جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

سينماتك

 

 

 

ضوء....

مجالات الكتابة عن السينما

عدنان مدانات

 

 

سينماتك

هناك خطأ شائع يتمثل في اعتبار أن الكتابة عن السينما هي مجرد نقد للأفلام، لكن المجال الأهم للكتابة عن السينما هي السينما نفسها، السينما كقضية إبداعية ذات مواصفات خاصة، السينما وما يرتبط بها من مواضيع وظواهر اجتماعية ونفسية، ماهية الحدود والآفاق والإمكانيات المتاحة لها، وعلاقة السينما، مع مجالات الحياة المختلفة، كلها قضايا مهمة يجب على الناقد أن يتنطع لها للمساهمة في نشر الوعي بالسينما وليس أن يكتفي الناقد بإبداء رأي حول فيلم معين. من الضروري جعل الكتابة عن السينما مجالاً رئيسياً من مجالات التفكير الثقافي في المجتمع. فمن الغريب أنك تقرأ عشرات المقالات حول قضية شعرية متكررة مثل قضية مشروعية قصيدة النثر، وبالمقابل، نادرا ما تصادف أن يكتب ناقد أو باحث ما دراسة حول القضية نفسها في السينما، أي حول مفهوم النثر في السينما، على الرغم من أن السينما ذات جمهور أوسع بكثير من جمهور الشعر، وأيضا، على الرغم من أن السينما يمكن أن تمد الباحث بمخزون نظري أشمل وأكثر حداثة من أنواع الإبداع الأخرى. ما يهم وما هو ضروري في مجال الكتابة عن السينما هو ضخ المعرفة في وعي القارئ في المجال الفني السينمائي بما يجعله قادرا على فهم الأفلام التي يراها بنفسه انطلاقاً من وعي نظري منهجي دون أن يحتاج إلى ناقد يفسر له مضمون الفيلم.

في كثير من الأحيان، يبادر النقاد أثناء تحليلهم النقدي لفيلم ما لعقد المقارنة بين الأفلام المعاصرة والأفلام القديمة، أو بالأحرى، بين سينما اليوم وسينما أيام زمان. وغالبا ما تكون هذه المقارنة لصالح سينما أيام زمان وتتسم بالحنين لها والتحسر على ما فعلته التقنيات المعاصرة بها. الحنين إلى ماضي السينما يشبه إلى حد كبير الحنين إلى الطفولة، حيث يتذكر المرء بحب لحظات من وقائع ساذجة في طفولته. فالسينما التي عرفها معظمنا في الطفولة كعالم مبهر، باتت لهذا السبب بالذات، جزءا من ذاكرة الطفولة نفسها وجزءا من التاريخ الشخصي للإنسان. وهذه خاصية تتميز بها السينما عن باقي الفنون والآداب الأخرى، فهي فن مرئي مسموع له قدرة عن الإيهام بالواقع. ومشاهدة فيلم سينمائي كانت ولا تزال نوعا من العيش الواقعي لفترة قصيرة من الزمن، لحدث ولعلاقات إنسانية. وهذا الأمر يعكس نفسه في حالات كثيرة على الكتابة عن السينما، حيث تبقى الكتابة أسيرة لرؤية الطفولة الساذجة.

مساهمة المخرجين في النقد

عرف التاريخ الإبداعي العالمي الحاجة الملحة لأن يكون المبدع ناقداً، حيث إن خبرة الممارسة إذا دمجت مع الخبرة النظرية تقود إلى نتائج أفضل، وأكثر علاقة بصلب الموضوع. إننا نعرف في تاريخ الأدب شعراء كبار كان لهم مساهمات في مجال النقد ولم يؤثر هذا على إبداعهم. أسوق على سبيل المثال تجربة الشاعر الإنجليزي “إليوت” فهو صاحب نظريات مهمة حول الأدب منها نظرية “المعادل الموضوعي” التي غالبا ما يتحدث عنها النقاد، وأيضا هناك تجربة الشاعر أدونيس في ما يتصل بالجمع بين النظرية والممارسة. وفي تاريخ السينما فإن أفضل النظريات نتجت عن سينمائيين مثل المخرج الروسي أيزنشتاين الذي قدم في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي أفلاماً خالدة، وله، في المقابل، خمس مجلدات في نظرية السينما. وللأسف فنادرا ما نعثر على سينمائيين عرب يكرسون اهتماما خاصا لهذا الجانب المهم من النشاط المعرفي المرتبط بالسينما.

“ثالوث المحرمات” تعبير شائع عند الحديث عن العوائق التي تجابه حرية التعبير في مجالات الأدب والفن، ويقصد به المواضيع التي تلاقي صعوبات مع الرقابة الرسمية في العالم العربي. ويمكن تقسيم هذه المواضيع إلى ثلاثة فروع رئيسية هي: الدين والجنس، والسياسة. ويتجسد هذا الثالوث في أشد حالاته عندما يتعلق الأمر بالسينما في العالم العربي، فهذه المحرمات ظلت تمثل إشكالية كبيرة مزدوجة الاتجاه، فالسينمائيون العرب بشكل عام كانوا باستمرار يطمحون للتعبير عن مواقفهم تجاه هذه المواضيع، وهي مواضيع جذرية تخص المجتمعات العربية، في حين كانت هذه المواضيع خطوطاً حمر بالنسبة لقوانين الرقابة على الأفلام في العالم العربي. لكن المشكلة لا تقتصر على الرقابة الرسمية بل تشمل ما يمكن اعتباره الرقابة الاجتماعية (الرأي العام)، فحتى لو تغاضت الرقابة الرسمية عن بعض الجوانب التي تخضع لقوانين المحرمات نجد أن الرقابة الاجتماعية وحتى رقابة الأفراد العاديين تهب للوقوف في وجه ما يرد من أفلام وخاصة في مجال الجنس والدين. ويبدو أن قضية ثالوث المحرمات تشكل بؤرة الصراع الذي يقوده السينمائيون العرب في مجال بحثهم عن حرية التعبير. بالمقابل، هناك من يؤكد أن الإبداع قادر على تجاوز سقف الرقابة، وأن الأفلام الفجّة والمباشرة هي التي تقع عادة في قبضة الرقيب، بدليل أن هناك الكثير من الأفلام العربية الجريئة أنتجت في ظل مناخات سياسية قائمة، وقيض لها الظهور، بمعنى أنه يمكن من خلال الإبداع الذكي تجاوز مشكلة الرقابة بشكل عام من أجل الوصول إلى فكرة ما، وذلك من خلال التحايل على قول الحقيقة، أو بالأحرى قولها بذكاء، دون التعرض لمقص الرقيب.

الخليج الإماراتية في 26 ديسمبر 2005

 

درس خصوصى لمخرجات الابتذال السينمائي

عُرى اللوحات التشكيلية وعُرى الصالات الليلية

صفاء الليثي

بعد استمتاعنا بالفيلم لم يغادر أغلب الحضور القاعة رغبة فى التعرف على المخرج الكبير الذى قدم فيلما عميقا ومؤثرا، فوجدنا شقراء جميلة دون أية مساحيق، وسيدة أكبر سنا بشعر يميل للاحمرار لا تقل جمالا، كانت الفاتنتان هما فيرا جلاجوليفا مخرجة فيلم العقد الروسى ومنتجته ناتاليا إيفانوفا وأدارت الندوة عزة الخميسى من الروسية مباشرة فكسبنا وقتا وازدادت الفائدة. قدمت المخرجة نفسها فى وجل: كنت هنا منذ عشرين عاما كممثلة، واليوم أشعر أننى فى امتحان، حضورى مهرجان القاهرة كمخرجة مسئولة عن فيلم أمر آخر التواضع غير المصطنع والوجل الحقيقى لمخرجة فيلم على درجة عالية من الفنية نجح فى عرض مأساة شخصية لإمرأة هجرها زوجها لأخرى وتسعى إلى الإنتحار، هل اكتفى الفيلم بهذا؟ تم ربط المأساة الشخصية للبطلة آنيا مع مأساة شخصية أخرى لرجل يعمل فى المخابرات الروسية ويكلف بمهام قاسية اغتيالات وإرهاب. إجماع الحضور على عمق مستويات الفيلم وروعة جماله، فى جانب منه يذكرك برومانسيات فرنسية كبيرة، تحديدا فيلم أشياء الحياة لميشيل بيكولى ورومى شنايدر، فى جانب آخر البعد السياسى وإرهاب الدولة والعمليات الإرهابية. نقد سياسى مغلف بقصة إنسانية. عرض إنسانى للشخصيات لا يعنى التعاطف معها ولكن إدانة الظرف السياسى العام الذى يورطها فى أمور ضد طبيعتها الإنسانية. نكتشف القصة مع المشاهد تدريجيا والبدء بالمرأة متوترة تجرى من مكان لآخر ثم مصادفة التقاءها بالرجل، الاقتراب التدريجى منه أيضا. أداء رائع للممثلة الجميلة متوسطة العمر وللممثل الذى عرفناه بطلا لفيلم باركوا المرأة الذى حاز فضية مهرجان القاهرة فى دورته الماضية وتشارك بطلته سفتلانا خودشنكوفا عضوية لجنة التحكيم فى هذه الدورة. رغم ما نقرأه ونتابعه عن انهيار النظام فى دول الاتحاد السوفيتى السابق وعن أزمات لروسيا بعد التفكك إلا أن الأفلام تصلنا على درجة عالية من الفنية والتنوع فى الطرح السياسى والفكري، نساء فى كل المواقع الفنية ممثلة، منتجة أو مخرجة تطرح جمالهن جانبا لأن همها هو قضايا وطنها وفن السينما الذى تعشقه، لا يوجد هذا التضخم فى عشق الذات والبحث عن النجومية الذى للأسف توصم به مخرجاتنا العربيات والمصريات -إلا نادرا- لم نصادف طرحا ساذجا لقضايا الأوطان ولا جمعا تلفيقيا لقضايا بعينها لجذب الانتباه فمع الروسية فى العقد واليونانية فى القوقعة والمجرية فى من هما بونى وكلايد سينما جميلة تطرحها المرأة فى بلاد أخرى بمستوى فنى بديع وبرقى موضوعى وباحترام لذوات المرأة ونضالها الخاص والعام. مع المخرجات الثلاث فى دورة هذا العام مبدعات أخريات فى الكتابة والإنتاج والأداء التمثيلي، نماذج مشرفة لسينما المرأة بمعناها الصحيح الذى نشعر به قبل أن تقرأ العناوين، به اقتراب عميق من مشاعر المرأة، التعرف على معاناتها التى حتما لاتنحصر فى الاستمتاع الجنسى من عدمه، فى أغلب الأحيان إظهار القوة الكامنة بداخلها، فى أحيان أخرى بيان لحظات انكسارها وضعفها لأسباب تتخطى حدود الرجل المسكين لتصل للمناخ العام والظروف السياسية التى تؤثر على البشر رجالا ونساء، أفلام تعكس قهر رجال يوجهونه للمرأة، مقهور يقهر الأضعف فهل تستسلم؟ لا توجد مشاهد عرى مجانية ولا ابتذال لجسدها، فكيف تدعى بعض أفلام نقدها لابتذال جسد المرأة وتبتذله هى فى مشاهدها. فى الفيلم المجرى لم نشاهد سوى ممارسة الحب بين الشابين بونى وكلايد المجريين ولكن التحرش ومحاولة الاغتصاب من جانب رجل البوليس أعلمتنا المخرجة عنه فقط فشرعت فى المشهد ولم تكمل، القبح غير معروض، الجمال فقط هو الذى نشاهده. الجانب الجميل من العلاقة بين عميل المخابرات الروسية والمرأة المهجورة هذا ما نشاهده. وتصبح الكاميرا فى ظهر الرجل فى لحظات ضعفه عندما ترتعب المرأة بعدما أدركت أنه يعمل فى خدمة إرهاب الدولة، لا صراخ ولا استعراض لحركات كاميرا وموسيقى زاعقة، لا تقنيات مجانية، على العكس تماما موسيقى شجية، فالبطل إنسان فى النهاية والبطلة مضطربة وحائرة. تناول إنسانى لشخصيتين مهزومتين، ضحية سياق سياسى واجتماعى عام.

أما مخرجاتنا فالطريق للشهرة والنجومية وجمع المال يبدأ من افتعال الدفاع عن القضايا الكبرى حرية المرأة، اضطهادها من المجتمع الذكورى وكل هذه الكلمات الكبرى التى توضع فى أعمال تافهة ومباشرة. فارق كبير بين عرى اللوحات التشكيلية احتفاء بالجسد الإنسانى وبين العرى فى الصالات الليلية لإثارة الغرائز، الفرق واضح بين فن يشعرك بالسمو وبين ابتذال منفر ومقزز. رغما عنا نقارن بين مخرجات أجنبيات يجعلنا نفخر بكون هذه المرأة الجميلة بهذا الذكاء والاحترام وتقدم أفلاما جميلة. رغما عنا نقارن، ونتمنى أن تحصل مخرجاتنا الواعدات غير المتاجرات بقضايا المرأة على فرص الإنتاج ونشاهد أعمالا قوية وعميقة لا تأخذ بالظاهر ولكن تتعمق لما تحت السطح وتعرض كفاح الناس رجالا ونساء للعيش بكرامة.

العربي المصرية في 25 ديسمبر 2005

 

لزوم ما يلزم فى أزمة الأسانسير

تسقط ثقافة التحريض.. يحيا الإبداع الحر

محمود عبد الرحيم 

يبدو من غير اللائق مهنيا مهاجمة الصحفيين لبعضهم بعضا، لكن أخلاقيات المهنة لا تسمح، أبدا، بالصمت على جريمة تضليل الرأى العام وإثارته بمعلومات مغلوطة تفتح الباب لفتنة طائفية جديدة لا تقل خطورة عن تلك التى شهدتها مدينة الإسكندرية مؤخرا. هذا الحديث يأتى بمناسبة ما نشره أحد المواقع الإسلامية عن فيلم الأسانسير من ادعاءات تصل إلى حد التشهير والتحريض بأسرة الفيلم الذى حصد الجوائز ونال إعجاب النقاد والصحفيين وأعلن عن مواهب فنية صاعدة.

فقد إدعى موقع المصريون أن الفيلم إباحى يسيء للمحجبات عن طريق ممثلة قالوا انها مسيحية تخلع الحجاب فى الفيلم وتمارس الجنس مع شاب فى الأسانسير، ما استحق حفاوة جهات أجنبية به ومؤسسات دينية قبطية.

والمؤسف أن تجارى بعض الصحف الخاصة هذا الموقع تنقل هذه الاتهامات دون التأكد من صحة ما ردده الموقع الإسلامى عملا بقاعدة ناقل الكفر ليس بكافر، فى حين أن ناقل الكفر فى الصحافة على وجه الخصوص كافر مائة بالمائة، لأنه يتوجه إلى جمهور عريض يصدقه فى كثير من الأحيان ويتأثر بما يقال.

ولولا أننى شاهدت الفيلم بأم عينى لربما صدقت أنه فيلم جنسي، ولولا أننى أعرف أن لا أحد فى أسرة الفيلم مسيحى لصدقت على كلام الموقع بأن ثمة إساءة مقصودة للإسلام فى هذا التوقيت المشحون بالانقسام الطائفى المحصور الذى يبدو فيه مفهوم المواطنة متراجعا.

وأظن أن من روج لهذه الأكاذيب وأثار استياء كل من شاهد الفيلم المحتفى به لشاعريته فى التعاطى مع الواقع المصرى المؤسف الذى يزدحم بالمتناقضات، أظن انه لم يشاهد الفيلم وإن كان شاهده فإنه لم يفهمه ومن ثم أساء تأويله وعمد إلى التحريض عليه ودعوة الأمن لملاحقة صناعه. فالفيلم ببساطة يتعاطى مع خصيصة يتسم بها الواقع المصرى وتتجلى بوجه خاص عند المرأة ألا وهو التناقض المجتمعى ووجود وجه نظهره للآخرين يختلف عن الوجه الحقيقى والقناعات الذاتية من خلال حادثة بسيطة تتكرر مئات المرات وهو تعطل أسانسير فى داخله فتاة عادية بمفردها مهمومة بالإطار الذى يفرضه المجتمع الذكورى على تصرفات المرأة الكبيرة والصغيرة للدرجة التى تنسى ذاتها وطبيعتها التى تميل للبوح والانطلاق لا الكبت والقمع. هذه الفتاة تجد نفسها فى مأزق تبحث عن احد يساعدها فى الخروج من هذا السجن الصغير الأسانسير لكنها تفشل، فتجلس فى انتظار العون. وهنا يأتيها اتصال تليفونى من مجهول يهوى المعاكسات فتطلب منه المساعدة فيعدها بذلك، لكنه يبدأ فى ممارسة هواية المغازلة التى توقظ فى البنت المكبوتة اجتماعيا أكثر من كبتها جنسيا مشاعر الأنوثة المقموعة فتضحك وتنتشى بكلام الحب غير المسموع للجمهور، وتنسى أزمتها وحدود المكان والزمان وتخلع حجابها كأنها أمام مرآة ذاتها وتغنى. ولا يطول اقتراب هذه الفتاة من ذاتها غير المقهورة إذ ينتهى كارت شحن تليفون الولد دون أن يعرف عنوان العمارة التى بها الأسانسير المعلق وفى هذه الأثناء تعود الحياة للأسانسير فترتدى البنت الحجاب مرة أخرى وتخرج إلى الشارع كما جاءت منه متجهمة منكسرة.

أظن أن علينا فى مواجهة ضيقى الأفق، أعداء الإبداع، تجديد الاحتفاء بمخرجة الفيلم التى تخوض تجربة الإخراج للمرة الأولى هديل نظمى وبطلته التى تتفجر موهبة مشعة ليلى سامي، هذا الاحتفاء الذى لم يأت من فراغ وإنما ثمرة جهد شاق ووعى فنى واجتماعى صادقين جعلنا نتوحد مع هذه اللوحة الإبداعية التى تقتحم هموم الواقع بشاعرية ملفتة تبتعد عن الثرثرة والضجيج والتفاهة التى أصبحت سمة مميزة لسينما الموجة الجديدة. ونغير على هذا الفيلم ونرفض بحسم الإساءة لمواهب صاعدة تستحق التشجيع لا الهدم والإحباط.

ولعل من المفيد هنا أن نكرر أن الوصاية على الإبداع مرفوضة وكذلك التحريض على المبدعين والتعاطى مع الفن بأدوات غير فنية لا تراعى خصوصية الإبداع والفرفوض أكثر توريط الدين فى أمر من شأن الإنسان لا السماء يفتح الباب لنار جهنم التى لا تبقى ولا تذر وستحرق الجميع وأولهم دعاة الفتنة والشحن الطائفى المغرض. وأظن أخيرا أن الأجدر بنا جماعة الصحفيين إدراك واجبنا الأخلاقى ودورنا التنويرى الذى يوفر الدعم للمبدعين ويحميهم ومن قبلهم الجماهير من طيور الظلام.

العربي المصرية في 25 ديسمبر 2005

 

ممثلة وحيدة في الفيلم.. اين المشهد الجنسي؟

جدل بسبب 'الاسانسير'

منتجو فيلم 'الاسانسير' يرفضون اتهامات بإساءة الفيلم للاسلام ، ونقاد يعتبرون الهدف هو اصطناع فتنة طائفية

القاهرة - تعرض الفيلم الروائي القصير "الاسانسير" (المصعد) للمخرجة هديل نظمي لانتقادات حادة من مواقع على شبكة الانترنت وبعض الصحف الاسبوعية المصرية بتهمة الاساءة الى الاسلام الا ان الجهة المنتجة والرقابة رفضتا هذه الاتهامات.

واكدت المخرجة هالة جلال احد مؤسسي شركة "سمات للانتاج السينمائي" رفضها الاتهامات الموجهة الى الفيلم موضحة ان "مدير الشركة سامي حسام الدين توجه الى المجلس الاعلى للصحافة ونقابة الصحافيين بشكوى يكذب فيها ادعاءات موقع 'المصريون' الالكتروني الذي نشر الاسبوع الماضي خبرا يقول ان فتاة مسيحية تؤدي في الفيلم دور فتاة مسلمة محجبة تمارس الجنس مع شاب في المصعد".

وقالت هالة جلال كذلك ان الموقع "يستند الى ادعاءات كاذبة لاتهام الفيلم بالاساءة للاسلام كمثل قوله انه استقبل في فرنسا بحفاوة وعرض في مراكز سينمائية مسيحية بينها المركز الكاثوليكي".

واشارت الى صحيفتين اسبوعيتين ساقتا هذه الاتهامات الخميس وهما "الخميس" لصاحبها عمرو الليثي ابن مدير قطاع الانتاج السينمائي في مدينة الانتاج الاعلامي ممدوح الليثي، و"الميدان" ورئيس مجلس ادارتها محمود الشناوي.

واعتبر الناقد مجدي الطيب محرر الصفحة الفنية في يومية "نهضة مصر" ان "ما ذكره الموقع الالكتروني وهذه الصحف دعوة لاصطناع فتنة طائفية تجعل من الدين سيفا مسلطا على رؤوس المبدعين دون وجه حق وتستغل الدين لاشعال الفتنة كما حصل في موضوع المسرحية التي عرضت في كنيسة مار جرجس واستغلها البعض لاثارة الفتنة".

وكان قرابة خمسة آلاف مسلم تظاهروا في 21 تشرين الاول/اكتوبر الماضي امام كنيسة في الاسكندرية احتجاجا على مسرحية عرضت بها قبل عامين ويعتقدون انها مسيئة للاسلام. ووقعت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين سقط خلالها ثلاثة قتلى. كما تم احراق سيارات شرطة واخرى مملوكة لاقباط وتخريب محلات تجارية للاقباط خلال هذه الاحداث.

ومن جهته رفض رئيس الرقابة على المصنفات الفنية المرئية والمسموعة علي ابو شادي الاتهامات الموجهة الى فيلم "الاسانسير" واعتبرها "اكاذيب يتقول بها اناس لم يروا الفيلم الذي يستند الى ممثلة واحدة فكيف يكون هناك ممارسة جنسية"، معربا عن استهجانه "لافتعال مسألة ديانة الفنانة واقحام مسألة كهذه لسوق ادعاءات".

وتابع ان "الفيلم شارك في الدورة الماضية لمهرجان الاسماعيلية السينمائي الدولي للافلام التسجيلية والروائية القصيرة وفاز باحدى جوائزه ولم تر الرقابة مانعا لعرضه".

واضاف ان الفيلم يتناول "فكرة جيدة هي فكرة الانعزال القسري لفتاة داخل مصعد ينحصر تواصلها مع العالم الخارجي عبر الهاتف المحمول حتى تنتهي عزلتها باعادة تشغيل المصعد".

والفيلم الذي قامت باخراجه ووضع فكرته المخرجة هديل نظمي وادت ليلى سامي، وهي مسلمة، الدور الوحيد فيه، حظي باعجاب نقاد السينما المصرييين لانه اختار فكرة التواصل رغم العزلة حيث تستعيد فتاة محجبة علاقتها مع نفسها من خلال حديث عابر مع رجل قام بالاتصال بها على هاتفها المحمول خطأ.

وبفضل هذا الاتصال لا تشعر بمرور الوقت، كما ان فترات انقطاع المكالمة تشكل لها فرصة لاعادة استكشاف ذاتها بخلع الحجاب واعادة النظر الى وجهها وبداية التعرف على نفسها التي لم تفكر بها حتى طلب منها المتصل ان تصفها له.

ولا يوجد في الفيلم، خلافا لما ذكرته الصحف، اي مشهد جنسي. كما لم يجد احد من النقاد ان للموضوع علاقة بالاساءة الى الاسلام او المسلمين بقدر اعطاء فرصة للفتاة لتعيش حالة من العزلة تعمل على اكتشاف نفسها خلالها.

موقع "ميدل إيست أنلاين" في 25 ديسمبر 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك