جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

أفلام.. تحلم بالمستقبل (2 ـ 4)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

من خلال متابعتي لمهرجان "أفلام من الإمارات" منذ  ولادته.. يمكنني الجزم، بأن السينما كصناعة في دولة الإمارات (كما في بقية دول الخليج)، لن تكون لها قائمة إلا من خلال دعم القطاع العام.. أي الأجهزة والمؤسسات الرسمية الحكومية، باعتبار أن الهم الفني والتثقيفي يتزامنان مع توجهات هذه الدول لتربية جيل مثقف ومهتم بالأدب والفن بشكل عام، والإحساس من جانب هذه الحكومات بالمسئولية تجاه المواطن، بغض النظر عن الربح المادي.. هذا ما يتراءى لنا من خلال تصريحات المسئولين في هذه الدول.

أما التعويل على القطاع الخاص في قيام سينما محلية، فهذا أمر لا يمكن الرهان عليه مرحليا، باعتبار أن رأس المال الخاص، سينتظر كثيراً إلى أن يطمئن بأن هناك جمهور سينمائي.. أو بالأحرى مستهلك جيد لهذه الصناعة المنتظرة!!

دعونا نكون أكثر تفاؤلا بالمستقبل السينمائي في هذه المنطقة الحساسة من العالم.. منطقة المال والثروات الطبيعية الكبيرة.. ولابد أن يكون للثروات الثقافية والحضارية الكامنة في إنسان هذه المنطقة، دوراً في إبراز إنسان متحضر وواع لمستوى التفكير والثقافة على المستوى المؤسسي والفردي. 

مشاهدتي لهذا الكم الكبير من الأفلام في مهرجاننا هذا العام، أنتجت في داخلي الكثير من التساؤلات والرؤى.. وكان لابد لي من تسجيل بعض الملاحظات الضرورية العامة الأخرى، هذه الملاحظات تتجسد في العناصر الرئيسية التالية:

الصورة السينمائية:

نحن نعول على أن من يصنع هذه الأفلام عموماً، لابد له من التركيز أكثر في التعبير بالصورة قدر الإمكان.. بل والذهاب بها إلى أبعد من هذا، وذلك بابتعاده عن الحوار التقليدي المكرر لما قدمته الصورة مسبقاً، هذا طبعاً بمساعدة العناصر الفنية والتقنية الأخرى.. ومن ثم الاهتمام بخلق كادرات جمالية معبرة وزوايا تصوير لافتة تضيف كثيراُ للحدث وتؤثر فيه.. وهذا ما لم نلحظه في غالبية الأفلام.. اختيار حركة الكاميرا وزواياها جاء عشوائياً وبشكل غير مدروس تماماً.. علماً بأن من يصنعون الصورة هنا، يكونون بمعزل عن مؤثرات خارجية كثيرة أبرزها المؤثر التجاري والترفيهي.. لذا كان عليهم التركيز والاختيار الدقيق والاهتمام بتكوين الصورة وجمالياتها، وذلك للارتفاع بمستوى الفيلم الفني والتقني.

لاحظنا أيضاً.. بأن الأفلام القليلة التي أبدت اهتماماً واضحاً بالصورة والكادر الجمالي، لم تنجح في استثمار ذلك لتجسيد فكرة خلاقة مبتكرة لافتة.. فأي اختيار لحركة معينة للكاميرا، أو أي كادر سينمائي لابد له أن يكون مدروساً ومبرراً لإضافة بعد جمالي وفكري للفيلم. صحيح بأن هناك بعض الأفلام التي أكدت على التعبير بالصورة الخالصة.. أي أنها استبعدت الحوار تماماً.. وهذا في حد ذاته إيجابية، إلا أن الملاحظة هنا هي.. اتجاه هذه الأفلام القليلة جداً نحو الميلودراما البكائية الكئيبة.

 

هنا البحرين في

29.03.2006

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)