كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

جديد الموقع

 

“الواحة” أو “الوازيس”، هي آخر دار للسينما في موريتانيا يتم إغلاقها، وهي الدار التي لفظت أنفاسها الأخيرة بعد ثلاثين سنة من العرض المتواصل للأفلام من مختلف أنحاء العالم.. تقع هذه الدار في وسط العاصمة نواكشوط، وظلت لعقود طويلة، معلما ودليلا سياحيا، ومكانا مفضلا للتواصل بغية الترفيه والحب وحتى التعلم، حيث أتقن العديد من الشبان الموريتانيين في السبعينات والثمانينات لغة العم “سام”، واللغة الهندية والصينية من الإدمان على مشاهدة الأفلام التي تعرضها هذه الدار.

إغلاق سينما “الواحة” جاء ليضع النهاية الحزينة لعمل 13 دارا للعرض السينمائي كانت موزعة على المقاطعات القديمة في العاصمة نواكشوط، قبل أن يتم غلقها وتحويلها إلى متاجر أو دور للسكن بعد رحلة استمرت أكثر من 40 عاما كانت فيها النافذة الوحيدة التي يطل منها المشاهد الموريتاني على صورة العالم.

ظاهرة اختفاء دور السينما الموريتانية، ربما تكون سابقة في العالم كون العاصمة الموريتانية نواكشوط عاصمة لا توجد فيها حاليا دار واحدة للسينما وكذلك الحال بالنسبة للمدن الموريتانية الأخرى، التي تحولت دور العرض السينمائي فيها إلى قاعات لتنظيم حفلات الأعراس، باستثناء دور قليلة تمارس نشاطها بشكل مناسباتي محدود.

من هذا الواقع انطلقت منذ نهاية التسعينات حركة دؤوبة من طرف مثقفين وشباب وسينمائيين موريتانيين في محاولة لانتشال الجمهور العريض للسينما في موريتانيا من قبضة قاعات الفيدو، ومعروض القنوات الفضائية، وما يسمى الإهمال الرهيب للتراث السينمائي الموريتاني، سواء على شكل أفلام توثق لحياة البلد، أو على شكل مؤسسات، اندثرت مخلفة أسماءها وموظفيها على لوائح الموجود، وكل المؤشرات تنبئ بأن هذا الهدف يتطلب جهودا خارقة لتغيير هذا الواقع أو بقي “سينمائيو هذا البلد بلا سينما” هي الصورة “المعروضة” واقعيا.

السينما الموريتانية.. التاريخ المجهول

عرفت الساحة الموريتانية عروض السينما مع بداية الخمسينات حيث قامت “البعثات الرحالة” من فرنسا ومصر بالتجول في أنحاء عديدة من موريتانيا وقدمت عروضا لأفلام مختلفة وذلك على شاشات محمولة، كما قامت بتسجيل أفلام وثائقية تسجل نمط عيش الموريتانيين في الصحراء، وركزت على الحياة الاجتماعية داخل الحياة البدوية والمخيمات الريفية، ولم ينجذب الموريتانيون لهذا الفن الجديد، بل اعتبره الكثيرون مخالفا للدين ومفسدة لأخلاق المجتمع، إلا أن ذلك لم يمنع من أن تكون دور السينما من أوائل الدور التي شيدت في العاصمة نواكشوط، ليتولى بذلك الرواد الموريتانيون بأنفسهم مهمة “أسنمة” المجتمع الموريتاني.

وهكذا قام رائد السينما الموريتانية همام أفال بإنشاء عدة دور للسينما في البلاد، كما أقدم على أول تجربة موريتانية في الإنتاج السينمائي، فأنتج ثلاثة أفلام هي: “ميمونة” و”بدوي في الحضر” و”ترجيت”، ورغم أنها أفلام دون مستوى أفلام الهواة، إلا أنها حظيت باهتمام كبير من المشاهدين الموريتانيين وقتها، ودفعت بعدة موريتانيين إلى ولوج الميدان السينمائي عن طريق الإخراج، غير أن رأس المال، وغياب المؤسسات التأطيرية دفع بأولئك المخرجين للانزواء في المهجر أو التخلي عن حلمهم السينمائي.

ورغم ذلك شهدت دور العرض السينمائية في موريتانيا خلال السبعينات والثمانينات إقبالا منقطع النظير من طرف الجمهور، ومن مختلف الفئات الاجتماعية، وأصبحت إحدى أهم وسائل الاستثمار، غير أن النظرة من الناحية الدينية لهذه الدور جعلت أغلب التجار الموريتانيين يتراجعون عن الاستثمار فيها، كما أن إقبال الجمهور على الأفلام التي تتضمن مشاهد العنف والجنس، دفع المؤسسة الاجتماعية الصارمة لمحاربتها بكافة الأشكال، وربما كان ذلك مقدمة لميلاد المؤسسة الوطنية للسينما، وهي مؤسسة أريد لها أن تساهم في ترقية القطاع ولكن دورها اقتصر فيما بعد على الرقابة على الأفلام التي تدخل السوق الموريتاني، وقد أدى إنشاء هذه المؤسسة ل”كارثة سينمائية” بالنظر إلى رغبة الجمهور في مشاهد “الممنوع” الذي تم الحد منه بشكل كبير دون السعي لوضع بديل قادر على جذب الجمهور، في ما لم تضع المؤسسة ضمن برنامجها العملي مهمة دخول ميدان الإنتاج.

وفي هذه الفترة عرفت الساحة الموريتانية ميلاد مخرجين كبار من أمثال سيدينا سوخاني ومحمد ولد السالك ومحمد هند، وتعتبر أفلام هذه المرحلة أفلاما ضائعة، فأغلبها لم يعرض حتى الآن، ولعلها لا تزال حبيسة الأدراج الخاصة.

