شعار الموقع (Our Logo)

 

 

ميغ راين النجمة التقليدية لأفلام الكوميديا الرومانسية وصاحبة صورة المرأة الناعمة والرقيقة الباحثة دائماً عن أمير أحلامها، تتحول من طفلة بريئة الى امرأة بكل ما للكلمة من رغبات وتعقيدات وأغوار. ومن أفضل من جاين كامبيون المخرجة وكاتبة السيناريو النيوزيلندية لتقطع "حبل الصرة" وتساعد ميغ لتولد بين أحضان الرغبة؟  في In The Cut تؤدي راين دور فران ايفري استاذة الآداب المقيمة في نيويورك والتي تعيش وحدة داخلية وحرماناً عاطفياً. تشاهد خلسة في حمامات أحد البارات مشهداً جنسياً سيهزّها ويوقظ حياتها النائمة. في اليوم التالي الشرطي مالوي (مارك روفالو) يحضر الى شقتها ليخبرها أن امرأة قتلت بشكل وحشي في الليلة الماضية على مقربة من منزلها. فراين ستعرف ان الضحية هي المرأة التي كانت في حمام البار ومنذ تلك اللحظة ستنقلب حياتها رأساً على عقب.

عن سيناريو لجاين كامبيون ومؤلفة الرواية سوزانا مور، يحملنا الفيلم الى اعماق بولار اسود وأجواء ايروتيكية نفسية ضبابية. الفيلم يحترم تركيبة الشريط الاسود الكلاسيكي من الشخصيات المحيّرة والتحقيقات التي تتسرب وتضيع كالماء بين الاصابع.

في هذا الفيلم جاين كامبيون تتكلم عن شيء واحد: الرغبة الجنسية وتفاعلاتها وهذا امر مشترك نجده في افلامها السابقة. معلمة الآداب ستقع في فخ الشغف المفترس بشرطي غامض وهكذا يصير الحب بنكهة العذاب بينما تفوح من الجنس رائحة الموت. ميغ راين التي صرّحت بأنها حضّرت لدورها الجريء بمشاهدتها كاثرين دونوف في فيلمي Belle De Jour للويس بونويل وRepulsion لرومان بولانسكي، قدّمت وبشجاعة شخصية امرأة اربعينية ضعيفة ومحرومة عاطفياً ستتعرى وتكتشف اللذة والرغبة. جاين كامبيون قدمت ميغ راين في مناخ ايروتيكي وشاعري وضبابي حائر تتداخل فيه الاوهام والصور و"الفانتاسمات" بملامح من حياة مانهاتن اليومية المعبّرة. لقد اهتمت باستكشاف ذلك العالم الضبابي بإطاراته غير الواضحة لكننا شعرنا بأن الايقاع البوليسي جرّ الايقاع الداخلي والنفسي في اتجاه آخر. لقد ظل كل من الرسم الضبابي لتلك المرأة العاشقة للجنس والألم والموت والمنحى البوليسي غير مكتملين لأننا في النهاية لاحظنا أن كل من المنحيين قد أخذ من حق المنحى الآخر فظل المنحيان ناقصين. لكن يبقى الأهم في الفيلم هو الاداء الرائع لكل من ميغ راين ومارك روفالو.

ميغ راين بجسدها وروحها جعلتنا نشعر بكل ما يعصف داخل شخصية فراين. بشعر طويل نسبياً وداكن بعض الشيء وبنظارات سوداء تخفي انجذابها باتجاه الرغبة، قدمت راين نقلة نوعية مهمة في حياتها المهنية. بدوره الممثل مارك روفالو الذي شاهدناه في افلام مثل Windtalkers لجون وو، قدم هنا دوراً مهماً وبرع في تجسيد ملامح ذلك الشرطي الذي سينجح سحره وجاذبيته في تنويم فراين مغناطيسياً. في الفيلم ايضاً مشاركة للممثلة جينيفر جايسون لي في دور بولين شقيقة فراين وكيفن بايكون في دور جون غراهام الذي شارك فراين بحثها عن ملء الفراغ الجنسي.

في النهاية، جملة ستذكر في الفيلم لها علاقة بلبنان لكنها لا تعكس سوى جهل غربي ونوع من الافكار المسبقة السخيفة والعنصرية عندما يربطون القذارة بعاصمتنا بيروت. وللرقابة نقول: "هكذا جملة تسيء الينا نحن المشاهدين اللبنانيين اكثر من رؤية ثديي ميغ راين او سماع كلمة يهودي". الفيلم ابتداء من الخميس 4 آذار الجاري في صالات امبير وكسليك.

جريدة الحياة في  5 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

IN THE CUT

ايروتيكية شاعرية تفوح منها رائحة الموت

جوزفين حبشي