جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

سينماتك

 

الثورة أعطت المخرجين الايرانيين الدافع ليعملوا

مجيد مجيدي: لا أريد بطلي نبياً بل يسلك طريق الأنبياء

وسيم إبراهيم

يعتبر مجيد مجيدي واحداً من المخرجين الإيرانيين الذين استطاعوا التوجه بالسينما الإيرانية نحو العالمية، حيث لفت الإنتباه في عدة مهرجانات دولية وحقق سمعة طيبة في الأوساط السينمائية العالمية.

مجيدي ابن العائلة المتوسطة ولد في طهران 1959، وعمل في مراهقته مع فرق مسرحية للهواة، ثم توجه لدراسة المسرح في معهد الفن الدرامي في طهران. بداية عمله في السينما كانت عبر تمثيله في عدد من الأفلام منها (المقاطعة) لمحسن مخملباف و(تيرباران) لعلي أصفر شادروان. أول عمل سينمائي له، من كتابته وإخراجه، هو فيلم (بادوك) عام 1992. عرض هذا الفيلم في تظاهرة (اسبوعي المخرج) في مهرجان كان، كما فاز بعدة جوائز اقليمية. ثم حقق فيلمه (الأب) الذي شارك في مهرجان سان فرانسيسكو ومهرجان تورنتو وحصد جوائز عديدة. كتب ماجدي وأخرج بعد ذلك عدة أفلام أهمها أطفال السماء (1997) الذي تم ترشيحه لنيل أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وحصل على أربع جوائز في مهرجان مونتريال. وفيلم لون الله (1999) الذي حقق رقما قياسيا في شباك التذاكر على المستوى الآسيوي.

عُرض فيلمه الأخير شجرة الصفصاف (2005) لأول مرة في مهرجان تورنتو، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الأخيرة لمهرجان دمشق السينمائي، حول فيلمه الأخير وحول بعض المسائل المتعلقة بالسينما لإيرانية كان هذا الحوار:

·     أعدت البصر ليوسف بطل فيلمك شجرة الصفصاف بعد أن عاش في الظلمة 45 عاما، وعندما أخذ وعيه يذهب في اتجاهات مغايرة لما كان في البداية حجبت بصره مرة أخرى، وصورت مشاهد طويلة وعديدة عن عذابه مع فقدان البصر مجددا. ألم يحمل ذلك مبالغة في القسوة؟ ألم يكن اصرارا على عقابه بعد أن نبض قلبه لغير زوجته؟

لا أعرف إن كنت شاهدت أفلامي، أو إلى أي حد اطلعت على طريقة شغلي، لكن على كل حال أحسست أن هناك ضرورة درامية تستوجب هذه القسوة التي رأيناها في الفيلم، او المعاناة التي كان يتحملها البطل. الفيلم يتحدث عن واقع مرير، هذا صحيح، لكنك تلاحظ أن أحدهم ربما يتعرض لحادث ويفقد كل أفراد عائلته، وهذا الأمر سيولد صدمة لديه، قد يصاب بالشلل أو يصبح أخرس، هذا الشيء يحدث. لذلك لم تكن القسوة موجودة في فيلمي، بقدر ما كنت أريد إيصال فكرة موجودة أصلا في الحياة، فإذا كان للجنة من وجود فهو في ذات الإنسان وداخله، وعندما نريد الوصول إلى هذا المفهوم يجب أن نحمل السكينة في ذواتنا. أنت تعرف أن الحياة التي نعيشها، ونشاهدها، لا يمكنها أن تقدم السكينة التي نحتاجها، أو حتى تسوقنا إليها. هناك أمثلة نراها في أيامنا؛ صدام حسين مثلا، كان شخصا مغرورا ومصابا بجنون العظمة، وكان يعتقد أن بإمكانه صنع الجنة من حوله. لكن بعد أن تغيرت الظروف، كيف كان مصيره؟ من التحكم والعظمة إلى أسفل السافلين. يمكن أن أورد حادثة أخرى من القرآن الكريم، حيث كان فرعون يسعى إلى البطولة وتحقيق الجنة عبر نظرة مادية، لكن البطل الحقيقي كان النبي يوسف الذي رأى أن السكينة والكمال هما في داخل الإنسان وفي ذاته. صحيح أنه تحمّل مآسيَ كثيرة لكن الله لم يكن يعاقبه أو يجازيه، والفكرة هنا أن الشخص سيذوق الكثير حتى يصل إلى حالة من الكمال.

