كثر الحديث عن فيلم “يوم جديد في صنعاء القديمة” الذي يخرجه البريطاني من اصل يمني بدر الحرسي، فقبل حتى أن يبدأ الفريق بتصوير المشهد الأول كانت عشرات الشائعات قد تناثرت في كل مكان آخرها وفاة المخرج نفسه. الشائعة الأخيرة انطلقت بسبب خطأ مطبعي في خبر نشره موقع يمني على الإنترنت مؤخرا يؤكد بأن وفاة المخرج آخر أسباب تأجيل التصوير ربما للمرة الرابعة، وحين اتصلت “الخليج” بمساعد المخرج قال: “المتوفي هو والد المخرج وليس المخرج”، وأكد أنهم بدأوا التصوير مطلع الشهر الجاري بعد أن كان مقررا بدء التصوير منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي ليستمر ستة أسابيع قبل أن يعرض في اليمن. قبل شائعة وفاة المخرج كان لغطاً واسعاً دار عن عملية نصب يقودها الحرسي الذي فر بعد جمع مبلغ ضخم قدم له لتمويل فيلمه المزعوم، وكانت الشائعة تبريرا لاختفاء أخبار الفيلم الذي اجل تصويره مرارا. في وقت لاحق نفى الحرسي المتواجد في صنعاء هذه الحكاية واستغربها، وقال في أحاديث صحافية إن آخر تأجيل للتصوير كان بسبب حاجة الممثلين اليمنيين في الفيلم إلى مزيد من التمرين، فهم معتادون على تصوير أفلام ومسلسلات تلفزيونية خلال أيام وربما ساعات، “ولم يعتادوا العمل السينمائي”، وقال الحرسي: “انهم يبدون استغرابهم أن يستمر العمل اثنتي عشرة ساعة لتصوير دقيقتين في الفيلم”. ويبدو الحرسي رغم كل ما يواجهه مصرا على المواصلة، فرغم شح الامكانات المادية المتاحة له ما زال يؤكد أن فيلمه سيمثل حدثا سينمائيا كبيرا، وقال: “سيكتشف القائمون على مهرجانات السينما أنه فيلم من الدرجة الأولى”. ويصر الحرسي الذي لقي عروضا عديدة من شركات إنتاج خليجية على أن يكون الفيلم يمنياً مائة في المائة، وقال في آخر حديث صحافي أدلى به ان مدير شركة إنتاج خليجية كبيرة طلب منه التعامل معه وترك اليمن التي لن تقدم له أية مساعدة، واضاف: “لقد رفضت، فأنا أريد مساعدة بلدي”. وزارة الثقافة اليمنية لم تمنحه أكثر من 40 ألف دولار قالت إنها كل ما تستطيع تقديمه، ويمثل المبلغ أضخم رقم تنفقه الوزارة لتمويل عمل فني، وقد بقيت مشكلة السيولة المادية سببا رئيسيا في تأخير وصول معدات التصوير وبدء العمل، فقد كان الحرسي يخطط للحصول على 250 ألف دولار من الوزارة، وقال ل “الخليج” في وقت سابق إن إنتاج فيلمه سيكلف 700 ألف دولار حصل على نصفها من شركات في بريطانيا ولبنان. ويبدو أن الحرسي اضطر لاختصار نفقاته، ورغم أنه لم يوضح بشكل محدد عن مساهمين جدد في تمويل الفيلم، إلا أنه يحرص في كل حديث صحافي يجريه على شكر وزارة الثقافة وقيادة العاصمة صنعاء والصندوق الاجتماعي. جريدة الخليج في 15 فبراير 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
رغم بدء تصويره موت مخرج فيلم "يوم جديد في صنعاء القديمة" آخر الشائعات محمد الظاهري |
|
الحرسي يبدأ تصوير “يوم جديد في صنعاء القديمة” بدأ المخرج البريطاني من أصل يمني بدر الحرسي تصوير أول لقطات فيلمه “يوم جديد في صنعاء القديمة” بمشاركة عدد من الممثلين اليمنيين وفي مقدمتهم يحيى إبراهيم والممثلة اللبنانية دانيا حمود وممثل من النمسا. وكان المخرج الحرسي قد أجل تصوير فيلمه الذي كان مقرراً قبل أشهر بسبب تكثيف البروفات التدريبية للممثلين، مشيراً إلى أن تجارب الممثلين اليمنيين السابقة وخبراتهم من خلال الأعمال التلفزيونية والمسرحية كانت بحاجة إلى مزيد من الوقت والتمرين لخوض تجربة جديدة واقتحام المجال السينمائي الذي يتطلب دقة متناهية وإتقان الأدوار ليس بالأمر الهين . وأوضح الحرسي أن الممثلين في اليمن اعتادوا تصوير أي مسلسل في أيام معدودات إن لم يكن ساعات بينما قال إنه يخوض بهم غمار تجربة جديدة عليهم قد تستمر لأسابيع ، وأشار إلى أن فترة تصوير “يوم جديد في صنعاء القديمة” تستمر لمدة ستة أسابيع بمعدل 12 ساعة في اليوم الواحد. ويعتبر فيلم “يوم جديد في صنعاء القديمة” أول فيلم سينمائي يمني يصنع أحداثه طاقم يمني تمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً، ويصور وفق تقنية حديثة تنافس أشهر أفلام المهرجانات السينمائية العالمية. وحسب المخرج فإن 68 فنانا يمنيا سيشاركون في الفيلم ، وهو عدد ضخم لا يعتقد بأن كل الفنانين اليمنيين يوازون نصفه، غير أن ثمة تأكيداً بوجود وجوه جديدة، يبدو أن ظهورها يضايق بعض الممثلين الكبار. وسيشارك الفنانون اليمنيون دانيا حمود من لبنان والفنان النمساوي الذي سيلعب دور المصور الراوي (فريدريك)، ويشارك دانيا البطولة نبيل صابر من اليمن وهو وجه جديد قال الحرسي إن لديه قدرات جيدة ربما تجعل منه نجما في المستقبل. وكان الحرسي الذي زار اليمن أول مرة وهو في السابعة والعشرين قال إنه مغرم في صنعاء القديمة وباليمن، وأنه لم يكن يعلم عن هذه المنطقة إلا ما تتناقله وسائل الإعلام الغربية عن ظاهرة اختطاف السياح في اليمن والإرهاب وأنه يريد (المساهمة) في تغيير ذلك. وقد حاول أكثر من مرة من خلال أفلام وثائقية رغم أن أحدا لم يتعاون معه حتى السفارات اليمنية التي كانت موجودة في الدول التي نظمت مهرجانات لأفلامه السابقة، وقال: “إن الأفلام الوثائقية لا يتابعها إلا المهتمون، إنني أريد تقديم عمل عالمي”. ويؤكد أن فيلمه لم يحتو على أية مواد مشينة بالرغم من أن القصة رومانسية تحكي غرام شاب من الطبقات العليا بشابة من أسرة متواضعة في صنعاء القديمة ، لكنه حسب قوله يقدم صورة للحياة في صنعاء القديمة ويبين التناقض بين القيم القديمة والحديثة وما يواجه الممارسات التقليدية في مواضيع مثل الحب والطبقية وعادات الأعراس اليمنية وارتداء الخمار بالتفصيل ويصور المخاض المؤلم الناتج عن تحول القيم الاجتماعية في مجتمع ينشد التحضر وهو الموضوع الرئيسي في فيلمه. وقد حصل الحرسي على جائزة الجزيرة للشاشة العربية عام 2001 كأفضل مخرج عن فيلمه “الشيخ الإنجليزي والجنتلمان اليمني”، وهو فيلم وثائقي عن اليمن ، وبثت القناة الرابعة في بريطانيا فيلم “الحج: أعظم رحلة على وجه الأرض” الذي أخرجه، وفيلما وثائقيا ثالثا بعنوان “بعيون سعودية” لقناة ح وعرض على شاشة العربية عشية الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الماضي، تضمن الفيلم لقاءات مع أسر من اتهموا بتدبير أحداث الثلاثاء الأسود عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية. جريدة الخليج في 6 فبراير 2004 |