انتظر المواطن يوسف في داره ولم يوقع إنتماءه لا إلى بائع الصحف الذي يجاور البناية التي يسكنها ولا إلى الخياطة التي يجاور دكانها داره ولا إلى الحلاق في نهاية الشارع ولا إلى دلال العقارات في الطابق السابع من بناية دجلة، بعد أن رفض توقيع طلب انتمائه إلى موظف الدائرة الأمنية في المؤسسة الثقافية التي يعمل فيها. قال المواطن يوسف، لست من هؤلاء ولا من هؤلاء .. علام الخوف إذاً؟! الساعة الآن تشير إلى السابعة مساء حسب التوقيت المحلي. يا إلهي .. مضت سبع سنوات ولم يعتقلني أحد على خلاف ما هو سائد .. ينبغي أن أوقع طلب الانتماء وبعكسه سأموت .. أوقع الطلب معنونا وتحته شعار أقسم بالله العلي العظيم أن لا أخون المبادئ، وإني أشعر بالفخر والإعتزاز بانتمائي هذا. لم أوقع الطلب .. ومن لم يضع توقيعه على استمارة الانتماء فإنه يساق إلى المحاكمة ومن ثم بقرار يسبق المحاكمة يساق إلى المشنقة. تحسس المواطن يوسف رقبته بعد أن تراءت له فكرة المشنقة وأحس أنه بخير وإنه لم يعتل بعد سلالم تلك الآلة المخيفة ليس في أنها تحقق النهاية بل لأنها رمز لازدراء الوطن والمواطن. لا أحد يترصدني في الشارع .. ردد يوسف مع نفسه. لا توجد مراقبة. من قال إذاً أنهم يضطهدون الفرد ويفسخون مخيلته وحريته ويحيلونها جحيما .. أنه محض افتراء، فلا أحد في الشارع يرقب الدار. فجأة تبادر إلى ذهن يوسف صورة صاحبه فاروق الذي سرعان ما انهار ما أن جاءته استمارة الانتماء وأصبح عنصرا لا لون له ولا طعم ولا رائحة .. هه .. هه .. ثم قهقه يوسف .. هه .. هه .. وأحس بأن القهقهة شبيهة بقهقهة القائد العام للقوات المسلحة. انتسب .. أيها المواطن .. سوف لن تخسر شيئا سوى حريتك .. وما هي الحرية .. كلمة .. كلمة لامعنى لها .. هه.. هه .. هه .... لبس يوسف معطفه وقرر أن يخرج لأول مرة بعد سبع سنوات من العزلة .. توقف عن أن يكون بعيدا عن المجتمع.. (الكل أصبح في بوتقة الانصهار سواي .. أنا غريب .. متميز .. ولكنهم شنقوا الجميع سواي). الطريق بارد .. دس يداه في جيب معطفه ومسح أرنبة أنفه التي صارت حمراء من شدة البرد. إجتمع رئيس المخابرات واستعرض قائمة من الأسماء وقال .. اتركوا يوسف .. سيأتي طوعا ويدق الباب ويطلب الإنتماء .. سوف تتحطم أعصابه عصبا عصبا .. ثم يأتي إلينا صاغرا .. سكت الجميع .. أنهم يبحثون عن ضحية .. يريدون شخصا يضربونه ثم يعلقونه .. ويعبثون معه وهم يحبون مشاهير الناس ويوسف أحد مشاهير هؤلاء الناس .. يشعرون بمتعة متميزة لا تضاهيها متعة عندما يتعاملون مع إسم له وقع ورنين حلو في وجدان البشر .. سيدي .. لقد مضت سبع سنوات دون أن يكتب قصيدة شعر واحدة .. قال أحد عناصر الاجتماع. أجاب القائد: التراكم سينتج ملحمة شعرية نادرة في التاريخ الإنساني .. هذه الملحمة ستأتينا من تراكم يوسف مع الصمت والقلق .. هكذا رد رئيس المخابرات ثم نهض منفعلا وبدأ يدور حول المجتمعين .. - أنتم لم تتعلموا جيدا بعد ولم تستوعبوا دروس الدورة الاستخباراتية في ألمانيا الديمقراطية التي استغرقت سبع سنوات وسبعة شهور وسبعة أيام وسبع ساعات وسبع دقائق وسبع ثوان بالتمام والكمال.. بعد هذه الفترة الطويلة من التدريب .. ماذا قالوا لكم فيها؟ الم يخبرونكم أن الانتظار يمكن أن يفل الأعصاب عصبا عصبا الواحد بعد الآخر .. إني أكاد أن أفقد صبري وأعاقبكم .. دعوا يوسف .. أتركوه .. هو نموذج متفرد لا يشبه الآخرين ونحن علينا أن نتمتع بانهياره .. مفهوم؟ أن نرسل له كل يوم طبقا من البيض وعلبة من السكر حيث لا يجدها المواطنون بسهولة في الأسواق ولا نتحرش به ولا نراقبه سيجعله يعيش في دائرة الخوف .. هكذا ينبغي التعامل مع يوسف. بعد أن خرج يوسف من داره لأول مرة بعد سبع سنوات من الانتظار .. حلق ذقنه جيدا بعد ان استطال ووصل إلى ركبتيه .. فوجد الناس في حيرة من أمرهم .. كانوا غرباء حقا .. يثرثرون ويقولون كلاما ليس له معنى .. سيارة الأجرة التي صعد فيها سمع فيها كلاما عن أسعار السكر المرتفعة وفقدان البيض من السوق .. واندهش .. كان يسمع كل يوم نقرا على باب داره وعندما يخرج لا يشاهد أحدا ولكنه كان يرى طبقا من البيض وكيسا من السكر عند باب الدار ولم يفهم ولم يعرف المرسل. كان يشك أن يكون البيض مسموما والسكر مسموما فيعمد على إلقاء البيض والسكر في برميل النفايات، واليوم هو يسمع حديث المواطنين عن أزمة البيض وأزمة السكر .. من يا ترى كان يرسل له طبق البيض وكيس السكر؟ نزل من سيارة الأجرة .. تقدم نحوه شخص غريب وقال له بالإسم (مرحبا أستاذ يوسف) أهلا وسهلا رد يوسف، ولكنه لم يعرف الشخص ثم اختفى الشخص الذي سلم عليه .. ذهب يوسف نحو مكان تجمع سيارات الأجرة عله يعثر على الشخص الذي سلم عليه وعبثا حاول الوصول إلى ذلك الشخص. من قال لكم أن تسلموا عليه؟ هكذا بدأ الاجتماع الثاني لمدير المخابرات مع عناصره.. قلت لكم أتركوه ينتظر.. بدون مراقبة. سيشعر بالخوف أكثر مما لو تمت مراقبته.. سوف ينخلق لديه شعور بالمراقبة المخفية.. سوف يشعر بمراقبة خارقة تراقب كل حركة من حركاته سوف يخاف حتى وهو في التواليت.. سيخاف أن ثمة من يراقبه وسوف يعدل سرواله. مشى يوسف وحيدا في شارع خال .. تأكد أن الشارع ليس فيه بناية واحدة ولا عمود كهرباء يمكن أن تلصق عليه عدسة على شكل حبة العدس وتراقبه .. لا توجد شجرة في الشارع يمكن أن تلصق بها حبة العدس الكاميرا لتراقبه.. أراد أن يقول شيئا.. أن يتحدث بصوت عال حتى مع نفسه فانتابته مخاوف غريبة.. اراد أن يقول.. ليذهب العالم كله إلى الجحيم.. أنني أحتقركم.. أخاف منكم.. وأنتم حقراء.. ظالمون.. أنا.. أنا.. الشاعر المواطن، المواطن الشاعر العظيم الذي ينبهر لكتاباتي القراء الذين يمتلكون وعيا .. أريد أن أكتب وأقول كلمة شعرا مسرحا.. ها أنا ذا لست خائفا .. ليس لأني بطل ولكن لأن الشارع خال وأنا لا أشعر أن الشارع خال .. أحس أن ثمة من يراقبني .. كاميرا بحجم حبة العدس .. العدسة الكاميرا .. هه .. هه .. هه .. أنا لست بطلا .. إنني أؤمن أن الأوطان التي تحتاج إلى أبطال إنما هي أوطان بائسة. هل تريد أن تبتاع علبة من المرطبات ؟ كوكا كولا مثلا؟ من أنت .. قبل لحظات كان الشارع خاليا .. من أين أتى الرجل وأين اختفى؟ لم يكن ثمة شخص ولا كوكا كولا .. وشعر أن فمه جاف ويشتهي زجاجة من شراب الكوكا كولا .. مشى يوسف ولم يجد أحدا ولكنه كان يشعر بالجموع .. كان يشعر بوجود حركة دائبة ومدن وشوارع وعندما يستيقظ ويعي موقفه لا يرى أحدا .. عاد يوسف إلى داره .. فتح دفترا سميكا وقرأ شعرا هائلا في كثافته الفكرية والجمالية واندهش من نفسه وعرف حينها لماذا هو مطلوب أن ينتسب .. أن كل ما يكتب ينم عن اللامنتمي .. عن الحر الواحد الغريب التائه الواهي العظيم المخذول المتسامي الطروب المتوحد الملعون الخائف الشجاع المتراكم الآهل للشيخوخة الصبي المتصابي الصغير الأهوج الأحمق المستغفل المنتبه الكائن في غرائب الكون المتفرد الياقوت الساكن في أعماق الصمت والضجيج المتكور على روحه الصغير بحجم رأس الدبوس العملاق مثل الجبل الواقف على قمته المتهاوي بهدوء حالم نحو القاع الذي يكتب بحور الشعر في الكلمات التلميذ الناصع السريرة المتمرد على معلمه في أوقات الدرس وأوقات الفراغ المحب لوالديه الهارب من أمه ومن صحبه المتوحد العملاق الساكت والضاج .. استلقى يوسف على سريره .. سكت .. صمت .. تطلع إلى السقف وغفا. لأول ليلة من لياليه المتعبة لم يحلم يوسف .. كان نوما بلا منام. استيقظ من نومه مبكرا لأن الإنسان الذي ينام مرهقا لا يستيقظ باكرا وتداهمه أحلام تزيد من متاعبه وعندما لا يحلم الإنسان ولا تأتيه الكوابيس فإنما يستقيظ مبكرا وسعيدا ولكن يوسف لم يكن سعيدا ولم يشعر بطعم السعادة يوما .. قال مع نفسه .. هو شخص واحد .. نفسه أراه على شاشة التلفزيون ونفسه رئيسا لتحرير الصحيفة ومديرا للاستخبارات ومطربا في الإذاعة وممثلا على المسرح وزبالا في الشارع ومعلما للتلاميذ وفلاحا بين غابات النخيل ووزيرا للخارجية وممثلا للوطن في الأمم المتحدة وسمسارا لتأجير الشقق والبيوت .. لماذا لا أقول له شكرا وأكسب رضا كل هؤلاء .. كيف أشكره .. أن أمد له يدي وأصافحه .. كيف الوصول إلى يديه .. هنا تكمن المشكلة. فلأجرب. خرج يوسف إلى الشارع ومد يده كمن يصافح .. وبدأ يمشي بتؤدة ويده ممدودة تريد من يصافحها .. الجميع أبتعد عنه. صعد الباص ويده ممدودة. نزل من الباص ومشى في الشارع ويده ممدودة كمن يطلب المصافحة. صعد عربة يجرها حصان وعليها الحوذي صاحبها، صعد ويده ممدودة كمن يريد المصافحة. نزل من العربة مستعملا يده اليسرى في دفع الأجور .. وصل إلى حيث يعتمر قصر مهول في ارتفاعه وزخرفته مبني من المرمر الإيطالي الأسود كأنه نصب ليس لجندي مجهول بل لجنرال مجهول. شاهد خوذا ورشاشات ممدودة وفوهات وجهت صوبه فتوقف عن المشي. أعاد يده الممدودة إلى جيبه وانحرف قليلا ثم قفل راجعا. وصل شقته الصغيرة وجلس يبكي. ونام .. لم تكن ثمة أحلام وكوابيس مثل الليلة التي سبقتها وصحا مبكرا صافي الذهن وقرر أن يسلم على الرجل المتعدد المواهب والذي يعرف كيف يحكم الوطن وكيف يرفع صناديق القمامة من الشوارع ويرميها في سيارة الزبالة. من الصعب الوصول إلى الرجل الساكن في القصر المهول المبني من المرمر. وفكر أن أفضل طريق للوصول إليه والسلام عليه هو أن يكتب عنه ديباجة من الشعر. قفز من فراشه وجلس أمام الحاسوب وبدأ يكتب ويكتب والكلمات تتوالى والصفحات تمتلئ يتداخل فيها الواقع بالخيال والصدق بالكذب والحقيقة بالزيف. لم يفكر وهو يكتب أن يبرر موقفا أو يجد تعليلا لكذبة أو تعليقا على حادث. كان يكتب دون أن يحسب عدد الصفحات. لا يعرف كم صفحة سطر على الحاسوب وبقي يفكر في أكثر العناوين إثارة ليعنون فيها ديباجة الشعر التي انتفت أن تنتمي إلى الشعر بل صارت دراسة موسوعية .. أفرغ على الحاسوب شحنة رغبة الكتابة لسبع سنوات توقف فيها عن ممارسة نشاطه الذهني المدهش الذي يتمتع به. أخرج عنوان الصحيفة الإلكتروني ووضعه على سطر يرسل إلى .. ورفع إصبعه لينقر على الفأرة الإلكترونية للحاسوب في زاوية يرسل. بقي رافعا أصبعه لدقيقة ثم لساعة ثم لنهار ولم ينم طوال الليل وهو جالس أمام الحاسوب ماسكا بالفأرة الإلكترونية وسبابته مرفوعة من بين الأنامل الخمسة ومر الليل والنهار والليل ثم إنهار وانحنى رأسه كأنه ثابت فوق حبل وليس على رقبة. ومع سقوط رأسه غافيا سقط إصبعه على الفأرة فأرسلت الديباجة إلى رئيس التحرير. صحا في اليوم التالي ووجد نفسه نائما على الأرض إلى جانب الحاسوب فانتبه ونهض وأول شيء فعله خرج من الدار وذهب إلى بائع الصحف الذي يجانب البناية التي يسكنها واشترى الجريدة فوجد عنوانا في الصفحة الأولى وقد كتب فيه (يوسف يقول..) وقبل أن يقرأ الديباجة المنشورة وحتى قبل أن يدخل بيته وقفت سيارة مرسيدس بلون الخاكي ونزل منها شخص أنيق يلبس ملابس مدنية وقال له (تفضل أستاذ يوسف) دخل السيارة وانطلقت به حتى توقفت قرب البناية المرمرية التي يحيط بها العسكر ثم فتح الحاجز ودخلت السيارة ونزل منها يوسف ودخل بابا منقوشا من خشب الأبنوس الأصفر ومشى في رواق طويل .. * (سينمائي وكاتب من العراق يقيم في هولندا) نزوى العمانية في يوليو 2005 |
يوسف يقول قاسم حول * |
سينما لقاء مورغان فريمان ومسعود أمرالله By mirvat ghanem لم يكن المنظر عادياً أمام باب غرفته حيث احتشد الصحافيون من وسائل الإعلام المحلية والعالمية محاولين الحصول على مقابلة منه أو حتى مجرد تصريح خلال تواجده في دبي لحضور فعاليات "مهرجان دبي السينمائي الدولي" في دورته الثانية ولكنه خصّ مجلة "لوفيسيال الشرق الأوسط" بحديث عفوي خارج عن المألوف تحدث خلاله عن الكائنات الفضائية وأحلامه الكثيرة..