جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

خان الذي رأى ـ 1

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

في حالة المخرج المصري محمد خان، هذا الذي يعيش السينما كما يتنفس الهواء، نحن أمام مخرج فنان، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. فنان حرص دوماً على تقديم فن جاد وصادق.. فنان يعيش السينما التي يصنعها، ويقف على أرضية فنية صلبة. فبالرغم من غزارة إنتاجه السينمائي، إلا أنه مصر على تقديم الجيد والجديد دائماً... (اليوم أعلم جيداً ما يستهويني، لكن صراعي هو التكنيك. أريد الوصول لشكل يتوحد مع المضمون.. شكل كامل!!).

هذا المخرج المبدع، متهم دوماً بأنه مخرج شكلي، يهتم بالجانب التقني (الصورة) أكثر من اهتمامه بالمضمون (الحدوتة)، هذا بالرغم من أن محمد خان نفسه لا يعتبر هذا اتهاما، بل ويعلن صراحة حبه واهتمامه بهذا الجانب، ويرى بأن السينما أصلاً هي صورة ولا بد من تطوير هذه الصورة والبحث من خلالها. ويضيف في قوله: (إن هناك استهتار بشع بالتكنيك في السينما المصرية (...) لن تتقدم السينما عندنا أبداً لأنها لا تهتم بالشكل (...) لن تكتمل عندنا سينما جديدة إلا لو أعطت اهتماما أكثر بالصورة!!). وفي مكان آخر يقول: (إنني موافق بأن الصورة لن تكون مهمة إذا كان المضمون عبقرياً في السينما. إذا وجدت مضموناً قادراً على إلتهام الصورة، فأنا مستعد لأن أضع الكاميرا وأصوره فوراً، ولكن العثور على مثل هذه المضامين مسألة نادرة جداً، وبالتالي تبقى للصورة الأهمية الكبرى!!).

وبالرغم من كل ذلك، إلا أننا نرى العكس، فما يميز خان أكثر هو طرحه لمضامين وشخصيات جديدة ومبتكرة لم تعهدها السينما المصرية. ربما لا يكون هناك اهتمام واضح من خان بالحدوتة التقليدية في أغلب أفلامه، إلا أنه يهتم كثيراً بشخصياته والتوغل في أعماقها، وذلك للكشف عن جوانب هامة في تركيبتها، وإضفاء أبعاد إنسانية عميقة وصادقة عليها، يطرح من خلالها قضايا فردية ربما، إنما تعكس مجتمعاً بكامله.

أما بالنسبة لاهتمامه بالصورة، فهذا أمر يحتاج منا لتوضيح.. صحيح بأن محمد خان في معظم أفلامه قد أعطى للصورة السينمائية مكانة بارزة، بل وأكد على إظهار إمكانياتها في التعبير التأملي عن الحدث الدرامي، واكتفى بحوار مركز وعميق ساهم في توصيل المعاني الدرامية لهذه الصورة ـ وهذا بالطبع مجهود يحسب لصالح محمد خان ـ إلا أنه لم يركز اهتمامه على إبراز الجوانب الجمالية في تكوينات كادراته السينمائية، فيما قبل فيلمه (أحلام هند وكاميليا)، علماً بأن أفلامه الأخرى السابقة، قد احتوت على بعض الكادرات الجميلة والمتفرقة هنا وهناك، لكنها لم تشكل أسلوبا مميزاً وموحداً لأعماله السينمائية.

 

هنا البحرين في

14.05.2003

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)