جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

شوكلاة

Chocolat

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

إحساس جميل، ذلك الذي انتابني بعد مشاهدتي لفيلم "شوكلاة". فالفيلم جميل وقيم، ولديه المقدرة على شد انتباه الجمهور العريض، حيث يجمع خصائص كوميديا رومانسية حقيقية. وهو قطعة شوكلاة لذيذة، بل لنقل نادرة. وصورة جميلة شكلت لتدخل القلب وتسحر الروح.

فالفيلم يحكي قصّة امرأة شجاعة وقادرة على أن تمسّ قلوب سكان المدينة وتتجدّد باستمرار في كفاحها ضد التّقاليد البالية.

فعندما تصل "فيان", الغريبة الغامضة وابنتها إلى مدينة فرنسيّة هادئة في شتاء 1959, لم يكن من الممكن لأحد أن يتخيّل ذلك التأثير الذي يمكن أن تحدثه على هذا المجتمع المتعصب والمتشبث بالتّقاليد الاجتماعية والدينية. وخلال أيّام فقط, تفتتح "فيان" محلّ شوكولاته غريب جدًّا, امتلأ بالحلويّات الشّهيّة. إن قدرة فيان على إدراك رغبات عملاءها الخاصّة و إرضاءهم بالحلوى المناسبة، تستهوي القرويّين لأن يتركوا أنفسهم إلى هذه المغريات. أما الرجل النّبيل المقيم و القائد المعيّن ذاتيًّا للمدينة فقد صدم لأنّ فيان تغري الأهالي المحلّيّين بأطعمتها الشّهيّة. وخاف على أنها سوف تخرب مدينته, لذا بدأ يحفر للوقوع بها ويحاول أن يمنع أي شخص من دخول محلّها, على أمل أن يخرجها من المدينة للأبد. إلا أنها تنتصر في النهاية بمساعدة غريب آخر, وهو الوسيم "رو" الذي يصل ويتعاون مع فيان لتحرير المدينة من هذا التخلف.

إن فيلم "شوكولاة" يحكي عن ذلك الصراع بين قوى التخلف الاجتماعي والتطرف الديني وبين قوى التطور والانفتاح على الجديد. نحن إذن أمام فيلم يخلب الأنظار بمشاهده القوية، وموسيقاه الناعمة، وصورته الجميلة، كلها عناصر ساهمت في إعطاء الفيلم رونق جمالي بصري أخاذ. هذا بالإضافة إلى الممثلين الذين ساهموا في إعطاء الفيلم مذاق حيوي خاص. الممثلة بينوش فرنسية، بمثابة انعكاس فتّان للأمريكية جوليا روبرتس، تحمل سحر باطني. وحضور الممثل جوني ديب جيد وواثق في أدائه للدور.

فيلم "شوكلاة" فيلم فرنسي نموذجي. بالرغم من أنه يتحدث الإنجليزية. فقد نجح هذا الفيلم في تخطي حاجز اللغة. تلك المعضلة التي تعاني منها السينما التي لا تنطق بالإنجليزية، فالسينما الأوروبية عموماً تشكو في السنوات الأخيرة قلة الجمهور، وقلة مصادر الانتشار والتوزيع، وليس فقط السينما العربية. والسبب بالطبع اللغة المحدودة، فقد بدأ بعض المخرجين من فرنسا وإيطاليا وألمانيا، إخراج أفلام تتحدث الإنجليزية. فتصور عزيزي القارئ، فيلماً مصرياً يتحدث الإنجليزية، فماذا سيكون رد فعلك.

 

أخبار الخليج في

07.12.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)