إنه النجم العالمي المعروف مورغان فريمان الدمث الخلق الذي إنطلق من مسارح برودواي ليحتل اليوم مكانة متميزة بين صفوف أفضل النجوم الأميركيين وقد كرمته دبي خلال مهرجانها بعد حصوله على جائزة الأوسكار للعام 2005 تقديراً على تميز آدائه في فئة أفضل ممثل مساعد في فيلم "حسناء المليون دولار" الفائز بالجوائز والذي أخرجه كلينت إيستوود. مورغان فريمان يلتقي وجهاً لوجه وعبر صفحاتنا مع المخرج الإماراتي المعروف مسعود أمرالله ليحدثانا معاً عن تجربتهما السينمائية وليعبرا بصدق عن أجواء المهرجان هذا العام. · لوفيسيال: كيف تصف مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الحالية وزيارتك لدبي للمرة الثانية؟ مورغان فريمان: تعجبني دبي كثيراً وهي واحدة من أجمل الدول التي زرتها في حياتي على الإطلاق وأنا أعتقد إن مهرجان دبي السينمائي الدولي قد أثبت قدرته على التميز والتواجد وقد تفوق على العديد من المهرجانات الأخرى على الرغم من كونه لا يزال فتياً. · لوفيسيال: هل تظن أنه من الضروري أن تنطلق المزيد من المهرجانات العربية؟ مورغان فريمان: بالتأكيد.. أنت تعلمين ما الذي يجري من حولنا فالكل يسعى إلى إثبات نفسه بقوة، في دبي إستطاعت رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي أن تصل بهذه الإمارة إلى مكانة متميزة وهو يبلي حسناً في مهمته وقد نجح بالفعل بفضل مجهوداته وذكائه في دفع السياحة نحو الأمام وهناك وفي فتح المجال أمام أنواعاً مختلفة ومميزة من الإستثمارات المهمة وكل ذلك في سبيل خدمة قضية واحدة وهي مصلحة دبي، دون أن ننسى إهتمامه الكبير بالسينما وصنّاعها. · لوفيسيال: وكيف من الممكن برأيك أن تخدم دبي صناعة السينما؟ مورغان فريمان: كل واحد منا يستطيع أن يصنع أفلاماً وفي أي مكان يريد ذلك، لكن من المهم جداً أن تأتي تلك الجهود بفائدة وأن نصل معاً إلى مرحلة مهمة في تاريخ السينما الا وهي أن نبدأ في صناعة أفلام ذات جودة عالية بتكلفة رخيصة، وأنا أعتقد أن دبي تسير بخطى ثابتة في إتجاه هذا الهدف محققه في الوقت نفسه تطلعات "الشيخ محمد" الذي يسعى إلى جعل دبي عاصمة مثالية لإنتاج الأفلام وأنا أؤيد فكرته الذكية هذه. ويضيف: وأنا أستطيع أن أؤكد من خلال هذه المقابلة أن دبي سوف تكون واحده من أهم المدن في مجال صناعة الأفلام والمهرجانات الناجحة عالمياً. · لوفيسيال: سيد مورغان ..أنت واحد من أهم المشاهير في العالم ما هو شعورك تجاه هذا الأمر؟ مورغان فريمان: عظيم. · لوفيسيال: لكن الاّ تحد هذه الشهرة من حريتك وتتحكم في أسلوب حياتك؟ مورغان فريمان: الحياة هي الحياة عندما تغادرين منزلك وتخرجين إلى العالم وتصبحين مشهورة كما أنا اليوم فإن ذلك أكثر متعة من أن تكوني شخص غير مرئي ويتجاهله كل من حوله لأنه غيرمعروف. · لوفيسيال: هذا الأمر لا يبدو سهلاً؟ مورغان فريمان: لا.. ليس الأمر سهلاً، لكن الأمور الجيدة في الحياة لا تتحقق بسهولة. · لوفيسيال: كيف تختار أفلامك التي تمثل فيها؟ مورغان فريمان: أقرأ النص فقط، فإن أعجبتني القصة وشدتني السطور اليها وشعرت إنها تلبسني كثيابي تماماً وبأنني جزء منها ..أدخل اللعبة. · لوفيسيال: هل لا يزال يراودك حلم واحد لم تحققه بعد؟ مورغان فريمان: لدي الكثير منها ولدي 5 نصوص أتمنى فعلاً لو أمكنني تنفيذها واحد منها فيلم مشوق جداً ..للكاتب في العام 2001 وقصة فيلمي هذاSpace odysseyنفسه الذي سبق وكتب مشوقة جداً وهو يتحدث أيضاً عن الفضاء الخارجي والخيال العلمي وهويحمل عنوان"موعد مع راما" ويتحدث عن دعوة يتلقاها البشرمن الفضاء الخارجي ..ليقف المشاهد والممثل معاً في مواجهة الكائنات الفضائية. · لوفيسيال: وهل تؤمن بها؟ مورغان فريمان: من.. الكائنات الفضائية، هل تظنين أن ملايين المجرات التي تدور من حولنا موجودة بشكل عبثي ومن دون هدف من غير المنطق التفكير بهذا الأمر على هذا النحو. · لوفيسيال: كيف تنظر إلى السينما العربية؟ مورغان فريمان: السينما هي السينما..وهي نفسها مهما إختلفت جنسيتها والمهم أن ترتكز على القصة الجميلة وعلى النص والإخراج الجيد وطبعاً على الإختيار الجيد للممثلين، ومثال جيد على ما أقول هو فيلم "الجنة الآن" العربي الذي عرض هنا في المهرجان للمخرج العربي هاني أبو سعد والذي يرسم للإنتحارين صورة مختلفة تتجاوز الصورة النمطية التقليدية ويعبر عنهم كنتاج للثقافة ضد الأحتلال والقهر وقد فازهذا الفيلم كما سمعت بجائزة " بلو أنجيل" عن أفضل فيلم أوروبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2005. · لوفيسيال: قصة الفيلم قوية؟ مورغان فريمان: هذا صحيح وهذا الفيلم هو مثال واضح على تميز السينما العربية وعلى القدرة العظيمة على صناعة فيلم جيد وأختيار قصة ممتازة للعرض وهذا أمر من الممكن للجميع البحث عنه والقيام به .. الجواب نعم فإن بوسع صنّاع السينما في منطقة الشرق الأوسط البحث عن القصص المناسبة لمشاهديهم والفيلم الذي يصنع اليوم في منطقة الشرق الأوسط يبقى فيها لكن هناك المزيد من العرب المنتشرين حول العالم والمهتمين بمشاهدة أفلام تحمل لغتهم وهناك أيضاً الكثير من المشاهدين من جنسيات مختلفة ممن يحبون متابعة الأفلام وبكل اللغات ومن السهل اليوم تجاوز مشكلة اللغة ومثال على ذلك الصينيين الذين باتوا يملكون القدرة على صناعة أفلام جيدة .. فلا أحد يهتم من أين جاء هذا الفيلم طالما هو يحمل موضوع جيد. لوفيسيال. برأيك اللغة العربية لن تقف عائقاً إذاً أمام الإنتشار؟ مورغان فريمان. جودة الأفلام لا علاقة لها باللغة.. أنالا أتحدث اللغة الصينية لكنني أحب مشاهدة الأفلام الصينية. · لوفيسيال: برأيك ما الذي ينقص السينما العربية بعد؟ مورغان فريمان: لا يحتاجون إلأ شيئ.. يحتاجون إلى الخروج من الدائرة وأن يسعوا إلى توزيع أعمالهم حول العالم وأن يجعلوا أفلامهم تستحق المشاهدة وذلك من خلال البحث عن موضوعات تهم المشاهد حول العالم.. وأنا أتساءل متى سوف يفعلون ذلك. · لوفيسيال: وهل لديك أية نصيحة لهم؟ مورغان فريمان: لا .. وأنا لا أحب إسداء النصائح. · لوفيسيال: وما الذي لديك لتقوله لقراء لوفيسيال الشرق الأوسط؟ مورغان فريمان: يا الهي .. لا أدري فهذا خارج عن قدرتي... لكنني أقول أنني أحبهم. · لوفيسيال: ما هي مشروعاتك بعد دبي؟ مورغان فريمان: بعد دبي أقضي إجازة مدتها 6 أسابيع أعود بعدها إلى العمل وأتمنى أن أعود إلى دبي العام القادم وألقاكم حينها.
لوفيسيال جالت بين كواليس المهرجان وإلتقت بالعديد من الشخصيات البارزة هناك من بينها المخرج الإماراتي المعروف مسعود أمرالله . · لوفيسيال: التنوع في إختيار الافلام المشاركة في المهرجان ظهر واضحاً.. هل وجدتم صعوبة في ذلك؟ مسعود أمرالله: طبعاً و بالنسبة لي كمسوؤل عن "الليالي العربية"وهي واحدة من فئات الافلام المشاركة في المهرجان فقد شاهدت حوالي 47 فيلم تم إختيار 14 فيلم من بينها، وتم إختيار 5 أفلام إماراتية من بين 140 فيلماً تقدموا للمشاركة، ووجدنا طبعاً صعوبة كبيرة للتوصل لهذة الخلاصة وكان علينا البحث عن الأفضل إضافة إلى التنويع والموازنة. · لوفيسيال: كيف فعلتم ذلك؟ مسعود أمرالله: لا بد وأن تغطي الافلام المختارة معظم الدول جغرافياً ونحن نضع في الحسبان تنوع المواضيعات ما بين الموضوعات السياسية الإجتماعية والترفيهية والموضوعات الثقيلة والخفيفة وهكذا. · لوفيسيال: غضب بعض المخرجين الإماراتيين الشباب بعد رفض عرض افلامهم في المهرجان على الرغم من إنهم قد تكبدوا تكلفة إنتاج هذه الأفلام بأنفسهم خصيصاً للمناسبة؟ مسعود أمرالله: من الطبيعي أن يحصل هذا الأمر في ظل وجود 140 فيلم إماراتي والمهرجان قد حدد إمكانية مشاركة 5 أفلام فقط، فمن الطبيعي إذاً أن يتواجد 135 مخرجاً غاضباً وحزيناً لأنه لم تتاح أمامه فرصة المشاركة..ومن غير المفروض أن يكون للإماراتي "واسطة" في المهرجان لأنه يحمل هذه الجنسية. · لوفيسيال: الا تعتقد أن عليه ذلك والمهرجان يحمل الهوية الإماراتية؟ مسعود أمرالله: يشارك في المهرجان عشرات الأفلام من عشرات الدول وأمام المخرجين الإماراتيين الفرصة للمشاركة في مسابقة أفلام الإمارات التي تقوم بإحتضان كل التجارب دون استثناء لكن في هذا المهرجان الدولي فيجب أن يكون هناك خيارات وتصفية. · لوفيسيال: تحدث مورغان فريمان بحماس عن المهرجان.. هل يؤثر ذلك إيجاباً على المهرجان بعدما إستطاع إحتضان كم كبير من المشاهيرهذا العام؟ مسعود أمرالله: هذا خبر مفرح.. فقد تلافينا الكثير من أخطاء العام الماضي ومشينا نحو الأمام لنحقق إنتصاراً جديداً في مجالنا. وأنا أرى أن هذا المهرجان لا يخدم دبي فقط وإنما صّناع السينما في الوطن العربي والعالم.. وإن كانت الردود إيجابية من حولنا واصلنا العمل لتحقيق المزيد إن كانت سلبية نكتفي ونرفع أيدينا مستسلمين. لوفيسيال الفرنسية في يناير 2006 |