شكل التاريخ دوماً نبراساً يستنير به المبدعون الفنانون ومعيناً لا ينضب يستلهمون منه أعمالهم الفنية المخلدة لهم وللفترات أو الأحداث التاريخية المعالجة. والسينما من أكثر المجالات الإبداعية استلهاماً لقصص أفلامها من التاريخ الإنساني العام ومن الموروث الحضاري والتاريخي الخاص بكل بلد من البلدان. هكذا رأينا كيف نهلت السينما الأميركية مثلاً من تاريخ الهنود الحمر وصراعهم المرير للحفاظ على أراضيهم وعلى هويتهم ولو بكثير من التطويع والتحامل المسيء الى حضارتهم وخصوصيتهم الثقافية والحضارية، وكيف استلهمت السينما نفسها من تاريخها المعاصر قصصاً خلّدت أفلامها كتلك المتعلقة بالصيرورة النضالية لتثبيت الحقوق المدنية للزنوج أو حادثة اغتيال كينيدي بخلفياتها وتداعياتها أو استقالة نيكسون وغيرها من الوقائع والأحداث التي كرستها السينما قصصاً خالدة لن يمحيها الزمن مهما طال. ورأينا كيف استغلت السينما الفرنسية تاريخ ثورتها من كل الأوجه والنواحي، وكيف تطرقت السينما الاسبانية الى مراحل حكم فرانكو أو الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في ثلاثينات القرن الماضي، وكيف أصبح التاريخ المصري ورموزه في متناول المتفرج العادي من دون حاجة إلى الدراسة والبحث المضنيين. ولا ننسى التجربة السينمائية الجزائرية التي جعلت من الفترة الاستعمارية وما تلاها من ثورة على المعمرين احد من أهم المواضيع التي تناولتها الأفلام المحلية بكثير من النجاح والتميز. ألم يصبح شيخ الجهاد في ليبيا عمر المختار مرتبطاً في الذاكرة الجماعية لجمهور السينما بوجه الممثل العالمي أنطوني كوين؟ ألم يرتبط المجاهد حمزة بن عبدالمطلب بوجه الممثل المصري عبدالله غيث؟ ألم يصبح الممثل أحمد زكي تمثلاً حياً للرئيس جمال عبدالناصر وهو الذي لا يخفى وجهه عن الناس؟ والأمثلة في هذا المجال كثيرة ومتعددة أظهرت كيف يمكن السينما التأثير فعلياً في الذاكرة الجماعية للأفراد والمجتمعات، بل في الحقائق التاريخية التي تتمكن من تطويعها وإعادة إنتاجها بما يخدم الهواجس الإيديولوجية للحاضر والمستقبل أيضاً. تاريخ مجيد وفي المغرب درّسنا معلمونا وأساتذتنا أن التاريخ المغربي مجيد بقديمه ومعاصره ببعديه الامازيغي والعربي من الإمبراطورية الامازيغية إلى الدولة الادريسية والموحدية والمرينية والعلوية وما عرفته من مرحلة مقاومة للاستعمار بكل أشكاله من الرومان إلى الوندال والبرتغاليين والعثمانيين والفرنسيين وغيرهم. المغرب غني بتاريخه الحافل بالصراعات والثورات والفتوحات والغزوات، لكنه تاريخ سائر في الاندثار في غياب فعل توثيقي حقيقي يقيه رفوف النسيان والتناسي. أليست ملحمة مقاومة الاستعمار الفرنسي بوقائعها البطولية ورجالها بدءاً بالسلطان محمد الخامس مروراً بقادة جيش التحرير وبالزرقطوني والرداني ورجال الحركة الوطنية السياسية مجالاً خصباً للبحث والتنقيب الفنيين؟ أليست ملحمة المسيرة الخضراء حدثاً تاريخياً يستحق التناول سينمائياً ودرامياً بكل الإسهاب الموازي لعظمة الفعل ذاته وعبقريته؟ تلك أسئلة من أخرى استلزم طرحها على ممتهني حرف الكتابة والإخراج والتمثيل على المستوى الوطني الذين انغلقوا لسنين في دائرة مواضيع مستهلكة ونمطية لا تخرج عن دائرة استبلاد المتفرج وتفقير وعيه السياسي بماضيه المملوء بالدروس والعبر لمن أراد الاعتبار. صرفت السينما المغربية وقتاً وجهداً كبيرين في إعادة إنتاج نفسها ومواضيعها مستبعدة تاريخ المقاومة والكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي من دائرة اهتماماتها إلا في حالات نادرة لا يمكنها بأي حال من الأحوال تكسير قاعدة التهميش تلك. المحاولات المعنية ظلت أيضاً محتشمة في الإعلان عن نفسها وفي الخوض في شكل جدي في سبر أغوار المرحلة الاستعمارية في المغرب وما وازاها من صراع مرير من أجل التحرير. فالبحث في المتن الفيلمي المغربي لما بعد الاستقلال يحيل على فقر مدقع في الأشرطة التي اتخذت من المقاومة المغربية موضوعاً رئيسياً لأحداثها باستثناء أفلام جعلت من الموضوع خلفية رئيسة لحكاياتها من قبيل «بامو» (1983) لإدريس المريني، «نهيق الروح» (1984) لنبيل لحلو، «المقاوم المجهول» (1995) للعربي، «أوشتام» (1997) لمحمد إسماعيل، «أصدقاء الأمس» (1998) لحسن بنجلون، «عطش» (2000) لسعد الشرايبي و «نظرة» (2005) لنور الدين الخماري. وبالوقوف على هذه النماذج الوحيدة من مجموع ما أنتجه المغرب سينمائياً على طول خمسين سنة من استقلاله، نجد أن بعضها اتخذ من المقاومة مجرد ذريعة لبنائه الحكائي من دون الخوض في عمق الموضوع ومحاولة استثماره سينمائياً بما يؤسس لتوجه فني يستلهم التاريخ المغربي المعاصر ويؤرخ لأحداثه الكبرى. ففي «بامو» الذي أدى أدواره الرئيسة كل من بديعة ريان ومحمد حسن الجندي ومحمد الحبشي والعربي الدغمي، طغت قصة حب البطلين على مجمل الأحداث على حساب الفترة الزمنية المعالجة. في حين ظلت محاولات نبيل لحلو في «نهيق الروح» عاجزة عن الإلمام بثنايا الموضوع والغوص جدياً في معالجته وتقديمه في قالب فني فرجوي يستهدف عموم الجمهور. أما في «أوشتام» فقد كان التناول قاصراً ومفتقراً الى النظرة الفنية المبدعة القادرة على النفاذ إلى جوهر الصراع بين القوى الوطنية وجبروت الاستعمار وأزلامه من الخونة المتعاونين ضداً على مصلحة العباد والبلاد، حيث ظلت القصة خطية تكاد لا تلامس موضوع المقاومة حتى تتخلى عنه لمصلحة خطوط درامية أخرى بدت أقل أهمية وإثارة للحس الإبداعي والتخييلي لأصحاب العمل. وتلك ملاحظة تسري على شريطي «المقاوم المجهول» و «أصدقاء الأمس» حيث ضاعت الحكاية في دروب تسطيحية أفقدت الخلفية الأساسية قوتها وجعلت الصراع الدرامي يسقط في دوامة الاجترار بفعل غياب بحث توثيقي للمرحلة المعالجة أو هم حقيقي لاستقراء معطيات ذاك الزمان وربطها بالواقع الحاضر على أمل الخروج بدروس وعبر تجعل الماضي منطلقاً لفهم الحاضر والسعي الى بناء المستقبل. فظاعات المحتلين ومع بداية الألفية الثالثة طالعنا سعد الشرايبي بمحاولة سينمائية سعت للعودة إلى جذور الصراع مع المحتلين في إحدى مناطق الجنوب المغربي. لكن إصرار الشرايبي على تقديم صورة مشرقة لممثلي الاحتلال وإضفاء لمسة إنسانية حنونة عليهم أظهر بما لا يدع مجالاً للشك الجهل الواضح لسينمائيينا بالخلفيات التاريخية وحقائق الصدام التي طبعت علاقة السكان المحليين بقوى الاستعمار. جهل ما كان له إلا أن يؤثر سلباً في القيمة الفنية والتاريخية لـ «عطش» الذي لم يتمكن من إظماء عطشنا لمحاولة حقيقية تتخذ من المرحلة الاستعمارية إطاراً حكائياً عاماً موسوماً بالعمق المفترض في معالجة التاريخ واستنباط خفايا أحداثه. خمس سنوات بعد ذلك يقرر نور الدين الخماري المغامرة في باكورة أفلامه الروائية بالخوض في الأيام الأخيرة للاحتلال الفرنسي ببلادنا عبر حكاية معاصرة تروم العودة إلى سنوات الصراع في ارتباط وثيق مع ما يشهده المجتمع المغربي المعاصر من تحولات تحضر فيها فرنسا/ المستعمر القديم بكل ثقلها. وعلى رغم نجاح المخرج في تصوير فظاعات المحتلين سنوات الخمسينات، فإن الإطار العام الذي أطّر الأحداث أسقطه في فخ البحث عن الغفران لذاك المستعمر التائب والنادم على ما اقترفته أيادي مجايليه وزملائه في حق الشعب المغربي الأعزل في شكل جعل المعالجة مجرد نظرة «برانية» مفتقرة الى العين الناقذة العارفة ببواطن الأمور والساعية لإعادة الاعتبار الى المقاومة ورجالها، إذ تميز الفيلم باستسهال كبير للجرم الذي ارتكبته فرنسا الاستعمارية في حق من حملوا السلاح في وجه قواتها المحتلة دفاعاً عن حرمة الأراضي وكرامة الأهل والأبناء. أضحى أكيداً أن البحث في التاريخ المغربي المعاصر، خصوصاً مرحلة الكفاح الوطني على المستويين العسكري والسياسي، أصبح من المشاريع الثقافية والسينمائية الكبرى التي وجب الالتفات إليها حفظاً للذاكرة وصيانة للتراث النضالي. الحياة اللبنانية في 20 يناير 2006
فيلم جديد ليسري نصر الله بعد «باب الشمس»...
القاهرة - حامد حماد في تكتم شديد يعكف المخرج يسري نصر الله حالياً على اختيار ابطال فيلمه الجديد «جنينة الاسماك»، الذي من المتوقع ان يبدأ تصويره خلال الاسابيع المقبلة، خصوصاً انه انتهى خلال الايام الماضية من معاينة أماكن تصوير الفيلم في القاهرة والبحر الاحمر. وعن مضمون الفيلم يقول نصر الله إن سيناريو الفيلم الذي كتبه بالمشاركة مع السيناريست ناصر عبدالرحمن يرصد نماذج من المجتمع المصري بكل مجالاته السياسية والفنية والاجتماعية والادبية وغيرها، إضافة الى رصد دقيق لطبيعة الحياة في القاهرة خلال السنوات الجارية. وعن الجهة التي ستتولى انتاج الفيلم قال نصر الله إن الفيلم سيكون انتاجاً مشتركاً بين جهات عدة وافقت بالفعل على المشاركة في انتاج الفيلم، منها شركة مصر للأفلام العالمية وبعض الشركات الاجنبية. يذكر أن نصر الله بدأ مشواره مع الفن ناقداً سينمائياً ثم عمل مساعداً للمخرج الكبير يوسف شاهين في افلام: «وداعاً بونابرت» و «اسكندرية كمان وكمان» و «القاهرة منورة بأهلها» وفي عام 1987 أخرج أول أفلامه «سرقات صيفية» الذي عرض في مهرجان «كان» وحصل على 17 جائزة محلية وعالمية. وفي 1991 اخرج فيلمه الثاني «مرسيدس»، وفي 1999 أخرج فيلمه «المدينة» وشارك في مهرجان لوكارنو وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وكان فيلم «باب الشمس» الذي عرض بداية العام الماضي رابع أفلامه وعرض في مهرجان «كان» عام 2004 في القسم الرسمي خارج المسابقة، كما اختارته احدى المجلات الفنية العالمية المتخصصة واحداً من أحسن عشرة افلام على مستوى العالم 2004، ومع ذلك لم يحقق عند عرضه جماهيرياً داخل مصر ايرادات تذكر. الحياة اللبنانية في 20 يناير 2006 |
«طلقة الرئيس الأخيرة» من السينما الكورية الصاعدة... سخرية سوداء ودراما سياسية عن نهاية الزعماء هوليوود - محمد رضا «عشيقي ذاك» او «طلقة الرئيس الأخيرة»، هو أحد ثلاثة أفلام عن رئيس دولة سابق هذا العام، الى جانب «منتزه شان دو مارس»، حول الرئيس فرنسوا ميتران و «الشمس» عن (الإمبراطور الياباني هيروهيتو). وهو دراما سياسية تتميّز بنفس عال من السخرية السوداء. أمر صعب تحقيقه لكن المخرج إم سانغ - سو يجد الطريقة. ربما ليست الطريقة المُثلى ولا الطريقة التي يستطيع معها كل المشاهدين إستقبال الفيلم على المستوى ذاته من الإهتمام، لكنها طريقة «تحتية»، إذا صح التعبير، على المشاهد أن يطالع الصورة تبعاً لأسلوب سرد وعرض خاصّين. في العام 1979 اغتيل الرئيس بارك تشونغ - هي على يد رئيس الإستخبارات الخاصة خلال جلسة ترفيه ضمّتهما مع عدد آخر من المسؤولين، معظمهم قضى في تلك الجلسة، لكن القاتل وفّر حياة إمرأتين إحداهما مغنية تجيد اليابانية كان الرئيس قد طلبها تحديداً لإعجابه بالثقافة اليابانية منذ أن احتك بها خلال الحرب العالمية الثانية. بصرف النظر عن هوى الرئيس، الا أن الفيلم موغل بالثقافة الكورية، صورة وتاريخاً، ما يجعل مشاهدته أمراً عسيراً الا على هواة السينما والباحثين الأزليين بألوان العلاقة بين السينما والسياسة. في الوقت ذاته - ورغم تعديلات وتحريفات على الواقع - يثير الفيلم إنتباه البعض ممن يودون معرفة شيء عن ذلك الحدث الذي غاب في صفحات التاريخ المنسي. والفيلم عرف بالفعل ضجيجاً إعلامياً حين خرج في السوق الكورية مردّه معارضون ومؤيدون، كما نقمة إبن الرئيس الذي اعتبر الفيلم مسيئاً لوالده وحاول منع استخدام الشريط الوثائقي الذي عمد إليه المخرج في مطلع الفيلم. بعد المادة الوثائقية في المقدّمة، وجلّها عن التظاهرات المعادية للرئيس والحكومة، ندلف بيت الرئيس (كيم يونغ - سو) الذي دعا الى مأدبة عشاء المقرّبين منه وبينهم رئيس المخابرات جا – غيو (بايك يون - شِك) والعميل جو (هان سيوك - غيو) والمغنية شيم (كِم يون - آه) وبينما كانت الخمرة تأخذ بالرؤوس كان رئيس المخابرات يلتقي بمعاونيه الاثنين (ونتعرّف بإيجاز على خلفية كل منهما) ويطلب منهما تجنيد الحرس الخاص او قتل من لا يتم تجنيده تحضيراً لما سيأتي. حين يعود جا - غيو الى غرفة الرئيس يفتح النار على الرئيس أولاً ثم على إثنين من الجالسين ويوفر ثلاثة آخرين. في الوقت ذاته، كان معاوناه يصفّيان الحرس الخاص بأسلوب دموي. بعد ذلك، تنتقل الأحداث الى المستشفى حيث يحاول الأطبّاء إعادة الروح لجسد الرئيس، ثم الى الحكومة وقد انعقدت بوجود رئيس المخابرات الذي لا ينفي ما أقدم عليه. نتيجة الجلسة كانت الحكم على رئيس المخابرات وإنطلاق رجال الحكومة لقتل المشتركين معه في العملية. باقي الأحداث أكثر دكنة ( نصفها الأول أكثر عنفاً) وتتناول، في خلطتها، مصير معاوني رئيس المخابرات وهما امتثلا للأوامر من دون ذنب ارتكباه. بذا، هناك نظرة تعاطف معهما على عكس تناول الفيلم لرئيس المخابرات إذ يبدو شريكاً في الوضع السياسي الذي ساد. دوافع خاصة وسياسية سياسة الفيلم يسارية تظهر موقفين: موقف رئيس الجمهورية من الحريات عموماً بازدرائه الديموقراطية والمطالبين بها، و- بالتالي - موقف الفيلم نفسه حيال رئيس وصل الى السلطة بإنقلاب عسكري (سنة 1961). الفيلم لا يحوي بطولات. الرجال هنا حمقى سلطة (باستثناء معاوني رئيس المخابرات فهما حمقى فقط) والنساء عاهرات. الفيلم لا يمنح رئيس المخابرات جا - غيو، تقديراً خاصاً. لقد أقدم على ما أقدم عليه لأسباب متنوعة: الرئيس السكير أهانه في الكلام، المجتمعون ضحكوا. الطبيب كان أخبره أنه لن يعيش طويلاً بسبب إخفاق كليته عن العمل ومن المرجّح إنه أيضاً لم يكن راضياً عن السياسة الداخلية وعن الإعتقالات السائدة والمعادين المتهمين بالشيوعية والرئيس منقطع عن الواقع وديكتاتوري الحكم. بعيداً من السياسة، الفيلم على قدر كبير من التجانس. كل دقيقة فيه تجسد ثراء نادراً وتلتحم جيداً بتلك التي سبقتها او تليها. المشاهد تمر ضمن رؤية واحدة على صعيدي الصورة والتنفيذ التقني المؤلّف لها. تصوير كِم وو – يووانغ من أفضل ما مر خلال العام. مريح ومتأمّل ويسوده لون بني مثل ذاك الذي يستخدمه ألكسندر زاخاروف في أفلامه، ولو أكثر دفئاً منه. في الفيلم يتوزّع الممثلون حسب مواصفات المكان. المخرج لديه المعرفة المطلوبة لتوزيع ممثليه داخل الكادر ونصب الكاميرا في المكان الأكثر وعياً للمساحة بكاملها. وإدارته لهؤلاء بدورها مثيرة. هناك متعة في مشاهدة ممثليه وتعاملهم مع النص وشخصياته. وخلال ذلك تتسرّب الكوميديا السوداء في أماكن محدّدة.في الحقيقة، مشاهدة الفيلم مرة أولى تكاد تموّه الكوميديا الساخرة التي تحرّكها. الفيلم جاد وساخر. كان معروفاً عن الرئيس بارك إعجابه بكل ما هو ياباني وكان يتحدّث اليابانية (وفي الفيلم بعض العبارات المنطوقة يابانياً على لسانه ما يزيد من حنق قاتله) والمغنية التي جلبها كي ترفّه عنه كانت معروفة بغنائها الياباني. موسيقى الفيلم الثرية التي وضعها كِم سيوك - يون فيها مزيج من الكورية واليابانية. قُسم السيناريو، وبالتالي الفيلم، الى فصول: النصف الأول منه يدور بكامله تقريباً داخل القصر الذي اجتمع فيه الرئيس بوزرائه ومقرّبيه وهو عالي الوتيرة إدراكا من المشاهد أننا في ليلة الاغتيال ذاتها. بعد ذلك، هناك ردّات الفعل والأحداث المتتابعة وفيها تنخفض وتيرة التشويق وترتفع وتيرة السخرية بعدما تتكشّف الوقائع مزوّدة بمشاهد من الخيال (نرى في المعتقلات مثلاً رجلاً يُعذب بتهمة امتلاك لوحة لبيكاسو - على أساس أن بيكاسو كان يسارياً!). خروج الكاميرا الى الشوارع بلقطات عامّة واسعة يمنع الفيلم من الإنفصام شكلياً او كبناء. حمل الفيلم عنوانين: الدولي هو «طلقة الرئيس الأخيرة» The presidents Last Bang، والكوري ترجمته «عشيقي ذاك» وهي عبارة ترد في أغنية ترددها المطربة في الفيلم. الحياة اللبنانية في 20 يناير 2006 |
تاريخ المقاومة: الحلقة المنسية في السينما المغربية الرباط – طارق أوشن |