جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

أفلام.. تحلم بالمستقبل (3 ـ 4)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

نواصل حديثنا عن تلك الأفلام المشاركة في مسابقة أفلام من الإمارات.. وكان الحديث قد وصل بنا عند الصورة السينمائية.. هذا الأسبوع نتحدث عن الفكرة والسيناريو، وعنصر المونتاج الذي يعد عنصراً هاماً في إعطاء الفيلم إيقاعه.

الفكرة والسيناريو:

كما أسلفنا، لابد أن تكون الفكرة مركزة ولافتة في الفيلم القصير بالذات.. وفي نفس الوقت لابد أن تطرح فكراً مختلفاً عما تعودناه في الفيلم الطويل وفي الدراما التليفزيونية التقليدية، إلا أن غالبية الأفلام هنا ينقصها الفكر أساساً، وبالتالي نجدها تتوه في عوالم الغيب والنسيان.. إذن الفكر أولاً قبل الفن.. فلابد أن يطرح الفيلم فكراً مصاحباً للرمز وبعيداً عن المباشرة.. فالمباشرة في الفن هي مقتل الإبداع.. أينما وجدت المباشرة يختفي الإبداع، فالاثنان لا يلتقيان على الإطلاق.. هذا وإلا سيكون مصير الفيلم الإهمال والنسيان.

هذا إضافة إلى أن بعض الأفلام لم تنجح في تركيز الفكرة واختزالها قدر الإمكان، ومن ثم الهروب بها من ذلك التطويل الممل. بل أن هناك أفلاماً حاولت التطرق لأكثر من فكرة، وعدة مواضيع في آن واحد.. وهو الأمر الذي ساهم في تشتت تركيز المتفرج.. وإخفاق الفيلم بالتالي في توصيل فكرة معينة واحدة له.. كما أن الفيلم القصير بشكل عام يحتاج أن تكون فكرته جديدة مبتكرة وغير تقليدية، ليكون تأثيره قوياً وينجح في شد الانتباه، وحتى إن كانت هذه الفكرة مكررة، فلابد أن تكون المعالجة جديدة ومغايرة عما هو سائد.. وهنا يأتي دور السيناريو في صياغة الفكرة بشكل غير مباشر ولماح.

المونتاج:

كما نعرف بأن للمونتاج دور كبير في نجاح أي عمل سينمائي، باعتباره يعطي للفيلم تفرداً لابد منه عن بقية الفنون البصرية الأخرى كالمسرح والفن التشكيلي.. هنا يبدأ الحديث عن إيقاع الفيلم ونجاحه في شد انتباه المتفرج.. وإعطائه جرعات من الصور المتلاحقة والمؤثرة.

من جهتنا.. لاحظنا بأن الغالبية ممن يشتغلون في الصورة المتحركة عندنا، لا يدركون أهمية المونتاج في نجاح أي فيلم.. شاهدنا في الكثير من الأفلام تلك الصورة الميتة الثابتة، التي تصيب المتفرج بالملل والنفور من العمل.. ولاحظنا كيف أن مشاهد كثيرة تعتمد تلك اللقطات الطويلة المملة التي تتابع حركة الممثل أينما ذهب، وكأننا أمام خشبة مسرح وليس كادراً سينمائياً.. وإن حدث وكان المونتاج سريعاً.. نكتشف بأن هناك عدم فهم واضح في استخدامه، لدرجة أن يجعل المتفرج يلهث وراء الحدث دون أي مبرر منطقي.. فلا بد من صانع هذه الصورة أن يعطي للفيلم إيقاعاً متناسباً والحدث الدرامي المتناول وذلك باستخدامه للمونتاج بشكل متناغم ومؤثر.

 

هنا البحرين في

12.04.2006

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)