جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

سينماتك

 

 

 

"ليلة سقوط بغداد"..

عندما تبدع الكوميديا

سعيد أبو معلا**

 

 

سينماتك

 

اختلفت المشاعر وتبدلت قبل وبعد عرض فيلم "ليلة سقوط بغداد" في ختام أيام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التاسع والعشرين؛ فقبل العرض كان غالبية المتواجدين في القاعة منتظرين وواضعين أيديهم على قلوبهم متخوفين من أن يكون واحدا من تلك الأفلام الكوميدية التي تبسّط أكثر مما تعالج، وتسف أكثر مما تتعمق.

لكن التصفيق الحار كان من نصيب الفيلم بعد العرض في صورة أكدت أن الكوميديا يمكن أن تبدع بمعالجتها لقضايا جوهرية وعلى يد مخرج شاب، هذه المرة جمع في عمله ما بين الموضوع الجيد والمعالجة الراقية والإخراج المميز لسيناريو متقن، ليخرج للنور عمل كوميدي يجذب الجمهور ويشد انتباهه ويضيف إليه.

العراق والإسقاط العربي

الفيلم بطبيعة الحال لا يناقش القضية العراقية وحدها، وإن كان لها نصيب الأسد في ذلك، وللدقة أكثر، فإن الفيلم "استثمر" احتلال العراق وقضيته التي تعد شغلا شاغلا للعرب والمسلمين ليخرج بشكل كوميدي مميز، عبر وضع العربة (واقع الدول العربية الضعيف عسكريا) على حصان الواقع (حالة القوة والظلم الأمريكية).

فالفيلم بأحداثه في أحد أحياء القاهرة يتعداها ليخاطب الدول العربية جميعا، شعوبا وحكومات، طارحا السؤال الجوهري الذي يعد معادلا موضوعيا لسؤال: من بعد العراق؟، وهو: ماذا لو حدث لدولة عربية ما حدث للعراق؟ وبمعنى آخر: كيف تدافع عن نفسك؟.

هذا السؤال الذي لا يعد ترفا في الأسئلة على مستوى الشعوب العربية، وإن كان بالنسبة لحكوماتها كذلك. وبرفقة الجرأة في المعالجة، ودقة الطرح الذي لامس أفئدة الجماهير وعقولها استحق الفيلم استحسان النقاد والمشاهدين وإعجابهما باستثناء الرقابة الرسمية التي ما زالت تمتنع عن عرضه وتترقب بمقصها لحذف بعض مشاهده.

"الفيلم القضية"، إن جاز لنا التعبير، "ليلة سقوط بغداد" من تأليف وإخراج "محمد أمين" صاحب فيلم "فيلم ثقافي" والذي راهن بفيلميه على مجموعة من الشباب لإنجاحهما، حيث يقوم ببطولته النجم حسن حسني (بدور الناظر) والشابان أحمد عيد (بدور طارق الذكي) وبسمة، إضافة إلى هالة فاخر ونبيل الهجرسي ولطفي لبيب، وأنتجته الممثلة إسعاد يونس بتكلفة 5 ملايين جنيه.

"المارينز" في القاهرة

تدور أحداث الفيلم حول الخوف الذي يسيطر على أسرة مصرية من المستقبل الذي قد يوقعهم فيما يعيش فيه الشعب العراقي بشكل مزجت فيه السياسة بالكوميديا السوداء.

فيبدأ من مشهد أسرة مصرية على مائدة الطعام ليأتي خبر الهجوم على العراق مغيرا لمجرى حياتها؛ فالأب ناظر المدرسة وطني وغيور ومتخوف على مستقبل مصر، وابنه وابنته طالبان جامعيان مشاركان في المظاهرات ضد الحرب على العراق. لتلاحق الأب كوابيس القوات الأمريكية التي يراها تحتل مصر وعلى باب بيته.

شبح القوات الأمريكية يطارده في حالة صحوة أيضا، ففي مدرسته يخيل له أن العلم المصري الذي يرفع على المدرسة هو علم أمريكي وأن التلاميذ جنود أمريكيون يصطفون للعلم. هذه الكوابيس التي تشكل حالة أرق بدورها للشاب طارق الذكي الذي يلتجئ إلى تعاطي الحشيشة والكيف هربا من بطالته الدائمة بعد تخرجه رغم تفوقه.

يقوم الناظر بالبحث عن طالبه النجيب ليخترع له سلاح ردع يرد أي هجوم محتمل على مصر، وفعلا يستجيب طارق لفكرة الناظر الذي يقدم له شقة ومكانا للعمل على تطوير السلاح المطلوب. وأمام الصعوبات التي تواجه طارق يحاول الناظر جاهدا أن يوفر له كل ما يلزمه في سبيل تحقيق حلمه ليكتشف أن كل الكتب التي يطالعها للحصول على الاختراع قد تجاوزها العالم بسنوات.

غير أن الكوابيس التي يعاني منها الناظر تتسرب إلى رأس طارق الشاب، الذي يعد نموذجا للشباب العربي، والذي يحلم بأنه يضاجع وزيرة الخارجية الأمريكية التي تلاحقه على التلفاز بأوامرها وتحذيراتها للدول العربية.

وأمام ضعف طارق وعدم مقدرته على اختراع السلاح يحاول الناظر مساعدته فيزوده بنفسه بالحشيشة، ويزوجه من ابنته سعيا لإنقاذ مصر وكي "يتحقق عاطفيا" حتى لا يستهلك تفكيره بامرأة لا وجود لها.

بعد الزواج يصاب طارق بعجز جنسي مؤقت (وهي حالة عامة تصيب سكان الحي) نتيجة الإحباطات السياسية العامة وما يراه باستمرار في الصحف وشاشات التلفزيون، لتخطر لزوجته فكرة ارتداء زي مجندة أمريكية تقدم نفسها له. فيتغير الوضع ليس بينهما فقط، بل بالنسبة للناظر وزوجته وكل ساكني البناية الذين يكتشفون اللعبة وينفذونها انتقاما من الأمريكيين ومن عجزهم.

تتأخر نتائج الأبحاث التي يجريها المخترع الصغير مع تصاعد العدوان على العراق وزيادة التهديدات لدول عربية لتتضاعف كوابيس الناظر أكثر فيلجأ إلى إقامة معسكر تدريب لعائلته على استخدام السلاح وما يلبث أهل الحي أن يشاركوه ذلك.

غداتها يكتشف طارق فكرة سلاح الردع الجديد المتمثل بشبكة حماية إلكترونية يمكن أن تسقط أي جسم يقترب منها، لتكون المفارقة أن الاستخبارات الأمريكية وبجميع طواقمها تتجسس على طارق الذي يصبح مطلوبا "للعدالة الأمريكية".

وأمام محاولات ضباط الاستخبارات شراء الاختراع يرفض طارق القيام بذلك لتتصاعد وتيرة الفيلم بتصاعد التهديدات الأمريكية وفشل المشروع في أول تجاربه. وبعد نجاح المشروع مخبريا تستمر المشكلة في عدم إيجاد أي جهة لتصنيع الجهاز.

وبطلب من الأمريكيين الذين لاحقوا المخترع والناظر يتم إدخالهما مستشفى المجانين، وتستمر كوابيس الناظر الذي يتخيل هجوم الجيش الأمريكي على القاهرة التي تشتعل ليحاول سكان الحي التصدي له بسلاح الردع الذي يتمكن من اعتراض الصواريخ الأمريكية ليحتفل الجميع بهذا النصر وسط سؤال: ماذا لو لم يكن سلاح ردع؟.

خيال وسخرية سوداء

اعتمد الفيلم في جزء كبير من بنيته على فكرة من الخيال العلمي تتمثل في اختراع الشاب طارق لشبكة دفاع إلكترونية، وهي فكرة قدمت ليس على الطريقة الأمريكية بل بطريقة ساخرة من الدول العربية أولا والبطل المخترع الشاب والناظر المتخوف على المستقبل ثانيا.

فطرح قضية الخيال العلمي رافقه المعالجة الكوميدية والتي تخللها موضوعات جوهرية تعاني منها الدول العربية كمشاكل البطالة، والقمع الجنسي وطبيعة التفكير الشعبي العربي، وطبيعة التعامل مع المبدعين والمخترعين.

وحتى السؤال الرئيس المتمثل بمن هي الدولة التالية؟ والذي كان محركا للفيلم ومعيدا لإدارة عجلته كلما اقتربت من التوقف لتكون مصر هي المستهدفة في أحلام الناظر ليراها المشاهد العربي على أنها دولته التي يعيش فيها.

كما أن رغبة الناظر الحقيقة في اختراع السلاح الجديد حملت كمًّا من السخرية ذاتها ضاعفها فهم الشاب لحقيقة إنجاز مثل هذا الاختراع، ومع ذلك استمر فيه، فالاختراع هو حلم لناظر يريده كما يطمح به كل مواطن عربي ولكن تحقيقه لا يكون بمجموعة كتب وشقة ومليون جنيه، ومع تلك المفارقة المستحيلة رغب المخرج في أن تستمر دراما العمل لتضعنا أمام أنفسنا أكثر وطبيعة جهودنا لتغيير واقعنا كي نصبح أكثر قوة عبر الضحك ذاته.

رمزية الجنس

الكوميديا التي حفل بها الفيلم لم تكن مفتعلة بل جاءت بفعل اعتماد كبير على الرمز والمفارقات الكثيرة التي حملها مضمونه. وأحد أهم الرموز التي استخدمها، وقد يعيب البعض ذلك، الرمز الجنسي، وقد جاء استخدامه قويا وفي محله بعيدا عن الابتذال، إلا في بعض اللقطات، فاحتلال عاصمة عربية هو فعل معادل لاغتصاب أمة كاملة.

وأمام الأخبار التي تنشر مؤكدة على حالات الاغتصاب الحقيقية وشركات الدعارة والتجريد من الملابس والتعذيب والسادية في العراق كانت كوابيس الناظر تتوالي عن ذات المضمون بحق أسرته.

البداية تظهر في الضعف الجنسي الذي يصيب المواطنين وأبطال العمل بعد احتلال العراق، وهو بفعل حالة اليأس والإحباط، وهو مؤشر نفي الرجولة العربية بالصمت المطبق الذي خيم على جريمة الاحتلال. كما أظهر أن الشخص الذي لا يمكنه ممارسة الجنس مع زوجته هو الوطني والمنتمي على اعتبار أن هذا التحول عائدا للتأثر بحجم الجريمة.

وبينما كان يظهر الشاب طارق في صورة من يلجأ إلى إشباع غرائزه بمجلة جنسية، يحدث التحول معه نتيجة حقده على السياسة الأمريكية ليحلم ممارسا غرائزه مع (كونداليزا رايس) كنوع من الانتقام للشرف العربي المنتهك.

وغداة زواج طارق من ابنة الناظر كجزء من "تحقيق ذاته عاطفيا" يكتشف نفسه عاجز جنسيا، فهو يسكن الشقة التي حولها الناظر إلى معرض لصور الجرائم الأمريكية، وبمجرد رؤيته لتلك الصور ينسى نفسه ويفكر في هدفه، ليكون الحل أمام عجزه باللعبة التي اخترعتها زوجته حيث تلبس له لباس مجندة أمريكية وتقدم نفسها له ليقوم بفعل الانتقام ذاته.

هذا الفعل الرمزي الذي مكن جميع سكان الحي من ممارسة الجنس مع زوجاتهم بعد أن يرتدين لباس "المارينز" كان بمثابة تحقيق فعل اختراق العدو الذي يخاف الجميع منه ويحسب له ألف حساب، وهذا اختراق في رمزيته حقق لهم نصرا معنويا لرمز يكرهونه.

وينطبق هذا على غير مشهد في الفيلم وهو عمل مليء بالتفاصيل التي يمكن التوقف عندها والتي ضاعفت من واقعيته كتقديمه ما حدث في سجن أبو غريب كصور وما كان يدور في كوابيس الناظر كمشاهد متقنة ومخيفة، وهذا ضاعف من واقعية وقوة الإسقاط الجنسي في مشاهده.

السؤال والشعار

لم يتوقف الفيلم على ترديد سؤال هو في حقيقته يشكل ديدنا لكل المواطنين، بل ردد شعارا معادلا ولا تتم معادلة الحياة الكريمة إلا به تمثل في "سلاح الردع هو الحل"، وهذا جزء من قدرة الفيلم على رصد الكثير من المفارقات المنطقية والواقعية.

ويحسب للمخرج تقديمه رؤيته للشباب العربي وكيفية تعاطي هذا الشباب مع الواقع، ومدى الحماس من ناحية واليأس من ناحية أخرى لما يحصل من حولهم، وكيفية التعاطي معه. وهو في ذلك يطرح وبصوت عال كثيرا من القضايا المهمة والتي تعتبر هاجس الشعوب العربية وليس حكوماتها مثل:

فكرة وجود سلاح ردع فعال يمكن أن يكون أداة فعالة في حماية الشعوب العربية، لتكون المفارقة الأولى هي أن الشخص الذي قرر صناعة السلاح هو شاب بسيط وذكي تم تهميش وتحطيم مواهبه، والمفارقة الثانية هي استحالة صناعته لهذا السلاح.

كما أن الحوار بين شخصيات الفيلم يكشف بعمق أفكار المواطنين البسطاء الذين يرون استحالة أن لا يكون هناك سلاح ردع في مصر مثلا، ليكون الاحتكام إلى لواء متقاعد في الجيش المصري الذي يؤكد على امتلاك سلاح الإيمان والإرادة فقط، وهذا ما ضاعف كوابيس الناظر ورسخ شكوكه، لتتعمق قضية تكرار النموذج في مخيلته.

وإضافة إلى الرمزية العالية التي قدمها الفيلم فقد احتوى على كوميديا ومفارقات واقعية ومنطقية تمكنت فعلا من شد الجمهور للفيلم طوال ساعتين ونصف، فهي مواقف موحية تدلل على الجهد المبذول في سيناريو الفيلم، فمثلا: قدم الناظر لطارق فيلما نصحه بمشاهدته كلما شعر بالإحباط على اعتبار أنه يضم الانتصارات المصرية بعد حرب 1967 لتأتي المفارقة أنه يحوي المباريات والأهداف التي حققتها الفرق المصرية.

كما قدم صورة قاتمة وواقعية عن اهتمام المؤسسات العربية بالمبدعين الشباب، وطبيعة تفكير رجال الأعمال العرب الذين لا يفكرون إلا في المشاريع التي تدر ربحا سريعا.

وفي تعامل المخرج مع "نظرية المؤامرة" كان أكثر سطحية، فطوال مشاهد الفيلم يظهر للمشاهد عمق تأثر المخرج بالنظرية من خلال معرفة رجال الاستخبارات لأدق التفاصيل في حياة طارق والناظر، وفي سعيهما لتدمير السلاح الجديد، وفي النهاية قدم أملا وفرحا متخيلا للاختراع زرع في وعي الجمهور إمكانية النجاح.

فيلم ومخرج

الفيلم جاء محاولة من محمد أمين لتقديم اعتذار إلى عراقية اغتصبها 4 جنود "مارينز" لعجزه عن مساعدتها، وضعفه الذي شل قدراته على التدخل لمساعدة شعب العراق.

وهو فيلم جاء بعد عشرات الأعمال الكوميدية المصرية التي ابتعدت عن الإبداع واقتربت أكثر من الضحك ليقدم كوميديا سوداء حقيقية اقتربت من الجمهور العريض الذي ضحك فعلا من قلبه على ألمه ومعاناته ومشاكله.

وكما يحسب للمخرج تقديمه عملا كوميديا جميلا فيحسب للفيلم تقديمه في المقابل مخرجا يحمل رؤية مغايرة للسائد من أدوار الكوميديا وقدرتها على تناول القضايا الجادة.

والعمل دليل ذلك؛ فأفكاره الصعبة التي تحملها شرائح المجتمع كافة وتمتاز بأنها مركبة ومعقدة قدمت بسلاسة ويسر ليقترب أكثر من عتبة الوصول إلى حلول للمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وليقدم محاسبة للدول العربية أظهر تقصيرها في الدفاع عن ذاتها، وأن المستقبل بمقدار ما نشتاق له فإنه يبعد عنا، فمشهد المحاسبة بين طارق والناظر وسط الفيلم أظهر فعلا عمق المصيبة وحجم الفجوة التي تعاني منها الدول العربية ليس فيما يتعلق بالحرية بل في تأخرها وتخلفها وجهلها.

والمضحك فعلا أن سقوط العراق أصبح موضوعا للضحك، وهنا تكمن المشكلة أمام قلة الحيلة، رغم أن الفيلم بما قدمه تمكن باقتدار من نقل الواقع العربي المبكي حتى الضحك.  

**ناقد فني فلسطيني

موقع "إسلام أنلاين" في 13 ديسمبر 2005

 

كوميديا جلد الذات فى ليلة سقوط بغداد

محمد أمين: سخرية فيلمى محاولة للتطهر من المهانة الجماعية

انتصار صالح 

تميز فيلماه بجرأة اختيار الموضوع وتناوله بحب كبير وتفهم لمشاعر الناس دون تعال على همومهم او طرحها بشكل يتجاوز تقاليدهم، ففى أول أفلامه فيلم ثقافى معالجة شديدة الحساسية للهاجس الجنسى عند الشباب ويعود فى ثانى افلامه ليلة سقوط بغداد متناولا الهم الذى يجلدنا يومياً.. لكن أهم ما يميز محمد أمين مؤلفا ومخرجا لفيلميه، الروح التى يتناول بها قضاياه والرغبة الحقيقية فى التواصل مع جمهوره بلغة سينمائية سلسة، فى فيلمه الأخير تعج الصالة بالضحك رغم المرارة، لكنه لا يستخف بجمهوره و لا بهمومه، فيلمه الذى مثل مصر فى مسابقة مهرجان القاهر السينمائى الدولى وأثير حوله الكثير رقابيا، لاستخدامه الرمز الجنسى فى التعبير عن الصراع مع الأمريكان فى فيلم فانتازى يتساءل ماذا يحدث لنا إذا جاء علينا الدور و كيف نستعد للمواجهة، أمين ابن استاذ اللغة العربية،خطيب الجامع الذى غرس فيه أسس حضارية لثقافة عربية اسلامية و دعم ولده لدراسة السينما.. يقدم أفلاما محملة بهذا التراث وربما هذا سبب شعور المتفرج بأنها سينما تشبهنا، رؤية سينمائية نحتاجها بشدة عندما لا يجد كثير من السينمائيين البوصلة الصحيحة للجمهور المصرى.

عن فيلمه الذى خرج أخيراً للصالات و محاذيره و رؤاه حدثنا محمد أمين.

·         هل اخترت الأسلوب الكوميدي، لتخفيف صعوبة موضوعاتك؟

- أكره أن أرى صالة السينما فارغة، و أحب أن يكون تلقى أفلامى سهلا، لأن قضيتى هى التواصل مع اكبر كم ممكن، فسحر الفن فى رأيى يرجع لقدرته على توحيد مشاعر و أفكار الناس حول موضوع واحد و هى فرصة لإعادة تعديل الوعى العام، بإثارة الانتباه لقضايا بعينها.

·         الهاجس الجنسى مكثف جدا فى الفيلمين، هل تستهدف كسر المحاذر الرقابية؟

- عندما فكرت فيما أقدمه فى أول فيلم لى أردت تقديم شيء يحمل قيمة وشكلا فنيا جذابا ووجدت أن جزءا من القيمة أن تتكلم عن شيء لم يتكلم فيه احد من قبل، كنت وقتها فى أوائل الثلاثينات فبحثت عما يشغل الشباب، وحاولت استرجاع ما كان يشغل اهتمامات جيلي، ووجدت أن موضوع الكبت الجنسى شغل جانبا كبيرا من اهتمامنا رغم أن جيلنا لم يتعرض لهجمات الإباحية التى تعرض لها جيل التسعينيات المحاصر بالفضائيات وأنماط الغزو الإباحي، فى وقت تحاصره مشاكل البطالة والفراغ، إضافة إلى زرع الإحساس بالدونية بداخله! أما فى ليلة سقوط بغداد فوجدت نفسى مدفوعاً للكتابة اعتذاراً لفتاة عراقية مغتصبة وقفت عاجزا عن مساعدتها فأردت مشاركة همى مع الجمهور فى همنا العام عربيا.

·         فى ليلة سقوط بغداد الم تكن كثافة الرمز الجنسى عبئا على الفيلم؟

- كان جزءاً من اللوحة التى يعرضها الفيلم، الرمز الجنسى يتميز بإمكانية استخدامه كرمز لعلاقات أخرى كثيرة فى الحياة خاصة علاقات القوة و السلطة، وهذا الفهم ليس خاصا بثقافتنا الشرقية بل يكاد يكون فولكلورا انسانيا عاما، و رغم عنا استخدمه العدو ضدنا و فرضه على حياتنا يوميا.

·         كثيرون استهجنوا كثافة الرموز الجنسية الخاصة بالمارينز؟

- الاستهجان الحقيقى فى نظرى هو لحالنا كأمة عربية اليوم، صامتة على ما يحدث لنسائها ورجالها، ويتفنن أعداؤها فى إهانتها، لا يمكننى أن أرى تسريب صور ماحدث فى سجن أبو غريب إلا كخطة لكسر نفسية الناس فى العالم العربي، التى ستظل طويلاً محملة بمشاعر الخزى و العار، هم يعرفون ان ثقافتنا تستهجن انتهاك الجسد ويلعبون على هذا.

العربي المصرية في 25 ديسمبر 2005

ليلة سقوط بغداد...

ضوء باهر في نفق مظلم

القاهرة - ماجدة محيي الدين: 

أثار الفيلم السينمائي المصري ''ليلة سقوط بغداد'' حالة من التفاعل والجدل بين جمهور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التاسع والعشرين، واحتفى به النقاد والفنانون الذين حرص عدد كبير منهم على مشاهدة الفيلم والمشاركة في الندوة التي أقيمت عقب عرضه·

''ليلة سقوط بغداد'' تأليف واخراج محمد أمين في عمله السينمائي الثاني بعد ''فيلم ثقافي'' الذي قدمه قبل أربع سنوات· والفيلم بطولة أحمد عيد وبسمة وحسن حسني وهالة فاخر ونبيل الهجرسي ويوسف داود واحسان القلعاوي وسليمان عيد وعدد من الوجوه الشابة وكان أحد الأفلام المرشحة لجائزة أحسن فيلم عربي·

أبدى الناقد والسيناريست رفيق الصبان الذي أدار الندوة ندمه لقيامه بمهمة إدارتها لأن ذلك يتطلب منه ان يتخذ موقفا محايدا من الفيلم· وقال: كنت أتمنى ان أكون ضمن الجمهور لأعبر عن رأيي في الفيلم بكل صراحة، وفيلم ''ليلة سقوط بغداد'' قفزة كبيرة جدا لمخرجه ومؤلفه محمد أمين بعد اربع سنوات من فيلمه الأول ''فيلم ثقافي'' الذي كان بداية مبشرة كسيناريست ومخرج لطرافة موضوعه وذكائه في التناول· واضاف الصبان ان اهم ما يميز ''ليلة سقوط بغداد'' ان محمد أمين كسيناريست استطاع ان ينتقل من الهموم الفردية الى الهم العام· واستطاع الممثل احمد عيد من خلال هذا الفيلم ان يحتل مكانة في الصفوف الاولى للنجوم والفيلم يعتبر بطولة حقيقية له ويستطيع بعده ان يتحمل عبء بطولة اي فيلم سينمائي ونأمل ان ينتقي أدواره القادمة على نفس المستوى·

وتوقع رفيق الصبان ان يثير الفيلم جدلا كبيرا عند عرضه جماهيريا لما تضمنه من موضوعات وقضايا مشيرا الى ان المخرج اختار ان يطرح موضوعه من خلال الفانتازيا وهي وسيلة يلجأ لها السينمائيون لتعبر عن القهر· وتضامن الصبان مع جمهور الندوة في مطالبة الرقابة بعرض الفيلم كاملا حتى لا يتعرض للتشويه·

الفنان صلاح السعدني كان من اكثر المتحمسين للفيلم وقال: انه لا يعرف السيناريست والمخرج محمد أمين بشكل شخصي لكنه أعجب به بعد مشاهدة فيلمه الاول ''فيلم ثقافي'' حيث كان احد اعضاء لجنة تحكيم المهرجان القومي للسينما المصرية التي شاهدت الفيلم·

واضاف انه يعتبر محمد امين احد الساخرين العظام ويستحق ان نحتفي به ويجب إعطاء مساحة من الحرية لمثل هذا المخرج ليبدع افلاما تمتع الجمهور واتمنى ان يجد شاب مثل محمد أمين اقتصاديا مصريا عظيما مثل طلعت حرب يستثمره بانتاج افلام لها قيمة حقيقية وتضيف الى تاريخ السينما المصرية· فلقد تأثرت بما تضمنه الفيلم من عناصر سينمائية غاية في الروعة ومنها مشهد الجرافيك الذي يصور مباني القاهرة وهي مدمرة·

وقالت الاديبة السورية هدى الزين ان الفيلم استعرض الحال المؤلم لنا جميعا كعرب ولمس عندي كمواطنة سورية وجعا حقيقيا بسبب التهديدات التي اصبحت هاجسا يطارد كل الشعوب العربية وحمل رسالة تضمنت وصفا للحظات التي عاشتها الشعوب العربية لحظة سقوط بغداد·

وأشادت بأداء الفنانة بسمة التي ذكرتها بنفسها وبالمظاهرات التي شاركت فيها في فرنسا لحظة تهديد القوات الاميركية للعراق· وتساءلت عن امكانية السماح بعرض الفيلم في الغرب والضغوط التي يمكن ان يتعرض لها حتى لا تصل رسالته الى شعوب العالم·

اما الناقدة والصحفية فريدة الشوباشي فقالت: الفيلم تطرق لقضية شديدة الاهمية هي المخاوف التي تلاحق الشعوب العربية من الوجود الاجنبي في المنطقة بأسلوب اكثر من رائع واجاب على العديد من التساؤلات التي تشغلنا بالفعل، ولم يترك شيئا إلا وطرحه بما في ذلك تفاصيل الاحساس بالاحباط والانكسار ورغم ذلك فإن الفيلم بعيد عن النظرة التشاؤمية ومليء بالامل الذي يحفزنا على التغلب على مشاعر الاحباط التي يحاول البعض تصديرها لنا·

وأكد المخرج الفلسطيني هاني ابواسعد صاحب فيلم ''الجنة الآن'' ان اي كلام لا يفي فيلم ''ليلة سقوط بغداد'' حقه وهنأ مخرجه قائلا: لقد تفوقت على مايكل مور واعتبر فيلم ''ليلة سقوط بغداد'' اهم واجمل من فيلم مور ''فهرنهايت 9 -''11

قرون استشعار

وقال السيناريست والمخرج محمد أمين: لا بد أن يكون لدينا قرون لاستشعار الخطر عن بُعد ومصر بنظامها السياسي المعتدل استطاعت أن تجتاز الكثير من الأخطار وقادرة على ان تعبر أخطارا اخرى ولكن السؤال الذي يطرحه الفيلم ماذا لو وضعتنا البلطجة الدولية امام خيار وحيد؟

وأوضح انه تحمس لكتابة الفيلم بعد أن شاهد مع الملايين ليلة سقوط بغداد وكان لها اثر عميق في نفسه كما احدثت شرخا في نفس كل عربي، ولذلك ترك مشروع فيلم سينمائي عاطفي كان يكتبه ويدور حول تعليم الشباب كيف يحب ليجد نفسه منساقا لكتابة فيلم يحمل كل هواجسه وهواجس من حوله·

وأكد أن أهم شيء كان يريد تأكيده في الفيلم هو الاهتمام بالعلم لان الذي يحمي اي امة في مواجهة الخطر هم علماؤها ونوابغها، والعلماء يتم سحقهم ولا يجدون من يقف معهم، والدليل ان د· احمد زويل العالم المصري صاحب نوبل فشل في اقامة جامعة علمية في بلده وذهب لتنفيذ حلمه في قطر·

وقال: أنا مؤمن بأن لدينا عشرات العقول القادرة على الابتكار واختراع اسلحة ردع يمكن ان تواجه اي قوة في العالم مؤكدا ان فكرة التفوق الاميركي ما هي إلا اكذوبة·

واشاد محمد أمين بالرقابة وقال انها لم ترفض الفيلم وابدت بعض الملاحظات التي تمت معالجتها في المونتاج وانه يأمل عرضه بلا حذف·

وعن استخدامه للجنس كرمز للقهر قال انه يعلم ان الكل ينظر للجنس على انه رمز للحرية ولكن استخدامه كدلالة للقهر مفردات فرضها الاخر عندما تعمد تسريب صور الاعتداء الجنسي على العراقيين كنوع من القهر وتحطيم الروح المعنوية لانهم يعلمون اننا في الشرق نرفض هذه الممارسات ونعتبر ''العرض'' أسمى الاشياء فحرصوا على ان يدوسوه وأنه حاول ان يكون الفيلم رسالة اعتذار لفتاة عراقية شاهد صورتها على صدر احدى الصحف وهي تغتصب من قبل جنود اميركيين·

الفنان أحمد عيد بطل الفيلم أكد سعادته بعرض الفيلم من خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وانه اكثر سعادة برد فعل الحاضرين مشيرا الى انه تفرغ عامين لتصوير الفيلم فقد كان يلازم صديقه محمد امين اثناء الاعداد والكتابة والتجهيز وكان ينتظر تقديم عمل جيد له قيمة ولست ضد الافلام التجارية التي تضمن استمرار صناعة السينما ولكن لا بد ان تكون الى جانبها افلام ذات قيمة حقيقية·

وعن ظاهرة عدم وجود افلام مصرية تصلح للمشاركة في مسابقة المهرجان قال: هذا يدل على اننا نواجه مأزقا يهدد صناعة السينما·وحول ظهوره في اكثر من فيلم وهو يتعاطى المخدرات قال: لا أدخن في حياتي العادية ولا اتعاطى المخدرات اطلاقا ولكني امام الكاميرا أجسد ادوارا وشخصيات موجودة في السيناريو·

وقالت الفنانة بسمة بطلة الفيلم: اتمنى ان يعرض الفيلم في الخارج وانا سعيدة لمشاركتي فيه والدور ينادي صاحبه، في اشارة حيث لم تكن المرشحة الاولى لبطولة الفيلم·

واضافت: ''ليلة سقوط بغداد'' بداية وقفة ضد الاعتداء على الوطن ولو حدث ما تخيله مؤلف الفيلم فسأكون مثل ''سلمى'' وسوف أخرج للدفاع عن الوطن·

ويتناول الفيلم حالة الصدمة التي اصابت الشارع المصري عقب سقوط بغداد من خلال اسرة مصرية كانت تتابع الاحداث ليلة اجتياح القوات الاميركية وحلفائها للعراق، وتدور الاحداث في اطار فانتازي كوميدي ساخر حيث تطارد الاب حسن حسني هواجس ومخاوف من دخول قوات المارينز الاميركية القاهرة، وتلاحقه الكوابيس ويتخيل أفراد اسرته يتعرضون لنفس الممارسات التي قام بها الجنود الاميركيون في العراق ويرى جيرانه والمدرسين والطلبة في المدرسة التي يعمل ناظرا لها وقد وضعوا جميعا في سجن ابوغريب·

وبعد كثير من المعاناة يقوده تفكيره الى ان النجاة لن تكون إلا على يد احد العلماء المصريين الذي يمكن بذكائه وعبقريته ان يخترع سلاح ردع يحمي به القاهرة من اي هجوم أو اعتداء ويتذكر احد تلاميذه المتفوقين الفنان احمد عيد ويبحث عنه ليجده قد تخرج في كلية العلوم وكان أول دفعته وعندما يعثر عليه يجده شابا ضائعا فاقدا للوعي وأدمن المخدرات بعد ان أصابه اليأس من الحصول على فرصة عمل رغم تفوقه العلمي، ويقرر ان يوفر له كل الامكانيات حتى يخترع سلاح ردع ويتوصل الشاب الى ابتكار جهاز يصدر ذبذبات تغطي سماء القاهرة وتمنع وصول الصواريخ أو الطائرات ويفجر اي جسم يحاول اختراق المجال الجوي، ولكن المخابرات الاميركية تحاول شراء هذا الشاب وتؤكد له انه لن يجد فرصة للنجاح في بلده وان الولايات المتحدة هي فقط المكان اللائق بالعقول النابغة·

الإتحاد الإماراتية في 18 ديسمبر 2005

 

لحظة فارقة في تاريخ العرب الحديث

ليلة سقوط بغداد: فيلم ساخر يسأل من التالي بعد العراق؟

المخرج المصري الشاب محمد أمين يقدم رؤيته للشباب العربي وكيفية تعاطيه مع للواقع بعد احتلال العراق

القاهرة - من هدى ابراهيم  

في فيلمه "ليلة سقوط بغداد" المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التاسع والعشرين يقدم المخرج المصري الشاب محمد امين رؤيته التي توازي رؤية الشباب للواقع الذي يعيشونه وكيفية التعاطي معه منذ شاهدوا احتلال العاصمة العراقية.

والفيلم يثير بصوت عال ما تختلج به نفوس وعواطف الشباب العربي حيال واقعه ولا يكف عن طرح سؤال: ماذا يكون مصيرنا لو كنا مكان العراقي الذي يضرب ويعذب وتغتصب بناته ومن سيكون البلد التالي بعد العراق؟

وقد صفق الجمهور الذي تشكل في معظمه من الشباب خلال عرض الفيلم مساء الخميس في القاهرة مع كل عبارة تبوح بالمشاعر التي يكنونها هم انفسهم حيال ما يجري في العراق مواكبين احداث الفيلم بالتعقيب والتصفيق والضحك رغم ان نظرة المخرج لم تكن لتخلو من التشاؤمية حيال الاوضاع العربية.

ويروي الفيلم قصة عائلة تحلقت مثل آلاف العائلات العربية حول شاشات التلفزيون لتتتبع دخول الاميركيين الى بغداد ما اشاع حزنا عميقا في نفس العائلة وربها ناظر المدرسة الذي يؤدي دوره الفنان حسن حسني.

ويتم اسباغ نفس ساخر وكوميدي متلاحق على مشاهد الفيلم التي هي عبارة عن متواليات توجد المشاكل لتوجد لها وبشكل سريع الحلول الواجبة ما سيضمن للفيلم عند خروجه الى الصالات المصرية نجاحا شعبيا مضمونا.

ويعيش الناظر احلاما وكوابيس كلها على علاقة بالموضوع وهذه الكوابيس تؤرق بدورها الشاب طارق الذكي الذي يلتجىء الى فضاء حشيشة الكيف هربا من بطالته المستديمة بعد تخرجه من الجامعة رغم تفوقه.

ويستجيب طارق لفكرة الناظر الذي يرتأي ان يتبنى هذا التلميذ القديم والمتفوق حتى يتمكن من اختراع سلاح ردع شامل للدفاع عن مصر في حال تعرضت لهجوم اميركي.

تتسلسل الاحداث ويقدم الناظر بطارق الى بيته ويزوده بنفسه بالحشيشة ويزوجه من ابنته سعيا لانقاذ مصر وكي "يتحقق عاطفيا" حتى لا يستهلك رأسه في التفكير بامراة لا وجود لها.

غير ان الكوابيس التي يعاني منها الناظر تتسرب الى رأس الشاب الذي يحلم بانه يضاجع وزيرة الخارجية الاميركية التي تلاحقه وترقص له الرقص الشرقي.

ويكون من عواقب ذلك ان يصاب طارق بعجز جنسي مؤقت نتيجة الاحباطات السياسية العامة وما يراه باستمرار في الصحف او على شاشات التلفزيون.

وحين تخطر للزوجة الشابة التي تؤدي دورها الفنانة سميرة فكرة ارتداء زي مجندة اميركية يتغير الوضع ليس بينه وبينها بل بالنسبة للناظر وزوجته وكل البناية التي تكتشف اللعبة وتنفذها انتقاما من الاميركيين ومن عجزها.

هذه التعميمات والانسحابات وايضا الايماءات التي يحفل بها الفيلم تبدو مكررة احيانا ما يفقد الفيلم بعضا من زخمه الكوميدي.

ولا يخلو الفيلم من شيء من الخيال العلمي الذي يتجسد بما يصنعه طارق سعيا لخلق الشبكة الدفاعية ومنعا للضربات الجوية في حال كان البلد القادم هو مصر وسرعان ما يدخل الحي في هذه المغامرة التي تتبعها اجهزة المخابرات الاميركية وتحاول قبل نجاحها ان تشتري مصمميها وما صمموه.

النهج الساخر للفيلم الذي يتناول مشاكل البطالة والقمع الجنسي لدى الشباب لا يسلم منه رجال السياسة. فاذا كانت كوندوليزا رايس تسكن احلام الشاب ككابوس تبدو الطبقة السياسية كلها متهمة في العالم العربي فهي مكونة من "السفهاء والا لما احتفظ بها الاميركيون" يقول الفيلم.

سؤال من هي الدولة التالية التي ستستهدف هو الهاجس الذي يحرك الفيلم ويعيد ادارة عجلته كلما اقتربت من التوقف فالمخترع في مصر لم تأخذه حكومته على عاتقها ولم تهتم بما اخترعه لتدافع عن نفسها.

اما رجال الاعمال فلم يكونوا افضل حالا من الدولة فهم مهتمون اكثر بالهواتف النقالة والتلفزيونات والصحون.

بطلب من الاميركيين الذين لاحقوا المخترع وعمه يتم ادخالهما الى مستشفى المجانين تماما كما في المشهد الذي كان فيه عملاء السي آي ايه يؤمون الصلاة في احد مساجد القاهرة.

ويبدي المخرج محمد امين براعة في ادارة الممثلين الجدد من مثل سميرة "ام النضال" كما تسميها جدتها وايضا شخصية طارق الذي يؤدي دوره ببراعة الممثل احمد عيد، وهم ادوا الى جانب الممثلين الآخرين واجب السعي لتحقيق الحلم المخلص.

انه حلم ايجاد نظام ردع دفاعي يتحقق ولا ينجز لان تقصير اجيال باكملها لا يمكن ان يعوضه جيل واحد كما يفهم طارق عمه و"لان الآخرين سبقونا باجيال"

في كوابيس الناظر يدخل الاميركيون الى القاهرة التي تشتعل ويحاول الشباب وسكان الحي ردعهم فكأن بغداد هي القاهرة وكأن الأميركيين حين دخلوا اليها احتلوا احلام العرب جميعا.

هذه اللهجة الجريئة والحرة والتي اعجبت الشباب خلال العرض اعتبر بعض النقاد المصريين ان بعض عباراتها سيخفف او يحذف من قبل الرقابة قبل خروج "ليلة سقوط بغداد" الى الصالات في مصر.

موقع "ميدل إيست أنلاين" في 9 ديسمبر 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك