حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث

MEIFF

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

يرى أن الجمهور كان “بطل” مهرجان الشرق الأوسط السينمائي

بيتر سكارليت: تنظيم مهرجان سينمائي يشبه قيادة حملة عسكرية

“خلال أربعة أشهر أمكن لنا تقديم الكثير من الأشياء، لكنْ ثمة الكثير من القصور في أشياء أخرى. إنما، وللدورة المقبلة للمهرجان، فإن البرنامج سيكون نتاج اثني عشر شهراً من الإعداد”.

كان مباغتاً بالفعل أنْ يقول ذلك المدير التنفيذي لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي بيتر سكارليت أثناء تهيئة الأجواء للحوار، الذي أجري مساء الجمعة الماضي والدورة الثالثة للمهرجان قيد الأفول والذي ما كان ليتم بهذه السرعة لولا مساعدة كريمة من الآنسة رشا سلطي، منسق السينما العربية، في الترجمة. قبل ذلك، فإن المتابع لفعاليات المهرجان لا يحتاج إلى تقصُّد متابعة الرجل الذي لا يجلس في مكتبه، فهو متواجد منذ الصباح في ورشات العمل والمحاضرات الصباحية ومع ضيوفه على الغداء ثم في تقديم الأفلام ومخرجيها للجمهور، وأخيرا في الجلسات التي تتبع العروض، ما ترك انطباعا لدى الكثيرين بأنه رجل ديناميكي من النوع الذي يمارس عمله بغبطة.

ما يلي الحوار:

·         إذن، بوضوح وشفافية، ما الإخفاقات والإشكاليات التي واجهتموها من جانب، وما المفاجآت، السارّة، ربما، التي لم تكن بحسبانكم؟.

سأبدأ من الشق الأخير من سؤالك، كانت المفاجأة الأولى هي الناس الذين ملأوا الصالات لكل الأفلام على اختلافها وتنوعها. اليوم قدّمنا، على نحو غير مسبوق، نوعاً خاصاً من العروض السينمائية. نسخة من الأرشيف لعدد من الأفلام الصامتة، إضحك حتى التعب، وبعد الانتهاء من العرض الذي ترافق مع عزف حيّ على البيانو، سألنا الكثير من المشاهدين إنْ سنعيد تقديم هذا العرض في مكان آخر حاله حال العروض الأخرى في المهرجان. وهذا أمر سارّ. أما المفاجأة الأخرى، فتتمثل في أنه قد قيل لنا سابقاً أن جمهور أبوظبي غير معتاد الذهاب إلى السينما، ثم أنه جمهور قد تمّ إفساده بسينما هوليوود أو بوليوود، وما يشغله هو التسوق والماركات والوجاهة وكل ما له صلة بما هو تافه، إنما تفاجأنا، ليس بالحضور وحده فقط إنما بذلك الجمهور الذي يناقش ويجادل المخرج في نقاشات طويلة حول عمله؛ نقاشات عميقة وأحيانا مذهلة. وهذا أسعدنا جدا. أيضا، قيل لنا أن النسيج الاجتماعي لأبوظبي يتشكل من مواطنين وجاليات مغتربة لا تنزع إلى الاختلاط فيما بينها فهي لا تريد أن تتعلم العربية والذين يتحدثون العربية لا يأبهون بالأجانب، كما لو أن الناس هنا يعيشون في جزر منعزلة عن بعضها البعض. لكنّ ما حدث هو العكس، ربما بسبب التركيبة المتنوعة المنشأ للأفلام المشاركة، حيث جاء أوروبيون لمشاهدة الأفلام المصرية، مثلا، وفي عروض الأفلام الإيرانية كان ثمة عرب وأجانب. اكتشفنا أن الجمهور مختلف ومتنوع، وأن الجاليات كلها تقريبا تجلس في الصالة نفسها وتتابع الفيلم نفسه، بل وتناقش المخرج بعد انتهاء العرض مثلما حدث مع المخرج الفلسطيني إيليا سليمان. وكذلك حدثت استجابة إيجابية سارّة لتغييرات أحدثناها في بنية برنامج المهرجان، فقد كانت المسابقة مفتوحة للأفلام كلها، التسجيلي والروائي معا، فأجرينا تقسيما واضحا بحيث يكون الروائي بمعزل عن التسجيلي. ثم لم نرغب بتكرار أن تكون هناك مسابقة للأفلام الدولية بمعزل عن الأخرى التي جرى إنتاجها في منطقة الشرق الأوسط، علما أن استخدام “الشرق الأوسط” هنا هو تعبير يجري النظر إليه من منحى ثقافي واسع يجمع الدول العربية بمشرقها ومغربها مع إيران وتركيا، وهذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لم نرغب في أن يبقى العرب وبقية الشرق الأوسط على حدة وبقية العالم في الجهة الأخرى فقمنا بصناعة برنامج يوازن تماما بين ما هو شرق أوسطي بالمعنى الذي ذكرته سابقا وما هو عالمي. لكنهم جميعا في المسابقة ذاتها، ما يعطي بُعداً دولياً للمهرجان يحقق له إحدى أهمّ غايته. ولكي نساهم في تشجيع إنتاج الأفلام على مستوى المنطقة قمنا بمنح جائزة لأفضل فيلم شرق أوسطي وأخرى لأفضل فيلم دولي، بمعنى أننا أتحنا الفرصة أمام فيلم واحد مثلا أن يفوز بالجائزتين، المناطقية والدولية معا. أيضا هذه التركيبة على مستوى البرنامج والجوائز لا تعزل المنطقة ولا تجعل منها غيتو ثقافيا، وأظن أن هذه واحدة من الإنجازات المهمة التي أعتبرها نجاحا. وأخيرا، في سياق المفاجآت السارة، استطعنا عرض أفلام من النوع غير السهل أبدا، لكن لم تكن هناك ردود فعل سلبية من الجمهور، من مثل “إحكي يا شهرزاد” ليسري نصر الله الذي كانت فيه مشاهد صعبة، أو “دواحة” للتونسية رجاء عماري الذي فيه مشاهد عُرْي، فلم تحدث أية مشاكل والجمهور ما زال يملأ الصالات. كان ذلك مجازفة لكنّ الجمهور تقبلها بوعي.

عروض خارجية

·         الآن ماذا عن الإخفاقات؟

كان لدينا حلم لا يزال قائماً حتى الآن، وهو أنْ تكون هناك عروض خارجية على الشواطئ مثلا أو سواها، خارج القاعات المخصصة للعروض السينمائية بل خارج المدينة ذاتها، لكن لم نستطع تحقيق ذلك هذه الدورة لكن من الممكن أن يحدث ذلك في دورات لاحقة. أيضا، عندما ينظّم المرء مهرجاناً فإن الأمر أكثر شبهاً بتنظيم حملة عسكرية، وحتى هذه الحظة، قبل انتهاء المهرجان بليلة واحدة لم تَرِدْ كافة التقارير من الأطراف كي نرى كم جندياً خسرنا في الحملة هذه. لكن اكتشفنا أن الفرق المشاركة في الإدارة أو المنبثقة عنها لم تكن جميعا على المستوى نفسه من سوية الأداء، في الوقت نفسه، فإن الفريق الذي تشكل قبل أربعة شهور لم يكن كله قادما من خارج الدولة بل وجدنا أشخاصا محليين وعملنا معهم وهذا أمر أصنفه بدرجة الممتاز. وطموحنا للعام المقبل أنْ يكون الأداء أفضل خاصة وأننا نعمل معا لأول مرة ولمدة قصيرة فحسب وعلى أرض لا يزال الكثير لا يعرفونها تماما. في هذا السياق أقول أيضا، إن المهرجان يتحدث بلغتين العربية والانجليزية وهذا أمر جديد بالنسبة لي، لكننا أنتجنا خمس مطبوعات مختلفة وترجمنا أربعة وأربعين فيلما إلى العربية لأول مرة يجري عرضها، وهذا ليس بكاف، أيضا لم تكن الترجمة الفورية خاصة في الندوات والنقاشات على السوية نفسها من الجودة، وبرأيي لا يعود هذا الأمر إلى أن هناك مترجمين فوريين لم يكونوا موفقين فحسب، بل أيضا الترجمة هنا هي ترجمة سينمائية ثقافية تتوافر على مصطلحات خاصة، وتحتاج إلى ثقافة خاصة، الأمر الذي لا يتوفر دائما عند المترجمين المهنيين. وبالتأكيد هناك إخفاقات في مطارح أخرى لكنها الآن غير واردة في ذهني. لكن الأكيد هو أن المهرجان سيكون متبوعا بسلسلة طويلة من الاجتماعات التقييمية لدراسة المشاكل كلها بحيث يجري التخلص منها للدورة المقبلة التي ينبغي أن تكون نتاجا حقيقيا لاثني عشر شهراً من العمل. سؤال سياسي

·         أرغب بطرح سؤال من النوع السياسي، فقد قدّم المهرجان عدداً من الأفلام التي تعاملت بتوازن مع القضايا الشائكة في المنطقة ومن النوع المثير للجدل والاختلاف، هل كان هذا الأمر مقصوداً؟

أودّ بدءاً أن أحيي مجهود انتشال التميمي ورشا سلطي في هذا السياق على ما بذلاه من جهد. لكن لا أوافق تماماً على المعنى الحرفي للكلام، فقد عرض المهرجان الفيلم التسجيلي “جيران” لتهاني راشد التي تجنبت تناول المعطيات السياسية بشكل مباشر، وكذلك فيلم “دواحة”، لكنني أعرب لك عن سعادتي بهذه الملاحظة حقا.

·         بذلك هل يمكن أن نعتبر أن هذه هي الدورة الأولى للمهرجان أو البداية الحقيقية له؟.

بالطبع لا. فإذا اعتبرنا أن هذه هي الدورة الأولى فهذا نوع من قلة التهذيب وفيه نوع من عدم التقدير لجهود الآخرين. لكن لو فكرنا قليلاً في الأمر فسنجد أن أي كائن لديه من العمر ثلاث سنوات فإنه يتصرف بوصفه قد بلغ الثالثة مسبوقاً بعامين، لكن، إن شئت فقد اتخذ المهرجان اتجاهاً جديداً. ولم يكن لذلك أن يحدث لو لم تكن هناك دورة أولى وأخرى ثانية.

·         لاحظت أيضا أن السينما العربية ليست كلها موجودة، السينما المغربية تنتج اثني عشر فيلماً في السنة، أقلها، وقد سُجِّل غيابها؟.

ليس السينما المغربية وحدها، بل الجزائرية أيضا. لكن المهرجان ليس الأمم المتحدة، بمعنى أن هناك كرسياً لدولة ما ينبغي تعبئته لكل دورة، ليس المهرجان بنادٍ للمنطقة حيث لكل دولة الحق في العضوية فيه، أضف إلى ذلك أن الإنتاج السينمائي شبيه بإنتاج النبيذ حيث هناك موسم طيب ومواسم أخرى قد تكون لا. وهذا واقع. وكنا نريد لفيلم جزائري أن يشارك، لكن ذلك الفيلم لم يكن من الممكن أن ينتهي العمل من صناعته دون أن يتأثر موعد انطلاقة المهرجان فتم إرجاء عرضه. باختصار، الأولوية في المهرجان للجودة وليس للتمثيل.

·         إذن، ما هي الاعتبارات التي بناء عليها تحدد إدارة المهرجان لهذا الفيلم أو ذاك أنْ يشارك أو لا؟.

إننا خمسة أشخاص قد أنيط بهم أن يضعوا البرنامج، والمقياس هو أنْ يعشق أحدنا الفيلم وأنْ يقنع الآخرين بضرورة وجوده في البرنامج. والذي حدث غالبا أنّ أكثر من واحد منّا قد أغرم بفيلم ما.

·         وماذا عن السقف الزمني لإنتاج الفيلم؟

ينبغي أن لا يتجاوز ثمانية عشر شهراً كي يشارك في المسابقة، وسوى ذلك فإنه يعرض خارجها. النوعية والكمية

·         من الملاحظ أيضا أن عدد الأفلام لهذه الدورة أقلّ؟.

لقد قررنا أن نهتم بنوعية الأفلام على حساب الرقم الإجمالي، التوسع ليس عبرة وليس مؤشراً على أهمية أو نابع من تميّز أو اختصاص.

·         ماذا عن البرامج الخاصة؟ ما الفكرة التي من ورائها؟.

خذ مثلا السينما التركية، إنها تتطور منذ أربع أو خمس سنوات، ليس فنيا فحسب، بل لأنها أيضا تشكل حالة خاصة في الإنتاج السينمائي ما جعلنا نقدمها بوصفها نموذجاً من الممكن للمخرجين الشبان في المنطقة، فهي بالفعل سينما مستقلة ولا تتكل على التمويل الأجنبي واشتراطاته، إنما هي تُشكِّل الآن هويتها الخاصة. إنها سينما يحمل أعباءها المجتمع التركي فهي سينما مستقلة تعرض نتاجاتها في الصالات تمثل تجربة مهمة في المنطقة ينبغي أن يتعلم المرء منها شيئاً. أما الأفلام التي عرضت خلالها فهي على جودة عالية جداً وشهدت إقبالاً جماهيرياً ممتازاً برأيي.

·         في ما يتعلق بالسينما المستقلة، هل ستشهد الدورة المقبلة عروضاً من السينما الأميركية المستقلة، إنها مثيرة للانتباه أحياناً؟.

لم يعد هناك سينما أميركية مستقلة بالمعنى الذي تتحدث عنه، لقد غزتها هوليوود، وهذا أمر واقع، لكنني متفائل أن نتمكن من تقديم أفلام أميركية جيدة من السينما المستقلة حقيقة.

·         لديّ سؤال فانتازي حقيقة، هل يمكن أنْ تتخيل الدورة المقبلة وما تحلم به بالنسبة لها؟.

هناك نظرية مفادها أن العمل يتطور بحسب الوقت المتاح له، إذا كان هذا هو حجم الإنتاج خلال ثلاثة أشهر فهل ستكون الدورة المقبلة أفضل بثلاث مرّات؟ من المحتمل أن تكون الإجابة لا، لكن لنأخذ بالمقابل حادثة المخرج الروسي آيزنشتاين، فقد أنهى مونتاج فيلمه العظيم “المدرعة بوتمكين” في سيارة الأجرة أثناء ذهابه إلى موعد العرض الأول للفيلم. هذا يعني أن الأمر ينطوي على جانبين أحدهما فني والآخر لوجستي، وسننكب على تحسين الجانب اللوجستي الذي يبدأ العمل عليه بعد يومين فقط. (أي الأحد الماضي ).

الإتحاد الإماراتية في

21/10/2009

 

بانوراما الأيام العشرة من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبوظبي

الشرق والغرب على شاشة واحدة 

احتفلت العاصمة أبوظبي خلال شهر أكتوبر الجاري بفعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث الذي افتتحه معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والذي استمر على مدى عشرة أيام اعتباراً من 8 حتى 17 أكتوبر الجاري قدم عروضه في قصر الإمارات وقاعات السينما في أبوظبي احتفاءً بالسينما المحلية والعربية والعالمية.

كما استضاف المهرجان مخرجين وممثلين وصناع سينما من مختلف جهات العالم ضمن ورش فنية وموسيقية، مع حضور فاعل وموسع للصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، إذ أثبت المهرجان أنه الأهم والأكثر فنية الذي يقدم أهم إنجازات السينما من خلال عرض 129 فيلماً من 49 بلداً من مختلف دول العالم توزعت على مجموعات منها الأفلام الروائية بواقع 72 فيلماً من 40 بلداً والأفلام القصيرة بواقع 57 فيلماً من 29 بلداً. وتنافس على المسابقة عدد من الأفلام الروائية التي عرضت في المهرجان وهي 9 أفلام روائية من الشرق الأوسط و11 فيلماً روائياً من أجل الفوز بجائزة المخرج كما تنافست 8 أفلام وثائقية من الشرق الأوسط.

السينما التصويرية

لم يكتف مهرجان الشرق الأوسط السينمائي بعروض الأفلام بل أقام عدداً من المحاور الأساسية منها محور أفلام البيئة التي لم يسبق أن تمحورت في حقل منفرد، كما عرضت حزمة من الأفلام التركية وشاركت العراق وإيران ولبنان ومصر وفلسطين بآخر إنتاج سينمائي لها. كما تناغم مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في نسخته الثالثة مع فعالية “أفلام من الإمارات” التي تعنى بالسينما الإماراتية والخليجية، وأقيمت الورش السينمائية لكبار مؤلفي السينما التصويرية قدموا تجاربهم وطرائق عملهم في هذا المضمار. عرضت الأفلام وحكم إبداعاتها 16 حكماً من 11 دولة توزعوا على ثلاث لجان هي لجنة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وترأسها عباس كياروستامي وضمت الممثلة جوان تشين والمنتج سونيل دوشي والمخرج محمد خان والمخرجة الإماراتية نايلة الخاجة والمنتج مايكل فيتزجيرالد، ولجنة مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة والتي ترأسها المخرج جيمس دونجلي وبعضوية المخرج جونزالوا اريجيون والمنتج جوستين بارنز والمخرج والمنتج الفلسطيني رشيد المشهراوي والممثلة العربية هند صبري وأخيراً لجنة مسابقة الأفلام القصيرة التي ترأسها المخرج يسري نصر الله وبعضوية المخرجة ديبا ميهتا ومدير المهرجان جاري ميير والممثلة منة شلبي والمخرج شادي زين الدين.

ذي سيركل

وفي اليوم الثاني من انطلاقة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي انطلق مؤتمر ذي سيركل الذي استضاف رواد صناعة السينما من جميع أنحاء العالم حيث أعلنت لجنة أبوظبي للأفلام عن أسماء الأعمال المرشحة الخمسة للفوز بجائزة منحة الشاشة وقد تم اختيار هذه الأعمال الخمسة من بين 80 مرشحاً وحصل الفائز الأول على جائزة قدرها 100 ألف دولار أميركي بالإضافة إلى حصوله على فرصة الفوز بعقد إنتاج أول أعماله مع شركة ايميجيشن أبوظبي وكان سيناريو الكاتبة هيفاء المنصور بعنوان “وجدة” هو الذي قطف الفوز بجائزة “منحة الشاشة” التي خصصت لإبراز المواهب الصاعدة في السينما وفي التليفزيون في جميع أنحاء الشرق الأوسط وذلك لتطوير السيناريو ودعم ومتابعة الفائز في إنتاج فيلمه. واختيرت السعودية هيفاء المنصور عن سيناريو يحكي قصة فتاة سعودية طموح وحالمة بالحرية تعيش ضمن مجتمع يحد من أحلامها. وتقرر أن تتابع لجنة أبوظبي للأفلام الفائزة في مشروعها وخطواتها المستقبلية في مختلف مراحل إنتاجه. وهيفاء المنصور هي ابنة الشاعر عبد الرحمن المنصور وسبق أن درست الأدب المقارن في القاهرة وبدأت طريقها بأفلام ثلاثة هي “من” و”الرحيل المر” و”أنا والآخر” وحاز الأخير جائزتين من الإمارات وهولندا ثم صنعت فيلمها الأخير “نساء بلا ظل”.

عرس جميل

كان الافتتاح عرساً جميلاً فانطلق المهرجان بفيلم عربي قص شريط الدورة الثالثة وهو الفيلم المصري “المسافر” من إخراج أحمد ماهر وتمثيل عمر الشريف وخالد النبوي وسيرين عبدالنور ومع انتهاء عرض اليوم الأول ابتدأت التقييمات واختلفت الآراء بين المادح والقادح لأفلام بدأت تتوالى، فكانت مصر بأفلامها الخمسة وهي “المسافر” و”بالألوان الطبيعية” و”هليوبوليس” و”كاريوكا” و”جيران”، قد تنافست على الجوائز في مسابقتي الروائية الطويلة والتسجيلية. من جانب آخر وتزامناً مع هذه الانطلاقة القوية ابتدأت فعالية أفلام من الإمارات بـ 14 فيلماً من أصل 142 فيلماً، تم ترشيحها للمسابقة وبدأت الأفلام التي عرضت باستقبال استثنائي هذا العام حيث غصت قاعات السينما بروادها ونفدت التذاكر قبل أيام من عروضها مما دلل على أهمية هذه الفعالية وبخاصة هذا العام وكانت مسابقة الأفلام القصيرة الإماراتية هي فيلم “عبور” من إخراج علي جمال وأحزان صغيرة لهاني الشيباني والجزيرة الحمراء في عيون السينمائيين الإماراتيين لأحمد الزين وأحمد عرشي و”مفتاح” لأحمد الزين وجفاف مؤقت لياسر سعيد النيادي ومساء الجنة لجمعة السهلي. أما مسابقة الأفلام القصيرة الخليجية فاشترك فيها فيلم “ثلاثة رجال وامرأة” لعبد المحسن الضبعان و”بياض” لخالد سالم الكلباني و”زهور تحترق” لأحمد إبراهيم محمد و”همسات الخطيئة” لعبد الرحمن الخليفي وفيلم “ياسين” لجمال الغيلان، كذلك مسابقة الأفلام الطويلة فاشترك فيها فيلم “حقنا في الفروسية” لجنان عبد الله محمد المهيري و”الغرفة الخامسة. عويجة” لماهر الخاجة و”الفندق” لهاني الشيباني.

نجوم العالم

بدأ النجوم يتوالون في ساعات الافتتاح الأولى فكان الممثل الأميركي دينيس هيزبرج والأميركية ديمي مور وهيلاري سوانك والتركي “نور” وجابر نغموش وهدى الخطيب وسلطان النيادي وأحمد العرشي من الإمارات والبحرينية هيفاء حسين والكويتية سعاد عبد الله وغانم الصالح، وجمال سليمان ورشيد عساف وعابد فهد وسلوم حداد ورنا أبيض وأمل عرفة والمخرج حاتم علي من سوريا ومن لبنان نادين نجم وفلسطين رشيد المشهراوي، ومن مصر مصطفى شعبان ومنة شلبي والمخرج يسري نصر الله ومحمد خالد وغادة عادل ومجدي الهواري. أسهمت تونس بفيلم “دواحة” وإيران بفيلم “عن إيلي” من إخراج أصغر فرهادي ونجح الفيلم الأسترالي “الرحلة الأخيرة” بالفوز أخيراً. وجاء “ابن بابل” الفيلم العراقي الروائي الطويل للمخرج الشاب محمد الدراجي ليعطي لمسة عن ظرف تاريخي معين من حقب العراق الدامية وليسجل جزءاً من تاريخ ما حدث من حرب أخيرة في العراق وكيف فقد الأبناء ومصائرهم وعذابات جدّة وحفيد في البحث عن الابن الذي هو الأب في الآن نفسه.

كوميديا سوداء

ومع فيلم “الرسول” الذي قدم حالة معكوسة تماماً وهو الفيلم الأميركي بامتياز من نتاج السينما المستقلة وجدنا شابين عسكريين في الجيش الأميركي كانت مهمتهما تبليغ أسر القتلى بخبر مصرع أبنائهم في العراق وكيف كانا يعانيان ذاتياً من هذا الأمر، بالرغم من الحزن القاتل والألم الفاضح شاب الفيلم بعض المواقف التي يمكن أن نعدها كوميديا سوداء. طالب الفيلمان النقيضان “ابن بابل” إخراج عراقي عن مآسي العراقيين و”الرسول” إخراج أميركي عن مآسي الأميركيين بالتسامح وبنبذ العنف وبالغفران والسلام، انهما أرادا أن يقولا أشياء كثيرة مؤلمة. وقدم إيليا سليمان فيلمه الكبير “الزمن الباقي” ليحكي في سيرة ذاتية قصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ عام 1948 ولحد هذه اللحظة وما شاب ذلك الصراع من تعقيدات وتشابكات أراد ايليا سليمان أن يقدمها من وجهة نظر ذاتية صرفة. أما حاتم علي المخرج السوري فقد قدم فيلمه “الليل الطويل” الذي أوقع الجميع في حيرة التساؤلات المهمة عن هذه التجربة الخطيرة في الإخراج واختيار الموضوعة الجديدة ذات الطرح الجديد والمغاير للنسق السينمائي العربي الذي حاول كثيراً ولمدة طويلة الابتعاد عن السياسة بمختلف أشكالها.

بطل المهرجان

المهم في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث أن البطل الحقيقي لمجمل فعاليات المهرجان هو الجمهور الكبير الذي أقبل على حضور الفعاليات وحجز التذاكر وتابع العروض وأماكنها حتى أننا وجدنا في كثير من الأحايين الطوابير الطويلة من الجمهور في انتظار الذي لا يحضر كي يدخلوا مكانه. لقد دلل كل ذلك على أهمية المهرجان عالمياً وعن أهمية اختيارات الأفلام التي بدت واعية وهادفة وجديدة بكل المقاييس انه مهرجان قل نظيره حيث كان الحضور الإبداعي واضحاً من حيث الأفلام والممثلين والمخرجين والصحفيين والنقاد والجمهور. عرض “هليوبليس” الفيلم المصري و”فالنتينو الامبراطور الأخير” و”المخبر” كما عرضت الأفلام القصيرة وتنافست بكل شفافية داخل المهرجان كما عرض فيلم “فندق في المدينة” و”الغرفة الخامسة” وهما فيلمان إماراتيان طويلان الأول لهاني الشيباني والثاني لماهر الخاجة في أول تجربة سينمائية طويلة له.

أفلام البيئة

ولم تغب أفلام البيئة حيث جاءت أفلامها تحفة في التصوير ودهشة في الإخراج وبخاصة “المحيطات” و”الهامسون في أذن الأرض” “أمنا الأرض” و”شاطئ الحرباوات” و”شركة الطعام المتحدة” و”هدية الباشا ماما” و”كوكب البلاستيك”. أما فيلم “الجولة الأخيرة” الأسترالي فهو بحق درس في التمثيل الذي توقعت “الاتحاد الثقافي” فوزه ففاز فعلاً في الجائزة الكبرى. حضرت شخصيات الرعب وهاري بوتر وحروب النجوم بوصفها أفلاماً شهيرة في الخيمة التي أقيمت في قصر الإمارات وذلك من خلال ورشة المكياج التي أعدها مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الثالث. وجاء فيلم دواحة التونسي ليكسر نمط الأفلام التقليدية العربية حيث برعت 3 نساء في تقديم نص تراجيدي جميل يحكي قصة القهر الطبقي، وقدمت السعودية وعمان والبحرين والكويت 5 أفلام تنافست في فعالية أفلام من الإمارات، وبجوار ذلك استضافت لجنة أبوظبي للأفلام خبراء في المكياج والأعضاء الاصطناعية العاملين في ورشة ويتا WETA وذلك في مسابقة أفلام من الإمارات لهذا العام، تعلم الحضور من طلبة جامعات في أبوظبي كيفية صناعة المكياج والأعضاء الصناعية.

القطط الفارسية

وجاء الفيلم الإيراني “لا أحد يعرف بأمر القطط الفارسية” ليتوج البراعة في الأداء والإخراج وطرح القضية الشبابية وطموحهم في تحقيق ذواتهم. كما قدم الفيلم المصري “أحكِي يا شهرزاد” ليستحوذ على اهتمام الجمهور في هذا الحضور المتدافع لمشاهدة آخر ما توصلت إليه السينما في مصر، في الوقت ذاته شهد فيلم “المخبر” للمخرج ستيفين سودربيرح إقبالاً جماهيرياً منقطع النظير حيث أغلق شباك التذاكر قبل يوم من عرضه وصار الجمهور في طابور انتظار متأملين أن يدخلوا ليشاهدوا هذا العمل الاستثنائي والمهم. وعرضت أفلام عن سلسلة روايات إجرامية للكاتب ديفيد بيس وهي ثلاثية “الغطاء الأحمر” التي بدت هائلة وقوية مما شكلت قوة للمهرجان وما قدم في هذا الحقل المهم من تاريخ السينما. ولبوليود مساهمتها في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثالثة حيث قدمت السينما الهندية فيلم “أزرق” الذي يعرض في آن واحد بعشرين دولة وهو من إنتاج ديلين ميهتا ومن إخراج انتوني دوسوزا.

أسطورة صينية

وعرض الفيلم الصيني “المحارب والذئب” من إخراج تيان زوانج لونج الذي جسد أسطورة صينية بإبداع خلاق وبرؤية إخراجية مذهلة وكما كان الفيلم الروسي عشاق الصرعات من أحدث الأفلام التي جسدت طموح الشباب وآمالهم. إن الأسطورة والحداثة قد التقيتا في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. وعرض في اليوم الأخير للمهرجان وبعد أن وزعت الجوائز فيلم “الرجال الذين يحدقون بالماعز” لمخرجه غرانت هيسلوف وهو العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط. أما الجوائز فقد وزعت في حفل الختام وأعلنت عن نهاية أيام عشرة تجلى فيها الخطاب السينمائي العالمي بمختلف توجهاته ومدارسه، وكان فيلم “عشاق الصرعات” للمخرج جاليري تودوروفسكي من روسيا قد فاز بجائزة أفضل فيلم روائي وبقيمة 100 ألف دولار وجائزة أفضل مخرج روائي جديد وقيمتها 50 ألف دولار ذهبت إلى خليندين ايفن عن فيلمه “الجولة الأخيرة” وجائزة أفضل روائي شرق أوسطي 100 ألف دولار لفيلم الزمن الباقي للمخرج الفلسطيني ايليا سليمان وجائزة أفضل مخرج روائي شرق أوسطي وقيمتها 50 ألف دولار لبيلين اسمر عن فيلمها “10 حتى 11” ثم تتابعت الجوائز في احتفالية كبرى اختتم بها هذا المهرجان المهم والاستثنائي في المنطقة والذي جسد انفتاح وثقافة أبوظبي على الحضارات في العالم والتمدن والرقي.

الإتحاد الإماراتية في

21/10/2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)