سعد يتربع علي عرش الإيرادات بـ29 مليونا والزعيم الأكثر إثارة للجدل تقرير ـ زينب هاشم |
بدأ الموسم السينمائي لعام2005 بعرض أفلام كانت معروضة بالفعل منذ أواخر عام2004 وهي أفلام حالة حب الذي يشهد البطولة الجماعية لهند صبري وهاني سلامة وتامرحسني, وعرض مع مجموعة من الأفلام مثل كان يوم حبك لخالد سليم وداليا البحيري وخالد سرحان وتأليف مراد منير وهو من إخراج إيهاب لمعي وفيلم عريس من جهة أمنية للنجم عادل إمام وشاركته بطولة الفيلم حلا شيحة وشريف منير ولبلبة والفيلم من تأليف يوسف معاطي وإخراج علي إدريس وفيلم حبك نار بطولة مصطفي قمر ونيللي كريم ورامز جلال وإخراج إيهاب راضي وتأليف أحمد يوسف وإنتاج محمد راضي. كان آخر هذه الأفلام قشطة يابا بطولة المغني الشعبي مصطفي كامل وجيهان فاضل وإيناس النجار وإخراج عاطف شكري وإنتاج نافع عبدالهادي. استمرت هذه الأفلام في دور العرض حتي منتصف شهر يناير لتعلن السينما عن افتتاح الموسم التالي في الأيام الأخيرة من شهر يناير وهوموسم عيدالأضحي المبارك والذي تم فيه عرض مجموعة من الأفلام كان في مقدمتها فيلم خالي من الكوليسترول الذي قام ببطولته أشرف عبدالباقي وإلهام شاهين وعدد كبير من الممثلين وأخرجه محمد أبو سيف الذي قام بتأليفه أيضا ويعد التجربة الإنتاجية الأولي لمحمد زين وبرغم أن الفيلم لاقي نجاحا واستحسانا كبيرين من النقاد إلا أنه لم يتجاوز المليوني جنيه في إيرادت شباك التذاكر, ومن بعده فيلم زكي شان الذي لعب بطولته أحمد حلمي وياسمين عبدالعزيز وحسن حسني وحسن كامي وإخراج وائل إحسان وتأليف محمد فضل وقامت بإنتاجه شركة الباتروس للإنتاج الفني أما إيراداته فتجاوزت الـ13 مليون جنيه, وفي نفس الوقت قدمت نفس شركة الإنتاج فيلم السيد أبو العربي وصل الذي أثار ضجة كبيرة وصلت إلي مجلس الشعب بسبب اتهام الفيلم وصانعيه من فنيين ونجوم بأنه يسيء إلي بورسعيد والشعب البورسعيدي أيضا والفيلم لهاني رمزي ومنة شلبي وصلاح عبدالله وتدور أحداثه حول شخصية أبو العربي غير الحقيقية والتي اشتهرت بالثرثرة والكلام الذي يعتمد علي المبالغة بشكل كبير علي الرغم من ما أثير حول الفيلم إلا أن إيراداته لم تتجاوز الـ6 ملايين جنيه. أما الفيلم الذي أحبط صانعيه والذي عرض في نفس الموسم فهو فيلم الباحثات عن الحرية والذي أثار الكثير من الجدل وتوقع له الجميع إيرادات كبيرة بسبب المشاهد الجنسية الساخنة التي تضمنها الفيلم وما يعرف عن أفلام إيناس الدغيدي ومع ذلك لم تتجاوز إيراداته الـ3 ملايين جنيه والفيلم قدم تجربة جديدة اعتمدت علي البطولة النسائية لثلاث بطلات هن المصرية داليا البحيري والمغربية ثناء موزيان واللبنانية نيكول بردويل والفيلم سبق عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وحصل علي جائزة أفضل فيلم عربي عام2004 وفيلم أبو علي الذي اعتلي عرش إيرادات موسم عيدالأضحي حيث بلغت14 مليون جنيه تقريبا وأبطاله هم كريم عبدالعزيز ومني زكي والفيلم تأليف أحمد نادر جلال ومن إخراج أحمد نادر جلال في ثاني تجربة سينمائية له بعد فيلم عايز حقي. وفيلم فرحان ملازم آدم بطولة فتحي عبدالوهاب ولبلبة وياسمين عبدالعزيز وحسن حسني وإخراج عمر عبدالعزيز وإنتاج مطيع زايد وعلي الرغم من أن الفيلم كان آخر ما كتب السيناريست الراحل محسن زايد إلا أن إيراداته كانت مخيبة للآمال ولم تتجاوز المليون جنيه وأرجع البعض السبب في ذلك إلي ضعف ميزانية الفيلم أثناء التنفيذ مما انعكس سلبا علي الشكل الفني بالإضافة إلي عدم وجود دعاية للعمل بشكل عام. وفيلم أنت عمري لهاني سلامة ونيللي كريم ومنة شلبي وهشام سليم ورجاء الجداوي والذي أخرجه خالد يوسف وكتب له السيناريو والحوار محمد رفعت وأنتجه جهاز السينما وتخطت إيرداته الخمسة ملايين جنيه. وكذلك فيلم خريف آدم فتم إنتاجه في عام2003 ولكنه لم يعرض إلا بعد موسم عيدالأضحي مباشرة وقام ببطولته هشام عبدالحميد وأحمد عزمي وجيهان فاضل وأخرجه محمد كامل القليوبي وكتب له السيناريو والحوار علاء عزام.. وللأسف لم تقدم له أي دعاية تذكر لذلك لم يحقق الفيلم أية إيرادات في شباك التذاكر. ومن أهم الأحداث التي شهدها عام2005 هي عرض فيلم باب الشمس ليسري نصر الله الذي يعد أعظم وأهم إنتاجات السينما العربية حول القضية الفلسطينية والفيلم سيناريو وحوار يسري نصر الله وإلياس خوري ومحمد سويد عن رواية باب الشمس لإلياس خوري وتم عرض العمل علي جزءين استغرق سنوات من التحضير قبل تصويره الأول مدته ساعتان ونصف الساعة والثاني ساعة ونصف الساعة وقام ببطولة الفيلم مجموعة من النجوم العرب ومنهم هيام عباس وباسل الخطيب وعروة النيربية وتم اختياره من أهم عشرة أفلام في استفتاء التايم علي مستوي العالم. كما تم أيضا عرض فيلم بحبك وبموت فيك الذي قام ببطولته المغني فارس وإدوارد وأميرة فتحي ومها أحمد والفيلم التجربة الإخراجية الأولي لسيد عيسوي وأيضا التجربة الأولي للسيناريست هيثم وحيد والتجربة الإنتاجية الأولي لعبد الواحد العشري وبرغم أن العمل تضمن عوامل جذب للجمهور خاصة أن أحداثه تدور في إطار رومانسي غنائي إلا أنه لم يحقق أي إيرادات تذكر. موسم الصيف بدأ موسم الصيف لعام2005 بفيلمين حمادة يلعب الذي شهد البطولة السينمائية الأولي لأحمد رزق وشاركته البطولة غادة عادل وسهام جلال وكريم كوجاك ومن تأليف مجدي الكوتش وإخراج سعيد حامد, تناولت أحداث الفيلم المسابقات وتأثيرها في حياة الشباب خاصة بعد ظهور القنوات الفضائية وانتشار ظاهرة المسابقات عبر محطاتها المختلفة وهو من إنتاج اتحاد شركة النصر والماسة وأوسكار وهي نفس الجهة المنتجة لفيلم ملاكي إسكندرية الذي عرض في نفس يوم عرض فيلم حمادة يلعب وهو بطولة أحمد عز وغادة عادل واللبنانية نور ومحمود عبدالغني وتأليف محمد حفظي وإخراج ساندرا نشأت ووفر منتجو العمل ظروفا توزيعية جيدة للفيلم ساعدت علي تحقيق إيرادات كبيرة تجاوزت الـ9 ملايين جنيه كما أن الفيلم ينتمي لنوعية أفلام التشويق والإثارة بعيدا عن هوجة الأفلام الكوميدية التي تسيدت السينما لفترة طويلة وبعد ذلك تم عرض فيلم أحلام عمرنا الذي شهد تجربة مختلفة في البطولة الجماعية لـ مني زكي ومصطفي شعبان ورامز جلال ومنة شلبي وهو التجربة الإخراجية الأولي لعثمان أبو لبن وقام بتأليفه أحمد البيه وتم تصوير أغلب مشاهد العمل في منطقة مرسي علم حول مجموعة من الشباب اتجهوا إلي هذه المنطقة لتحقيق أحلامهم والبحث عن مشروعات مختلفة تجاوزت إيرادات هذا العمل الـ8 ملايين جنيه, وفي نفس الموسم تم عرض فيلم علي سبايسي الذي خيب آمال الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي وهي الجهة المنتجة للفيلم حيث لم تتجاوز إيراداته النصف مليون جنيه وهو البطولة السينمائية الأولي للمغني الشعبي حكيم وشاركته البطولة سمية الخشاب وسعاد نصر وصلاح عبدالله وهو تأليف بلال فضل وإخراج محمد النجار. وقدمت شركة دولار فيلم أولي تجاربها الإنتاجية فيلم الحاسة السابعة الذي يشهد البطولة السينمائية الأولي لبطليه أحمد الفيشاوي ورانيا الكردي كما كانت التجربة السينمائية الأولي لمخرجه أحمد مكي ومؤلفه محمد جمعة وتدور أحداثه حول قراءة بطل الفيلم لما يدور داخل المحيطين به وهو شاب مغرم بلعبة التايكوندو ولم تتجاوز إيرادات الفيلم الـ2 مليون جنيه. أما فيلم يا أنا يا خالتي الذي قام ببطولته محمد هنيدي وشاركته البطولة دنيا سمير غانم ولطفي لبيب وفادية عبدالغني وتناولت أحداث الفيلم السحر والشعوذة وهو إخراج سعيد حامد وقام بتأليفه أحمد عبدالله تجاوزت إيراداته الـ14 مليون جنيه, وكان آخر تعاون بين هنيدي وشركة أوسكار وبعد ذلك تم عرض فيلم بوحة للنجم محمد سعد وشاركه البطولة مي عز الدين ولبلبة والفيلم هو التجربة السينمائية الأولي التي جمعت بين محمد سعد والمخرج رامي إمام وقام بتأليفه نادر صلاح الدين.. أما إيراداته فتجاوزت الـ29 مليون جنيه وظل في مقدمة الأفلام فترة كبيرة لدرجة أنه استمر عرضه لموسم عيد الفطر والمفارقة أنه حقق إيرادات أكبر من الأفلام الجديدة التي عرضت في نفس الموسم. وفي نفس الفترة تقريبا في موسم الصيف تم عرض فيلم السفارة في العمارة للنجم عادل إمام وشاركه البطولة داليا البحيري وخالد سرحان وهو التجربة السينمائية الأولي التي جمعت بين عادل إمام والمخرج عمرو عرفة في ثاني تجربة له بعد فيلم أفريكانو وقام بتأليف فيلم السفارة في العمارة يوسف معاطي وشهد الفيلم جدلا واسعا حول قضية التطبيع التي رأي البعض أن الفيلم ينتصر لها في نهاية أحداثه, تلي عرض هذا العمل فيلم حرب أطاليا وهو بطولة أحمد السقا ونيللي كريم ورزان مغربي وخالد أبو النجا وهو التجربة السينمائية الأولي لمخرجه أحمد صالح ولمؤلفه حازم الحديدي وينتمي لنوعية الأكشن وتجاوزت إيراداته الـ14 مليون جنيه. شهد هذا العام عودة أحمد آدم لفيلم معلش إحنا بنتبهدل بعد غياب عامين عن السينما وشاركته البطولة أميرة العايدي وحسن مصطفي وقام بتأليفه يوسف معاطي وأخرجه شريف مندور وحقق إيرادات تجاوزت الـ5 ملايين جنيه ويعد أفضل أفلام أحمد آدم من حيث الإيرادات, أما فيلم عيال حبيبة والتجربة السينمائية الأولي للمطرب حمادة هلال شاركه البطولة غادة عادل ورامز جلال ومحمد لطفي وقام بإخراجه وإنتاجه مجدي الهواري وحقق إيرادات تجاوزت الـ6 ملايين جنيه. أما فيلم سيد العاطي فيشهد البطولة السينمائية الثانية للمطرب تامر حسني بعد فيلمه الأول حالة حب وشارك تامر بطولة الفيلم اللبنانية نور وعبلة كامل وقام بإخراجه علي رجب وكتب له السيناريو والحوار بلال فضل وانتجه السبكي وحقق إيرادات تجاوزت الـ15 مليون جنيه. وكانت آخر أفلام موسم الصيف الماضي فيلم حريم كريم الذي يشهد البطولة الجماعية لمصطفي قمر وياسمين عبدالعزيز وبسمة وخالد سرحان وطلعت زكريا وهو التجربة الثانية التي تجمع بين المخرج علي إدريس وزوجته السيناريست زينب عزيز بعد فيلمها الأول كلام في الحب الذي تم تصويره في2005 ولكنه لم يعرض بعد. أما أفلام عيد الأضحي لنفس العام2005 فشهدت عودة المطرب محمد فؤاد بفيلمه غاوي حب بعد غياب عامين وحقق فيلمه أعلي إيرادات الموسم وذلك بالرغم من أنه آخر أفلام فؤاد كان هو فيه إيه الذي لم يحقق إيرادات جيدة ولكن غاوي حب تخطي الـ7 ملايين جنيه وشاركته البطولة حلا شيحة ورامز جلال وأميرة العايدي وهو التجربة الإخراجية الأولي لأحمد البدري وتأليف أحمد البيه وهو فيلم رومانسي أكشن, وفي نفس الموسم تم عرض مجموعة من الأفلام أيضا, كانت بترتيب الإيرادات. فيلم درس خصوصي التجربة السينمائية الأولي لنجم ستار أكاديمي محمد عطية وهنا شيحة والمخرج سامح عبدالعزيز والجهة المنتجة له وهي شركة فيردي بالتعاون مع شركة الباتروس. كما شهد الموسم أيضا عودة مرة أخري للمخرج محمد خان بعد سنوات غياب عن السينما ليقدم فيلم بنات وسط البلد وهو بطولة منة شلبي وهند صبري وخالد أبو النجا ومحمد نجاتي وهو التجربة الثانية للسيناريست وسام سليمان بعد فيلمها الأول أحلي الأوقات وتخطي هذا العمل حاجز المليون جنيه. وفيلم أريد خلعا بطولة أشرف عبدالباقي وحلا شيحة وشريف رمزي وانتصار ومحمد شومان وهو التجربة الإخراجية الثالثة لـ أحمد عواض بعد فيلم كذلك في الزمالك وكلم ماما وفيلم جاي في السريع بطولة ماجد الكدواني وريهام عبدالغفور ووحيد سيف وهو التجربة الإخراجية الأولي لجمال قاسم وتأليف عبدالفتاح البلتاجي وقد فشل الفيلم في تحقيق إيرادات وتم رفعه من السينما في ثاني أيام العيد نظرا لأن إجمالي إيراداته لم تتجاوز النصف مليون جنيه. وكان أقل أفلام الموسم من حيث النجاح المادي والنقدي فيلم علمني الحب الذي لم تتجاوز إيراداته الـ300 ألف جنيه ويشهد البطولة الجماعية د. مدحت صالح وداليا مصطفي ووفاء عامر وجيهان قمري والإخراج الأول لياسر زايد ابن السيناريست الراحل محسن زايد. كما تم عرض فيلم الحياة منتهي اللذة الذي يشهد التجربة السينمائية الأولي لبطله يوري مرقدي ومخرجته منال الصيفي ولمؤلفته شهيرة سلام ومنتجته نهاد رمزي رئيس مجلس إدارة شركة أفلام شهد الحسن, وشاركت يوري البطولة كل من حنان ترك ومنة شلبي وزينة, وتجاوزت إيرادات الفيلم المليون و600 ألف جنيه. وأيضا فيلم ملك وكتابة الذي تم عرضه من قبل في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لهذا العام وحصل علي جائزة النقاد ويقوم ببطولته محمود حميدة وهند صبري وخالد أبو النجا وهو التجربة الإخراجية الثانية لكاملة أبو ذكري وتأليف سامي حسام وإنتاج جهاز السينما* الأهرام العربي في 24 ديسمبر 2005 |
د.وليد سيف... يرفض مغــالطة التـــاريخ عمان ــ توفيق عابد: الدكتور وليد سيف أستاذ جامعي وكاتب ومؤلف له باع طويل في ميدان المسلسلات التاريخية التي تركت بصمات وانطباعات جيدة للمشاهد العربي في القنوات الفضائية وخاصة في شهررمضان· أعماله الدرامية مفخخة دائما بالاسقاطات التي تمس الواقع العربي، ومحرضة الى ما يجب أن يكون · التقته الاتحاد وطرحت عليه عددا من التساؤلات التي تتناول أعماله الأخيرة ، والأمانة العلمية في تقديم الوقائع التاريخية ، وخططه المستقبلية، وأسباب تراجع السينما أمام التليفزيون· يقول الدكتور وليد سيف حول الرسالة التي يهدف اليها في مسلسل ملوك الطوائف : العمل يتضمن اكثر من رسالة ، ولكن الرسالة الأساسية تتصل مباشرة بظروف الأندلس في زمن الطوائف التي تتماهى إلى حد كبيرمع الواقع العربي السائد، وهي التجزئة والصراعات الداخلية والاستبداد الذي يمهد السبيل للغزو الخارجي، وتغلب القوى الخارجية على الأمة والاستفراد بها واحدة واحدة، وأعتقد أن العبارة التي تكررت في غير موقع في العمل هي أن الطغاة عادة هم شرط الغزاة فهناك علاقة عضوية بين الغزوالخارجي والطغيان الداخلي الذي يخلق الظروف التي تؤدي إلى هيمنة القوى الخارجية الغازية واستفرادها بالأمة جزءا جزءا، ويضيف: لعل مسلسل المرابطون الذي تصادف عرضه في نفس الفترة ، قد ركزأو توسع في موضوع المرابطين ولكن من وجهة نظري لم يكن هناك ربط تاريخي دقيق، فمثلا تبدأ حركة المرابطين في أواخر عهد المعتضد بالله عندما يكون ابنه المعتمد وليا للعهد ولكن حركة المرابطين تبدأ في واقع الأمر عام 427 هجرية أي قبل ثلاثة أعوام من ميلاد المعتمد بن عباد ، فالضبط التاريخي لم يكن دقيقا،وعندما نقدم عملا دراميا تاريخيا فان هدفنا الأساسي ليس تقديم عمل وثائقي تسجيلي إنما نستخدم المادة التاريخية لطرح أسئلة تتعلق بالواقع المعاصر،فأنا لا أذهب الى التاريخ بأفكارمسبقة وأحاول أن أقولب الوقائع التاريخية لتخدم رسالة سابقة، ولكن في الواقع عناصرالشبه كبيرة بين الظروف التاريخية لمرحلة ملوك الطوائف في الأندلس مع ظروف الواقــــــــــع العربي الحالي · أعترف ··· ولكن!! أما عن دفاعه لمن يطعن في الأمانة التاريخية للأعمال الدرامية، فيقول:لا اعرف فيما إذا كان السؤال موجها لأعمالي أم أنه لجملة المسلسلات التاريخية فعلى أية حال نعم هناك الكثير من المسلسلات التاريخية مع الأسف الشديد لاتبنى على بحث موثق ودقيق للوقائع التاريخية، وبالتالي تقع في الكثيرمن الأخطاء وتخل بنسقها ، والأمانة العلمية في توثيقها، هذا يحدث كثيرا لكني أستطيع أن أدافع عن أعمالي فقط ، وأقول ان معظم الوقت الذي انفقه في إعدادها يذهب الى البحث العلمي لأنني جئت من خلفيتين أكاديمية بصفتي أستاذا جامعيا، وأدبية وفنية بصفتي كاتبا ومؤلفا · فلا أجعل إحدى الخلفيتين تطغى على الأخرى، إنما أوظف الواحدة لخدمة الأخرى· فأنا لا أضحي بهذا وأرفض تماما قول بعض صانعي الأعمال الدرامية المرئية من أن لهم الحق في التصرف بالمادة التاريخية كما يشاءون، لأنهم لا يقدمون صورة مطابقة للتاريخ القديم، إنما يستلهمونه من بعيد، ليصنعوا تاريخهم الخاص، الحقيقة أننا لا نستلهم المادة التاريخية التي نقدمها وثائقيا بل نقدم عملا دراميا له شروطه ومفرداته ورسالته وفكرته ومجموعة أسئلة تتعلق بالواقع المعاصر، ولكن ليس على حساب الحقائق التاريخية الثابتة · ورغم ذلك يجب الاستدراك أولا أن المصادرالتاريخية القديمة التي نعتمد عليها لا يمكن وصفها بالنزاهة المطلقة أوالموضوعية المطلقة لأن المؤرخ القديم كان متأثرا بتحيزاته العقائدية والسياسية أوكان محكوما لرؤيته وتأويله هو للأحداث فكل إنسان يسجل الوقائع وفق فهمه وتفسيره وتأويلاته لها · فعندما نتعامل مع المصادر التاريخية القديمة يجب أن يتم ذلك بمنهجية علمية نقدية فننظر في الروايات ونعارض ونحاول أن نستبطن ما وراءها لأن المصادر التاريخية تقص علينا الوقائع السياسية الخارجية ولا تتحدث كثيرا عن الحركة الاجتماعية والثقافية التي تتمظهر سياسيا في وقائع معينة · كما أننا ونحن نغوص وراء الوقائع حتى على المستوى الأكاديمي الخالص، لسنا متحررين تماما من تحيزاتنا المسبقة لأن تفسيرنا وتأويلنا للوقائع التاريخية محكوم بمستوى وعينا لذا ليس هناك موضوعية مطلقة، ولا يجوز أن نخترع أحداثا أساسية لم تقع أو نحرف أحداثا وقعت خدمة لها · ولا يخلو أي عمل أدبي أو أكاديمي من الانتقائية فأنا لا أستطيع أن أحشر في مسلسل درامي واحد جميع الأحداث والوقائع فلا بد أن يكون هناك عملية انتقاء محكومة برؤية فكرية ودرامية جمالية حول طبيعة الأسئلة التي أطرحها من خلال العمل بوصفي كاتبا شريطة أن لا تخل من جديد بنسق الوقائع التاريخية · وهناك مساحات فارغة من حق الكاتب الدرامي أن يملأها دون إخلال بما هو ثابت تاريخيا، فالمصادر لا تحدثنا عن الواقع الاجتماعي والبنية الاجتماعية فيكون من مهمتنا أن نصور نماذج غير معروفة تاريخيا فنختلق شخصيات ليست قيادية أحيانا تمثل نماذج اجتماعية كانت موجودة في ذلك الحين لأن التاريخ لا يقص علينا تفاصيل ما يدور بين الشخصيات· أود القول أن هناك مساحة واسعة للإبداع في هذا الجانب وأعتقد أنني وصلت إلى سوية متوازنة في جملة أعمالي وما يؤكد ذلك أنها كانت محفزة للجمهور فمن أحسن الاستجابات التي أتلقاها دائما القول أن عملك حرضنا على أن نعود إلى المدونات التاريخية المطبوعة لنقارن ما فيها بما شاهدناه في المسلسل · والحقيقة أن أي تاريخ بشري يتضمن جوانب مظلمة ومشرقة وهذا لا يقلل من انتماء الإنسان إلي هويته الحضارية وتاريخه وإذا تعرفنا على الواقع التاريخي بإيجابياته وسلبياته كنا أكثر تحصينا بالمعرفة الحقيقية من العيش في عالم من الرومانسية التاريخية· فكل ما هو مستقر في وجدان البعض صورة مثالية رومانسية فقط لتاريخ الأمجاد العربية فإذا قابلوها بالواقع القائم البائس شعروا بغضب شديد فهم يريدون استعارة نموذج الماضي المثالي الرومانسي المتخيل ليقولبوا عليه الواقع · أين النص المحايد ؟ وبخصوص حيادية النص ، يقول الدكتوروليد سيف:س ليس هناك نص شفوي ، أو مكتوب محايد بمعنى أن يدعي صاحبه أنه صورة مطابقة للواقع الموضوعي الخارجي لأنه إذا ادعى أحد الأشخاص هذا القول فكأنه يقول أنه يحتكر الحقيقة المطلقة وأن وعي الآخرين زائف وليس مطابقا للحقيقة الموضوعية باستثناء وعيه هو وهذا في الواقع وصفة مثالية لقمع الرأي الآخر، فالنص التاريخي له قيمة فعلية حقيقية سواء أخذ شكل مدونة تاريخية او مذكرات لشخص كان جزءا من الحراك السياسي والاجتماعي الفاعل في فترة معينة ولكن كيف نقارب الحقيقة ،فهناك مذكرات كثيرة لأشخاص عايشوا نفس الفترة وربما كانوا شركاء في نفس الوقائع التاريخية وكل منهم يروي روايته الخاصة لاختلاف المصالح والمواقف العقائدية أوالمواقع والتأويل والرؤية والمنهج الفكري والمحتوى المعرفي ومدى مصداقية المصدر فكيف نجد الحقيقة · ثنائي جميل ويرد الدكتور سيف على ما يقال بأن أعماله والمخرج حاتم علي يشكلان ثنائيا جميلا يقول: أنا سعيد جدا بهذه العبارة ولا شك أن الذي أطلقها انطلق من رؤيته ومشاهدته لأعمالنا وتقييمه لها، فالعمل الإبداعي الدرامي التليفزيوني أو السينمائي هو نتاج عمل فريق في مقدمتهم صانع العمل والمخرج ، وعندما يكون العمل ناجحا ويحظى بهذا التقييم الإيجابي الممتاز يعود إلى الشراكة الناجحة بين الكاتب والمخرج · وفي كل أعمالنا السابقة لم يكن هناك اختلاف إطلاقا بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل احترام متبادل وشراكة حقيقية، فعندما يستلم حاتم علي النص، فانه يتبنى مقولاته بالتأكيد، فالمخرج الذي يحترم نفسه لن يتبنى نصا يطرح رسالة لا يتبناها أو تختلف مع قناعته ، كما أنني لا أواكب عملية التنفيذ بحكم مشاغلي بل أقيّم الصورة النهائية عندما أشاهد العمل كالمشاهدين، ويظهر أحيانا أن هناك مسافة بين طموحات النص والصورة المنفذة وقد لا يعود هذا إلى المخرج الذي يبذل أقصى جهده في إخراج النص كما يجب أن يكون، وهنا أمتدح حاتم علي بأنه ليس مخرج كاميرا كما أصفه دائما لأنه يمتلك خلفية ثقافية درامية تمكنه من استيعاب أبعاد النص الدرامي ورسالته ، وبناء الشخصيات ، والأحداث ، والحبكة وتطور الأحداث، فهو يترجم المعاني بلغة الكاميرا ولكن هناك محددات تفرض نفسها منها الإمكانيات الإنتاجية وهنا نقول أن الشركة السورية الدولية للإنتاج الفني وفرت لأعمالنا إمكانيات إنتاجية هي الأفضل في الوطن العربي· فرصة ذهبية! وردا على سؤال زهل ينجح المثقفون فيما اخفق فيه السياسيون نحو توحيد الأمة العربية؟س أجاب الدكتور وليد سيف :س نعم ينجحون فيجب أن لا يكون المثقفون خاضعين لمحددات واقع التجزئة القطرية العربية بل التأكيد على المرجعيات والهوية الثقافية المشتركة مع احترام الثقافات الفرعية التي تغني المشهد الإجمالي للثقافة العربية، فهي تنوع في إطار الوحدة واعتقد أن الدراما التليفزيونية التاريخية تمنحنا فرصة خاصة للتقريب. ولهذا هناك فرصة ذهبية وفرتها القنوات الفضائية رغم كل ما يقال في معرض نقدها وسلبياتها فهي في الواقع حققت إنجازات إيجابية كبيرة على صعيد توحيد المزاج الثقافي العربي والتقريب بين الثقافات الفرعية العربية فنرى على القناة التليفزيونية الواحدة الصوت المغاربي والسوري والمصري والعراقي والخليجي والأردني وقد نجحت القنوات فيما أخفقت فيه المحاولات السياسية· الإتحاد الإماراتية في 24 ديسمبر 2005 |