ملفات خاصة

 
 
 

بشير الديك.. الكتابة على نار هادئة!!

طارق الشناوي

عن رحيل الكاتب المبدع

بشير الديك

   
 
 
 
 
 
 

قبل أن يرحل كان كثير من الإعلاميين يتوقعون الرحيل، وبعضهم أعد الصفحات استعدادا لهذا اليوم، وهناك من سارع بالنشر، ذاكرا أعماله الفنية وكأنه يتعجل الخبر الحزين، اعتذرت لعدد من الزملاء عن عدم المشاركة فى التعليق، كنت أعلم قطعا أنه يغادر جهاز التنفس الصناعى، ساعات ثم يعود إلى جهاز التنفس الصناعى فى الساعات التالية، فى الأيام الأخيرة عانى بشير من سوء التعامل بالمستشفى، وهو ما أعلنته أكثر من مرة ابنته الوحيدة.

بدأ رحلة الكتابة الدرامية نهاية السبعينيات، بعد أن قدمه الكاتب مصطفى محرم إلى المخرج أشرف فهمى، قصة سينمائية (مع سبق الإصرار)، تلك كانت نقطة فارقة ومحورية ليعرف كل مفردات الصنعة، السيناريو به جانب حرفى يجب أولا استيعابه، وهو ما تمكن منه بشير فى أسابيع قلائل، ومصطفى محرم يعرف بالضبط سر هذه الصنعة، ثم بدأت شركات الإنتاج والمخرجون فى التهافت عليه، بعد أن لامس الحوار الذى يكتبه مشاعر الجمهور، ثم بات يكتب منفردا السيناريو والحوار.

أضعف حلقة فى الفيلم المصرى كانت، ولاتزال، هى السيناريو، ولهذا بمجرد أنهم استشعروا وميض كاتب موهوب انهالت عليه التعاقدات.

بشير وجد نفسه سينمائيا وفكريا مع محمد خان، وسينمائيا ووجدانيا مع عاطف الطيب، وسوف نتوقف عند هذا الفارق الدقيق فى مقال قادم.

الثلاثة خان وعاطف وبشير تقريبا فى نفس المرحلة العمرية، إلا أن بشير ربطته صداقة مع عاطف، حتى إن زوجة عاطف الراحلة قالت لى إن أول مكالمة فى الصباح هى دائما مع بشير الديك، سواء كانا يعملان معا أم لا، ويوميا تستمع إلى صوت عاطف وهو يبدأ يومه قائلا: (صباح الخير يا بشبش).

بشير على الجانب الآخر كان يرتاح أكثر للعمل مع الطيب، بينهما كيمياء، الحكاية بدأت مع (سواق الأتوبيس)، كتب القصة السينمائية محمد خان، ومنحها لبشير ليكتب السيناريو، وبعد الانتهاء منه، وجد خان نفسه غير متحمس، تم ترشيح الصديق الثالث خيرى بشارة، إلا أن خيرى أيضا لم يستشعر أن هذا هو فيلمه.

لم تكن فى هذا التوقيت علاقة الطيب وبشير تتجاوز لعبة (البينج بونج)، كانت أدوات اللعبة متوفرة، داخل مجمع المونتاج، مكان لقاء عدد من شباب السينمائيين فى الثمانينيات، كان عاطف قد أخرج أول أفلامه الروائية (الغيرة القاتلة)، لم يحظ باهتمام جماهيرى أو نقدى، فيلم يقع فى الإطار المتوسط، لا تتهمه أبدا بالرداءة كما أنك لا تجد على الشاشة أى ملمح يحمل تميزا، وفى حوار عابر مع الطيب، اكتشف أن عاطف قارئ جديد للأدب، ويتابع ليس فقط جيل الكبار نجيب محفوظ وإحسان وإدريس، ولكن قرأ جمال الغيطانى وإبراهيم أصلان ومحمد البساطى ويوسف القعيد وغيرهم من شباب كتاب الثمانينيات.

كانت تلك المعلومة هى التى دفعته للحماس إلى المرشح الثالث للفيلم (عاطف الطيب)، أيقن أن من لديه هذا الشغف الأدبى من الممكن أن تجمعهما أرضية فكرية مشتركة، ومنحه سيناريو (سواق الأتوبيس) الذى دخل تاريخ السينما المصرية فى مطلع الثمانينيات، محتلا المركز الثامن فى قائمة الأفضل بين الأفلام المصرية الـ١٠٠ فى الاستفتاء الذى أشرف عليه سعد الدين وهبة، باعتباره رئيسا لمهرجان القاهرة عام ١٩٩٦.

عاش بشير مأساة وهى رحيل ابنه المراهق بين يديه، بينما هو يستعد لشراء تورتة عيد ميلاده، دهسته سيارة مجنونة وهو يعبر شارع الهرم، احتضن بشير ابنه وذهب للمستشفى، لكن كلمة الله نفدت.

اكتأب، واعتزل الحياة، ولم يخرجه من تلك الحالة سوى إيمانه بالله، وزيارات عاطف الطيب المتكررة له.

لم يكن لدى الطيب كلمات من الممكن أن تخفف شيئا، فقط يأتى ويمضى معه ساعة أو بضع ساعات، ويغادر المنزل، ثم بعد عدة زيارات متتالية أحضر الطيب علبة الطاولة، لعبة بشير المفضلة، وبدأ يلاعبه، كأنه طبيب نفسى يحاول إخراجه من الحالة المرضية، وتمكن بشير من العبور مجددا للحياة، وظل ابنه يعيش ويكبر فى أعماقه، وفى كل عيد ميلاد يواكب ذكرى الوفاة يشعل له شمعة فى قلبه.

وغدا نكمل رحلة بشير الديك!!.

 

####

 

«كان الأب والسند».. شقيق بشير الديك يسرد اللحظات الأخيرة في حياة السيناريست الراحل

نظراته الأخيرة كانت تتحدث إلينا.. والأم كانت له تميمة الحظ وشريك النجاح

كتبت: تيسير حسن

استقبلت أسرة السيناريست «بشير الديك» نبأ وفاته أمس، لتبدأ استعدادات تشييع الجثمان في مسقط رأسه بقرية الخياطة بمحافظة دمياط.

«كان السند للجميع.. فقدنا الأب ليس الشقيق فقط».. هكذا بدأ «منير الديك» الشقيق الأصغر للراحل، حديثه خلال لقائه «المصري اليوم» ساردًا تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة أخيه.

واستطرد: «كنت في زيارته أمس، وحالته كانت غير مستقرة كنت أحاول الحديث معه، لكنه لم يحرك ساكنا، عدت وانتابني القلق ربما رحيل شقيقي بات قريبا».

وأضاف: «بشير كان الأب والسند لنا جميعا، كان سندا حقيقيا للجميع، هنا في قريتنا الجميع يشهد له أنه لم ينفصل عنا أبدًا، رحيله سيترك فراغًا كبيرًا لدى أحبائه ورفقائه، بالنسبة لي فقدت اليوم أبي وليس شقيقي».

وتابع: «نظراته على فراش مرضه الأخير كانت تتحدث إلينا، كأنه كان يودعنا الوداع الأخير، رغم صمته إلا أنه انتبه لحديثي أبلغته أني أحبه كثيرا وأنني أريد قضاء أول أيام رمضان معه كما عودنا هو، لكن القضاء كان له رأي آخر» .

واستكمل شقيق بشير الديك حديثه قائلا: «وفاة والدتي أثرت كثيرا عليه، كان مرتبطًا بها كثيرا، هي بالنسبة لبشير تميمة الحظ وشريكة النجاح، عندما توفيت تغيرت ملامح حياته كثيرا، لكنه لم يبتعد عنا وظل يتابع أخبارنا بحرص شديد».

وأضاف: «أعمال بشير جميعها من قصص مستوحاة من مشاهد نعيشها يوميا، كان مرتبطًا بنا كثيرا ودائم السؤال علينا باستمرار».

كانت أسرة السيناريست الراحل بشير الديك أعلنت تشييع جثمانه اليوم من مسقط رأسه في قرية الخياطة التابعة لمركز دمياط، وذلك من ساحة المسجد الكبير وسط القرية عقب وصول الجثمان.

 

المصري اليوم في

01.01.2025

 
 
 
 
 

بشير الديك كاتب من الزمن الجميل..

أبدع فى أعماله مع عاطف الطيب ومحمد خان

بهاء نبيل

بمجرد ذكر اسم الكاتب بشير الديك، الذي رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء، يأتى فى أذهاننا أعمال كثيرة أصبحت علامة مميزة فى تاريخ السينما المصرية والدراما التليفزيونية، وآثارها بالكثير من الأعمال التى حملت رسائل هامة للجمهور، فهو واحد من أشهر المؤلفين المعروفين للجمهور لكثرة الأعمال التى قدمها، فكانت بدايته مع عام 1978 من خلال فيلم "مع سبق الإصرار" لتتوالى بعد ذلك أعماله في السينما في هذه الفترة مع كبار النجوم أمثال أحمد زكى، ونور الشريف وعادل إمام، ومن النجمات يسرا وليلى علوي ونادية الجندي وغيرهم.

بشير الديك وعاطف الطيب ومحمد خان

لكن بمجرد ذكر اسم بشير الديك، يأتي في أذهاننا علاقته الكبيرة بالمخرج عاطف الطيب والمخرج محمد خان، فقد كان الثلاثى كفرسان في الإبداع الفني غير التقليدي، فإذا تحدثنا عن علاقته بعاطف الطيب فكان الكاتب بشير الديك يصفه بـ"توأم روحه" لأنهما كانا يفكران في نفس الشىء في نفس التوقيت، وبسبب هذا التوافق بينهما قدما سويا 7 أفلام بدايتها بفيلم "سواق الأتوبيس"، مروراً بأفلام "ضربة معلم" و"ضد الحكومة" وناجى العلى" وآخر عمل جمعهما كان فيلم "ليلة ساخنة"، ولذلك كان تعاونهما نقطة تميز حقيقية في مشوار بشير الديك.

أما بالنسبة للمخرج محمد خان، فكان بينهما تفاهماً كبيراً في كل التفاصيل وهو ما انعكس على الشاشة من خلال أعمالهما التى جمعتهما سويا لتصل إلى قلب المتلقي بشكل مباشر، ومن بين هذه الأفلام "طائر على الطريق"، وفيلم "رغبة"، وفيلم "موعد على العشاء" وفيلم "الحريف" بطولة عادل إمام والذى يحتوى على قصة خاصة.

الثلاثى يجتمعون بشركة إنتاج "أفلام الصحبة"

تعاون السيناريست الكبير بشير الديك والمخرج الراحل محمد خان مع الزعيم عادل إمام من خلال فيلم "الحريف" والتي دارت أحدثه حول شخصية "فارس" التي جسدها عادل إمام، وهو شاب يعمل بمصنع أحذية ويقيم بغرفة على سطح أحد المنازل بعد أن انفصل عن زوجته بسبب اعتدائه عليها مرارًا بالضرب، ويهوى ممارسة كرة القدم "الشراب" في الشوارع والساحات الشعبية مقابل المراهنات، مما يعرضه للفصل من عمله لإهماله الشديد، ويحاول فارس العودة لزوجته لكنها ترفض ذلك وتتوالى الأحداث.

لم يقتصر إبداع الثلاثي بشير الديك ومحمد خان وعاطف الطيب في هذه الأعمال فقط لكنهم كونوا شركة إنتاج أطلق عليها "أفلام الصحبة" ومعهم سعيد شيمي ونادية شكر وخيرة بشارة وداوود عبد السيد، وكان الهدف من هذه الجماعة إنتاج أفلام ذات مستوى جيد وتقديم جديد، ولكن هذه الشركة أنتجت فقط فيلم "الحريف" للزعيم عادل إمام.

فيلم الحريف لـ عادل إمام ومقدمته بصوت أحمد زكي

راهن السيناريست بشير الديك والمخرج محمد خان على فيلم "الحريف" للزعيم عادل إمام، وهو فيلم مختلف من ناحية كل شيء فهو فيلم حمل بعدا إنسانيا شديد العمق ومعتمد على كم كبير من التفاصيل، وهو من نوعية الأفلام التي تعيش أطول رغم أنه لم يحقق نجاحاً وقت عرضه لعدم استيعابها بنفس الوقت، وربما تحقق بالفعل هذا الكلام وثبتت رؤية بشير الديك عندما أكد هذا الحديث لأن بعد مرور عشرات السنوات على عرض الفيلم فنحن نشاهد هذا العمل الابداعى كلما جاء على شاشة التليفزيون.

ما لا يعرفه الكثير من الجمهور أن فيلم "الحريف" عرضه المخرج محمد خان في البداية على الفنان الراحل أحمد زكي وأبدى موافقته رغم أنه كان هناك بعض الخلافات بين أحمد زكي وخان بفيلم "موعد على العشاء"، وأثناء التحضير للشخصية في فيلم "الحريف" أراد أحمد زكى معرفة تفاصيل الشخصية والتدخل فيها ومن هنا وقع الاختيار على الزعيم عادل إمام، وكل ذلك رغم أن أحمد زكي سجل مقدمة الفيلم بصوته كبطل له قبل اختلافه مع المخرج محمد خان والاعتذار عن الدور، ولكن محمد خان أبقى على المقدمة بصوت أحمد زكى رغم قيام عادل إمام ببطولته.

 

####

 

لبلبة عن بشير الديك: فقدنا قيمة فنية كبيرة جدا لا يمكن تعويضها

سارة صلاح

نعت النجمة لبلبة، السيناريست الكبير بشير الديك، الذى توفى أمس الثلاثاء بعد صراع طويل مع المرض، وبقائه داخل العناية المركزة خلال الفترة الماضية، وذلك عن عمر ناهز الـ 80 عاما.

وقالت لبلبة، في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، " لا يمكن أقدر أنسى لآخر يوم فى عمرى النقلة الفنية الكبيرة اللى قدمنى فيها بشير الديك مع عاطف الطيب في فيلم  ضد الحكومة وفيلم ليلة ساخنة،  فقدنا قيمة فنية كبيرة جدا لا يمكن تتعوض ربنا يصبر عائلته وكل محبيه وهيوحشنا ومش ممكن ابدا انساه فى حياتى".

ويُعد السيناريست والمخرج بشير الديك واحدًا من أبرز صناع السينما في مصر، وقد ساهمت نشأته في بيئة شعبية بشكل كبير في تشكيل رؤيته الفنية، حيث ولد في قرية الخياطة بمدينة دمياط، هذه النشأة انعكست بوضوح على أعماله التي نجحت في التعبير عن نبض الشارع المصري، ممزوجة بواقعية إنسانية تلامس القلوب.

بدأ بشير الديك مسيرته الفنية في السبعينيات، حيث تعاون مع كبار المخرجين والنجوم مثل عاطف الطيب، أحمد زكي، ونور الشريف، تميز أسلوبه في كتابة السيناريو بالجمع بين العمق الاجتماعي والسياسي والبساطة في السرد، مما جعل أعماله قريبة من الجمهور ومؤثرة في الوقت نفسه، ركزت أعماله على قضايا الإنسان البسيط، مع تسليط الضوء على معاناته اليومية وآماله، ليصبح من أبرز الأصوات التي جسدت واقع المجتمع المصري.

كمخرج، قدّم بشير الديك فيلمين فقط خلال مسيرته، هما "الطوفان" بطولة محمود عبد العزيز و"سكة سفر" بطولة نور الشريف، وعلى الرغم من قلة تجاربه الإخراجية، إلا أنه نجح في تقديم رؤية سينمائية تحمل بصمته المميزة، وبعد فترة غياب طويلة عن الساحة السينمائية، عاد من خلال فيلم "الكبار" عام 2010، الذي أخرجه محمد جمال العدل.

تُعد أعمال بشير الديك مرآة صادقة لواقع المجتمع المصري، حيث تناول القضايا التي طالما هُمشت في السينما السائدة، لم يكن مجرد كاتب سيناريو أو مخرج عادي، بل كان فنانًا منحازًا للإنسان البسيط، مسلطًا الضوء على معاناته وداعمًا لقضاياه.

ومن أبرز الأعمال التي قدمها بشير الديك، والتي تُعد تجسيدًا قويًا للواقعية الإنسانية، أفلام "سواق الأتوبيس"، "ضربة معلم"، "ضد الحكومة"، "ناجي العلي"، و"ليلة ساخنة"، كما كتب أيضًا فيلمي "موعد على العشاء" و"الحريف" كل ذلك يؤكد على تميزه في تقديم قضايا الإنسان البسيط برؤية سينمائية عميقة ومؤثرة.

ومن أعماله أيضاً فيلم "امرأة هزت عرش مصر"، وفيلم "حلق حوش" و"أبناء الشيطان"، و"ليلة ساخنة"، و"الجاسوسة حكمت فهمي"، كما أبدع في كتابة المسلسلات حيث قدم الكثير والتي حققت نجاحاً جماهرياً كبيراً ومنها "الناس في كفر عسكر"، "أماكن في القلب"، "ظل المحارب"، "حرب الجواسيس"، و"عابد كرمان"، "الطوفان".

بفضل عبقريته الفنية، أصبح بشير الديك أحد أعمدة السينما الواقعية في مصر، وترك إرثًا خالدًا يعبر عن تطلعات وآلام مجتمعه. لا تزال أعماله تحظى بتقدير كبير، ليس فقط لأنها تعكس واقعًا اجتماعيًا وسياسيًا، بل لأنها تجسد فنًا صادقًا ينبع من الناس ويعود إليهم.

 

اليوم السابع المصرية في

01.01.2025

 
 
 
 
 

ناقد فني: أعمال بشير الديك تتميز بالجرأة والسرد المختلف

أحمد السنوسي

تحدث الناقد الفني خالد محمود عن مسيرة السيناريست الكبير بشير الديك، الذي رحل عن عالمنا في الساعات الأخيرة من عام 2024.

قال الناقد خالد محمود في مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهاد سمير والإعلامي أحمد دياب، ببرنامج صباح البلد على قناة صدى البلد: «قدم مجموعة من أهم الأفلام التي قدمتها السينما المصرية على مدار تاريخها وتميزت بلغة فنية عالية وسرد مختلف ولغة مختلفة عن السوق، ولذلك يحسب لبشير الديك أنه شكل مع عاطف الطيب ومحمد خان ثلاثي، وضعوا السينما المصرية في مكانة مختلفة».

وتابع: «أعمال بشير الديك بها لغة سينمائية بها جرأة واقتحام وشاعرية ومناقشته لقضايا اجتماعية مختلفة وخلفيات اجتماعية مختلفة، والكاتب المهم ليس فقط من يخلق موجة مغايرة ويضع أفكاره بالأفلام ولكن أيضًا من يساير شباك التذاكر».

واستكمل خالد محمود حديثه عن بشير الديك: «نادية الجندي كانت نجمة شباك ولجأت لبشير الديك لأنها رأت به سر النجاح وسر الخلطة، كما قدم نور الشريف وأحمد زكي ومحمود عبدالعزيز ونبيلة عبيد بشخصيات مختلفة أثرت في مسيرتهم وكتير من النجوم لقوا نفسهم في شخصياته».

وأضاف: «في تاريخ كل مبدع أحلام وأفكار فإذا السوق لم يستوعبها، يضطر أن ينتج لتحقيقها، مثل نور الشريف ونبيلة عبيد ونادية الجندي وكذلك بشير الديك دخل مجال الإنتاج لعرض رؤى مختلفة ولكن في النهاية لا يمتلك خبرة الدعاية مع سوق التوزيع لذلك لم يكمل في هذا المجال». 

واختتم خالد محمود: «كان أحد الكتاب الذين يقتحموا القضايا الساخنة في المجتمع بنعومة شديدة مثل فيلم ضد الحكومة، وقدر ينجح تلفزيونيًا مثل السينما وقدم إيقاع مختلف وسريع عن المعتاد».

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

01.01.2025

 
 
 
 
 

بشير الديك.. من كتابة السيناريو إلي الرسوم المتحركة

 حسام الضمراني

قبل رحيله بأعوام قليلة كتب سيناريو لفيلم "الفارس والأميرة"؛ وهو فيلم ينتمي لنوعية الأفلام في مجال الرسوم المتحركة؛ كما بإخراجه بعد وفاة مخرجه الأصلي محمد حسيب؛ وقد أنجز من هذا الفيلم ما يقرب من النصف ساعة؛ وعرض في عام 2020 للمرة الأولى في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي.

السيناريست بشير الديك (27 يوليو 1944 - 31 ديسمبر 2024)، رحل عن عالمنا أول أمس عن عمر ناهز الثمانين بعد صراع طويل مع المرض تاركًا ورائه عشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية؛ من أهمها: "سواق الأتوبيس، وضربة معلم، وضد الحكومة، وناجي العلي، وليلة ساخنة، بالإضافة إلى ذلك اشترك مع المخرج محمد خان في العديد من الأفلام مثل الرغبة، وموعد على العشاء، والحريف".

أفلام ديزني ساعدته فى كتابه "الفارس والأميرة"

وعند عرض الفيلم الكارتوني "الفارس والأميرة"؛ أعرب الكاتب بشير الديك، عن سعادته في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، وقال "الديك" إن "الفارس والأميرة" أول فيلم روائي طويل للرسوم المتحركة في مصر والوطن العربي، مضيفا: "اتفرجت على أفلام ديزني، قبل ما أكتب حاجة، بعد ما طلب منتج إني اكتبه".

وأشار إلى أن أحداث الفيلم تجمع بين الأسطورة والخيال، وتدور أحداثه خلال عصر الدولة الأموية، وبطله محمد بن القاسم الصقفي وهو شخصية حقيقية، لافتا إلى أن الممثلين وصناع الفيلم بذلوا "مجهود خرافي"، واستمر في العمل لمدة 12 ساعة يوميا، حتى توقف الفيلم لـ7 سنوات، حتى عاد العمل فيه مجددا.

بشير الديك.. أحد أبرز رواد السينما الواقعية 

يُعد بشير الديك واحدًا من أبرز كتاب السيناريو في مصر والعالم العربي، قام بكتابة سيناريوهات عدة أفلام مميزة بالخصوص في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، واشتغل مع عدة مخرجين خاصة مخرجي الواقعية الجديدة مثل محمد خان في الحريف، وعاطف الطيب في سواق الأتوبيس.


كما "الديك" قام بإخراج فيلمين روائيين هما:الطوفان بطولة محمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي ومحمود الجندي وأمينة رزق وفيلم سكة سفر بطولة نور الشريف ونورا وحسن مصطفى وعبد السلام محمد وأحمد بدير وآخرين.

 

الدستور المصرية في

01.01.2025

 
 
 
 
 

 

خالد محمود:

أعمال بشير الديك تتميز بالجرأة والسرد المختلف

تحدث الناقد الفني خالد محمود عن مسيرة السيناريست الكبير بشير الديك، بعد رحيله عن عالمنا في الساعات الأخيرة من عام 2024.

قال الناقد خالد محمود في مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهاد سمير والإعلامي أحمد دياب، ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد: «قدم مجموعة من أهم الأفلام التي قدمتها السينما المصرية على مدار تاريخها وتميزت بلغة فنية عالية وسرد مختلف ولغة مختلفة عن السوق، ولذلك يحسب لبشير الديك أنه شكل مع عاطف الطيب ومحمد خان ثلاثي، وضعوا السينما المصرية في مكانة مختلفة».

وتابع: «أعماله بها لغة سينمائية بها جرأة واقتحام وشاعرية ومناقشته لقضايا اجتماعية مختلفة وخلفيات اجتماعية مختلفة، والكاتب المهم ليس فقط من يخلق موجة مغايرة ويضع أفكاره بالأفلام ولكن أيضًا من يساير شباك التذاكر».

واستكمل الناقد خالد محمود حديثه عن بشير الديك: «نادية الجندي كانت نجمة شباك ولجأت لبشير الديك لأنها رأت به سر النجاح وسر الخلطة، كما قدم نور الشريف وأحمد زكي ومحمود عبدالعزيز ونبيلة عبيد بشخصيات مختلفة أثرت في مسيرتهم وكتير من النجوم لقوا نفسهم في شخصياته».

وأضاف: «في تاريخ كل مبدع أحلام وأفكار فإذا السوق لم يستوعبها، يضطر أن ينتج لتحقيقها، مثل نور الشريف ونبيلة عبيد ونادية الجندي وكذلك بشير الديك دخل مجال الإنتاج لعرض رؤى مختلفة ولكن في النهاية لا يمتلك خبرة الدعاية مع سوق التوزيع لذلك لم يكمل في هذا المجال».

واختتم خالد محمود: «كان أحد الكتاب الذين يقتحموا القضايا الساخنة في المجتمع بنعومة شديدة مثل فيلم ضد الحكومة، وقدر ينجح تلفزيونيًا مثل السينما وقدم إيقاع مختلف وسريع عن المعتاد».

 

الشروق المصرية في

01.01.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004