ملفات خاصة

 
 
 

«ميكي 17» أو كيف توقفت عن القلق وأحببت المباشرة؟

أندرو محسن

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

قرابة ست سنوات مرت منذ الفيلم/الحدث «طفيلي – Parasite» للمخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو، الذي حقق نجاحًا استثنائيًا على كافة المستويات، وحصد الجوائز بداية من السعفة الذهبية في مهرجان كان، وحتى ثلاث جوائز أوسكار، ليتحول من فيلم ممتاز إلى ظاهرة سينمائية، لا زال محبو السينما يتناولونها بالتحليل والإعجاب حتى الآن.

في إطار القسم الخاص في مهرجان برلين السينمائي الدولي 75، يعرض الفيلم الأحدث للمخرج «ميكي 17 – Mickey 17»، وخلال هذه الفترة بين الفيلمين تغيرت الكثير من الأمور في العالم، وبعض هذه التغيرات لا زلنا نحاول استيعابها حتى أو تفهم آثارها حتى الآن. يبدو أن جون هو كان يتابع ما يحدث حوله بتركيز ليقدم فيلمًا شديد المعاصرة، يتحدث عن أثرياء وقتنا الحالي والمصابين بجنون العظمة، والذين يتحكمون في مصير العالم، وعن أصحاب الأرض والمُحتلين، بشكل شديد السخرية، وشديد المباشرة أيضًا، ولكنها مباشرة من النوع الذي يصعب رفضه. هذا الزحام من الأفكار والمشاعر هو ما سنحاول التطرق إليه في السطور التالية.

الفيلم مستوحى من رواية بعنوان «Mickey 7» للكاتب إدوارد أشتون، وتدور أغلب أحداثه داخل مستعمرة في أحد الكواكب، أقامها أحد أثرياء العالم، مع بعثة خاصة تعمل على التحضيرات والأبحاث لجعل الكوكب صالحًا للعيش خلال أربع سنوات. ميكي (روبيرت باتنسون) أحد أعضاء هذه البعثة ودوره هو أن يكون مُستهلكًا (Expendable) يعرضونه لتجارب مميتة ويعيدون «طباعته» في كل مرة بنفس شخصيته ليتعرض لتجربة جديدة.

قصة الفيلم وحدها تحتوي إشارات واضحة للكثير من الأمور المعاصرة، الثري صاحب المستعمرة كينيث مارشال (مارك رافالو) شديد الشبه بإيلون ماسك، والرئيس الأمريكي ترامب، بأفكاره الاستعمارية، ورغبته في صناعة وطن خاص لسلالة نقية في الفضاء. الكوكب الذين يريدون تفريغه من المخلوقات التي تسكنه، لإقامة وطنٍ جديد، يذكرنا بما يحدث في فلسطين، والاستغلال المتميز للتقنيات الحديثة شديد الشبه بما يحدث في توظيف التكنولوجيا لصناعة المزيد من الأسلحة الفتاكة.

لكن خلف كل هذا يوجد خط أعمق يتمثل في شخصية ميكي نفسها. ميكي هو نقيض للبطل منذ المشهد الأول، لم يأت لهذه الرحلة بإرادته بل هربًا من ديونه، ولم يختر دوره بشكل واعٍ، بل ولم يتميز خلال الفيلم بالذكاء أو القدرة على حسن التصرف، إنسان عادي وربما أقل، لكنه يحتوي على قدر كبير من المشاعر الحقيقية والإنسانية، قدر لم يكن موجودًا في بقية شخصيات الفيلم، وهذه الإنسانية هي ما ساعدته على أن يُكمل رحلته. هناك ما هو أكثر، فميكي يشبه إلى حد كبير الشخصية الأسطورية بروميثيوس، الذي سرق الضياء من آلهة الأوليمب طبقًا للأسطورة اليونانية، ونتيجة لذلك عوقب بأن رُبط في صخرة ليأتي النسر ويأكل كبده، وفي كل يوم ينبت له كبد جديد ليتكرر هذا العذاب إلى غير نهاية. بطل الفيلم أيضًا كان يُشكل مصدرًا للمعرفة داخل المستعمرة، ولكن خلافًا لبرومثيوس، فهو لم يفعل هذا بإرادته بل رُغمًا عنه، وإن كانت النتيجة واحدة، فهو يموت في كل مرة ويُطبع من جديد بذكريات الموت السابق.

وإن كان هذا الاهتمام بتفاصيل شخصيتي ميكي ومارشال، لم يقابله اهتمام بالشخصيات الأخرى في الفيلم، والتي جاء بعضها مسطحًا بشكل كبير ولا تُسهم إلا بقدر ضئيل في الأحداث، حتى يمكن الاستغناء عنها. وقد تكون هذه إحدى أوضح مشكلات هذا الفيلم، وهي المباشرة في الكثير من الأحيان، حتى أن إحدى الشخصيات تقول تعريفًا واضحًا لمفهوم الاحتلال وأصحاب الأرض الأصليين. وهنا يبدو أن بونج جون هو قد ضحى بشكل أو بآخر بثِقل السيناريو في مقابل الرهان على الوصول لجمهور أكبر، فمن أراد منهم أن يستمع إلى واحدة من رسائل مباشرة، ها هي تُقال، ومن أراد أن يستمتع بما هو أكثر من ذلك فسيجد ذلك أيضًا. وهذا الطرح في حد ذاته يشبه ما نعيشه الآن، إذ يبدو أن المباشرة والخطابية تلقى صدى لدى الكثيرين.

فيلم «ميكي 17» قد يشبه في تأثيره الفيلم الكوميدي الخالد لستانلي كيوبريك «سترينجلوف أو: كيف توقفت عن القلق وأحببت القنابل» (Dr. Strangelove or: How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb)، وإن كان لم ينجح الوصول إلى نفس براعته في السيناريو.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

17.02.2025

 
 
 
 
 

خاص "هي" مهرجان برلين السينمائي 2025-

فيلم "Dreams" لميشيل فرانكو عندما قابل الشاطر حسن الحسناء الأميركية

أندرو محسن

ميشيل فرانكو هو أحد أبرز صناع السينما المكسيكية في العصر الحالي وأكثرهم غزارة. ربما كان الثلاثي الأشهر: أليخاندرو جونزاليس إنياريتو، وجييمرو دل تورو، ألفونسو كوارون، هم الأبرز عندما نتحدث عن السينما المكسيكية المعاصرة، ولكن فرانكو يتميز بما يقدمه من نظرة قريبة للأوضاع الاجتماعية والسياسية في المكسيك، وهو في هذا يتبنى عادة نظرة سوداوية واضحة، ربما كان حضورها الأبرز في فيلم "نظام جديد" (New Order) الذي حصل عنه على جائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان البندقية.

 فرانكو الذي يتواجد بفيلمه الأحدث "أحلام" (Dreams) ضمن مسابقة مهرجان برلين السينمائي الدولي للمرة الأولى، يواصل للفيلم الثاني على التوالي تعاونه مع الممثلة الأمريكية جيسيكا تشستاين، في قصة ينتقل خلالها بين الولايات المتحدة والمكسيك، إذ نتابع العلاقة بين سيدة الأعمال الأمريكية شديدة الثراء جينيفر مكارثي (تشستاين) وراقص الباليه المكسيكي الشاب فرناندو (إيزاك هرنانديز) الذي تعرفت عليه خلال جولتها في المكسيك لافتتاح مشروعاتها الخيرية. تتعقد الأمور بينهما عندما يقرر فرناندو اجتياز الحدود إلى أمريكا بشكل غير قانوني ليبقى معها، ويحترف الباليه هناك.

القصة شديدة الوضوح، تُشبه حكاية الشاطر حسن الشهيرة، الفقير الذي أحب الأميرة، وحاول أن يتحدى الصعاب ليكلل حبهما بالزواج رغم الفارق المادي والاجتماعي بينهما، لكن الواقع ليس حالمًا مثل قصص ما قبل النوم تلك، وهو بالتأكيد ليس حالمًا في أفلام فرانكو.

ما يبدو في البداية قصة حب مشتعلة، ينكشف مع الوقت أنه ليس حبًا خالصًا، على الأقل من جهة جينيفر التي تُشبع رغباتها الجسدية من خلال فرناندو، لكنها ليست على استعداد لتحدي أهلها والمجتمع لتبقى معه. وبينما نراه هو يخاطر ويسافر بشكل غير قانوني إلى أمريكا ليلتقي بها، فإن بقاؤه بجانبها لم يكن الهدف الوحيد من هذه الهجرة، بل هو يحلم بأن يصبح راقص باليه محترفًا في الولايات المتحدة. أعطت هذه الأبعاد مسحة واقعية على كلتا الشخصيتين، ففي النهاية هل توجد علاقة حب نقية تمامًا؟ وفي حين بدت شخصية جينيفر أكثر وضوحًا وقابلية لتفهم دوافعها، حتى وإن اختلفنا معها، فإن بعض التغيرات التي مرت بشخصية فرناندو لم تكن على منطقية تمامًا، خاصة في الفصل الثاني من الفيلم عندما يقرر التصالح معها دون مقدمات، مما أدى إلى اختفاء فتاة مكسيكية قد تعرف عليها في أمريكا فجأة ودون أن نعلم ما حدث لها.

قبل أن يأتي الفصل الأخير الذي كان الأفضل بشكل ملحوظ، حتى إنه رفع من المستوى العام للفيلم. ففي هذا الفصل نصل إلى مرحلة المواجهة بين الشخصيتين، كل منهما يلقي بأوراقه كاملة، هي تتسلح بنفوذها وسطوتها، وهو يتمسك بأحلامه في أن يصبح راقصًا محترفًا، وما يمثله هذا الاحتراف من قيمة معنوية له قبل أي شيء، يسقط الحب، وتبقى بقية المشاعر. وأفضل ما قدمه ميشيل فرانكو هو أنه لم يجعل من الشاب المكسيكي ضعيفًا أو ضحية بالكامل أمام الأمريكية، بل منحه القدرة على مواجهتها ولو بقدر ضئيل، ولكن كما هو الوضع في أغلب أفلامه، فإنه ينحاز إلى النهايات الواقعية.

"أحلام" ليس فيلمًا طموحًا بشكل خاص في مسيرة المخرج، لكنه فيلم يشبه جدًا الوضع السياسي الراهن المتوتر. فطوال الفيلم نتساءل، هل كانت جينيفر ستمارس نفس السلوك لو الطرف الآخر أمريكيًا، حتى لو كان بنفس الظروف؟ أم أن كونه من المكسيك ساهم في استضعافها له؟ ويبدو أن الميل للوضوح والمباشرة سنجدها في عدة أفلام هذا العام، شاهدناها في فيلم المخرج الكوري بونج جون هو "ميكي 17" (Mickey 17)، ثم في فيلم ميشيل فرانكو، وقد يتأكد هذا من خلال أفلام لاحقة.

 

مجلة "هي" السعودية في

17.02.2025

 
 
 
 
 

حب حسي بين راقص مهاجر وثرية أميركية يثير جمهور برلين

فيلم "أحلام" للمخرج المكسيكي ميشال فرنكو يفضح دور المال في صناعة عالمنا الحديث

هوفيك حبشيان 

ملخص

يتنقّل المخرج المكسيكي ميشال فرنكو بين المهرجانات منذ نحو عقد ونيف. بعدما عرض أفلامه في كانّ والبندقية، ونال فيهما الجوائز، ها هو يشارك للمرة  الأولى في مسابقة مهرجان برلين السينمائي (13 - 23 فبراير/ شباط) بجديده "أحلام".

في فيلم "أحلام" يستعيد ميشال فرنكو التعاون مع الممثّلة الأميركية الكبيرة جسيكا تشاستاين، وهذا، بعدما كان أعطاها البطولة في عمله السابق "ذاكرة"، علماً انها شاركت أيضاً في إنتاجهما. فرنكو اقترح عليها الدور، وهما يتناولان الغداء أثناء تصوير الفيلم السابق، فوافقت فوراً من دون أن تقرأ السيناريو، خصوصاً أنّ كليهما استمتعا جداً في العمل معاً في المرة الأولى. هذا يعطي فكرة عن الانسجام بين الممثّلة الجريئة والمغامرة، والمخرج الموهوب الذي يبدو أنه وجد فيها ملهمته. 

يعرض الفيلم علاقة بين سيدة أميركية ثرية من سان فرنسيسكو تُدعى جنيفر (تشاستاين) والمكسيكي فرناندو الذي يصغرها سناً (راقص الباليه أيزك هرنانديس). يطمح الأخير إلى النجومية في مجال رقص الباليه، فيعبر الحدود من بلاده إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية لملاقاة جنيفر التي كان قد تعرف عليها خلال زيارة لها إلى المكسيك. جنيفر لم تصنع ثروتها بنفسها، بل تدين بها لوالدها رجل الأعمال الذي يرعى مشاريع فنية وثقافية كبيرة. نراها تمضي معظم وقتها داخل أروقة عالم أنيق ومنمّق يغلب عليه النمط المينيمالي. حتى منزلها تنعدم فيه التفاصيل الكثيرة. ولجنيفر هذه، مشروع تأسيس مدرسة رقص في المكسيك، البلد الذي تعرفت فيه على فرناندو وأقامت معه علاقة، ثم أمدّته بالامكانات اللازمة لفتح طريق الشهرة والنجاح أمامه. لكن فرناندو لم يكتفِ بهذا الدعم المالي، بل يريد أن يكون نجماً في أميركا!

يبدأ الفيلم مع عبوره حدود "أرض الميعاد" الصحراوية القاحلة عبر تكساس، ليحط في سان فرنسيكسو، في مشاهد تشبه "النجاة من الموت". لن يكون الجميع محظوظين مثله، فالبعض يتم القبض عليهم أو يموتون في الحر والجفاف. عند وصوله إلى سان فرنسيسكو، يقتحم منزل جنيفر. وعندما تصل صاحبة البيت، ومن دون كلمات كثيرة ونقاش طويل، نراهما يمارسان الحب في مشاهد يصوّرها الفيلم بإروسية جميلة، سرعان ما ترسم خارطة طريق الفيلم وتحدد هويته.

نعي من دون جهد كبير، أننا أمام نص سينمائي يتناول هواجس التملك والتكفير عن الذنوب، إنطلاقاً من العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بالمكسيك، أي المهيمن والمهيمن عليه، حتى لو تحقق هذا كله في إطار الحب والانجذاب الجسدي والدعم المادي والمساعدة والرعاية وغيرها من الأمور التي في الظاهر شيء وفي الباطن شيء آخر. هذا بالإضافة إلى الخطاب النقدي عن الفن ومصادر التمويل ومن يقف خلفه من رعاة وداعمين، لديهم نيات تختلف عن نيات الفنانين. لكن هذا الخطاب يتجسّد في حده الأدنى، ويكاد يكون غير مرئي، يقاربه فرنكو بانضباط شديد، يساعده في منح الفيلم هوية بصرية وإخراجية. 

جسيكا تشاستاين وشخصيتها محورية في الفيلم. تمرعبرها كل التناقضات التي ودّ المخرج الإضاءة عليها، إضافة إلى جرأتها في قبول مشاهد الجنس. عن هذه الشخصية التي تحمل دلالات سياسية، يقول فرنكو: "جسيكا ممثلة شجاعة تحب التحديات، ولهذا السبب تحب التصوير معي. لأننا لا ننجز أفلاماً تُظهر فقط أفضل جانب في الشخصيات، بل في كثير من الأحيان ننجز عكس ذلك. ننبش في الجانب المظلم من الناس. هي الآن في مرحلة من حياتها المهنية تجعلها تحب هذه التحديات. شخصيتها، جنيفر، جيدة أو تعتقد أنها كذلك.

لكن من السهل أن تكون جيداً عندما تكون ثرياً وكلّ شيء في حياتك على ما يرام. بالتأكيد، ستكون شخصاً عظيماً. ولكن ماذا يحدث عندما تضطر إلى مواجهة الصعاب؟ هذه هي حال الناس العاديين في العالم. فجأةً، تجد جنيفر نفسها في مأزق ولا تتفاعل إزاءه جيداً. أما في ما يتعلق بمشاهد الجنس، فعندما أجريتُ المحادثات الأولى مع جسيكا، فهمنا أنها جزء مركزي من الفيلم. وكانت مفتونة بكيفية أن هذه اللحظات ستروي أكثر من مجرد لحظة حميمة. القصة تتطور بسببها. فهي ليست مشاهد استعرائية بل تخدم القصة وأساسية لفهم الشخصيات". 

مع "أحلام"، أنجز ميشال فرنكو فيلماً نقدياً آخر عن دور المال في صناعة عالمنا الحديث فناً وثقافة. ولكنه أنجزه بالاستعانة بأبجديات الفيلم الحسّي الذي يمرر الأفكار بسلاسة، محاولاً إقناع من يقرأ بين الأسطر. ورغم أنه حاول كثيراً في أفلامه كشف تأثيرات الظلم في حياة البشر، ففيلمه لا يحمل سمات مباشرة. وقد تتجسّد نياته في المقابلات التي يجريها أكثر من عمله السينمائي. يقول: "إنني أتحدث نيابة عن الغالبية العظمى، ونحن جميعاً منزعجون من الخلل في التوازن الذي يشهده العالم. أصحاب الامتيازات يبدو انهم فوق القانون.

يعظون ولا يطبقون شيئاً من عظاتهم. هذه النسبة الصغيرة من الناس تتسبّب بمشاكل أكثر من الحلول، وتتدخل في أمور تتجاوز فهمهم. وعندما يقتحمون ميدان السياسة يقتحمونه فقط لأنهم يشترون المناصب بالمال، لا بفضل جدارتهم. لطالما اهتممتُ بالصراع الطبقي والظلم الاقتصادي. حساس جداً أمام هذا الشأن، لأنني مكسيكي وهناك عدد كبير من المكسيكيين الذين يحاولون عبور الحدود بحثاً عن حياة أفضل، مساهمين في الاقتصاد الأميركي والمجتمع والحياة الثقافية في طرق متعددة. ومع ذلك، غالباً ما يتم تصويرهم كطفيليين ودخلاء أو حتى مجرمين، بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً". 

 

الـ The Independent  في

17.02.2025

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة يبدأ الشرارة الأولى من (برلين)!!

طارق الشناوي

صورة تناقلتها المواقع من برلين تجمع بين حسين فهمى رئيس المهرجان، والناقد السينمائى الشاب محمد طارق المدير الفنى الجديد، وفى الخلفية قصر المهرجان الذى يشهد الحفلات وكل العروض الرئيسية بالمهرجان.
تلك اللقطة تحمل دلالة مباشرة تشير إلى أن ساعة العمل قد دقت مبكرا فى المهرجان.

حرص حسين كعادته فى السنوات الأخيرة، على التواجد فى الفعاليات ومتابعة الأفلام لاختيار الأفضل، والتى تتوافق مع توجهات وأهداف مهرجان (القاهرة)، أتمنى أن تنفتح الرقابة المصرية وتدرك الخيط الرفيع بين عرض الفيلم جماهيريا والتصريح به داخل فعاليات المهرجان، هذا يستتبع زيادة هامش المسموح، وأكاد أن أجزم بما فيهم وزير الثقافة، د. أحمد هنو، هل حقا الرقيب القادم هو الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال، أم أن فى (الأمور أمورا)؟. عبد الرحيم أكد لى شخصيا صحة الترشيح، وأن الأمر لا يتجاوز إجراءات شكلية فى طريقها للحل، والوزير د. أحمد هنو صرح أيضا فى أكثر من لقاء تليفزيونى بذلك، إلا أن ذلك حتى الآن لم يصبح كذلك!!.

نأمل جميعا خيرا، وأن يتولى مسؤولية الرقابة عقل قادر على استيعاب الزمن، الذى أسقط من بين مفرداته كلمة (الممنوع)، صار هناك التصنيف العمرى، المطبق نظريا فى مصر منذ 13 عاما، وأكرر نظريا وليس عمليا، شرفت أننى كنت فى اللجنة التى أقرت هذا التطبيق، فى زمن وزير الثقافة الراحل الأسبق د. جابر عصفور.
إلا اننا واقعيا لا نزال نتحرك وفقا للقانون السابق، الذى يصادر كل ما هو خارج عن المألوف، لم ندرك أن التصنيف العمرى المعمول به عالميا قبل نحو 60 عاما، مواكبا لا نتشار الميديا)، حدد المرحلة العمرية، التى يجاز بعدها العرض، وفق جدول مقنن بدقة، صارت العصمة الآن بيدك أنت عزيزى القارئ.

المتلقى حاليا وفق معايير علمية محددة، هو الذى يملك عن طريق (الريموت كنترول) القرار؟.

هل موظفو الرقابة الحاليون مع وافر الاحترام لهم جميعا مؤهلون لأداء هذا الدور؟، المفروض أن التصنيف العمرى يتكئ على رؤية اجتماعية ونفسية يجب أن يتاح للمتخصصين تحديدها، بحكهم درايتهم وخلفياتهم العلمية، بينما الرقابة المصرية، بتكوينها الحالى لا تستطيع القيام بهذا الدور. فى العالم أسقطوا تماما سلاح المنع، اللجنة تختار فقط من يحق لهم المشاهدة، وهى ثقافة يجب أن يزرعها الآباء والأمهات لدى أبنائهم، ثقافة مغايرة تماما، لما تعودنا عليه، أول قضية يجب على الرقيب القادم حسمها، إضافة تلك (الكوادر) الذين يحق لهم الآن تقييم الأعمال الفنية برؤية أخرى، تتكئ على معايير مختلفة.

(برلين) من أكثر المهرجانات حفاوة بالسينما العربية، تتعدد أقسامه حيث دأب الجيل الجديد من المخرجين على فك الشفرة والتواصل مع المهرجانات العالمية، فى الماضى كان الأمر مقصورا على يوسف شاهين ومن بعده عدد من تلاميذه على رأسهم المخرج يسرى نصرالله، هذا الجيل عرف قواعد اللعبة تماما، وكثيرا ما منحهم يسرى نصرالله عن طيب خاطر الكثير من المفردات الخاصة بالوصول إلى المهرجانات.

قرار حسين بإعلان اسم المدير الفنى الجديد من أمام قصر مهرجان (برلين)، يقدم رسالة تؤكد أن العمل قد بدأ بالفعل وقبل حتى الذهاب إلى (برلين)، والمدير الفنى الجديد محمد طارق، لم يتم اختياره لأنه فقط ناقد موهوب، ولكن ينبغى أولا أن يصبح ملما بمفردات الصناعة، وكيف يتعامل مع كبرى الشركات العالمية، للحصول على الفيلم لعرضه بالمهرجان. إنها قطعا موهبة أخرى، لا يكفى فيها القدرة على اختيار الفيلم، وهو ما يجيده قطعا الناقد، ولكن المعضلة الأهم، كيف تقنع أصحاب الأفلام بأن العرض بـ (القاهرة) هو الأوفق لهم؟.. تظل تلك مواصفات استثنائية.

ازداد الأمر صعوبة ووعورة أيضا مع تواجد العديد من المهرجات العالمية داخل الوطن مثل (الجونة) أو فى عالمنا العربى مثل (البحر الأحمر)، ونضيف لهما أيضا (الدوحة) الذى ينطلق فى شهر نوفمبر القادم بميزانية وكوادر مدربة على اقتناص الأفضل، يصبح على المدير الفنى محمد طارق أعباء متعددة، سبق له أن شارك فى الكوادر الأساسية لمهرجانى (الجونة) و(القاهرة)، وربما غيرهما أيضا، مما يمنحه القدرة على اقتناص الأفضل.

مواصفات الإلمام بالمعادلة الإنتاجية بكل تفاصيلها لا تكفى فيها بالضرورة أن تكون ناجحا فى مجالك الفنى، فلا أتصور مثلا أن مخرجا كبيرا بحجم الراحل يوسف شاهين أو نجما عالميا مثل عمر الشريف يصلح للرئاسة الفعلية لمهرجان، من الممكن أن يصبح واجهة شرفية مثلما قرر مثلا وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى أن يسند الرئاسة الشرفية لعمر الشريف بينما رأس المهرجان فعليا حسين فهمى، منذ عام 1988 وعلى مدى أربع سنوات، وذلك بعد رحيل سعد الدين وهبة.

المدير الفنى عليه تحديد من خلال الأفلام والمشاركات والتكريمات والندوات، تأكيد الهوية الفنية والسياسية.

لا يزال المأزق الأكبر لمهرجان القاهرة هو تضاؤل الميزانية مع تآكل قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار واليورو، وعندما نعلم أن ميزانية مهرجان (برلين) تصل إلى 35 مليون يورر، بينما (مهرجان القاهرة) يتحرك فى نحو نصف مليون يورو فقط، ندرك أن المأزق الأول الذى يواجه حسين فهمى كيف يعثر على (سبونسر)، داعمين للمهرجان، وفى نفس الوقت يظل حريصا على هوية المهرجان، وهو حديث يستحق يوما ما- بعد نهاية فعاليات (برلين)- إطلالة أخرى!!.

 

المصري اليوم في

17.02.2025

 
 
 
 
 

فيلم يفضح ازدواجية الليبرالية في أميركا

برلين 75: "Dreams".. قصة حب تكشف وهم الأحلام وحدود الواقع

 أحمد العياد

إيلاف من برلينفي النسخة الحالية من مهرجان برلين السينمائي لهذا العام، خطف فيلم Dreams للمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو الأنظار، ليس فقط بسبب قصته العاطفية المشحونة، بل أيضًا للطريقة التي يفتح بها جروحًا سياسية واجتماعية حول الهجرة، والفوارق الطبقية، والحدود غير المرئية التي تفصل بين البشر. يجمع الفيلم بين النجم المكسيكي الصاعد إسحاق هيرنانديز، الذي يخوض تجربته السينمائية الأولى، والنجمة المخضرمة جيسيكا شاستين، في عمل درامي يكشف هشاشة الأحلام عندما تصطدم بواقع لا يرحم.

تدور أحداث الفيلم حول فرناندو، شاب مكسيكي موهوب في رقص الباليه، يقرر مغادرة بلده والعبور إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية من أجل الوصول إلى جينيفر، وهي امرأة ثرية تنتمي إلى النخبة الأميركية، وتعمل في مجال الأعمال الخيرية عبر مؤسسة تدعم المواهب الشابة في المكسيك. يعتقد فرناندو أن جينيفر ستكون نقطة انطلاقه نحو النجاح، لكنها سرعان ما تجد نفسها ممزقة بين مشاعرها تجاهه والتداعيات الاجتماعية التي قد تترتب على ارتباطها به.

إسحاق هيرنانديز ليس مجرد ممثل مبتدئ، بل هو راقص باليه عالمي، صنع اسمه في كبرى الفرق العالمية. عندما اختاره ميشيل فرانكو لتجسيد شخصية فرناندو، لم يكن القرار عشوائيًا. فالشخصية لم تكن مكتوبة في البداية كراقص باليه، ولكن بعد لقاء فرانكو به، أعاد صياغتها لتناسبه، مما أضفى طابعًا أكثر أصالة على الدور.

هيرنانديز تحدث عن التجربة قائلًا: "كنت أشعر بثقل المسؤولية، لأنني لم أرد فقط أن أمثل الشخصية، بل أن أعيشها بكل تفاصيلها. كنت أبحث عن تلك المشاعر الحقيقية التي تدفع الإنسان إلى المخاطرة بكل شيء في سبيل الحلم."

كونه مهاجرًا بنفسه، عاش هيرنانديز في دول عديدة مثل هولندا وإنجلترا والولايات المتحدة، لكنه يدرك أن تجربته تختلف عن تجربة فرناندو، الذي يعبر الحدود بطريقة غير شرعية، غير محمي بأي امتيازات أو ضمانات. أضاف "أردت أن أفهم اليأس الذي قد يدفع شخصًا ما إلى تعريض حياته للخطر فقط ليحصل على فرصة قد لا تأتي أبدًا."

على الجانب الآخر، تقدم جيسيكا شاستين دورًا مختلفًا عن أدوارها المعتادة. تلعب دور جينيفر، امرأة تمتلك كل شيء ظاهريًا، لكنها تكتشف أن حياتها قد تكون مجرد صورة زائفة تحاول الحفاظ عليها. من اللحظة التي يدخل فيها فرناندو عالمها، تبدأ هشاشة وضعها في الظهور.

تحدثت شاستين عن طبيعة الشخصية قائلة: "جينيفر ليست بطلة نموذجية، وليست شريرة أيضًا. إنها امرأة تواجه صراعًا داخليًا بين ما تريده وما تتوقعه منها بيئتها. هذا النوع من الأدوار هو ما يجذبني كممثلة، حيث لا توجد إجابات واضحة أو شخصيات بيضاء وسوداء."

رغم العلاقة العاطفية التي تجمعها بفرناندو، لا تستطيع جينيفر الهروب من حقيقة أنها تنتمي إلى طبقة تحتقر أمثاله، حتى لو لم تعترف بذلك صراحةً. ورغم تعاطفها معه، فإنها تتصرف بدافع حماية مكانتها أكثر من أي شيء آخر. في أحد المشاهد الحاسمة، تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ قرارات قاسية، وهو ما جعل بعض النقاد يشيرون إلى أن الفيلم يفضح ازدواجية الليبرالية الزائفة التي تدعي دعم الفئات المهمشة بينما تظل خاضعة لمصالحها الخاصة.

يُعرف ميشيل فرانكو بأعماله التي تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية بطريقة غير مباشرة لكنه في هذا الفيلم كانت أفكار وإسقاطاته مباشرة بشكل كبير .

قال فرانكو في إحدى المقابلات "عندما كنت طفلًا وأزور الولايات المتحدة، كنت ألاحظ أن الجميع يتحدث الإسبانية، لكن المكسيكيين هم من يعملون في المهن الصعبة. كيف تشرح لطفل أن لغته الأم هي لغة العمالة الرخيصة في بلد آخر؟"

ورغم أن الفيلم يتزامن مع تصاعد النقاش حول سياسات الهجرة في أميركا، خصوصًا مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، إلا أن فرانكو يرفض أن يكون الفيلم تعليقًا سياسيًا مباشرًا. أوضح: "سياسات الهجرة لم تكن يومًا عادلة، سواء في عهد ترامب أو قبله. الفيلم لا يتعلق برئيس أو حزب، بل بحقيقة أن المهاجرين، بغض النظر عن مواهبهم أو إنجازاتهم، يظلون دائمًا في وضع هش."

يلعب روبرت فريند دور جاك، شقيق جينيفر، وهو شخصية تعكس امتيازات النخبة الأميركية. يمثل جاك تلك الفئة التي ترى نفسها تقدمية ومنفتحة، لكنها في النهاية لا تستطيع تجاوز جذورها الطبقية. عندما يبدأ يشعر بأن علاقة شقيقته بفرناندو قد تهدد استقرار العائلة، يتدخل لإنهاء الأمر بطريقته الخاصة.
صرّح فريند عن الشخصية قائلًا: "جاك ليس شخصًا شريرًا، لكنه مقتنع بأن النظام الاجتماعي يجب أن يبقى كما هو، وأن فرناندو ليس جزءًا من هذا النظام. بالنسبة له، المال والسلطة هما القاعدة، ومن يفتقد أحدهما، لا مكان له
."

ما يميز أعمال ميشيل فرانكو هو أنه لا يمنح الجمهور النهايات السعيدة المتوقعة. Dreams لا يختلف عن ذلك، حيث ينتهي الفيلم بلحظة صادمة تعكس قسوة الواقع الذي يعيشه المهاجرون غير الشرعيين. بعض المشاهدين اعتبروا النهاية قاسية، لكن فرانكو دافع عن خياره قائلًا: "لم أكن أريد أن أخدع الجمهور. الحياة ليست عادلة، فلماذا يجب أن تكون الأفلام كذلك؟"

لاقى الفيلم استقبالًا حافلًا في مهرجان برلين، حيث أشاد النقاد بالفيلم ونال أعلى التقييمات في مجلة سكرين . كما حظيت جيسيكا شاستين بثناء كبير على تجسيدها لشخصية مركبة تعكس ازدواجية الطبقة الليبرالية.
ليكونDreams ليس مجرد فيلم عن الحب أو الهجرة، بل عمل يُجبر المشاهد على مواجهة حقائق غير مريحة عن الامتيازات، الحدود، والأحلام التي تتحول إلى كوابيس عندما تصطدم بجدران الواقع الصلبة
.

 

####

 

بونغ جون-هو يغامر بالخيال العلمي:

Mickey 17 يخطف الأضواء في مهرجان برلين السينمائي

 أحمد العياد

إيلاف من برلينخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ75، تحدث المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون-هو عن فيلمه الجديد "Mickey 17"، الذي يجمع بين الخيال العلمي والكوميديا السوداء، ويقوم ببطولته روبرت باتينسون، إلى جانب مارك روفالو، توني كوليت، وستيفن يون.

الفيلم مقتبس من رواية "Mickey7" للكاتب إدوارد أشتون، ويتناول قصة ميكي بارنز، العامل الذي يجد نفسه في وظيفة غريبة حيث يُطلب منه أن يموت مرارًا وتكرارًا كجزء من مهمته، في رؤية سينمائية تتناول قضايا الهوية البشرية والتكنولوجيا والرأسمالية.

بونغ جون-هو، الذي اشتهر بفيلمه الحائز على جائزة الأوسكار "Parasite"، أوضح خلال المؤتمر أنه استوحى شخصية السياسي الديماجوجي التي يجسدها مارك روفالو من ديكتاتوريين سابقين، لكنه لم يقصد الإشارة إلى أي شخصية سياسية معاصرة بعينها. وأضاف أن التاريخ يعيد نفسه دائمًا، مما يجعل الشخصية تبدو مألوفة في السياق السياسي الحالي.

وأكد أن الفيلم، رغم أنه يدور في المستقبل، إلا أن قصته قد تكون انعكاسًا لما يحدث في الحاضر أو الماضي، في تأكيد لأسلوبه السينمائي الذي يمزج بين القضايا الاجتماعية والخيال العلمي. كما أشار إلى أن "Mickey 17" هو أول فيلم يقدمه يحتوي على قصة حب، مؤكداً أنه يسعى إلى تقديم أفلام في جميع الأنواع السينمائية، باستثناء المسرحيات الموسيقية التي قال إنه يخشاها.

روبرت باتينسون، الذي يلعب دور البطولة في الفيلم، أعرب خلال المؤتمر عن إعجابه الشديد ببونغ، واصفًا إياه بأنه أحد "أساتذة السينما"، مشيرًا إلى أنه وضعه ضمن قائمة مخرجيه المفضلين. وأوضح أن العمل مع بونغ كان تجربة مذهلة ومليئة بالتحديات، مشيدًا بالطريقة التي يمزج بها بين الفكرة الفلسفية والتسلية السينمائية.

من جهتها، كشفت الممثلة توني كوليت أنها وافقت على المشاركة في الفيلم دون حتى قراءة السيناريو، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لها، لكنها فعلت ذلك بناءً على ثقتها التامة برؤية بونغ الفنية.

بعد العرض الأول للفيلم في برلين، لاقى "Mickey 17" استحسان النقاد، حيث حصل على تقييم 85% على موقع Rotten Tomatoes. وأشادت المراجعات بأسلوب بونغ المميز في تقديم قصة تمزج بين الفكاهة، العنف، والعاطفة قبل أن تتطور إلى مستوى أكثر عمقًا وتأثيرًا.

وأشار النقاد إلى أن الفيلم يتميز برسائل سياسية واجتماعية حادة، في إطار بصري قوي وأداء تمثيلي متميز. وقد وصف بعض المشاهدين الفيلم بأنه مغامرة خيال علمي ممتعة تحمل رسالة قوية، فيما أشاد آخرون بقدرة بونغ على تقديم قصة غير تقليدية بميزانية ضخمة.

من المقرر أن يبدأ عرض "Mickey 17" في دور السينما في كوريا الجنوبية في 28 فبراير 2025، قبل أن يُطرح عالميًا من خلال شركة وارنر براذرز في 7 مارس 2025.

وخلال المؤتمر الصحفي، كشف روبرت باتينسون عن بعض الأخبار المتعلقة بفيلمه القادم "The Batman Part II"، مؤكدًا أن التصوير سيبدأ في أواخر عام 2025، وأن الإصدار تأجل إلى 1 أكتوبر 2027 بعد أن كان مقررًا في 2026. وأوضح أن التأجيل جاء نتيجة تداعيات جائحة كورونا، التي قال إنها محَت ثلاث سنوات من الحياة السينمائية.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

17.02.2025

 
 
 
 
 

تيموثي شالاميت يتحدث عن الموسيقي بوب ديلان وفيلم Dune

لميس محمد

تحدث النجم العالمى تيموثي شالاميت عن التشابه الذى يجمع بين نجم الموسيقى بوب ديلان وفيلم Dune فى الرسائل السياسية التى يركز عليها كلاهما، وذلك بعدما سُئل شالاميت عما تعلمه من لعب دور المغني الشعبي الشهير فى فيلم السيرة الذاتية عن ديلان الذى طرح تحت اسم   A Complete Unknown،.

وفي مقارنته بين الرسائل السياسية لديلان وتلك التي ظهرت في فيلم Dune لـ فرانك هربرت، أكد شالاميت قائلا إن كليهما علماه أن يكون حذرًا من الشخصيات الشبيهة بالطوائف".

وصرح شالاميت لـ موقع Deadline قائلا: "لن أتحدث نيابة عن بوب ديلان لأنه على قيد الحياة وبصحة جيدة في ماليبو، لكن تفسيري لما تعلمته من تقديمى لـ شخصيته فى فيلم السيرة الذاتية هو أن تكون حذرًا من أي شخصية تشبه المنقذ".

وأضاف شالاميت قائلا: "أما فيلم Dune لفرانك هربرت، الذي كُتب فى نفس الفترة من التاريخ الأمريكي الذى لمع فيها اسم ديلان، ألا أن هربرت كان يعيش على الساحل الغربي، وكان بوب ديلان يعيش على الساحل الشرقي، لكن الرسالة كانت لا تزال متشابهة فى وجهة نظر السياسية".

 

اليوم السابع المصرية في

17.02.2025

 
 
 
 
 

مشاريع تحصد جوائز مرموقة

أفلام واعدة في سوق برليناله للإنتاج المشترك 2025

شيماء صافي

إيلاف من برلينشهدت النسخة الـ22 من سوق برليناله للإنتاج المشترك (15-19 شباط- فبراير 2025) تكريم مجموعة من المشاريع السينمائية الواعدة، حيث مُنحت خمس جوائز نقدية وجائزة عينية لدعم تطوير الأفلام الروائية المختارة.

يهدف هذا الحدث إلى تعزيز التعاون بين صناع السينما من مختلف أنحاء العالم وربطهم بالممولين والشركاء المحتملين.

ذهبت جائزة Eurimages لتطوير الإنتاج المشترك، البالغة قيمتها 20,000 يورو، إلى منتجي Cinédokké & Okofilm Productions من سويسرا عن مشروعهم Ibicaba - Visions of Paradise، للمخرجة أندريا شتاكا.

وتأتي هذه الجائزة كجزء من جهود منظمة Eurimages لدعم تطوير الأفلام الأوروبية. تألفت لجنة التحكيم من ممثلين عن جهات تمويلية وهم إيليني تشاندريو (اليونان)، أوستين ريفسيت (النرويج)، والمنتجة لابينا ميتيفسكا (مقدونيا الشمالية).

كما تم تقديم جائزة Eurimages الخاصة لتطوير الإنتاج المشترك لمشروع سينمائي أوكراني واعد، حيث حصلت عليها شركة Tabor، ممثلة بالمنتجة داريا زخاروفا، عن مشروع The Earth Is Flat – I Flew Around and Saw It للمخرج مكسيم ناكونيتشني.

جائزة جمهور الجيل Z لأول مرة

تم هذا العام إطلاق جائزة جمهور الجيل Z لأول مرة، وهي جائزة بقيمة 5,000 يورو تُمنح لمشروع سينمائي يستهدف الجمهور الشاب بين 20 و28 عامًا.

حصل على الجائزة مشروع 30 Days of Summer للمنتجة الأوكرانية ألكسندرا كوستينا (Bosonfilm). تألفت لجنة التحكيم من خمسة طلاب سينما من جامعات ألمانية وفرنسية، برعاية المكتب الفرنسي-الألماني للشباب (FGYO).

أما جائزة VFF للمواهب البارزة، التي تبلغ قيمتها 10,000 يورو، فقد ذهبت إلى مشروع March 14th للمخرج ألبرتو غروس مولو، والذي قدمته المنتجة لورا إيجيدوس بلاخا (Contraria Media، إسبانيا). كما حصل كل من المنتجتين أليس بلوخ (فرنسا) وجوليا ألفيس (البرازيل) على جوائز ترشيحية بقيمة 1,000 يورو لكل منهما.

مُنحت جائزة ARTEKino الدولية 2025 لمشروع Dreamgirl للمخرج كآن موجديجي (تركيا)، حيث تقدم ARTE هذه الجائزة، البالغة 6,000 يورو، لدعم المشاريع المتميزة فنيًا في سوق برليناله للإنتاج المشترك.

من جهة أخرى، حصل مشروع The Sun Sees Everything للمخرج وسام تنيّوس (لبنان)، الذي تنتجه Abbout Productions، على جائزة استراتيجيات الجمهور من الصندوق العالمي للسينما (WCF). تقدم هذه الجائزة استشارات موسعة حول استراتيجيات التسويق والتواصل مع الجمهور، مما يعزز فرص نجاح المشروع عالميًا.

مشاركة 35 مشروعًا سينمائيًا

شهد سوق برليناله للإنتاج المشترك 2025 مشاركة 35 مشروعًا سينمائيًا اجتمع منتجوها مع شركاء تمويليين ومستثمرين محتملين. تم تنسيق أكثر من 1,500 اجتماع فردي لمساعدة أكثر من 600 مشارك على بناء شراكات إنتاجية جديدة. كما تم اختيار عشرة كتب للأعمال السينمائية وعشرة مشاريع مسلسلات جديدة لعرضها في الفعاليات التقديمية Books at Berlinale وCo-Pro Series.

وعلى مدار السنوات الماضية، تمكن أكثر من 390 فيلمًا و25 مسلسلًا من إكمال إنتاجهم بعد المشاركة في سوق برليناله للإنتاج المشترك. من بين هذه الأعمال، يُعرض فيلمان هذا العام ضمن مهرجان برليناله: Kein Tier. So Wild. للمخرج برهان قرباني (Berlinale Special)، وAto Noturno للمخرجين مارسيو ريولون وفيليبي ماتزمباخر (Panorama).

يُعد سوق برليناله للإنتاج المشترك جزءًا من Berlinale Pro، وهي منصة تجمع بين السوق الأوروبية للأفلام، Berlinale Talents، والصندوق العالمي للسينما (World Cinema Fund). تعمل هذه المبادرة كمحفّز للإنتاج السينمائي وداعم رئيسي لصناع الأفلام في مختلف مراحل تطوير مشاريعهم.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

18.02.2025

 
 
 
 
 

تحقيق في مهرجان برلين السينمائي بسبب خطاب عن إبادة الفلسطينيين

برلين/ العربي الجديد

بدأ جهاز أمن الدولة التابع لمكتب التحقيقات الجنائية في ولاية برلين الألمانية التحقيق في واقعة الحديث عن وقوع إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وذلك خلال فعالية في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله). وصرح متحدث باسم شرطة برلين بأن القضية قيد التحقيق، وفقاً لما نقلته وكالة أسوشييتد برس. جهاز أمن الدولة مختص بالتحقيق في الجرائم ذات الطابع السياسي. وكانت عدة وسائل إعلام نشرت تقارير حول هذه الواقعة في وقت سابق.

كان المخرج جون لي (من هونغ كونغ) قرأ مساء أول أمس السبت في مؤسسة أورانيا التعليمية خطاباً للممثل الإيراني إرفان شيكاريرز الذي يشارك في فيلمه "كفيرين بانوراما" الذي عرض ضمن برنامج مهرجان برلين السينمائي الدولي. وظهر في وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يتضمن أجزاء من الخطاب الذي جاء فيه أن "الملايين من الفلسطينيين يختنقون تحت وطأة الدولة الاستيطانية الاستعمارية الوحشية لإسرائيل". كما ورد في الخطاب القول إن الحكومة الألمانية ومؤسساتها الثقافية، بما في ذلك مهرجان برليناله، "تسهم في نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)، والإبادة الجماعية، والمحو الوحشي للشعب الفلسطيني". وتردد في الخطاب أيضاً الشعار المؤيد لحق الفلسطينيين في الوجود: "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".

وقوبلت هذه التصريحات بردود فعل متباينة من الجمهور، بين تأييد وانتقاد. من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لـ"برليناله"، تريشا تاتل، إن المهرجان "يأسف بشدة بسبب الحادثة. وأردفت: "نبهنا ضيوفنا مسبقاً إلى أن هناك تصريحات سياسية تعد حساسة بشكل خاص وقد تقع تحت طائلة القانون".

قبل افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي، أشارت تريشا تاتل، في تصريح لها لوكالة فرانس برس، إلى أن الجدل أثنى بعض المخرجين عن المشاركة هذا العام. وأضافت: "لقد تواصل معنا عدد كبير من صانعي الأفلام من الدول العربية خلال الأسابيع الأخيرة للتأكد من أن المهرجان هو مساحة للحوار والخطاب المفتوح".

مبنى بي بي سي بعد تخريبه من قبل ناشطين مناصري للقضية الفلسطينية، 17 فبراير 25 (إكس)

تيلدا سوينتون تهاجم مخطط ترامب خلال افتتاح مهرجان برلين السينمائي

هاجمت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومشروعه بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، خلال افتتاح الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي.

ومُنحت الممثلة تيلدا سوينتون جائزة الدب الذهبي الفخرية تقديراً لمجمل مسيرتها في افتتاح المهرجان، وقالت سوينتون خلال تسلّمها الجائزة، مساء الخميس، إن "الممارسات اللاإنسانية تُرتكب أمام أعيننا"، وأشادت سوينتون بالمهرجان، ووصفته بأنه "عالم بلا حدود وبلا سياسة للإقصاء أو الاضطهاد أو الترحيل"، وأضافت أن "دولة السينما المستقلة العظيمة شاملة بطبيعتها ومحصنة ضد جهود الاحتلال أو الاستعمار أو الاستيلاء أو التملك أو تطوير ممتلكات ريفييرا"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يروج منذ 25 يناير الماضي لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، مع تحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وقد رفضت البلدان المعنية هذا المقترح، وانضمت إليها دول عربية وأخرى غربية بالإضافة إلى منظمات إقليمية ودولية، كما عارض أعضاء في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي هذا الاقتراح.

وأقرت تيلدا سوينتون بأن "عمليات القتل الجماعي التي ترتكبها الدول ويتم تمكينها دولياً تروع حالياً أكثر من جزء من عالمنا"، من دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل. واستطردت قائلة "هذه حقائق يجب مواجهتها. إنّ الممارسات اللاإنسانية ترتكب تحت أنظارنا، وأنا هنا لأحدّدها بالاسم من دون تردد أو شك (...) حكوماتنا مدمنة على الجشع وتتعامل بلطف مع مخربي كوكبنا ومجرمي الحرب...".

مسيرة ودعوات مقاطعة

نظم مناصرون للقضية الفلسطينية مسيرة في العاصمة الألمانية، تزامناً مع افتتاح الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، ورفعوا علم فلسطين ولافتات نددت بحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي حيّز التنفيذ ابتداءً من 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ليوقف حرب الإبادة على القطاع التي بدأت في السابع من أكتوبر /تشرين الأول 2023، وخلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى ودماراً شاملاً.

مسيرة مناصرة للفلسطينيين بالتزامن مع افتتاح مهرجان برلين السينمائي، 13 فبراير 2025 (العربي الجديد)

مسيرة مناصرة للفلسطينيين بالتزامن مع افتتاح مهرجان برلين السينمائي، 13 فبراير 2025 (العربي الجديد)

وانطلقت المسيرة من أمام موقع المهرجان، حيث اجتمع محتجون وناشطون حقوقيون مناصرون للفلسطينيين، وردّد المشاركون شعارات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية، ودعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.

كما دعت مجموعاتٌ مناصرة للفلسطينيين، بينها حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) و"عمّال السينما من أجل فلسطين"، إلى مقاطعته احتجاجاً على عدم إدانة منظميه علناً لحكومة بنيامين نتنياهو ولحرب الإبادة في غزة.

 

العربي الجديد اللندنية في

18.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004