·         لكنك تعاملت مع الأمر، حتى فنيا، وكأن الرجل ارتكب خطيئة، ألم يكن للحرمان الذي عاشه أي اعتبار لديك؟

أنت ترى القصة وتقيسها من الجانب الظاهري، هي ليست كذلك . وعندما ننظر إليها من الناحية الفلسفية لا نستطيع القول لماذا كل هذه القسوة والعذاب. كما في قصة سيدنا آدم، صحيح أن الله أخرجه من الجنة بعد أن أغرته الملذات، وهذا في الظاهر غرامة وعقاب، لكن الهدف الحقيقي أن يصبح أبا للبشرية والأنبياء... ونفس الشيء بالنسبة لبطل الفيلم، حيث تتمحور القصة حول الجانب الفلسفي. هناك الكثير من القسوة لكن من أجل أن يصل الإنسان إلى التسامي، وأنا ركزت على المعاناة كي أُظهر تسامي البطل والتكامل الفلسفي لشخصيته. القياس على أساس الظاهر يؤدي إلى الخطأ في استنتاج هدف الفيلم. أريد أن أبسّط بشكل آخر، أحيانا يكون الضغط والمعاناة للرأفة واللطف بالإنسان، وكي ينصهر في شخصية فذّة يجب أن يواجه امتحانات صعبة، وهو ما يجعل شخصيته تسمو...

أطفال السماء

·     الحياة بطبيعتها تحكم الإنسان بحالات متنوعة ومتفاوتة، وهذا الأمر يشكل في أحد وجوهه قطعا مع مفهوم التسامي الذي تطرحه. ألا يوجد مخارج أخرى؟ إما الشخصية المتسامية أو العقاب؟

سآخذ القرآن كمثل ومعيار للقياس، بالنسبة لي طبعا، وأتذكر قصص الأنبياء. كان الله يضع الأنبياء دائما في المآزق كي يصبحوا أمثولة للبشر...

·         هل تسعى لأن يكون أبطال أفلامك أنبياء؟

إذا رأيت أفلامي دائما كنت أريد أن يظهر بطلي، ليس كنبي، ولكن أن يسلك طريق الأنبياء. يعيش كما عاشوا ويحمل رسالة مشابهة. في كل أفلامي، لون الله، أطفال السماء... دائما أجعل بطل الفيلم يواجه المصاعب، لكنه في النهاية يتغلب عليها ويفوز. لا أسعى لأن يصل هذا الإنسان إلى العدم، وبالتالي ينتهي الفيلم بعدم هو الآخر. النتيجة تكون دائما الفوز والنجاح.

·         برأيك هل تحقق لبطل فيلم شجرة الصفصاف الفوز عندما جهد في البحث عن القرآن ثم وجده؟

لم يكن الكتاب الذي وجده قرآنا، هو كتاب شعر لمولانا جلال الدين الرومي، المتصوف الإيراني الكبير...

·         لنقل إذا هل تحقق الفوز بالتصوف؟

لم أكن أريد الدعوة إلى الصوفية، وأن الإنسان يجب أن يسلكها. في الثقافة الفارسية والإيرانية، وهي ممتزجة مع الإسلام، يوجد لجلال الدين الرومي، الذي ندعوه مولانا، مكانة كبيرة أدبيا ومعرفيا. أريد القول أن الإنسان يجب أن يصل إلى البعد المعرفي/العرفاني الذي يتبلور في شخصية مولانا الرومي.

·         ما هو موقع الإنسان العادي وهمومه اليومية من أفلامك؟

من الواضح أني لا أركز في أفلامي على الناس الذين يشكلون نخبا في المجتمع. دائما يعنيني الإنسان العادي، وكل أبطال أفلامي هم ناس بسطاء. ربما أركز على الرؤية الفلسفية للحياة، وأنا ميال لهذه الطريقة في الشغل.

·         في فيلمك (لون الله) كان البطل أعمى، وذلك تكرر في فيلمك الأخير. ما دافعك للتركيز على هذه الشخصية؟

ما رأيته في الفيلمين محض صدفة. فيلمي (شجرة الصفصاف) يستند إلى قصة واقعية، فعندما كنت أطالع واحضر لفيلم (لون الله) في مدرسة المكفوفين قابلت معلما هناك، وعلمت أنه تمكن من استرداد بصره بعد عشرين عاما. ترك ذلك أثرا كبيرا في نفسي، لدرجة أني أردت القيام مباشرة بصناعة فيلم عن هذه القصة، لكني تريثت قليلا حتى تسنى لي انهاء الفيلم الذي كنت أحضر له. بالإضافة إلى ذلك، يوجد في داخل الإنسان الكفيف كمية كبيرة من الطاقة المدخرة، ويمكن توظيفها في أعمال فنية، وأنا حاولت أن أفجر هذه الطاقة. وأكرر أن الأمر كان مجرد صدفة.

·     إلى أي حد شكلت التراجيديا في الثقافة الإسلامية، والشيعية خاصة، محرضا لأعمالك؟ وهل يمكن القول أنها بصمت هذه الأعمال؟

نحن ننتمي إلى ثقافة إسلامية، لا شك في ذلك، لكن السينما التي أقدمها تعتمد بشكل أساسي على الفطرة الموجودة عند جميع البشر، لذلك تجد لها مؤيدين وجمهورا كبيرا في العالم. إنها تتناول المحبة، الأخلاق، التواضع...إلخ من الأشياء التي يتقاطع بها الناس أينما وجدوا. إذا لا أستطيع القول بأني أركز كثيرا على ثقافتنا الإسلامية الشيعية...

·         لا أقول تركز، ولكن تشكل محرضا لأعمالك؟

هنا يجب أن نعاين واقعا. نحن مسلمون شيعة، ولنا ثقافتنا، ولا شك أني لست قادرا على إخفاء ثقافتي وقناعاتي. إذا استطعت إيصال هذه القناعات عبر الفيلم، وبالطريقة التي تتحدث عنها، فهذا أمر لا ضرر فيه، بل هو شيء جيد. لا أريد أن أفرض ثقافتي على أحد. ما أريده هو إيصال رسالة عبر الفيلم، وإذا كسبت الطرف الآخر فهذا يعني أني نجحت.

·         هناك من يفرق بين أفلام تصنع للمهرجانات وأخرى للجمهور. برأيك هل يصح هذا التفريق؟

بالنسبة لي لا أركز اهتمامي على الأفلام كي أقدمها للمهرجانات. وغالبا ما كان يحضر أفلامي جمهور كبير، وحققت مبيعات كبيرة في العالم، في أوروبا، أميركا، آسيا... ودائما جاءت النتائج ممتازة على مستوى الجمهور. ما أريده هو مخاطبة هذا الجمهور، وأيضا مخاطبة النخب التي تتمثل في المهرجانات. وبذلك أجد أن التفريق غير صحيح، حيث بالإمكان جمع تأييد الجمهور ولجان التحكيم في نفس الوقت.

