج على طلاق (منى) حتى يخلو طريقه إليها.

ومن شخصيات الفرح الرئيسة عم عبده (صلاح عبدالله) الحاذر المرتبك الذي جعل من نفسه مسؤولاً عن العروس بناء على وصية أبيها قبل وفاته، ويقف عم عبده بعد ذلك إلى جانبها دائماً محاولاً أن يقدم لها من المساعدات العملية ما يراه لصالحها على قدر ثقافته المحدودة.

نظرات (منى) الشاردة وهي في «الكوشة» التي تظهر بين حين وآخر في لقطات قريبة ومتوسطة تحمل قدراً من الأسى وقلة الحيلة، تتناقض مع ما يجرى حولها وترهق في نهاية هذا المشهد المؤسفة، ثم في نهاية الفيلم الأكثر أسفاً فيما بعد. فقد انتهى مشهد الفرح «بكبسة» من الشرطة وضبط مكعب حشيش في جيب العريس.

في الفيلم يقدم صلاح عبدالله آداء في غاية الرقة وقوة التأثير وهو يستعطف الضابط لإطلاق سراح العريس، وعدم إفساد فرحة الفقراء، أو وهو يستجديه المعاملة بالمثل كما يحدث في أفراح الأغنياء حيث لا تفسد الشرطة عليهم فرحتهم عند اختراقهم للمحظورات.

ولما كان عم عبده يعمل نادلاً في أحد النوادي الراقية فإنه يلجأ - فيما بعد - إلى عضوة النادي سيدة الأعمال (يسرا) لتعمل (منى) خادمة لديها. وهنا نجد صلاح عبدالله مرة أخرى في مشهد يبدع في تعبيره عن الإنسان المصري الغلبان حين يستجدي المعونة من القادرين بإلحاح وأدب شديدين وهو يدعي العشم فيمن يطلب منه المساعدة حفاظاً على كرامته التي يصل بها إلحاحه عند حافة الوقوع في المذلة.

ومن أفضل مشاهد الفيلم أداء لكل من فيه من الممثلين (فضلاً عن الإخراج والعناصر السينمائية الأخرى) عندما ذهب صلاح عبدالله (عم عبده) ونور الشريف (عم جابر) لاسترداد منى (حنان) من سيدة الأعمال يسرا، بعد أن وصلهما أنها سيدة لها تاريخ سيئ السمعة.ويحتد الصراع بين الطرفين. يسرا من جهة والرجلين من جهة أخرى. كل منهما يتمسك بمنى، يرى أنه يعمل لصالحها. وتتدخل منى فتقول ليسرا أنها ليست مستعدة للتنازل عن علاقتها بالرجلين من أجلها، ثم تتوجه إلى الرجلين لتقول بالإصرار نفسه أنها ليست على الاستعداد للتنازل من علاقتها بالسيدة من أجلهما. وهي في النهاية تفضل البقاء معها. وينسحب الرجلان في هدوء وعند الباب يطبع (عم جابر) قبلة هادئة على جبين (حنان) يودعها كل مشاعره النبيلة.

ويقوم نور الشريف في هذا الفيلم بدور جديد وجميل غير مسبوق له أو في السينما المصرية، على رغم كثرة أدواره على الشاشة فهو على رغم بياض شعر رأسه رجل كذاب يدّعي أنه يمتلك أرضاًَ تدر عليه أموالاً من البلد، ونصاب يلقي بنفسه أمام بعض السيارات ليبتز اصحابها بالحصول على بعض الأموال. إلا أنه يحمل قلباً كبيراً يمتلئ بمشاعر انسانية نحو المحتاجين الذين يمد لهم يد العون، أما مشاعره الحميمة نحو منى فهي مشاعر مركبة تجمع بين حنان الأب والعشق العذري والإحساس بالمسؤولية، وكان نور كالعادة أستاذاً في تعبيره عن هذه المشاعر بتلقائية غاية في الدقة والاقناع، ويصل فيها إلى قمته في مشهد القبلة سالف الذكر.

صداقة فريدة

وتمثل الصداقة بين عم عبده، وعم جابر علاقة فريدة من نوعها أيضاً في السينما المصرية ولعل هذه الصداقة من أجمل ما قدمه الفيلم إذ يحظى المشاهد بقدر غير ضئيل من المتعة في تأملها. فالاثنان على خلاف دائم ينبع عن الاختلاف في شخصية كل منهما، فتصرفات عم عبده يمكن وصفها بـ «العملية» بينما تتصف تصرفات عم جابر بقدر من الحكمة والعاطفية، والخلاف بينهما حول حنان (منى زكي)، لكنه ينتهي دائماً بالوفاق لأن نية كل منهما صادقة في رعاية حنان وحمايتها، وهما على رغم خلافهما يمثلان جبهة واحدة في مواجهة الآخرين الذين يطمعون في حنان، لكنهما في النهاية عديم الحيلة.

الجميع يطمعون في حنان التي تمثل محور الأحداث، وكل منهم يريد أن يصل إليها، أو يستغلها بطريقته: الهجام لص المنزل (عمرو واكد) يريد أن يتزوجها بعد أن نجح في إجبار زوجها المسجون على طلاقها. والطبال (محمود عبدالغني) يلتحق بخلية إرهابية. ويفرض سطوته بقوة العصابة الإرهابية باسم الدين على المنطقة. ويقيم الحد على اللص بقطع يده انتقاماً له من ثأر سابق وحتى يبعده عن طريقه إلى حنان. حتى الشاب الوسيم مدرب الألعاب الرياضية في مؤسسة السيدة (يسرا) الذي مالت إليه حنان (منى) ومال إليها يرفض الزواج بها عندما عرضت عليه يسرا الأمر وإن أغرته بتقديم المساعدة، وحجته أنه يريد أن يكوّن نفسه أولاً بالسفر إلى بلد عربي.

ان الاحتمال الأقوى هو أن حنان ترمز إلى مصر التي يحاصرها الطبالون واللصوص والمتاجرون بالدين والمتاجرون بالشرف، حتى الشاب الجميل الذي كان الأمل في انقاذها كان يتسلى بها إلى أن يهجرها لجمع بعض المال من بلد عربي. ويا للمفارقة أن تموت حنان في النهاية – في شكل مباشر أو غير مباشر، على يد رجال الأمن بعد أن اختلطت الأوراق فضاعت الأهداف الحقيقية وحل محلها أهداف أخرى، ولم يعد الحفاظ على حياة حنان أمراً مهماً. إن إضفاء هذا الرمز على شخصية حنان يمنح الفيلم قيمة فكرية، ونكهة فنية لها جاذبيتها ولكن ماذا يحدث لو استبعدنا هذه المحاولة، أو لم تخطر على بال المشاهد، وهو الأمر الطبيعي المعتاد؟!

في هذه الحال يفقد الفيلم قيمته الإضافية الأهم التي يكتسبها باخفاء المعنى الرمزي، ويبقى له ما يشير إلى الأحداث مباشرة باعتبارها قصة مجموعة من أبناء قاع المجتمع، الأمر الذي قد لا يثير اهتمام قطاع كبير من المشاهدين يفتقدون في الفيلم عامل التسلية. ولكن من الممكن أيضاً قراءة الأحداث باعتبار الفيلم نموذجاً لحياة مجموعة من البشر يعيشون في حياة غير إنسانية تجعل منهم اما ضحايا، أو بؤرة للفساد وتصديره للمجتمع، ويصبح الفيلم نذير خطر لمصدر هذا الفساد في أحياء الفقراء التي يطلق عليها اسم العشوائيات، ويصبح للفيلم قيمة (إصلاحية) لكنها محدودة.

غير أن الفيلم في كل الأحوال سيبقى له حرفيته العالية المتميزة عموماً في الإخراج (محمد ياسين) وخصوصاً في المونتاج (معتز الكاتب) والتصوير (محسن أحمد) والديكور، فضلاً عن أداء الممثلين الرائع في بعض مشاهد الذروة خصوصاً، ما أضفى على الفيلم جاذبية خاصة متعة في مشاهدة المشهد بعد الآخر، بغض النظر عن قراءات الفيلم المتعددة.

الحياة اللبنانية في 27 يناير 2006

 

فى ختام مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولي

محمد ياسين: دم الغزال مزيج من رقة العشق والعنف الشديد

انتصار صالح 

يشارك المخرج الشاب محمد ياسين بفيلمه دم الغزال مع مجموعة أخرى من الأفلام الجادة هذا الموسم فى محاولة للإفلات من أسر موجة الكوميديا التى سيطرت على أفلامنا فى السنوات الأخيرة، رغم انه قدم فى إطارها فيلميه السابقين محامى خلع وعسكر فى المعسكر فى فيلمه الثالث يعود ياسين إلى الكاتب وحيد حامد الذى قدم معه أول أفلامه محامى خلع ليقدما فيلما يعيد طرح قضية وحيد الأثيرة الإرهاب التى قدم لها معالجات عديدة سابقة سينمائيا وتليفزيونيا.

لدم الغزال مدلولات شعبية متعددة لكنها فى الإجمال تتجه نحو الفرح لكنها هنا تصير رمزاً لدم البراءة المراق عبثاً فى صراع السلطة والتطرف، ياسين الذى حظى بفرصة حقيقية لإنجاز فيلم هام، سعيد باللعب مع الكبار.

·         سألته عن تجربته الثانية مع الكاتب وحيد حامد وهذه المرة كمنتج أيضا؟

- قال: قيمة وحيد حامد فى قدرته على التواصل مع الأجيال المختلفة، لم يتوقف عند جيله من المخرجين، ومازال موجودا على الساحة السينمائية وقادراً على الصمود أمام التغيرات التى حدثت فى صناعة السينما، فهو يتمتع بوعى شديد بأفكار جيل مختلف عنه، فى تجربتى معه يضيف لى خبرة هائلة، وبالتأكيد أشارك أيضا بشكل ما برأى مختلف يتناسب مع أفكار جيلي، لكننى ارتبط معه بعلاقة، حميمة، وهو كمنتج فنان صاحب رسالة كان الداعم الحقيقى للفيلم.

·         فى فيلمك تجمع بين الشباب والنجوم الكبار، احد أهم عناصر القوة فى فيلمك، الم تجد صعوبة فى إقناعهم بأداء ادوار مساعدة؟

- أطلاقا.. لأنهم بخبرتهم استشعروا أنهم يقدمون أدوارا هامة كشخصيات مع فريق عمل يكن لهم احتراما كبيراً ويوفر جو الانضباط السينمائى الذى اعتادوا عليه، وفى النهاية نجوما بقامة نور الشريف ويسرا يظل حلمهما البقاء فى ملعبهم الأصلى السينما، وكان غياب هذا الجيل عن الساحة احد أهم مظاهر المشاكل التى تواجه صناعة السينما وسببا فى كثير منها أيضا.

·         ماذا تعنى بذلك؟

- فى السنوات الأخيرة حدثت فجوة كبيرة بسبب الانقلاب على كل ما يمثله جيل سابق وانسحب هذا على الممثلين وأيضا باقى العناصر الفنية من مخرجين وكتاب سيناريو ومصورين وغيرهم، حالة فقد التواصل تلك التى استمرت لما يقرب من ثمانى سنوات، أثرت سلبا على مستوى الصناعة وعلى تواصل الخبرة بانتقالها عبر الأجيال، مثلا فى دم الغزال لاشك استفاد الفيلم من النجوم الكبار فى تقديم شخصيات لها ثقل كبير، أيضا على مستوى العناصر الفنية أضافت الكثير للفيلم، فمدير التصوير محسن احمد بخبرته الكبيرة استطاع التعبير عن اللحظات الدرامية الهامة بالضوء وقدم إضاءة رائعة للحارة أبرزتها، أيضا الموسيقار عمر خيرت قدم تعبيرا موسيقياً متميزاً عن الفيلم.

·         جرأة كبيرة أن تقدموا على بناء حارة كاملة فى الأستوديو، فما الذى دفعكم لهذا الاختيار؟

- كنا بحاجة لإيصال الإحساس بالضيق الشديد للحارات والتلاصق الشديد بين البشر وكان هذا المكان بطبيعته بطلاً فى الأحداث لأنه يعكس حالة النفوس التى تختنق بهموم ومشاكل كثيرة من فقر وبطالة وانعدام فرص وما تفرزه من عنف ونتائج مرعبة، لهذا كان من المستحيل التصوير فى حارة لا تظهر هذا الأثر النفسي، لذلك بنى مهندس الديكور عادل المغربى الحارة كاملة بعد معاينات والتقاط مئات الصور للحارات الضيقة فى منطقة إمبابة، ومن المؤكد أن هذا الاختيار يرجع لإدراك وحيد حامد لأهمية المكان فى السيناريو.

·     رغم البداية الرتيبة لموسيقى الفيلم مع التيترات إلا أنها تتنامى بعد ذلك وتخلق حالات حوار ومشاعر تغلف الفيلم دون أن تطغى عليه، ماالافكار التى حكمت الرؤية الموسيقية الفيلم؟

- مبدئيا كان الهدف تقديم أفكار موسيقية وليس مجرد موسيقى تواكب مشاهد، وفى العمل مع موسيقار بحجم عمر خيرت أدهشنى بأفكار فنية مبهرة فما قدمه فى مشهد خناقة الطبال والهجام يستحق أن يدرس، بقدرته على التعبير عن الصراع بين الشخصيتين والتعبير عن الانفعالات الشديدة والمعقدة، واستخدم لأول مرة آلة البزق بقدرتها على التعبير عن حدة الانفعالات موازية للهجام، ليقدم حوارا رائعا بين البزق والطبلة فى هذا المشهد الهام جدا فى بناء الأحداث، متنقلا بين انفعالات الطرفين، أما الصعوبة الأكبر التى نجح فى التعبير عنها موسيقيا فكانت الانتقال المستمر بين عوالم متناقضة وحالات مختلفة للشخصيات.

·     أكثرت من الثنائيات، الحرامى والمتطرف، الفتاة البريئة وسيدة الأعمال، النصاب النبيل والخادم اللحوح وهكذا.. ألا ترى فيها إفراط فى تقديم الشخصيات الأنماط؟

- كانت صعوبة تقديمها تتمثل فى الكم الكبير من الحكايات لكن البناء المحكم للسيناريو أكسب هذه التقابلات قيمة اكبر بتجميع كل هذه الصراعات الدرامية لتتجه نحو حنان، فنظل نتحول مما يحدث فشى حياتها لما يحدث للآخرين فهى المركز الذى تتجه نحوه كل هذه العوالم والحياوات وتتصارع فى محاولة السيطرة على حياتها ومقدراتها.

·         وهل وجدت صعوبة فى التعبير عنها إخراجيا؟

- مشكلة الفيلم انه يتكلم عن علاقات شديدة العنف والرقة فى نفس الوقت، يتكلم عن العشق ويمر بنا عبر لحظات من العنف الشديد، تمثلت صعوبته فى الانتباه لحالة التواصل مع المتفرج ونقله بين الحالات المختلفة من الانفعالات وتنويعة المشاعر وبسلاسة وأيضا الحفاظ على روح الدعابة.

·     قدمت أنماط الشرير والطيب مع البراءة المطلقة لحنان والشر المطلق للطبال ولم ينج من هذا سوى شخصيتى نور ويسرا بالأبعاد المتناقضة فيهما، فهل قصدت تحويل الشخصيات إلى رموز؟

- فيما عدا براءة حنان التى تتجه نحوها كل الحكايات سنجد أن باقى الشخصيات تحمل أبعاد متعددة بل ستجد فى شخصية يسرا نقيصة أخلاقية فى ماضيها ونور النبيل يسرق من الأغنياء ويساعد الناس فى الحارة يجمع بين النبل والنصب وله سقطات أخلاقية لكنه يحب الحياة، كلها تعيش بنقيصة ما ربما فقر، جهل، تطرف، خنوع، أو سلوك لأنه حقيقية من منا بلا نقيصة!

·     الصورة التى قدم بها المتطرفين تبدو قديمة صحيح أنكم أشرتم أن الأحداث فى منتصف التسعينات لكن تقديمها بهذا الشكل المغالى فيه جعلتها غير مقنعة خاصة الطبال الذى حملته كل الشرور ليكون نموذجا لانتقام الشر الخالص، ألا تراه جاء كنمط غير مقنع؟

- الطبال من البداية غير مقتنع بالفكرة وأنما يستغلها للحصول على السلطة وهم أيضا يستغلونه للأعمال القذرة ولا يهمهم سوى المصلحة التى يقدمها لهم بنشر الرعب والسطوة لهم.

·         استخدمت كثيرا أسلوب عرض مونولوج الشخصية الداخلى..لماذا؟

- كطريقة مختلفة فى الحكى لها تأثيرها على المتفرج وساعدت فى أكمال التعبير المتأمل لأحداث متناقضة وفى بعض الأحيان تلعب دور التنوير للشخصية كما فى مونولوج نور الأخير وهو يموت الذى يكشف لماذا كان يمارس هذا الفعل الخطير ويكشف عن مشاعره الحقيقية المتناقضة نجاة الفتاة التى افترض طويلا انه بديل الأب لها بينما اكتشف أن مشاعره نحوها تخطت الواجب لتصير حبا مستحيلا.

العربي المصرية في 29 يناير 2006

مواجهة الإرهاب مطلب النجوم

القاهرة ـ أحمد الجندي: 

السينما أقرب مجالات الفن لتناول الواقع وقضاياه المهمة واحداثه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية· وقضية الإرهاب لا تزال مطروحة بقوة على الساحة في العالم أجمع· ولم تكن السينما المصرية بعيدة عن مناقشة هذه القضية من خلال افلامها وآخرها فيلم ''دم الغزال'' الذي يعرض حاليا الا ان السؤال الذي يفرض نفسه هو هل نجحت السينما في ابراز قضية الإرهاب؟

السيناريست وحيد حامد صاحب النصيب الاكبرمن الاعمال السينمائية والتليفزيونية التي ناقشت قضية الإرهاب بجرأة يقول: الدراما أداة فعالة للبحث عن الافضل والإرهاب الان في مقدمة القضايا التي ينبغي ان يطرحها الفن للحوار لذلك قدمت فيلمي الأخير ''دم الغزال'' وهو امتداد لسلسلة اعمال تناولت فيها هذه القضية التي بدأت طرحها منذ اكثر من 15 عاما من خلال التليفزيون حيث قدمت مسلسل ''العائلة'' الذي احدث ضجة وكان أول عمل درامي يناقش الارهاب الذي كان ظاهرة شديدة الخطورة وقتها وبعد ذلك انتقلت بالقضية الى السينما وتناولتها في عدد من الافلام بأشكال ومعالجات مختلفة كما في ''الأرهاب والكباب'' و''طيور الظلام'' واخيرا ''دم الغزال''·

واضاف وحيد حامد: رغم كل ما قدم من اعمال ناقشت قضية الإرهاب علينا ان نعترف بأننا تأخرنا كثيرا في الاقتراب منها، لان الدولة كانت تعتبرها من القضايا الحساسة التي ينبغي عدم الاقتراب منها لذلك كانت هناك العديد من المحاذير الرقابية ومع الانفراجة في الحرية والوعي الرقابي لابد ان تكون لدينا جرأة اكبر في اعمال اخرى عديدة·

ويرى الكاتب والمؤلف لينين الرملي ان الارهاب مازال في مقدمة القضايا التي تشكل خطورة كبيرة والسينما كانت مواكبة للقضية وطرحتها في العديد من الأفلام وفي كثير من الأحيان تكون هذه القضية جوهر الفيلم ومضمونه وهذا كان موجودا في فيلم ''الارهابي'' الذي قدمته مع الفنان عادل أمام والمخرج نادر جلال منذ ما يقرب من 15 عاما· وعادل امام يعي كل مشاكل مجتمعه وتحمس للفيلم رغم انه كان مختلفا عن الافلام التي قدمها أو الشخصيات التي جسدها· وحقق الفيلم نجاحا فنيا وجماهيريا، لأنه لم يكن مجرد فيلم يستغل قضية تشغل الناس بل تعمق في الظاهرة وطرح اشكالية البيئة التي ينشأ فيها الارهابي وكيف يتم تحويل شخص عادي الى ارهابي واشرنا الى عدم وجود دين أو جنسية للإرهاب·

ويعد الفنان أحمد راتب من اكثر الفنانين الذين شاركوا في أفلام ناقشت قضية الارهاب وحصل على جائزة الدور الثاني في فيلم ''الارهابي'' ويقول: الفن المصري لم يكن غائبا عن مواكبة قضية الإرهاب وتعددت الأعمال التي ناقشت هذه القضية· وكان الفنانون على مستوى المسؤولية في تصديهم للارهاب وعادل امام تحمل عبء المغامرة والمخاطرة بنفسه عندما أصر على السفر الى اسيوط بصعيد مصر وعرض مسرحيته هناك·

جرأة التناول

ويضيف: هناك العديد من الافلام التي طرحت قضية الارهاب بجرأة مثل ''الارهابي'' و''أمير الظلام'' وهذه الافلام اظهرت كيف ينشأ الارهاب ومن يسانده وما هي اهدافه· وعندما عرض عليَّ وحيد حامد والمخرج نادر جلال دوري في فيلم ''الإرهابي'' اندهشت ولم اكن اتخيل نفسي في مثل هذه الشخصية· لكن الدور كان مكتوبا بشكل جيد مما شجعني على اداء الشخصية التي اعتبرها من أهم الشخصيات التي جسدتها في السينما واتمنى ان تكون هناك اعمال اخرى تناقش هذه القضية من جوانب مختلفة·

ويقول الفنان رياض الخولي: الفن قام بدور بالغ التأثير في مواجهة الفكر المنحرف الذي افرز الارهاب من خلال التناول الصادق وكشف الافكار المضللة والممارسات الزائفة واستطاعت الأعمال الفنية ان تكسب ثقة الجمهور وتضمه الى صفوف المعركة ضد الارهاب والتطرف ولقد شاركت في واحد من أهم الأفلام التي ناقشت هذه القضية وهو فيلم ''طيور الظلام'' مع الفنان عادل امام والمخرج شريف عرفه وجسدت شخصية المحامي الذي يدافع عن الجماعات الارهابية وهو دور يوضح ان للارهاب من يسانده ويقف وراءه بالدعم المادي أو بالتخطيط· وهناك افلام ومسلسلات عديدة ناقشت هذه القضية منها· فيلم ''الارهاب والكباب'' و''الارهابي'' ومسلسل ''العائلة'' وهناك الكثير من الاعمال الدرامية التي لم تغفل القضية·

ويقول الفنان يوسف شعبان: هناك اعمال كثيرة تناولت الإرهاب كموضوع رئيسي أو كخط درامي أساسي ضمن نسيج العمل· واذكر ان مسلسل ''هالة والدراويش'' الذي قدمته منذ سنوات كان من اوائل المسلسلات التي تعرضت للارهاب بصورة مباشرة وكانت به احداث تناقش الفكر المتطرف وكيفية تحول الشباب الى متطرفين لكن كل ما قدمناه لا يكفي ولابد ان يبذل الكتاب والمؤلفون وصناع الدراما جهدا اكبر من اجل اعادة مناقشة وطرح هذه القضية·

الخوف

ويقول الفنان محمود ياسين: ان الفن تفاعل مع قضية الإرهاب منذ البداية رغم وجود مخاوف عديدة منها ما هو رقابي ومنها تجنب بعض الفنانين تقديم هذه الاعمال أو المشاركة بها خوفا من بطش الارهاب ومسلسل ''العائلة'' الذي قدمه المؤلف وحيد حامد والمخرج اسماعيل عبدالحافظ وشهد اكبر كم من الاعتذارات عن عدم المشاركة فيه من جانب الفنانين خوفا من بطش الارهابيين لكن هناك فنانين شجعانا في مقدمتهم الراحل محمود مرسي الذي قبل بطولة هذا المسلسل الذي يعد اول عمل فني يناقش الارهاب وبعده اصبحت القضية خطا دراميا في معظم الاعمال التليفزيونية التي شاركت في العديد منها ومازلنا في حاجة الى المزيد·

ويضيف: افلام عادل امام ''الارهاب وطيور الظلام والارهاب والكباب'' ناقشت القضية وطرحتها بعمق من خلال مؤلفيها وحيد حامد ولينين الرملي ومخرجيها نادر جلال وشريف عرفة وكانت هناك افلام اخرى حول القضية مما يؤكد ان الفن لم يكن غائبا عنها·

ويرى المخرج شريف عرفة ان النجاح الذي حققه مسلسل ''العائلة'' كان عاملا مشجعا لتكرار التجربة في التليفزيون والسينما واصبح وحيد حامد الذي قدم باكورة هذا اللون الدرامي رائدا لسينما الارهاب مستغلا قدرته على صياغة اخطر القضايا في المجتمع·

ويضيف: كانت البداية لي مع الفنان عادل امام من خلال فيلم ''الارهاب والكباب'' الذي كان دراسة سينمائية ساخرة لهذه الظاهرة في المجتمع واسباب انتشارها وعدم وضوح الرؤية الامنية والسياسية في مواجهتها وبعد ذلك جاء فيلم ''طيور الظلام'' الذي ألقى بجانب كبير من اللوم والمسؤولية على عاتق الأجهزة الثقافية والاعلامية والسياسية وتناول القصور في التصدي للارهاب منذ البداية وضرورة تدعيم اجهزة الاعلام واعطائها الحرية لخلق وعي مستنير لدى الشباب والبسطاء·

التنمية الشاملة

ويشير شريف عرفة الى ان هناك اعمالا سينمائية أخرى طرحت القضية واكدت ان مواجهة الارهاب لا تكون فقط من خلال النصائح والخطب المباشرة، وانما من خلال التنمية الاقتصادية والفكرية والاجتماعية والسياسية· وقد اتخذت الدولة خطوات جادة في هذا الاتجاه والفن كان مواكبا لهذه القضية·وقال الناقد علي أبوشادي: الصراع شرط اساسي في الدراما والارهاب ابرز الوان الصراع وفي هذه القضية كان الفن حاضرا من خلال رؤية مؤلفين ومخرجين وتجسيد فنانين اعمالا بعضها أتسم بالعمق وبعضها اتسم بالسطحية وابرز الاعمال الجيدة في التليفزيون مسلسل ''العائلة'' الذي كان اشبه بناقوس الخطر الذي يدق ليلفت النظر الى خطورة الخلايا الارهابية وقدمه المؤلف وحيد حامد والمخرج اسماعيل عبدالحافظ برؤية والراحل محمود مرسي ثم تحولت قضية الارهاب الى خط درامي اساسي في العديد من المسلسلات التليفزيونية· وفي السينما قدم المؤلف محمد شرشر والمخرج علي عبدالخالق والمنتج د· عادل حسني القضية من خلال فيلم لم ينل حظه من النجاح الجماهيري لانه فيلم قاتم تماما وهو ''الناجون من النار'' وفيه رؤية لجذور الارهاب وكيف تتكون خلاياه وتنمو، ثم جاء المؤلف وحيد حامد ليقدم مع عادل امام والمخرج شريف عرفة فيلمين الاول بشكل كاريكاتيري ساخر هو ''الارهاب والكباب'' والثاني قدم في اطار الكوميديا السوداء والفيلمان ناقشا القضية في اطار ساخر ومؤلم في نفس الوقت لكنهما من افضل الاعمال التي قدمت·

الإتحاد الإماراتية في 31 يناير 2006

 
سينماتك

 

وحيد حامد يتجاوز في فيلمه الجديد كل ما فضحه في أفلام سابقة...

«دم الغزال»... عن عالم ينهار وفساد يستشري

هاشم النحاس

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك