ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

ANALIZ THIS

1999

حلل هذا

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج على ثلاث حلقات في 18 و 25 أغسطس و 8 سبتمبر 1999

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

العرض الأول: 5 مارس 1999 ـ النّوع: أكشن/ دراما/ كوميديا ـ  التقدير:R  ـ زمن العرض: 110 دقيقة ـ بطولة: بيلي كريستيل، روبرت دي نيرو، ليزا كودرو، ديف كوري، مولي شانون ـ تأليف: بيتر تولان، راميز وكينيث لونجيرجان ـ إنتاج: بيلي كريستل، جين روسنثل، باولا ويستون ـ إخراج: هارولد رامز

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

ANALIZ THIS

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

عن الفيلم... بقلم: روجر إبرت

 
 
 
 
 

الخلاصة:
بول فيتي (روبرت دي نيرو) فرد من أفراد أقوى عصابة في نيويورك. نشأ في حياة كلها غوغاء وقد كان معداً بشكل جيّد لمسؤولياته المستقبلية من قبل "مانيتا"، معلمه الخاص ونائب والده (منذ توفى والده قبل سّنوات). لكن عندما حان الوقت لبول فيتي لأن يصبح زعيماً لعائلة الجريمة، بدأ يعاني فجأة من مشكلة ضيق في التنفس. لا يستطيع أن ينام؛ فهو بعيد ومشغول عن زوجته وأطفاله؛ ومعشوقته تريد أن تعرف لماذا قل اهتمامه بالجنس؛ وأنصاره السياسيون المخلصون يتساءلون عن سبب قلقه المفاجئ. فإذا عرفت عوائل الجريمة الأخرى بأنّ بول فيتي مصاب بالرعب، فكيف يمكنه أن يدير أعماله؟ فمن المفترض أن ينتهي من هذا الرعب، ولا يبقى عنده.
بن سوبول (بيلي كريستيل) طبيب نفساني، ورجل مطلق يسكن في ضاحية بمدينة نيويورك مع ابن صغير(كايل شاهيبي) وخطيبة (ليزا كودرو) على وشك الزواج منها. إنه شخص لطيف وأب حنون، لكنه على خلاف مع والده، طبيب ناجح ومشهور إلى حد كبير. ولكنه لا يريد أن يكون أي شئ مثل والديه المشغولين، حتى إذا تجنّب الأضواء وبدا يشعر بالملل، إنه عصبي بشكل مملّ بدون تحدي جدّي لهما.

ونتيجة لذلك، فإن حياة بن عادية، إلا أن يصدم من الخلف بسيارة. ليست أي سيارة عادية، لكنها سيارة يقودها جيل (جوزيف فيتيريللي)، الحارس الشخصي لبول فيتي.
ومن الطبيعي أن لا يهتم رجال بول فيتي بتقارير التّأمين. لكن عندما يقدم بن سوبول بطاقة عمله لجيلي، بدأت العلاقة بينهما. ليس بين سّائق وسّائق، بل بين طّبيب ومريض.
بول فيتي يعتمد على جيلي في اكتشاف علاج له، وجيلي المخلص يعرض بطاقة بن سوبول عليه. يبدأ فيتي بالبحث فورا عن بن سوبول، ويطلب منه أن يخلصه من رعبه هذا فورا وبالكامل، قبل اجتماع عائلة الجريمة المرتقب، والذي يجب أن يواجه فيه فيتي زعماء الآخرين ويبرز كل ما يجعله أهلاً بأن يكون سيداً عليهم.
, "بن" لا يريد شيئاً من كل هذا. "فهو يتطلّع إلى زفاف هادئ وحياة عائلية مسالمة. لكن شيء ما بداخله يسحره من هذه الحالة المثيرة التي يصادفها للمرة الأولى في حياته. فهل يستطيع أن يعالجها؟
أي نوع من النصيحة الطبية تعطيها لشخص يحلّ مشاكله ببندقية وكيس من الإسمنت؟


رؤية نقدية:

المجرم يسأل الطبيب: "هل تعرف من أنا؟".
"نعم، أعرف".
"لا، أنت لا تعرف".
"لا، أنا لا أعرف".

إنّ الطبيب النفساني سعيد جدا لسرور بول فيتي، رئيس عصابات نيويورك. لكن فيتي الآن في موقع ضعيف: لقد فقد أعصابه، والرعب يسيطر عليه، أصبح عاطفياً لدرجة أنه يبكي لمشاهدة أي إعلان تجاري تليفزيوني. وإذا علم منافسيه بهذا، فلا بد بأنه ميت.
حالة هزلية مثل هذه تعتمد على الأداء التمثيلي لكي يرفعها من السقوط، وفيلم (حلّل هذا) بطولة روبرت دي نيرو وبيلي كريستل اللذان رفعا من مستوى الشخصيتين. إضافة إلى جو فيتريلي، كحارس شخصي باسم "جيلي"، والذي يحاول بشكل خفي أن يفهم لماذا يريد أقوى رجل في عالم الإجرام الأمريكي يحتاج لمساعدة هذا الطبيب الصغير.
"حلّل هذا" فيلم شبه كوميدي لأن دي نيرو وكريستل يقدمان ما نتوقّع أن يقدماه، وشبه كوميدي لأنهما لم يفعلا ذلك. فالقدير دي نيرو يعبث بكل الشخصيات التي قدمها على الشاشة في جميع أفلام المافيا والعصابات التي أخرجها مارتن سكورسيزي وغيره، ويتبع تعليمات الطبيب النفساني التي لا يمكن أن يرفضها.
"أنت ممتاز"
"يتدفّق، أنا. .
"لا .. أنت ممتاز"
"أنا ممتاز".
شخصية كريستل، الذي يدعى بن سوبول، هو شّخص يعتقد بأنه إذا استمر في الحديث، عاجلا أم آجلا فسيقول الشيء الصّحيح. وما لا نتوقّع هو أن الشخصيات تتخذ صفة البعد الإنساني، ونحن نهتمّ بهم قليلاً. وهذا ليس بعمق الدراما الإنسانية، نفهم ذلك، لكن انتباهنا يتجه إلى الشّخصيات، وبالتالي ليست كل خطوط الفيلم محكمة.
بالطبع يجب أن تكون هناك براعة وسرعة بديهة لتجسيد كيف قابل بن سوبول رجل المافيا، وإنه عولج ذلك في مشهد مضحك حيث إن سيارة الطبيب صدمت خلفية السيارة الأخرى التي تحمل راكب إضافي في الحقيبة الخلفية. إنّ أفراد العصابة يريدون أن ينسوا الحادث، بالرغم من أن كريستل يريد أن يستدعي رجل المرور؛ في النهاية يقبل "حيلي" ببطاقة الطبيب النفساني، وبقيت في جيبه عندما احتاج فيتي للمساعدة.
العدو اللدود لفيتي رجل عصابات آخر يدعى "برمو سيندون" (تشاز بالمنتري)، الذي سيكون فرحاً لو كان عنده أي شك في ضعف منافسه. لهذا فالسرية المطلقة مهمة، ولماذا ارتعب سوبول عندما اكتشف بأن ابنه يتصنّت على جلساتهم. عندما يصرخ فيه: "لا يمكنك أن تخبر أي أحد!". ليجيبه الطفل: تعني أن أزيله من شبكة الإنترنت؟". وسوبول رجل مطلّق وعلى وشك أن يتزوج مرة أخرى من (ليزا كودرو)، لكن جيلي يأتي إليه حتى في منتصف حفل زفافه، ليبدأ بالنظر إلى والدي خطيبته كما لو أنه هو نفسه رجل عصابات.

وقد كان بإمكان كريستل أن يصل إلى القمة إن هو أراد، لكنه هنا حاول أن يمسك نفسه بتعقل وحكمة، ويدخل في إيقاع جميل مع الخائف دي نيرو. الفيلم يحيطهم بالعنف الحيوي بإنصاف (الطبيب نفسه ينتهي في حوض سمك القرش في إحدى المرات)، لكن الكثير من مشاهد العصابات هي عبارة عن سخرية من فيلم "العراب" وغيره من الأفلام المشابهة له. حتى أن هناك مشهد للحلم الذي يتخيل فيه الطبيب النفساني نفسه بأنه يقتل في الشّارع بالضبط بنفس الطريقة التي يقتل فيها "دون فيتو كورليون" في فيلم العراب، وفيتي يتباطىء في إنقاذه. وقد وصف الحلم لفيتي. حيث يقول: "هل كنت فريدو؟''. "لا أعتقد ذلك".

إنّ المخرج هارولد راميز، الذي اشتهر عمله في أوساط الكوميديا مثل (كاديشاك Caddyshack) إلى (يوم جروندوج Groundhog Day). وهنا يقدّم لنا مع كل أشكال الجذب والإغراء، وقد افترضت أن يبالغ في شخصية دي نيرو ويقدم فيلماً على شاكلة فيلم "الطائرة"! وأعتقد بأنه قد وجد الطّريق الصّحيح الذي يسمح له بالهجاء، بالاستفادة من أدوار دي نيرو السابقة، مركزاًً على الصّداقة الغريبة بين الرّجلين الذين يتكلّمان لغة مختلفة بالكامل. (عندما يبدأ سوبول بتوضّيح نظرية فرويد بأن بعض الرّجال يريدون بشكل لاشعوري أن يقتلوا آبائهم ويتزوّجون من أمهاتهم، كان جواب فيتي تلقائياً، عندما قال: "هل رأيت أمّي قط؟'').

فيلم مثل هذا سيهتم تماماً بتعابير دي نيرو وكريستل، وبإيماءة بالمنتري وكودرو، و أعتقد بأن شخصية جيلي الجديرة بالاهتمام بشكل غير متوقع هي التي جعلت مشاهد الفيلم مترابطة بشكل متمكن. جو فيتريلي الذي قام بدور الحارس الشخصي لم يكن رجل عصابات فقط ولم يكن رجلاً قوياً، إنه رجل كبير في السن ومرهق بعد سنوات الخدمة الطويلة، لكنه أيضاً كان رجلاً مخلصاًً وصبوراًً مع رئيسه. وفي دور "جيلي"، يتعامل بصبر مع الأخبار التي تزعج رئيسه من جراء لقاءاته مع الطبيب النفساني، وقد أضاف للفيلم بعد حسي جميل؛ وأضاف لفيتي مقام مناسب، وهو شخص يفهمه. الكوميديا هنا ليست كل شيء، وفيتريلي سبب واحد لذلك.

 
 
 
 
 
 
 
 

عن مخرج الفيلم وكاتبه: هارولد رامز 

 
 
 
 
 
فيلموغرافيا  

حلّل هذا (1999) Analyze This

تعدّد (1996) Multiplicity

ستيوارت ينقذ عائلته (1995) Stuart Saves His Family

إيريدس (1994) Airheads

يوم جروندوج (1993) Groundhog Day

مروضو الأشباح 2 (1989) Ghostbusters II

سرقة البيت (1988) Stealing Home

ذراع تطويل صغيرة (1987) Baby Boom

روجرز (أنظر للضحك) (1987) Will Rogers (Look Back in Laughter)

جنة النادي (1986) Club Paradise

مروضو الأشباح (1984) Ghostbusters

عطلة هجاء وطني (1983) National Lampoon's Vacation

تخطيطات (1981) Stripes

معدن ثقيل (1981) Heavy Metal

كاديشاك (1980) Caddyshack

   
هارولد راميز (مخرج/ كاتب سينمائي) معروف بمواهبه الفريدة في الكتابة والإخراج والإنتاج والتمثيل، وقد أضاف الكثير بخبرته للعديد من أفلام الشاشة الكوميدية الأكثر نجاحا حتى الآن.
ولد في شيكاغو، وحصل على درجة بكالوريوس في الدراما من جامعة واشنطن في سانت لويس، ورجع في عام 1993 لاستلام دكتوراه تكريمية في الفنون من نفس الجامعة. كانت بدايته في الكوميديا عام 1969 في فرقة مسرح مدينة شيكاغو المشهورة، عندما كان يعمل كرئيس تحرير في "مجلة بليبوي". في عام 1974, انتقل إلى نيويورك لكتابة والمساعدة في تقديم "الاستعراض الوطني الساخر" مع زملاء التخرج "جون بيلوشي" و"جيلدا رادنير" و"بيل موراي". وفي عام 1976, كان راميز كاتب الرئيسي والفنان المحترف في الـ (SCTV).

الإنجاز الهوليوودي الكبير كان في عام 1978, عندما اشترك بالكتابة مع دوك كيني وكرس ميلر في الكوميديا العظيمة "دار الحيوانات الوطنية للسخرية". ومن ثم استمر في الكتابة في سلسلة من الأعمال. فقد كون ثنائياً مع إيفان ريتمان (منتج "دار الحيوانات") وقدما أعمالاً شكلت نجاحات في شباك التذاكر، مثل: ميتبالس، تخطيطات، غوست باسترس، غوست باسترس-2. كما شارك راميز بالتمثيل أيضا في فيلمي "تخطيطات" و" غوست باسترس".

قدم راميز أول أعماله كمخرج - إضافة إلى التأليف - في فيلم (كاديشاك Caddyshack) بطولة بيل موراي وتشيفي تشيز ورودني دانجيرفيلد، تبعه بـ (العطلة الوطنية الساخرة National Lampoon's Vacation)، أكثر أعماله الكوميديا شّعبية كمخرج والتي قدمت تشيفي تشيز و وبيفيرلي ظأنجيلو كنجمين كبيرين. كما أخرج وشارك في تأليف (جنة النادي Club Paradise)، بطولة روبن ويليمز وبيتر أوتول، وفي نفس العام، عمل كمنتج تنفيذي إضافة إلى مشاركته في تأليف فيلم لـ"رودني دانجيرفيلد (العودة إلى المدرسة Back to School).

وقد كان ظهور راميز في فيلم (صراخ الطفل Baby Boom) أمام "ديان كيتون" بمثابة إشارة لأول ظهور له على الشاشة كممثل في فيلم لم يكتبه ولم ينتجه أو يخرجه. ظهر أيضا في (سرقة المنزل Stealing Home) مع جودي فوستر ومارك هارمون، ثم (علاقة غرامية Love Affair) مع وارين بيتي وأنيتي بنينج وغاري شاندلنج وجيمس بروكس، الذي رشح للأوسكار عن دوره في فيلم (أفضل ما يكون As Good As It Gets) بطولة جاك نيكلسون وهيلين هانت.
وقد أخرج راميز أيضا، إضافة الى الإنتاج والمشاركة في التأليف، الفيلم الكوميدي الناجح (يوم جروندوج Groundhog Day) بطولة بيل موراي وأندي ماكدويل؛ وأخرج أيضاً فيلم (ستيوارت ينقذ عائلته Stuart Saves His Family) بطولة آل فرانكين ولورا سان جياكومو؛ هذا إضافة إلى إخراجه ومشاركته في كتابة (غير مصدّق Uncredited)، وأنتج مشاركة فيلم (تعدّد Multiplicity) بطولة مايكل كيتون وأندي ماكدويل.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

ما وراء الكواليس

 
 
 
 
 
في البداية .. كان الكاتب المسرحي "كنيث لونيرجان" هو أول شخص شاهد (حلل هذا) كمخطوطة. ومن ثم عرضها على "لين أماتو" (المنتجة التنفيذي في سبرنج كريك) والتي أعجبت بها وقدمتها فوراً إلى مؤسسي (سبرنج كريك) "بولا وينستين" وزوجها "مارك روزينبيرغ". وكانا متحمسان بشكل كبير لهذه المخطوطة، بل وفكرا بأن شخصية الطبيب النفساني ستكون مناسبة تماماً للممثل "بيلي كريستل".
و عندما عرضا عليه المخطوطة، كان "بيلي كريستل" متحمساً أيضاً. حيث قال: (..إنها لفكرة عظيمة .. سأكون سعيداً جداً في تقديم شخصية "بن سوبول. فهو إنسان ناجح لكنه ضجر من حياته العملية، عندما يفاجئ بأن أقوى رجل عصابات في نيويورك يدخل في حياته. إنه التحدي الأعظم لهذا الرجل، وهو فرح بهذا، لكنه أيضاً خائف من الموت. وعليه أن يكتشف اللغز في ماضي "فيتي" ويجعله معافى في خلال أسابيع، حتى يواجه هذا الرجل منافسوه بثقة في اجتماع المافيا المهم. كل شيء يأخذ مجراه بالنسبة لــ"فيتي"، كما أن الاجتماع أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة لـ"كريستل" أيضاً..).
ويضيف كريستل: "استأجرنا الكاتب الموهوب جدا "بيتر تولان"، لكي يعمل على هذه المخطوطة، وقد جاءنا بأخرى بكوميديا رائعة. في رأيي، عندما قرأتها، الشخص الوحيد الذي يمكن أن أشاهده في دور رئيس العصابات "بول فيتي"، كان "بوب دي نيرو".
وهكذا، أرسلت المخطوطة إلى "تريبيكا للإنتاج" حتى يتسنى لروبرت دي نيرو وشريكه جاني روزنثال لإلقاء نظرة عليها. وقد ردّوا باستحسان ورتّب لقاء أولي بمشاركة كريستل ودي نيرو. تقول وينستين: "اللقاء كان ناجحاً. وشعرنا بأن القصّة كتبت بشكل جميل وستكون فيلماً رائعاًً".
من جهته، كان دي نيرو راغباً في أن يتعهد، بالرغم من أنه كان لديه تحفظ واحد. طبقا للمنتج جاني روزنثال، شريك دي نيرو في "تريبيكا للإنتاج"، "بوب كان مهتماً بشأن إن كان سيسخر نفسه في هذه المادة أو لا. ومع ذلك، كان بإمكانه أن ينهي هذا الأمر، وعلى وجه التقريب كان على روبرت دي نيرو أن يمتلك حقوق إمتلاك الشخصية".
وعلى الرغم من هذا، فقد قرر دي نيرو أن يأخذ هذه الفرصة لأنة فتن جدا بالفكرة العامة. حيث يقول: "كنت أعتقد أيضا بأن الوقت قد جاء لي لإضفاء القليل من المرح على أدواري".
هذا لا يعني على أية حال، بأن "حلّل هذا" سيكون كمحاكاة ساخرة من قبل ممثلين فازا بالأوسكار مرتين. وعلى حد قول روزنثال، كان لدى دي نيرو ترتيبات تحدد نوعية الأفلام التي سيشترك فيها. فهو لم يكن على وشك أن يقدم نفس نوعية أفلام المافيا الذي قدمها في الماضي. فقد اقترب من المشروع بنفس النّزاهة التي يقترب بها من كل شيء أصر بأنّ الفيلم يعكس بالضبط أصالة عالم الشّخصية التي سيقدمها". وكان كريستل متفق تماماً مع هذه الفلسفة. حيث يقول: "مع بوب على الشاشة، اصبح المشروع التّحدي الأكبر في مشواري. فهو ممثلنا الكبير؛ والعمل معه سيكون شرف كبير لي. رأيت الفيلم كحقيقية وأصبح مثير جدا".

بعد أن تحدد من سيقوم بالأدوار، جاء الوقت لاختيار المخرج المناسب لهذا العمل من قبل صناع الفيلم. وتحديد المخرج كان الجزء السّهل؛ فـ"هارولد راميز" كان الاختيار الأول للجميع. المشكلة كانت في أن "راميز" كان قد انتقل مع عائلته من لوس أنجلوس إلى شيكاغو بعد أن أسس بيتاً جديداً هناك، وكان رافضاً للانتقال مرة أخرى إلى نيويورك لستة شهور لتصوير الفيلم.
يقول المخرج "راميز": "عندما سمعت عن الفيلم لأول مرة، أحببت الفكرة لكن فكّرت بها في تعابير مميزة، شيء ما خارج "دامون رانيون". علاوة على ذلك، كنت قد انتقلت للتو إلى شيكاغو، مدينتي الأصلية، وكنت مشغولاً في ترتيب وضع البيت. ولم أكن في وضع يمكنني من البدء في مشروع فيلم جديد. لكن عندما دعاني وكيلي بعد ذلك ببضعة شهور وسألني كيف سيكون شعوري عن المشروع إذا كان فيه بيلي كريستل وروبرت دي نيرو، اصبح بالتأكيد شيء ما كنت أتمنى أن أقوم به.
وكان راميز مؤمناً بأنّ تقديم الفيلم بهؤلاء النّجوم الكبار عليه بعد إضافي، ويحوّله إلى فيلم استثنائي. كليا اصبح مثيراً ومبهجاً أن تقوم بإخراج الفيلم، وتقديم ملاحظات للعمل على إعادة الكتابة، واستهلاك وقت كافي ومناسب للتفكير في كيفية تصوير الفيلم.
ويواصل راميز: "لن أعمل فيلم قط قد يجعل العنف تافهاً. اعتقدت بأن هذا الفيلم يمكن أن يظهر إلى النور فقط إذا كان كل شيء واقعي، إذا كان للأشياء تأثير واقعي، وإذا لم تسمح للجمهور أن يتملّص من أية مسؤولية ويقول: "إنه مرح، لعب". لذا كانت خطوتي الأولى هي الجلوس مع بيلي وبوب ومناقشة هذه النقطة. وكتبت القضايا الأربع التي يلامسها الفيلم مثل جذور مشكلة "فيتي": الخوف، الأسى، الإحساس بالذنب، واتفقنا أنا وبوب وبيلي بأن تلك كانت القضايا التي يتوقعها أي طبيب نفساني للكشف عن أي شخص في حالة "فيتي". كما أخبرتهم أيضا بأن الشيء الذي أردت قوله في هذا الفيلم، لكسر عجلة العنف، كان عليك أن تتعامل مع هذه القضايا عند الشّباب. عموما، تتكون العصابات لأن المشاعر غير الظاهرة من الذّنوب والتهور، وأردت أن أقدم للجمهور الشاب بأن شخصيتنا "بول فيتي"، يتعلّم كيف يتعامل مع مشاعر التخويف المكبوتة، وهو قادر أن يكسر عجلة العنف. وهذا ممكن حدوثه. نعم، فالفيلم كوميدي ولن نضيّع ذلك. لكن لا يزال بإمكان الكوميديا أن تقول شيء ما ذو مغزى. وهذا يعتمد تماماً على بوب وبيلي للعمل على هذه المادة. وكان واضحاً بأننا جميعاً أحسسنا بهذا. ووثقنا كل منا بالآخر. كان طريق جيداً للبدء.
واستمرّ راميز في العمل على المخطوطة في الفترة التي تتم فيها الترتيبات لاختيار بقية طاقم العمل.
 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004