جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

Cry of Freedom

( 1 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

الكثيرون يتذكرون فيلم (غاندي ـ 1982)، ذلك الفيلم الذي أثار اهتماما جماهيرياً ونقدياً كبيراً، ولكن القليل من يعرف مخرجه البريطاني »ريتشارد أتنبرو«، والذي سيكون ضيف موضوعنا هذا، عن فيلمه التالي (صرخة الحرية ـ 1988(.

)صرخة الحرية) فيلم ذو توجه سياسي، وهذا واضح من عنوانه طبعاً. فهو يتناول قضية التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، من خلال قصة حقيقية للصحفي »دونالد وودز« ، معتمداً على كتاب له بعنوان (بيكو)، يحكي تجربة هذا الصحفي الشخصية في جنوب أفريقيا .

يبدأ الفيلم بداية متوترة، حيث الكاميرا ترصد وتنتقل في وسط أحياء السود، وفجأة ينقض رجال الشرطة العنصرية بعرباتهم وكلابهم وكل وسائل العنف التي لديهم لتدمير وهدم المنطقة بأكملها .

يتناول الفيلم ـ من منطق ليبرالي طبعاً ـ السنتين الأخيرتين من حياة من حياة المناضل الأسود »ستيف بيكو«، والذي أسس وقاد حركة »الوعي الأسود«، وكان من أبرز قيادات منظمة طلبة جنوب أفريقيا. وقد توفي بيكو في السجن تحت التعذيب في سبتمبر 1977.

وفيلمنا هذا، يحكي قصة هذا الزعيم من خلال علاقته بالصحفي وودز. كتب سيناريو الفيلم »جون برايلي«، كاتب سيناريو غاندي أيضاً .

في البداية تبدو لنا معارضة الصحفي وودز لقضية السود، حيث أنه ظل لفترة طويلة معتقداً بأن البيض أفضل من السود، ولهذا فهو يعارض حركة »الوعي الأسود« وزعيمها بيكو. فقد كان يهاجمه دائماً في مقالاته الصحفية ويتهمه بمحاولة خلق عنصرية سوداء في مواجهة البيض. ومع تطور الأحداث، يقوم الصحفي بدعوة من بيكو بزيارة أحياء السود كي يتأكد من حقيقة موقفه وصحة أفكاره، إلا أنه يفاجأ عندما يكتشف واقع الشعب الأسود وحقيقة الظلم والإستغلال والتمييز العنصري الواقع عليهم من البيض. هنا ينحاز تدريجياً لقضية السود والبحث في معاناتهم، الى أن تتطور العلاقة بينه وبين بيكو الى صداقة، ومن ثم يؤمن تماماً بعدالة قضية صديقه .

بعد هذا الموقف، يرتفع مستوى الحوار واللغة السينمائية المعبرة تماماً عن الموقف بين المناضل الأسود والصحفي الجريء، حيث تسبب هذه العلاقة للصحفي مضايقات من قبل الشرطة وتتكرر مداهماتهم لمنزله. وتأتي نقطة التحول الحاسمة في الفيلم عندما يقبض على بيكو من قبل النظام العنصري، بسبب تركه لمكان تحديد إقامته الجبرية في منزله، وذلك بعد أن أحرج هيئة المحكمة في دفاعه عن أحد السود، وفضحه للأعمال الوحشية التي تقترفها سلطات جنوب أفريقيا ضد المواطنين السود .

ويقتل بيكو في السجن من جراء التعذيب الوحشي، إلا أن صديقه الصحفي يشك في أنه مات بسبب إضرابه عن الطعام، كما جاء في تقرير الطبيب الشرعي والأجهزة الرسمية. لذا يقوم بحملة مكثفة من أجل إعادة التحقيق في الجريمة التي إرتكبها النظام العنصري، وكشف الحقيقة للرأي العام، خاصة وإنه تمكن من تصوير جثة بيكو، التي تظهر عليها آثار التعذيب، وبالتالي يصبح لديه دليل مادي لفتح التحقيق في هذه الجريمة.

وعلى ضوء ذلك، تصدر الحكومة العنصرية حكماً بتحديد إقامة الصحفي هو الآخر، ويعزل في منزله، ويمنع من مقابلة أكثر من شخص واحد كل مرة خارج دائرة أسرته، ويمنع من مغادرة منزله المراقب ليل نهار، كما يمنع من كتابة أي شيء. ويعيش الصحفي هذا الحصار لمدة خمس سنوات كاملة. ثم يدبر خطة مثيرة للهرب ومعه أسرته تاركين وراءهم كل شيء ما عدا الصور التي أخذها لجثة بيكو، والكتاب الذي ألفه عنه وهو في عزلته بالمنزل، وفي نيته طبعاً أن يفضح سياسة النظام العنصري، وإعلان الحقيقة حول إغتيال صديقه بيكو، وما صاحب هذا الإغتيال من ملابسات تتعلق بوقائع عديدة بينها إهدار الآدمية وهتك الحريات العامة وإغتيال لكل فضائل حقوق الإنسان وإعتداء على كل ما يتعلق بها من مواد المواثيق الدولية .

 

أخبار الخليج في

20.08.2013

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)