البحرين.. أفلام وفعاليات سينمائية

 
 
 
 
 

المخرج البحرينيبسام الذوادي:

سنخترق قلاع الخليج التليفزيونية بتجاربنا

فجر يعقوب

 
 
 
 

فيلم زائر

 
 
 
 
 
 
 

فيلم "زائر" للمخرج البحريني بسام الذوادي, هوالفيلم السينمائي الثاني البحريني, وقد عرض في اختتام مسابقة أفلام من الإمارات. الفيلم يجمع ما بين الدراما النفسية, والرعب (غير المكتمل) إن جاز التعبير. البطلة فاطمة (لعبت دورها فاطمة عبدالرحيم), تعيش ما هو انبعاث في طفولتها, فالصوت الذي يناديها ويقودها الى مقابر (عالي), إنما يدعو الى جلاء هذا الرعب غير المكتمل في حياتها وهي المونتييرة التلفزيونية, التي تعيش دوامة هذا الانبعاث النفسي المؤلم, فتقودها قدماها الى الحفرة التي دفن فيها صاحب الصوت, والذي يزورها بهدف تطهير ما هو فاسد ومعتل في حياة الناس.

هنا حوار مع المخرج بسام الذوادي على هامش المسابقة التي شارك فيها في المجمع الثقافي في أبو ظبي.

·         عملت مع مصور تلفزيوني في أول فيلم سينمائي بحريني... لماذا؟

- هذا الفيلم البحريني الثاني, ولكنه الفيلم الأول المعمول بمنظومة "ديجيتال", والممول من شركة البحرين للسينما, وهي شركة توزيع تسعى الى ايجاد صناعة أفلام سينمائية في البحرين.

·         الكل يتحدث عن فورة سينما... ما السر في ذلك؟

- هي فورة متأخرة جداً, وهي متأخرة لأنها أتت بعد ثلاثة عقود ونصف بعد ظهور فيلم خالد الصديق "آه يا بحر", وعقد ونيف بعد فيلم "الحاجز" البحريني (الفيلم الأول لبسام الذوادي أيضاً), وإذا ما كانت فورة, فهي فورة مهمة في الاتجاه الصحيح, وإذا ما اهتم القائمون بهذا النوع من الفن, فإن صناعة سينمائية خليجية يمكن أن تتشكل في الأفق, ولا يجب أن نضع الحواجز أمام هذه الصناعة, فهذا سيؤخر من تشكل هذه البنية التحتية التي تتطلبها هذه الصناعة.

·     اجتماع الممثلين كلهم في هذه البقعة الجغرافية (مقبرة عالي) ألم يحمل نوعاً من الميلودرامية كحلٍ اخراجي, وبالتالي أثّر على الاسلوب الذي عاينت به حياة فاطمة؟

- الوحيدان اللذان لهما علاقة بالمكان هما فاطمة وأحمد. أحمد هو طليق فاطمة, وفاطمة تعيش كابوساً صنعه أبوها. أما الشابان فوجودهما في هذا المكان البعيد والمهجور من الآدميين, إنما يعكس الفكرة عن حياة الشباب وصراعاتهم وعدم الفهم الذي يسود بينهم, فإما انك ستجدهم في السوق أو على الهامش. أعتقد أن وصول فاطمة مقصود, فيما الرجل الثالث يتلقى اتصالاً يخبره بوجود أخيه في هذه البقعة النائية, فتقوده قدماه الى هناك... هذه حبكة تتطلبها الدراما النفسية وليست ميلودراما كما رأيت في سؤالك.

·         لكن الصوت الذي يقتادهم جميعاً الى هناك, ألم يكن مبرراً لهذه الميلودراما؟

- وصول الشخصيات كلها الى هناك بعد سماع الصوت, هو مجرد حل للنهاية, فهذه الشخصيات اكتشفت القبر, والشخصية التي تقف وراء الصوت, وبقي السبب من اجتماعهم هناك. لا أعتقد أن ثمة خللاً, فهذا "المبرر" مطلوب, الجمهور يرتاح لنهايات من هذا النوع, فهو ليس فيلماً نفسانياً. هو فيلم تشويق له بداية ووسط وحل, وهو بسيط بطروحاته.

·         لماذا المقبرة؟

- المقبرة ترمز الى جيل, بلد, وهي تطرج الأسئلة. المقبرة التي يدفن فيها كل شيء, وهي الأرض التي يعيث فيها الفساد.

·         ولكن بموت الشابين الهامشيين في قصة لا علاقة لهما بها ألا يبدو ان ثمة خللاً؟

- صاحب الصوت لم يقتلهما. ثمة طلوع للروح فقط. صاحب الصوت صادق ونظيف, وقد قتل ظلماً لأنه يحب بصدق. ونحن في عملنا على هذه القصة أردنا أن نبحث عن هذه الروح الموجودة والتي قضيتها الحب والصدق, ذلك ان هذا الحب دفن في هذه الأرض. نحن نحاول أن نشهد هذا من خلال هذا الرجل, الذي يتنفس الصعداء عندما يتحدث عن مأساته, حتى فاطمة تنفست الصعداء وارتاحت, وهي ابنة قاتل صاحب الصوت.

·         ولكنه تسبب بمقتلهما نفسياً مع ذلك؟

- واضح من حركة الكاميرا انه تسبب لهما بسكتة قلبية, مصدرها في الواقع تعاطي المخدرات وليس ظهوره هو أمامهما.

·         ما الذي دعاك الى مغامرة أول وثاني فيلم في البحرين؟

- أنا درست السينما في القاهرة, وأول فيلم لي أعددته عام 1989, على رغم ان البحرين كانت شاهدة على ولادة فيلم في سبعينات القرن الفائت واسمه "حمد والقراصنة".

·         الديجيتال هل يحقق لك مساحة أكبر للتجريب؟

- ها نحن نجرب, مع انني كنت ضد الفيديو, ولكن الشركة المنتجة طلبت فيلم شباك تذاكر, وكان ان طرحنا الفكرة ونفذناها.

·         تعرف مصاعب التوزيع, فهل تعتقد انه فيلم شباك تذاكر؟

- بالنسبة للبحرين والسعودية والخليج, سيغطي تكاليفه, وسيعود بالأرباح على الجهة المنتجة.

·         من المعروف أن دول الخليج هي قلاع تلفزيونية, فهل تعتقد انه ستكون للسينما مكانة خاصة فيها؟

- إذا ما استمرت هذه التجارب, فنحن سنثبت أنفسنا. هناك كم كبير من الشباب الذي يحلم بصناعة سينما, ونحن الآن نريد دعم القطاع الخاص, ودعم المؤسسات الحكومية, لإيجاد بنية تحتية, ومع كثرة الأفلام سنخترق هذه القلاع برؤية جديدة وأسلوب جديد غير اسلوب المسلسلات والبكائيات, وهذه التجربة دليل الى أنه يمكن أن تتعرف الى الرعب والاستعراض والكوميديا, والفيلم النفسي والاجتماعي والتشويقي. نريد القول ان هناك جوانب أخرى في الابداع يمكن للسينما أن تطرحها على التلفزيون, ولكن هذا منوط باستمرارية التجربة, لفتح الباب أمام كل هؤلاء الشبان المغامرين والذين يحلمون بصناعة السينما في بلادهم.

جريدة الحياة في  16 أبريل 2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)