شعار الموقع (Our Logo)

 

 

لوحة الموناليزا للفنان العبقري ليوناردو دافنشي‏..‏ تطرح قضية‏:‏ هل كانت السيدة المبتسمة سعيدة؟‏..‏ حول هذا الأمر تدور أحداث فيلم ابتسامة الموناليزا‏,‏ الذي يحكي عن مدرسة تاريخ الفن كاترين واتسون جوليارروبرتس القادمة من أمريكا الي مقاطعة ويلز في انجلترا في بداية الخمسينات للتدريس و تصطدم بالتقاليد الصارمة التي تعيشها فتيات المدرسة‏,‏ ومحاولتها تغيير هذه التقاليد ولكنها تصطدم بواقع آخر‏,‏ هو‏..‏ هل محاولتها تغيير هذه التقاليد كان من أجلها أم من أجل الطالبات؟‏!‏

كتب سيناريو الفيلم الكاتبان لورانس كنيرومارك روسنتال للذين كتبا العديد من الأعمال التليفزيونية الشهيرة منهامنزل صغير في البراري‏..‏ وعلي الرغم من احتمال القصة لكثير من الصراعات المؤثرة والمواجهات بين أبطال الصراع الا أنهما لم يستغلا ذلك في الأحداث حيث تسير بطريقة هادئة قريبة إلي الدراما التليفزيونية فبعد أن توقعنا مواجهة بين المدرسة وادارة المدرسة أو حتي مع الطالبات الا أنها تختزل في جملة حوارية أو حتي نظرة‏,‏ وهو ماجعل الفيلم يفتقد الصراع فهو مثله مثل لوحة الموناليزا ليس كل مايري علي مايرام‏..‏ فهما علي مايبدو أرادا الهدوء في الصراع كما في لوحة الموناليزا وابتسامتها الهادئة‏.‏

‏..‏جوليا روبرتس في دور كاترين مدرسة الفن التشكيلي التي حاولت تكسير القوالب الجامدة في مدينة ويلز‏,‏ ومحاولتها تدريس الفن كموضوع متغير‏,‏ فليس هناك اجابة خاطئة في النظر الي عمل فني‏..‏ لقد وجدت الطالبات يتعاملن مع تاريخ الفن مثل أي مادة ممكن حفظها‏..‏ دور لم توضع في شخصيته مايتناسب مع امكانيات جولياروبرتس كممثلة حاصلة علي الأوسكار.

‏..‏ كريستين دينست في دور بيتي وارين الشخصية الشريرة في الدراما الا أنها في حقيقة الأمر ليست شريرة‏,‏ بل ضحية التقاليد وأمها التي لايهمها سوي المحافظة علي الصورة الاجتماعية فقط دون النظر لأي اعتبارات أخري‏,‏ أدت دينست الدور بتفهم تام للدراما‏.‏

‏..‏ جوليا ستيلس في دور جوان برندون ممثلة لها العديد من الأفلام الكبيرة مثل هاملت وبدون هوية نجحت في تجسيدها لشخصية جوان المحافظة علي التقاليد في الجزء الأول من الأحداث‏,‏ والتي توافق علي الثورة علي التقاليد ولكنها في النهاية تفعل ماتقتنع به حتي وان كان ضد مدرستهاكاترين أدت الدور وأضافت له بأدائها السلس ولعب دومينك ويست في دور بيل الرجل الايطالي الذي تتهافت عليه كل الطالبات الي أن يقع في غرام كاترين لتظهر حقيقته فهو شخصية مثل الطاووس شخصية مركبة استطاع ويست تأديتها بكل مافيها عن غموض وصدق وكذب‏..‏

مدير التصوير اناستاس ميكوس نقل جو الخمسينات من خلال الصورة ونعومتها والاحساس بمدي التناقض فيما يحدث في المجتمع من خلال الاضاءة‏,‏ ففي السهرات تجد غموضها حيث أنك لاتستطيع تجديد الملامح الا مع قرب الصورة‏,‏ فهناك مايشبه الغيم فكانت الصورة مع الأحداث تماما‏.‏ ومونتاج فيك أوسلي به بعض التطويل فهناك مشاهد يجب فيها أن يكون المونتاج ناعما وبطيئا مثل المشاهد التي بها تفاصيل كثيرة كتجمع الطلبات جميعا‏,‏ ولكن هناك مشاهد يجب السرعة في القطع لتصعيد الصراع‏,‏ ولكن الفيلم سار علي نوع واحد من المونتاج الهادي‏.‏

موسيقي التون جون الذي يعد من أشهر المغنيين والمؤلفين الموسيقيين في العالم فهو صاحب اغنية شمعة في مهب العاصفة التي غناها في وفاة مارلين مونرو ثم غناها في وفاة الأميرة ديانا‏,‏ أيضا صاحب أغنية فيلم الأسد الملك دورة الحياة و موسيقي فيلممولان روج فالموسيقي هنا من أهم عناصر الفيلم حيث استطاع من خلالها العودة الي الخمسينات‏,‏ فاستخدامه للآلات النحاسية التي كانت أكثر الآلات استخداما في تلك الفترة جعل الموسيقي من أقوي عناصر الصورة‏.‏

الاخراج لميك نيويل وهو مخرج تليفزيوني منذ الستينات له العديد من الأعمال الشهيرة مثل الخطابا والزائرون وهو أيضا مخرج فيلم أربعة جوازات وجنازة وقد تعامل مع السيناريو بمفهوم الدراما التليفزيونية‏,‏ ولكنه استطاع خلق جو الخمسينات بصورة جيدة‏.‏

الأهرام اليومي في  3 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

إبتسامة الموناليزا.. بين اللوحة والفيلم

مشير عبد الله