في حوار حول كتابه الاخير شريط العرب السيئ:
ابراهيم درويش |
لندن ـ القدس العربي ـ هوليوود ومنذ اكثر من قرن عملت علي تشويه صورة العربي وبطريقة منظمة، هذه حقيقة معروفة بين العاملين في حقل الاعلام الاتصالي وفكرة التنميط عن بقية الشعوب التي مارستها خلال تاريخها. وفي الوقت الذي مارس فيه منتجو هوليوود عملية التنميط للشعوب الاخري فان صورة الاخر الخارج عن هوليوود ظلت تتراوح قربا او بعدا بحسب الظرف، فهناك قطعا صورة سيئة عن السود، الافارقة والافارقة الامريكيين، واللاتينو، ابناء امريكا اللاتينية، والاسيويين، اليابانيين والصينيين، والهنود، من شبه القارة الهندية ـ والهنود الحمر، سكان امريكا الاصليين، ولكن ما يهم في هذه المعالجة انها تعرضت للتعديل او التغيير فيما اختفت بعضها ولم تعد موجودة، مقارنة مع نظرة هوليوود للعربي التي ظلت سيئة وتعتمد علي مجموعة من النمطيات السلبية عن العربي الشرير، الشهواني، الذي يمارس القتل والارهاب ويلاحق المرأة الغربية من اجل الحصول علي جسدها قبل ان يضمها الي حريمه، وصورة العربي النمطية، مرت بمراحل الا انها حافظت علي تصاعد خطي اي انها لم تحد عن فكرة التعميم التي قدمت العرب والعربي كوحدة واحدة لم تفرق بين العربي المسيحي والمسلم، بل ربطت الاسلام بالعربي مع ان المسلمين من خارج اطار العروبة يظلون اكثر من العرب. ومع ان العرب ساميو العنصر والاصل الا ان معالجتهم في السينما اختلفت عن اليهودي او الصهيوني. ويطرح الباحثون في علم الاتصالات عن السبب او الاسباب التي جعلت من الصورة العربية في الاعلام الهوليوودي ثابتة وجامدة تعتمد علي افكار قديمة ولم يعد لها مكان في عالم القرية الصغيرة اليوم. بالنسبة للعربي العادي الذي يشاهد هوليوود وافلامها، اذا اخذنا بعين الاعتبار ان معظم الافلام تصدر من هوليوود فالاخيرة يسيطر عليها اليهود ولهذا يقومون بدعم من اللوبي الاسرائيلي بتأكيد الصورة، ومع ان هناك جزءا صغيرا من الحقيقة الا انها ليست الحقيقة. هوليوود في معالجتها للعربي في افلامها ورثت الصورة النمطية التي قدمها الاعلام الشعبي الاوروبي الذي جعل من الاخر مستعمرة وقدم صورة مغايرة عنها، ولكن الصورة العربية لها علاقة بالجهد العربي الذي اكتفي بالمراقبة والشكوي دون محاولة الدخول في عالم هوليوود فالتواجد العربي في السينما الامريكية معدوم، مع ان المهاجرين العرب يحملون نفس التواريخ التي يحملها المهاجرون الاخرون الذين يشكلون امريكا اليوم. وهؤلاء العرب نسبة المسلمين منهم 40 بالمئة اما البقية فهي من الاقليات المسيحية التي بدأت هجراتها الي امريكا الشمالية في نهايات القرن التاسع عشر، وهؤلاء اندمجوا في الحياة العامة الامريكية، والكثيرون قاموا بالدفاع عنها وشاركوا في حروبها في فيتنام والحرب الكورية والحرب العالمية الثانية. ومع ذلك لا يوجد في السينما الامريكية فيلم او محاولة لاظهار الجانب الاخر من حياة الامريكيين العرب، بل ان الجيل الجديد من ابناء العرب الامريكيين غالبا ما يواجهون باسئلة تقوم في الاعم الاغلب علي ما يراه الامريكيون من مشاهد في الافلام، فعربية تقول انها غالبا ما تواجه سؤالا فيما اذا ركبت جملا او ان اهلها عاشوا في خيمة، وهي الصور النمطية التي ترسم عالما غرائبيا عن العرب الذين يجمعون الجمال مع سيارات الليموزين والقصور الرخامية مع الخيام الكبيرة. ومع ان صور العربي تتعدد من ناحية التعميم، فالمصري، والفلسطيني، والمسلم، والشيخ والحريم الا انها تشترك في اطار واحد وهي تصويرها عبر زاوية سلبية، فصناع الصور والخيالات في هوليوود لم يركزوا عدساتهم علي جوانــب اخري ايجابية للعربي الذي علم الانسانية الارقـام، وشارك في الاختراع. العربي بدائي، في شكله، ونظراته، وملامح وجهه خاصة انفه المعقوف الذي يذكر بالساميين، ولكن سامية العربي تختلف عن سامية اليهود، وهو ما دعا الباحث جاك شاهين للحديث عن العداء الجديد للسامية في هوليوود. وجاك شاهين استاذ علم الاتصالات في جامعة جنوب ايلينويز، ومستشار سابق لشؤون الشرق الاوسط لشبكة انباء سي بي اس ، ويعتبر من اهم الباحثين الذين حللوا صورة العرب في الاعلام الامريكي، خاصة السينما، لديه الكثير لقوله عن مصير العرب علي ايدي صناع السينما الامريكي، وهو في البداية يرفض فكرة المؤامرة اليهودية في هوليوود، حيث يقول ان العرب لا يعملون ولا يقومون بالجهد اللازم لاقناع صناع السينما، وانشاء جماعات ضغط داخل عالم هوليوود. شاهين الذي زار لندن في نهاية العام الماضي بدا متحمسا لفكرة انشاء مهرجان او تظاهرة سينمائية عربية ـ امريكية، حيث اقترح دبي لتحتضن مثل هذه التظاهرة ولكي تكون بمثابة العربي الجيد لاظهار جوانب القصور في معالجة امريكا لصورة العربي/ المسلم في افلام هوليوود. وينتمي جاك شاهين الي جيل من العرب الامريكيين الذين جاء اباؤهم واجدادهم الي امريكا واسهموا مثل غيرهم في خدمة بلادهم، ومع ذلك يشعر مثل كل العرب الامريكيين بفكرة الاجحاف الذي تعرضوا له علي ايدي الكاميرا الامريكية. وكان حزينا جدا علي المصير الذي لقيه اول سينمائي عربي قاتل من اجل صورة جميلة للعربي وهو المخرج المعروف مصطفي العقاد الذي قتل في هجمات عمان في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، فالعقاد استطاع تأكيد نفسه في سينما هوليوود في زمن كانت فيه الهجمة علي العربي علي اشدها، واذا اخذنا بعين الاعتبار العامل الاسرائيلي الذي اسهم في تعزيز وتأكيد صورة عنصرية عن العرب وبالضرورة عن الاسلام. حاك شاهين يقول انه كافح من اجل اصدار اول كتابه له في الهم الذي يمكن ان نطلق عليه هم صورة العرب ، ولم يصدر الكتاب التلفزيون العربي ، الا في عام، 1984، ومع ان هذا الكتاب مع كتاب الصورة النمطية للعرب والمسلمين في الثقافة الشعبية الامريكية تعتبر من الكتب المهمة التي يدرسها طلاب علم الاتصالات في الجامعات والاكاديميات الا انه يتحسر ان هذه الاعمال لم تجد طريقها بعد للقارئ العربي. وللتخفيف عليه اقترحت ان اقوم بالمهمة، فما كان منه الا ان اعطاني عنوان ناشره انترلينك المؤسسة التي تحدثت عنها الباحثة سلمي الخضراء الجيوسي وقالت انها خدمت الادب والثقافة العربية بشكل كبير. بدأ اهتمام جاك شاهين بصورة العرب في الاعلام الشعبي، كهواية عندما كان اطفاله يشاهدون افلام الكرتون المليئة بالكثير من النمطيات واخذ يحلل هذه الصور. وتطور هذا الهم لعمل منظم، حيث اقتضي منه عملا كبيرا للبحث في الافلام وتحديدها، والعثور علي ما لم يعد موجودا، خاصة ان تكنولوجيا الفيلم شهدت قفزات من الفيلم الصامت، والاسود والابيض والملون، اضافة الي انه في عصر الاعلام المتعدد، ودي في دي فافلام الفيديو قد تختفي وللابد من رفوف مكتبات الفيديو. شاهين يقول انه يتجنب التعميم عندما يتعلق الامر بالعربي في هوليوود وهو يقسم منتجو الافلام الي ثلاثة اقسام، ثلث لا تهمه صورة العربي ايا كانت، وقسم يهتم بتقديم العربي كما يقول كعدو اول لامريكا، وقسم ثالث لديه الرغبة في احداث نوع من التغير. ومع ذلك وخلال تحليله لاكثر من الف، وجد ان الصور الايجابية للعربي قليلة جدا وتعد علي الاصابع، يذكر في هذا الاتجاه فيلم ملوك ثلاثة عن حرب الخليج الاولي (1990-1991)، وفيلم نعم ، الاول قدم صورة انسانية عن العراقيين، اما الثاني فقدم العربي في اطار انساني، وموضوع للحرب والعلاقات العاطفية. مقابل الوف من الصور والافلام التي نزعت الانسانية عن العربي والتي لا تعود كما شائع ومعروف لفيلم شيخ (1921) ولكن ابعد من هذا الي عام 1907. والمهتم سيجد الكثير من الامثلة التي تشير الي البدائية والوحشية والتخلف في افلام تعود الي عشرينات القرن الماضي المومياء (1942)، القاهرة (1942) الي فيلم حصار (1998)، قواعد الاشتباك (2000)، وقبلها بروتوكول (1984)، قوة دلتا (1986). جاك شاهين لا يدعو اعلام الصورة في هوليوود لرسم صورة وردية عن العرب وثقافتهم ولكنه يطالب بان يعاملوا بنفس الطريقة التي عومل فيها اللاتينو، واليهود، والسود، والشرقيين (الصين واليابان)، والهنود الحمر، وهو يقول ان اليهود تمت قولبتهم في السينما في بداية ظهورها الا انه بالمقارنة فالعربي ظل يعامل كعدو وفي قالب سلبي منذ بداية الكاميرا وحتي الان. يقر، جاك شاهين ايضا بوجود منتجي افلام باجندة سياسية، مشيرا تحديدا الي الافلام العنصرية التي قدمها مناحيم غولان، ويورام غولباس، فمن خلال شركة كانون قدم هذا الثنائي العنصري 26 فيلما. يتحدث شاهين عن الاثر الذي تتركه هذه الافلام علي المشاهد العربي، والعربي الامريكي تحديدا حيث يقول ان العرب الامريكيين يواجهون اسئلة محرجة عندما يتعلق الامر بصورتهم، وتجعل الكثيرين ممن يحملون اسماء عربية الهروب منها، عبر الحذف او الاختصار كما حصل مع اف. موراي ابرامز الذي يقول انه عندما بدأ العمل في السينما، كان واعيا ان اف والتي تشير الي اسمه فريد لن تجعله مقبولا من صناع ومغولات هوليوود. نمطية العربي وقولبته تعود الي ادبيات القرنين الثامن والتاسع عشر، في اوروبا، وتظهر في افلام بدايات القرن العشرين عند المخرج الفرنسي جورج ميلي، حيث تمت قولبة العربي والمرأة العربية في فيلم قصر الف ليلة وليلة (1905). ان هوس هوليوود بالعربي القبيح، تتبدي احيانا في الافلام التي تعود لفترة السينما الاولي التي تنتج باخراج وطاقم جديد في عقود لاحقة، خذ مثلا فيلم كنوز الملك سليمان (1950) قدمه غولان في عام 1987 بنسخة جديدة عن العربي الفاسد الذي يحاول اغتصاب البطلة البيضاء، وكذا يلاحظ الامر في افلام المومياء التي تقوم علي توليفة معروفة عن قيام سارقي الآثار وحفاري القبور بازعاج الموتي مما يؤدي الي ايقاظ اللعنة، ففي افلام الاربعينيات مثلا صورة العربي قد تكون سلبية ولكنها لم تتحول الي كاريكاتير كما في افلام عودة المومياء (2001) وافلام انديانا جونز . العرب اليوم، والمسلمون في افلام هوليوود تؤكد صورتهم كغرباء، دخلاء، مشرعين السلاح يريدون تدمير امريكا، كما في فيلم حصار ، وفي العادة يتم تشويه الصورة من خلال المشاهد للمساجد حيث يقوم المخرج بقطع سريع وتحول الي مسلمين، متطرفين يقومون بقتل الامنين. هناك جرأة في عملية القتل العشوائي التي يقوم المخرج بتصويرها للمسلمين، ففي افلام فيتنام، ابتعد المخرج عن المشاهد التي تصور قتل الاطفال والنساء والكبار في السن، ولكن في افلام العرب والمسلمين صار هذا امرا متاحا وموجودا. والملاحظ ان وزارة الدفاع الامريكية التي رفضت في الماضي التعاون مع افلام من هذا النوع، افسحت المجال لافلام الفرق الخاصة، وافلام لحاكم كاليفورنيا الحالي ارنولد شوارزنيغر، اكاذيب حقيقية مثلا. جاك شاهين، المراقب الحذر لافلام هوليوود، قدم عام 2003 كتابا هو بمثابة المعجم او الدليل لكل الافلام التي قدمتها سينما هوليوود عن العرب والمسلمين، والتنوعات الاخري التي ترتبط بهم، وقدم فيه تحليلا شاملا ووافيا لـ 900 فيلم ويحمل عنوان شربط العرب السيء: كيف شوهت هوليوود امة . وتكشف الافلام صورا عن البذاءات التي تلفظ بها ممثلون، الغالبية العظمي من ابطال هوليوود، شتموا العرب، الاخوة ماركس، بوب هوب، بن كروسبي، والتي تراوحت بين وصف العرب اولاد الحرام ، الي الخنازير ، عباد الشيطان ، ابناء ابن اوي ، الفئران اولاد المعزة ، ابناء العاهرات، و ابناء الجمال وهذه فقط التعبيرات المقبولة للذوق، مقابل الكثير من التعبيرات المشينة للذوق والحس، فالعربي ايراب في مصطلحات هوليوود، اصبحت تعبيرا سلبيا يشبه تعبير نيغر/ زنجي . وفي اطار النمطية السلبية عن العربي تظهر الافلام كما كبيرا من القولبات عن العربي المسلم، القاتل، المغتصب، السارق، الشهواني، الاشرار، الكلاب، والقرود، وفي الثمانينات من القرن الماضي، حاولت سينما هوليوود تقديم الشخصية السوداء النبيلة التي تقوم بتدمير العرب، الشرير وتاجر الرقيق خذ مثلا افلام ايدي ميرفي، وصمويل لي جاكسون (قواعد الاشتباك، 2000)، وديزني واشنطون وشكيل اونيل (فيلم كازام/ كاظم 1996). والغريب في هذه الصور ان العرب قدموا باعتبارهم حلفاء للنازية، في تجاهل واضح للكثير من الجنود العرب، خاصة من شمال افريقيا الذين قاتلوا في صف الحلفاء ضد النازية، بل ان فرنسا المحررة، اعترفت بفضل المغاربة الذين شاركوا في تحريرها. ويعتقد جاك شاهين ان افلاما مثل قواعد الاشتباك الذي يتخذ من اليمن ارضية له، لا يقوم بتعزيز النمطية السلبية في شكلها التاريخي، ولكنه يقوم بالتعميم عندما يشير الي ان العرب قاطبة هم معادون لامريكا. فكرة قيام العرب بغزو امريكا وتدميرها ام تظهر في افلام التسعينات او الافلام التي جاءت بعد هجمات ايلول (سبتمبر) ولكنها حاضرة في افلام قديمة مثل الايدي الذهبية لكريغال (1949). مع هذه الصورة جاءت صور اخري عن شيوخ النفط العرب، بعباءاتهم الذين يحاولون الحصول علي اسلحة نووية لتدمير امريكا، وهنا طرأ نوع من التحول علي صورة الشيخ العربي الشهواني الي الشيخ العربي الخطير الذي يريد تدمير امريكا، هذه الصورة حاولت افلام مناحيم غولان تعزيزها هجوم النسور في الفجر (1970). في تحليله لتمظهرات العربي في السينما الامريكية، يحدد شاهين اربعة صورة نمطية انتجت كما هائلا من الصور الصادمة، وهي صورة الاشرار الذين يقوم الاخيار الامريكيون بقتلهم، وصورة الشيخ التي حصلت علي 160 فيلما، واول فيلم فيها يعود الي عام 1907 قوة السلطان . في الماضي كان الشيخ العربي يعيش في الصحراء محاطا بالمال والنساء، اما افلام اليوم فالعربي الشيخ، هو الذي يقوم بتشغيل صاروخ، يملك النفط، والمال الكثير ويستخدم الاسلام لتبرير افعاله، الشيخ هنا هو بالضرورة معاد للمسيحية واليهودية. الصورة الثالثة للعربي هي صورة المرأة، الخانعة المستعبدة، التي لا دور لها الا ارواء ظمأ الشيخ، ومعظم النساء العربيات يظهرن كراقصات لهز البطن، وكحيوانات يحملن البضائع علي رؤوسهن يتبعن الرجال. ومع معالجة صورة الملكة المصرية كليوباترا، صارت المرأة العربية بمثابة الثعبان (سعدية، 1953)، وحوش المغرب، 1966 وفي بعض الاحيان تظهر المرأة كارهابية تريد تدمير الغرب المرأة النمرة 1920 . وهناك قلة من الافلام التي قدمت بعدا ايجابيا للمرأة العربية، وفي الغالب فالبطل الغربي ممنوع من اقامة علاقة مع المرأة العربية لان هوليوود مارست حظرا علي هذه الصورة، والحالات التي حدثت كانت استثناء، كما في فيلم شيخ وبعد ان تم تأكيد الحقيقة ان اصل البطل اوروبي وليس امريكي. المصريون مظهر اخر من مظاهر القولبة، فهناك اكثر من 100 فيلم، معظمها عن المومياء تكثر فيها قولبة المصري، والاستثناء الوحيد لهذا جاء في بعض الافلام التي عالجت صورة كليوباترا. البعد الاخير والاخر من قولبة العرب تظهر هي الفلسطينيين حيث ظهرت معظم الافلام في العقود الاخيرة من القرن العشرين، اي في الثمانينات والتسعينات، 1983 ـ 1989، وتسعة افلام في الفترة ما بين 1990 ـ 1998، والملاحظ في هذه الافلام هي غياب صورة الفلسطيني العادي عنها، ولم تعرض هوليوود لو فيلما واحدا عن عائلة فلسطينية تكافح من اجل البقاء في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وتمسكت معظم الافلام بالشعار الصهيوني ان فلسطين هي ارض بلا شعب كما في فيلم سيف الصحراء (1948)، وفي فيلم الخروج (1960) قام بول نيومان باعلان الحرب علي الفلسطينيين. ويشير شاهين الي الدور السام الذي لعبته افلام غولان التي كانت في جوهرها دعائية مغلفة بغلاف الترفيه. هناك في هوليوود افلام معادية للعرب في موضوعها، ولكن في بعض الافلام تم حشر العربي بصورة لتؤكد نية المنتجين علي تقديم اجندة معادية للعربي، ويشير شاهين الي 250 فيلما، وقد شارك في هذه الافلام مخرجون معروفون من سبيلبيرغ، فرانسيس فورد كوبولا، وريدلي سكوت، مع ان شاهين كان متحمسا لفيلم الاخير مملكة السماء حيث قال برافو محييا سكوت في عمله الاخير. عن الاسباب التي ادت بتأكيد هذه النمطية، لا يغفل شاهين العامل الاسرائيلي وعوامل اخري، حيث يقول ان الصورة ظهرت اكثر بعد انشاء اسرائيل عام 1948، ولكن حظر البترول، وانتصار الثورة الاسلامية، وغزو اسرائيل للبنان والانتفاضة الفلسطينية وحرب الخليج كانت عوامل اسهمت في هذه القولبة. اما عن سبل الحل والاسهام فيه، فشاهين يتحدث عن الحوار وتقديم الدليل لصناع هوليوود انهم ولقرن من الزمان استهدفوا العرب، باعتباره الاخر المختلف. وبمعجمه الجديد هذا يأمل شاهين ان تصبح صورة العربي السيئ صورة من الماضي الذي لن يعود ابدا. جاك شاهين بروفسور علم الاتصالات في جامعة جنوب ايلينويز، ومستشار سابق لشبكة انباء سي بي اس ، له الصورة النمطية للعرب والمسلمين في الثقافة الشعبية الامريكية ، افلام الحرب النووية ، التلفزيون العربي . Reel Bad Arabs: How Hollywood Vilifies People By:Jack Shaheen
Arris Books القدس العربي في 9 يناير 2006 |
يوسف شاهين بين الفن والسياسة: السينما الهمجية مصيرها الزوال ولو حصدت الملايين القاهرة ـ تامر المغازي: حتى الذين يختلفون معه، يحترمون عطاءه المتميز، ويقدرون موهبته الفذة، إنه المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، صاحب العبقرية الفريدة، والسخرية والروح المرحة، المخرج الذي ظل يعمل بعقلية الفيلسوف، ما جعله حالة خاصة يندر تكرارها في تاريخ السينما المصرية والعربية. ظل شاهين يطرح أفلاماً تحمل أفكاراً، ليقول ما يريده هو، لا ما يريده الآخرون، وعلى الجانب الآخر، ظل المنتجون عاجزين عن إثنائه عن أفكاره، فقدم ما يزعج العالم.. أطلقوا عليه عدة ألقاب، منها الأستاذ، ومنها العاشق الثائر، والعبقري الغاضب، والمجنون أحياناً، وظل لقب جو هو المحبب له. يمكنك أن تراه مشاركاً دوماً في التظاهرات الشعبية، على الرغم مما تصيبه تلك المشاركات من أزمات قلبية دخل على إثرها المستشفيات مرات عدة. قدم «جو» للسينما مجموعة من أهم الأفلام يأتي في مقدمتها: «الأرض»، «العصفور»، «عودة الابن الضال»، «اليوم السادس»، «المهاجر»، «الناصر صلاح الدين»، «الآخر»، «اسكندرية ليه»، «اسكندرية كمان وكمان»، «اسكندرية نيويورك»، «المصير».. وغيرها فضلاً عن مساهماته الإنتاجية المتعددة والتي صنعت صفاً جديداً من المخرجين الذين تتلمذوا في مدرسته. من أجل كل ذلك، فإن الدخول فى حوار معه أشبه بالدخول في مناطق شائكة، غالباً ما يقودك هو إليها بنفسه، خاصة عندما يمسك بدفة الحوار ليوجهها كما يشاء إلى المناطق الساخنة فى حياته أو في السياسة، وفيما يأتي مجريات الحوار: · هل تعتقد أن حب الجمهور لك بسبب الموهبة أم لصدقك فيما تقوله من خلال أفلامك؟ ـ منذ بدايتي وأنا جاد في عملى وأقدم كل ما هو جيد ولا أقبل أن أقدم ما ينتقص من أعمالي السابقة بل أقدم ما يزيدها جمالاً. · وماذا يخيف يوسف شاهين؟ ـ لا أخاف إلا الله وحده. · وماذا أعطتك الشهرة وماذا أخذت منك؟ ـ أعطتني حب واحترام الجمهور، وأن أحترم أي شخص حتى أعرف ما بداخله. همجية · هل هناك علاقة بين الجماهيرية التي يتمتع بها الفنان والفن الجيد؟ ـ نعم لأن من يقدمون أعمالا همجية لا يستمرون، حتى لو حصدت أفلامهم الملايين! ـ هل تكتفي بما حققته من نجاح؟ · الحمد لله. · هل انتهى زمن الحب؟ ـ لن ينتهي أبداَ طالما يوجد بشر على ظهر الأرض والحب موجود وكذلك الانتماء والعطاء ولن نستطيع إلغاء الحب، ولا الجنس، فحينما يقول لى شخص ما نريد أفلاماَ نظيفة ليس فيها قبلات فأتساءل كيف ستكون الحياة بدون حب، كيف سيكون هناك مستقبل بدون حب، وكيف سيكون هناك جيل قادم؟ · كيف تكمل العبارات التالية؟ ـ أكره... لا أعرف معنى الكراهية ـ أحب... الإخلاص والولاء ـ أبتعد عن المرأة... عندما أشعر أنها لا تتمتع بالأنوثة ـ أتمرد على المرأة... عندما تكون غير منطقية ـ أذوب في المرأة... عندما كان عمري 19 سنة · ما هي قصه فيلم 11 دقيقة و9 ثوان وكادر واحد؟ ـ فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 فكر أحد المنتجين الفرنسيين أن يصنع فيلماً يخرجه 11 مخرجاً ينتمون إلى 11 بلداً من العالم عن أحداث سبتمبر، ورؤية كل مخرج لها بشرط ألا تزيد مدة الفيلم على 11 دقيقة و9 ثوان وكادر واحد. فاشتركت معه بدون مقابل. · هل ترك لك كل الحرية التي طالبت بها؟ ـ لا.. فقد خاف المنتج وانزعج مما سأخرجه، ولهذا فقد باع إنتاج الفيلم لشركة أخرى، يملكها منتج آخر «جاك بران» ولكن «بران» أرسل لي فاكساً يؤكد أنه غير مرتاح لما سأخرجه، مع أنني كنت لا أزال أصور الفيلم فأرسلت له إنني لا أقدم فناً من أجل راحة أحد، أو حتى العالم كله، واستمرت الخطابات بيننا، وفي كل خطاب كان يطلب مني عدم التعرض لإسرائيل أو الإمعان في انتقاد الأميركيين، واستمر رفضي إلى أن انتهيت من إخراج الفيلم. خوف وذعر · من هو بطل الفيلم وكم من الوقت استغرق تصويره وأين؟ ـ بطل الفيلم النجم نور الشريف والذي عمل معي من قبل في عدة أفلام ومنها «المصير» وتم التصوير في أربعة أسابيع ومعظم المشاهد صورت في بيروت والباقي في القاهرة. · ماذا فعل «بران» مع باقي المخرجين هل أرسل لهم الخطابات نفسها التي تحمل مخاوفه؟ ـ لا، لم يحدث ذلك مع بقية المخرجين الذين أخرجوا أفلاماً ضمن هذا المشروع. · لم كل هذا الخوف والذعر من يوسف شاهين؟ ـ أعتقد أن بعض أصدقائي في فرنسا أخبروا المنتج بأنني مشاغب والكل يعلم أنني لا أخضع للضغوط المالية أو الفكرية للمنتجين بل ألعنهم اذا فكروا في فعل ذلك معي. · كيف كان تأثير أحداث الحادي عشر عليك وأنت تكتب؟ ـ كتبت سيناريوهين، الأول بعد الأحداث بيومين فقط وكان إنسانياً، فيه كثير من التعاطف مع ضحايا الأحداث، ولكنني وجدت أنني لن أقدم جديدا بهذا الفيلم، فهو مجرد عويل ونواح على الضحايا، مع أن الأميركيين أنفسهم لا يبكون . ولا ينوحون على الضحايا، بل ينوحون ويبكون على برجي التجارة اللذين يمثلان لهم جبروت الرأسمالية الأميركية، وهذان البرجان صارا دماراً، وبالتالي فقد أهينت الرأسمالية الأميركية في عقر دارها وهي التي غرست بذور الشر والكراهية في شعوب العالم وعليها أن تحصد ذلك الغرس. مخرج محب · وماذا كتبت في السيناريو الثاني؟ ـ تعتمد فكرة بنائه على رفض الأميركيين ان يفهموا العالم، وانعكس ذلك عليهم بالكراهية والرغبة في الانتقام، والسيناريو يحكي عن البطل . وهو مخرج محب لأميركا وأثناء اشتراكه في مهرجان ببيروت، وفي ليلة عرض فيلمه، تقع أحداث سبتمبر، فيهرب من المهرجان وهو يبكي إلى قلب صخرة في بحر بيروت، فيخرج له من المياه جندي أميركي فيأخذه المخرج إلى بيت أحد شهداء فلسطين. ويحكي له كيف غدر الإسرائيليون بهذا الشعب البطل، وفي الفيلم لقطات توثيقية لجرائم أميركا في «فيتنام» و«السلفادور» و«غواتيمالا» و«كوبا» و«أفغانستان» و«كوريا» باختصار قلت من خلال هذا الفيلم إن أميركا هي العدو الأول لأميركا. · اكتشفت منذ شبابك أن أميركا ما هي إلا خدعة كبيرة فما هو تاريخ غضبك منها؟ ـ بعد الخبرة والتجارب الكثيرة، يمكنني أن أقول إنني أحببت أميركا من طرف واحد، فقد أحببت بها رقص «فريدأستير» وهو يرقص على النغمات الموسيقية الجميلة الساحرة ووسط حشود استعراضية عجيبة أحببت كفاءة وضخامة الانتاج السينمائي هناك. وأول فتاة أحببتها عندما كان عمري 17 سنة وهذا الحب لم ينقلب إلى كراهية، بل غضب يشبه غضب العاشق الذي يرى محبوبته في أحضان رجل آخر ولكنها بلغت الذروة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية لما رأيته من مجازر إسرائيلية ضد الفلسطينيين العزل وذلك كله بمباركة ودعم من واشنطن، ومن قبل ايضاً كرهت . وغضبت على أميركا لأنها لعبت دوراً اساسياً في قيام إسرائيل كدولة ولدورها في سحب تمويل بناء السد العالي من مصر سنة 1956، ولدخولها في عداء مع كل حركات التحرر في العالم، ولدعمها إسرائيل في مواجهة العرب، وهكذا انسحب الحب لأميركا من داخلي تدريجياً، إلى أن وصل الغضب إلى ذروته منذ ستة أعوام. البيان الإماراتية في 9 يناير 2006 شريهان علشان خاطر عيونك سلوى اللوباني من القاهرة: شريهان النجمة الاستعراضية غابت عن الساحة الفنية ولكنها لم تغب عن محبيها ومحبين فنها واستعراضاتها، فقد تم تحويل الموقع الخاص بالنجمة شريهان الى منتدى يحتوي على آخر أخبارها، وملفات فيديو، أغاني، صور، مناقشات، وعلشان خاطر عيونها لا تزال اخبارها تنشر أول بأول في المنتدى من خلال متابعة كل ما ينشر عنها في الصحف والمجلات، وقد صادف عيد ميلادها في آواخر شهر ديسمبر واقتصر الاحتفال على بعض أفراد العائلة مع زوجها رجل الاعمال علاء الخواجة وابنتها "لولوة"، كما كانت نجمة شهرديسمبر على قناة الافلام بمحطة ART فتم عرض بعض افلامها الطوق والاسورة، خلي بالك من عقلك، سوق النساء، مدام شلاطة، جبر الخواطر، الخبز المر، نتمنى للنجمة الجميلة شريهان الشفاء والصحة وكل عام وهي بالف خير. مشوارها الفني: قدمت النجمة شريهان العديد من الاعمال الفنية المتنوعة مثل الافلام، المسلسلات، الفوازير، الاستعراضات، بلغ عددها 21 فيلم و8 مسلسلات، ومسلسل واحد للاذاعة "اشياء لا تباع" عام 84، درست الباليه والرقص، وحاصلة على ليسانس الحقوق، اكتشفها المطرب عبد الحليم حافظ من خلال اخيها عمر خورشيد، كان اول ظهور لها على الشاشة الكبيرة في فيلم "ربع دستة اشرار" مع النجم فؤاد المهندس، ثم في فيلم "قطة على نار"، وتوالت الاعمال والبطولات مع نخبة من الفنانين الكبار والمخرجين المتميزين، قدمت مختلف الشخصيات وقد أبدعت في تقديم الشخصيات المركبة كما جاء في دورها في فيلم "الطوق والاسورة" فقامت بدور الابنة والام، والجدير بالذكر أن الفيلم يعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية، بالاضافة الى دورها في فيلم "عرق البلح" للمخرج الراحل رضوان الكاشف، و"قفص الحريم" لخيري بشارة، وآخر أفلامها كان فيلم "العشق والدم" عام 2002 من اخراج الراحل أشرف فهمي، وبطولة فاروق الفيشاوي، محمد رياض، وسهير المرشدي، وقد شارك بمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي في مسابقة بانوراما السينما المخصصة للافلام المحلية، ونالت عنه جائزة افضل ممثلة، بالاضافة الى العديد من الافلام منها سوق النساء، الحب والرعب، الامتحان، كريستال، المرأة والقانون، خلي بالك من عقلك، وبدأت أعمالها المسرحية مع النجم محمد صبحي في مسرحية "انت حر"، و"المهزوز"، ثم مسرحية "سك على بناتك" مع النجم فؤاد المهندس، وفي عام 90 شاركت فؤاد المهندس مرة أخرى في مسرحية "علشان خاطر عيونك"، ومسرحية شارع محمد علي عام 94 مع النجم الراحل فريد شوقي والفنان هشام سليم، واستمر عرضها لمدة سنتين حتى نهاية عام 96، ومن مسلسلاتها "دمي ودموعي وابتسامتي". نجمة الاستعراض: في عام 85 أسند اليها المخرج "فهمي عبد الحميد" بطولة الفوازير وكانت محطة هامة في حياتها، فهي فنانة لديها احساس عالي بفنون الرقص، كما تهتم بجميع تفاصيل الاستعراض من الازياء الى الديكور والاغاني والموسيقى، وقد شارك في معظم فوازيرها كبار المؤلفين منهم سيد حجاب، والموسيقين منهم عمار الشريعي، قمت لنا استعراضات مبهرة وناجحة من خلال الفوازير على مدى 10 سنوات، ونالت شعبية كبيرة حتى كانت تخلو شوارع القاهرة من الناس أثناء عرضها على التلفزيون أول مرة، وفي عام 88 قدمت "الف ليلة وليلة" في مسلسل تلفزيوني ولعبت من خلاله 3 أدوار وهم فاطيما، كاريما، وحليمة، بالاضافة الى فوازير "حول العالم"، والجدير بالذكر انها تعرضت لحادث سير في عام 90 لازمت المستشفى والعلاج لمدة سنتين وعادت بقوة من خلال فوازير"حاجات ومحتاجات" في عام 93 بعد شفائها باخراج وائل عبد الحميد وهو ابن مخرج فوازيرها فهمي عبد الحميد الذي توفي اثناء فترة علاجها، فقدمت لنا أشهر الاستعراضات التي عرفها العالم مثل التانجو والفالس بالاضافة الى الاعمال الفولكلورية للعديد من الدول العربية والغربية، واستخدم في الفوازير أحدث تكنولوجيا التصوير والخدع والجرافيك لتظهر بشكل رائع ومتقن من خلال أداء النجمة شريهان، شريهان كانت ولا تزال نجمة الاستعراض، وحاول الكثيرين مؤخراً اقناعها بكتابة قصة حياتها ورفضت رفضاً قاطعاً. موقع "إيلاف" في 9 يناير 2006
|