شعار الموقع (Our Logo)

 

 

"السينما النظيفة" مصطلح يتردد بشدة هذه الأيام في الوسط الفني.. وانتقل إلي جمهور السينما.. وحوله اختلفت آراء النقاد والمخرجين والمنتجين.. البعض يري انه اصطلاح غير واقعي وآخرون يرون انه اصطلاح صحيح لحماية صناعة السينما من الانحدار.

الأفلام النظيفة في رأي مؤيدي هذه التسمية هي تلك التي تخلو من مشاهد الجنس والاغراء في حين يري رافضو هذا الاصطلاح أن الجنس في السينما ليس دائماً شيئاً غير نظيف!  وكثيرون من السينمائيين في مصر يرفضون هذه التسمية وهذه هي حيثياتهم.

الإرهاب الفكري

يقول محمد كامل القليوبي أكره هذا المصطلح وأعتبر أفلامي قليلة الأدب من هذا المنظور المتخلف وهذا المصطلح لا وجود له في العالم.. هناك أفلام لكل الأسرة تشاهد بصحبة الأبناء وهذه موجهة لأعمار 13. 14. 15 سنة ويطلقون عليها سينما نظيفة وهي عبارة عن أفلام بلهاء مصابة بالعبط. أصحابها ناس تافهة يقدمونها للأطفال المتخلفين والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك سينما أم لا توجد سينما جيدة أو سينما رديئة ولكن أصحاب هذا المصطلح ينطبق عليهم مصطلح الإرهاب الفكري ويريدون أن نرتد إلي عصور التخلف.

نظرة ضيقة

ويقول مصطفي محرم لعل المقصود بهذا المصطلح هو السينما الجيدة التي لا تحوي مشاهد جنس أو قبلات ولكنني ضد ذلك لأن العمل الفني المحترم هو الذي نقول عليه سينما نظيفة وهذه نظرة ضيقة جداً لأن السينما هي محاكاة للواقع تعكس إلي حد كبير أشياء من هذا الواقع والفيلم الجيد هو المتكامل العناصر من سيناريو جيد واخراج جيد وممثلين جيدين وفي نفس الوقت مشاهد موظفة درامياً فإذا حاولت في أحد أعمالي أن أعبر عن مشكلة جنسية فلابد من كتابة مشاهد تعبر عن هذه المشكلة لأن السينما في حد ذاتها فن واقعي لكن للأسف إذا كانوا يقصدون السينما التي بلا مشاهد جنسية أو إثارة فإن مايقدمونه حالياً من أفلام ويطلقون عليها سينما نظيفة هي أفلام تحط من ذوق المشاهدين بسذاجتها.

السينما القذرة

قال د/هشام أبو النصر استاذ الاخراج بمعهد السينما أنا مع هذا المصطلح وهو صحيح مليون بالمائة ومن يقف ضده أتهمه بالإرهاب الفكري وإذا كان الشيء يعرف بنقيضه فالمقابل للسينما النظيفة هي السينما القذرة والسينما القذرة كانت تستفز الناس جداً وللأسف من صنعوا هذه النوعية من السينما هم الذين يهاجمون السينما النظيفة ونسوا أن أفلاما كثيرة من أفلامهم أبعدت الأسرة عن دور العرض..

والمفروض حين نصنع سينما توجه إلي عقل المشاهدين وليس إلي غرائزهم واعتبر أن 99% من أفلامي ينطبق عليها هذا المصطلح وقد كانت أول أفلامي "الأقمر" بطولة نادية لطفي وكانت طوال الأحداث ترتدي فستانل أسود طويلا لأنها أرملة رغم انها كانت مشهورة في تلك الفترة بالشياكة والحرص علي إرتداء أحدث الموديلات ولم يكن في الفيلم قبلة واحدة.. كذلك في فيلم "العصابة" لم يكن فيه لمسة يد وهذا ليس تطرفاً مني. وأتمني ألا أفهم علي أني واعظ ولكن ليس دوري أن أقدم للناس الاثارة حتي مقولة إن الاثارة والاغراء موظفان درامياً مرفوضة تماماً. ولا توجد أي حتمية لإثارة الجماهير تحت أي مسمي وإذا حدث يكون اغراء موجها كي ننغمس في الوحل ولذلك الفيلم الذي يسمو فوق كل هؤلاء فيلم نظيف..

مصطلح مهين

ويري السيناريست مجدي صابر أن هذا مصطلح مهين ولا يوجد سينما اسمها نظيفة أو غير نظيفة وطول عمر السينما تقدم مشاكل تمس المجتمع وليس معني أن هناك أفلاما بها قبلة أو مايوه أن نصفها بأنها غير نظيفة وأعتقد أن تاريخ السينما لا يقوم علي القبلة أو المشهد المثير ومن المستحيل والظلم هذا التعتيم وهذه ردة في الأفكار وأشياء مريضة يرددها البعض..

أضاف للأسف معظم الأفلام التي يطلقون عليها نظيفة قد تطرح أفكاراً مسمومة تؤدي إلي كارثة وتكون أشد فتكاً من الأمراض فهل هذه هي السينما النظيفة؟ أعتقد أن السينما قيمة فنية واجتماعية وانسانية بقدر ماتقدمه من أفكار جميلة.

أكد الناقد محمود قاسم أن من أطلقوا هذا المصطلح هم أنصار السينما التي لا يكون فيها مشاهد عري ومايوهات أو قبلات متصورين أن هذه هي السينما النظيفة؟ في حين أن السينما النظيفة هي الجيدة ولذلك أرفض هذا المصطلح لأن الفن فن والجنس جزء من الحياة وغريزة داخل الإنسان وللأسف المجتمعات حين تزداد انغلاقاً تزداد عقداً والسينما فن يعبر عن مشاعر الإنسان بشرط أن يكون فيلما صادقا بصرف النظر عما إذا كان يتضمن هذه الأشياء أم لا وللأسف السينما النظيفة من وجهة نظرهم مثل "الفشار" تقبل عليها الناس ولا فائدة منه.. سينما كلها "إفيهات" وحين ينتهي الفيلم لا فائدة منه عكس فيلم مثل [الفتوة] نشاهده عشرات المرات وكذلك فيلم مثل [شارع الحب] وهذه هي السينما الجميلة القريبة من الإنسان كذلك افلام هند رستم نشاهدها ونحبها ولم نر إنسانا قال إنها أفلام قذرة ولكن هذه تسميات يطلقها من يشعر أن به نقصا.. واعتقد أن السينما النظيفة هي الفن الراقي والخيال الواسع.

الجمهورية المصرية في  3 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

سينما نظيفة لا!

أفلام بلهاء.. متخلفة.. مثل الفشار.. بلا فائدة

مطلوب فن راق.. يخاطف عقل المشاهد

سحر صلاح الدين