أدت النظرة الاجتماعية لدور العرض السينمائية، بوصفها أوكارا لسوء الأخلاق، و”منازل للشيطان”، فضلا عن عدم قدرة السوق على التموين بالأفلام الحديثة، وتشديد الرقابة على الأفلام المعروضة، وغياب أي اهتمام رسمي بقطاع السينما، وابتعاد رأس المال الموريتاني عن ميدان الإنتاج والتسويق السينمائي إلى تراجع كبير في نسبة المشاهدين مع منتصف الثمانينات، لتبدأ دور العرض في التناقص شيئا فشيئا خاصة مع انتشار القاعات الخصوصية للفيديو والتي تعرض الأفلام مقابل تذاكر جد مخفضة لا تتجاوز 20 أوقية للفيلم، ما أدى إلى إقبال المراهقين والشباب على هجر العروض السينمائية ذات التذكرة المكلفة نسبيا، ومع بداية الثمانينات، وانتشار البث التلفزيوني، وتعدد القنوات الفضائية، التي تبث الأفلام بالمجان، أصبحت دور السينما في موريتانيا، لا تعرف من يدخلها من غير عمالها، فلم يبق أمام أصحابها إلا اللجوء لتأجيرها للتجار لتصبح حوانيت أو أسواقا عامرة بكل شيء ما عدا الأفلام.. وهكذا انتهت أسطورة السينما  كأنها إلى الأبد  ولم يعد من ذكر لأي من دار سينما ما عدا في ذكريات الماضي.

هكذا إذن، عاد الطلبة الممنوحون في دراسة الفن السينمائي إلى البلاد، ليجدوا دور العرض مغلقة، والجمهور منشغلا عنها بعروض الفيديو والفضائيات، ولم يكن أمام أغلب هؤلاء إلا العودة إلى الخارج لممارسات مهام سينمائية ثانوية، أو البقاء في البلاد والانخراط في مهن أخرى، تحمل ما شاءت من الأرقام غير الرقم سبعة المخصوص بالسينما.

إلا أن هناك من أصر على أن يعيش سينمائيا، وأن توجد صورة الشعب الموريتاني عبر العدسة الكبيرة، ذات السحر الخاص، وهكذا، مع تألق المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساغو في المحافل الدولية، عبر أفلامه التي أنتجتها مؤسسته في باريس “شنقيط فيلم” لمجموعة من الأفلام، تعالج الحياة بطريقة شاعرية، بدأت الساحة الموريتانية منذ سنة 2000 في الترتيب لثورة سينمائية يقودها شبان مثقفون ومتحمسون، وتم لأول مرة إنشاء “دار السينمائيين الموريتانيين” التي وضعت برنامجا طموحا، استهدف في مرحلته الأولى توفير المنح لتكوين نخبة إنتاج سينمائي، وفي هذا المجال تم تكوين بعض الشبان الموريتانيين الموهوبين في مجال إخراج الأفلام التمثيلية والوثائقية، وكذا مجال المونتاج الرقمي.

كما استهدفت الدار خلق ثقافة سينمائية في المجتمع عبر تنظيم العروض والحلقات النقاشية والمهرجانات، كل ذلك داخل المدارس والمراكز الثقافية، وحتى في الساحات العمومية وفي الهواء الطلق.

كما يسعى القائمون على الدار إلى إقامة دروس تعليمية مشفوعة بالعروض في المؤسسات التربوية، ودمج التربية السينمائية في مناهج التعليم، والتوثيق، وإعداد لوائح بالممثلين والمخرجين والمنتجين المفترضين، وذلك بالتعاون مع العديد من الجهات بينها الوزارة الوصية، والمراكز الثقافية العربية والأجنبية في موريتانيا، وكذلك المؤسسات العالمية الداعمة لهذا المجال.

كما أعلنت دار السينمائيين عن تنظيم المهرجان الدولي للسينما والشعر، والذي ستجري دورته الأولى يوليو القادم في مدينة شنقيط التاريخية.

وتجري بالمركز الوطني لتأطير الشباب التابع لوزارة الثقافة، والمركز الثقافي الفرنسي، وعدة أماكن أخرى دورات مستمرة لتعبئة وتكوين الهواة، ويشمل هذا التكوين، الدروس النظرية، والتطبيقية، والعروض، كما تدور مناقشات هامة بين المختصين ومجموعات كبيرة من الشباب والمهتمين والمسؤولين الحكوميين، من أجل الإسراع بنقل موريتانيا إلى الشاشة الكبيرة.

وأكد المخرج الموريتاني عبدالرحمن ولد أحمد سالم، المدير العام لدار السينمائيين الموريتانيين، ل”الخليج” أن جهود الدار تستهدف خلق قاعدة سينمائية تمكن المبدعين الموريتانيين من وضع أيديهم على برامج عملية ملموسة من خلال توفير المعدات وقاعات التصوير والمونتاج. وخلق ثقافة الفرجة السينمائية.

وقال إن هذه المهمة تطلبت من دار السينمائيين، العمل على مختلف الجبهات، مضيفا بأن الجانب التكويني أخذ الأولوية، في حين أن كل الإجراءات متخذة لضمان توفير المعدات والظروف العملية التي تمكن السينمائيين الموريتانيين من تحقيق ما يطمحون إليه.

وقال ان المهم بالنسبة له ولزملائه الآن ليس عودة الجمهور إلى قاعات السينما التي ستعرف لا محالة طريقها مع السياسة الجديدة، وإنما هو بالتزامن مع ذلك انطلاقة الإنتاج السينمائي الموريتاني حتى ولو كان بصورة متواضعة.

وقال إن تجربة المخرج سيساغو، تثبت أنه بالإمكان تحقيق اختراقات ونجاحات هامة في المجال الفني السينمائي، حتى بالجهود الفردية.

وأضاف ولد أحمد سالم ان الجمهور الموريتاني الذي هجر دور العرض، لن يهجر بالتأكيد الفيلم الموريتاني، وأن الإقبال الكبير من طرف الموريتانيين على مشاهدة فيلم “بانتظار السعادة” دليل على الأهمية القصوى التي يوليها الموريتانيون لصورتهم السينمائية.

وقال ان الفن السينمائي، يشهد فعلا تراجعا عالميا على مستوى عروض الشاشة الكبيرة، إلا أنه بالمقابل يشهد انتشارا غير مسبوق عبر الشاشات الصغيرة أو التلفزيونية.

وأكد ولد أحمد سالم أن العقلية الاجتماعية التي كانت تقف عقبة في مجال التمثيل بالنسبة لبعض الفئات المجتمعية آخذة في الانحسار كثيرا، والدليل على ذلك يقول “هو إقبال الشباب الموريتاني على خدمات دار السينمائيين الموريتانيين، وحرصهم الشديد على أن يكونوا جزءا من المشهد السينمائي المستقبلي في موريتانيا”.

