سيداتي آنساتي

إنتاج عام 1990

 
 
 

نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 1 نوفمبر 1995

 
 
 
 

بطاقة الفيلم

 

محمود عبد العزيز + معالي زايد + صفاء السبع + عبلة كامل

تأليف: رأفت الميهي ـ تصوير: محسن نصر ـ موسيقى: محمد هلال ـ مونتاج: سعيد الشيخ ـ إنتاج: استديو 13 رأفت الميهي

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 

في فيلم (سيداتي .. آنساتي ـ 1990) يواصل رأفت الميهي جنونه الفني ليلعب دوره الهام في كشف ذلك الزيف الذي يعيشه الواقع العربي. حيث يناقش قضية إجتماعية شائكة.. أل وهي قضية العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمعات الشرقية في نهاية القرن العشرين. إنه لا يتعرض للظلم الواقع على المرأة، ولا يعرض للحمل الثقيل الذي يقع على الرجل، لكنه يعرض للواقع المجنون بكل سليباته وإيجابياته. فهو في هذا الفيلم، يلتقط بعض الأخطاء الإجتماعية والفكرية الشاءعة، ويعيد صياغتها من خلال شكل فني فانتازي ساخر، مليء بالمتناقضات، معتمداً في ذلك على الخيال الممكن حدوثه في الواقع. 

في فيلمه هذا، يفترض رأفت الميهي بأن أربع بنات يقررن أن يتزوجن رجلاً واحداً، وهو ما لا يتعارض مع الشرع الإسلامي، ما دام تفسير الشرع أصبح حرفة وهواية لكل شخص حسب مصالحه وأهوائه. والفكرة مجنونة وخيالية، ولكنها واقعية في نفس الوقت، وذلك بإعتبارها حلاً طريفاً وواقعياً ممكناً لمشكلة تأخر سن الزواج بالنسبة للبنات، وهي أيضاً حلاً لمشكلة عدم قدرة الرجال على أعباء الزواج هذه الأيام.

فمحمود (محمود عبد العزيز) شاب مثقف وحاصل على الدكتوراة، ولكنه يعمل ساعياً في إحدى الشركات، وذلك لأن دخل الساعي من القهوة والشاي ما يساوي 500 جنيه شهرياً، أي أفضل من مرتب حامل الدكتوراة. وفي المقابل هناك الأربع بنات.. المحامية درية (معالي زايد) والطبيبة آمال (عبلة كامل) والمهندسة عزيزة (صفاء السبع) والمحاسبة كريمة (عائشة الكيلاني)، هؤلاء البنات يعانين من مشكلة زواجهن في سن متأخر، وذلك بسبب أزمة الإسكان والإزمة الإقتصادية بشكل عام. لذا نراهن يقررن الزواج جميعاً من محمود مرة واحدة، والسكن معه في شقة واحدة، إختصاراً لأزمة السكن. كما يؤكد الميهي نظرته الإنسانية الواعية للواقع من خلال شخصية المسيحية العجوز تيريز، صاحبة البيت الكبير الذي يسكن فيه البنات الأربع، وزواجها من إبن البقال الشاب سامي (أشرف عبد الباقي)، والذي يؤمن بمنطقه الخاص في زواجه من العجوز تيريز، بحثاً عن حنان الأم والزوجة في وقت واحد. فزواج محمود من أربع، مثل زواج سامي من العجوز تيريز، كلاهما تعبير عن التناقضات التي نعيشها في حياتنا اليومية.

وتصل الإحداث والمواقف الكوميدية العبثية الى ذروتها، عندما يقرر فتحي (يوسف داود)، رئيس الشركة التي يعمل فيها محمود وزوجاته الأربع، ترقية محمود بعد زواجه وإبعاده عن العمل في البوفيه، وبالتالي إنخفاض دخله. مما يجعل زوجاته الأربع يقررن بقاءه في البيت ليقوم بالأعمال المنزلية، يكنس ويمسح ويجهز لهن الطعام.. لتظهر عليه ـ فيما بعد ـ أعراض الحمل الكاذب. فما دام قد تخلى عن دوره الحقيقي، فعليه أن يتحمل كافة النتائج. وعندما تتعقد الأمور بين محمود وزوجاته، تقوم درية وآمال بتطليق محمود والزواج من فتحي. هنا يقرران أن يستكملا الأربعة بأن يتزوج كل منهما بأمرأتين جديدتين. هنا تثور ثائرة الزوجات القديمات، فيطلقن محمود وفتحي ليخرجاهما الى الشارع.

وهكذا نرى كيف أن الفنان رأفت الميهي، يتسلل الى أخطاء حياتنا اليومية ساخراً، ليزرع فينا الإبتسامة ثم الضحكة التي تتفجر من الأعماق.. نضحك معه على أخطائنا وممارساتنا اليومية، ونفيق بالتالي على الحقيقة، حتى وإن لم نجرؤ على ممارستها، ويكفي هذا الفنان أنه جعلنا ننتبه ونفكر ونضحك مما نفعله. مدركاً بأن اللامنطق والعبث قد أصبح عرف التعامل اليومي في الواقع، فكيف لا يستخدم أسلوباً أكثر عبثية للوصول الى المتفرج.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004