كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

جديد الموقع

 

بين الكثير من الأفلام الوثائقية التي صوّرها المخرجون الجدد والقدامى عن عودتهم الى العراق من المهجر، يبرز فيلم صغير عرض في مهرجان روتردام الاخير عنوانه (العراق موطني). أخرج هذا الفيلم هادي ماهود، الذي تعلّم في أستراليا حيث مكث أربعة عشر عاما. موضوع الفيلم مثل الكثير من المواضيع التي شغلت العائدين الى وطنهم،وهو كيف نرى العراق بعد كل هذا البعاد؟.

الفنان عاد الى مدينته السماوة، فكانت المطرح الصغير المرمي على بحر من البوار والاهمال والفقر.

من المتوقع أن ترى العين وراء الكاميرا ما يراه الناظر،وأسوأ ما يفعله المخرجون في أفلامهم الوثائقية،الإنابة عن الواقع بالصورة المصنّعة، بغلبة اللعبة الفنية على الحقيقة، ولكن ضعف التدخل في شغل الكاميرا عند ماهود، ساعده كثيرا على تجاوز تلك العثرات، وما هو أفضل منها إحتفاظ ابن المدينة بروح مدينته التي لم تسلخه الغربة عنها.

تبدو السماوة وكأنها تعرّضت الى زلزال، فوضى الحرب والخراب والحرية الجديدة، والقمع القديم وإنهيار الاقتصاد، كانت مداخل هذا الفيلم الى المدينة.

لماذا يمكن احتسابه شريطا لافتا بين عشرات الأشرطة التي سجلت عن عودة العراقيين من المهجر؟.

يتميز الفيلم بقدرته على الاختزال،فهو يختصر من خلال حياة مدينة، قصة العراق مع العنف الآن وفي الماضي القريب.

ربما يكون هذا فيلم المخرج الأول،وقد حققه لصالح التلفزيون الاسترالي،وكل لقطاته القريبة والمتوسطة سجلت بكاميرا محمولة،ولكن مونتاجه البارع أعاد تشكيل حياة المدينة عبر عرض لايخلو من إحتراف وإحساس مرهف بصنعة الفيلم الوثائقي.

المخرج لايستخدم عروض الكاميرا المجانية،قدر ما يتحرك في بيئة تطاوعه لأنه ينتمي اليها، فكأن عودته حذفت كل ضباب مدن الرفاه الغربية.

اننا أمام مادة حية ونابضة وخالية من الكثير من الإعتبارات والأفكار المسبقة، فالكاميرا لاتنشغل بجماليات العرض، قدر ماتهمها أمانة النقل، لا بمعنى التسجيل العادي، بل الغوص في وجوه المكان الذي تحول الى انقاض ومزابل.

علاقة المخرج بمدينته كانت مفتاحه لتكوين ضرب من التوتر الدرامي بين شيفرات المدينة الغامضة، ووضوحها المعشي للعين، فهو قد اقترب من الدراما حين ساقته اليها عفوية فياضة، وقدرة على الحياد ونقل الواقع دون رتوش، ليصنع فيلما صادما بكل ماتعنيه الكلمة. ومع ان العراق الذي يظهر كل يوم على شاشات العالم، يشكل صدمة متكررة لكاميرات تعرفه وتجهله، غير ان مخرج هذا الفيلم ساقته كاميرته وماضيه الى المناطق الأكثر حميمية من هذا الخراب. انه يسجل انتماءه الى المدينة،لابمحبة مجانية ولا بشروط المغترب الذي شاهد حياة مختلفة، بل بشروط المدينة ذاتها. معظم المغتربين يفقدون جزءا مهما من مدنهم، تسقط من ذاكرتهم المثقوبة وهي تسير بهم في طرق الغربة، حين تغربل وتنتقي وتراوغ وتمحو وتزيّن وتتحامل او تتجاوز العيب، وما كان هادي ماهود من هؤلاء.

السماوة تظهر من أول لقطة أرض سباخ تتراكض فيها الكلاب السائبة وأطفال حفاة وأرواح هائمة.وعلى نحو مفاجيء تباغتنا تلك الوجوه المتوترة في غابة من البنادق، ليسرد لنا الفيلم بصوت المخرج: " هذا هو يوم وداع عمي، وهو رئيس قبيلة يحتفي أفرادها بدفنه" . نقترب من موت يعلن وجه العراق المتوتر الناتيء، ثم ينفتح المشهد وسط ضجيج الطلقات على صراخ آخر: طفل يقاد الى المعتقل مع أخيه المراهق. الشرطة الجديدة القديمة توجه اليهما اللكمات،كي تدخلهما العربة،يشرح الطفل الذي كبر مع الحرب الجديدة " هذا مسدس مجاز، والله العظيم مجاز، هو شرعي ندافع به عن أنفسنا". تبدو المفارقة شديدة الوطء، فالعراق الذي أضحى غابة للسلاح، يتمرن شرطيوه على فرض نظامهم على الأطفال. لاتقول الكاميرا ما نقوله نحن، فهي تسجل إستطرادا حادثة صادفتها، الشرطي يصرخ: هم يهددون الناس في محطة بيع البانزين. من نصدق، طفولة الطفل ام وحشية الشرطة أم دلالة الحادثة؟ تلك كانت مداخلنا الى المعرفة.

مجنون المدينة، وهو صديق مدرسة للمخرج له الحكاية الأولى في الفيلم، فقد ذهبت بعقله سنوات الاعتقال والخمرة والحروب. انه يعدد ادوات السيارة وما تحتاجه لينعطف على صدام حسين وفروخه (أولاده بالحكي الجنوبي)، لاتلتقط الأذن الكثير من ثرثراته فهو يحّدث الكراسي الخالية في المقهى، : "ماذا يريد صدام حسين وفروخه من العراق، هل يحسب نفسه آخيل في حرب طروادة"، يضحك بتهكم، ويعرف كيف يدير حديث مثقف ذهب الوعي بعقله. تخرج الشتيمة من بين سنه الواحدة، لكل ما يحفل به العراق اليوم: " سقوط الباستيل،سقوط القياصرة، نحن نحتاج الى حرب طبقية جديدة، فماري انطوانيت استبدلت الخراب بالخراب" . هو مجنون المدينة، شأنه شأن كل مجانين المدن العراقية، يفكر على نحو سوريالي، ولكن هل يوصف وضع العراق بغير هذه الفوضى السوريالية، وهل بمقدور حكواتي من هذا اليوم ولهذه الساعة، ان يعيد حكاية العراق الى الواقع؟.

البطل الآخر في المدينة،صبي يبيع خراطيش المسدسات،سوق السلاح غدا ملعبه،كل يوم يفرش بسطته بعد ان يشتري بضاعته من المجهول. تأتي القوات اليابانية وتحتفل بعيد الامنيات، تقود الصبيان الى فرحها، وتقدم الى تاجر السلاح الصغير ورقة وقلما كي يكتب أمنيته،حسب طقس الاحتفال. يمسك الورقة ويهم بها، ولكنه يتوقف ويقول: لاأعرف الكتابة. ماذا تتمنى قل لي،يخاطبه الضابط الياباني: أريد الأمان والإستقرار للعراق. يفرح الرجل وينزع رداءه ليضعه على كتف الصبي، ويبدأ الاحتفال بالشرائط الملونة والموسيقى، فينسى الأطفال أنفسهم لتحملهم الملابس اليابانية الى أرض الأمنيات البعيدة.

الحنين الى العراق عند مواطنيه المهاجرين، يشبه ذلك الشعاع الرهيف الذي تعكسه شيفرة السيف،حيث الموت والجمال يتجاوران. كل من عاد اليه خرج ظمآن منه، فالحياة في المهجر بدت مختلفة بعد ان شاهد الموت يتجول في أزقته،وبعد ان أمسك بيديه تلك النسمة التي عبقت برأسه من رائحة الأم والبيت والطفولة. ولكنه العراق، وطني. هكذا يسجل صوت الأطفال في اغانيهم : "موطني الجلال والجمال". بؤس الوجوه والأنقاض التي يقفون عليها، حيث مرت الطائرات على المدارس وتركتها حجرا على حجر. وجه الولد الفقير وشفاهه اليابسة وعاطفته الفياضة تستعيد الأغنية، ويستكملها صبي آخر يتطاير الذباب على عينيه.فالوطن اصبح نشيدا مفعما بحزن الفقدان.

تمضي الكاميرا الى جمهور يخطب فيهم رجل دين في أول ثلاثيناته، يعتمر العمامة ويضع كفنا على أكتافه. يحمل الكلاشنكوف بكف واحدة ويرفعها على ايقاع صوته. يصرخ ملء حنجرته، ويتلفت كمن يستمتع بحديثه مثل بطل يخرج للتو من قصة سينمائية. يردد مريدوه مايقول : نعم ،نعم،عاش عاش (...). يرفع حنجرته الى الأعلى: لتخرج القوات الهولندية، لانريدهم هنا انهم يدنسون الارض. العدد المصغي قليل، ولكن هستيريا الصراخ تجعل من هذا التجمع قنبلة تفجرها الحناجر والرغبات. هم يصرخون والناس تمر أمامهم مذهولة،خائفة عاجزة عن الفعل.

تتنقل الكاميرا الى البيوت والمطارح، حيث يلطم الصبية في عاشوراء، بنات واولاد لم يتعلموا النطق ولكنهم تعلموا اللطم. في ذلك المساء تضج الصناجات بنغمات الحزن الذي يستعرض في الهوادج والأضواء الخافتة والضرب بالسلاسل. يعّلق المخرج : حزن عاشوراء سيبقي حزن العراق متأججا.

يذهب المخرج الى سجن السماوة، حيث اعتقل في عهد النظام السابق بعد أن هرب من دورة لتدريب الطلبة على القتال. يجد مكانه مجموعة من الشباب، يتقدم أحدهم من بين القضبان، نظرته الضاحكة المراوغة تروي القصة: كنا في حفلة للغجر، عدنا منها فطلب منا سائق التاكسي أجرة مرتفعة، فبسطناه (يعني ضربناه). كل السجناء يحاولون شرح مظالمهم،فهم قد سيقوا بسبب جرائم عادية، ولكن حكاية المستشفى تروي قصصا أخرى. قتيلان على سريرين متقاربين، يسأل المخرج فيقول الأهل: انهم أخوة قتل أحدهما الآخر بعد شجار. وفي التفاتة ذكية تنقل الكاميرا حديثا في مضيف لرجل دين عن التضامن والتضحية التي قدمها العباس لأخيه الحسين.

ماالذي فعله الاميركان: مكنوا العصبيات على النهوض لتستولي على المدينة، إنتهى التمدين وحان وقت التخلف والقبلية. هكذا تقول جلسة لمتعلمين ومثقفين.
كل الشرطة من أبناء قبيلة واحدة فهم قد أحسنوا وفادة الاميركان بلا شك، فكرموهم كما يفعل صدام مع حلفائه.ممنوع التوظيف إن لم تكن من القبيلة إياها. ألم يقل المجنون إستبدلنا خراباً بخراب.

الفيلم يزدحم بالمشاهد التي تتشكل في هارموني المونتاج، فالبناية الوحيدة في المدينة التي تبدو على الطراز الحديث هي لمديرية أمن السماوة، ويبدو أن غارة الطيران قد أطاحت بجزئها الأكبر،فحولتها الى جرح مفتوح، فإحتلت العوائل الفقيرة كل أماكنها، بما فيها الزنازين. الاطفال يشرحون أمام الكاميرا وسائل التعذيب ويرشدون المخرج الى ماخلفه السجناء والسجانون من أثار تلوح على الجدران في الاقبية وبين الأنقاض. يشير أحدهم الى سرداب كان يحشر فيه السجناء، وبخياله الطفولي،يشرح الكيفية التي يجري إعدامهم بها.

يقول الولد الذي يرتدي الأسمال، ليس لدينا أماكن نسكن فيها، فسكنا هنا.

الفيلم يعج بالمفارقات، ولكنها مفارقات صنعتها البداهة،فالقصة ترويها الكاميرا دون جهد او إعداد مسبق،فهذا هو العراق، عراق البترول والحروب، بلاد النهرين التي تحاصرها السباخ، وتذروا رمادها الرياح.

المخرج يريد ان يقول : هل تستطيع هذه المدينة أن تعود الى نفسها؟.

يغوص المجنون ليسبح بعيدا عن الشاطيء.

ينتهي الفيلم بحفل عرس المخرج، فقد قرر المكوث في السماوة.

موقع "القصة العراقية" في 30 يناير 2006

 

فيلمان عن العراق مرشحان لجائزة نقابة المخرجين الأميركيين لأفضل فيلم وثائقي

عمان - محمود الزواوي 

اكتسبت جوائز نقابة المخرجين الأميركيين أهمية متزايدة على مر السنين، خاصة بعد أن توسع نطاقها لتشمل جوائز أخرى إلى جانب جائزتها الرئيسة، وهي جائزة أفضل مخرج سينمائي. ومن أهم هذه الجوائز الإضافية جائزة أفضل فيلم وثائقي التي رشح لها خمسة أفلام بينها فيلمان يتعلقان بأثر الحرب في العراق.
وأول هذين الفيلمين هو فيلم «ليبراتشي بغداد» للمخرج البريطاني ومراسل هيئة الإذاعة البريطانية شون ماكالتسير، وهو فيلم يتعلق بأشهر عازف بيانو عراقي هو سمير بيتر، وقد لقب بـ «ليبراتشي بغداد» نسبة إلى عازف البيانو الأميركي الشهير الراحل فلادزيو فالنتاين ليبراتشي.

وقد تعقب المخرج شون مكالستير حياة الفنان العراقي سمير بيتر على مدى ثمانية أشهر، استهلها بعد مضي تسعة أشهر على بدء الحرب في العراق. ويقدم المخرج مكالستير في فيلم «ليبراتشي بغداد» صورة إنسانية حية للحياة التي يعيشها هذا الفنان الذي تحول من عازف بيانو في الفرقة السيمفونية العراقية إلى عازف بيانو في فندق ببغداد يؤمه الصحفيون ورجال الأعمال الأجانب. ويقدم المخرج من خلال ذلك صورة مأساوية صادقة للحياة في العراق في ظل الحرب والمخاطر التي يتعرض لها المدنيون العراقيون في حياتهم اليومية ويجسد فيها الفنان سمير بيتر محنة حياة سكان بغداد. ومع أن هذا الفنان غير معني بالأمور السياسية وكل ما يريده هو المحافظة على سعادة وسلامة أسرته وأصدقائه، فإن فيلم «ليبراتشي بغداد» لا يخلو من المواقف والآراء السياسية التي تفرض نفسها.

أما الفيلم الثاني، وهو فيلم «إلى الحرب»، فيتعقب فيه المخرجان الشقيقان الأميركيان الشابان برينت وكريج رينود على مدى ثمانية عشر شهرا تحركات اللواء التاسع والثلاثين من الحرس الوطني لولاية أركنسا المؤلف من سبعة وخمسين جنديا والذين أرسلوا إلى العراق في أواخر العام .2003 وجميع أفراد هذه الوحدة العسكرية من بلدة كلاركسفيل الصغيرة بولاية أركنسا التي ولد فيها مخرجا الفيلم والتي يعيشان فيها.

وقد عاش مخرجا فيلم «إلى الحرب» مع أفراد هذه الوحدة العسكرية منذ بدء تدريبهم واستعدادهم للذهاب إلى العراق وطوال خدمتهم هناك وحتى عودتهم إلى ولاية أركنسا. ويترك مخرجا الفيلم للجنود حرية التعبير عما يحدث لهم، ومنهم من يؤيدون الحرب أو يعارضونها. ويلقي الفيلم الضوء على التغيرات التي تطرأ على مواقف بعض الجنود نتيجة تجربتهم في الحرب، كما لا يغفل الفيلم مشاعر أقارب الجنود في الوطن وكيف يتعاملون مع فراق أحبائهم.

ويتنافس هذان الفيلمان على جائزة نقابة المخرجين الأميركيين لأفضل فيلم وثائقي مع ثلاثة أفلام أخرى هي كل من فيلم «عامل منجم الشيطان» للمخرجين كيف ديفيدسون وريتشارد لادكاني، وفيلم «الرجل الأشيب» للمخرج الألماني الشهير فيرنر هيرزوج، وفيلم «ذكر أبيض مجهول» للمخرج روبرت موري.

ومما قاله رئيس نقابة المخرجين الأميركيين المخرج مايكل أبتيد عند إعلان الأفلام المرشحة «إن أفضل الأفلام الوثائقية تلقي نظرة داخل مكان أو زمان معين وتنقلنا إليه كشهود عيان فعليين»، وأضاف «أن هؤلاء المخرجين الموهوبين قدموا أفلاما تنطوي على الإثارة والتحدي وتظهر سبب إقبال الجمهور المتزايد على مشاهدة الأفلام الوثائقية».

وقد سبق لنقابة المخرجين الأميركيين إعلان أسماء المخرجين الخمسة المرشحين لجائزة أفضل مخرج، وهي أهم جوائزها السنوية. ويشمل المرشحون كلا من المخرج الممثل جورج كلوني عن فيلم «مساء طيبا وحظا سعيدا»، والمخرج ستيفين سبيلبيرج عن فيلم «ميونيخ»، والمخرج بول هاجيس عن فيلم «اصطدام»، والمخرج بينيت ميلر عن فيلم «كابوتي»، والمخرج أنج لي عن فيلم «جبل بروكباك»، وهو المخرج المفضل للفوز بهذه الجائزة بعد أن فاز بمعظم الجوائز السينمائية الأميركية التي قدمت حتى الآن لأفلام العام 2005.

ومما قالته نائبة رئيس نقابة المخرجين الأميركيين المخرجة بيتي توماس عند الإعلان عن أسماء المرشحين «إن أهمية هذه الجائزة بالنسبة للمخرجين تكمن في أنها الجائزة الوحيدة التي تقدم لهم من أقرانهم المخرجين، وهم الرجال والنساء الذين يسكبون في كل فيلم مشاعرهم وحماستهم وطاقتهم».

كما تكمن أهمية هذه الجوائز في تنبؤها بالفائز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج في معظم السنين. فمنذ بدء تقديم جوائز نقابة المخرجين الأميركيين لأفضل مخرج في العام 1949 تطابقت هذه الجوائز مع جوائز الأوسكار لأفضل فيلم إحدى وخمسين مرة على مدى سبع وخمسين سنة.

الرأي الأردنية في 23 يناير 2006

 

"طريق صدّام الى الجحيم".. وثائقي جديد عن العراق

جهاد الترك 

وثائقي جديد حول ما يعتبر حلقة في سلسلة الانتهاكات ضد الانسانية التي ارتكبها النظام السابق في العراق. نفذه الصحافي الأميركي غواين روبرتس وعنوانه: "طريق صدّام الى الجحيم". ويتناول بالتحديد المعاناة التي شهدها اكراد العراق في مطلع الثمانينات اثناء سيطرة صدام حسين على السلطة. يندرج هذا العمل الذي يمزج بين النظرة السياسية وتلفزيون الواقع، في خانة المبررات التي دأبت الولايات على ترويجها لاضفاء شرعية دولية على غزوها للعراق. ويرى النقاد في هذا الوثائقي مؤشراً الى مستقبل العراق الفيدرالي في ظل الفسيفسائية السياسية والمذهبية التي وجدت لها متنفساً في أعقاب الاحتلال. إذ تقتصر النظرة الدرامية الى الواقع السائد هناك على ما يعتبر فروقاً ديمغرافية وجغرافية بين المكونات السكانية للعراق من دون بذل أي مجهود موضوعي لإعادة صوغ هذا البلد العربي وفقاً لطبيعته الموحدة في الاساس. هذا هو، على الأرجح، مآل هذا النوع من الافلام الوثائقية التي تنظر الى العراق بصفته التقسيمية المفترضة.

ومع ذلك، يبدو أن الفيلم مشغول جيداً على إيقاع درامي جاهز يزعم ان ما يسمى الاقليات العراقية تفتقر الى الحريات السياسية بالديموقراطية. تجول الكاميرا في أماكن موحشة جداً في المناطق الشمالية متعمدة استهداف عراقيين تظهر على ملامحهم علامات البؤس والشقاء. وتستطلع آراء كثيرين في هذه المناطق النائية ممن يكنون مشاعر الحقد ضد النظام السابق ولا يخلو تجوال الكاميرا من مشاهد مؤثرة خصوصاً عندما يدمج المخرج بين الأحوال المعيشية المزرية والشمس الحارقة والرمال الصحراوية. مشاهد طاغية بمؤثراتها الصوتية تصور من زوايا حادة وتسعى الى الإيحاء بالظلم الكبير الذي أصاب الأكراد في العراق. وكأنها تحضهم على استكمال مشروعهم السياسي المزعوم.

ولا يتورع الفيلم، بهذه الخلفية السياسية الجاهزة، عن إشاعة أجواء من الريب المفتعل بين سائر الفئات العراقية دلالة على هشاشة الوضع في تركيبته السياسية السابقة. إخراج ماكر، في هذا السياق، يضع أصبعه على الجرح، غير أنه مؤذ لا يعالج الحقائق الكبرى في العراق. وهو أعجز، في أي حال، عن فعل ذلك الوثائقي من اخراج شارون تيللر، وانتاج شركة "فرونتلاين وورلد. ويعرف على عدد من شبكات التلفزة الفضائية في الولايات المتحدة وأوروبا.

المستقبل اللبنانية في 26 يناير 2006

 

المخرج المصرى على بدرخان

فيلم عالمى عن الأكراد وزعيمهم مصطفى بارزانى من اخراج على بدرخان 

اربيل –العرب أونلاين-وكالات: يعمل المسؤولون فى اقليم كردستان العراق على انتاج فيلم سينمائى عن الاكراد وزعيمهم الملا مصطفى بارزانى يقوم باخراجه المخرج المصرى على بدرخان ويشارك فيه ممثلون عالميون.

ولهذا الغرض وصل الثلاثاء المخرج بدرخان الى مدينة اربيل العراقية.

وقال بدرخان فى مؤتمر صحافى "جئت الى كردستان للقيام بعمل مشترك بين وزارة الثقافة فى كردستان والسينما المصرية وهوليوود لانتاج فيلم عن تاريخ الاكراد والزعيم الكردى مصطفى بارزاني".

واضاف "نريد ايصال هذه القضية الى اجيال لم يعاصروا هذه الشخصية وكذلك الى المواطن العربى والعالم لان هناك العديد ممن لا يعرفون شيئا عن هذه القضية وهذا الشخص".

وعن سيناريو الفيلم، قال بدرخان "لا يوجد لدينا سيناريو مكتوب ولكن الامر الواضح ان زعيم الاكراد مصطفى بارزانى هو معجزة بشرية ولا يستطيع احد ان ينكر دوره النضالى العظيم وتضحياته الكبيرة من اجل شعبه وهذا يعد أغنى سيناريو بالنسبة لنا".

واشار بدرخان "59 عاما" الذى اخرج افلاما مهمة منها الكرنك "1975" وشفيقة ومتولى "1979" واهل القمة "1981"، الى احتمال قيام الممثل العالمى عمر الشريف بدور البطولة "بالاضافة الى فنانين اكراد وفنانين عالميين آخرين".

وقال ان "عمر الشريف له قيمة كبيرة على مستوى العالم ويعد مكسبا جيدا للفيلم اذا وافق على المشاركة".

واشار الى ان "تصوير الفيلم سيتم فى كردستان وستتحمل وزارة الثقافة فى حكومة إقليم كردستان تكاليف الانتاج"، مشيرا الى انه "من السابق لأوانه الخوض فى تفاصيل أخرى عن الفيلم".

يذكر ان الزعيم الكردى الراحل الملا مصطفى بارزانى مؤسس الحزب الديموقراطى الكردستانى الذى يلقبه الاكراد بالزعيم الخالد، هو والد مسعود بارزانى رئيس الاقليم حاليا.

وقاد بارزانى الحركة التحررية الكردية فى كردستان العراق منذ مطلع الثلاثينات من القرن الماضي.

وبعد سقوط الجمهورية الكردية المسماة بجهمورية مهاباد فى ايران عام 6419 لجأ الى الاتحاد السوفياتى وبقى فيها لمدة اثنى عشر عاما مع اكثر من خمسمائة من عناصره.

وعاد بارزانى الاب الى العراق بعد سقوط الملكية واعلان الجمهورية فى .1958 وفى 1961، اختلف مع الرئيس العراقى الراحل عبد الكريم قاسم حول المطالب الكردية واعلن ثورته المعروفة ب+ثورة ايلول+.

واستطاع من خلال هذه الثورة انتزاع اعتراف رسمى من الحكومة العراقية فى عهد الرئيس احمد حسن البكر بحقوق الاكراد فى العراق ومنحهم الحكم الذاتي.

وبعد ان وقع صدام حسين بصفته نائبا للرئيس العراقى آنذاك، اتفاقية الجزائر فى 1975 مع شاه ايران محمد رضا بهلوى والتى تنص على تنازل العراق عن جزء من شط العرب مقابل وقف المساعدات الايرانية لاكراد العراق، لجأ بارزانى الى ايران.

وفى ايران تدهورت حالته الصحية ونقل الى الولايات المتحدة للعلاج حيث توفى فى 1979 ونقل جثمانه ليوارى الثرى فى ايران موقتا ثم نقل الى اقليم كردستان بعد سيطرة الاكراد على الاقليم الكردى فى 1991 حيث دفن فى مسقط رأسه فى قرية بارزان.

موقع "العرب أنلاين" في 19 يناير 2006

الفيلم العراقي «غير صالح» مغامرة داخل المغامرة...

تحية لقوة الحياة في مواجهة الموت والدمار

القاهرة - أمـل الجمل 

الفيلم العراقي «Underexposure « أو «غير صالح للعرض» إنتاج عام 2004، والذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير هو أول فيلم عراقي روائي طويل يصوّر بالكامل في بغداد عقب الحرب الأميركية على نظام صدام حسين وإطاحته، ويأتي بعد سنوات طويلة من توقف إنتاج السينما العراقية الروائية منذ أوائل التسعينات. وهو ثمرة جهد مجموعة من السينمائيين العراقيين أطلقوا على أنفسهم مجموعة «الناجين»، أي الناجين من الحرب.. الفيلم يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الفن الجيد لا يحتاج إلى مؤسسات ضخمة أو إلى تمويل أو نجوم، وأنه يخرج على رغم أنف الظروف القاسية، والأوقات العصيبة، بل ربما كانت هذه الظروف دافعاً قوياً لميلاده القيصري.

يمزج الفيلم بين الأسلوب الروائي والتسجيلي. فهو فيلم داخل فيلم، فيه يدفع المخرج بدفتر يومياته المملوء بآلام الحرب، يُحاول أن يبث الحياة في الذاكرة، ويُترجمها إلى سينما. إنه فيلم يشبه العزف على القيثارة، له نسيج خاص يُشبه أهل العراق، يسرد حكايات مشبعة بالقهر والموت والحب، حكايات ينتابها التردد بين موجات اليأس والأمل. فيها يُحاول المخرج أن يمزج الفرح بالحزن بالغضب. فرح بسقوط نظام «صدام حسين»، وحزن على النفس والأهل والوطن، وغضب مما يفعله الأميركان في بلاده. الفيلم وثيقة ترصد الحياة في العراق، وتعكس الواقع الجديد، وتسجل ما أصبح عليه العراق عقب الغزو الأميركي.

يطرح الفيلم آثار الحرب والدمار على المستويين النفسي والإقتصادي على مختلف فئات الشعب العراقي، ويرصد الخراب الذي عم المنشآت العراقية، والآلام التي يُعاني منها المدنيون الأبرياء. «ميسون» موضوع فيلم أخيها وحبيبها حسن، هى مُدرسة توقفت عن الذهاب إلى المدرسة خوفاً من القصف، فأصابها الحزن والإكتئاب من جراء حبسها لشهور طويلة. تجد عزاءها في جسدها. لكن الغياب المستمر لحبيبها، ووحدتها القاتلة تجعلها تُقرر العودة الى عملها بلا خوف. حسن يجد سلواه في إيمانه بأن أفلامه ستحيا وتُخلد، لكن عازف الموسيقى المُقعد يجد الموسيقى عاجزة عن وصف حالة الحرب والدمار التي شملت المدينة، فينتهي إلى الموت. ناصر شاب مشرد أو مُصاب بالجنون يهيم في الشوارع أثناء القصف ليجمع الأكياس النايلون ذات الألوان المشرقة ليُزين بها جدران مأواه، عندما يجد جندياً عراقياً مصاباً يحمله على أكتافه ويحاول إنقاذه. يستشعر في وجوده دفء الصحبة المفقود، لكنه في منتصف الأحداث يلقي به في النهر فيقتله، مثلما يفعل مع نفسه. يُقدم الفيلم العديد من ضحايا الحرب ومنهم بائع الصحف بحذائه الممزق وخفة دمه، الأب الذي فقد ولده في الحرب لكنه يستمر في الحياة الخ، يكشف عن وجود الحياة والموت جنباً إلى جنب، وقوة الحياة في مواجهة الموت.

تحقق الأسطورة

كانت فكرة الفيلم ورحلة خروجه الى النور وإنتاجه أشبه بحرب شرسة اكتنفها جنون التحدي، وأكدت صدق مقولة الروائي باولو كويلهو في روايته «ساحر الصحراء»: «أن الطبيعة حينما تتحقق من صدق أسطورة الإنسان تتآمر ضد كل الظروف حتى تُحقق له هذه الأسطورة».

يحكي عُدي رشيد مخرج الفيلم عن الفكرة التي طرحها زياد التركي مدير تصوير الفيلم، بأن يُصورا فيلماً بالأبيض والأسود عما يحدث في العراق، حينذاك كان يصل إلى العراق لفات شريط نيجاتف قياس 35 ملم أبيض وأسود، بطول 1000 قدم للفة الواحدة ليتسلمه التجار ويقطعوه ثم يلفوّه في بكرات الفوتوغراف 36 كادراً للبكرة الواحدة. فكر زياد وعُدي في شراء هذه اللفات قبل التقطيع ووضعها في الكاميرا السينمائية، واتفقا على أن يُصور زياد ثم يقوم بالتحميض بنفسه في معمله الخاص الصغير. بدأ عُدي في كتابة السيناريو، لكن المشروع أُجهض لعدم قدرتهما على الحصول على كمية الفيلم الموجب لطبع الفيلم، حيث كان من المستحيل وضع النيجاتف داخل ماكينة المونتاج لأنه سيتلف مع بداية عمله.

عادت الفكرة الى «الحياة» من جديد حينما فتح زياد إحدى علب الفيلم الخام الذي توقفت «كوداك» عن إنتاجه منذ عام 1982.. كان الفيلم الخام قديماً جداً، أصابته حالة تيبس، وكان الشريط قابلاً للكسر عند لمسه... الخوف من تلف الفيلم الخام جعلهم يُجرون اختباراً «تست» في غرفة مظلمة: اقتطع زياد جزءاً من الشريط ولفه في كاميرته الفوتوغرافية، وأخذ يصور تدريجاً لونياً لثلاث درجات لونية الأبيض ثم الأسود فالرمادي. اكتشف بعد تحميض الفيلم إمكانية التصوير على تلك الخامة، فواصل عُدي كتابة السيناريو، واستخدما كاميرا سينمائية قديمة نسبياً هى «أريفلكس بي ألـ 3»، كانت من نوع «كارل ساي»، لم يستعملها أحد منذ ما يقارب الـ 20 سنة.

استطاع عُدي من خلال مساعدي مدير التصوير الوصول إلى بيتر بويس المسؤول عن مبيعات «كوداك» في الشرق الأوسط، والذي أقنع «كوداك» بأن تُحمض الفيلم مجاناً. كان زياد يجرب كل شيء: صور أول تجربة نهارية، وجاءت النتائج جيدة، أعقبها بتجربة أخرى ليلة داخلية. قاموا بتحميض الفيلم في بيروت. لكن تصحيح الألوان والمكساج والمونتاج تم في برلين. لجأ المصور إلى استخدام ضوء أكثر مما في ظروف التصوير العادية وذلك لتلافي عيوب التصوير، كما نفّذت معالجات كيميائية بمعامل كوداك. بعض الممثلين كان يقف للمرة الأولى أمام الكاميرا. لكن الكمية المتاحة من الفيلم الخام كانت قليلة جداً، لذلك لم يتمكن الممثلون من إعادة تصوير أي مشهد، كانوا يقومون بعمل بروفة على المشهد من دون تصوير حتى إتقانه ثم تدور الكاميرا للتصوير.

الفيلم يُذكرنا بما حدث في الإتحاد السوفياتي «سابقاً» بعد ثورة 1917 عندما عُزل عن بقية دول أوروبا من الناحيتين الاقتصادية والثقافية. لكن مع أوائل العشرينات جرت تجارب فنية جريئة في روسيا، فظهرت في الموسيقى أصوات جديدة غريبة تُقلد خلاطات الأسمنت والجرارات والشواكيش، وفي المسرح امتزجت المسرحيات الكلاسيكية على خشبة المسرح مع البهلوانات، وأخذت السينما نصيبها من هذا التطور فبدأت سلسلة عظيمة من الأفلام الروسية منها: المدرعة بوتمكين ـ الأم ـ عشرة أيام هزت العالم ـ نهاية سانت بيترسبرج ـ عاصفة فوق آسيا ـ الأرض.

«غير صالح للعرض» هو الفيلم رقم 100 في تاريخ السينما العراقية الذي بدأ فعلياً على أيدي مصريين عام 1946 بفيلمي «ابن الشرق « والقاهرة بغداد»، والذي شابه كثير من الضعف بسبب الظروف السياسية وحالة الحرب شبه المستمرة والحظر الدولي المفروض على العراق لفترات طويلة.

في النهاية فيلم «غير صالح للعرض» تجربة تنبض بالحياة، ومليئة بالتحدي، تحدي الموت والقهر وفقرالإمكانات، تجربة تُثبت أن السينما العراقية تُبعث من جديد.

الحياة اللبنانية في 20 يناير 2006

 

السينما العراقية حديث يتجدد ومعضلة دون حل

طاهر عبد مسلم

 

I

يبدو الحديث عن ازمة السينما العراقية من فرط تواصله واهتمام المعنيين صدقا به ، حديثا عن كل شامل تنظم فيه الثقافة بمنجزها الشامل ومؤسسات الثقافة ايضا من منطلق الترابط بين الأتجاهات والأنواع الثقافية المختلفة وعلى هذا سادت نظرة الغير فيما يخص هذه المسألة قوامها فصل كل محور من محاور ومفاصل الثقافة عن غيره على اساس ان نشر الكتاب اسهل من انجاز الفيلم وان اقامة معارض للفن التشكيلي اسهل من انجاز الفيلم وان اقامة عرض مسرحي هو اسهل من عمل الفيلم وهكذا مضت النظرة غير المتوازنة ممعنة في عقد ندوات الحكي والسجال دون النظر جديا او محاولة الأجابة عن اسئلة تتعلق بالتنمية الثقافية في الحقل السمعبصري ومنه حقل السينما .

جرى بعض او كل مما قلناه آنفا ضمن وقائع ندوة عقدت مؤخرا في اروقة كلية الفنون الجميلة وذلك للمضي في الحديث عن السينما العراقية وافقها الحاضر والمستقبلي .

وواقعيا فأن مانا مقتنع به الى حد كبير ان مسيرة هذه السينما قد جابهها مشكل كبير على مستويين اثنين الأول يتعلق بمن ينتج الفيلم من جهة الدولة التي دخلت حقل الأنتاج السينمائي كما هو سائد في كثير من الأنظمة والدول الشمولية التي ظلت تنظر طويلا للسينما على انها اداة من ادوات التعبئة والدعاية الساسية ومواكبة متغيرات العمل السياسي وعلى هذا كان مفصل السينما من المفاصل الخطيرة ولاينبغي ان يتاح لغير المخولين رسميا وهي مؤسسة السينما المملوكة للدولة . ورغم جهود كثير من السينمائيين لأخراج الفيلم من هذا المربع الرسمي والحكومي والدعائي الا ان ما انتجته مؤسسة السينما الحكومية لم يبلور واقعيا وعمليا اتجاها ابداعيا يمكن التعويل عليه او بناء تجربة بالأستناد له ولعل من اهم اسباب هذا الواقع هو في الأطار الأداري التقليدي الذي يتحكم بالقرار فيما يخص الأنتاج مما ليس فيه متسع للأجتهاد او للتجديد

II

وكان هذا سببا كافيا للوصول الى محصلة مفادها عجز المؤسسة الحكومية عن تنمية مهارات وطاقات سينمائية جديدة ولم يعرف عن هذه المؤسسة اندفاعها لتأسيس ماهو مستقبلي وقابل للأستمرار وهو امر كان من علامات مراحل بكاملها اثرت الى حد كبير في كم ونوع الأنتاج الفيلمي .

في كل الأحوال لم يكن هذا الواقع برغم قتامته ليعني بالمقابل تناسي منجز يتمثل في مايقرب من 100 فيلم روائي هي حصيلة ماانجز من افلام روائية منذ ظهور السينما وحتى اليوم وهو منجز بالرغم مما يمكن ان يقال فيه الا انه يبقى حصيلة اجيال من السينمائيين الذين قدموا عصارة خبراتهم ومساحة مهمة من حياتهم من اجل هذه السينما التي كانوا يصنعونها وسط مصاعب شتـى.

اما المستوى الثاني فهو المتعلق بسنما القطاع الخاص او الشركات الخاصة التي ظهرت على الساحة مواكبة للفيلم العراقي منذ مايزيد على نصف قرن ... وهو مسار مواز للسينما الحكومية ومن الواضح انه نشاط كان ولايزال في امس الحاجة الى الغطاء القانوني والتشريعي المتوازن والحضاري من جهة والى التمويل الكافي الذي يوفر لهذه التجربة السينمائية امكانية البقاء والنمو .

وفي لقاءات كثيرة مع من اضطلعوا بهذه المهمة الجسيمة ظهر حجم النوايا الصادقة والمجازفة بكل شيء من اجل تقديم الفيلم العراقي بشكله المتوازن وهو مجهود لم تكن الغاية منه جني الأرباح بشكل مجرد بقدر المضي بمشروع الفيلم والوصول به الى غاياته ، وفي كل الأحوال كان المنجز السينمائي المرتبط بالقطاع الخاص اسير ظرفه ومساحة حركته من جهة التسويق والتعريف به وكانت تلك في حد ذاتها معضلة كبيرة . واقعيا لم يكن هنالك من استعداد كاف لأستيعاب هذه المهمة ، مهمة النهوض بالفيلم العراقي والقدرة على جعله منافسا او حتى قادرا على الصمود والبقاء .

III

ولعله من الأمور المهمة والملفتة للنظر هو ان كلا المستويين ( الحكومي والخاص ) ظل اسير واقعه واسس تكوينه وعوامل شتى اثرت في مسيرته وما يمكن ان ينجزه ... من هنا تفاقمت المعضلات التي تتعلق بهذه التجربة السينمائية والتي انعكست سلبيا على اجيال هذه السينما وحتى الساعة .

ان هذه التجربة السينمائية المثقلة بمعضلاتها التشريعية والنقص الهائل في التمويل كانت وما تزال في مواجهة ازمات ماانفكت تتفاعل دونما حل يمكن الركون اليه اوالأعتداد به على اي مستوى حتى ان مدخلات هذه السينما الممثلة في اجيال السينمائيين الشباب ظلت هي الأخرى اسيرة هذه الأزمة وعلامة هذه المدخلات تتمثل في اجيال من السينمائيين من مختلف الأجيال الباحثين لهم عن دور او موقع في وسط هذه المعادلة

موقع "ألف ياء" في 26 يناير 2006

 

سينماتك

 

الـعراق فــي فـيـلم صـغـيـر .. هل يسع كل هذا القتل .. هل يتحمل كل هذا الحب؟

فاطمة المحسن

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك