ما كتب عن الفيلم الروائي البحريني الطويل «الشجرة النائمة»

 
 

فيلم «الشجرة النائمة» بين الوهم والواقع

المنامة -أمين صالح

   
 
 
 
 
 
 

شاهدت، في عرض خاص، الفيلم البحريني «الشجرة النائمة»، الذي أثار إعجابي من بعض النواحي، ووجدت فيه محاولة جادة وجريئة وطموحة ضمن مسار الفيلم السينمائي في دول الخليج.

أمر جيد أن نجد فيلماً (أي فيلم) يكون مفتوحاً على عدد من التأويلات، ويكون قابلاً للقراءة عبر مستويات وطبقات متعددة، وأن نكتشف في عمقه أبعاداً فلسفية وسياسية وغرائبية. إذ ليس مطلوباً من الفيلم أن يوضّح كل شيء، وأن يعرض التفسيرات والتبريرات على نحو متواصل، وأن يحدّد معنى ودلالة كل ما يُرى ويُسمع، على نحو مبتذل ينمّ عن ازدراء للمتفرج وتعالٍ عليه بوصفه كائناً لا يفهم ويحتاج إلى من يأخذ بيده عند كل خطوة. عوضاً عن ذلك، على الفيلم أن يحرّك مشاعرنا وعواطفنا، ويحثّنا على التفكير والتأمل، ويتيح لنا استنباط مختلف المعاني.

هذا ما نطلبه من أي نتاج فني، لكن ينبغي أن تكون التأويلات والتفسيرات والاستنتاجات نابعة أو مستمدة من معطيات وأبعاد الفيلم نفسه، ومعتمدة على العناصر الموظفة في الفيلم من نص وإخراج وأداء وتصوير، وليس أمراً مفروضاً من خارجه ومما يتوهمه الناقد أو المتلقي، وليس متكئاً على المزاج الخاص، أو المحاباة الصرفة، من نقاده أو متلقيه.

لست ناقداً، بالمعنى الحقيقي، لذلك سوف لن أتناول الفيلم من وجهة نظر نقدية، إنما من وجهة نظر شخصية كمتفرج.

من خلال متابعتي لما كُتب عن فيلم «الشجرة النائمة»، هنا وأثناء عرضه في مهرجان دبي، استوقفتني تلك الكتابات «النقدية» التي رافقت عرض الفيلم، وتحديداً تلك التي أسبغت على الفيلم، بمجانية وعشوائية ملفتة للنظر، توصيفات وتقييمات لا تنسجم مع معطيات الفيلم ومضمونه وشكله، وحمّلته ما لا يستطيع تحمله.

هذه الكتابات التي تتوافر على درجة كبيرة من المبالغة والاستخفاف، ولا تكترث كثيراً بالمسئولية النقدية، لا تخدم الفيلم ولا تساهم في ترويجه، كما يتصوّر أصحابها، بل على العكس، تعطي تأثيراً سلبياً معاكساً، لأنها تشغل المتلقي بأمور أخرى بعيدة وغريبة عن فكرة الفيلم ومضمونه وما يريد أن يعبّر عنه ويناقشه. وتوجّه المتلقي الوجهة الخاطئة، فتضيع البوصلة وتتشوش الخرائط وتلتبس عليه الجهات، ذلك لأن علامات الطريق وإشاراته وتضاريسه ومحطاته تكون مختلفة ومتباينة عن تلك العلامات والإشارات التي وضعها الناقد.

من حق أي ناقد أن يبدي إعجابه بالفيلم ويكيل له الإطراء ويعطيه صفة الجودة والامتياز، حتى لو بالغ في تقديره واعتبره تحفة فنية، فهذا شأن نقدي لا نستنكره بل نحترمه ويمكننا مناقشته والجدال معه.

لكن عندما يأتي ناقد أو مهتم ويطرح توصيفاً ليس نابعاً من الفيلم نفسه، بل مفروضاً من خارجه أو من رغباته الخاصة، ويحاول إقناع المتلقي بأشياء وحالات لا يجدها هذا المتلقى على الشاشة، يكون من حقنا أن ننبّه إلى خطورة مثل هذه الممارسة (مجانية التقييم، عشوائية التوصيف، العبث بالمفاهيم أو الاستعانة بها في مجال وموضع ليس مجالها وموضعها) وضررها على السينمائيين الشبان من جهة، والمتلقين الذين يصعب عليهم التمييز وإدراك حقيقة المفاهيم والأطروحات من جهة أخرى.

الرحلة

يقول السينمائي مسعود أمرالله: «الفيلم رحلة صوفية موسيقية بصرية فيها عمق شخصيتين، زوج وزوجة، أصاب حياتهما الجفاف بسبب مرض أولادهما».

وتقول الناقدة منصورة عبدالأمير: «يندفع جاسم، المأخوذ بحزن شديد ويأس من أي قدرة على مساعدة الصغيرة، في رحلة تأخذ به إلى شجرة الحياة وإلى كل ما ترمز إليه هذه الشجرة وما تحمله من تناقضات تعطي لمفهومي الحياة والموت فلسفة مختلفة».

ويقول الناقد مصعب شريف: «مدفوعاً بحزنه والأسى الذي يلفُّه، يجد جاسم نفسه ماضياً في رحلة أمل نحو الشجرة الأسطورية، ليوقظ بها سعادته التي تسربت من بين يديه هو وزوجته نورة ليحاولا أن يعيشا حياتهما من جديد».

في السينما، في الأفلام التي تتّخذ من الرحلة ثيمة أساسية لها، وفي الفن والأدب عموماً، كل رحلة، فيزيائية أو مجازية، مادية أو روحية، خارجية أو باطنية، تقتضي حركةً، انتقالاً من موضع إلى آخر، من محطة إلى أخرى، من حالة إلى أخرى، قد تكون مختلفة وقد تكون متعارضة. إنها رحلة نحو المجهول، نحو ما لم يُكتشف بعد. وخلال الانتقال يحدث التحوّل والتجاوز وإدراك الذات.

وكل رحلة تقتضي بحثاً عن شيء ما، قد يكون مادياً ملموساً أو روحياً خفيّاً. غالباً هو بحث عن التحرر أو الخلاص أو الأمان أو المأوى أو الهوية أو الانتماء... عن التناسق والانسجام والإيمان والأمل. هو سعى وراء استعادة الأشياء المفقودة، أو تلك التي حرم منها الباحث، ليجدّد بها صلته بالحياة، بالآخرين.

هذا البحث يتحوّل إلى عملية سبر واستنطاق للعالم، لألغازه واحتمالاته، وذلك لمعرفة معنى الحياة واكتشاف جوهر الذات. وكل رحلة تحدث عبر الزمن والمكان معاً، لكن في فيلم «الشجرة النائمة» لا نجد انتقالاً (بل تنقلاً روتينياً يومياً للأب من البيت إلى المكتب أو المطعم أو مجلس الطرب، أما الأم فلا نراها تتحرك إلا في محيط المنزل) ولا نجد بحثاً (كلاهما - الأب والأم - لا يبحثان عن شيء، حتى أنهما يأسا من إيجاد أي علاج لابنتهما، واكتفيا باجترار الحزن والألم والعذاب. والأمور تبدو محسومة: هي تريد ابناً وهو لا يريد أن يجلب المزيد من الأبناء المرضى... وكل التوتر بينهما ناجم عن هذه الوضعية).

الرحلة، إذن، تحدث لكن ليس في الفيلم بل على الورق، في ذهن ومخيلة صانعيه وبعض نقاده.

المخرج والكاتب يؤكدان، في أحاديثهما عن الفيلم، أن هناك رحلة يقوم بها بطل الفيلم، ويأتي بعض النقاد ليدعموا هذا التوكيد، حتى تبدأ في الارتياب بنفسك وتتساءل: هل هناك نسختان للفيلم، وأنت شاهدت النسخة التي لا تحتوي على أية رحلة، بينما غيرك شاهد النسخة التي تصوّر حقاً هذه الرحلة!!

في مقابلة المخرج محمد راشد بوعلي مع CNN العربية يقول: «مدفوعاً بيأسه، ووجوده الذي يتلاعب به الأسى، لا يجد جاسم نفسه، إلا وهو يمضي في رحلة أمل نحو شجرة الحياة الأسطورية، وكل قاصديها مأخوذون بها، وما يحيط بها جارف لا يعترف بالزمن والفناء، فتستعيد الحياة معناها، وتصحو السعادة التي تسرّبت من بين أصابع جاسم ونورة، ويعيشان زواجهما من جديد».

شخصياً، شاهدت معاناة الأب والأم، نتيجة مرض البنت، وتعاطفت معهما وتفاعلت مع الحكاية لكنني لم أرَ ما حكى عنه المخرج من رحلة وأناس مأخوذين بالشجرة، لم أجد ما يقوله متجسداً على الشاشة في شكل صور وحوارات وعلاقات، لم أرَ البطل يبادر أو حتى يفكر بالقيام بالرحلة بل يذهب إلى حيث الشجرة مكرهاً ومرافقاً بالصدفة... بمعنى آخر، ليست هناك رحلة (بالمعنى الفيزيائي والروحي والواقعي والمجازي) على الإطلاق.

الشجرة

نلاحظ بأن بطل الفيلم (جاسم) لا يعي حقيقة الشجرة وسبب مجيء أحد إليها وممارسة أي طقس عندها... هو يأتي مجبراً، وبالمصادفة، ثم يرصد ما يجري بقليل من الفضول وبكثير من اللامبالاة (أو ربما التشكيك) ثم يستلقي على الجذع في كسل واسترخاء، وفجأة يتخيل ابنته المريضة على فرع الشجرة وقد كبرت (وهو تخيل عابر وغير مبرّر ضمن وضعية الأب). وفي طريق العودة، بداخل السيارة، يوجه إلى الزائر سؤالاً جوهرياً لاشك أن كل متفرج يود طرحه ويهفو للحصول على إجابة له: لماذا جئت إلى هنا؟ ليتلقى رداً مبهماً ومخيباً لكل توقع، إذ يقول إنهما جاءا ليشهدا سر هذه المعجزة التي لا تموت... وهي إجابة مجردة، غير مفهومة، وقد لا تعني شيئاً بالنسبة للمتلقي المتعطش للمعرفة، أو أنها ناقصة ومبتورة. والغريب أن البطل يقبل بهذه الإجابة، التي لا أعتقد شخصياً أنه فهمها، ويصمت، وكأنه تلقى حكمة عميقة تقتضي الصمت والتأمل.

إذن البطل ذهب مرافقاً وليس شخصاً باحثاً عن بصيص أمل من إمكانية تحقق معجزة شفاء ابنته. بالأحرى، هو لا يبدو من النوع الذي يؤمن بالمعجزات.

ضمن هذه العلاقة الضعيفة الواهنة، بخيوطها الواهية، بين البطل والشجرة، كيف يمكن لنا أن نصدّق بأن الشجرة كريمة وسخية، ومتسامحة أيضاً، إلى حد أنها اجترحت معجزة لشخص في الأصل لم يطلب منها أن تجترح المعجزة... شخص لا يثق بها أصلاً، ولا يحمل أي ذرة إيمان بكينونتها ووجودها وطبيعتها، رغم أنه يعرف موقعها وربما تاريخها.

في حضور المعجز، من حق المرء أن يتساءل أين إذن جموع البشر المرضى واليائسين، وخصوصاً أن المنطقة مفتوحة، مباحة، غير محظورة، والناس يعلمون بما تحققه الشجرة من معجزات. هل هو زهد؟ ترفّع؟ تعفّف؟ انعدام الحاجة؟

من جهة أخرى، لا شيء يمنع من إضفاء طابع أسطوري على أشياء أو مواقع معينة، يريد الفنان أن يوظفها، لكن لابد من أن تحمل هذه الأشياء أو المواقع أبعاداً أسطورية، وقدرات غير عادية، ضمن رؤية فنية تحكم الأحداث عبر نسيج فني يجمع الواقعي والغرائبي في علاقة متداخلة.

نحن هنا، وتحديداً في المشاهد التي تصور الشجرة، لا نلحظ أي بعد أسطوري ولا نكتشف أي دلالة ذات منحى غرائبي وما ورائي أو خارق.

الشجرة ذاتها، كواقع وكينونة، تمتلك حقيقتها التاريخية والجغرافية (اسمها شجرة الحياة ووجدت منذ 400 سنة) حتى أضحت معلماً سياحياً يفد إليها السياح والزائرون بوصفها ظاهرة طبيعية عجيبة.

يشار إلى أن هدف الكاتب والمخرج من صنع الفيلم كان في الأساس تقديم قصة واقعية تشتمل على عادات وتقاليد محلية... فقد صرح المخرج بوعلي، في المقابلة ذاتها، قائلاً: «هدفي كان أن أقدم قصة تلامس أحاسيس الجمهور وتفكيره، وحياته، وتقدم فكرة عن بعض العادات والتقاليد والتراث البحريني».

وأضاف بوعلي أن «الفيلم يمثل قصة حقيقية وواقعية استمديتها من حياتي الشخصية، وأضفت عليها العادات والتقاليد والتراث البحريني».

لو أردنا أن نضفي الطابع الأسطوري على مثل هذه الشجرة فإنه يلزمنا أن نُظهر الجانب أو البعد الذي يوحي للمتلقي أن هذه الشجرة خارقة بالفعل، أو ذات تأثير سحري، فيجري الكلام عمّا تجترحه من معجزات، وتوافد الناس طلباً لتحقيق الرغبات، واتخاذ السلطة إجراءات صارمة تنظم أو تقنن الزيارات، وغير ذلك من التدابير التي تشعرنا فعلاً بأننا أمام ظاهرة خارقة تستدعي الحماية من جهة والقيام بشعائر خاصة للتواصل مع الشجرة. أما أن تكون الشجرة وحيدة ومهجورة بلا عناية ولا حماية، كما في الفيلم، ويأتي من يرغب ليكتفي فقط برشّها بالماء (كما لو يزور قبراً أو ضريحاً) من دون أن نرى طقوساً وشعائر، أو صلاة تتلى، أو ما شابه، ثم نرى البنت تصحو من سباتها وتعود إلى الحياة لنبرر ذلك بالقول إن الشجرة فعلت ذلك بعد زيارة الأب الكسول والضجر لها، فذلك أمر لا يمكن استيعابه وهضمه، سواء بالمنطق الواقعي أو الغرائبي.

إننا نقرأ في كتيب العرض: «زوجان على وشك الانهيار بسبب ابنتهما النائمة، إلا أن حياتهما تتغير حين تقرر الشجرة إيقاظها».

كيف يمكن للشجرة أن تقرّر!! هكذا، وبكل بساطة؟!

ويقول مسعود أمرالله: «صوت القربة الخفي هذا، يعادله شجرة الحياة التي ما أن ينبض قلبها، إلا ويتحرك الساكن، ويموت المتحرك، شجرة نائمة، لكنها يقظة وحارسة لكل الأرواح التائهة»...

الفيلم لا يعطينا صورة واحدة تشير إلى، أو تدلّ على، يقظة الشجرة وتحرّك نبضات قلبها. ولا صورة واحدة تشير إلى أن ثمة علاقة بين البطل والشجرة. ولا صورة واحدة للحبل السري بين الشجرة والبنت المريضة. مع ذلك يأتي النقاد ويفترضون أشياء غير موجودة، ويجعلونك ترتاب فيما ترى.. رغم أننا تعلمنا أن الأشجار لا تنام، وأن الأشجار حيّة طالما هناك مياه تروي جذورها، وأن الأشجار تموت واقفة.

نكرر: كان بإمكان صناع الفيلم إضفاء البعد الأسطوري والسحري على الشجرة لكن ضمن شروط فنية وبعناصر تنتسب إلى الواقعي والغرائبي معاً، الحياتي والحلمي معاً، الظاهري والتخيلي معاً، تحكمها رؤية فنية وفكرية، قادرة على نسج علاقات محكمة بين المرئي والمسموع. عندئذٍ لن نشعر بالتشوش والحيرة والالتباس والغرابة عندما يفترض الناقد أن الشجرة كانت نائمة واستيقظت لتحرك الساكن وتهلك المتحرك، وأن الشجرة يقظة حتى في نومها!!

وبدوره يتطرق الناقد زياد عبدالله إلى فكرة يقظة الشجرة، عندما يقول: «ومع الفصل المعنون (يخرج الحي من الميت) تستيقظ الشجرة النائمة التي ليست إلا شجرة الحياة، وهنا يكون المشتهى قادماً من الأسطوري، ومن أثر الشجرة، التي تكون كفيلة بشفاء أمينة وإعادة الحياة لما هو ميت».

بودّنا أن نرى هذا متجسداً بصرياً لا نظرياً، بودّنا أن نرى الشجرة وهي تجترح المعجز لأشخاص لم يطلبوا منها اجتراح المعجز... وبدلاً من «الحديث» عن سحر الشجرة، كان بودّنا أن «نرى» شعاعاً من هذا السحر. في الأخير، كيف يمكن لنا أن نصف شجرة الحياة بأنها شجرة نائمة... أي ميتة مجازياً؟ أرجو ألا يكون في الأمر حذلقة.

وتقول منصورة عبدالأمير: «شجرة الحياة... هذا المعلم التاريخي البحريني، يحضر بقوة في الفيلم حاملاً رمزية عالية كاشفاً عن فلسفة عميقة يتبناها جاسم المكلوم بألمه ويأسه وبفقده لأبنائه. تستعيد الحياة معناها عند هذه الشجرة ويتجدد الأمل بغد أفضل».

الكاتبة منصورة، من بين أكثر النقاد في الخليج ثقافةً ومتابعةً، وتمتلك من الوعي ما يكفي ليجنبها إطلاق أحكام مجردة لا تستقي حيثياتها ومعطياتها مما تشاهده إنما من افتراضات يحركها انحيازها للعمل ولصانعيه، وحماستها إزاء عمل أثار إعجابها فبالغت في تجميله وإضفاء دلالات لا يحتملها العمل... وإلا كيف نفسر الرمزية العالية للشجرة، بينما حضورها في محيط الأب والأم عابر وباهت، فلا الأب اهتم كثيراً بزيارة من رافقهما، ولا الأم استجوبت حقيقة ما حدث أو ما تخيلته. ثم ما هي الفلسفة العميقة التي تبناها الأب والتي لم نجد لها إشارة واحدة لا صراحةً ولا ضمنياً، لا فعلياً ولا حتى عن طريق الإيحاء.

أخشى أن الناقدة تُسقط أمنياتها الخاصة التي بها تكمل الجوانب الناقصة من عمل أعجبها كثيراً لكنها لم تجد فيه تلك الإسقاطات أو الافتراضات التي ترغب في تحققها عملياً، فلجأت إلى تحقيقها نظرياً.

الصوفية

أيضاً لاحظت إطلاق بعضٍ ممن تناول الفيلم، على المستويين النقدي والترويجي، صفة الصوفية على فيلم «الشجرة النائمة» من غير أن يوضحوا سبب اختيارهم هذا التوصيف، وما هي الأوجه، من أحداث وأفكار وسلوكيات، في الفيلم، التي أوحت لهم بالبعد أو المنحى الصوفي، وكأن الأمر افتراض ينبغي التسليم به بلا مناقشة ولا ارتياب.

عندما يقول حسن حداد: «نجح كل من فريد رمضان ومحمد بوعلي وفريقه الفني، في تقديم رؤية صوفية جمالية للحياة والموت، للحزن والفرح، ولكن بتقاطعات زمنية يتداخل فيها الحاضر والماضي والافتراضي الأسطوري... ليعزف سيمفونية رائعة للزمن بأشكاله المتعددة».

ويقول مسعود أمرالله: «تسمعون؟... وتبدأ الرحلة الصوفية في عرس جليل، تصدح فيه الطبول، وينام فيه الزمن، وتشتعل الأحلام، وتختلط الرؤى، وما يبقى فقط... هو الحب الخالص، حب أمينة الذي لا يموت».

ويقول زياد عبدالله: «لعله مغرٍ تماماً بتوصيفه بأهم تجربة خليجية روائية طويلة، تستدعي المكان والزمان وفق المعطى الثقافي العربي والخليجي، وآليات السرد العربية في سياق صوفي لا يكون الفلاش باك عودة بالزمن بل كسراً لحواجز الزمن أو ما يخرج الحي من الميت».

ويقول مصعب شريف: «يختتم الفيلم بذات الصورة الغارقة في صوفيتها والضاجة بصخب إيقاعاتها وعلى ذات الشجرة».

فإنه يحق لنا أن نتساءل عما تعنيه «الرؤية الصوفية الجمالية» و «الرحلة الصوفية» و «السياق الصوفي». فقد صرنا نبحث عن معنى الصوفية في فيلم لا يحتوي على أي منحى صوفي.

بالمعنى المتعارف عليه، الصوفية منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله... وهي نزعة فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت حتى صارت طرقاً مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية.

إذن الصوفية متصلة على نحو وثيق بالدين، بالعبادة، بالإيمان... بينما في الفيلم لا نجد أي استحواذ ديني، ولا يتحلى بطل الفيلم، أو غيره، بالإيمان، بالرغبة في التواصل مع الخالق. إن الإيمان الذي يتحدث عنه النقاد هو في حقيقته إيمان افتراضي، نظري، تجريدي، لكنهم يعتقدون بوجوده في واقع الفيلم، وعلى أساسه يبنون استنتاجات لا علاقة لها بواقع الفيلم وشخوصه وأحداثه. بالتالي، فإن أي حديث عن الصوفية هو استنتاج خاطئ لا يتصل بأي معطى في الفيلم، سواء فيما يتعلق بالأحداث أو بمسلك الشخصيات.

أما العناوين الجانبية، التي قد تستدرج المرء للاعتقاد بالملمح الصوفي، فهي محض عناوين ذات خاصية أدبية، لا تتصل بالصوفية، إنما تتصل ببناء العمل في تقسيمه إلى فصول.

أخيراً

أود أن أوضح بأن الفيلم الذي شاهدته شخصياً هو ما تحدث عنه الكاتب فريد رمضان في إحدى لقاءاته:

«الفيلم يتناول موضوع الحياة والموت، اليقظة والنوم، انتظار المعجزة أو انتظار الأجل المحتم أمام حالة مرضية يعاني منها زوجان تتجسد في وجود بنت مصابة بمرض يوصف طبياً بأنه الشلل الدماغي. الفيلم يطرح هذه الثيمات من خلال وجود شجرة الحياة النابضة بالحياة وسط الصحراء ووجود بنت صغيرة مصابة بمرض الشلل الدماغي تنمو ولكنها شبه ميتة أو في غيبوبة، وكذلك من خلال علاقة الزوجين وهما يراقبان ابنتهما وينتظران حدوث المعجزة بشفائها».

هكذا، ببساطة... وبلا ادعاء

الفيلم سيكون أكثر جمالاً وصدقاً لو تحدثت صوره إلينا مباشرة، بعناصرها الفنية، بعيداً عن الافتراضات والتفسيرات والاستنتاجات الضاجة، المصطنعة، الصادرة من صانعيه ونقاده على حد سواء.

 

الوسط البحرينية في

03.10.2015

 
 
 
 
 

«الشجرة النائمة» توقظ البحرين من سباتها!

علي وجيه

إنه أوّل شريط روائي بحريني طويل منذ 8 سنوات. بعدما احتل صالات بلاده أخيراً، يعرض شريط البحريني محمد راشد بوعلي ضمن أسبوع «آفاق السينما العربية» على هامش الدورة الـ37 من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» (ينطلق في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر)

في عام 1922، افتتح محمود الساعاتي كوخاً على الشاطئ، كأوّل دار عرض سينمائي في البحرين. كرّت سبحة الصالات، ليأتي مخرج ثوري هو خليفة شاهين. السينمائي البحريني بدأ نشاطاً محموماً منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي، لتأتي السبعينيات بعلي عباس ومجيد شمس، والأكثر تأثيراً بسام الذوادي، الذي أقلع بشريط صامت هو «الوفاء» (1975).

المخرج الأكاديمي (خرّيج «المعهد العالي للسينما في القاهرة»)، افتتح سجلّ الأفلام الروائية الطويلة في بلاده بـ «الحاجز» (1990)، ثمّ «زائر» (2003) و«حكاية بحرينية» (2006). الفيلمان الأخيران حملا توقيع فريد رمضان على النص، ليصبح أحد أهمّ كتّاب السيناريو في الخليج العربي. لاحقاً، تعاون رمضان مع مخرج شاب آت من دراسة القانون هو محمد راشد بوعلي، في روائي قصير هو «البشارة» (2009). حينها، بدأ الحديث عن «الشجرة النائمة» كمشروع فيلم قصير، تطوّر مع الوقت إلى روائي طويل. هكذا، أسّس بوعلي ورمضان شركة «نوران بيكتشرز» كحاضن إنتاجي منفتح على مختلف أنواع الشراكات. بوعلي اسم حاضر في المهرجانات، من خلال فيلموغرافيا تخيّم الأشرطة القصيرة على عناوينها. «غياب» (2008) و«هنا لندن» (2012)، جلبا له سمعةً حسنةً وجوائز عدة. شارك في ورش تدريبية مع أسماء رفيعة مثل عباس كيارستمي، وأصغر فرهادي وجيا زهانكي، كما اختير ضمن المخرجين الآسيويين المشاركين في الأكاديمية الآسيوية للأفلام 2012 وملتقى برلين الإبداع 2013.

«الشجرة النائمة» (2014، 88 د.) أوّل روائي بحريني طويل منذ 8 سنوات. تدخل سهى مطر في الإنتاج مع «نوران بيكتشرز»، وداعمين آخرين منهم «مهرجان دبي السينمائي». فريد رمضان استند إلى قصّة حقيقيّة من بيوغرافيا شريكه بوعلي، الذي رحلت أخته الصغيرة «أمينة» إثر مرض الشلل الدماغي. تمّ الاتفاق على خلق عائلة بحرينية بسيطة، وإدخال عناصر من تراث وعادات البحرين إلى العمارة السيناريستيّة.

نشاهد الواقع والخيال، الحقيقة والوهم، الأسطورة والحلم ضمن أسلوبية بصرية محدّدة
زواج «جاسم» (جمعان الرويعي) و«نورا» (هيفاء حسين) على حافّة الانهيار. لقد فقدا بكراً هو «عبد الله»، ثمّ جرّبا مجدداً من خلال «أمينة» (حوراء شريف) التي لم يتركها المرض بسلام. فيما تتعايش «نورا» مع خشونة الواقع، يسرح «جاسم» بين الحلم والحقيقة، ليكونا تلك العائلة البسيطة المتشبّثة بالأمل. مصادفة تقود الأب المكلوم إلى «شجرة الحياة» الوارفة كمعجزة وسط الصحراء واللا مكان. هذه إحدى معالم البحرين التي لا تفوّت. في نفس الوقت، تصحو «أمينة» ليوم واحد، قبل أن تعود إلى سيرتها الأولى. هي «الشجرة النائمة» التي تماثل «شجرة الحياة»، في برزخ آمن بين الحياة والموت، وبين الصحو والغياب. «جاسم» لا يتقبّل ذلك بسهولة، عابراً إلى عالم موازٍ، من خلال العزف على «الجربة». الآلة الشعبية جسد ميت، يبعثه العازف إلى الحياة عند نفخ النغمة الأولى (موسيقى محمد حداد).

لا يمكن تجاهل بنية السرد في «الشجرة النائمة». ستة فصول هي: «الميت»، «الحيّ»، «يخرج الحيّ من الميت»، «يخرج الميت من الحيّ»، «البرزخ»، «المنتهى»، تتفنّن في كسر الزمن والالتفاف عليه. تراقص الواقع والخيال، الحقيقة والوهم، الأسطورة والحلم، لتولّف مناخها الخاص. كل ذلك ضمن أسلوبية بصرية محدّدة وصارمة. الأداء التمثيلي مضبوط، معصوم عن الاستجداء والبكائيات. ما يمكن التوقف عنده هو تأثير الشجرة على الطفلة.

صحيح أنّ الكائن السينمائي غير مطالب دائماً بفكّ الالتباس، والإجابة على كلّ الأسئلة، إلا أنّ ثنائية الشجرة/ الطفلة تنسج قلب هذا الشريط. لا بدّ من توضيح بيّن: هل الشجرة مجرّد معادل لحالة «أمينة»، أم أنّها قامت بإيقاظها ذلك اليوم؟

أهميّة «الشجرة النائمة» أنّه نزل إلى صالات السينما البحرينيّة أخيراً، وراهن على شبّاك تذاكر. على صعيد المهرجانات، بدأ من «مهرجان دبي السينمائي الدولي 2014»، وصولاً إلى «مهرجان مالمو للسينما العربية» منذ أيام. كذلك، مزج بين الخبرات التونسيّة (مدير التصوير: محمد مغراوي) والفرنسية، وبين الشباب البحريني الخام، ضمن طواقم الصوت والصورة. فريق الإخراج تعرّف للمرة الأولى إلى ماهية صنع فيلم روائي طويل، بمن في ذلك بوعلي نفسه. لا يمكن تجاهل كل هذه العلامات المضيئة، على طريق صناعة سينما مستمرّة في البحرين.

السينما البحرينية، والخليجيّة عموماً، مطالبة باشتباك أكثر صخباً ومشاغبةً مع الواقع. تجاهل الصفيح الساخن وبنية البلدان المتخمة بالأفخاخ، لحساب تيمات اجتماعية وتوعوية، لم يعد مواكباً لعالم تسهم السينما في تغييره فعليّاً.

 

الأخبار اللبنانية في

26.10.2015

 
 
 
 
 

فيلم «الشجرة النائمة» يتنافس على جوائز «الباهاماز» و «القاهرة»

الوسط - منصورة عبدالأمير

يشارك الفيلم البحريني «الشجرة النائمة» في المسابقة الرسمية لمهرجان الباهاماز الدولي للأفلام (Bahamas International Film Festival) (BIFF) الذي تقام فعالياته في الفترة 1-12 ديسمبر/ كانون الأول 2015.

حول أهمية المشاركة قال منتج الفيلم السيناريست فريد رمضان أن «الشجرة النائمة يعد الفيلم العربي الوحيد في هذا المهرجان، وهو يتنافس على جائزة المهرجان للفيلم الروائي الطويل، مع خمسة أفلام روائية جاءت من ألمانيا وأميركا وأستراليا وكندا».

وأضاف «مهرجان الباهاماز هو أحد أهم مهرجانات السينما في منطقة الكاريبي، ومشاركة «الشجرة النائمة» في الفيلم هي بمثابة عرض أول للفيلم في منطقة الكاريبي» مضيفاً «المهرجان يأخذ بالفيلم البحريني إلى جمهور منطقة الكاريبي».

ويقيم المهرجان دورته الثانية عشر في ديسمبر 2015 وتشهد مشاركة أكثر من 130 فيلماً جاءت من 40 دولة من جميع أرجاء العالم.

وإضافة إلى هذه المشاركة، يشارك الفيلم في مسابقة «آفاق السينما العربية» التي تقام كفعالية موازية داخل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي تنطلق فعاليات دورته الـ37 يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

وكان فيلم «الشجرة النائمة» قد شارك في الدورة الخامسة من مهرجان مالمو للفيلم العربي التي أقيمت في 2 إلى 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 في مدينة مالمو السويدية.

وتباينت ردود فعل جمهور مهرجان مالمو حول الفيلم، وقد كتب علي وجيه في جريدة الأخبار اللبنانية «لا يمكن تجاهل بنية السرد في «الشجرة النائمة». ستة فصول هي: «الميت»، «الحيّ»، «يخرج الحيّ من الميت»، «يخرج الميت من الحيّ»، «البرزخ»، «المنتهى»، تتفنّن في كسر الزمن والالتفاف عليه. تراقص الواقع والخيال، الحقيقة والوهم، الأسطورة والحلم، لتولّف مناخها الخاص. كل ذلك ضمن أسلوبية بصرية محدّدة وصارمة. الأداء التمثيلي مضبوط، معصوم عن الاستجداء والبكائيات».

وكتب في المقال نفسه «أهميّة «الشجرة النائمة» أنّه نزل إلى صالات السينما البحرينيّة أخيراً، وراهن على شبّاك تذاكر. على صعيد المهرجانات، بدأ من «مهرجان دبي السينمائي الدولي 2014»، وصولاً إلى «مهرجان مالمو للسينما العربية» منذ أيام. كذلك، مزج بين الخبرات التونسيّة (مدير التصوير: محمد مغراوي) والفرنسية، وبين الشباب البحريني الخام، ضمن طواقم الصوت والصورة. فريق الإخراج تعرّف للمرة الأولى إلى ماهية صنع فيلم روائي طويل، بمن في ذلك بوعلي نفسه. لا يمكن تجاهل كل هذه العلامات المضيئة، على طريق صناعة سينما مستمرّة في البحرين».

كما عرض فيلم «الشجرة النائمة» في صالات العرض السينمائية في البحرين لأسابيع عديدة وذلك في صالات السينما بمجمعي السيف والدانة وفي صالات سينما نوفو بمجمع السيف عراد.

وأقيم العرض الأول لفيلم «الشجرة النائمة» خلال الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي في شهر ديسمبر 2014، وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان وتنافس على جوائز المهر العربي، كما أقيم له عرض احتفائي خاص خلال فترة انعقاد المهرجان حضره أهم نجوم البحرين والخليج والوطن العربي. ولاقى الفيلم حين عرضه في مهرجان دبي استحساناً وإشادة نقدية كبيرة.

كذلك شارك الفيلم أخيراً في «ملتقى وسائل الإعلام الدولية للشباب» في صربيا الذي تم بحضور ممثلين من اليونسكو بالإضافة إلى ممثلين عن 30 دولة من جميع أنحاء العالم، كما شارك في سوق مهرجان فينسيا الدولي.

الفيلم من إنتاج: نوران بيكتشرز، وهيئة شئون الإعلام، وبنك البحرين للتنمية. بالتعاون مع: سوق دبي للإنتاج «إنجاز»، ومويراي للاتصالات. تمثيل: جمعان الرويعي، هيفاء حسين، إبراهيم خلفان، مريم زيمان، إبراهيم الحساوي، وشذى سبت، والطفلة حوراء تلفت. موسيقى تصويرية: محمد حداد. مونتاج: صالح ناس. مدير التصوير: محمد مغراوي. منتج إداري: حسين الرفاعي. إنتاج: فريد رمضان، سهى مطر، محمد راشد بوعلي. سيناريو وحوار: فريد رمضان. إخراج: محمد راشد بوعلي.

 

الوسط البحرينية في

31.10.2015

 
 
 
 
 

'الشجرة النائمة' فيلم بحريني يسائل لغز الحياة والموت

العرب/ محمد أشويكة

يسترعي عنوان الفيلم الروائي الأول “الشجرة النائمة” للمخرج البحريني الشاب محمد راشد بوعلي الاهتمام منذ الوهلة الأولى، فأن تنام الشجرة ليس بالأمر الجديد ما دامت تنتمي إلى عالم الطبيعة الجامدة، ولكن إضفاء صفة النوم التي لا تتصف بها إلاّ الكائنات الحية يحيل على إضفاء نوع من الطابع “الأنيمي” على الجماد، ويعيد التفكير في الميت الذي قد تكمن فيه روح، أو قد يكون حيا دون أن نعي ذلك نحن البشر، الغافلين، التائهين، المختلفين حول مصير الأرواح، فلا نستطيع أن نتوصل بوسائلنا المحدودة (الحس والعقل) لبعض التفاصيل التي تخصها، وبالتالي، لم نستطع التوصل بعد إلى فك شفراتها أو الاهتداء إلى ما يمكننا من التواصل معها.

في الفيلم الروائي الأول للمخرج البحريني محمد راشد بوعلي “الشجرة النائمة” تضيق الحياة بمقاول أو مستثمر، إثر العسر الذي تعانيه مهنته الحرة، فيقرر إيقاف شركته ليقوم مضطرا بفعل صعوبة الأوضاع بتغييرها لصالح سياقة سيارة أجرة صغيرة، ستقوده مسارات المتناوبين على امتطائها إلى اكتشاف تلك الشجرة، الدوحة العجيبة، التي يذهب إليها الناس بغرض فك طلاسم المنغلق، وكسر جسارة بعض هموم الحياة الملغزة من باب تعطل الحركة الجسدية، وانصراف الوعي وعودته، والإبهام الناتج عمّا لا نستطيع تفسيره من حولنا، في الطبيعة العامة، وفي طبيعتنا المخصوصة التي تهم جسدنا وروحنا.

ويعرض فيلم “الشجرة النائمة” قصة زوجين لا تستطيع ابنتهما الصغيرة التجاوب ولا الاستجابة مع ما يدور من حولها، حيّة ميّتة، فتصيبهما الفوبيا (الخوف المرضي) من الإقدام على الولادة من جديد، وهما المقبلان على الحياة بكل ما تتطلبه ورطاتها ومآزقها من مغامرات الانغماس في لذتها، والاستزادة من نسغها، والارتواء من سوائلها التي تكسبنا تلك المناعة المضادة لكل ما من شأنه أن يكدر علينا صفو العيش ذاته.

ومع ذلك فالمقاومة التي يظهرانها سرعان ما ستنكشف كقناع حاجب للألم، إذ يستحوذ الحزن والأسى على كل منهما كلما انفرد بذاته أو وجدا لنفسيهما خلوة ما. ينجح المخرج في جعل كاميراه مطواعة لسبر غور تلك الذوات المتألمة التي تعيش تمزقات مضاعفة، فكل زوج يفكر مليا في مصير فتاة جميلة تشبه المومياء، ويأسف لأسيرة قوية لعلة تذوّبها يوما بعد آخر، بالرغم من انسيابية الحياة أمامهما.

حالت تلك الواقعة دون استمتاعهما بالحياة، فالزوجة سجينة البيت إثر عدم قدرتها على مبارحة ابنتها، والزوج سجين تلك الوضعية المأزومة اللهم إذا استثنينا الساعات التي يقضيها بالخارج رغم الحزن الذي يكتنفه، ويسيطر على كيانه.

فوبيا الإنجاب

قد تتعدد الأقفاص والسجن واحد، وقد تنزاح الدلالة ولكن المعنى لا يمكن أن يتجاوز السجن والأسْر والاحتجاز والتقييد والاعتقال، فكلما فكر الزوجان في المتعة تنتاب أحدهما مأساة ابنتهما.

كلما انسد طريق العقل الضيق تنفتح أبواب ونوافذ وشقوق اللاعقل ليتحقق نمط عيش مريح

يخرج الأب للشارع، ويلتقي الناس في وسطه المحدود جدا، بل يفقد شهية النفخ في آلته الموسيقية التي تختزن قرْبتها أنفاسه الحزينة لتنفجر نغماتها الشجية، وكأنها روح ابنته الساكنة، أما زوجته الجميلة فتنشغل بالاعتناء بنباتات بيتها وأسماك الأكواريوم المنزلي الجميلة، في حين تهتم الخادمة بشؤون البيت وطائر القفص النشيط، وكأن الديناميكية المحبوسة داخل القفص والحوض الاصطناعي تبحث عن أفقها الطبيعي العادي أو هي قرينة للحركة المحبوسة في جسد الطفلة النائمة.

يسائل المخرج قضية الموت التي لا تنفصل عن الحياة، ويهتم باستنطاق العادي والروتيني الملفوف في تفاصيل ممارستنا اليومية. لا يستثمر الفيلم الحوار بشكل كبير، ولكنه يلجأ إلى توظيف تقنية التبئير بمعناها الشامل: يركز على الرجل (جمعان الرومي) والمرأة (هيفاء حسين) اللذين يعيشان مأساتهما في مجتمع محدود العلاقات، فباستثناء الخادمة (مريم زيمان) والضيف (إبراهيم خلفان) وزبائن الشركة الذين لا نراهم، وركاب التاكسي، لا نلمس إلاّ حياة شبه راكدة.

قد نجزم بأن الأمر عرضي ولكنه لا يخلو من دلالة. إنها مأساة المجتمعات العربية التي صارت الحياة تضيق بها يوما بعد يوم بفعل الضغوط الاقتصادية، وهبوب رياح العولمة عليها، إذ صار كل واحد من أفرادها هائما يجري خلف مراكمة المال أو البحث عن لقمة العيش المرة.

سيهتدي الرجل بطريقة غير مقصودة وهو يأخذ زبونين (رجلا وزوجته) إلى تلك الشجرة الكبيرة ذات الفروع الممتدة، اليانعة، المعادلة للحياة، في عمق الصحراء إلى غاية غيبية في نفسيهما، فتسري الحركة في جسد ابنته الساكن. تُرى ما دلالة ذلك؟ هل تحررت روحها بطريقة ميتافيزيقية مستعصية عن الفهم، وهل المغزى من تلك المقاربة هي تربّص القدر في كل ما يقع في مجتمعاتنا؟

نعم، يسائل الفيلم قضية الملغز والمعجز الذي يهيمن على الحياة الروحية لدى جزء كبير من مجتمعاتنا العربية الإسلامية التي تستسلم إلى الميتافيزيقا كلما ضاقت ذرعا بالحياة، وهي التي تنعم بالأمية الحاجبة لنور العلم عليها، ويرفل جزء كبير منها في النعيم الاقتصادي الذي لم تسهم خيراته في عقلنة الأمور بها.

الفيلم لا يستثمر الحوار بشكل كبير، ولكنه يلجأ إلى توظيف تقنية التبئير بمعناها الشامل

إن ذلك التساكن العجيب بين العادي والغريب، المعلوم والمجهول، الحاضر والغائب، الدّارج والمعجز هو السر في طمأنينتها، فكلما انسدّ طريق العقل الضيّق أصلا تنفتح أبواب ونوافذ وشقوق اللاعقل ليتحقق نمط عيش مريح.

سينما المؤلف

يعتمد الفيلم أسلوبا ينزاح ببوصلته نحو سينما المؤلف بالنظر إلى اعتماده الكبير على الأسلوب الرمزي لاستنطاق السلوكات البشرية الماورائية، وميله للتعامل مع موضوعات حساسة بطريقة فنية بليغة تستثمر الموروث لتنتقد السلبي فيه فتصير الكاميرا شفافة تجاه مجتمعها، غير متصادمة ولا مهادنة لما يعتمل فيه خصوصا، واعتمد كذلك على سيناريو متميز من تأليف الكاتب فريد رمضان الذي نهج أسلوبا سرديا يعتمد مبدأ التقطيع عوض الاسترسال الخطي، فضلا عن مراكمة المخرج لتجربة سينمائية مهمة من خلال أفلامه الروائية القصيرة التي نذكر منها فيلمي “كناري” (2010)، و”هنا لندن” (2012) مثلا.

ويعتبر فيلم “الشجرة النائمة” استمرارا للأسلوب الذي درج عليه محمد راشد بوعلي في أفلامه تلك، والمنحاز فيها إلى الرمزية لمعالجة القضايا الغائرة في الذات العربية الإسلامية خصوصا، والإنسانية عموما، لأن الخطاب حول الروح قد ينطلق من فكرة معينة ليصير منسجما عبر الصياغة والسياق والأسلوب والعرض داخل سياق ثقافي معين.

تنتعش في ثنايا أعماله كما في فيلم “الشجرة النائمة” عدة رموز تسعى في مجموعها إلى تشكيل نوع من التواصل المستمر مع عالم الأساطير الحبلى بكل ما هو فانتاستيكي، لا سيما وأن البشرية لم تستطع إحداث قطيعة جذرية مع نظام التفكير الأسطوري، وخاصة تلك المجتمعات التي يهيمن فيها الروحاني على المادي، والخرافي على العقلاني، ليعطينا تشكيلة اجتماعية وذهنية هجينة يمكن أن نصطلح على تسميتها بـ”مجتمعات ما بعد الأسطورة”، اعتبارا لمدى التعقد الذي تتآلف فيها المتناقضات، وصعوبة إيجاد تفسيرات مقنعة لها.

كل هذا يحدث في الدنيا كما يحدث في الفيلم طبعا، لا سيما وأن الناس يدافعون عنها بنفس الطريقة التي عنون بها مخرج الشريط مقاطعه الفيلمية الكبرى، والتي تبحث في تشكّل علاقة الحي بالميت، والميت بالحي، فهل نحن أحياء أموات أم أموات أحياء أم أننا نعيش ذلك بشكل غامض؟

 

العرب اللندنية في

03.11.2015

 
 
 
 
 

بو علي يناقش خبرته في مجال التصوير السينمائي مع طلبة و أساتذة البوليتكنك

إستضافت كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) الإستاذ محمد راشد بوعلي مخرج الفلم السينمائي البحريني الثاني "الشجرة النائمة". هدفت الجلسة التفاعلية إلى تعزيز مفهوم الكفاح من أجل تحقيق الحلم و المثابرة على العمل و تطوير النفس عبر سرد رحلة المخرج لتحقيق هدفه، الا و هو إخراج فلم يحاكي حياة و معاناة عائلة بحرينية بطفلتهم المصابة بالشلل الدماغي، و كما طرح الفيلم عدد من القضايا المحلية ذات العلاقة بالحياة الزوجية والترابط الاسري. نالت المحاضرة إستحسان الطلبة والأساتذة حيث عرض المخرج لقطات من وراء الكواليس، لترتيبات التصوير للفلم و أجاب بصدر رحب عن الأسئلة وأتاح الفرصة للمناقشة. هذا و قد خصصت فقرة من الفعالية لنقد الأفلام القصيرة من أعمال طلبة البوليتكنك واقترح سبل تطويرها من قبل مجموعة من ذوي الاختصاص والخبرة. كما و حفز المخرج محمد بوعلي الطلبة للدخول في قطاع صناعة الأفلام الذي لاشك انه في مراحله المتنامية في مملكة البحرين و الخليج العربي، داعما ذلك بتوفير مساعدته لكل من له رغبة في خوض هذا المجال. وفي ختام المحاضرة أثنى الدكتور محمد إبراهيم العسيري القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لبوليتكنك البحرين على جهود المخرج البحريني الشاب محمد بوعلي وشكره على تلبية الدعوة ومشاركة طلبة ومنتسبي الكلية رحلته في القطاع السينمائي التي من شأنها تنمية الطاقات الشبابية وتحفيزهم ليكونوا رواد في هذا القطاع ليس على المستوى المحلي فحسب، بل للانطلاق نحو العالمية لرفع أسم مملكة البحرين في هذه الصناعة التي باتت تشكل رافدا اقتصاديا هاما للعديد من الدول، مؤكدا على استمرار البوليتكنك في فتح آفاق جديدة لطلبتها ومنتسبيها بما يعود عليهم بالنفع وعلى الاقتصاد الوطني بالخير العميم.

 

الأيام البحرينية في

04.11.2015

 
 
 
 
 

عرض الفيلم البحريني «الشجرة النائمة» في «آفاق عربية»

كتب- وليد ابو السعود

عرض برنامج «آفاق عربية» أحد البرامج الموازية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابعة والثلاثين الفيلم البحريني «الشجرة النائمة» بحضور مخرجه محمد بن راشد.

وأقيم بعد العرض ندوة اقتصرت على توجيه الأسئلة للمخرج وكان السؤال الأول حول قصة الفيلم ومن أين استوحاها ليجيب المخرج بأنها تجربة ذاتية له تعرض لها والداه وأخته أمينة وهو نفسه اسم بطلة الفيلم، مضيفا قمت بإضافة بعض الخيال على القصة لكنها واقعية.

وحول تعامله مع جنسيات مختلفة في العمل قال أن مدير التصوير التونسي محمد الغرتاوي وممثله الرئيسي سعودي الجنسية لكنه لم يواجه أية صعوبة قائلا: كلنا عرب وحتى لو وجدت جنسيات عربية فالسينما لغة عالمية.

وحول عدم وضوح نهاية فيلمه وهل هي مفتوحة قال المخرج أن الفيلم بالسنبة له قد انتهى ونهايته ليست مفتوحة.

«الشجرة النائمة» يحكي عن معاناة أب وأم مع ابنتهما الصغيرة التي يصيبها مرض غامض لا شفاء منه ويحتوى على التأثيرات السلبية لذلك على الأسرة وكيف يحاربون اليأس والإحباط حتى ينجحون وتشفى الفتاة بل وينجبون اخ لها.

 

الشروق المصرية في

16.11.2015

 
 
 
 
 

«الشجرة النائمة».. معاناة أسرة بحرينية مع مرض لا شفاء له

كتب ــ وليد أبوالسعود:

- المخرج: الفيلم تجربة ذاتية تعرضت لها أسرتى

عرض الفيلم البحرينى «الشجرة النائمة»، مساء الأحد، ببرنامج «آفاق عربية» وهو أحد البرامج الموازية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته السابعة والثلاثين.

الفيلم، الذى عرض بحضور مخرجه محمد بن راشد، يروى معاناة أب وأم مع ابنتهما الصغيرة التى يصيبها مرض غامض لا شفاء منه ونتابع مع الفيلم التأثيرات السلبية على الأسرة وكيف يحاربون اليأس والإحباط حتى ينجحوا وتشفى الفتاة بل وينجبون أخا لها.

الفيلم ملىء أيضا بملامح الحياة البحرينية الحديثة وبعض ملامح التراث من خلال الموسيقى والآلات المستخدمة فى العزف.

وأقيم عقب العرض ندوة اقتصرت على توجيه الاسئلة للمخرج وكان السؤال الأول حول قصة الفيلم ومن أين استوحاها؟ ليجيب المخرج إنها تجربة ذاتية له تعرض لها والداه وأخته أمينة وهو نفسه اسم بطلة الفيلم، وقد أضاف لها بعض الخيال لكنها قصة واقعية.

وحول تعامله مع جنسيات مختلفة فى العمل قال إن مدير تصويره كان التونسى محمد الغرتاوى وممثله الرئيسى سعودى لكنه لم يواجه أى صعوبة فكلنا عرب وحتى لو وجدت جنسيات عربية فالسينما لغة عالمية.

وحول عدم وضوح نهاية فيلمه وهل هى مفتوحة قال المخرج إن الفيلم بالنسبة له قد انتهى ونهايته ليست مفتوحة.

 

الشروق المصرية في

18.11.2015

 
 
 
 
 

"فى يوم" و"الشجرة النائمة" و"فى انتظار الخريف" تفوز بجوائز آفاق السينما

كتب محمود ترك - على الكشوطى - أسماء مأمون

فاز بشهادة تقدير مسابقة آفاق السينما العربية فيلم "فى يوم" للمخرج كريم شعبان من مصر، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "الشجرة النائمة" من البحرين، وفاز بجائزة أفضل فيلم "فى انتظار الخريف" من سوريا. يشار إلى أن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى تواصلت على مدار 9 أيام، حيث بدأت 11 نوفمبر وتنتهى اليوم الجمعة. 

 

اليوم السابع المصرية في

20.11.2015

 
 
 
 
 

الفيلم البحريني الشجرة النائمة يفوز بجائزة التحكيم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

المصدر: القاهرة : وكالة انباء البحرين

فاز الفيلم البحريني "الشجرة النائمة" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. واختتمت مساء اليوم فعاليات المهرجان في دورته الـ37، بحضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم وعدد من الفنانين المصريين والعرب.

ولدي الكشف عن جوائز المهرجان، تم اعلان فوز فيلم "الشجرة النائمة" من البحرين بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهو فيلم روائي للمخرج محمد راشد بوعلي، وكتبه الروائي والسيناريست فريد رمضان. وبدأ عرض هذا الفيلم في دور العرض بالبحرين لأول مرة قبل شهرين في أول أيام عيد الأضحى، ولاقى الفيلم إعجاب الكثيرين لما تناوله من قصة اجتماعية وانسانية تدور في نطاق العائلة ومحيطها.

والفيلم من إنتاج: "نوران بيكتشرز"، وأبطاله من الممثلين هم: جمعان الرويعي، هيفاء حسين، إبراهيم خلفان، مريم زيمان، إبراهيم الحساوي، وشذى سبت، والطفلة حوراء تلفت.وكانت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ37 قد بدأت في الحادي عشر من الشهر الجاري، وانتهت مساء اليوم في احتفالية ختامية أقيمت بدار الاوبر المصرية.

 

الأيام البحرينية في

20.11.2015

 
 
 
 
 

محمد راشد: «الشجرة النائمة» تجربة حياتية

كتب : نورهان نصرالله

على هامش الدورة الـ37 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، شاركت البحرين بالتجربة السينمائية الأبرز لديها، فى مسابقة «آفاق السينما العربية»، من خلال فيلم «الشجرة النائمة»، للمخرج محمد راشد بوعلى، لتكون المشاركة الثانية على مستوى المهرجانات، بعد عرضه الأول فى الدورة الـ11 لمهرجان دبى السينمائى. وفى الوقت الذى قدم فيه المخرج محمد راشد بوعلى 12 فيلماً روائياً قصيراً، يعتبر فيلمه «الشجرة النائمة» هو العمل الروائى الطويل الأول له، ويحمل رؤية فلسفية حول الصراع بين الحياة والموت، من خلال أسرة صغيرة تعانى ابنتهم من شلل دماغى، ويخوضون معها تجارب فى التمسك بالحياة، فى تناقض بين اليأس والأمل، والفرح والحزن، والموسيقى والبكاء.

وقال المخرج محمد راشد بوعلى، لـ«الوطن»: «سعيد جداً بالوجود فى مهرجان سينمائى بحجم مهرجان القاهرة، وقبول الفيلم فى أى مسابقة على هامش المهرجان جائزة للفيلم فى حد ذاتها، ووسام على صدرى، خاصة أن الفيلم يوجد بجانب أفلام مهمة اختيرت من دول عربية مختلفة، تمثل ثقافات وتجارب ومدارس إخراجية وفنية متعددة».

وتابع «راشد»: «المشاركة فى مهرجان دبى تعتبر من أهم التجارب بالنسبة لى، وأفضل تجربة حياتية على مختلف الجوانب من الاستقبال لترحيب الجمهور، وردود الفعل حول الفيلم من جانب النقاد، وهو ما أعطانى دفعة معنوية كبيرة بالرغم من تخوفى الشديد، كما أعطى الفيلم دفعة كبيرة، وسلط الضوء بشكل كبير على التجربة البحرينية، ولولا مشاركتى فى مهرجان دبى ما كان من الممكن أن أصل إلى القاهرة السينمائى الآن».

وأشار «راشد» إلى أن الفيلم نابع من قصة حقيقية، عايشها شخصياً، وقال: فكرة فيلم «الشجرة النائمة» تمثل أكبر قصة مررت بها بشكل شخصى، وأكبر قصة عايشتها مع الناس المحيطة بى، وكان مفهومها بالنسبة لى أن أتعمق فيها بشكل أكبر، لتتواصل وتؤثر فى الشخصيات، وفى الفترة من 2008 وحتى 2014، ونحن نعمل على الفيلم بشكل متواصل».

وفيما يتعلق بإنتاج الفيلم الذى اعتمد على التمويل الشخصى، تابع «راشد»: تصدى لإنتاج الفيلم 3 منتجين كنت واحداً منهم، ونحن فى البداية لا نبحث عن الربح التجارى، أكثر من تقديم عمل يبقى للتاريخ، ويشجع التجارب الأخرى، وحاولنا الحصول على دعم إنتاج مشترك، ولكن الدول التى تقدم الدعم تعتبر البحرين من الدول الغنية، لذلك يرفضون طلبات دعم الأفلام، وهذا ما يعتبر أمراً ظالماً يجب أن يتغير فى المستقبل.

 

الوطن المصرية في

21.11.2015

 
 
 
 
 

بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائي

معالي الشيخة مي تهنئ فريق عمل "الشجرة النائمة"

المنامة في 21 نوفمبر / بنا / هنأت هيئة البحرين للثقافة والآثار فريق عمل الفيلم البحريني "الشجرة النائمة" لحصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن جوائز آفاق السينما العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اختتم أعمال دورته ال 37 مساء يوم أمس الجمعة الموافق 20 نوفمبر 2015م. 

وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "اليوم وعبر الفن السابع يقوم المنتح البحريني للترويج لما لدينا من طاقات وإبداع فنّي يضع البحرين في قلب التظاهرات الفنية العربية والعالمية"، مشيرةً إلى أهمية دعم المواهب البحرينية الشابة والذي كان أحد أهداف أيام البحرين السينمائية في نسخته الأولى إذ تولّى إدارتها مخرج فيلم الشجرة النائمة محمد بو علي. 

كما تمنّت معاليها أن يقوم كل فنان بطريقته الخاصة للترويج لمعالم المملكة حيث تعمل هيئة الثقافة للحفاظ عليها وجعلها مكان جذب سياحي ثقافي وخاصة السنة القادمة التي تحمل عنوان "البحرين وجهتك" والتي يعلن عن تفاصيلها خلال احتفالات الهيئة بالأعياد الوطنية الشهر المقبل.

ولدى الكشف عن جوائز المهرجان، تم اعلان فوز فيلم "الشجرة النائمة" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن جوائز آفاق السينما العربية، وهو فيلم روائي للمخرج محمد راشد بوعلي، وكتبه الروائي والسيناريست فريد رمضان.

وبدأ عرض هذا الفيلم في دور العرض بالبحرين لأول مرة قبل شهرين في أول أيام عيد الأضحى، حيث لاقى الإعجاب والإشادة من قبل الأوساط السينمائية المحلية والإقليمية. 

والفيلم من إنتاج: "نوران بيكتشرز"، وأبطاله من الممثلين هم: جمعان الرويعي، هيفاء حسين، إبراهيم خلفان، مريم زيمان، إبراهيم الحساوي، وشذى سبت، والطفلة حوراء تلفت.

يذكر أن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ37 قد بدأت في الحادي عشر من الشهر الجاري، وانتهت مساء أمس الجمعة في احتفالية ختامية أقيمت بدار الاوبر المصرية.

2015/11/20 - 12 : 11 PM

الفيلم البحريني "الشجرة النائمة" يفوز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

القاهرة في 20 نوفمبر / بنا / فاز الفيلم البحريني "الشجرة النائمة" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. 

واختتمت مساء اليوم فعاليات المهرجان في دورته الـ37، بحضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم وعدد من الفنانين المصريين والعرب.

ولدي الكشف عن جوائز المهرجان، تم اعلان فوز فيلم "الشجرة النائمة" من البحرين بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهو فيلم روائي للمخرج محمد راشد بوعلي، وكتبه الروائي والسيناريست فريد رمضان.

وبدأ عرض هذا الفيلم في دور العرض بالبحرين لأول مرة قبل شهرين في أول أيام عيد الأضحى، ولاقى الفيلم إعجاب الكثيرين لما تناوله من قصة اجتماعية وانسانية تدور في نطاق العائلة ومحيطها.

والفيلم من إنتاج: "نوران بيكتشرز"، وأبطاله من الممثلين هم: جمعان الرويعي، هيفاء حسين، إبراهيم خلفان، مريم زيمان، إبراهيم الحساوي، وشذى سبت، والطفلة حوراء تلفت.

وكانت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ37 قد بدأت في الحادي عشر من الشهر الجاري، وانتهت مساء اليوم في احتفالية ختامية أقيمت بدار الاوبر المصرية.

 

وكالة أنباء البحرين في

21.11.2015

 
 
 
 
 

فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة...

الفيلم البحريني «الشجرة النائمة» يحصد أولى جوائزه في «القاهرة»

الوسط - منصورة عبدالأمير

فاز الفيلم البحريني «الشجرة النائمة» بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اختتمت فعالياته يوم الجمعة الماضي (20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015).

وشارك الفيلم في مسابقة «آفاق السينما العربية» التي تقام كفعالية موازية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؛ إذ انطلقت فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من المهرجان يوم 11 نوفمبر 2015.

وضمَّت لجنة تحكيم مسابقة «آفاق» كلاً من: السينمائية درَّة بوشوشة من تونس، والمخرج محمد إسماعيل من المغرب، والممثلة سلوى محمد علي من مصر.

وتنافس فيلم «الشجرة النائمة» في هذه المسابقة مع ستة أفلام أخرى من دول عربية مختلفة هي: «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلَّقة» لخديجة السلامي من اليمن، و«في يوم» لكريم شعبان من مصر، و«البحر من ورائكم» لهشام العسري من المغرب، و«بانتظار الخريف» لجود سعيد من سورية، و«خارج بغداد» لقاسم حول من العراق، و«التمن» لهشام عيسوي من مصر.

ويُعدُّ فيلم «الشجرة النائمة» أول فيلم روائي طويل تنتجه شركة «نوران بيكتشرز» التي يمتلكها كل من السيناريست فريد رمضان، كاتب قصة وسيناريو الفيلم، ومخرج الفيلم الشاب محمد راشد بوعلي.

والفيلم، الذي أنتج العام 2014، هو أول فيلم روائي طويل لبوعلي، الذي قدَّم عدداً من الأفلام القصيرة التي حقَّقت نجاحات وجوائز عالمية، منها «غياب» و«البشارة» و«هنا لندن» و«كناري». وفيما يتعلق بكاتب الفيلم فريد رمضان، يُعدُّ الفيلم ثالث فيلم روائي طويل يكتبه رمضان وذلك بعد فيلمي «زائر» و«حكاية بحرينية» اللذين قدَّمهما مع المخرج بسَّام الذوادي.

وانطلق فيلم «الشجرة النائمة» في دُور العرض البحرينية بمجمَّعي السيف والدانة وفي صالات سينما نوفو بمجمَّع السيف عراد، وذلك في شهر سبتمبر/ أيلول 2015، وذلك تزامناً مع أول أيام عيد الأضحى. وشهدت عروضه التي استمرت لأسابيع، إقبالا من الجمهور البحريني والمهتمِّين بصناعة السينما البحرينية.

ويشارك الفيلم قريباً في مهرجان الباهاماز الدولي للأفلام (Bahamas International Film Festival) (BIFF) الذي تُقام فعالياته في الفترة ما بين 1 و 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015.

ويتنافس الفيلم في هذا المهرجان مع أفلام: من ألمانيا وأميركا وأستراليا وكندا، وهو الفيلم العربي الوحيد في هذا المهرجان الذي يُعدُّ أحد أهمِّ مهرجانات السينما في منطقة الكاريبي. وتشهد دورته هذا العام مشاركة أكثر من 130 فيلماً تمثل 40 دولة من جميع أرجاء العالم.

وبالإضافة إلى تنافس الفيلم مع أفلام دولية متميزة، فإن مشاركة «الشجرة النائمة» في مهرجان الباهاماز هي بمثابة عرض أول للفيلم في منطقة الكاريبي.

وشارك الفيلم في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2015 في الدورة الخامسة من مهرجان مالمو للفيلم العربي (2 إلى 6 أكتوبر 2015)، التي أقيمت في مدينة مالمو السويدية. وحصل الفيلم على إعجاب المشاهدين أثناء عرضه في المهرجان، كما حصل على إشادات عدد من النقَّاد.

وخلال المهرجان نفسه، شاركت الشركة المنتجة للفيلم «نوران بيكتشرز» في سوق الأفلام الذي أقيم على هامش مهرجان مالمو وذلك للمرة الأولى في عمر المهرجان، وهو أول سوق سينمائي عربي أوروبي.

وعملت «نوران بيتكشرز» خلال مشاركتها في هذا السوق، على تسويق فيلم «الشجرة النائمة» للتسويق في صالات السينما الأوروبية، إضافة إلى أنها قامت بتسويق عدد من الأفلام الروائية القصيرة التي أنتجتها لمجموعة من المخرجين الشباب مثل: فيلم «سبر» لوسن مدن، و «أثر الملح» لمحمد آل مبارك، و الحضرة» و«سيحل النور» لسلمان يوسف، وأنتجت جميع هذه الأفلام على مدى عامي 2014 و2015.

كذلك شارك «الشجرة النائمة» في «ملتقى وسائل الإعلام الدولية للشباب» في صربيا الذي تم بحضور ممثلين من اليونسكو، بالإضافة إلى ممثلين عن 30 دولة من جميع أنحاء العالم، كما شارك في سوق مهرجان فينسيا الدولي.

وأقيم العرض العالمي الأول لفيلم «الشجرة النائمة» خلال الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي في شهر ديسمبر 2014، وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان، وتنافس على جوائز المهْر العربي، كما أقيم له عرض احتفائي خاص خلال فترة انعقاد المهرجان حضره أهم نجوم البحرين والخليج والوطن العربي. ولاقى الفيلم حين عرضه في مهرجان دبي استحساناً وإشادة نقدية كبيرة.

الفيلم من إنتاج: نوران بيكتشرز، وهيئة شئون الإعلام، وبنك البحرين للتنمية. بالتعاون مع: سوق دبي للإنتاج (إنجاز)، ومويراي للاتصالات. تمثيل: جمعان الرويعي، هيفاء حسين، إبراهيم خلفان، مريم زيمان، إبراهيم الحساوي، وشذى سبت، والطفلة حوراء تلفت. موسيقى تصويرية: محمد حدَّاد. مونتاج: صالح ناس. مدير التصوير: محمد مغراوي. منتج إداري: حسين الرفاعي. إنتاج: فريد رمضان، سهى مطر، محمد راشد بوعلي. سيناريو وحوار: فريد رمضان. إخراج: محمد راشد بوعلي.

 

الوسط البحرينية في

24.11.2015

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004