في زمن التتمات والنسخ الثانية البغيضة، وتدني مستوى الذوق لدى بعض المخرجين، بات من النادر ان نشاهد فيلماً يملك من البلاغة والانسيابية وحسن السلوك في تعاطيه مع الاحساس الفني، ما يملكه "طعم البطيخ" لتساي مينغ – ليانغ، بتحرره من آليات الخلق المعتمدة عموماً، وارتقائه الى طبقات عالية في فن التشكيل والسرد والاخراج، راسماً وجهاً جديداً لسينما تلد من الحاجة الى تفجير كل ما يخزنه السينمائي في داخله من هوس نفسي وسينمائي وجنسي. ليس "طعم البطيخ" لتساي مينغ – ليانغ ("النهر"، "وداعا دراغون ان"، "وهناك كم الساعة؟")، فيلما يسهل تناوله في تحليلات نقدية في اعمدة الصحف. انه من الاعمال التي تكشف لنا مدى صعوبة ان نترجم تجربة بصرية الى ما هو شفهي او مكتوب. لا يبخل بلقطات "ساخنة" وشبه بورنوغرافية، لكنه بانوراما متتالية من اللوحات السوريالية والعابقة بألوان الـ"تكنيكولور" التي تعيدنا الى سينما الخمسينات، وتلهم الشريط ليس بمناخها الصوري وحسب، انما بميلها الى الاستعراض والرقص والغناء. الحجة التي ينطلق منها المخرج لانجاز عمله، فيها شيء من جنون العباقرة. جنونه هذا ليس له مثيل الا عند فلليني او تاتي ربما. جنون يجعل كل شيء مادة للسخرية والتهكم. وعبقرية تمنحه اجازة مرور الى تلك المدينة التايوانية التي تشكو من النشاف: لا مياه تروي عطش سكان المدينة المنكوبة، فيضطرون الى سرقة مياه المراحيض العامة والاستعانة (تمسكوا جيدا!) بعصير البطيخ. ورغم كميات العصير المستخدمة، لا شيء يحدّ من العطش الجنسي الذي يصوّره مينغ – ليانغ كما لا احد. خلف رغبته في تحويل الجنس مادة كغيرها من المواد، وتقريبه الى الناس، أنه يجعل البورنوغرافيا شأنا عاما، موضوعا سهلا، مباحا، ويزيل العقد التي تلتصق بها. لكن مثل هذا الطموح، في هذا الشريط المبهر على مدى ساعة و55 دقيقة، لم يكن لينجح من دون ممثلين يجسدون رؤية صاحب العمل على الشاشة. ولأن مينغ – ليانغ من الذين يبقون اوفياء لمعاونيهم، وضع مصير العمل في أيدي ممثليه الاثنين المفضلين، لي كانغ – شينغ وشين شيانغ – شي اللذين منحا الفيلم، بل ايضا اهل الفن الدراماتيكي، درسا في نهج تمثيلي لا يقف عند حدود الحياة الباردة والمصطنعة، إنما يتخطى المحرمات موظفا الجسد والفكر والذات في سبيل الدور. "النهار" التقت كانغ – شينغ وشيانغ - شي في حوار من شأنه الاضاءة على اسلوب مينغ - ليانغ في ادارة ممثليه، هذا السينمائي الكبير الآتي من تايوان والذي يكاد ان يتحول (مثل الآسيوي الآخر سياو - سيين) ظاهرة في فرنسا خصوصا، والعالم الغربي عموما. · كيف بدأت العمل في السينما؟ - شيانغ – شي: بعدما تابعت دروسا في المسرح في تايوان، لعبت ادوارا عدة تحت ادارة المخرج ادوارد يانغ، ثم ذهبت الى الولايات المتحدة الاميركية لمتابعة اختصاصي، ولما عدت الى تايوان التقيت بتساي مينغ – ليانغ، وبدأنا العمل معا، ونتجت من هذا التعاون افلام عدة آخرها "طعم البطيخ". · هل كان العمل تحت ادارة يانغ مختلفا من العمل مع مينغ – ليانغ؟ - شيانغ – شي: يانغ مخرج متطلب وصارم ودقيق الى اقصى درجات الدقة. يرغب دوما في المضي بالعمل على وجه السرعة. واذا لم تستجب شروطه، تشعر أنه يتخلى عنك. لديه عالمه السينمائي الخاص، وكممثلين، عندما ندخل هذا العالم، نشعر أننا أشخاص رقميون او ميكانيكيون. · ماذا عن انطلاقتك السينمائية؟ - كانغ – شينغ: تساي مينغ ليانغ هو الذي عثر عليَّ في الشارع قبل 14 عاما! فكانت بداية تعاون مثمر، اذ لعبت في افلامه الثمانية التي اخرجها حتى الآن. في غضون ذلك، مثلت ادوارا عدة تحت ادارة مخرجين تايوانيين آخرين، والآن، انا في صدد اخراج فيلمي الاول الذي احضّره منذ نحو سنتين. · اعطيتما الكثير من ذاتكما في الفيلم... كيف ولدت هذه الثقة العمياء بينكما وبين المخرج؟ - شيانغ شي: اعمل مع تساي منذ العام 1996، كان لي دور صغير في "النهر"، ومذاك اقتربنا أحدنا من الآخر كثيرا، وتخطت علاقتنا حدود الزمالة، فهو يتصل بنا باستمرار، حتى عندما لا نكون في مرحلة تصوير فيلم، ليأخذ رأينا في موضوعات شتى، ولمناقشتنا في المشاريع. يسعني القول ان لتساي ارتباطا في غاية الاهمية بممثليه، فنحن نشكل معا عائلة صغيرة. اذاً، لم تكن الثقة وليدة اليوم، بل هي صنيعة الزمن. من البديهي ان نمنحه الآن الثقة الكاملة، كوننا نشعر أنه يحمينا. · لولا تلك الثقة لما ذهبتما ربما في التعري الى هذا الحد، احساسا وجسدا... - شيانغ – شي: بالنسبة اليّ من الضروري جدا ان يكون هناك علاقة قوية بين المخرج والممثل، وهذا يساعد الطرفان في الابتكار والخلق، ويهيئهما للدخول في مساحات مجهولة وغامضة. - كانغ – شينغ: اتفق مع شين في كل ما قالته. مثلت شخصيات عدة في ادارة مخرجين آخرين، صحيح ان الأداء يخرج في بعض الاحيان من صميم روحنا، لكن يتبدى ان ذلك ليس ما يهمهم. في بعض الأحيان، تذهب ابعد مما يطلبه منك المخرج، لكن يظهر فجأة انه يكتفي بأقل ما يستخرجه منك. عندما نعمل مع مخرجين لا نعرفهم جيدا، لا نشعر اننا نمضي الى الامام ونتطور ونبلور طاقاتنا وتقنياتنا التمثيلية. وهم في المقابل لا يبادلوننا هذه الثقة لنمنحهم افضل اداء ممكن. في حين ان المخرج الذي يأخذنا في الراحات يعلم الى اين نحن قادرون على الذهاب برغباتنا التمثيلية، وقد نعطيه افضل ما نملكه. · هل كانت لكما الكلمة الفصل في بعض مراحل التطوير؟ - شيانغ – شي: تساي يعلق الكثير من الاهمية على ما قد يشعر به الممثل ازاء الدور او الشخصية. لذا تراه مستمعا الينا عندما نعطيه موقفنا من خيار سينمائي معين. - كانغ – شينغ: تساي يعتبرنا شركاء له في عملية الابتكار الفني، لذا من الطبيعي ان نتشارك على الارض للتشديد على اسلوبه السينمائي القائم على التعددية والتعاون. · ما كانت ردة فعلكما عندما شاهدتما نفسيكما على الشاشة؟ - شيانغ – شي: تابعت عملية التوليف عن كثب، لكني لا اذكر جيدا انطباعي الاول عندما شاهدت نفسي، ولأني ايضا على مسافة قريبة من الموضوع. في المقابل، لا استطيع ان انسى العرض الذي جرى في "مهرجان برلين السينمائي"، اذ كنت شديدة الانفعال عندما رأيت الفيلم في حضور مشاهدين اتوا من كل حدب وصوب. نشأ لديَّ احساس بأننا قبالة ولادة طفل من رحم فريق عمل كامل ومتكامل. طبعا، اجتزنا مراحل صعبة، لكن الكل كان يعطي من قلبه لبلوغ النتيجة المرجوة. - كانغ – شينغ: كانت لدينا اقتراحات مونتاجية عدة في ما يتعلق بختام القصة. تساي بنفسه تردد كثيرا قبل اعتماد النهاية التي نراها في الفيلم: كان يريد نهاية عادلة وصادقة وقوية في الحين نفسه. عقدنا جلسات نقاش عدة قبل ان يتم اختيار النهاية المعتمدة، واعتقد ان نسخة المونتاج الاخيرة ترضينا جميعا لأنها تملك تأثيراً قويا على المشاهد، لا يتوقعه المرء في هذا النوع من الافلام. هل انتما مرتاحان للصورة التي رسمها الفيلم عنكما؟ - شيانغ – شي: بالطبع. اللحظات القوية والصادقة هي التي تهيىء النقاش حول نتاج سينمائي ما. وهذا يصبح نادراً يوما بعد يوم. يدعو الفيلم لتساؤلات عدة حول حياتنا ومجتمعاتنا، لذا من الجيد ان يثير ردود فعل، ونحن نرحب بها مهما تكن طبيعتها. - كانغ – شينغ: اثارة مثل هذه المشاعر لدى الجمهور هي في الواقع ما نرمي اليه، فالسينما فن اصيل قبل اي شيء آخر، من هنا فان طرح التساؤلات على الناس يصبح مشروعا. · هل كان مينغ – ليانغ دقيقا في تعليماته؟ - شيانغ – شي: تساي لا يقول لنا ما يجب ان نفعله! يعرف جيدا ان ذلك سيضعنا في وضع لا نرتاح اليه. عموما، يقترح علينا جو القصة ويصف لنا الموقف بامكاناتنا الخاصة وبسلوكنا الطبيعي. ويراد من هذه التقنية ان يعيش الممثل "الحالة" كما لو كان يعيشها في الحياة الطبيعية. واذا رأى ان ثمة امرا لا يريحنا، يسارع الى منحنا معلومات اضافية كي نذهب في الاتجاه المعاكس، لكن التعليمات الدقيقة المتعلقة بحركة الجسد مثلا لم نختبرها مع تساي. - كانغ – شينغ: عموما، كان تساي يضعنا في اطار محدد، ولكن منذ لحظة دخولنا في الكادر، كان يتوجب علينا اقتراح مسالك ومنافذ مختلفة. · هل ساعدتكما هذه الحرية، إن على مستوى الاخراج او التمثيل، في الابتكار على نحو افضل؟ - شيانغ – شي: هذا الهامش من الحرية كان ضروريا، لأن الممثلين هنا ليسوا مجرد دمى في مسرح المخرج، بل على العكس، كنا متروكين لمصيرنا وكان علينا ان نتدبر امرنا ونبتكر بما نملكه من حلول. · هل كان ثمة سعي من جانبكما لكسر صورة الممثل الآسيوي المتحفظ والخجول، والظهور في اسلوب ونمط يعكسان المفاهيم السينمائية الخاصة بالممثل في تايوان؟ - شيانغ – شي: يتوقف الامر على ما تعنيه بـ"صورة الممثل الآسيوي"، لكن تستطيع القول اننا ننتمي الى جيل جديد من الممثلين في السينما الآسيوية. - كانغ – شينغ: يصعب عليّ التصنيف على هذا النحو. لكن الاكيد اننا لسنا تقليديين ولم نلجأ الى تقنية كلاسيكية، وفي المقابل لسنا رواد حركة فنية جديدة. النهار اللبنانية في 20 يناير 2006 |
فريد شوقي ملك الترسو في عام ،1953 ظهر فريد شوقي على الشاشة، في سبعة عشر فيلما، كان فيها جميعا، الرجل الشرير، صاحب المكائد، ومرتكب الجرائم، حتى في فيلمه الشهير ''حميدو'' الذي سجله كواحد من أهم نجوم السينما في مصر· هذا نوع الأدوار التي تخصص فيها الممثل في بداياته، سواء قام بالأدوار الثانوية، أو بأدوار البطولة، فمع أفلامه الأولى في عام ،1947 طلع علينا فريد، بصلعة ملحوظة ضمن عصابة كثيرة العدد، عليها مهام إجرامية محددة، ولم يتعد دور الممثل سوى بضع كلمات صغيرة، وسط عصابة تولى رئاستها استيفان روستي في فيلمي ''عنبر''، و''قلبي دليلي''، ومن الواضح أن أنور وجدي هو الذي منحه هذه الأدوار كمخرج، وهو الذي منحه فيما بعد فرصا أكبر في التمثيل، فقد جعله ندا له في عام 1948 في فيلم ''طلاق سعاد هانم''، وقام فريد شوقي بتجسيده فيما بعد، في فيلم ''جوز مراتي'' لنيازي مصطفى عام ،1961 وفيه قام فريد بأداء دور الزوج المحلل· في السنوات الأولى من حياته الفنية، لم تبد على سماته التي عرفناها ابتداء من ''الأسطى حسن'' البطولة المطلقة الأولى له، لذا فإننا سوف نؤجل الحديث عن سماته على بداياته النجومية، فهو في قرابة خمسين فيلما، رجل العصابات، أو الوغد الذي يوقع ببنات الأسر الراقية، ورجل العصابات هنا يعني أنه مجرد شخص وسط عصابة، أي أقرب إلى الكومبارس، ويكفي أن نقول انه كان يتساوى بعبد المنعم إسماعيل، مثلما حدث في ''غزل البنات''، و''ليلة العيد'' عام ،1949 ثم في ''أمير الانتقام'' عام ،1950 وفي العام نفسه جسد دور المخرج السينمائي الذي يغرر بالنجمات الجديدات، الراغبات في الشهرة، في فيلم ''بابا أمين'' ليوسف شاهين· ''فتوة الحتة'' ويكفي أن نقول انه جسد دور الشرير ثلاثا وعشرين مرة في عام ،1951 ،1950 أما عام 1952 فقد قام فيه بدور أحد رجال ''النمر'' في الفيلم الذي أخرجه حسين فوزي، كما قام بدور ''فتوة الحتة''، وفيلم ''الإيمان'' لأحمد بدرخان، والطريف أن هذا هو الفيلم الذي قام فيه فريد شوقي بدور الشرير· أما محمود المليجي، فهو الخير الذي يتصدى للشاب الذي حاول الاعتداء علي ابنة أخيه· وفي فيلم ''زينب'' لمحمد كريم في عام 1952 أيضا، فإن فريد شوقي قام بدور حسن، والواضح أنه قد ارتبط باسم حسن في أفلام عديدة مثل '''الأسطى حسن''، وفي حسن ''أبوحديد''، وحسن في فيلم ''زينب''·في تلك السنة، بدأت ملامح فريد شوقي تظهر بشكل جلي، عملاق طويل، مليء بالشباب، والحيوية، خفيف الشعر، عريض المنكبين، يليق في ادوار ابن البلد، كما أنه في أغلب الأحيان صنايعي، أو حرفي، لم يحدث له قط أن جسد أيا من الأدوار العاطفية، حتى هذه الأدوار القليلة التي جسدها، فكان فيها، إما وغدا·· أو سوقيا، مثلما حدث في ''المجد''، أو ''خطف مراتي''· أو ''مجرم في إجازة''· وهذه السمات جعلت منه ممثل الحركة الأول في السينما المصرية، ولو لفترة طويلة، حدث ذلك وهو يقوم بأدوار الإجرام في عشرات الأفلام الأولى التي مثلها في بداية حياته، لكن لاشك أن دور الأسطى حسن هو الفيصل في حياته الفنية، صحيح أنه سوف يظل يؤدي دور المجرم، الوغد، الذي يوقع بالنساء في أفلام كثيرة، طوال ثلاث سنوات منذ عام ،1953 وحتى عام ،1955 باعتبار أنه سيتوج مكانته في أحسن حالاتها في الفيلمين اللذين قام ببطولتهما عام 1956 وهما ''النمرود''، و''رصيف نمرة خمسة''· دور الأعور بعد ''الأسطى حسن''، أسند إليه صلاح أبوسيف دور الأعور في فيلمه ''ريا وسكينة'' عام ·1953 كما أشرنا في البداية فإن فريد شوقي عمل في 17 فيلما عام ،1953 كان في أغلب هذه الأدوار، الشرير الذي يوقع بالنساء، ويبتز أموالهن، مثل ''ظلموني الحبايب''، و''تاجر الفضايح''· العلامة الثانية العلامة الثانية في هذه السنوات في تاريخ الممثل، والتي وضعته في مصاف العمالقة، هو دوره في فيلم ''حميدو'' لنيازي مصطفى، الذي منح فيما بعد أفضل أدواره وأكثرها شعبية، لكن مثلما كان الأسطى حسن وغدا، ومتمردا على أسرته، كان حميدو أيضا، وقد قام فريد شوقي هنا أيضا بكتابة القصة السينمائية، وأسند كتابة السيناريو إلى السيد بدير، بالإضافة إلى المخرج، مما يعني أن فريد شوقي قرأ ملامحه بشكل جيد، وصنع من أجل نفسه دور حميدو، الصياد الخارج على القانون والذي يتحول إلى مهرب مخدرات، يخدع الجميع، بمن فيهم الغجرية التي سلمت شرفها، فيقتلها، ويقذف بها في البحر، إنه شاب مليء بالطموح القاتل، محاولا الهرب من الفقر، وينضم إلى إحدى عصابات التهريب· فريد شوقي وضع لنفسه شخصية حميدو التي لا تعرف التوبة، ولكنه يموت في النهاية، ورغم أن هذه الشخصية الرئيسية خارجة عن القانون، فإنها صنعت نجومية ملحوظة للممثل، الذي صار يمضي قدما، ويمشي في الطريق نفسه الذي سار عليه أنور وجدي، والذي بدأ أيضا حياته بأدوار الشرير، والوغد، ثم صار يقوم بأعمال رجل القانون· وقد كان هذا الفيلم، هو أول عمل من سلسلة طويلة قام فيها بالصراع ضد الشخصية التي يجسدها محمود المليجي· في عام 1954 جسد دور الشرير، القاتل في أكثر من فيلم ''شيئا فشيئا''، ومع رحيل أنور وجدي، وخلو ساحة الممثلين الذين يؤدون دور الاخيار، بدأت أدوار فريد شوقي تتغير بشكل ملحوظ، ليصبح الممثل المتعدد الأسماء، مثل ''وحش الشاشة''، و''الملك'' و''ملك الترسو''، لكنه لم يتخل عن دور الخارج عن القانون من فيلم لآخر، ومن جديد، رسم لنفسه شخصية ''سلطان'' في فيلم ''جعلوني مجرما''، وهذا النوع من الشخصيات يجد التعاطف الشديد من المتفرج، فهم ضحايا بلا سبب، يدفعون ثمنا لم يقترفونه، خاصة أننا نشاهد سلطان منذ طفولته، يحاول أن يسلك الطريق المستقيم، لكن رياح الحياة من حوله تدفعه المرة تلو المرة نحو أن يكون مجرما· وفي العام نفسه، ،1854 جسد فريد شوقي أول حكاية من فتوات نجيب محفوظ التي كتبها أول الأمر في السينما، ثم حولها إلى روايات من أشهرها ''أولاد حارتنا''، فهنا الصراع بين الأقوياء، وفي 13 فيلما في العام الذي يليه، توقف تماما عن العمل في عام ،1955 وبدا أن عليه أن يختار هويته الجديدة في عام ،1956 وأن يكون هو بطل الشاشة الجديد الذي يسد فراغ أنور وجدي، فقدم في عام 1956 فيلمين فقط، وضعاه في مكانة على الخريطة كما يريد، وهما ''رصيف نمرة خمسة'' لنيازي مصطفى، ثم ''النمرود'' لعاطف سالم، ولن نشعر بالدهشة إذا عرفنا أن فريد شوقي هو الذي كتب القصة، وأنه حاول الاستفادة من نجاحه الأول، وقد نجح الفيلم الذي كتب له السيناريو أربعة أشحاص منهم الممثل، والمخرج، بالإضافة إلى محمود صبحي ونجيب محفوظ، أما سيد بدير فقد اكتفى بكتابة الحوار· الإتحاد الإماراتية في 20 يناير 2006 |
"طـعـم الـبــطــيــخ" لـتــســاي مـــيـنـغ – لــيــانــغ عــلى لـســـان المــمـثــلَــيــن: المخــرج يــرفـــعــــنــا عـلى الـراحـــات لنــصـــنـع مـصـــيـرنــا بــأيـــديـــنــا جيرار سليمان |