أوراق شخصية : بقايا الذكريات .. وأطلال السنين ! بقلم : آمال عثمان |
ذكريات ليلي علوي.. تحترق
ما أصعب أن يقف الإنسان في الحياة بلا ذكريات! كم هي قاسية أوجاع وعذابات فقدان الماضي بكل ما فيه من أحلام الطفولة ، وشقاوة الصبا .. أشجان وأحزان .. إبتسامات وضحكات! آه من احتراق أجمل الذكريات وإغتيال زهرة سنوات العمر الذي مضي ! لحظة فارقة يتوقف فيها الزمن .. وتتلاشي معها الكلمات .. لحظة فراق عالمنا الخاص جدا .. أوراقنا الشخصية .. أشياؤنا التي عشقناها وتعلقنا بها .. مذكراتنا التي رسمت ملامح أعز الناس .. صورنا الخاصة التي سجلت أيامنا الحلوة وشهدت علي سنوات عمرنا .. *** كدت أسمع أنين الذكريات .. صراخ الأوراق .. دموع الجدران .. وأنا أسير نحو غرفة نومها الصغيرة التي ابتلعتها النيران كالوحش الكاسر في ساعات قليلة .. وإفترست ألسنة اللهب كل ما إحتضنته غرفتها بين أرجائها علي مدي سنوات طويلة .. مشهد الدمار مخيف .. الحوائط إتشحت بالسواد الكئيب .. حطام أثاث الغرفة التي أتت عليها النيران يتناثر في كل مكان وقد تدثر بالرماد وكأنه أطلال .. الملابس والأوراق والصور .. كل شيء تحول إلي أكوام محترقة تنتشلها الأيادي من بين آثار المياه التي تركها رجال الإطفاء . *** أتأمل المكان وأتذكر .. فوق هذا الجدار كانت صورة الطفلة الجميلة ليلي ذات الشهور الستة، وهي تستلقي علي الأريكة في دلال ، تنظر بعيونها الساحرة نحو عدسة الكاميرا التي وقعت في غرامها منذ هذا اليوم .. ولاحقتها حتي صارت النجمة الكبيرة ليلي علوي .. قطة الشاشة في مصر والعالم العربي. وهنا .. في ذلك الجانب الآخر من غرفة النوم .. تعشق ليلي الجلوس ساعات طويلة بجوار مكتبتها الصغيرة العامرة بصنوف الكتب والروايات .. إلي جانب مجموعة ال CD للأفلام العالمية الحديثة .. تحرص علي شرائها خلال رحلاتها في الخارج لتقضي معها ساعات الليل قبل أن تخلد إلي النوم . وفي هذا الركن من الغرفة كان يقبع صندوق صغير أنيق مشغول برسومات إسلامية بديعة .. دفعني الفضول الصحفي ذات يوم أن أسألها عما بداخله .. فضحكت ليلي وأطلت من عينيها نظراتها الشقية المعهودة .. ولسان حالها يقول: يا صديقتي لا تستطيعين أبدا أن تنسي أنك صحفية! ومدت يديها ، حملت الصندوق وفتحته .. فأدهشني حرصها علي الاحتفاظ بأشيائها الخاصة .. وحاجاتها الصغيرة .. صور وتذكارات .. دفاتر وأوراق شخصية .. رسائل وخطابات من جمهورها ومعجبيها .. آثرت أن تحتفظ بكل شيء في أقرب مكان إلي قلبها .. في هذه الغرفة الصغيرة .. داخل صندوق الذكريات . علي مرمي بصري .. أدرت نظراتي في ساحة الغرفة بحثا عن الطاولة المجاورة لسريرها .. والتي كانت تضع عليها ليلي 'المصحف' الذي اشترته العام الماضي، أثناء أدائها لفريضة الحج مع والدتها وشقيقتها لمياء وزوجها الكابتن طيار حافظ ، وشاءت إرادة الله أن يحفظ كتابه ، ولا تمسه النيران، هو وكل المصاحف الأخري وشرائط التلاوة القرآنية التي تحتفظ بها في غرفتها .. إلتهمت النيران كل شيء بجراءة تحسد عليها، وتوقفت علي إستحياء أمام كلمات الله . *** أعلم جيدا بحكم صداقتنا العميقة الممتدة منذ سنوات .. كم تعشق ليلي بيتها .. ولا تشعر بالأمان والراحة سوي بين جدارنه التي أضفت عليها لمسات جميلة، بذوقها الفني الراقي .. واختارت بنفسها ديكورات كل ركن من أركانه .. لذلك عندما جاءني صوتها عبر الهاتف باكيا يحمل هذا الخبر المؤلم .. كنت أدرك حجم الصدمة التي باغتتها فجأة بمنتهي القسوة .. وإغتالت أحب مكان إلي قلبها .. فلم أجد سوي الدموع بعد أن إستعصت الكلمات علي البوح بأحزاني .. *** آثار الحريق ورائحة الدخان تطل من الطابق الأول بمنزلها القابع في الشارع الهادئ بضاحية مصر الجديدة .. عبرت من باب الشقة المفتوح لأجد ليلي تقف أمامي .. وسواد الدخان والرماد يغطي يديها .. ويتناثر فوق وجهها وملابسها .. وعندما رأتني نظرت إلي وتساقطت من مقلتيها دموع تحمل معها كل معاني المرارة والأسي .. إحتضنتها بين ذراعي وقلت لها : قدر الله وما شاء فعل .. الحمد لله علي سلامتك .. فداك كل أموال الدنيا .. رمقتني بنظرة حزينة وهمست قائلة : صوري وصور والدي وعائلتي .. مذكراتي وأوراقي وأشيائي الخاصة .. كل ذكرياتي احترقت .. حاولت أن ألملم بقايا شجاعتي، لكن دموعي خانتني .. فحاولت ليلي أن تبدد أحزاني وتهدئ من روعي فقالت لي : الحمد لله أن أمي وإبني خالد بخير .. أنا راضية بقضاء الله وقدره. *** شريط أحداث الأيام الماضية يلاحقني .. ماذا لو اعتذرت ليلي عن حضور مهرجان دبي السينمائي وظلت في القاهرة؟! ماذا لو عادت كما كانت رغبتها يوم الخميس المشئوم، ونامت في غرفتها تلك الليلة ؟ ! حمدت الله وقلت لنفسي: إن العناية الإلهية وحدها هي التي أنقذتها .. اختارت مشيئة القدر أن تلتهم النيران ذكرياتها، وتحولها إلي رماد وبقايا أطلال.. وتحفظ رعاية الله وعيون السماء حياة ليلي علوي الإنسانة التي حباها الله - الكثير- من نعم الأخلاق و العقل والتواضع وحب الخير للناس، والفنانة التي اختصها الخالق بموهبة جعلتها أحب نجمات الشاشة العربية إلي قلوب الجماهير . *** كثرت الأقاويل والشائعات في الفترة الأخيرة حول ضم وزارتي الثقافة والاعلام في حقيبة وزارية واحدة ! والغريب أن تتصاعد تلك التكهنات في الوقت الذي أصبح فيه رحيل وزارة الاعلام ضرورة تفرضها خطوات التغيير، والإصلاح التي تنتهجها الدولة نحو مزيد من الديموقراطية والحرية ! والحقيقة أن الواقع يقول.. أننا لا يمكن أن نسير إلي الخلف، ونعود إلي عصر النظم الشمولية، والعهود الفاشية التي كانت تحكم قبضتها علي الإعلام، وتجعل منه بوقا للسلطة ، وتسخير كل أجهزة الدولة ووزاراتها لخدمة مصالح النظام، ورغباته وتسييس الثقافة وتوجيهها بما يخدم الخطاب الإعلامي الرسمي الذي يفرض وصايته علي عقول الجماهير . وإذا كانت دول مثل قطر والأردن وتونس إستطاعت أن تتخلي عن هيمنة الدولة علي الإعلام ، وتجعل من تلك الوزارة التي غربت شمسها، في كثير من دول العالم نسيا منسيا، فلا يعقل أن تظل مصر متمسكة بأذيال الماضي الذي يتنكر لمناخ الحرية . لقد حان الوقت لكي تعلن الدولة ، تشييع وزارة الإعلام إلي مثواها الأخير ، بعد أن أصبح الواقع الذي نعيشه يحتم علينا ضرورة إعادة النظر في بقاء تلك الوزارة علي قيد الحياة! . *** أصبحت رسائل التليفون المحمول أسرع وسيلة لترويج الحكايات والأقاويل ، ليس في مصر فقط بل امتدت إلي خارج الحدود أيضا .. آخر تلك الشائعات .. رسائل قادمة من الخارج تحذر الأصدقاء من إرتياد دور العرض السينمائي، بعد إنتشار بعض العصابات في مصر والخارج التي تخفي الحقن الملوثة داخل مقاعد السينما، وبمجرد جلوس المشاهد في الظلام أمام الشاشة الكبيرة وشعوره بتسلل الحقنة إلي جسده ، يقرأ رسالة تقول : مرحبا بك في عالم الإيدز ! ورسالة أخري انتشرت هذا الأسبوع تحذر من قيام بعض العصابات بطرق أبواب المنازل بدعوي أنهم يقومون بحملة تطعيم ضد مرض أنفلونزا الطيور ، ثم يقومون بتخدير أهل البيت وسرقة أصحابه ! لقد أفزعتني قسوة وضراوة تلك الشائعات المرعبة ، التي تعكس حالة العنف والفوضي، والدموية التي فرضت نفسها علي حياتنا اليومية . إنني لا أدري ماذا حدث للمصريين؟! ولماذا أصبحت الشائعات تكتفي بالسوداوية وإثارة الرعب والهلع ؟! ولماذا نترك ضجيج همس الشائعات ينمو، ويكبر ويزيد المشهد الحياتي كآبة، ولا يحاول أحد المسئولين أن يضع نهاية لتلك الشائعات التي تجعلنا غرباء في وطننا ؟ ! إن من الشائعات ما قتل ! أخبار النجوم في 21 ديسمبر 2005 |
مهرجان برلين السينمائي: نافذة للتعرّف على المخرجين الألمان الشبّان وأفلام المشاهير برلين - العرب اونلاين - وكالات: كشف مهرجان برلين السينمائى الدولي، أمس، عن الدفعة الاولى من مجموعة تضم 26 فيلما تمثل البرنامج الاساسى للمهرجان، الذى سيعقد فى شهر فبراير المقبل، ومن بينها مجموعة من الافلام لعدد من المخرجين الالمان الشبان. ومن الأفلام التسعة التى اختيرت للعرض حتى الآن فى الدورة رقم 56 من مهرجان برلين، الذى يعد أحد أكبر مهرجانات السينما فى العالم، هناك ستة أفلام ستعرض على المستوى العالمى للمرة الاولى . وستشهد دور العرض الالمانية العرض الاول للافلام الستة، ومن بينها أفلام لواحد من أكبر المخرجين المسرحيين فى استراليا، وهو "نيل آرمفيلد"، والمخرجين الالمانيين "أوسكار روهلر"، و"هانز كريستيان شميدت"، والمخرجة البوسنية "جاسميلا زبانيتش". وقال "ديتر كوسليتش"، مدير المهرجان، "نحن مسرورون للغاية لاننا استطعنا أن نقدم أفلاما جديدة لأشهر المخرجين وكذلك لمخرجين شبان". وسيعلن الترتيب النهائى لعرض الأفلام، فى منتصف الشهر المقبل، علما وان المهرجان سينطلق من التاسع الى غاية يوم 19 من شباط/فبراير المقبل. ويجتذب مهرجان برلين السينمائى الدولى طائفة من النجوم، مما يضفى على العاصمة الالمانية لمسة من البريق والتألق، بالرغم من أنها ترتعش تحت وطأة برد الشتاء القارس. وسيشارك فى المهرجان، من نجوم هوليوود، المخرج الشهير "تيرانس ماليك" و"جورج كلووني. وسيتطرق المهرجان لاستعراض المأساة التى واجهتها أوروبا فى آخر حروبها فى البلقان. ففى أول أفلامها الذى يحمل اسم "جربافيتشا"، ستتناول المخرجة البوسنية "جاسميلا زبانيتش"، مصير امرأة تتعرض للاغتصاب فى الاعوام المضطربة التى أعقبت الحرب فى البلقان. بينما سيعرض للمخرج الاسترالي، الذى حقق شهرة دولية واسعة ككاتب مسرحي، ومؤلف أوبرالي، فيلم "كاندي"، ويتناول قصة زوجان استراليان شابان يتورطان فى تعاطى المخدرات. ويشارك فى بطولة الفيلم نجوم استراليا "هيث لدجر"، الذى بدأ مشواره السينمائى فى هوليوود، والنجمة "آبى كورنيش". بينما يحكى فيلم "سنو كيك" "كعكة الثلج"، وهو إنتاج بريطاني- كندى مشترك، من إخراج "مارك إيفانز"، قصة حب بين رجل يصاب فى حادث سيارة ومريضة بالتوحد. ويلعب بطولة الفيلم النجمان "آلان ريكمان" و"سيجورنى ويفر". ولم يجد مهرجان مهم مثل مهرجان برلين حرجا فى تناول القضايا التى تمثل حديث الساعة فى العالم مثل الحرب على العراق. ومع زيادة المخاوف من ارتفاع أسعار موارد الطاقة وما خلفته من أضرار على الاقتصاد العالمى فى العام الجاري، ضمّ منظمو المهرجان فيلم "ذى آلامو" للمخرج الامريكى "ستيفان جاجان"، الذى يلقى الضوء على لعبة القوى الخلفية لصناعة النفط العالمية. وسيستضيف المهرجان هذا العام، عددا من الافلام التى تمثل السينما الاسيوية، من بينها فيلم "أمواج خفية"، وهو فيلم ينتمى لنوعية أفلام التشويق والاثارة للمخرج التايلاندى "راتاتاناروانج بين يك". كما سيعرض الفيلم الصينى "الوعد"، للمخرج "تشين كايدج"، وهو من نوعية أفلام القتال، ويتناول قصة حب تنشأ بين أميرة وثلاثة رجال. ويقال إن الفيلم واحد من أعلى الافلام تكلفة فى تاريخ السينما الصينية. ومن الافلام الالمانية التى ستعرض فى المهرجان فيلم "لا مكان للهرب" للمخرج "أوسكار روهلر"، وهو رؤية جديدة مقتبسة عن رواية "جزيئات أولية" للمخرج ميشيل هولبيك. ويتناول قصة شقيقين مختلفين عن بعضهما البعض يحاول كل منهما البحث عن معنى الحياة. وشارك فى الفيلم عددا من نجوم السينما الالمانية منهم "موريتز بلايبترو" و"فرانكا بوتنتي" و"أوفى أوكسنكنشت" و"كورينا هارفوخ". وفى فيلمه "ريكويم" يتناول المخرج "هانز كريستيان" شميدت وقائع ممارسة السحر فى السبعينات فى ألمانيا. ويتنافس فى المسابقة الرسمية للمهرجان 16 فيلما على جائزة الدب الذهبي.
موقع "العرب أنلاين" في 21 ديسمبر 2005
مهرجان برلين السينمائى يمنح "شارون ستون" جائزة السلام كولونيا – العرب اونلاين - يو بى أي: أعلنت لجنة مهرجان برلين السينمائى فى ألمانيا، فوز الممثلة الأميركية "شارون ستون"، بجائزة جمعية السينما من أجل السلام. وذكرت صحيفة "دايلى فارايتي" أن "ستون ستتسلم جائزتها خلال حفل عشاء تقيمه جمعية السينما من أجل السلام فى برلين فى 13 شباط/ فبراير المقبل". وستذهب الأموال التى يتم جمعها خلال العشاء لصالح صندوق اليونيسيف، ولصالح جمعية أبحاث الايدز الأميركية. وأضافت الصحيفة أن جمعية السينما من أجل السلام ستكرم أيضاً الفيلم الذى يجسّد أفكار الجمعية "من أجل العمل الاجتماعى لصالح السلام والتسامح والإنسانية فى العالم"، والذى ستختاره لجنة خاصة من بين الأفلام التى صورت فى العام 2005 . وقالت الجمعية أنها اختارت "شارون ستون" لتكريمها فى مهرجانها الأول، بسبب نشاطاتها الإنسانية، بما فى ذلك رعايتها لحملات التبرع من أجل صناديق مكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز". موقع "العرب أنلاين" في 7 يناير 2006 |