أما مخرج الأفلام الوثائقية الموريتاني موسى ولد صمبه سي، فيرى أن الإنتاج السينمائي الموريتاني الحالي، يعاني من مشكلة تصنيف، فهو ليس إنتاجا موريتانيا خالصا، إذ ان المنجز هو أفلام بتمويل فرنسي وأجنبي، وما يربطها بموريتانيا هو فقط تصوري بعض المشاهد فيها، أو وجود مخرجين موريتانيين لتلك الأفلام، وهو ما لا ينقل الصورة الصحيحة عن موريتانيا.

ويقول إن المشكلة الأساسية في هذا المجال تتمثل في غياب الإمكانيات المادية التي تأهل ما هو موجود من كادر بشري يرى أن غياب الصورة الموريتانية عن السينما يعتبر ظلما لهذا البلد الذي كان سباقا في شبه المنطقة لدخول هذا الميدان قبل غيره.

السينمائيون الموريتانيون يعملون الآن على جبهة أخرى لا تقل أهمية، فهم من خلال الاجتماعات مع المسؤولين الحكوميين يحاولون نقل الوصاية على مصلحة السينما من وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة، فالسينما كفعل ثقافي يجب أن لا تبقى مجرد إدارة خاضعة لرقابة وزارة الإعلام.

ويرون أيضا أنه لكي تنطلق هذه السينما انطلاقة حقيقية يجب أن تتوفر إرادة سياسية كمجال للإبداع، فلا يصنف الفيلم كمقال ولا كمهرجان سياسي، وأن يتخلص الكاتب الموريتاني من المصادرة الذاتية لأفكاره، فيأتي السيناريو مبتورا لصالح كمالية الضغوط الاجتماعية.

“الخليج” التقت كذلك صاحب أول وكالة موريتانية لترقية السينما، التي أعلن عن إنشائها يوم 12 مايو/ ايار الجاري السيد محمد ولد همام، نجل رائد السينما الموريتانية همام أفال، الذي أعلن أن وكالته ستبدأ الشهر القادم العمل في أول أفلامها، وقال إن “هذا الفيلم سيكون فيلما موريتانيا مائة بالمائة، من حيث الممثلين، والمخرجين، والطاقم الفني، وسيكون على المستوى العالمي”.

وأضاف ان هناك مشكلات مطروحة في مجالات متعددة، إلا أن المشروع وصل مراحل متقدمة، ويراد منه أن يحدث نقلة على جميع المستويات حتى يكون انطلاقة ممتازة للسينما في هذا البلد.

وقال ولد همام “إن عدم وجود دور للعرض السينمائي في البلاد لا يبرر غياب السينما الموريتانية، فالسينما استعاضت بشاشات الفيديو والتلفزيون والهوم سينما عن التراجع الملحوظ في دور التناقص العرض التقليدية في العالم”.

أما بالنسبة لوزارة الثقافة الموريتانية، فالخطة الأولية الآن تتمثل في دفع المواهب الموريتانية لاختراق ميدان السينما، ويرى المسؤولون في وزارة الثقافة أن العقبة ليست في تبعية القطاع لإدارة معينة، فهو تابع لإدارة الثقافة التي بدأت خلال الفترة الأخيرة تدرك حجم الغياب اللامبرر لهذا الفن، فبادرت إلى تعبئة المعنيين وتسهيل نشاطهم إداريا بل دعمه بالمشاركة في عملية التكوين والتأطير.

ويرى محمد ولد الميداح، مدير الثقافة والفنون بالوزارة أن المجال الآن مفتوح ومشجع على الإنتاج السينمائي، ويضيف في حديثه ل “الخليج”: “الفن السينمائي يتطلب وجود مواهب مستعدة نفسياً وعملياً وإيجاد جو ملائم لثقافة الفرجة السينمائية، والحكومة الموريتانية تشجع كل الخطوات في هذا المجال، ونحن في إدارة الثقافة مرتاحون جدا للنشاطات التي يقوم بها السينمائيون الموريتانيون، ونأمل أن تثمر تلك النشاطات أعمالا تشرف البلد وتكون بمستوى مواهبه”. لكن مصلحة السينما بوزارة الإعلام، هي مصلحة موجودة في المراسيم الإدارية، ولكنها غائبة كليا عن الساحة حتى ان مسؤوليها المباشرين غير معروفين، بل إن رئيس مصلحتها بعد نقله عنها لم يترك بها خلفا، فأصبحت محلا للتندر في كواليس الوزارة.. غير أن ذلك لا يمنع رؤية مخاييل العمل الجاد الذي يقوم به السينمائيون الموريتانيون لإيجاد صورة بلدهم في عالم لم يعد يتقبل الحقيقة دون صورة.

دور الإنتاج المرئي والمسموع في موريتانيا

توجد في العاصمة الموريتانية نواكشوط ثلاث مؤسسات للإنتاج المرئي والمسموع، وهي مؤسسة “afrimedia”، و”صحراء ميديا”، و”إنديا للإنتاج” و”ألف ياء للإنتاج”، وهذه المؤسسات مملوكة جميعها لأشخاص، وتتوفر على معدات متطورة للتسجيل والمونتاج، وطاقم فني في أغلب المجالات، إلا أن نشاطها يقتصر على تأجير معداتها لتسجيل الأعمال التي تطلبها شبكات التلفزيون العربية.

الخليج الإماراتية في 30 يناير 2006

 

فكتوريـا عميش..

فـارسـة الدرامـا التوثيقيـة

نزيه أبو نضال 

قبل عدة سنوات توقفت كالعادة عند حسن أبو علي في مكتبته، بجانب البنك العربي، في قاع مدينة عمان، صافحته وهو منشغل بمكالمة هاتفية، ثم سمعته يقول: «عندي الآن نزيه أبو نضال»، ثم قال لي: «إحكي مع فكتوريا عميش».. قالت لي: «سأحضر بعد ساعة لعمل ريبورتاج عن ظاهرة حسن ابو علي ومكتبته، وعلاقته بالكتاب الاردنيين»، ثم سألتني: هل يمكن أن تكون موجودا وتشارك في هذا البرنامج؟ اعتذرت بسبب ارتباط مسبق.. فواصلت السؤال: هل سبق واشتريت كتبا بالدين من حسن أبو علي ؟ قلت ضاحكا: «لا، ولكن معظم كتاب الاردن حصلوا ثقافتهم بالدين من عنده أيام الطفر، ومعظم هؤلاء لم يسددوا ديونهم، رغم أن بعضهم صاروا وزراء».

وقبل أشهر كنا في مجلة تايكي نعد محورا خاصا عن الاعلاميات الاردنيات، وبالطبع كان اسم فكتوريا على رأس القائمة، وكلفت انتصار عباس بإجراء حوار معها، وأظنه كان حوارا متميزا ويشكل مرجعا مهما عن هذه الفنانة المدهشة التي سرقها الاعلام التلفزيوني من الدراما، غير أن بصمة الفنان ظلت حاضرة بامتياز في كل ما قدمته من برامج، خاصة «يسعد صباحك» وعلى الأخص في فقرة فارس الحلقة، بمشاركة جريس سماوي، والتي يمكن تصنيفها بامتياز كدراما توثيقية على درجة عالية من الرهافة الابداعية والالتزام العميق بحيوات الناس البسطاء الكادحين في قاع المدينة، كما في أقصى أريافنا وأغوارنا الجائعة لأبسط شروط الحياة.

ولعل أبرز نموذج قدمته فكتوريا عميش في هذا المجال فيلمها الوثائقي الهاشمية الذي يحكي باسلوب بسيط ومؤثر أحلام الناس العاديين في قرية منسية نضب فيها الماء.. فقام أهلها وبمبادرة من الشباب بأعمال حفر كثيرة خلال يومين لاستخراج الماء، وكانت فكتوريا حاضرة وكانت كاميرتها تصور ما حدث، كما تصور أحلام تلاميذ المدارس الصغار بوجود شارع مسفلت يوصلهم الى مدرستهم، وأن يكون في غرفة الصف صوبة وفي باحة المدرسة شجر.

وعلى هذا النحو البسيط والمؤثر ذهبت كاميرا عميش إلى أماكن شعبية وريفية نائية، لتقدم نماذج انسانية كادحة ومناضلة تنقل صورة صناع الحياة الحقيقيين.. هناك في المحجر، وهناك حيث الفلاحة الأردنية تسوق التركتور وتسقي الأرض العطشى بعرق القلب، ومن خلال هؤلاء الفرسان قدمت أولئك الذين يمارسون مهنا بسيطة يأنف الأردني عادة عن ممارستها، وكانت رؤيا فكتوريا وفلسفتها في هذا السياق إلغاء عقدة العيب وصياغة وعي أرقى يقدس فكرة العمل وبغض النظر عن نوعيته.

وفكتوريا عميش المتحدرة من قرية صمد الشمالية حملت معها روح الريف الأردني ومكوناته وجمالياته: وشم الأم، ثوب الجدة، شماغ الوالد، عباية الجد، المصطبة العالية، العقد، المرايا المدقوقة بالحائط الطيني، الشبابيك والسناسل، القرى المرتفعة، الأحراش، المنحدرات، الحقول المنبسطة وألوان المواسم وأفراح الناس والأغاني والرقصات..

كل ذلك المخزون التراثي الريفي لم يلبث أن تحول إلى صياغات جمالية مدهشة في «صباح الأردن الجميل» على هيئة أفلام توثيقية بسيطة ذات أبعاد إنسانية نبيلة.. فيما هي تقدم للعالم صورة للأردن تجذب اليه أفواج السياح.

وهنا نلحظ فيما تقدمه فكتوريا يتجلى الخطاب العملي للفن، والفلسفة الوظيفية للإبداع ولكن بعيدا عن الشعارات وملصقات وزارة السياحة والإعلام.

في رحلة برنامجها يسعد صباحك الذي وصل إلى تمام سنواته الإثنتي عشرة، وفي رحلتها الاعلامية التي تجاوزت الـ 36 عاما قدمت فكتوريا الكثير: حولت الشعر إلى لوحات جمالية، وعبر نقلها لاحتفالات مهرجان جرش حولت هذه الاحتفالات وأغانيها إلى أعراس شعبية جماعية.. ذلك أنها ترى المطرب أو المطربة، ولكن من خلال تفاعل الناس وبهجتهم، وهنا تضع فكتوريا خطا فاصلا بين أغنية الفيديو كليب وأغنية المهرجان الشعبي.

لعل من يقرأ سيرة فكتوريا عميش ابنة قرية صمد النائية والفقيرة يرى أمامه واحدة من الفارسات اللواتي قدمتهن في برنامجها يسعد صباحك.. فهي من مواليد عمان 1944، ودرست في مدرسة العيزرية للراهبات في القدس، إذ كان والدها ضابط ارتباط هناك.

وأكملت دراستها الثانوية في مدرسة الملكة زين الشرف الثانوية لتلتحق بعدها في جامعة عين شمس، حيث حصلت على بكالوريوس في علم الاجتماع. والتحقت بالتلفزيون الأردني، وخلال عملها نالت درجة الماجستير في الإخراج من جامعة برلين بألمانيا، وآخر من جامعة لندن. غير أن ذلك لم يتم دون نضال يعززه طموح كبير، وتروي فكتوريا جانبا من هذا النضال: «تجرأت ان أكمل دراستي في وقت كان زواج البنت من ابن العم هو الدارج، لكنني حاربت وقمت باعتصامات عديدة حتى أستطيع أن أكمل دراستي، وافق الوالد على ان ادرس في مصر، وكنت البنت الوحيدة التي تدرس بين سبع بنات وولدين»، وتواصل رحلة التحدي للوصول فرغم أن دراستها الجامعيةهي دراسات نفسية واجتماعية، ورغم أن تعيينها قد تم كمساعدة استاذ في الجامعة الأردنية، غير أنها وجدت نفسها في حقل العمل التلفزيوني حيث باشرت كمساعدة مخرج لبرنامج أطفال ثم طورت عملها من خلال العمل والدراسة والدورات الخارجية في اسكتلندا ولندن وبرلين الشرقية. وهذا كله يؤكد شهادة زميلاتها بها من أن أعمالها الفنية كانت تشبهها، في القوة، وفي الريادة، كما في المباشرة والصراحة والعفوية، وفي الذكاء، وفي الجرأة. يذكر أن فكتوريا عميش كانت قد التحقت بالتلفزيون الأردني عام1970 واستمر عطاؤها حتى اللحظات الاخيرة من عمرها، وحققت خلال حياتها الكثير من الانجازات، ونالت العديد من الجوائز لعدد من اعمالها المتميزة، من بينها:

جائزة مهرجان دلهي السينمائي، عن فيلم الاردن عبر العصور، جائزة مهرجان القاهرة السينمائي عن يسعد صباحك.. وغيرها.

ومن البرامج المميزة التي اخرجتها:

البرنامج الوثائقي ديرتنا ديرة العز، مسلسل اهلا حكومة، تمثيل نبيل صوالحة وهشام يانس وأمل دباس، برنامج الموسيقى فن وشعر، البرنامج الوثائقي سماء من رخام. وإلى جانب كل ذلك قدمت عددا من الأفلام الوثائقية من بينها «إمرأة من رخام». وكانت تحلم بإخراج مسلسل عن تاريخ الثورة العربية الكبرى، ولكنها ظلت تفتقد الى النص المناسب وإلى الإمكانات المادية.

إن تجربة فكتوريا عميش الفنية في حقل الدراما الوثائقية تؤشر إلى انها من القلة الذين عرفوا كيف يحولون الصورة الى جزء أصيل من الثقافة المرئية التي تصنع الآن وجدان ووعي عالمنا المعاصر.


nazihabunidal@hotmail.com

الرأي الأردنية في 30 يناير 2006

سينماتك

 

بلاد المليون شاعر من دون "فن سابع"

سينما ... محاولات فردية تقاوم انغلاق المجتمع

تحقيق: المختار السالم

 

 

 

 

سينماتك

 

ملك وكتابة.. كسر الأنماط التقليدية فى السينما

رجل وامرأة.. ليس الشيطان ثالثهما

صفاء الليثي 

أن تنشأ صداقة بين رجل وامرأة ليس دافعها الانجذاب الجنسي، أمر لم يألفه المشاهدون كما لم يألفوا ردود فعل الشخصيات فى مواجهة أحداث درامية تتكرر كثيرا فى كل الأعمال الفنية، وعلى رأسها فعل الخيانة الزوجية والاكتشاف المفاجئ له. فى فيلم ملك وكتابة يؤدى محمود حميدة شخصية أستاذ مادة الدراما فى المعهد العالى للفنون المسرحية بطريقة تعتمد على إظهار الانفعال الداخلى وتأثير الصدمة من أفعال لا يتصورها وخاصة من جيل الشباب وعلى رأسهم هند صبرى الممثلة غير الدارسة الواثقة بنفسها جدا.

ردود فعل محمود حميدة وندية هند صبرى الصادمة لصورته عن نفسه وعن الآخرين، على هذه الفكرة البسيطة تدور قصة بسيطة غير متشعبة الخطوط ركز عليها كاتبا السيناريو أحمد الناصر وسامى حسام والمخرجة كاملة أبو ذكرى وتناسوا عامدين أطرافا أخرى لم تحتل مساحة من دراما الفيلم فى محاولة جيدة لا يسود فيها الأشرار الشاشة كما عودتنا الدراما التقليدية.

فالزوجة الخائنة عايدة رياض تكتفى كاملة بإظهار وجهها سارحا فى عدم رضا قبل وبعد العلاقة الخاصة مع زوجها، وفى لقطة أخرى تجلس فى عمق الكادر صامتة بينما نسمع تعليق الزوج الواثق بأنهما وصلا لطرق لشغل الوقت مع عدم وجود أولاد، نشاهد نحن لمحة غير مؤكدة عن عدم رضا الزوجة. الزوج دقيق فى حياته كالساعة وحين يعود الزوج لبيته لأسباب خارجة عن إرادته فى موعد مخالف يسمع صوت الدش ويفاجأ بزوجته عارية تتبادل الحب مع شاب. صدمة شديدة أداها محمود بشكل صامت معبرا بوجهه عن دور مركب، لم يصرخ كما اعتدنا فى أفلامنا فى ظرف كهذا، المشاهد لم يصدم من اكتشافه فهى تتوافق مع المقدمات السابقة التى تجعل المشاهد يتوقع خيانة الزوجة وتكون الصدمة كإفاقة للرجل الصارم تجعله يعيد حساباته كلها فى أسلوب حياته وتعامله مع الآخرين وخاصة طلابه.

وفيما يبدو أنه تحية من مخرجة شابة لجيل الثمانينيات نشاهد محمد خان وطارق التلمسانى بشخصيتهما الحقيقية يصوران فيلما وبعدهما خيرى بشارة الذى يترك مساحة لممثله ليكون على سجيته وهو ما كان يحتاج إليه محمود إذ يخرج عن النص ويرتجل حوارا يشعر به ويعبر عن أزمته الدفينة. هند التى تحدث أستاذ الدراما بثقة وتنتقده بقسوة لا تقع فى غرامه ولكنها وبكل عطاء تقيم معه علاقة صحية ندية تخرجه من أزمته ويساعدها أيضا فى التصالح مع نفسها ومع خطيبها خالد أبو النجا الذى يتقدم أداؤه التمثيلى من فيلم لآخر، تصورت أن تستمر العلاقة بين محمود وهند دون أن يدخل الحب الجنسى بينهما وأتصور أن هذه النقطة قد أخذت مساحة من النقاش بين المخرجة وكاتبى السيناريو.. هل يحبها؟ هل تبادله الحب؟ وانتصرت الثوابت فى النهاية عن مشروعية أن يحب رجل امرأة أصغر منه، وعدم تحبيذ أن تحب فتاة رجلا يكبرها وأن تترك حبيبها الشاب. يدور الفيلم فى أجواء ممثلى المسرح والسينما وتلجأ المخرجة لاقتباسات من فيلم سينما باراديزو وغيره من أفلام غير معروفة لأغلب المشاهدين وهذان نقطتا ضعف فى الفيلم الذى لا تمس تفاصيله عددا كبيرا من الناس، ولم ينجح كاتباه فى تعميم الفكرة حتى لا تصبح مقصورة فقط على أجواء فنانين وخاصة أن عدم تناول الشخصيات الثانوية لطفى لبيب جعل القصة محددة بين محمود وهند ولم يتوحد المشاهد مع أى منهما. رغم الجو العصرى الذى تدور فيه الشخصيات فى ديكورات أجاد بناءها محمد أمين إلا أن أدمغتهم تقليدية ومحافظة وأفكارها قديمة، هذا ما تكشفه كاملة واختيارها لهند صبرى شديد التوفيق لأنها مستوعبة جدا لفكرة حريتها الشخصية وطاردة من ذهنها الفكرة غير المحترمة التى لا تتصور أى علاقة بين رجل وامرأة لا يكون فيها الشيطان ثالثهما. دروس جميلة فى المشاعر وحسن المعاملة، قضية الأجيال ومن يعلم من؟ تناول راقى وتمثيل هادئ، تركيز شديد مع الشخصيات الرئيسية فى الفيلم، اقتصاد شديد فى الاستطرادات وما حول الشخصيات من أجواء، كأغنية روبى التى يسمعها صديق البطل لطفى لبيب التى مرت فى ثواني، وكمشهد تعليم الزوجة لطلبتها دروس الكمان فى أقل من دقيقة، سينما ناضجة تماهت فيها المخرجة مع بطلتها التى تعاملت بثقة وندية مع الأستاذ الأكاديمى بنفس ندية كاملة مع جيل الثمانينيات خان وخيرى والتلمسانى مع احترام شديد.

بدأت كاملة بتقديم محمود كشخصية النمطية لرجل يتحصن بالنظام ليدارى خوفه، يعبس ليدارى ضعفه، حاد كالسيف حتى يختل النظام رغم إرادته فيكتشف خيانة زوجته كنقطة انطلاق للفيلم يقدم فيه مبدعوه الثلاثة مشاهد تخالف كل الأنماط التقليدية فى سينما جيدة وإن كان ينقصها قدر من الخبرة الحياتية التى تجعلها قادرة على التعبير عن نماذج مختلفة عنهم.

أن تنشأ صداقة بين رجل وامرأة ليس دافعها الانجذاب الجنسي، أمر لم يألفه المشاهدون كما لم يألفوا ردود فعل الشخصيات فى مواجهة أحداث درامية تتكرر كثيرا فى كل الأعمال الفنية، وعلى رأسها فعل الخيانة الزوجية والاكتشاف المفاجئ له. فى فيلم ملك وكتابة يؤدى محمود حميدة شخصية أستاذ مادة الدراما فى المعهد العالى للفنون المسرحية بطريقة تعتمد على إظهار الانفعال الداخلى وتأثير الصدمة من أفعال لا يتصورها وخاصة من جيل الشباب وعلى رأسهم هند صبرى الممثلة غير الدارسة الواثقة بنفسها جدا.

ردود فعل محمود حميدة وندية هند صبرى الصادمة لصورته عن نفسه وعن الآخرين، على هذه الفكرة البسيطة تدور قصة بسيطة غير متشعبة الخطوط ركز عليها كاتبا السيناريو أحمد الناصر وسامى حسام والمخرجة كاملة أبو ذكرى وتناسوا عامدين أطرافا أخرى لم تحتل مساحة من دراما الفيلم فى محاولة جيدة لا يسود فيها الأشرار الشاشة كما عودتنا الدراما التقليدية.

فالزوجة الخائنة عايدة رياض تكتفى كاملة بإظهار وجهها سارحا فى عدم رضا قبل وبعد العلاقة الخاصة مع زوجها، وفى لقطة أخرى تجلس فى عمق الكادر صامتة بينما نسمع تعليق الزوج الواثق بأنهما وصلا لطرق لشغل الوقت مع عدم وجود أولاد، نشاهد نحن لمحة غير مؤكدة عن عدم رضا الزوجة. الزوج دقيق فى حياته كالساعة وحين يعود الزوج لبيته لأسباب خارجة عن إرادته فى موعد مخالف يسمع صوت الدش ويفاجأ بزوجته عارية تتبادل الحب مع شاب. صدمة شديدة أداها محمود بشكل صامت معبرا بوجهه عن دور مركب، لم يصرخ كما اعتدنا فى أفلامنا فى ظرف كهذا، المشاهد لم يصدم من اكتشافه فهى تتوافق مع المقدمات السابقة التى تجعل المشاهد يتوقع خيانة الزوجة وتكون الصدمة كإفاقة للرجل الصارم تجعله يعيد حساباته كلها فى أسلوب حياته وتعامله مع الآخرين وخاصة طلابه.

وفيما يبدو أنه تحية من مخرجة شابة لجيل الثمانينيات نشاهد محمد خان وطارق التلمسانى بشخصيتهما الحقيقية يصوران فيلما وبعدهما خيرى بشارة الذى يترك مساحة لممثله ليكون على سجيته وهو ما كان يحتاج إليه محمود إذ يخرج عن النص ويرتجل حوارا يشعر به ويعبر عن أزمته الدفينة. هند التى تحدث أستاذ الدراما بثقة وتنتقده بقسوة لا تقع فى غرامه ولكنها وبكل عطاء تقيم معه علاقة صحية ندية تخرجه من أزمته ويساعدها أيضا فى التصالح مع نفسها ومع خطيبها خالد أبو النجا الذى يتقدم أداؤه التمثيلى من فيلم لآخر، تصورت أن تستمر العلاقة بين محمود وهند دون أن يدخل الحب الجنسى بينهما وأتصور أن هذه النقطة قد أخذت مساحة من النقاش بين المخرجة وكاتبى السيناريو.. هل يحبها؟ هل تبادله الحب؟ وانتصرت الثوابت فى النهاية عن مشروعية أن يحب رجل امرأة أصغر منه، وعدم تحبيذ أن تحب فتاة رجلا يكبرها وأن تترك حبيبها الشاب. يدور الفيلم فى أجواء ممثلى المسرح والسينما وتلجأ المخرجة لاقتباسات من فيلم سينما باراديزو وغيره من أفلام غير معروفة لأغلب المشاهدين وهذان نقطتا ضعف فى الفيلم الذى لا تمس تفاصيله عددا كبيرا من الناس، ولم ينجح كاتباه فى تعميم الفكرة حتى لا تصبح مقصورة فقط على أجواء فنانين وخاصة أن عدم تناول الشخصيات الثانوية لطفى لبيب جعل القصة محددة بين محمود وهند ولم يتوحد المشاهد مع أى منهما. رغم الجو العصرى الذى تدور فيه الشخصيات فى ديكورات أجاد بناءها محمد أمين إلا أن أدمغتهم تقليدية ومحافظة وأفكارها قديمة، هذا ما تكشفه كاملة واختيارها لهند صبرى شديد التوفيق لأنها مستوعبة جدا لفكرة حريتها الشخصية وطاردة من ذهنها الفكرة غير المحترمة التى لا تتصور أى علاقة بين رجل وامرأة لا يكون فيها الشيطان ثالثهما. دروس جميلة فى المشاعر وحسن المعاملة، قضية الأجيال ومن يعلم من؟ تناول راقى وتمثيل هادئ، تركيز شديد مع الشخصيات الرئيسية فى الفيلم، اقتصاد شديد فى الاستطرادات وما حول الشخصيات من أجواء، كأغنية روبى التى يسمعها صديق البطل لطفى لبيب التى مرت فى ثواني، وكمشهد تعليم الزوجة لطلبتها دروس الكمان فى أقل من دقيقة، سينما ناضجة تماهت فيها المخرجة مع بطلتها التى تعاملت بثقة وندية مع الأستاذ الأكاديمى بنفس ندية كاملة مع جيل الثمانينيات خان وخيرى والتلمسانى مع احترام شديد.

بدأت كاملة بتقديم محمود كشخصية النمطية لرجل يتحصن بالنظام ليدارى خوفه، يعبس ليدارى ضعفه، حاد كالسيف حتى يختل النظام رغم إرادته فيكتشف خيانة زوجته كنقطة انطلاق للفيلم يقدم فيه مبدعوه الثلاثة مشاهد تخالف كل الأنماط التقليدية فى سينما جيدة وإن كان ينقصها قدر من الخبرة الحياتية التى تجعلها قادرة على التعبير عن نماذج مختلفة عنهم.

العربي المصرية في 29 يناير 2006

 

حفل توزيع الذهب في 150 دولة:

مبدعون خمس نجوم يخطفون جوائز 'الجولدن جلوب'!   

إعداد : ماريان نبيل 

انطلقت الدورة الثالثة والستين لمهرجان جوائز 'الجولدن جلوب' السنوية والتي توزع علي أفضل الأعمال التليفزيونية، والتليفزيونية والموسيقية في هوليوود، وقد أذاعها التليفزيون الأمريكي وحقق العرض نسبة مشاهدة عالية وصلت إلي 18.7 مليون مشاهد والذي زاد عن العام الماضي بنسبة مليوني مشاهد.. وخلال هذا العام تم اعداد مجموعة من البرامج التي حازت علي نسبة مشاهدة عالية لاتقل عن نسبة مشاهدة جوائز الأوسكار . وأذيع العرض في حوالي 150 دولة. تقوم جوائز الجولدن جلوب علي تصويت حوالي 90 صحفيا واعلاميا يعيشون خارج الولايات المتحدة بالاضافة إلي دعوة 1300 شخص من النخبة الموجودة في هوليوود.

وحصل هذا العام المخرج الكوري 'أنج لي' علي جائزة أفضل اخراج عن فيلمه الاخير 'الجبل المحطم' وهو الفيلم الذي فاز بجائزة أفضل صورة هذا العام ويقوم ببطولة الفيلم جاك جيلنيهيل وهيث ليدجر وتدور أحداثه حول اثنين من رعاة البقر يلتقيان وتنشأ بينهما علاقة محرمة، وقد أثار هذا الفيلم دهشة الأوساط الاعلامية خاصة بعد أن فاز بمثل هذه الجائزة بالاضافة إلي فوز المخرج نفسه بجائزة أحسن اخراج من مهرجان أفلام فينيسيا.

أما اختيار هذا العام من 'الجولدن جلوب' لأفضل ملابس والتي يطلق عليها جائزة الأناقة فاز بها الممثل كلينت إيستوود وجون ترافولتا ودينزل واشنطن وريز ويزرسبون وايما واتسون وتيري تاتشر وفيليسيتي هوفمان. وقد كان النجم جوني ديب مرشحا لجائزة أفضل ممثل عن فيلمه 'تشارلي ومصنع الشيكولاته' ولكنه لم يفز بها.

كما حازت جينا ديفيس علي جائزة 'الجولدن جلوب' لأدائها لدور السيدة الأولي التي تنتخب كرئيسة للولايات المتحدة في الحلقات الدرامية التليفزيونية 'القائدة' حيث فازت بجائزة أفضل ممثلة. ولم تكن جائزة الاخراج هي الجائزة الوحيدة التي حصل عليها 'الجبل المحطم' إنما حصلت أغنية الفيلم علي جائزة 'الجولدن جلوب' والتي تحمل عنوان 'الحب الذي لن ينمو' كما حصد جائزة أفضل سيناريو وأفضل صورة مما يجعله علي قمة جوائز الكرة الذهبية هذا العام. وذلك علي الرغم من أن الفيلم تسبب في إثارة حالة من الجدل العنيف بين النقاد في هوليوود ولاقي بعض الانتقاد من الجمهور خاصة في الولايات المتحدة لدرجة جعلته يعرض فقط في 683 دار عرض وحقق 30 مليون دولار. وأكد المخرج بعد فوزه بالجائزة أنه يشجع قبول الفكر المختلف في الافلام. وان حصول الفيلم علي هذه الجوائز يدفعه بقوة للترشيح لجوائز الأوسكار كما حصل علي جائزة أفضل ممثل 'فيليستي هوفمان' عن أدائه دور رجل يستعد لإجراء عملية جراحية ليتحول إلي سيدة وحاز فيليب سيمور هوفمان علي جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم 'الغطاء'.

وقد فازت حلقات 'زوجات بائسات' بجائزة أفضل موسيقي لعمل كوميدي.. وقد تفوقت النجمة ماري لويس باركر علي نجمات 'زوجات بائسات' بفوزها بجائزة أفضل ممثلة كوميدية في حلقات' 'ويدز' التي فازت بها العام الماضي تيري فاتشر.

كما فاز فيلم 'السير علي الطريق' للنجم يواكين فونكس بجائزة أفضل فيلم موسيقي كوميدي والذي شاركت في بطولته النجمة ريز ويزرسبون وفاز 'يواكين وريز' بجائزة أفضل ممثل عن فيلم موسيقي وهو فيلم يجسد قصة حياة أسطورة الموسيقي الراحل جون كاش وصراعه من أجل الوصول إلي القمة وقامت ريزويزرسبون بدور زوجة جون كارتر وقد أشاد بدورها النقاد وعلق النجم يواكين فونكس عقب فوزه بالجائزة قائلا أنه لايستطيع أن يصدق فوزه بهذه الجائزة في فيلم موسيقي خاصة أنه قام بأداء الأغاني بينما قالت 'ريزويزرسبون' ان هذا الفيلم كان مهما للغاية بالنسبة لها لأنه قدم اداء مستوحي من حياة النجم جون كارتر والتي نشأت علي أغنياته التي تعني بالنسبة لها الكثير. وعلي الرغم من ترشيح النجم جورج كلوني لجائزة أفضل اخراج عن فيلمه 'طاب مساؤك وحظ سعيد' فقد فاز بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم سيريانا وهو فيلم للمخرج ستيفان جيجان وتدور أحداثه في منطقة الشرق الأوسط حيث الصراع علي البترول وترعرع الارهاب وهو فيلم سياسي من الدرجة الأولي ويشارك في بطولته 'مات ديمون'، وأماندا بيت ومجموعة من الممثلين من دول عربية مختلفة، ويقوم جورج كلوني في الفيلم بدور عميل المخابرات الأمريكية وقد شكر كلوني المخرج ستيفن جيجان علي الأسئلة والقضايا التي طرحها في فيلم 'سيريانا'.

أما النجمة ريتشال فايتز فقد حازت علي جائزة أفضل ممثلة مساعدة في فيلم 'البستاني المثابر' مع النجم رالف فينس وتدور أحداث الفيلم حول ناشطة لحقوق الانسان في احدي الدول الافريقية تتعرض للاغتيال بعد أن كشفت فضيحة لاحدي شركات الادوية العالمية وتتمثل في اجراء التجارب علي الافارقة ويقوم زوجها 'رالف فينس' بمحاولة الوصول للقاتل وقالت ريتشل فايتس بعد فوزها بالجائزة: أنها تشاركها مع رالف الذي قام بدور غاية في الروعة وحاز الممثل ستيف كارل علي جائزة أفضل ممثل كوميدي في التليفزيون الامريكي كما فاز الفيلم الفلسطيني 'الجنة الآن' بجائزة أفضل فيلم أجنبي والذي تدور أحداثه حول صديقين عربيين يخططان لاجراء عملية انتحارية في اسرائيل من اخراج هاني ابواسعد الذي تسلم الجائزة كما فاز بجائزة أفضل ممثل للحلقات الدرامية التليفزيونية 'هيولوري' في حلقات 'المنزل' وفاز جوناثان رايز ماير بجائزة أفضل ممثل عن فيلم قصير بعنوان 'إلفيس' قام من خلاله بأداء شخصية المطرب الفيس بريسلي وفازت ابيثا موكرسون بجائزة أفضل مممثلة عن فيلم قصير جسدت خلاله شخصية صاحبة منزل في حلقات 'لاكاوانا بلوز' وتعتبر جوائز الجولدن جلوب في بعض الأحيان مؤتمرا علي الفوز بالأوسكار فمنذ عامين فاز شون بن وتشارليز ثيرون وتيم روبنز ورينيه زيلويجر بجوائز الكرة الذهبية وفازوا أيضا بعد ذلك بالأوسكار. ولكن في بعض الأحيان لاتكون الكرة الذهبية مؤشرا للأوسكار فقد حاز العام الماضي فيلم 'الطيار' علي جائزة الجولدن جلوب بينما لم يحصل علي الأوسكار مما أصاب بطله النجم ليوناردو دي كابريو بخيبة أمل كبيرة نتيجة عدم فوزه بالأوسكار.

وكانت النجمة الصينية 'رانج زي' مرشحة لأفضل أداء للفوز بالجولدن جلوب في فيلم 'مذكرات فتاة الجيشا' ولكنها لم تفز بهذه الجائزة.

وفازت الممثلة 'ساندرا أوه' بجائزة أفضل أداء لممثلة مساعدة في الحلقات التليفزيونية 'التشريح الرمادي'.

أما النجم الكبير 'أنطوني هوبكنز' فقد حصل علي جائزة عن مجمل أعماله الفنية لمساهمته في إثراء عالم الفن، وقد كانت النجمة تشارليز ثيرون مرشحة للفوز بجائزة أفضل أداء عن دورها في فيلم 'الدولة الشمالية' وشارك في حضور الحفل كيرا نايتلي وجونيث بالترو وسكارليت جوهانسون التي كانت مرشحة للفوز بأفضل دور لممثلة مساعدة عن فيلم 'نقطة الإلتقاء'.

كما فاز المسلسل التشويقي الشهير 'لوست' بجائزة أفضل مسلسل تليفزيوني والذي تدور أحداث عن طائرة سقطت بركابها فوق جزيرة مهجورة ليواجهون هناك مصيرا وتقع بينهم مصادمات ومغامرات عديدة وبعد انتهاء الحفل انتقل الفائزون بالجوائز إلي عشاء خاص أقاموا للاحتفال بعيدا عن الجو الرسمي فاستبدلوا ملابسهم واصطحبوا اصدقاءهم وكان من نجوم الحفل بينلوب كروز وتشارلز ثيرون جونيث بالترو حيث تألقوا بملابس مبهرة أثارت انتباه الجميع من تصميم أشهر مصممي الأزياء في العالم حيث تعد هذه المناسبات فرصة للتباري والمنافسة في ظهور أجمل الفساتين.

أخبار النجوم في 28 يناير 2006

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك