جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

سينماتك

 

 

 

بطل أضرار لاحقة الذى فضح هستيريا الغرب

سمير نصر: فيلمى عن عبد الحليم حافظ حنين لحلم الستينات

انتصار صالح

 

 

سينماتك

آخر عنقود المخرجين المصريين الساعين نحو العالمية.. المخرج المصرى الشاب سمير نصر الفائز بجائزة أفضل عمل أول من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عن فيلمه الألمانى أضرار لاحقة.. الذى سبقته عدة أفلام تسجيلية حصدت العديد من الجوائز منها.. محطة البنزين الليلية، الحياة 16، دوريات عبر الحياة.. وغيرها، إضافة الى فيلمه الروائى القصير الخبز اكتشف فى سن مبكرة عشقه للسينما وبدأ كتابة النقد السينمائى فى مجلات المدرسة الألمانية، لكنه درس إدارة الأعمال بجامعة مانهايم، ثم اتجه لدراسة السينما والعمل بها بدءاً من العمل كعامل فى حجرة العرض الى تدريس السينما والمونتاج والاخراج.

سمير عاش بين مصر وألمانيا والدته ألمانية ومازالت مشاريعه الفنية تنتقل بينهما.. يعد الآن لفيلم روائى طويل عن رواية شرف لصنع الله ابراهيم ويجمع مادة وثائقية لفيلمه التسجيلى الطويل عبد الحليم حافظ.. أغنية الثورة. فيلمه أضرار لاحقة معالجة شديدة الحساسية لتوابع ما بعد تفجيرات 11 سبتمبر على العرب المقيمين بأوروبا، من خلال حكاية شاب جزائرى يعيش حياة سعيدة مع زوجته الألمانية وابنه، حتى يثير البوليس الشكوك حوله كواحد ممن أطلق عليهم هناك الارهابى النائم وأنه على صلة بالخلايا الارهابية التى خططت لأحداث سبتمبر، لتنقلب حياة هذا الشخص السعيد المنفتح على الآخرين وتنمو بذور الشك حوله وتصل للزوجة.. الفيلم حمل رسائل تنتقد فوبيا الشكوك الغربية فى العرب والمسلمين وقدم نقدا صريحا للمجتمع الألمانى فى هذا السياق، لكنه حرص على صياغة رسالته بلغة فنية راقية وعناية بالتفاصيل الفنية من تصوير ومونتاج فنالت موسيقى الفيلم شهادة تقديرية من مهرجان القاهرة لأوليفر بيلر.

·         سألته.. هل واجهت صعوبات فى تقديم رؤيتك التى تنتقد المجتمع الألماني؟

- الفيلم ساهمت فى انتاجه ثلاث قنوات تليفزيونية ألمانية، وكانت بيننا نقاشات كثيرة أثناء العمل، لكن الضغوط جاءت بعد الانتهاء منه فرفضت عدة مهرجانات ألمانية عرضه، لأن الفيلم المستوحى من قصة حقيقية عرى الهستيريا التى تغذيها وسائل الاعلام الغربية، حتى صار بعض السياسيين يستغلون خوف المواطنين الطبيعى من الارهاب لخدمة مصالحهم، لكن بالنسبة لى الأهم فى الفيلم انه يقدم حالة انسانية تكشف كم التخريب الذى خلقته تلك الشكوك فى حياة الناس، كيف تؤثر الأحداث السياسية فى أدق العلاقات الانسانية، وكم التخريب والضرر الذى تلحقه بهم.

·         هل أردت أن ترد بالفيلم على العنصرية ضد العرب فى أوروبا؟

- عشنا فى ألمانيا موجات متفاوتة من العنصرية ضد الأجانب، وهناك جالية عربية وإسلامية كبيرة عانت الكثير بعد أحداث 11 سبتمبر وتحولوا من مواطنين الى متهمين أو موضوع للشك، لكننى فى هذا الفيلم أردت مخاطبة الجمهور الألمانى ليدرك حجم الخراب الذى يجلبه على عالمه بهذه النظرة الظالمة ضيقة الأفق، لذلك ترى الأحداث بعين بطلة الفيلم الزوجة الألمانية التى لا تعنيها السياسة، حتى تقتحم حياتها تخرب بيتها وتهدم سعادتها رغم براءة الزوج العربى من كل التهم وكونها مجرد شكوك ضخمها البوليس قبل أن يتيقن من الحقائق.

·     من اللافت عنايتك الفائقة بالصورة، التى حافظت على حيوية الأحداث، فرأينا حركتها تتزايد مع تصاعد الأحداث.. هل أردتها أن تكون المعادل البصرى لاضطراب الموقف؟

- السينما هى صورة قبل أى شيء لذلك حاولت مع المصور تقديم صورة سينمائية جميلة وقادرة فى ذات الوقت على نقل الحالة النفسية للشخصيات ولهذا ظهرت حركتها الكثيرة فى الثلث الأخير من الفيلم مع تصاعد انفعال البطلة وتوترها، فيه تهتز الكاميرا بشدة متدرجة مع درجة توتر البطلة، بشكل عام أحب الصورة المعبرة والكاميرا المتحركة بشرط أن تكون مريحة لعين المشاهد.

·     هل اكتسبت الميل للكاميرا كثيرة الحركة من العمل فى أفلام تسجيلية تلاحق الواقع بسرعته كما فى سلسلتك التليفزيونية وفيلمك عن طلعات البوليس؟

- بالفعل فى هذه الأفلام، وفى كثير من الأفلام التسجيلية يجب استخدام الكاميرا المحمولة سريعة الحركة، خاصة بعد ظهور حركة دوجما السينمائية التى تحاول الوصول للطبيعية بكل الطرق، صار هناك تيار فنى يرى أن اهتزاز الكاميرا كأنك فى مركب هو ما يعطى طعم السينما التسجيلية ولكننى لست مع هذا الرأى، أفضل دائما العمل مع مصور جيد يعطى الاحساس بكاميرا متحركة جدا وأيضا مريحة.

·         هل واجهت صعوبات كعربى فى العمل بالسينما الألمانية؟

- الصعوبات لا ترجع لأصولى العربية ولكن لقسوة المناخ السينمائى الألمانى الذى لا يقبل الأخطاء، وبالتالى يقلل من فرص وجراءة التجريب خوفا من الفشل، لكننا أثناء الدراسة فى أكاديمية الفيلم بلودفيجسبورج تعلمنا العمل وفق آليات السوق بشكل عملى، فالمنتجون يكتسبون سطوة بالغة فى السوق السينمائى فى ألمانيا، بالنسبة لى كانت الصعوبة فى التحول بتقديم أول فيلم روائى بعد عملى طويلا فى السينما التسجيلية فكان احتمال الفشل يعنى حصرى فى المجال التسجيلى لكن نجاح أفلامى السابقة مع قناة swr أكسبنى ثقة منتجيها، وهو ما أثبته نجاح الفيلم بتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة.

·         وكيف جاء التفكير فى أنجاز فيلم فى مصر؟

- منذ قرأت رواية شرف عند صدورها عام 1997 شعرت برغبتى فى تحويلها الى فيلم سينمائى فهى عمل مغر لأى مخرج، فيها تشريح بالغ الذكاء والحب والقسوة أيضا للواقع المصرى وعلاقته بالعولمة ورد فعل الأحداث الكبرى فى حياة الانسان البسيط ووجدت فى مقابلتى مع الأديب الكبير صنع الله ابراهيم الذى وافق على مشروعى دعما كبيرا، والآن أنا فى مرحلة البحث عن صيغة انتاج للفيلم، هناك بالفعل منتج ألمانى بالمشاركة مع القناة الثانية الألمانية ومازلنا بحاجة الى مشاركة منتج مصرى، لإنجاز الفيلم الذى أتمنى أن أعيد من خلاله بعض من أحب نجومنا الكبار الى شاشة السينما.

·         كيف جاء مشروع فيلمك التسجيلى عن عبد الحليم حافظ رغم ثقافتك الألمانية؟

- تربيت على أغانى الكبار وكانت الأفلام الغنائية العربية عشقى الدائم، لذلك بقيت معى دائمة الحضور فى حياتى خاصة الخمسة الكبار أم كلثوم، عبد الوهاب، فريد الأطرش، وفيروز وعبد الحليم حافظ.. الذى كان دوما الأكثر قربا الى قلبى منذ الصغر، وكان دائما المطرب العاطفى حتى اكتشفت روعة أغانيه الوطنية، وأجدها كثيرا ما تلح على، فقد كانت فترة الثورة وما بعدها حتى منتصف الستينيات من أخصب فترات تاريخنا فنيا وانسانيا، اليوم نحتاج أكثر الى الحلم الذى كان موجودا وقتها والذى صبغ هذه الأغانى بالفرحة، وإذا قيمناها بشكل موضوعى سنقول إنها نوع من الدعاية، لكن يلح السؤال لماذا عاشت حتى الآن، لابد أنها تحمل مستويات أعمق فنياً وانسانيا.. الفيلم محاولة لمناقشة عصر، ولكن للأسف لمست من الكثيرين من الجيل الذى عاش وصنع هذا العصر عزوفا عن الحديث للأجيال التالية لهم سبق أن رفض كمال الطويل وعمر الشريف أرجو أن أجد منهم تعاونا، خاصة انه فى فيلم تاريخى كهذا نفتح المجال للشباب للحوار حول تاريخه وللتواصل مع ما صنعه السابقون دون أفكار سابقة التجهيز.

العربي المصرية في 8 يناير 2006

 

أوروسينما..

دراما الوجع الإنساني

على عبد العظيم 

على مدى تسعة أيام شهد مسرح المركز الفرنسى المعاد افتتاحه حديثاً احتفالية السينما الاوروبية بالإسكندرية، ورغم كونها المرة الثانية التى تشهد فيها شاشات إسكندرية السينما الأوروبية بهذا الكم خلال هذا العام فقد سبقها المهرجان الأوروبى بمكتبة الإسكندرية فى شهر فبراير الماضى، إلا أنها كانت من أهم الاحتفاليات السينمائية التى اهتم بها جمهور السينما السكندرى حضوره القوى لكل العروض ومشاركتهم فى ندوتى الافتتاح والختام أيضاً.

شارك فى تنظيم المهرجان ثمانية مراكز ثقافية أجنبية هى المجلس الثقافى البريطانى، والروسى،، معهد سرفانتس الأسبانى، معهد جوته بالإسكندرية، المعهد اليونانى، القنصلية الإيطالية، المعهد السويدى، والمركز الفرنسى الذى استضاف كل العروض.

وقد اختار كل مركز من هذه المراكز فيلمين فقط منتجين خلال العشر سنوات السابقة ليقدم من خلاله السينما الحديثة فى دولته، وماذا تناقش من قضايا خاصة محلية أو عامة عالمية وانسانية.

لفت الأنظار بشدة الحضور القوى للجمهور وبخاصة الأفلام الروسية والفرنسية والإيطالية واليونانية، كما أن الأفلام الألمانية أصبح لها جمهور فى الإسكندرية بعد ثلاث احتفاليات سينمائية على مدى السنوات السابقة، وفضلا عن تعطش الجمهور للتعرف على سينمات جديدة غير معهودة كالسويدية، ولكن الاكتشاف الحقيقى للجمهور السكندرى هو الدول القريبة منه كدول البحر المتوسط فقد شهدت أفلام إيطاليا واليونان وأسبانيا مناقشة عاطفية من الجمهور الذى رأى فيها تقارباً واضحاً مع مشكلاته وطريقة مختلفة لتناولها وحلولاً جديدة لها.

فالفيلم الأسبانى نساء وحيدات يناقش قضية أم ريفية تضطر للعيش مع ابنتها فى المدينة فى انتظار خروج الأب من المستشفى لنكتشف معاناة ابنتها الحامل من علاقة عابرة، وهى التى تعيش بالكاد كعاملة نظافة سكيرة ووحيدة، وكذلك جارها العجوز الوحيد مع كلبه، ولكن الأم تستطيع أن تترك ورائها بعض الدفء الريفى فى صحراء الوحدة.

أما الفيلم الأسبانى أسرار دفينة فيدور حول الطفل خابى الذى يبدأ فى اكتشاف حقائق الحياة من حوله كالموت والجنس والخوف حتى يصل إلى نضج مرحلى خاص به، وتهامس الحضور حول أن هذا الفيلم هو مصدر أفكار كثيرة فى الفيلم المصرى بحب السينما الذى لاقى نجاحاً جماهيرياً.

وفى المقابل نجد الفيلم اليونانى لمسة التوابل فهو عن علاقة الطفل اليونانى الذى عاش وتربى فى استانبول لكنه يهجرها مع والده مجبراً ليبقى الحنين فى العودة لحبيبته شيماء وجده فيلسوف المطبخ والطهى الذى حول حياته كلها لطريقة مطبخية فى التعامل مع الأشياء، حتى يأتى مشهد النهاية فيجمع فيه البطل الذى أصبح دكتوراً فى الفلك بقايا العطارة من محل جده القديم فى استانبول ويرسم به مجرة درب التبانة ثم ينفخ ليحلق المشاهدين معه.

وفيلم عرائس اليونانى يتناول فكرة غريبة عن سبعمائة من العرائس يرحلون على سفينة واحدة للنجاة من الفقر واليتم والاغتصاب والحروب للزواج من أزواج لم يقابلوهم أبداً فى أمريكا وإنما تحمل كل عروس فستان زفاف وصورة لعريسها.

وفيلم لو الإيطالى يقدم عالماً بين رجل وامرأة يقعان فى الحب ويتزوجان ومن خلال صعوبات الحياة العادية التى قد تنجح فى أن تفرق بينهما للأبد أو تجعل حياتهما جحيماً هذا ما يناقشه القس الذى يزوجهما قبل أن يقدما على الزواج.

أيد الناقدان فوزى سليمان وإبراهيم الدسوقى التجربة الرائدة التى قامت بها المخرجة ماريان خورى فى القاهرة بطرح الأفلام الأوروبية فى سينمات تجارية، وقد حضرت ماريان ندوة الافتتاح لتتحدث عن التجربة ولاقت حماساً من الجمهور الذى طالب بتخصيص ولو شاشة عرض واحدة لعرض السينما الأوروبية بصفة مستمرة على مدار العام، وهو ما أكدته توصيات الندوة الختامية للمهرجان مقترحين سينما أوديون المملوكة لأحد أفراد الجالية اليونانية، كما طالب إبراهيم الدسوقى بمشروع لعروض سينمائية لطلبة المدارس بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية والبدء بالمدارس الخاصة بالجاليات الأجنبية ليتعرف الشباب الناشئ على أنواع أخرى من السينما الأوروبية بدلاً من السينما الأمريكية السائدة.

العربي المصرية في 8 يناير 2006

 

بعضهم قال: السينما عمرها ما تقود ولا تغير مجتمع

سألناهم: هل نواجه الإرهاب ب الليمبى وبوحة وخالتى وشان؟!

أشرف توفيق 

منذ سبعينيات القرن الماضى والفكر المتطرف ينتشر ويتوغل بين جنبات المجتمع المصرى والعربى، وسرعان ما تحول إلى إرهاب مسلح دفع ثمنه كل طوائف الشعب، هدد فنانين بالقتل، استهدف إعلاميين، ومؤخرا سقط خلال 2005 المخرج السورى مصطفى العقاد، وسط كل هذا كان لابد من طرح السؤال أين السينما من رصد وتحليل هذه الظاهرة، وهل قامت بدورها كما ينبغى فى التصدى للتطرف والإرهاب وهل الأفلام التى لا يزيد عددها على عدد أصابع اليد الوحدة كافية لتوعية مجتمع استشرت فى أوصاله أمراض التطرف وتحولت إلى إرهاب فكرى ومعنوى ومادى، طرحنا هذه التساؤلات على مجموعة من فنانينا الكبار، وكان هذا ردهم:

فى البداية يقول الفنان الكبير عادل إمام: السينما طوال تاريخها منذ فيلم لاشين وحتى الآن وهى تتصدى للقضايا المهمة مثل الإرهاب والتطرف والفساد، لكنك لا تستطيع القول هل السينما قدمت ما يكفى فى هذه النوعية من الأفلام أم لا، وليس من المعقول أن نقدم كل شهر فيلما عن الإرهاب والتطرف، فالسينما فى المقام الأول هدفها المتعة والتسلية، ويستطرد النجم عادل إمام قائلا: لا اتفق معك بأن جيل الفنانين الشباب مُقصر فى تقديم أفلام ضد تلك الظواهر أو غيرها، فالشباب قدموا أفلاما مهمة، ويضيف عادل إمام عن نفسى قدمت أفلاما ضد التطرف والإرهاب منها الإرهابى وطيور الظلام واللعب مع الكبار والإرهاب والكباب، وأتمنى أن أكون عملت حاجة ضد الإرهاب والتطرف، وأتمنى أن تكون أفلامى وصلت للبسطاء وزادت من وعيهم ولا احتكر الفضل فى هذا لنفسى، فلقد كان معى كتيبة من المخرجين والمؤلفين.

أما الكاتب الكبير وحيد حامد فيعلق على تلك القضية قائلا: بالتأكيد ما قدمته السينما المصرية من أفلام تناقش التطرف والإرهاب غير كاف، ولكنك لابد أن تضع فى الاعتبارات أن السينما التى تناهض الإرهاب واجهت حربا فكرية ضارية من المتطرفين دينيا الذين خلطوا بين الإرهاب والإسلام، ولا يخفى عليك أن هذه الحرب وصلت إلى ساحات المحاكم، وهناك عنصر آخر ألا وهو الإنتاج فمثل تلك النوعية من الأفلام الجادة غير مطلوبة حاليا فى ظل سيطرة السينما التجارية، لأن المنبع يريد أن يكسب من وراء الفيلم كما لا يريد وجع الدماغ الذى تتسبب فيه تلك الأفلام.

وعن سطحية ما قدم من أفلام حول الإرهاب والتطرف، قال وحيد حامد هذا رأى غير صحيح ولا دقيق، فالفيلم يرصد حالة أو لحظة يعيشها المجتمع، كما فعلت فى طيور الظلام واستشرفت المستقبل الراهن، وقلت إن الخطر القادم على مصر سيكون الإرهاب والفساد وهو ما حدث بالفعل، فنحن محاصرون بين الحزب الوطنى بفساده والإخوان المسلمين بفاشيتهم.

سألت الفنان السورى دريد لحام، هل السينما أدت دورها فى مواجهة التطرف والإرهاب، فرد قائلا: بالتأكيد لأ، العمل السينمائى يحتاج إلى وقت وتحضير ودراسة، ولكن الإرهاب جديد علينا، صحيح التطرف موجود من زمان لكنه لم يكن واضحا أنه اخطبوط، فالتطرف قد يبدو أنه مجرد وجهة نظر، لكن لم يكن أحد يعلم أن التطرف ممكن يتحول إلى اخطبوط قاتل.

السينما عمرها ما تقود ولا تغير مجتمع.. بهذه العبارة الصادمة بدأ الفنان خالد النبوى، عرض وجهة نظره، وأضاف: لقد قدمنا أفلاما ضد الفساد فهل انتهى الفساد؟! وقدمنا فيلم صلاح الدين الأيوبى فهل عادت الأرض المحتلة؟! إذن دور السينما ليست تقديم حلول، ولا يجب أن نحمل السينما فوق ما تحتمل.

ويضيف خالد أين دور المجتمع كله فى التصدى للتطرف والإرهاب، أين دور الجامعة، ألا يسيطر عليها المتشددون، لابد أن نركز على التعليم أولا، فلابد للناس كلها أن تأخذ حظها من تعليم حقيقى وليس التعليم الذى يكون فيه الفصل الواحد يحوى ستين طالبا.

المخرج سمير سيف يرى أنه لابد من أعمال سينمائية كثيرة تتصدى للإرهاب، لأنه لن يحدث تأثير عند الجمهور، من مجرد فيلم أو اثنين، فلابد من أعمال كثيرة تنتج تأثيرا تراكميا يوعى الناس بخطورة التطرف والإرهاب.