جيل الثورة

·         قطعت السينما الإيرانية شوطا مهما باتجاه العالمية، ما الأساسات التي مهدت لذلك؟

دائما هناك ظروف هي التي تصنع الإبداعات. وبالنسبة لإيران هناك الثورة الإسلامية، التي كان لها أثر كبير على المجتمع بمن فيه الفنانون وقطّاع السينما. ونحن أيضا جيل هذه الثورة التي طبعت ثقافتنا وعلاقاتنا بطابع خاص ترونه حاضرا في أفلامنا. التحولات التي أتت بعد الثورة هي التي أعطت الإنطلاقة للسينما والتي وصلت، بعد 26 سنة، إلى هذا المستوى. كما أريد القول إن الأدب الفارسي أدب قديم، والإيرانيون هم مبدعون وفنانون بالفطرة، من الرسم والخط وغيره. وعندما تكون هذه الأرضية موجودة ويحدث الإنقلاب، أو الثورة، فذلك يعطي زخما للناس، ربما هم بسيطون وعاديون ولكنهم عندما يرون الحافز، ويجدون الأرضية المناسبة، فهم ينطلقون ويحققون النجاحات.

·         ما هي الحوافز التي قدمتها الثورة الإسلامية للسينما؟

الثورة أوجدت الشجاعة. السينما كما تعرف هي مزيج من الاقتصاد والفن والتسويق والصناعة. والثورة أوجدت الشجاعة لدى المخرجين وأرباب السينما كي يعملوا، ودعمتهم لفترة طويلة. بعد ذلك استطاع جيل الثورة الوصول إلى درجة الإبداع، وبات ينافس أعتى الصناعات السينمائية في العالم. أنا درست الإخراج المسرحي في الجامعة قبل حدوث الثورة، وكنت أظن أني لن أستطيع دخول عالم السينما، ولكن بعد الثورة وجدت الأرضية المناسبة فدخلت هذا المجال ووصلت إلى نتيجة، قد أكون راض عنها.

·         كيف تقيّم أداء السينما العربية؟

ربما يوجد في السينما العربية طاقات، لكنها لم تستطع الوصول إلى إنجاز. بمعنى أن حضورها باهت وقليل. لا أعرف إلا عددا قليلا من المخرجين العرب. قد تستطيع هذه السينما تقديم الكثير، لكن معظم الدول العربية تفتقر لصناعة السينما. لا يوجد لدي الكثير من الإطلاع على السينما العربية، السورية أجهلها تماما، ولكن عموما استطاع يوسف شاهين أن يحقق إنجازات طبعت هذه السينما. لم أرى أحدا آخر يحقق إنجازا مشابها على المستوى العربي.  

(دمشق)

السفير اللبنانية في 24 ديسمبر 2005

 

بعد أن أثار ضجة كبيرة في صنعاء أثناء تصويره

يوم جديد أفضل فيلم في مهرجان القاهرة الدولي

محمد الخامري من صنعاء

رغم تنافس العديد من الأفلام العربية على جائزة المهرجان كالفيلم المصري "ليلة سقوط بغداد" والفيلم العراقي "أحلام"، استطاع الفيلم اليمني "يوم جديد في صنعاء القديمة" الذي أثار ضجة كبيرة كادت أن توقفه بمبررات اجتماعية آنذاك، وهو إنتاج مشترك "يمني – بريطاني" من إخراج الكاتب والمخرج البريطاني من أصل يمني بدر الحرسي بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة الدولي الـ29 الذي اختتم أعمالة مؤخراً في العاصمة المصرية ، استطاع أن يتقدم على الكل ويخطف الجائزة. وكان فيلم "يوم جديد في صنعاء" أول فيلم يمني يُعرض ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في فرنسا ، كما انه سيعرض في مهرجان دبي السينمائي العالمي هذا الشهر ومهرجان مسقط للأفلام في يناير كانون الثاني المقبل إلى جانب عرضه في نحو 80 مهرجاناً للأفلام السينمائية في أوروبا وأميركا واليابان خلال السنوات المقبلة.

وكانت المخرجة السينمائية المساعدة "سالي الحسيني" أكدت أن الفيلم لا يحمل أي إساءة للمرأة اليمنية والعربية إطلاقاً ، مشيرة إلى أن ثلاث نساء يعملن إلى جانبها ضمن طاقم الفيلم ومنهن مديرة التصوير اللبنانية "مريال أبوروس" وهي المرأة الوحيدة التي تعمل في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط وكذلك المساعد الأول للمخرج "زوبيل تركيان" من لبنان.

وأضافت "سالي الحسيني" (مصرية الجنسية- مواليد بريطانيا) والتي عملت كمساعدة لمنتج الفيلم أن الفيلم يهدف بالأساس إلى تشجيع المرأة اليمنية لاقتحام مجال الإعلام بشكل أكبر وخاصة أفلام التلفزيون والإذاعات وفي كل أجزاء الفيلم ، موضحة أن عدداً كبيراً من النساء اليمنيات عملن ضمن طاقم الفيلم ومنهن: مها الخليدي- مديرة الملابس، وأخريات في أقسام المكياج، والإستشوار بالإضافة إلى طاقم آخر في التمثيل.

وكان الفيلم أثار ضجة كبيرة في صنعاء من قبل البعض الذين قالوا انه يسئ للمرأة اليمنية والعربية ، الأمر الذي جعل وزارة الثقافة والسياحة تشكل لجنة خاصة تتكون من علماء وأدباء ومفكرين لمتابعة تنفيذ سيناريو الفيلم تم تصوير مشاهده في صنعاء القديمة ، والاطلاع على تفاصيل الأحداث التي يتضمنها سيناريو الفيلم وتعديلها طبقاً للملاحظات التي تتلقاها في هذا الجانب وكذلك الأشراف والمتابعة أثناء تصوير الأحداث ، وقد أكدت اللجنة أن أحداث الفيلم لا تتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية وعادات وتقاليد المجتمع اليمني.

واستغربت اللجنة في بيان خاص الشائعات التي أثيرت حوله معتبرة أنه من غير المعقول أن تقبل الوزارة تنفيذ أي عمل يسئ إلى معتقداتنا الإسلامية وقيمنا وعاداتنا الأصيلة، منوهةً إلى اشتراك عدد كبير من أبناء مدينة صنعاء في تأدية بعض أدوار الفيلم والذي يجعل من المستحيل قبولهم المشاركة في عمل يسئ إلى مدينتهم أو يشوه تاريخها وثقافتها كمدينة تعد من أهم المدن التاريخية في قائمة التراث الإنساني العالمي .

وقد تم تصوير الفيلم العام الماضي 2004م بتكاليف إجمالية وصلت إلى 750 ألف دولار قدمت اليمن 40 ألف دولار والباقي تمويل بريطاني.

تجدر الإشارة إلى أن قيمة الجائزة تقدر بـ100 ألف جنية مصري.

موقع "إيلاف" في 24 ديسمبر 2005

يوسف شاهين يفصح عن فيلمه الجديد

"هي فوضى" صرخة سينمائية في وجه الجميع  

القاهرة - “الخليج”:  بدأ المخرج العالمي الكبير يوسف شاهين العودة مرة أخرى إلى معشوقته “السينما”، بعد أن مر خلال الفترة الماضية بأزمة صحية عابرة استطاع أن يتغلب عليها ليعاود نشاطه الفني من جديد، حيث بدأ بالفعل في العمل على سيناريو فيلم سينمائي جديد والتحضير له ليبدأ تصويره خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وكما عود يوسف شاهين جماهيره باختيار عناوين مختلفة وصادمة إلى حد ما، خاصة في السنوات الأخيرة، فقد اختار لفيلمه الجديد عنوان “هي فوضى”، وهو عنوان يحمل الكثير من الدلالات والإيحاءات، وفي الوقت نفسه يحمل علامات استفهام عديدة يطرحها شاهين من خلال الفيلم.

شاهين بفيلمه الجديد يحاول أن يكمل رباعيته، حيث يعود إلى استكمال مرحلة فنية مهمة في حياته كان قد بدأها قبل فترة من الزمن -تحديدا منذ مطلع السبعينات- قدم خلالها ثلاثة أفلام في إطار فلسفي مركب له علاقة مباشرة بالإنسان والسياسة ووضعه الاجتماعي، وهي: “الاختيار، والعصفور، وعودة الابن الضال”، وهي نوعية الأفلام التي تغوص في حركة المجتمع ويطرح من خلالها العديد من الأسئلة حول تأثير المناخ السياسي والاقتصادي في المواطن بشكل مباشر، كما أن شاهين بهذا الفيلم يعود مرة أخرى إلى المحلية في أفلامه، بعد أن كان قد اتجه في السنوات الأخيرة للخروج عن هذا الإطار ومخاطبة الآخر في أكثر من فيلم أهمها “المهاجر، المصير، الآخر، وإسكندرية نيويورك”، مؤكدا أن الإغراق في المحلية هو جوهر العالمية، غير أن هناك بعض القضايا العالمية الملحة التي لا يصح الوقوف أمامها من مواقع المتفرجين.

فيلم “هي فوضى” يستعرض أحوال المجتمع بمختلف طبقاته من خلال شخصية أمين شرطة، هو محور الأحداث، يعمل في قسم شبرا، ذلك الحي الشعبي المكتظ بالسكان، مسلمين ومسيحيين، فضلا عن الدلالة الاجتماعية التي يحملها هذا الحي الشعبي العريق، وما يحمله من وجود تفاوت طبقي كبير، حيث الفقراء وأصحاب النفوذ والنقود في مكان واحد لا فصل بينهما سوى بحائط، كما يطلق الفيلم صرخة مدوية محذرا من القوة عندما تصبح في يد جاهل.

يوسف شاهين اختار لبطولة الفيلم الفنان خالد صالح ومنة شلبي وفتحي عبدالوهاب، إضافة إلى عدد من الوجوه الجديدة التي اعتاد شاهين تقديمها في أفلامه، الفيلم سيناريو وحوار ناصر عبدالرحمن.

وحول مضمون فيلمه الجديد وكيفية تناول هذا المضمون فنيا، أكد يوسف أنه لا يقدم أعمالا من الخيال وإنما من الواقع المعيش، مضيفا لها استشعاره كفنان بما سيحدث في المستقبل، هو دور مهم جدا للفن والفنان، وأن اختياره لعنوان الفيلم “هي فوضى” يأتي ردا على الأحداث السياسية المتلاحقة في المنطقة، التي هي في الغالب هي مُصدّرة إلينا، دون أن يكون هناك رد فعل واضح ومحدد، ما يبدو أننا لا نعرف ماذا نريد من القوى الدولية، بمعنى أنه لابد أن تكون لنا مطالب واضحة ومحددة تجاه ما يحدث أو حتى ما نشارك فيه بالرأي، مشيرا أنه إذا لم يكن لك رأي في كل ما يحدث حولك، فهذا يعني انك لا تتمسك بحاضر ومستقبل بلدك.

وحول معنى اسم الفيلم “هي فوضى” قال شاهين: الفيلم رسالة تحذير وتنبيه ومن واجبنا أن نقول في الدراما ما يقال علنا، فهناك ناس تريد أن تسيطر على الناس، و”الفوضى” عكس الديمقراطية الزائفة، لذلك ستجد الكل خاسراً، وهذا هو الخطر الذي لابد أن نعمل من أجل وقفه، ولكن الشيء الجميل الذي يعطي أملا هو أن الناس في مصر لا تزال تعيش الحب، ويحبون بشكل حقيقي، وأتمنى ألا نفقد هذا الحب، ولهذا تجد أن كل شخصيات الفيلم مليئة بالحب ولا تستطيع أن تكرهها لأنها شخصيات تحمل قلبا ووجدانا.

وأضاف: في المقابل تجدنا نسير نحو عنف شديد، وشاهدنا دماء وبلطجة عرضتها شاشات التلفزيونات العربية والعالمية، وهذه إشارة لمستقبل يحمل عنفا أتمنى من قلبي ألا يحدث.

الخليج الإماراتية في 24 ديسمبر 2005

 

فنون الفيلم والفيديو الحديثة في الشرق الأوسط:

بعيدا عن الإسلام والإسلاموية

أمين فارزانيفر ـ ترجمة يوسف حجازي 

Her and Him Van leo, لأكرم زعتري 2003 تتطور ثقافةٌ حديثة لصناعة الأفلام والفيديو في الشرق الأوسط، تتناول الكليشيهات بشكل نقدي وتركز على الرؤى الذاتية. أمين فارزانيفر يعرفنا ببعض الفنانين.

يُقدم الشرق الأوسط نفسه، بعيدًا عن الصورة التي تنقلها الأنظمة السلطوية، من خلال أعمال كل من اللبنانيين أكرم زعتري ووليد رعد، والمصري حسن خان، والإيراني ماني بتغار وفنانين آخرين. فهؤلاء جميعًا يقدمون للمُشاهد صورًا عن المنطقة باعتبارها منطقةً متحركة وناشطة تمارس حداثتها بأشكالها الخاصة، التي ترسمها تيارات رؤوس الأموال المعولمة ووسائط الإعلام والتواصل الحديثة من تلفاز وحاسوب وهاتف جوال، موجودة أيضًا حتى بين أيدي البدو الرُحّل.

فيضان الصور الموجودة على ملصقات الدعايات تزدري بالعقول التي لا تزال تؤمن بمنع الصورة. مصطلحا "الإسلام" و "الإسلاموية" الحاضران بشدة في الغرب، لا يشكِّلان هنا سوى عنصرين وحيدين ولا يعبِّران بشكلٍ وافٍ عن مجمل الواقع الاجتماعي.

من الحقائق الدامغة، أن نماذج الإدراك المُبسطة القائمة في الغرب لا ترى التعدد القائم في المنطقة بشكلٍ يتناسب مع غناه: العالم العربي وإيران لوحديهما هما عبارة عن حيزين ثقافيين مختلفين لكلٍ منهما تاريخه السياسي والحضاري الخاص. فهل هناك عنصر مشترك بعيدًا عن عامل "الإسلام" الذي لا يعني بدوره الكثير لفن صناعة الأفلام؟

مُساءلة التعريفات

ما يمتد كالحبل السري بين فن صناعة الأفلام وأفلام الفيديو، إنما هو فكرةٌ "تفكيكية-تركيبية" "dekonstruktiv"، ولعبٌ بالحقائق والوقائع (الرسمية).

أسلوب كثُر استخدامه في الكولاج: حيث تُصوَّر الذكريات الشخصية وكتابات السيرة الذاتية المدونة لتتداخل مع صور الإعلام؛ تمتزج هنا لقطاتٌ مأخوذةٌ من التلفاز ووثائقُ أفلامٍ مع مَشاهِد ممثلة لاحقًا، تخيلية ومزوّرة.

فيلم وليد رعد "الرهينة: أشرطة بشار" هو بمثابة شريط فيديو يسجل المذكرات اليومية لأحد المخطوفين أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. الاختطاف حصل فعليًا، بيد أن ما يرويه بشار في الشريط، وهو العربي الوحيد من بين الرهائن، يبدو شاذًا إلى حدٍ ما. فأثناء روايته للأحداث يتحول التنافر الجسدي بينه وبين الرهينة الأمريكي، أو بالأحرى قرف الأخير من جسد الرهينة الشرقي (بشار)، إلى علاقة جنسية مثلية ماجنة بُعيّد بضعة أسابيع.

تتكون هذه الـ"Mockumentary" -الوثيقة المزورة- من عدة مستويات، فمن الناحية الثقافية تعالج تعاطيات مع الجسد مختلفة المناهج (مناهج مبنية على مفاهيم أناس مختلفين)، وعلى تصورات جنسية لشعب عن شعب آخر، وعلى العنصرية، وبالطبع ثمة ارتباط بسجن أبي غريب.

تلألؤ الأضواء بين الجوهر والمظهر

يتجلى كسوف الشمس الكبير عام 2000 عند الإيراني ماني بتغار بشكل مجازي متعدد الأوجه. ففي شريطه "كسوفٌ سقط من السماء" يبيَّن بدايةً تلك التعليقات الغزيرة المختلفة المتبادلة بين الاختصاصيين على شاشات التلفزة الإيرانية بلا انقطاعٍ، لكنها تعليقات فارغة أيضًا وبلا معنى. تعليقات أرادت أنْ ترى في هذا الحدث السماوي العظيم توكيدًا على وجود الله. يفقد "ماني بتغار" بعدئذ الاهتمام بما يراه، فيبعد كاميراته عن التعليقات ليوجهها نحو عصفور دوري صغير ومريض.

يعمل جلال توفيق بنفس الوسائل البسيطة، حيث يوثق بفيلمه "إنقاذ وجه" كيفية خلع ملصقات الدعايات الانتخابية المنتهية ومعها شعارات الحملات الانتخابية والمرشحين أنفسهم. وحين تظهر من تحتها صور سياسيين من الفترة السابقة لا يظهر معهم التاريخ وحسب بل تتشكل من أجزاء الملصقات وجوهٌ جديدة وسياسيون جدد: عينٌ من هنا وركبةٌ من هناك وياقةٌ من مكان آخر.

من خلال هذه الألاعيب والتداخلات تتشكل لوحة تعاكس وضوح وتبسيط وسائل الإعلام وادعاءها بامتلاك الحقيقة –هذه المعضلة عامة وتتخطى الحدود الثقافية الشرقية.

إذا تابعنا التفكير بتحلُّل الصورة السابق وهذا التلألؤ والتذبذب بين الجوهر والمظهر ومواقف الفنانين الآخرين سنجد أنها تقدم برنامجًا بديلا عن برامج حكومات المنطقة، السلطوية والأحادية والجامدة.

يجب إسقاط الإتهام القائل بأنَّ التعاطي الخلاق مع الوسائط المتعددة لا يسعى سوى لخدمة المطلوب في السوق الغربية، فلهذا التعاطي أسبابه العميقة. احتياجات الفرد والفردانية تقف خلفه؛ والحاجة للأسئلة لا للشعارات: "ماذا يعني لبنان بالنسبة لي؟" ماذا يعني الصراع في الشرق الأوسط بالنسبة لي؟".

أما العراقي سنان أنطون فيعود من المنفى ليتقصى بشريطه الوثائقي التغييرات أثناء تفكيك "الصدَّاميَّة" في البلاد. فيلمه "عن بغداد" عبارة عن مقالة مصوَّرة بعفوية، تلامس جلد المُشاهد وتترك مساحةً لطرح الأسئلة ومكانًا للتناقضات وتعطي حيزًا لمواطنين يناقشون بحدة.

كما هو الحال مع سنان أنطون يؤسس الكثير من صانعي الأفلام الشباب لرؤية عقلانية وذاتية متطرفة في آنٍ معًا، وبذلك تتعاكس أعمالهم مع وجهة كم المقولات المصوَّرة والمتخَمة بالعواطف التي يجري بثها وإقرارها من فوق للجموع. 

حقوق الطبع قنطرة 2005

موقع "قنطرة" في 24 ديسمبر 2005

 

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك