حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار) ـ 2009

OSCAR

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

حالة بنجامين بوتن العجيبة ترشحه ل13 جائزة أوسكار

دبي ـ أسامة عسل

فيلم (الحالة العجيبة لبنجامين بوتن) سباحة داخل النفس البشرية والمشاعر الإنسانية في جو مليء بالسحر والجمال، وعبقريته الحقيقة في أسلوب الإخراج وأداء التمثيل، فكل لقطة تفتح الطريق للقطة أخرى في بناء فني مبدع يتصاعد في روعه وعذوبة .. اختيار أماكن التصوير وأزمنتها، درجات الإضاءة، حركة الكاميرا، ألوان الملابس وأشكالها، مستويات الصوت البشري مع تدرج العمر صعودا وهبوطا، عناصر كثيرة تضافرت في انسجام كامل دون نشاز أو خلل، ودفعت به إلى منصة الأوسكار مع ترشيح لنيله 13 جائزة مختلفة.

يلعب دور البطولة النجم براد بيت الذي يظهر في اللحظات الأولى وهو طفل رضيع لكن في الثمانين من عمره. وتدور أحداث الفيلم في إطار فانتازي حول (بنجامين بوتون) الذي تسير الحياة معه بالعكس، ففي الوقت الذي يكبر الناس من حوله يصغر هو إلى أن يصبح طفلا رضيعا في هذا الفيلم الذي يعتبر تحفة سينمائية تستغرق على الشاشة ساعتين و47 دقيقة. يندمج المشاهد في الأحداث حتى يشعر وكأنه يشيخ تارة ويستعيد شبابه ونضارته تارة أخرى. اقتبست قصة هذا الفيلم من رواية ثانوية كتبها الأديب الأميركي سكوت فيتزجرالد غير أن كاتب السيناريو اريك روث طورها وأعطاها أبعادا أكثر وأعمق شمولية، وهو صاحب فيلم فروست جمب للممثل توم هانكس.

تأتينا قصة حياة بنجامين بكل تفاصيلها وهي تُقرأ على ديزي من قبل ابنتها (التي تجسد دورها الممثلة جوليا أورموند) في غرفة أحد المستشفيات بولاية نيو أورليانز في العام 2005، و بشكلٍ متزامن مع اقتراب إعصار كاترينا من المدينة. وقد يكون استحضار الإعصار في هذا الفيلم نوع من الإسقاط على اقتراب معرفة الحقيقة التي أخفتها ديزي عن ابنتها لمدة طويلة في فيلم الحالة العجيبة لبنجامين بوتن، نرى بنجامين الطفل المولود في جسم رجل عجوز، في مدينة نيو أورليانز في فترة الحرب العالمية الأولى، تموت أمه أثناء الولادة ليضطر أبوه أن يضعه في دار رعاية للمسنين عند كويني التي تلعب دورها (تاريجا هانسون) والتي تصبح بمثابة أمه، على الرغم من أنها تتوقع موته في أي لحظة.

نرى حياة بنجامين في دار الرعاية، وتوقه لاكتشاف الحياة كما لو أنه طفل صغير، يلعب مع الطفلة دايزي التي تؤدي دورها عندما تكبر النجمة الأسترالية الحسناء كيت بلانشيت، يتسلل معها في منتصف الليل ليتبادلوا الأسرار، لكن بنجامين لا يعرف شيئا عن حياته، فهو رجل عجوز لكن بدون ذكريات، أو أي خبرة.

وفي الوقت الذي تتحول مسيرة حياة بنجامين إلى محرك لأحداث الفيلم، نجد أنه أصبح مادة للتأمل تحظى بتعاطف المشاهدين، خصوصا قبل أن يتعرف على ملذات الجسد والخمر في المدينة التي شهدت ولادته. يذهب باتون للعمل على متن باخرة جوالة حيث يمكث لفترة وجيزة في روسيا، ويجرب الكافيار والعلاقات العاطفية في بيت للدعارة.

وعندما يعترف أبوه الذي تركه وهو صغير عجوز وقبيح بأبوته، تبدأ مرحلة جديدة في حياته ويكون على وشك الوصول إلى منتصف العمر وعندما يتلاقى مرة أخرى مع ديزي التي تهجر رقص البالية نتيجة حادثة سيارة وهي في باريس، وتعود إليه لينجب منها ابنته كارولين يقرر الرحيل خوفا من مصيره كأب يتجه نحو مرحلة الطفولة، وهكذا يطرح الفيلم نفس الإشكالية الأزلية المتعلقة بفناء الإنسان ونهاية شبابه.

يتمحور فيلم بنجامين بوتن حول فكرة عيش الحياة مهما كانت، المخاطرة وفتح أبواب جديدة، الجرأة والتحدي في ظل الصعوبات، واستطاع المخرج ديفيد فينشر تكريس خبرته التي تعرفنا عليها من قبل في أفلامه مثل اللعبة وغرفة الرعب وزودياك. في أن يقنعنا إلى حد كبير بما فعله بـ (ديزي وبنجامين) في مراحل العمر المختلفة. ويمكن القول ان هذا الفيلم يمثل خطوة متطورة في عالم السينما الرقمية التي قدمت تجارب ناجحة من قبل.

وصلت ميزانية تصوير الفيلم إلى 150 مليون دولار، ولا يعني حصوله على ثلاثة عشر ترشيحاً للأوسكار أنه الأقرب للظفر بهذه الأوسكارات. فقد يخرج خالي الوفاض منها جميعاً، وذلك لأن كل فئة من الفئات التي ترشح لها تضم منافسين آخرين لهم حظوظ أكبر بالفوز، ولكنه بلا شك ضمن لنفسه مكانة مرموقة في التاريخ السينمائي إلى جانب أفلام كلاسيكية شهيرة مثل كازبلانكا وذهب مع الريح وتايتنك.

البيان الإماراتية في 22 فبراير 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)