شعار الموقع (Our Logo)

 

 

  • 500 دولار مكافأة فورية لابطال عمل مسرحي عراقي يصور انتصار صدام علي أمريكا وإسرائيل
  • قلق من الرسوم الكاريكاتيرية للفنان مصطفي حسين.. واعتبار يوسف شعبان ولبلبة من أعداء إسرائيل

كيف تنظر إسرائيل للأعمال الفنية العربية التي تهاجمها حاليا؟.. وإلي أي مدي تعترف بفشلها الكبير في فتح قنوات اتصال بفنانين مصريين وعرب ؟ الإجابة تضمنها تقرير نشر في الملحق الفني ليديعوت احرونوت (في 1 ديسمبر2000) وقدم استعراضا لأهم ما تقدمه القنوات العربية بعيون إسرائيلية.

الملحق الفني شدد في البداية علي أن نقابة الممثلين في مصر لم تكتف ببيان واحد عن موقفها تجاه مواجهات انتفاضة الأقصي فقد نظم ممثلو السينما والمسرح في مصر ثلاثة اعتصامات ومسيرات غاضبة بالقاهرة والعريش ورفح حاولت دخول غزة لمساندة الشعب الفلسطيني بتقديم الملابس والأدوية بالإضافة لتحية رجال وأطفال الانتفاضة كان علي رأس المشاركين في الاعتصامات والمسيرات المخرج السينمائي رقم واحد في مصر "يوسف شاهين" والذي مرت عليه مؤخرا شهور عصيبة منذ كشفه أن له صديقا إسرائيليا هو المخرج عاموس جيتاي بالإضافة إلي مدح فيلمه "كيبور" حيث قال بالتأكيد صافحت "جيتاي" فأنا أعتبره صديقا شخصيا وزميلا. وكان رد الفعل إرسال خطاب استدعاء له في شعبة مخرجي السينما بنقابة الممثلين لاستبيان سبب إصراره علي التطبيع مع الإسرائيليين.

الآن يمكننا التخمين بأن شاهين اشترك في المسيرة للتكفير عن خطئه بالتطبيع الزائد مع العدو الصهيوني. بالإضافة لشاهين شارك في المسيرات كل نجوم الصف الأول في العالم العربي وهم النجوم الذين تعرض القناة الأولي الإسرائيلية أفلامهم المصرية كل يوم جمعة.

المسيرة الغاضبة لم تكتمل لأنها كانت تحتاج تأشيرات من السفارة الإسرائيلية لعبور الحدود كما أن النقابة لم تقم مراكز لجمع التبرعات وبدلا من المسيرة استأجر الفنانون طائرة تابعة لخطوط الطيران المصرية وهبطوا بها في بغداد للتضامن مع الشعب العراقي وللدعوة لكسر الحصار عليه، الطائرة كتب عليها اسم بطل الانتفاضة محمد الدرة 12 سنة الذي قتل في غزة، فقد قررت شركة إنتاج أردنية وأخري مصرية إنتاج فيلمين عنه حيث قرر المنتج المصري صالح يوسف شراء سيناريوهين لإنتاج أحدهما قريبا ولا توجد مشكلة في التعاقد مع النجوم الكبار للتمثيل بالفيلم فلا يوجد ممثل في العالم العربي يستطيع أن يرفض المشاركة ،بل إن بعض الفنانين علي استعداد للتبرع بأجورهم وتصوير الفيلم مجانا ناهيك عن النجاح المتوقع للفيلم في الدول العربية والأجنبية.

التقرير الإسرائيلي انتقل بعد ذلك لسوريا حيث رصد الأعمال التي قدمت بها مؤخرا بكثافة بمناسبة شهر رمضان مؤكدا أن أكبر نسبة مشاهدة تكون دائما لمسلسلات وأفلام التجسس المعادية لإسرائيل حيث تتصدر هذه المسلسلات هذا العام "رأفت الهجان "، "الثعلب"، "دموع في عيون وقحة"، "مهمة في تل أبيب" (!!) و"السقوط في بئر سبع" و"الصعود للهاوية".

هذه المسلسلات ـ وجميعها مصرية ـ تعرض أيضا في السعودية ودول الخليج والعراق ولبنان أي أن العالم العربي كله الآن يشاهد هذه الأعمال المعادية للمخابرات الإسرائيلية والتي تظهر فشلها أمام المخابرات المصرية.

التقرير رصد أيضا عرضا للمسرح الكوميدي السوري هاجم فيه إسرائيل بحضور الرئيس بشار الأسد شخصيا، العرض كان يحمل "يا عرب يا عرب فلتموتوا" واستمر لأربع ساعات استعرض خلالها المحطات الرئيسية للصراع العربي الإسرائيلي بالإضافة لأثرها علي المواطن البسيط. العرض تضمن تقليدا دقيقا للغاية لشخصيات إسرائيلية كثيرة منها "ايهود باراك" ووزير الدفاع الحالي "موفاز" و"نتنياهو" وعدد من الوزراء وقادة الأحزاب الدينية في إسرائيل. العرض الذي لاقي استحسان وتجاوب الرئيس السوري انتهي بأسر عقيد إسرائيلي وثلاثة جنود وسقوطهم في أيدي حزب الله. وهي القصة التي نتوقع ـ والكلام لا يزال للتقرير الإسرائيلي ـ أن ينتج عنه التليفزيون المصري مسلسل جاسوسية.

الرئيس العراقي (المخلوع) صدام حسين كان قد قرر هو أيضا الترويج لعرض مسرحي يتناول الصراع العربي الإسرائيلي لكنه لم يتوجه للمسرح، لكنه استدعي الممثلين لقاعة محصنة، الممثلون الذين تم نقلهم بسيارات من علي باب المسرح دون أن يعرفوا وجهتهم قدموا عرضهم الذي يحمل اسم "أنا أكتب باسم الله" للرئيس، وزوجته سميرة شهبندر، ونائبه، وابنه الأكبر، وعدد من قيادات العراق. وتم تصوير العرض عن طريق مصوري الرئاسة العراقية.

ممثلو المسرح القومي العراقي قدموا في عرضهم شخصيات إسرائيلية بشكل ساخر وتم تصوير إسرائيل مثل العملاق الغبي الذي ينتصر عليه الفلسطيني الطيب الذكي، كما يتم تصوير انتصارات صدام علي الإيرانيين وعلي العالم الغربي في حرب الخليج الثانية من خلال سقوط بوش وهروب الإسرائيليين من تل أبيب خوفا من الصواريخ العراقية،الرئيس العراقي صافح الممثلين في نهاية العرض وأمر بمنح 500 دولار مكافأة لكل من شارك في العرض.

وعلي الساحة الفنية الأردنية أبرزت التقارير الإسرائيلية إرسال الممثلة أمل دفاس خطاب اعتذار لوسائل الإعلام تعبر فيه عن ندمها علي إقامتها علاقات واتصالات مع ممثلين إسرائيليين حيث سبق لها أن مثلت بجوار الثنائي نبيل وهشام (اللذين قاما بتقليد الملك حسين في حياته وقلدا أيضا اسحق رابين) علي مسارح تل أبيب بجوار الممثلين الإسرائيليين: توبيا سافير والكس انكسي في الفيلم التسجيلي رحلة إبراهيم. الممثل نبيل اضطر بدوره للهجرة للندن بعد سلسلة من الهجمات الإعلامية الأردنية القاسية ضده.

الإسرائيليون اختتموا حديثهم في هذا السياق عن الفن العربي ومواقفه برصد أعمال فنان الكاريكاتير الأول في العالم العربي ـ حسب وصف الإسرائيليين ـ مصطفي حسين، حيث أكد التقرير أن رسومه التي تنشر في أكثر من صحيفة عربية في نفس الوقت تعتبر مقالات رأي هامة تتصدر الصحف، وهي تدور الآن حول ثلاث شخصيات محورية: باراك وعرفات وكلينتون. فبمناسبة الأنباء التي ترددت عن وقف إطلاق نار متبادل صور مصطفي حسين رئيس الوزراء الإسرائيلي كطبيب عيون يسأل المريض المشاغب "عرفات" وهو يشير للوحة مرسوم عليها نجمة داود (رمزا للمصالح الإسرائيلية) بأحجام مختلفة لكي يختار له نظارة مناسبة، بينما يغمض عرفات عينيه ويقول إنه لا يري شيئا فيرد رئيس الوزراء الإسرائيلي يجب ألا تري سوي هذه العلامة. بينما كانت علي الأرضية عشرات النظارات الإسرائيلية المحطمة لأنها غير صالحة لعرفات.

غني عن البيان ما لسلاح السخرية في وجه الأعداء من أهمية خاصة وقد استخدم القرآن الكريم (كما أكد الدكتور "عبد الحليم حنفي" في كتابه القيم: أسلوب السخرية في الإسلام) السخرية قوية التركيز والتصميم من جهة ومتعددة الوجوه والصور من جهة  أخري ضد أعداء الإسلام وعلي رأسهم اليهود.

ومن النماذج علي استمرار تأثير الفن العربي المنتج حديثا علي تل أبيب كشفت صحيفة يديعوت احرونوت تحت عنوان "حرب استنزاف جديدة" أن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي استدعي السفير المصري في تل أبيب "محمد بسيوني" لمحادثة (حادة) لم تكن الأولي من نوعها بشأن العلاقات السيئة بين الجانبين بسبب الصحافة المصرية التي تبث "سموما كلامية" ضد إسرائيل هذا بالإضافة إلي عرض مسلسل " الحفار" الذي اشترك فيه أكبر نجوم السينما والتليفزيون في مصر وقد تمت ترجمته للإنجليزية. وهو المسلسل الذي وصفه التقرير الإسرائيلي بأنه يبث يوميا 45 دقيقة من الكراهية والسموم ضد إسرائيل بتمويل من وزارة الإعلام بهدف إقناع كل من يشاهده بنوايا إسرائيل العدوانية. الصحيفة عرضت مع التقرير صورتين كبيرتين لـ"لبلبة" و "يوسف شعبان" (بصفتهما من مدبري المؤامرة ضد إسرائيل).

الشكوي الإسرائيلية من المسلسل وجهت أيضا إلي وزير الخارجية المصري (أمين جامعة الدول العربية حاليا) السيد "عمرو موسي" خلال حضوره لمؤتمر "ديفوس" (1996) وجاءت علي لسان الثعلب العجوز" شيمون بيريز" في إطار شكوي عامة من استمرار الهجمات الإعلامية المصرية علي إسرائيل محددا مسلسل الحفار بالاسم.

عمرو موسي رد آنذاك بأنه لا يعلم شيئا عن هذا الموضوع (!) وقال إن الصحافة الإسرائيلية بدورها لا تقوم بتدليله بشكل شخصي، مشيرا إلي الانتقادات الحادة والمستمرة التي توجهها له الصحافة الإسرائيلية.

علي صعيد آخر وفي سابقة ربما تكون الأولي من نوعها هاجمت إسرائيل بعنف فيلما مصريا جديدا قبل أن يتم تصويره فكتب كاتب إسرائيلي بارز في هاآرتس تحت عنوان سيناريو "مصطفي طلاس": تعد مصر حاليا فيلما هاما لأنه يعتبر ردا فنيا من القاهرة علي فيلم "قائمة شندلر" (الممنوع عرضه في الدول العربية) واسترسل التقرير الإسرائيلي يقول:  إذا كنتم ترون أن حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام كان مثيرا فإنه يتوجب عليكم الانتظار للعام القادم فمن المحتمل بمشيئة الله أن يفوز لأول مرة فيلم مصري بجائزة وهي أوسكار أكثر فيلم مثير للسخرية في التاريخ.

سر غضبة إسرائيل من الفيلم الذي لم يصور بعد أو حتي يتم الاستقرار بشكل نهائي علي اسم له يكمن في أنه مأخوذ عن كتاب صدر عام 1983 لوزير الدفاع السوري مصطفي طلاس، والذي يؤكد فيه بعد بحث تاريخي أن اليهود ارتكبوا بالفعل في أماكن عديدة في العالم من بينها دمشق جرائم قتل لأطفال وكبار مسيحيين بغرض مزج بعض من دمائهم في فطير عيد الفصح اليهودي!

من المرجح تسمية الفيلم "قائمة هراري" (كرد علي فيلم "قائمة شندلر") أو "فطير صهيون". الفيلم الذي اهتمت جهات عديدة برصده من بينها مركز يدعي "معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط" سيكشف أيضا مؤامرات صهيونية جديدة، ووفقا لتصريحات للمنتج أدلي بها لوسائل إعلام عربية وأبرزتها إسرائيل فإن الفيلم يكشف أيضا أسرارا جديدة عن علاقة الصهيونية بالاستعمار الغربي.

التقرير الإسرائيلي عن الفيلم صوره علي أنه يأتي علي طريقة جماعة طالبان الأصولية الحاكمة في أفغانستان وقال في تكثيف للمخاوف الإسرائيلية من الفيلم: مثل كل شيء في الشرق الأوسط الملوث سياسيا يوجد للفيلم هدف أيديولوجي فهو يروج للتحذير من مؤامرات صهيونية مخيفة. ومن كل ما سبق نؤكد ـ والكلام لا يزال للتقرير الإسرائيلي ـ أن منتج الفيلم ليس شخصا أصوليا ينتمي لطالبان في أفغانستان البعيدة، بل في مصر الشريك العربي الأول في السلام مع إسرائيل ومن يعتبرها الكثيرون رمز الاعتدال والمرونة في المنطقة. وهي نفسها مصر التي منعت عرض فيلم "قائمة شندلر" ..علي ضوء كل هذا يجب علينا في إسرائيل أن نكف عن خططنا الهادفة للاندماج في المنطقة واندماج المنطقة معنا. فإذا كان (هذا) يحدث في دولة وقعنا معها اتفاقية سلام فلا نملك سوي الارتعاد عند التفكير فيما يحدث في ليبيا.

جريدة القاهرة في  2 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

محاولة لتشويه صورة يوسف شاهين في الصحافة الإسرائيلية:

إعتبار يوسف شاهين ولبلبة من أعداء إسرائيل

جورج كعدي