السينما دعوة للحياة هذا هو دور السينما فى مواجهة الإرهاب، كما يراه المنتج د. محمد العدل، ويضيف أرى أن السينما من الممكن أن تقوم بدور جيد جدا فى التصدى للتطرف والإرهاب ولا تخضع للقوى والتيارات الدينية التى تحاول التأثير عليها، وتطلق شعارات من نوعية، سينما نظيفة وأخرى غير نظيفة، وعن نفسى أتمنى تقديم أفلام تزيد من وعى الناس بخطورة التطرف والإرهاب.

وتعلق الفنانة سلوى خطاب قائلة: السينما تواجه الإرهاب عن طريق الفكر الراقى الذى تقدمه، عن طريق توعية الجمهور وإثارة عقله، ولا أعرف ما المقصود تحديدا بلفظ إرهاب، هل هو القتل الجسدى فقط؟! لا أعتقد بل أرى أن التخلف والفكرى والإرهاب الفكرى أخطر من الارهاب الجسدى، والسينما فن جميل تنمى العقل والقلب والوجدان والمشاعر، فالسينما تقدم أشياء جميلة للمجتمع.

أما رأى الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد فكان أنه لابد من دور للدولة فى انتاج أفلام تنويرية لتوعية الشعب بخطورة التطرف والارهاب، ولا نستطيع أن نحمل المنتج الخاص فوق طاقته ونطالبه بانتاج أفلام من هذه النوعية، فهذا هو دور الدولة.

ويرى الفنان سمير صبرى أن المشكلة فى عدم تقديم أفلام كافية ترصد التطرف والارهاب تكمن فى غياب دور الدولة كمنتجة للأفلام السينمائية، وانفراد المنتج الخاص وحده بالسوق السينمائى، فالمنتج الخاص غير الواعى من أمثال تجار اللحوم الذين غيروا نشاطهم واتجهوا للانتاج السينمائى كل ما يهمه هو جمع أكبر كم ممكن من الأموال ولا يهمه التصدى لقضايا هامة ولا حتى غير هامة، ويضرب الفنان سمير صبرى مثلا بما كانت تقدمه مؤسسة السينما فى الستينيات من القرن الفائت مثل وااسلاماه، خالد بن الوليد، الشيماء، وبين ما قدم العام الماضى من أفلام لا يجوز أن تحمل لقب افلام فهى مجرد اسكتشات ضاحكة، ويرى سمير صبرى أن الحل يكمن فى تكتل الفنانين وقيامهم بإنتاج أفلامهم بأنفسهم.

ينضم السيناريست د. مدحت العدل الى قائمة الفنانين الذين يرون أن السينما لم تقدم ما يكفى من أفلام للتصدى للتطرف والارهاب بل ويزيد الاتهام للسينما قائلا:
حتى الأفلام التى ناقشت الارهاب والتطرف كانت أفلاما سطحية تقدم القضية من فوق الوش، فمن قدم تلك الأفلام اعتقد أنه مجرد أن يظهر ممثل بذقن وجلابية بيضاء يكون قدم فيلما عن الارهاب، من قدم تلك الأفلام لم يرصد لنا الارهاب من أين أتى وإلى أين يذهب لم يبحث أسباب ظاهرة التطرف، حتى فيلم الارهاب والكباب لم يقدم ارهابا حقيقيا فليس من المعقول ان مواطنا لمجرد أن أوراقه لم تخلص يتحول الى ارهابى لم يرصدوا أصل الارهاب وأسبابه الحقيقية من فساد وفقر وعشوائيات، ويرى السيناريست مدحت العدل أن الاسباب وراء عدم تقديم أفلام تناقش ظاهرة الارهاب والتطرف ليست كامنة فى أن الجمهور مش عاوز كده، فالعيب فى صانعى الأفلام وأنا واحد منهم، الجمهور عنده استعداد يتقبل أى قضية بشرط تقديمها بشكل مثير وجذاب.

العربي المصرية في 8 يناير 2006

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك