جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

خان الذي رأى ـ 2

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

مرة أخرى نتحدث عن إتهام آخر موجه للمخرج محمد خان، وهو أنه يصنع أفلاماً ذاتية، بمعنى إن هذه الذاتية تشكل طريقاً وهدفاً حقيقياً للتعبير بصدق وأمانة عما يشعر به الفنان تجاه مجتمعه. وإن الذين يصرخون (المضمون.. المضمون)، ويطالبون بما لم يقدمه خان لهم، إنما يسعون ـ في واقع الأمر ـ إلى تناقض بين ما في داخل محمد خان وما عليه أن يقدمه. فهو يقوم دائماً بكتابة قصص أفلامه ويشارك في كتابة السيناريو لها، حرصاً منه على أن تتضمن أفكاراً وشخصيات هي في النهاية عبارة عن مجموعة من الهواجس الذاتية. لقد أعطى شخصيات أفلامه الكثير من شخصيته هو نفسه (كما جاء في تصريحاته الصحفية)، فشخصياته هي غير القادرة على التأقلم مع مجتمعها، تعيش في صراع دائم بين الحلم والواقع، في بحث دائم عن الذات والحرية الشخصية.. ففارس في (طائر على الطريق) يبحث عن الحب والحنان والأمان الاجتماعي، ونوال في (موعد على العشاء) تبحث عن شخصيتها وحبها المغتصب، وفارس في (الحريف) يبحث عن موقعه في هذا المجتمع المليء بالصراعات والتناقضات، وعطية في (خرج ملم يعد) يبحث عن التغيير وخلق أسلوب جديد للحياة، أما هند وكاميليا في فيلم (أحلام هند وكاميليا) فهن يبحثن عن أحلامهن وحريتهن الشخصية. وبشكل عام فإن أبطال محمد خان شخصيات حزينة وحيدة متمردة وغير منتمية، وتمثل خليطاً مركباً من المشاعر والأحاسيس المتناقضة.. بين الجد واللامبالاة، النقاء والتردد، التواضع والكبرياء، الحلم والإحباط، الغربة والانتماء. هذه هي طبيعة شخصيات محمد خان، شخصيات أبعد ما تكون عن الأنماط الاجتماعية المتوائمة مع مجتمعها. فهو ـ كما ذكرنا في مكان سابق ـ لا يبحث عن نوعية محددة من الأفلام، وإنما يبحث عن شخصيات مميزة وغير نمطية.. (شخصياتي نبيلة وتريد تحطيم القيود التي تكبلها في حياتها اليومية.. حتى الموظف الذي أصوره في أفلامي موظف ثائر على وضعه ويسعى للخروج من حالة الركود التي يعيشها !!).

 

هنا البحرين في

21.05.2003

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)