آه يا بلد آه

إنتاج عام 1986

 
 
 

نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 21 فبراير 1990

 
 
 
 

بطاقة الفيلم

 

فريد شوقي + حسين فهمي + ليلى علوي + تحية كاريوكا + أنور إسماعيل

تأليف: سعد الدين وهبة ـ تصوير: كمال كريم ـ مناظر: غسان سالم ـ موسيقى: عمار الشريعي ـ مونتاج: رشيدة عبد السلام ـ إنتاج: فينوس فيلم

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

آه يا بلد.. آه

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 

فيلم (آه يا بلد آه - 1986)، والذي كتبه مباشرة للسينما (سعدالدين وهبة). وهو فيلم زاخر بالعديد من المعاني الاجتماعية والسياسية التي جسدها في الفيلم. حيث الدعوة التي وجهها للشباب بعدم الهجرة، والبقاء لتعمير وبناء مستقبل الوطن.. بناء الإنسان.. فبالإنسان وحده تحيا الأوطان.

وقد اعتمد في تجسيد ذلك على شخصيتين رئيسيتين في الفيلم. الأولى أيوب (فريد شوقي) وهو شخصية ذاقت مرارة الاستعمار وسيطرته، شخصية قاومت وضحت حتى وصل بها الحال إلى حالة من التشرد والعبثية، حاملة معها لوعة التضحية وحب الوطن. والشخصية الثانية تتجسد في مجدي(حسين فهمي) الشاب الذي يعيش حالة من الحيرة والضياع، توصله للسعي إلى تصفية كافة ممتلكاته وقراره بالهجرة من بلده التي يرى أن الفوضى قد عمت كل مراففها، ويتصور أن الهروب هو الذي سيخلصه من كل ذلك.

من الواضح أن الفيلم قد تأثر بفيلم (زوربا اليوناني) في رسم شخصية أيوب، لدرجة استبدال الآلة الموسيقية المصاحبة لشخصية زوربا بآلة الناي أو المزمار. يقول حسين كمال: (...فريد شوقي في هذا الدور الكبير، زوربا مصري جديد، يتحدى أنتوني كوين أو زوربا اليوناني...).(6)

ولم تكن شخصية "أيوب" فقط هي المتأثرة بـ"زوربا".. إنما حتى مسار الأحداث الدرامية بشخصياتها تبين لنا مدى التشابه الشديد بين الفيلمين.. لقاء المصادفة بين الشخصيتين يكون في محطة القطار بدل الميناء، ووصول الشخصيتين إلى القرية.. كذلك المشهد الذي يحاول أيوب الرجوع إلى صباه ونسيان ما فات. والاحتفال مع صديقته الراقصة المعتزلة (تحية كاريوكا).. يذكرنا بـ"زوربا" عند ذهابه إلى المدينة وبعثرة المال على الشمبانيا وقضاء وقت ممتع مع بنت جميلة، كما أن الأرملة المكروهة من أهالي القرية والمتشحة بالسواد دائماً، في فيلم "زوربا"، استبدلها الفيلم بالأرملة فريدة (ليلى علوي) التي تقف لوحدها ضد الاقطاعي رضوان (أنور إسماعيل)، حتى موقف أهل القرية منها، عند رجم بيتها بالحجارة يتشابه كثيراً بما جاء في فيلم "زوربا اليوناني".

وأما هذا كله، إلا أن صانعي هذا الفيلم لم يكلفوا أنفسهم بوضع ولو إشارة على تترات الفيلم تشير إلى هذا الإقتباس/ السرقة العلنية.

لقد قام حسين كمال بإخراج هذا الفيلم وفي ذهنه أن يصنع من فريد شوقي زوربا آخر، ولكنه بذلك قد ظلم نفسه وظلم فريد شوقي معه، عندما جعله عرضة للمقارنة بـ"أنتوني كوين"، علماً بأن "زوربا" هو الذي نبه العالم إلى وجود ممثل كبير وفنان عظيم اسمه أنتوني كوين، لدرجة أنه مازال يحمل لقب "زوربا السينما العالمية". كما لا يفوتنا أن نقول أن إبداعات حسين كمال الفنية والإخراجية كانت غائبة في هذا الفيلم، فقد استخدم نفس أسلوبه التقليدي في اختيار زوايا الكاميرا وعناصر الفيلم الأخرى. إضافة إلى أن هناك مشاهد كثيرة زائدة وغير ضرورية، كمشاهد (الفلاش باك) التي روتها فريدة، واللقطات التيي جاءت بعد مقتل أيوب. أما النهاية فكانت غير منطقية، بدأها بخطبة ساسية مباشرة ألقاها أيوب على أهالي القرية لكي يبرر هذا التحول المفاجيء في مواقفهم تجاه الاقطاعي.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004