ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

NOTTING HILL

1999

نوتنغ هيل

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 23 فبراير 2000

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

العرض الأول: 28 مايو 1999  ـ النّوع: رومانسي/ كوميدي  ـ  التقدير: PG-13  ـ زمن العرض: 124 دقيقة ـ بطولة: هوج جرانت، جوليا روبرتس، أليك بالدوين، ريس إيفانس ـ سيناريو: ريتشارد كيرتس ـ إنتاج: دونكان كينورثي، إيريك فيلنير ـ إخراج: روجر مايكل

 

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

NOTTING HILL

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

عن الفيلم... بقلم: بيتر رينير

 
 
 
 
 

الخلاصة:
أنّا سكوت نجمة سينمائية عالمية مشهورة، صورها احتلت أغلفة أشهر المجلات، وكل مرة تمثل فيلم، العالم كله يعرف عنه. وليام ثاكير يمتلك مكتبة لكتب الرحلات. عمله مستقر، ومعه شريك في الشقة، ومنذ طلاقه، لم يكن لديه حياة عاطفية بالكامل. ولكلاهما، يبدو بأن شيء ما أو شخص ما مفقود. وعندما التقى ويليام وأنا بالصدفة في نوتنج هيل، كان الحب هو أخر شيء يفكران فيه.

رؤية نقدية:

في "نوتينج هيل" تقع النجمة السينمائية المشهورة
في حبّ صاحب المكتبة

أنا سكوت (جوليا روبرتس) في فيلم "نوتينج هيل" هي نجمة سينمائية مشهورة، لكن شيء ما مفقود من حياتها. وقد تركت لعبة الشّهرة فراغ في روحها، والشخص الذي اختارته لأن تملأها به هو صاحب مكتبة لكتب الرحلات المتلعثم، وليام ثاكير (هيو جرانت)، الذي يظهر بأنه يحبّها لنفسها وليس لشهرتها. من جهة أخرى، لدينا هنا تهنئة ذاتية أخرى لعبها الطرفان على طريقة حب هوليود: وليام يحيّي القيم الصّحيحة بينما نحن، في نفس الوقت، نشجّع باحتضان رفاهيات النجومية.
وأثناء متابعتها في لندن لآخر أفلامها (هيليكس) وهو فيلم خيال علمي، تلتقي أنا لأول مرة بوليام في مخزنه بنوتينج هيل عند كشفه – من خلال كاميرا المراقبة – لسارق الكتب. بعد ذلك، يلتقيها عرضيا في الشّارع ويبللها بعصير البرتقال الذي كان بيده أثناء اصطدامه بها، مما يجعله يدعوها لشقته القريبة لتبديل ثيابها وللفوز بأحلى وأنعش قبلة مفاجئة. (تعانقه عندما تخرج؛ يبتسم باستغراب).
التخطيط خلال الفيلم، مجاملة لكاتب السيناريو ريتشارد كيورتيس، يبقى في نفس المستوى، ولو أن هذا المستوى يحتمل أن يكون هو المتعمّد للطّريقة التي تؤكّد لاإحتمالية علاقة الحبّ البعيدة عن المنطق.
لكن هناك فرق بين غير المحتمل والضّعيف. هذان الاثنان، على الرغم من ما نحن مخولين أن نصدقه، ليسا بالضبط حبيبان لسنين. وأفضل ما يفعله أحدهم للآخر هو التعبير بوضوح عن حبه وعاطفته، وهو صعب جدا أن يكونا مشغولين بنفسهما الفارغة. وليام، طلّق مؤخرا، يتشارك بشقّته مع متسكع من ويلز يدعى سبايك (ريس إفانس، سارق المشهد)، والذي يخبّ في ملابسه الداخليّة وفانيلاته، مع رسائله المغلوطة. وهو بالتأكيد لديه حياة خاصة أكثر من زميله، مع مجموعة التشنجات اللاإرادية والغمز والرمش، بينما قبضة واحدة للأمل الضّعيف بأن "سبايك" سيكون هو الشّخص الذي يصل بـ "أنّا". إلا أن هذا الفيلم هو كوميديا رومانسية، والتي تعني بأنه يجب علينا أن نمر خلال المراحل الطبيعية لاكتشاف الحبّ الحقيقي وذلك باكتشاف نفسك الحقيقية.

في حالة أنّا، يبدو بأن صدقها قد وصل إلى كل "الناس الحقيقيون"، أشياء نحن نعتبرها كقوم بسطاء طبيعية. خلال لعبة حفلة العشاء التي بدأها أصدقاء وليام، والتي تعتبر الفائز هو الذي يتحدث أكثر عن خصوصياته، وهنا "أنّا" تفوز باللعبة. حكايتها تفوقت حتى على المرأة المحصور في الكرسي المتحرك بشكل دائم (جينا ماكي) والتي تقول بأنها لا يمكن أن تنجب أطفال. كيف فازت أنّا؟ بنبرة موزونة، تتحدث للمجتمعين كيف أنها تخبر التّجمّع بأنها في حالة تخفيف الوزن منذ عشر سنوات، وقد عملت جراحة تجميلية لأنفها، وهي بالتالي ستفقد نظارتها وفي النهاية سيشار إليها بأنها هي التي كانت في يوم من الأيام فنانة مشهورة.
بعد هذا التصريح، يقوم المخرج روجير مايكل بتوجيه الكاميرا على وجهها لتظهر اللقطة مدى ألمها. وفي نفس الليلة بالطبع، تحدثت أنّا عن أجرها القياسي عن كل فيلم وهو 15 مليون دولار، إلا أن الفلوس لا تعني لها كثيراً. ودعاءها يعني أن تليّنوا سحرها، لكن هذا يصبح مثل ضريبة الفقير الذي يعيش بالمساعدة.
نجمة الفيلم تقوم بدور نجمة سينمائية تريد أن تكون شخصاً حقيقياً، كما أن هناك تأثير غريب وفاتر على جوليا روبرتس، والذي يناشد، بشكل ساحق، ومعتمد على ظهورها فقط مثل الآخرين، بأكثر من رائعة وفائزة. بقيامها بدور حزين مزخرف بالنجومية يلغي جاذبيتها؛ نحن لا نريد أن نشاهدها وهي تتحسر على نجاحها، نريدها أن تكون مسرورة وكأننا نتخيّل بأننا سنكون في مكانها. وأعني بأنه فانتازيا شعبية.
الفيلم يجعل الأمور سهلة لـ"أنّا" لأن تنفصل عن قدرها: فقد كان عندها الكثير من الأصدقاء التافهين (من ضمنهم الدور الذي قام به أليك بالدوين)؛ هي مطاردة من قبل ببارازي؛ ولا تشعر بسعادة من مهنتها. نشاهد مشهد من فيلمها "اللّولب"، والذي تبدو فيه مثل إنسان آلي هوليودي فقط. لكن كيف يكون لو شاهدناها في شيء آخر حيث تتباهى بهجتها حقا في التمثيل، أو أي دور آخر مهما كان يجعل من أنّا أهم نجمة سينمائية عالمية؟
مع افتراض أن وليام كان منجذباً، ليس فقط لشخصيتها البسيطة بل أيضا بمقدرتها وفتنتها؟ منذ ظهورها كان تقريبا جاهلاً بأفلامها، أو بأفلام أي شخص آخر، إنه من السهل لوليام أن يبدو غير ملوث بشهرتها. لكن أليس هذا احتيال أن يبدأ الفيلم بهذه الطريقة، كما لو أن هناك شيء ما متأصل وغير طاهر في التّصوّر والذي لربما يحول الأشياء مثل الموهبة والقوة، والثروة؟

الخلاصة بالطبع، هي أنّ وليام عليه أن يكون هو بأية طريقة. يحصل على البنت ويتخلص أيضا من الازدراء الذي تمثله بشكل مؤدّب. مع ذلك فإن أغلب جولاتهما سوية كان حول أولوياتها وليس عن أولوياته. يراجع السيناريو معها ويظهر في مؤتمرها الصحفي وفي مكان تصوير فيلمها.. فهو ما زال متأثراً بأوتار قلبها.

من طريقة إرباكها، وملاطفة وليام الحقيقية: الاستيقاظ في السّرير معه، تعترض أنّا على الطّريقة التي تبدو عليها وعلى إجاباته، "تبدو أجمل من السابق"، والطّريقة التي تقولها بها، إنها ليست فقط مقولة. يمثل وليام بواقعية شديدة بينما أنّا التي تبدو غير واقعية بالكامل.
عن مجلة نيويورك- عدد 7 يونيو 1999.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004