ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

THE HORSE WHISPERER

1998

الهامس للخيول

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 15 سبتمبر 1999

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

العرض الأول: 15 مايو 1998 ـ النّوع: دراما رومانسية  ـ  التقدير: PG-13  ـ زمن العرض: 164 دقيقة ـ بطولة: روبرت ريدفورد، كريستين توماس إسكوت، سام نيل، ديانني ويست، سكارليت جوهانسون ـ تأليف: إيريك روث وريتشارد لاجرافينيس -  مستند على رّواية نيكولاس إيفانس ـ تصوير: روبرت ريتشاردسون ـ إنتاج: روبرت ريدفورد، جوزيف ريدي، كارين تينخوف، باتريك ماركي، ريتشارد بيفر ـ إخراج: روبرت ريدفورد

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

THE HORSE WHISPERER

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

عن الفيلم... بقلم: روجر إبرت

 
 
 
 
 

الخلاصة:
حصان مجروح، بنت مجروحة، ورد فعل والدتها السّريع، وراعي البقر الذي ينقذ أرواحهم. ورواية حصلت على أفضل مبيعات وتحولت إلى فيلم رومانسي يحتوي على مشاهد تثبت قدرات المخرج روبرت ريدفورد الفنية، لكنها أصبحت ضعيفة بسبب التمطيط الزائد.

رؤية نقدية:

يحكي فيلم (الهامس للحصان The Horse Whisperer) عن رجل صبور، يتقابل مع امرأة وطفلة وحصان، هم في أشد الحاجة إليه. يستحضر لإنقاذهم الفراغات الشاسعة والمفتوحة الشافية. وفي لحظة اشكّ بأنّ حزينة نيويورك الذي انتقلت إلى مونتانا من المحتمل أن تصبح حزينة أيضاً في مونتانا، وأعترف بأنّ الأسطورة مريحة. في أفلام تعود إلى "أرميا جونسون"، يثبت لنا روبرت ريدفورد بأنّ لديه حنين حقيقي للغرب - فهو ليس فيلماً سياحياً - كما أن هناك روعة في معالجته هذه كذلك فهو يعرف ما هو جوهريا.

القصّة مأخوذة من الرّواية الأكثر رواجا التي كتبها نيكولاس إيفانس، تحكي عن حادثة طريق تترك الحصان "بيليجرام" جريح ويعرج، والطفلة جريس (سكارليت جوهانسون) مقطوعة الساق بعد إصابة خطيرة. والدي الطفلة من سكان مانهاتن المهمين: فالأبّ (سام نيل) محامي، والأمّ "آني" (كريستين توماس إسكوت)، مصممة ورئيسة تحرير في مجلة "تينا براون" بنيويوك.

ويعتقد عمّال مزرعتهم بأن الحصان يجب أن يقتل فهو خائف وغير مستقر، لكن "آني" الأم تقرأ عن مروض خيول مشهور يدعى "توم بوكير" يشفي الحيوانات المريضة والقلقة. وبالرغم من أن بوكير (ريدفورد) يخذلها عندما تحدثه على الهاتف، إلا أنها من النوع العنيد حيث تقرّر أن تذهب بكلاهما (الحصان وابنتها) إلى مونتانا وتواجهه وجها لوجه. ابنتها خائفة حين تقول: "لا أحد يريدني أبدا بساق واحدة فقط"؛ وتعتقد آني بأنه إذا شفي الحصان، فلربما تشفي جريس أيضاً.

ذلك هو عماد الفيلم. وتدور أحداث الفيلم في الريف ذو الفضاء الواسع الأرجاء، حيث يقوم بوكير بإدارة مزرعة ماشية مع أخيه فرانك (كرس كوبير) وزوجة فرنك "ديان" (ديانني ويست). لقد تزوج توم ذات مرة؛ وكان حباً من أول نظرة، لكن هذا الزواج لم يستمر لأن زوجته التي هي من نفس قريته رأت بأن المزرعة كان فيها "فضاء أكثر من اللازم". والآن هو مشهور لامتلاكه الصبر وللمسة الحنونة على الخيول الغير مروضة أو المريضة.

كيف يعمل الهامس للحصان؟ أكثر ما يمكنني قوله، هو أن توم يحدّق في الحصان حتى يتقبل الحصان الفكرة. وفي النهاية يستسلم الحصان بسبب حاجته للحبّ والقبول. هذه الطّرق تصلح للنساء على حد سواء، مثل ما اكتشف كل منهما جريس وآني؛ فغضب البنت يتلاشى، وأمّها تجد بأن شخصيتها العنيدة والصعبة تذوّب في نسيم الجبال عندما تقع في حبّ توم.

وصف حبكة الفيلم بهذه الطريقة يجعله يبدو أسخف من تلك المشاعر التي تحتويه. فالعناصر تقتبس من مكان آخر؛ فهناك لمسة من فيلم (جسور المقاطعة ماديسون The Bridges of Madison County) في حبّ المرأة المتزوجة لرجل يملك الحرية، ولمسة من فيلم (صديقي فليك My Friend Flicka) وهو تتمة لفيلم (ثيندرهيد Thunderhead)، في معالجته للحصان الثائر.
لكن ريدفورد، كمخرج ونجم، يتصل بالمواضيع التّحتية للقصة، والتي تدور حول المدينة ضد الريف والمسؤولية ضد الانفعال. وأسلوب حياة مزرعة ريدفورد ذاتها هي شخصية مهمة في الفيلم؛ سقوطه وابتهاج زوجة أخيه هي مقارنة مقتنعة لـ"آني"، فامرأة نيويورك النحيفة والتي تحاول أن تسيطر على كل شيء (قلقة على عناية ابنتها في المستشفى، عندما تقول: "سأتعود على حفظ كل أسماء الممرضات"). هناك وجبات رئيسية، وساعات طويلة وجولات في المدى.
هذه الحياة قد أشاعت في نفس توم بوكير التعاطف الذي سمح له أن يفهم الألم، وبالنسبة لي فإن أفضل المشاهد هي التي تضمّنت لمساته الحذرة لـ"جريس". فقد كانت متجهّمة ومنطوية على نفسها في بادئ الأمر، لكنه أصرّ بأن "بيليجرام" سيخضع للركوب وجريس هي التي ستركبه. فهو يعالجها بذكاء، وهناك لحظة جميلة عندما يجبرها على سياقة السيارة. هي تقول بأنها لا تعرف أن تسوق، وهو يقول بأنه ليس هناك فرصة مثل هذه اللحظة للبدء.

والمشاهد التي بين توم وآني كانت أصعب بكثير. كلاهما بالغان ويبدأن للبحث عن الآخر، عن الرفيق المثالي اللذان بحثا عنه دائماً. ينمو الحبّ بينهما في اللحظات الصامتة واللّمحات السّريعة، وفي النهاية تقرر آني أن تترك زوجها وتقيم في المزرعة مع بوكير. فقد عشقت الريف كثيرا عندما فصلت من عملها في المجلة، ولم تلاحظ ذلك إلا بصعوبة. وتوم يرى فيها ما أراد أن يراه في المرأة – ما رآه في زوجته إلى أن رحلت.

يقول توم لـ آني: "هذا أنا"، وينظر حوله في المزرعة ويواصل: "وهنا حيث أنتمي، هل يمكن أن تعيشي هنا؟ وتجاوبه آني بنعم، يمكنها أن تفعل. ربما لأنها ترى الريف في تعابير فيلم ريدفورد. قبل أن تحرق جسورها، أنصحها أن ترى (سليكيرس المدينة City Slickers). لم أشعر تماماً بانسجام كبير بين توماس إسكوت وريدفورد؛ شخصيتيهما عاشقتان ضمن إطار الفيلم فقط، وليس مع جسديهما وروح كل منهم الآخر. ولذلك فإن ريدفورد وكاتبيه "إيريك روث" و"ريتشارد لاجرافينيس"، كانا على حق عندما أنهوا قصّتهم بنهاية مختلفة عن رواية "نيكولاس إيفانس".

ما هي الأعمال الجميلة في مدن الريف، فـ"توم" يتعامل بطريقة لبقة مع جريس والمشاهد الحساسة التي يشفى فيها الحصان المريض. والقصة تتحرّك ببطيء، لكنه يحترم ويهتم بشخصياته، فحتى المحامي عندما يصل من نيويورك في النهاية، يظهره كشخص ذكي وقوي البصيرة (فاعترافه لزوجته أكثر تأثيراً من أي شئ قاله لها توم). "الهامس للحصان" يخطو على حافة الابتكار، لكن صدق المشاعر كان كل شيء.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004