نجوم الفيلم الغنائي

الأغنية في الفيلم المصري

 
 
 

نشرت هذه الدراسة في مجلة هنا البحرين على عشر حلقات

من 7 سبتمبر إلى 9 نوفمبر 1986

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
     

محمد عبدالوهاب أم كلثوم ليلى مراد
     

محمد فوزي فريد الأطرش عبدالحليم حافظ
     
 

اضغط صورة الفنان لقراءة المزيد

 
 
 
 
 
 
 
 
 

يبدو أن السينما المصرية نطقت لكي تغني، ولولا الغناء لظلت صامتة حتى الآن؛ فأول فيلم مصري ناطق، وهو فيلم إنشودة الفؤاد عام 1931 كان فيلماً غنائياً. وأكثر من ذلك، فإن نصف مجموع الأفلام المصرية منذ ذلك الوقت هي أفلام غنائية، ولا يخلو النصف الآخر من الأغاني، بل إنه لايكاد يوجد فيلم مصري يخلو من أغنية أو رقصة، حتى نهاية الخمسينات وبداية الستينات. والناس في كل الدنيا تحب الغناء، ولكن يبدو بأن حب الغناء عند العرب له طابع خاص وأبعاد تاريخية ونفسية عميقة؛ فأشهر كتب التراث العربي القديم، وربما أكثرها رواجاً حتى اليوم، هو كتاب الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني. وأشهر الفنانين عند العرب المعاصرين هم المغنيين والمغنيات. وقد كانت الأغنية العربية السائدة ـ ولا تزال ـ هي الأغنية الفردية، والتي يعبر فيها المغني عن مشاعره، وذلك على الرغم من وجود مسرح غنائي منذ أكثر من نصف قرن. (#)

ولأن السينما المصرية خلقت ضعيفة البنية وتعاني من هزال الفكر وشحوب الوجدان، فقد جاءت محاولاتها لخلق سينما إستعراضية تشكو من ذات الأعراض التي يعاني منها الفيلم الروائي الذي قدمته في البداية.

لقد فهم أصحاب الإتجاهات السينمائية التقليدية معنى الفيلم الإستعراضي ووظيفته بطريقة خاطئة تماماً، حيث أن الفيلم الموسيقي المصري هو في الحقيقة فيلم غنائي، وليس فيلماً موسيقياً أو إستعراضياً؛ فهو فيلم درامي عادي (كوميديا أو تراجيديا) تتخلله عدة أغانٍ تعبر عن لحظات معينة، وفي أغلب الأفلام تقطع الأغاني تدفق الأحداث، وتوقف النمو الدرامي لها، لتتواصل بعدها؛ ولكن الجمهور العربي لاينزعج من ذلك أبداً، لأنه يدخل الفيلم لكي يستمع الى المغني أو المغنية. (#)

ورغم تخلف مفهوم الفيلم الإستعراضي في السينما المصرية، إلا أن هذه الأفلام، وبالذات في مرحلة الأربعينات والخمسينات، قد لاقت رواجاً جماهيرياً كبيراً وحققت أرباحاً خيالية؛ لذلك نرى إنه حتى في الأفلام الأخرى غير الغنائية، ومن أجل إستمالة الجمهور، يتحيَّن المخرج أية فرصة (حفل زفاف مثلاً أو عيد ميلاد) لكي يقدم أغنية لمغن معروف أو غير معروف. وفي أغلب الأفلام ـ غنائية أو غير غنائية ـ تصاحب الأغنية راقصة ترقص بمفردها عادة، وأحياناً مع مجموعة من الراقصات. (#)

وبالرغم من أن عشرات الأفلام الغنائية الأجنبية، والتي غنى فيها فرانك سيناترا وفريد إستر وجين كيلي وكروسبي، وغيرهم، قد نجحوا في تقديم الأغنية السينمائية بشكل متطور، إلا أن السينما المصرية لم تستطع إن تطور أغنيتها السينمائية، فيما عدا النادر منها.

ومن المعروف للغالبية من الجمهور بأن أشهر نجوم الغناء في مصر، قد ساهموا في تقديم الفيلم الغنائي، وهم: محمد عبدالوهاب، أم كلثوم، ليلى مراد، فريد الأطرش، إسمهان، محمد فوزي، نور الهدى في الثلاثينات والأربعينات وشادية، صباح، هدى سلطان، عبدالحليم حافظ، نجاة، فايزة أحمد في الخمسينات والستينات.

ولا يفوتنا أن نشير الى أن نجوم الغناء لم ينجحوا دائماً في السينما؛ فأفلام نجاة وفايزة أحمد مثلاً قليلة وفاشلة، وأفلام شادية وصباح وهدى سلطان الناجحة، لم تحقق ما حققته من نجاح بسبب الأغاني فقط، وإنما لما تتمتع به كل منهن من قدرات تمثيلية في نفس الوقت. ورغم النجاح الكبير لأفلام محمد عبدالوهاب وأم كلثوم في الثلاثينات والأربعينات إلا أنهما توقفا عن العمل في السينما وهما في ذروة النجاح، ربما لشعورهما بأن جمهور السينما قد تغير ولم يعد يقبل على الأفلام لكي يستمع للأغاني فقط، إضافة الى أنهما فاشلان في التمثيل تماماً. (#)

وأنجح الأفلام الغنائية لنجوم الغناء، هي أفلام ليلى مراد، محمد فوزي، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ. ولا يمكن أن ننسى الإشارة الى محاولات فريد الأطرش ومحمد فوزي، في بعض أفلامهما، لتطوير الفيلم الغنائي المصري، وذلك بتقديمهما إستعراضات وأبريتات غنائية راقصة، مما جعلهما يقتربان من الفيلم الموسيقي.

كانت هذه الحلقة هي مجرد بداية تمهيدية لما سيأتي في الحلقات القادمة، حيث سيكون لنا وقفات فنية مع أهم وأبرز نجوم الفيلم الغنائي المصري.

 
 
_____________________________________

هامش:

(#)  بتصرف من مقال للناقد المصري سمير فريد.

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004