البحرين.. أفلام وفعاليات سينمائية

 
 
 
 
 

منوعات تسأل.. إلى أين يريد الوصول؟!!

بسام الذوادي: خلق بنية تحتية لسينما بحرينية واعدة

أمينة الزين

 
 
 
 

فيلم زائر

 
 
 
 
 
 
 

»اريد أن ألفت الانظار حتى تحظى صناعة السينما البحرينية بالدعم والاقبال«، هذا الرد كان على السؤال الأول الذي وجهته »منوعات« للمخرج بسام الذوادي، عندما التقته بمناسبة عرض فيلمه »الزائر« في سينما البحرين.

و»الزائر« ثاني فيلم للذوادي في مسيرة عمله في حقل الاخراج منذ عشرين عاما تقريباً، فقد خاض تجربة الاخراج من قبل في الفيلم البحريني »الحاجز«في العالم ٠٩٩١، ولديه اسهامات وتواجد مستمر في حقل الانتاج التلفزيوني والاذاعي وتنظيم المهرجانات التلفزيونية والسينمائية في البحرين.

·     بسام رد على تساؤل »منوعات« حول ترديد كلمة »الدعم« على لسان كل من له علاقة بالفن والانتاج والتلفزيون والسينما وخلافه، وكأنها كلمة السلام التي يلقونها على الشخص المحاور، لماذا أنت الآخر يا بسام؟!!

- أجاب متحفزاً: »الدعم لا يعني المادي فقط؟! وعندما تفوهت بهذه الكلمة في البدء لم أقصد الدعوة إلى أن يحظى الانتاج السينمائي البحريني بالدعم بقدر ما قصدت أنني عندما عملت فيلماً بحرينياً خالصاً وبإمكانيات محدودة وميزانية ضئيلة لا تذكر، أكون قد أوصلت رسالة هي بمثابة دعوة للقطاع الخاص والحكومي لفتح باب الاستثمار في هذا المجال. فمن واقع التجربة التي عشتها في مراحل انتاج هذا الفيلم، وجدت أن دخول شركة »البحرين للسينما« كقطاع خاص ومساهمتها بنسبة ٠٨.٪ من تكلفة الانتاج، وتقديم وزارة الإعلام الدعم المطلوب لي وتشجيعها ساعد في ظهور الفيلم الى الوجود. هذا الدعم هو ما كنت أبحث عنه وأنادي به لبدء صناعة سينما واعدة في البلد«.

وأضاف محدداً: »عندما اقول الدعم، اعني به أن تلتفت الجهات المعنية والمستثمرون إلى ضرورة خلق بنية تحتية لصناعة سينما واعدة في المنطقة تفتح باباً للعمل فيها أمام كافة المشتغلين من فنيين ومنتجين ومخرجين وممثلين ومهندسي اضاءة وصوت وصورة. وهناك مجالات متعددة تحقق هذا الشيء كأن تقدم منح دراسية لدراسة الاخراج السينمائي، واسناد المشاريع السينمائية (افلام وثائقية وتسجيلية) سواء من القطاع الخاص او الحكومي إلى البحرينيين المشتغلين في السينما بدل الشركات الأجنبية. إن هذا الأمر بحد ذاته يطلق الطاقات الابداعية المكنونة في العناصر الشابة التي تنتظر الفرصة«.

·         وكيف كانت ردود الفعل التي رصدها بسام بعد انتهاء العرض الافتتاحي، وخلال عرضه في مهرجانات أخرى قبله أجاب الذوادي:

-  » جيدة نوعاً ما، لكنها على جودتها لن تعطي انعكاساً لردود فعل الجمهور الذي سيشاهد الفيلم. واتمنى أن تكون ردود فعله ايجابية مثل التي تلقيتها من جمهور العروض الخاصة، لانها ستشجعنا على الاستمرار وستدفعنا إلى تبني قضاياه ومشاكله في الأعمال القادمة«.

وأضاف: »أنا لا أنسى فضل الجمهور البحريني علي ودعمه لي في فيلمي الأول »الحاجز« ولولاه لما دخلت التجربة مرة أخرى. وأنا مدين لهذا الجمهور بأن أصنع له سينما، قد لا تكون بمستوى السينما العالمية، إلا أنني اعرف أنه يعرف مدى امكانياتنا ويتعامل معنا بنظرة تختلف عن رؤيته للسينما العالمية«.

·         وتسأله منوعات: بسام إلى أين يريد أن يصل؟!! اعتدل في جلسته وأجاب:

-  أريد أن أصل إلى أن يكون هناك صناعة سينما بحرينية يخدمها مستثمرون من القطاع الخاص والحكومي وان يكون هناك بنية تحتية للعمل فيها سواء كانت افلاماً تلفزيونية أو سينمائية تحوي كل العناصر.. عندي ايمان واصرار أنه لابد وانه سيكون هناك يوماً ما (سينما بحرينية)، وهذا الأمل نابع من ايماني بقدراتنا كبحرينيين وتميزنا منذ القدم بالريادة في جميع المجالات«.

»الزائر« بين شد وجذب

·     تجربة تنفيذ العمل وإظهاره للوجود لابد أنها دخلت في مراحل شد وجذب... كيف تبلورت في صورتها النهائية قبل التصوير؟!! أجاب الذوادي:

-  »كان الفيلم مجرد فكرة، حلم يراودنا بتنفيذه، ومع دخول شركة البحرين للسينما (القطاع الخاص) في الانتاج اعطانا دفعة كبيرة لانجاز الفيلم مباشرة، احسسنا أننا على أرض صلبة والذي تبنى فكرة الفيلم ودعمها هو العضو المنتدب للشركة د. عصام فخرو. بعد توقيع الاتفاق (على طول) باشرنا بالتصوير خاصة وان مدير عام الشركة احمد راشد حرك الموضوع بسرعة وصرنا أمام الواقع وكان ذلك في أواخر شهر يوليو المنصرم«.

»أكثر الأشخاص الذين لهم دور رئيسي في دفع عجلة تنفيذ الفكرة قدماً كان الزميل والصديق أنور أحمد، وهو الذي كان مرشحاً للعب دور جمعان الشخصية الخفية التي تحرك الأحداث. هذا الإنسان خطا معي كل الخطوات، بدءاً من وضع التصورات والافكار، وذلك قبل أن اقعد مع الزميل الكاتب فريد رمضان. كان ملتزما بالعمل إلى أيام قليلة قبل بدء التصوير، إلا أنه اعتذر نظراً لارتباطه بتصوير عمل في الكويت«.

·         كيف أتى اختيار الممثلين المشاركين بالعمل بالنسبة لبسام؟!! أجاب:

-  »أنا كمخرج ومتابع لاعمالهم أؤمن بمواهبهم طبعاً. هؤلاء عاشوا فكرة العمل قبل وضع الخطط الأساسية لتنفيذ الفكرة، تشجعوا لدخول التجربة واصرارهم رغم الصعوبات التي واجهت خطوات تنفيذ الفكرة حفزني على المضي فيها، الوحيد الذي انضم إليهم في آخر الاستعدادات كان أحمد عقلان الذي أتى بديلاً لأحمد مجلي الذي انشغل وقت التصوير في اعمال أخرى...واعتقد انني توفقت باختياري لهم.اخترتهم وأنا (شايف) كل واحد في دوره... وبصراحة لقد ابدعوا وقدموا كثير من التضحيات.

·         وماذا عن تجربتك مع الكاتب والأديب فريد رمضان في هذا العمل، وهل هناك تجارب أخرى؟

- قال الذوادي: »فريد له تجارب كثيرة في حقل الدراما في الإذاعة والتلفزيون، وهناك تجربة أخرى معي لم تنفذ لحد الآن وهي فيلم »احلام قصيرة«. أما كيف بدأت معه فلأن فريد لديه اهتمامً بأسلوب الصورة السينمائية التي تظهر في اسلوب التصوير الدقيق في كتاباته وروايته، وقد وجدت أنه يفهم لغتي السينمائية بكل سهولة«.

لوحظ ظهور محدد لفنانين بحرينيين كانوا هم محور العمل دون وجود كوادر، ما تفسيرك لهذا الشيء؟! أجاب: »الفيلم اعتمد على قدرات الممثلين التعبيرية، والممثل اعتمد على قدرته في صياغة المشهد الذي يقدمه لذلك خلا الفيلم من الكوادر التي تثري الجو العام.. كان بمثابة امتحان للممثل البحريني نفسه، في أن يقدر أن يؤدي الشخصية ام لا«.

·         اداء فاطمة عبد الرحيم كان علامة فارقة في الفيلم. هل كانت هي المرشحة للعمل من الأساس؟!

- رد ضاحكاً: »لم أفكر بغير فاطمة تصلح لهذا الدور.. ولا اخفيكم أنني كنت غير مقتنع بها في البدء رغم أنها ممثلة جيدة، لأن تغلب بعض الايحاءات لديها لا يخدمني في العمل. وحدد قائلاً: (بعض ردود الفعل في وجهها، وتعابير الحركة في يديها)، ولكن الذي صار أنها أبدت حماساً شديداً للعمل، وصدقها في تقمص الشخصية شجعني انني ممكن أن أوجهها بالشكل الصحيح. واكتشفت بعد مضي جزء من العمل أن لديها قدرات تفوق بكثير أكثر الفنانين خبرة، ولدي يقين أن هذه البنت ستكون لها مكانة مختلفة في خارطة الفن«.

وقال مضيفاً: »كانت فاطمة تنزوي عندما اطلب منها تقمص الحالة وترجع إلي بعد فترة وجيزة وهي تمثلها بالضبط ... لديها طاقة عجيبة وتحتاج الى توجيه في المكان الصحيح من المخرج. واتمنى من كل المخرجين أن ينتبهوا ويقرأوا ما يكتبه أمين صالح عن السينما وعن اداء الممثلين ليتوصلوا الى استخراج مكامن القدرة عند الممثل.

»الزائر « من خلف الكواليس

·         ككل عمل فني هناك مفارقات تحدث خلف الكواليس.. ما هي الأكثر طرافة؟!!

- ابتسم الذوادي ابتسامة خبيثة فعلى ما يبدو أن المفارقات كانت كثيرة وقال: »أولها كسر يد أحمد مبارك اثناء تمثيله المشهد الذي يدفعه فيه جمعان، الكسر كان مؤلماً جداً ولحد الآن الأسياخ في يده. وأحمد أحد أهم محاور العمل وهو من وقف معي بحزم لتنفيذ فكرة الفيلم، المهم أن الحادثة حصلت الساعة الواحدة صباحاً واضطررنا لاستدعاء الاسعاف وحضرت الشرطة لأن الكسر كان خطيراً ومن المستحيل أن ننقله نحن الى المستشفى و... ويضحك بسام أكثر: »مشهد الاسعاف والشرطة ونقلهم لأحمد تم تصويره واستخدامه في المشهد الاختتامي، فقد قام المصور، ورغم أنه ممنوع، بتصوير المشهد من بعد وقد تدافع طاقم العمل في الفيلم في هذا المشهد وركضوا لاستقبال الاسعاف، والمفارقة المضحكة ايضاَ ان امين الصايغ الذي من المفروض ان يكون ميتاً كان من ضمن الذين ركضوا ولم يلحظ المتفرج هذا لأن المشهد أتى حقيقياً بكل ما في الكلمة من معنى«.

·         وتسأله منوعات عن المزيد من المفارقات فأجاب:

-  » المفارقة الأخرى انني لعبت دوراً في الفيلم وكان كالمقلب بالنسبة لي إلا أنني اعتمدته، وهو دور مدير عمل فاطمة في وزارة الإعلام والذي تم اسناده للمخرج حسن عيسى. فقد كنت مشغولا في تصوير مشهد فاطمة مع علي الغرير في غرفة المونتاج وكان على المخرج حسن ان يتحضر ويحفظ الدور، وعدت بعد الانتهاء لأكتشف انه غير موجود فايقنت انه خاف وغادر لانه كان يبدي تردداً واضحاً في استعداده لاداء المشهد. هنا اصبت بالحرج والقلق لأن الوقت بدأ يداهمنا فقد كان آخر موعد لنا للتصوير في الوزارة حسب التصريح. وبدون تردد انطلقت الى المنزل وبدلت ثيابي وعدت الى موقع التصوير وأديت المشهد وبعد الانتهاء اكتشفت أن حسن عيسى كان يصلي في الغرفة المجاورة إلا انه حسم الموضوع بقوله: (الحين ارتحت وقمت بالمشهد عني) وهذا هو سبب ظهوري بالفيلم«.

وأكمل الذوادي سارداً: »تصوير أكبر جزء من الفيلم تم في مقابر عالي الأثرية، وضياع الممثلين بين المقابر كان حقيقياً حتى في الواقع، فقد كنا نضع اشارات عند اماكن التصوير لنعود، ومع هذا كنا نضيعها، كما أن وجود اضاءة القمر الطبيعية ساعدنا كثيراً في تجسيد الرعب فقد أبدع مهندس الإضاءة عبدالله حبيل في توظيفها في مشاهد الرعب المسيطر«.

واستطرد: »كانوا كل ما يجيبون الرافعة تحصل مشكلة؟!! لقد عقدني استخدامها، ففي أول استخدام لها حصلت مشكلة في تركيبها وتأخر التصوير الى ما بعد الثانية صباحاً، والمشكلة الثانية عندما استخدمتها في تصوير المشهد الخارجي في منزلي فقدت أحد أهم عناصر العمل وهو مساعد المخرج حميد مراد الذي مرض وتوقف عن العمل، والثالثة كانت ثابتة عندما انكسرت يد أحمد حينها قررت ايقاف استخدامها إلى غير رجعة«.

وعن كثرة حبات العرق على وجه المممثلين قال: »اضطررت لتصوير العمل في الصيف في عز الحر وبالتحديد في شهر يوليو، وزخات العرق التي ظهرت على وجه الممثلين ساعدتني جداً في تجسيد مواقف الخوف والرعب على وجوههم وقد ابدع الماكيير في اظهار ملامح القلق على وجوههم خاصة مكياج فاطمة إلا انه ارتاح من رش زخات العرق التي بدت طبيعية جداً«.

·         من من طاقم العمل ترك بصمات جيدة تؤهله لدخول العمل السينمائي بشكل يرضى عنه الذوادي؟! اجاب الذوادي:

-  » بصراحة كلهم، وأخص بالذكر المصور أحمد الذوادي، وأنا أتوقع له مستقبلاً باهراً فقد كان الفيلم أول تجربة له وضعناه في موقف كبير ومسؤولية كان على قدرها.... وكذلك الممثل أحمد مبارك فهو ممثل جيد إضافة الى انه انسان بكل معنى الكلمة، وقد قدم شخصيات مهمة في الدراما التلفزيونية مازالت راسخة في اذهان المشاهدين واتوقع له كذلك مستقبلاً باهراً«.

وأضاف : »أنا أومن بمواهب وقدرات وحماس العناصر البحرينية الشابة، ودفعها لتجربة العمل السينمائي هو أحد الاهداف التي رسمتها لخلق بيئة تحتية لصناعة السينما«.

واختتم بسام اللقاء بالرد على سؤال منوعات حول جديده القادم؟! فقال انه فيلم »احلام صغيرة« سيناريو الكاتب فريد رمضان وتمثيل المجموعة التي شاركت معي في »الزائر« ومجموعة اخرى من الفنانين (مريم زيمان، ماجدة سلطان، شيماء سبت، ابراهيم بحر، جاسم الصايغ، وأنور احمد). ويحكي الفيلم عن حقبة من تاريخ البحرين من عام ٧٦ - ٠٧٩١ وهي الفترة التي شهدت تصاعد حركات المد القومي بوجود جمال عبد الناصر، وانعكاسات التأثيرات السياسية على المجتمع البحريني«.

الأيام البحرينية في  15 أبريل 2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)