القطاع الاقتصادى هو العمود الفقرى فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون فهو
المسؤول عن كل المعاملات المالية، وهو المسؤول عن تمويل الإنتاج
التليفزيونى من البرامج والمسلسلات.
دخول شهر رمضان وشراء عدد كبير من المسلسلات والبرامج، وتأخر القطاع
فى صرف مستحقات العاملين، والأزمة المالية التى يمر بها الاتحاد، كانت
أسباباً كافية لإجراء هذا الحوار مع رجاء حسين رئيسة القطاع.
■
ما خطة القطاع الاقتصادى فى شهر رمضان؟
- أنتجنا ٢٠ مسلسلا سواء كانت إنتاجاً مباشراً أو مشتركاً مع القطاع
الخاص، واشترينا معظم مسلسلات النجوم، ونجحنا فى شراء بعضها حصريا، مثل
مسلسلات «بالشمع الأحمر» ليسرا و«ملكة فى المنفى» لنادية الجندى و«بره
الدنيا» لشريف منير و«امرأة فى ورطة» لإلهام شاهين و«قصة حب» لجمال سليمان
وغيرها.
■
يقال إن القطاع اشترى كل مسلسل يعرضه حصريا بمبلغ لا يقل عن ٢٠ مليون جنيه؟
- لا تهم الناس الأرقام الحقيقية التى دفعها التليفزيون فى شراء
المسلسلات الحصرية، المهم أن ينفرد التليفزيون بعرضها، عموما الحصرى يكلف
القطاع ميزانية أكبر من المتزامن، وسعر كل مسلسل يختلف عن الآخر حسب الشركة
المنتجة والبطل والقضية التى يطرحها.
■
اشترى التليفزيون العام الماضى مسلسلات بمبلغ تخطى ٢٠٠ مليون جنيه ولم
يتمكن من تحصيلها، هل من المتوقع أن يتكرر ذلك فى رمضان؟
- الوضع مختلف هذا العام، فقد اكتسبت وكالة «صوت القاهرة»، المتعاقد
معها التليفزيون، خبرة كبيرة فى جذب الإعلانات عكس العام الماضى، فقد
تعاقدت هذا العام على عدد كبير من الإعلانات تغطى تكلفة شراء مسلسلات
رمضان، وستحقق أرباح شرائها.
■
هل تخلى التليفزيون عن رسالته وبدأ فى البحث عن المكسب ومنافسة الفضائيات
الخاصة؟
- غير صحيح، فهدفنا هو عودة الريادة مرة أخرى لتليفزيون الدولة عن
طريق الحرص على شراء كل ما هو جديد فى السوق وعرض كل الأعمال المتميزة
للمشاهد المصرى، وفى الوقت نفسه نسعى إلى المكسب عكس الفضائيات الخاصة التى
تهدف إلى الربح فقط.
■
هل صحيح أن وكالة «صوت القاهرة» تتولى تسويق المسلسلات التى ينتجها
التليفزيون؟
- وكالة «صوت القاهرة» هى الوكيل الإعلانى للتليفزيون، وهى تسوق
الأعمال التى تنتجها فقط، أما مسلسلات قطاع الإنتاج فمازال تسويقها يتبع
القطاع الاقتصادى.
■
لكن البعض يقول إنه بعد تجديد العقد بين الوكالة والتليفزيون فإن القطاع
الاقتصادى تحول إلى خزانة للاتحاد فقط،ما رأيك؟
- غير صحيح، ومن يقول ذلك لا يعرف قيمة القطاع الاقتصادى فهو مسؤول عن
إدارة أموال الاتحاد من إيرادات ومصروفات، وليس خزانة للتليفزيون، فكل قطاع
له الخزانة الخاصة به ودورنا هو شراء وبيع الأعمال التى ينتجها ويعرضها
التليفزيون على شاشته إضافة إلى أننا نتولى تمويل الإنتاج فى التليفزيون
وكذلك فى «صوت القاهرة»، فدخول الوكالة فى إعلانات التليفزيون لا يقلل من
قدر القطاع الاقتصادى فالإعلانات ذهبت إلى وكالة ملك الاتحاد وليس خارجه.
■
ما حقيقة أن التليفزيون اشترى مسلسلات وبرامج لشهر رمضان تعدى سعرها ٣٠٠
مليون جنيه؟
- لا يمكن الإدلاء بأى رقم فى الوقت الحالى فهو قابل للتغيير حتى بدء
شهر رمضان لأننا مازلنا نشترى ونتفاوض على الأعمال المتميزة.
■
لماذا لا ينتج التليفزيون بدلا من دفع مبالغ ضخمة فى شراء مسلسلات النجوم؟
- لأنه قبل تعاقدنا مع النجم يكون اتفق مع إحدى جهات الإنتاج الخاصة،
وفى بعض الأوقات يفضل النجم التعامل مع جهة إنتاج بعينها.
■
هل يرجع ذلك بسبب الروتين الحكومى والأجور المنخفضة التى يدفعها
التليفزيون؟
- أجر النجم لا يختلف سواء قدم عمله مع القطاع العام أو الخاص إضافة
إلى أننا نسهل كل العقبات فى حالة تعاقدنا على إنتاج مسلسلات النجوم، ولكن
لا يمكن أن نحتكر وحدنا السوق الدرامية سواء فى الإنتاج أو العرض فلابد من
وجود كيانات أخرى إلى جوار التليفزيون.
■
ما سبب وصول ديون التليفزيون إلى ١٤ مليار جنيه؟
- لا أرى مشكلة فى ذلك فكل جهات الدولة عليها مديونيات أكثر من
التليفزيون مع الفارق أن التليفزيون هدفه تقديم رسالة وخدمة مجانية
للمشاهد.
■
هل تم تحصيل مستحقات التليفزيون لدى المحطات الفضائية فى الخارج؟
- تم تحصيل جزء كبير منها وفى طريقنا لتحصيل الباقى.
■
متى يبدأ التليفزيون مفاوضاته مع «الجزيرة» لشراء مباريات كأس الأمم
الإفريقية ٢٠١٢؟
- لا نعرف حتى الآن سعر المباراة، ولكن من الضرورى أن تعرض تلك
المباريات على التليفزيون المصرى.
■
ألا يخشى التليفزيون من التعرض لخسائر مثلما حدث فى مباريات كأس العالم؟
- اتفقنا من البداية أن شراء تلك المباريات لن يكون هدفه الربح
التجارى بل تقديم خدمة للمشاهد البسيط، بغض النظر عما إذا كان الاتحاد
سيحقق أرباحا من ورائها أم لا.
■
وما تفسيرك لشراء التليفزيون بعض مباريات كأس العالم بعد عرضها على
«الجزيرة المفتوحة»؟
- الجزيرة لم تعرض المباريات على المفتوحة من تلقاء نفسها، لكى تضرب
إعلانات التليفزيون المصرى، بل عرضتها بناء على طلب من الاتحاد الدولى
«الفيفا»، لكن الناس فهمت غلط.
■
فى نهاية الشهر الماضى انتهى القطاع من إعداد ميزانية الاتحاد للعام الجديد
هل ارتفعت عن العام الماضى؟
- لا أحب أن أدلى بأى أرقام، لكن الميزانية ارتفعت عن العام الماضى،
فهناك أعباء عديدة ملقاة على الاتحاد، وبالتالى كان لابد من زيادة
الميزانية.
■
ما سبب تأخر مستحقات العاملين فى التليفزيون؟
- تحسين أوضاع العاملين المالية تسببت فى زيادة المصروفات، وبالتالى
تأخرت المستحقات.
■
هل من المنطقى أن ينفق التليفزيون مبالغ ضخمة على شراء مسلسلات فى حين لم
يصرف المستحقات؟
- هذا من اختصاص إدارة الاتحاد وحدها ويأتى ضمن خططها وليس من حق أحد
التحكم فى إدارة التليفزيون، وعندما تتوفر السيولة سنصرف المستحقات.
■
هل تم تسويق المسلسلات التى أنتجها أو شارك فيها التليفزيون؟
- معظم المسلسلات التى أنتجها التليفزيون أو التى شارك فيها تم
تسويقها، وحصيلة التسويق لم تقل عن العام الماضى رغم الأزمة المالية التى
تمر بها البلد.
■
ما الجديد فى مشكلة «روتانا» مع التليفزيون؟
- جار التحقيق فيها ولا أستطيع التصريح بشأنها إلا بعد انتهاء تحقيقات
النيابة.
المصري اليوم في
24/07/2010
«المصرى
اليوم» تنشر تقرير « المركزى للمحاسبات» عن مخالفات
الإذاعة .. مكافآت تتجاوز اللائحة.. ورواتب شبه شهرية لصحفيين وبدلات
«انتقال»
للجان تعقد «داخل» ماسبيرو
كتب
حمدى دبش
كشف تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات للعام المالى ٢٠٠٩/ ٢٠١٠، الذى
حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه، عن وجود العديد من المخالفات فى قطاع
الإذاعة، تتمثل فى مخالفة لوائح الاتحاد فيما يخص العاملين والأجور، حيث
يتعامل القطاع مع عاملين من الخارج ليست لهم صفة واضحة، ويمنحهم أجورا
كبيرة، كما أن القطاع يمنح للعاملين فيه مكافآت أكبر من المنصوص عليه فى
اللائحة ولأسباب غير مبينة، وأغلبها يصرف لعاملين لا يستحقونها مقابل
قيامهم بأعمال هى من صميم عملهم الأساسى.
تبين للجهاز صرف مبالغ لبعض الفنانين المتعاملين مع القطاع بالزيادة
على الأجر المقرر لهم بلائحة الأجور المعدلة فى ١/٣/٢٠٠٩ واللائحة المعتمدة
فى ١/١٢/٢٠٠٩، فمثلا تقاضى على الحجار ٤٥ ألف جنيه مقابل غناء أدعية دينية
لشبكة «صوت العرب» فى حين أن اللائحة تنص على منحه ٦٩٠٠ جنيه فقط، وتقاضت
آمال ماهر ٥٠٠٠ جنيه مقابل غناء «بيتنا السعيد» رغم أن اللائحة تنص على
منحها ١٣٨٠ جنيها فقط، وتقاضى المؤلف بشير عياد ١٠ آلاف جنيه مقابل تأليف
أدعية دينية، وتنص اللائحة على منحه ٣٤٥٠ جنيها فقط، كما أن القطاع تعامل
مع فنانين غير معتمدين مثل عمرو سعد وحنان مطاوع ومنة فضالى فى مسلسل «قيود
ناعمة».
وأكد الجهاز وجود بعض المخالفات فى برامج المسابقات، حيث يتم اعتماد
مبالغ معينة كجوائز لبعض المستمعين، لكن بعضها لا يتم تسليمه للفائزين،
وتبين للجهاز أيضا صرف القطاع بدل انتقال لأعضاء اللجان رغم انعقادها فى
مبنى الاتحاد، وذلك بالمخالفة للائحة بدل السفر والانتقال التى حددت بأنه
ما يصرف للعامل نظير ما يتكلفه فعلا من نفقات انتقال، وقد بلغ ما تم حصره
حوالى ٥٨ ألفا و٧٣٥ جنيهاً.
ورصد الجهاز أيضا مخالفة فى بند المكافآت، حيث صرف القطاع مكافآت لبعض
العاملين بما يجاوز أجر ٦ أشهر فى السنة دون استصدار موافقة رئيس مجلس
الأمناء، فمثلا تم منح سهير الباشا مكافأة ١٠ آلاف جنيه فى ١٥/٩/٢٠٠٩، رغم
أنها تتقاضى راتبا شهريا قدره حوالى ٧٦٦ جنيها وطبيعة عمل ٥٧٤ جنيها، كما
يصرف القطاع مكافأة ٨ آلاف جنيه لـ طارق أبوالسعود شهريا وبموافقة رئيس
القطاع. وتبين أيضا للجهاز أن القطاع يدفع مبالغ شبه شهرية لبعض الصحفيين،
وهم المشاركون فى لجنة الإعلام، بواقع ٥٠٠ جنيه لكل منهم، والغريب أن
القطاع لم يدرج لجنة «الإعلام» ضمن اللجان المشكلة، ولم يحدد الأعمال
المؤداة من قبل هؤلاء الصحفيين.
وفى بند المشتريات، رصد الجهاز المركزى مخالفة أخرى تتعلق بشراء أجهزة
كهربائية بمبلغ ٥٨ ألفا و٩٧٥ جنيهاً بالأمر المباشر ودون الرجوع لإدارة
المشتريات الخاصة، منها «لاب توب» بـ ١٧ ألفا و٥٠٠ جنيه، وشاشة «LCD» ٥٥ بوصة بـ٢٦ ألفا و٥٠٠ جنيه، وموبايل «I
Phone» بـ٥ آلاف جنيه.
وفيما يخص الدورة الخامسة عشرة من مهرجان القاهرة للإعلام العربى، فقد
رصد الجهاز عدة مخالفات ارتكبها القطاع فى تلك الدورة، منها صرف مبلغ ٢٧٥
ألف جنيه على بنود (الديكور- التصميمات- المشتريات- المكافآت- الهدايا) وتم
تحميلها كمديونية على قطاع رئاسة الاتحاد، ولم تُرفق ميزانية للمهرجان
للتأكد من صحة الصرف، وتبين أن القطاع صرف حوالى ١٠٣ آلاف جنيه مكافآت
لجميع العاملين بالمهرجان قبل ورود الاعتمادات المخصصة لذلك، منها ٤٤ ألف
جنيه مكافآت لغير العاملين، دون معرفة طبيعة عملهم. كما كشف الجهاز عن صرف
القطاع مبلغ ٥٠ ألف جنيه لمصمم ديكور سوق المهرجان دون وجود عقد بينه وبين
الإذاعة، وصرف ١٠ آلاف جنيه على تصميم ميداليات المهرجان واستلم الشيك
الخاص بالصرف أحد العاملين فى القطاع.
ونوه الجهاز فى تقريره بأن القطاع تعاقد مع المطربة ريهام عبدالحكيم
فى عام ٢٠٠٨ بمبلغ ١٠ آلاف جنيه شهريا، وفى عام ٢٠٠٩ جدد التعاقد بالشروط
نفسها، وأكد الجهاز أن القطاع صرف عليها فى الفترة من ٢١/٧/٢٠٠٩ وحتى
٣٠/٤/٢٠١٠، مبلغ ٩٨ ألفا و٢٣٠ جنيها، بواقع ٩٠ ألفا عن ٩ أشهر من يوليو
٢٠٠٩ وحتى أبريل ٢٠١٠، و٤ آلاف جنيه مقابل غناء «صباح الخير» و١٣٨٠ جنيها
مقابل غناء تترى المقدمة والنهاية لمسلسل «لا أملك إلا نفسى» و٢٨٥٠ جنيها
مقابل غناء سباعية «حب استطلاع» على شبكة «الشباب والرياضة».
وقد تضمنت المادة (٣) أن العقد المبرم بين ريهام والقطاع ينص على أن
ينتج لها القطاع ١٢ أغنية سنويا بخلاف اشتراكها فى الحفلات الغنائية التى
تقيمها قطاعات الاتحاد، ولكن تبين للجهاز أنه لم يتم إنتاج أى أغنية خلال
الفترة المتفق عليها، وطالب الجهاز بضرورة استرداد ما تم صرفه بالزيادة على
القيمة المتعاقد عليها.
وكشف الجهاز أن القطاع استعان ببعض العاملين بعد بلوغهم سن المعاش
وصرف المكافآت بالزيادة على المقرر لهم دون موافقة رئيس مجلس الأمناء
والاكتفاء بموافقة رئيسة القطاع، واستشهد التقرير بأحد المستشارين والخبراء
بعد انتهاء مدة خدمته الذى تقاضى مكافأة قدرها ٥٠٠ جنيه شهريا تضاعفت
تدريجيا إلى أن وصلت إلى ١٠ آلاف و٢٦٧ جنيها.
وتبين قيام القطاع بتشكيل مجموعة عمل للجنة التطوير لدراسة ومناقشة
كيفية تطوير كل شبكة إذاعية، على أن تنتهى اللجنة من عملها فى مدة أقصاها ٦
أشهر بواقع اجتماعين كل شهر، ويتم صرف بدل انتقال ١٠٠ جنيه للأعضاء من
الخارج و٥٠ جنيها للأعضاء من الداخل، ولكن ما حدث أن أعمال اللجنة استمرت
لأكثر من ٦ أشهر وتم صرف مكافآت لأعضاء اللجنة قدرها ١٠٣ آلاف و٧٠٠ جنيه،
قبل أن تنتهى اللجنة من أعمالها.
المصري اليوم في
24/07/2010 |