جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

دعاء الكروان

( 2 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

بالنسبة للإخراج في فيلم (دعاء الكروان)، فقد قام به واحد من كبار مخرجي السينما العربية، وواحد من أعمدة الإخراج السينمائي المصري.. فقد اشتهر المخرج "هنري بركات" بأفلامه العاطفية والغنائية ذات الطابع الرومانسي.

بدأت علاقة "بركات" بالسينما بعد تخرجه من كلية الحقوق، عندما اشترك مع أخوته في إنتاج فيلم (عنتر أفندي ـ 1935).. وقد كان فشل هذا الفيلم حافزاً لظهور رغبته في أن يصبح مخرجاً، لذلك عندما سافر إلى فرنسا لدراسة القانون، اهتم هناك بدراسة السينما أيضاً، وتنقل بين استوديوهات باريس، كما شاهد كماً كبيراً من الأفلام وقرأ كل ما وقع تحت يديه من كتب ومجلات سينمائية.. ثم عاد إلى مصر ليبدأ حياته الفنية كمساعد للإخراج والمونتاج في عدة أفلام، حتى قام بإخراج فيلمه الأول (ورد الغرام ـ 1951) من بطولة "ليلى مراد" و "محمد فوزي .

وبسبب نجاح فيلمه الأول، فقد أخرج بعده ـ وفي موسم واحد ـ أربعة أفلام.. وكان لا يخلو موسم واحد من فيلم أو أكثر له.. إلى أن قدم فيلمه الكبير (دعاء الكروان)، والذي كان بمثابة إعلاناً بتميزه وأهميته كمخرج كبير، وتأكيداً لقدراته الفنية المتميزة. وبذلك أستحق عدة جوائز محلية قدمتها الدولة له ولفيلمه هذا، وهي: جائزة أفضل ممثلة لـ"فاتن حمامة"، وجائزة أفضل ممثل لـ"أحمد مظهر"، كما فازت "زهرة العلا" بجائزة أفضل ممثلة مساعدة.. هذا إضافة إلى جوائز الإخراج والسيناريو والإنتاج .

أما على الصعيد السينمائي الدولي، فقد اشتركت مصر بفيلم (دعاء الكروان) في مسابقة الأوسكار، ووصل الفيلم إلى التصفية النهائية، ضمن أفضل خمسة أفلام أجنبية، وأرسلت لجنة الأوسكار شهادة تقدير لوصول الفيلم إلى التصفية النهائية، وإن كان الفيلم لم يفز بإحدى جوائز الأوسكار.. كما اختير (دعاء الكروان) لتمثيل السينما المصرية في مهرجان برلين الدولي في نفس العام .

بعد هذا الفيلم، بدأت تتضح بشكل أكثر الرؤية الفنية لـ"بركات"، حيث قدم فيما بعد عدة أفلام هامة، مثل: الباب المفتوح ـ 1964، الحرام ـ 1965، الخيط الرفيع ـ 1971، أفواه وأرانب ـ 1977، ولا عزاء للسيدات ـ 1980، ليلة القبض على فاطمة ـ 1985.. ومن المعروف للجميع ، بأن (فاتن حمامة/ بركات) من أنجح الثنائيات بين ممثلة ومخرج، وأفضل أعمال الاثنان هي التي جمعتهما معاً.

إن من أهم ما يتميز به أسلوب "بركات" في الإخراج السينمائي، هو قيادته للممثل، والتي برع فيها إلى حد كبير.. يقول "بركات": (...للممثل عندي دور كبير، فهو وسيلتي الأساسية للتعبير عن الإنسان...).. كما يتميز "بركات" بتكوينات الصورة السينمائية المريحة جداً للعين، والتي تخلو من الافتعال والاستعراض الفني.. هذا إضافة إلى كاميرته وحركتها الناعمة التي تتناسب والمونتاج الهادئ لهذه النعومة والشاعرية.. وقد بدا ذلك واضحاً إلى حد كبير في فيلمه الآخر (الحرام ـ 1965).

 

أخبار الخليج في

12.08.2013

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)