ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

ENTRAPMENT

1999

مصيدة

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 23 مارس 2000

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

العرض الأول: 30 أبريل 1999  ـ النّوع: مغامرات/ أكشن  ـ  التقدير:PG-13  ـ زمن العرض: 130 دقيقة ـ  بطولة: شين كونري، فينج راميس، كاترين زيتا جونز ـ سيناريو: رونالد باس، سكوت فرانك ـ إنتاج: شين كونري، مايكل هيرتزبيرغ، رونالد باس ـ إخراج: جون أميل

 

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

Entrapment

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

عن الفيلم... بقلم: روجر إبرت

 
 
 
 
 

الخلاصة:
محقّقة تأمين تقنع رئيسها بأنها هي فقط التي يمكنها أن تضع الفخّ للإمساك باللص الأسطوري "روبرت ماكدوجال"، بتقمصها شخصية لص بارع هي نفسها. وبجاذبيتهما المتبادلة والإرتياب النامي، يخطّطان لسرقة مدهشة في ليلة الألفية الجديدة.

المصيدة ـ رؤية نقدية:
فيلم (المصيدة Entrapment) هو تجسيد حقيقي لطريق النجومية: فيلم بأحداث غير معقولة، مواقع غريبة، تسلسلات أكشن باطلة، وخليط بين الممثلين الجذّابين الذي لا نهتمّ بهم. الفيلم بطولة شين كونيري وكاترين زيتا جونز في خدعة ذكرتني بأفلام (للإمساك بالحرامي To Catch a Thief) و(فزورة Charade) و(توبكابي Topkapi) وتسلسلات العمل المثير في أفلام جيمس بوند. لم يعجبني ثانية منه، ولا أهتم بأنه لم يعجبني.
يدور الفيلم حول اللّصوص. كونيري يقوم بدور رجل يدعى "ماك"، وهو كبير السن إلا أنه مازال لص بارع وأكثر دهاء في العالم. جونز تقوم بدور "جين"، والتي في المشاهد الأولى تظهر كمحقّقة في شركة تأمين، وتخطط لفخ للقبض على ماك. وساكشف القليل عن الأحداث إذا قلت بأنّ لا أحد من هؤلاء الناس يبدون كما يظهرون تماماً.
أثناء مشاهدتي للفيلم، تخيّلت المقطورة. ليس مقطورة الفيلم الحقيقية، والتي لم أراها، لكنها إحدى تلك المقطورات الشهيرة في الخمسينات، والكلمات المعبرة والمبهرجة تجيء لإطالة الشّاشة، تسألنا لإثارتنا لأخطار أطول بناية في العالم، ونلهث في سرقة المصرف الجريئة، ونهلهل لمغامرة شاقة تأخذنا من نيويورك إلى اسكتلندا إلى ماليزيا.
مقطورة مثل تلك ستقول الحقيقة البسيطة فقط. و ربما أيضا تتضمّن بضعة لقطات مثيرة لـ"زيتا جونز" وهي ترفع سيقانها المكسوة بالجلد في رياضة الباليه التي صمّمت لكي تتجنّب الأشعّة المخفية لأنظمة الأمن. ولقطات للص وهو يتدلى رأسا على عقب من على بناية الـ 70 قصّة. وغارة جريئة خلال نفق تحت الماء. ولوحة ثمينة لـ"ريمبراندت". وطريقة لسرقة ثمانية بلايين دولار بسبب حلول الألفية الجديدة.. وهكذا.
كل هذه الخدع نجحت لأنها عملت بشكل أنيق، ولأن كونيري وزيتا جونز ممثلان جذّابان بشكل هائل، وكذلك بسبب التّوتر الرّومانسي بينهم. تلقيت رسالة قبل أيام تعترض على الفرق في السن بين الذّكر والأنثى ظهروا في عدد من الأفلام مؤخراً، وللتأكيد، فإن كونيري في التاسعة والستين وزيتا جونز في التاسعة والعشرين. لكن الفيلم يؤسّس قواعد إجرائية (ماك يحاضر بأن اللّصوصية هي عمل الذي لا يجيز العلاقات الشخصية)، وبدلا من السؤال لماذا إذن تورطا في علاقة جنسية، فنحن نتمنى أن تتكون هذه العلاقة.
والقصة التي كتبها رون باس ووليام برويليس، وضعت سويّة مثل ساعة سويسرية لتحفظ المناطق الزمنية المتغيّرة: إنه دقيق وخادع في نفس الوقت. ويحتوي الفيلم على خدع متقنة مسهبة واحدة بعد الأخرى، وهو بذلك ينافس أفلام جيمس بوند في تسلسل أحداثها الذّروي، حيث يظهر ماك وجين وهما معلقان في سلك الأنوار المضيئة للاحتفال تحت الجسر الذي يربط برجي "بيتروناس" في كوالالمبور.

العمل المثير والمؤثرات الخاصة هنا صنعت عمل مقنع لنا كبشر، وأنا في الواحدة صباحاً اقتنعت بأنّ زيتا جونز شخصيا تؤدّي عملاً مثيراً، في المشهد الذي تتعامل فيه مع العارضة الخشبية القديمة في قلعة ماك الإسكتلندية كما لو أنها كانت قضيب متوازي في الألعاب الأولمبيّة. أغلب أفلام الأكشن تقدم فقط ذلك الأكشن وليس العنف المتطرّف.
مشاهدة كونيري وهو يحول الكلام الفارغ في الأحداث كدروس في التمثيل: ويعامل كل حالة كما لو أنها قابلة للتنفيذ وليست بذلك التعقيد الكبير، وهذا وضع النّغمة الصّحيحة للفيلم، إذ يتجنّب الابتسامة في الكلام الذي يعطي الصمت للحدث. عندما يقول: "أنا لا أتأخر أبداً، وإذا تأخرت، فيعني إنني ميت"، ونحن نعرف بأنّ بعض الممثلين يمكن أن يفرون بخطوط مثل تلك وآخرين لا يمكنهم فعل ذلك، وكونيري زعيم المجموعة الأولى.
أما بالنسبة إلى زيتا جونز، فيمكنني أن أعكس فقط، عند مشاهدتها في فيلم (قناع زورو)، بأن النساء الجميلات يملئن الأفلام بالنّار وسحر الومضة، والمرح النادر أكثر بكثير. ولهذا ربما أخذها بمحاذاة كونيري، لتقوم بدور غير معقول ومتسلسل في الوقت ذاته. إنّ الممثلين المساعدين مع المخرج جون أميل، يحترمون تقاليد السينما أثناء عملهم فيها، بدلا من التنازل عنها. فهناك مشاهد في هذا الفيلم مدهشة حقاً، ولو أنني لم أؤمن بها، إلا أنني قبلتها، وهذا أكثر صعوبة ومتعة.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004