ملفات خاصة

 
 
 

"ضوء" يفتتح مهرجان برلين وسط الثلج والتوتر السياسي

الخادمة السورية تكشف صعوبة التعايش بين الألمان والمهاجرين

هوفيك حبشيان 

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ملخص

تعقد الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي (الـ13 – الـ23 فبراير - شباط) في مناخين: طقس شتوي يغمر الشوارع بالثلوج للمرة الأولى منذ 15 سنة، وأجواء سياسية مشحونة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستحدد ما ستكون عليه ألمانيا طوال السنوات الأربع المقبلة.

هكذا بدت الملامح الأولى لمهرجان برلين، الحدث السينمائي البارز الذي افتتح مساء أمس، وكثيراً ما كان منبراً للأفكار والتطلعات ونقطة تلاق للقضايا السياسية والاجتماعية على رغم المنعطف السلبي الذي دخله في الدورة الماضية، متأثراً بتداعيات "طوفان الأقصى" فتحول ساحة للمهاترات.

والمهرجان، المعروف بتوجهاته وتركيزه على السياسة، يعيش هذا العام واقعاً معقداً مع تغييرات في إدارته، خصوصاً مع تبوؤ الأميركية تريشا توتل، 55 سنة، منصب المديرة الفنية بعد خمس دورات نظمها الإيطالي كارلو شاتريان، كانت عرضة لانتقادات كثيرة، فنية في الدرجة الأولى، علماً أن تفشي الوباء في بداية تسلمه مهماته لم يكن هدية له من السماء، بل صعب عليه إدارته للبرليناله. 

يواجه المهرجان اليوم مرحلة انتقالية صعبة ومخاضاً عسيراً وتجديداً يجري بالقفازات، هذا كله في ظل سلسلة من الأزمات التي عصفت به في السنوات الأخيرة، من دون نسيان التغييرات التي طرأت على المشاهدة في السنوات الأخيرة. فبعد استقالة شاتريان تحت وطأة الضغوط وصراعات داخلية متلاحقة، بات يشكل تسلم تريشا توتل دفة القيادة (هي المعروفة بمساهمتها في تطوير مهرجان لندن السينمائي)، أملاً بالنهوض بهذا الحدث الذي كان أصبح مهدداً نوعاً ما، بعدما فقد بريقه، وما عاد في استطاعته منافسة كل من كان والبندقية. وينظر إلى تعيين توتل كمحاولة لإعادة إحياء المهرجان، وسط تحديات كبيرة في عالم سريع التغير. ولعل الرهان الأكبر الذي يواجه الدورة الحالية هو قدرتها على الإتيان بخيارات سينمائية أفضل وتجاوز أخطاء الماضي ومواكبة تطلعات الجمهور، فهل تنجح توتل وفريقها في فرض بصمة مغايرة فنخرج من المهرجان بأكبر عدد من الأعمال السينمائية المهمة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام الـ10 المقبلة.

تركز الدورة الحالية على أفلام تعكس قضايا وشوؤناً معاصرة تتعلق بالهوية والهجرة والتغيرات المناخية، مما يؤكد التزام المهرجان بمناقشة المواضيع الاجتماعية والسياسية التي كثيراً ما كان مخلصاً لها. وعلى رغم غياب القامات الكبيرة التي تميل للمشاركة في مهرجاني كان والبندقية، فالتوقعات مرتفعة في شأن بعض الأعمال التي قد تحمل مفاجآت، خصوصاً مع زيادة الاهتمام بالأفلام المستقلة والإنتاجات غير التقليدية التي تأتي من خارج الصناعة ذات القوالب الجامدة.

المسابقة الرسمية تشمل 19 فيلماً طويلاً ستتنافس على "الدب الذهبي" وجوائز أخرى، التنوع الجغرافي الذي تأتي منه الأفلام يضمن تشابك القضايا ويعد الجمهور برحلة سينمائية عبر ثقافات وتجارب مختلفة كان الجمهور الألماني المثقف والمتابع مرحباً بها دوماً في بلاده. صحيح أن كثيراً من الأسماء داخل المسابقة "غامضة" وغير مألوفة، لكن بعض النقاد يرون  في ذلك فرصة لاكتشاف أصوات سينمائية جديدة، مما يعزز مكانة المهرجان كمنبر للتجديد الفني والانحياز لمواضيع سياسية جريئة وغير مستهلكة. وفي هذا الصدد، استحدثت توتل هذا العام قسماً جديداً باسم "برسبكتيف" ستعرض فيه الأفلام الأولى. 

علاقة وطيدة

تربط المهرجان بالمشاهدين المحليين علاقة طويلة، يظل الجمهور في قلب نجاح هذا الحدث. الدورة الماضية كانت سجلت نحو 450 ألف مشاهد، وعلى عكس البريق "الهوليوودي" الذي يميز تظاهرات سينمائية مثل كان والبندقية، يحتفظ المهرجان بهويته الخاصة حاصراً اهتمامه بالمحتوى السينمائي بدلاً من البهرجة، ولكن هذا لا يعني البتة أن مستوى أفلامه أفضل. عدم قدرته في منافسة المهرجانات التي تقام تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي مدن ساحلية فيها كثير من "الغلامور"، يجعله يميل إلى خط تحريري تغييري مختلف. 

هذا العام، يتولى المخرج الأميركي الشهير تود هاينز رئاسة لجنة التحكيم، بعد دورتين متتاليتين ترأستهما فنانتان من الولايات المتحدة. في ختام رحلة سينمائية تجمع بين المتعة والفائدة، سيتعين على اللجنة اختيار الفائزين، ويأمل المنظمون والصحافة والجميع أن تليق هذه الرحلة بمكانة المهرجان الذي أسس في ذروة الحرب الباردة وواكب مذ ذاك كل مراحل تاريخ ألمانيا الحديث، وتحولها من دولة منكوبة إلى قوة عظمى. 

وتعبيراً عن التقاطعات بين ألمانيا الماضي والحاضر، افتتح  المهرجان أمس بـ"الضوء" للمخرج الألماني توم تيكفر. عرض الفيلم خارج المسابقة، عائداً بمخرجه إلى الأضواء بعد أكثر من 15 عاماً على تقديمه لـ"العالمي" في المكان نفسه. بدأ تيكفر مسيرته في تسعينيات القرن الماضي، واشتهر دولياً بفيلمه الأيقوني "اركضي لولا اركضي"، الذي رسخ مكانته كأحد أكثر السينمائيين الأوروبيين تجريباً وتحديثاً. تميزت مسيرته بتنوع لافت، فهو تنقل بين أفلام هوليوودية ضخمة واقتباسات أدبية، إضافة إلى تأليف الموسيقى التصويرية. "الضوء" نقلة نوعية في مسيرته، على رغم أنه يحمل بصماته الإخراجية الواضحة. ومع أن أفلام الافتتاح في مهرجان برلين لم تحظ في السنوات الأخيرة بإشادة نقدية، وكان مستوى معظمها ضعيفاً، فيأتي "الضوء" مليئاً بالطموحات. على رغم ذلك، كان استقباله خلال عرض الصحافة بائساً إلى حد ما، ويبدو أن الكيفية التي عالج فيها تيكفر مسألة اللجوء في ألمانيا غير ملائمة لتطلعات أعضاء الصحافة.

يروي "الضوء" الذي يقع في نحو ثلاث ساعات، قصة عائلة ألمانية تتألف من خمسة أفراد. يعمل الأب في شركة إعلانات وتحاول الأم الحصول على تمويل لإقامة مشروع ثقافي في كينيا، أما الأولاد الثلاثة فينصرف كل منهم إلى شؤونه. العلاقات بينهم تكاد تكون معدومة، يوظفها المخرج لتناول مسألة انهيار وشيك قد يعانيه المجتمع الألماني. تنطلق الأحداث الكثيرة والمتشعبة، مع موت الخادمة التي تعمل لدى هذه الأسرة، لتستبدل على وجه السرعة بلاجئة سورية فقدت عائلتها في رحلة عبورها البحر للوصول إلى ألمانيا. يحمل الفيلم معه لحظات جميلة سينمائياً، خصوصاً أن المخرج صانع مشهد ممتاز، يطعم الدراما المتصاعدة بعدد من الفواصل الغنائية التي تخفف من مأسوية الأحداث وحدتها، لكن هناك في المقابل لقطات تقع في التكرار الممل، على رغم أن هذا لا ينتقص من أهمية هذا العمل السينمائي وقدرته على التحدث عن مسألة التعايش بين الألمان واللاجئين بنحو مغاير ومبتكر، بعيداً من الابتزاز العاطفي والتدليس السياسي. يأتي تيكفر بخطاب ملتبس، لا سيما عند الختام، يعبر عن العجز والذنب اللذين أصابا جيله وذلك لعدم قدرته على صناعة عالم أفضل يرثه لأولاده. 

 

الـ The Independent  في

14.02.2025

 
 
 
 
 

تيلدا سوينتون: فنّانة اللّايقين والمغامرة

هوفيك حبشيان

«يجب أن نتذكّر أن المُشاهد سينتعل حذاء الشخصية طوال الوقت. يتحوّل التمثيل إلى فنّ حقيقي، عندما تستطيع أن تأخذه إلى هذه الحالة». 

هكذا تعرّف الممثّلة البريطانية تيلدا سوينتون مهنة التشخيص التي برعت فيها منذ انطلاقتها في الثمانينات، حد أن مهرجان برلين يكرمها في دورته التي انطلقت أمس بجائزة «دبّ فخري» عن مجمل أعمالها، وذلك بعد أشهر قليلة من عرض «الغرفة المجاورة» لبدرو ألمودوفار الذي نال «أسد البندقية»، حيث تضطلع بدور سيدة تريد التخلّص من الحياة تحت وطأة المرض

سوينتون أكثر من مجرد فنّانة تتقمّص الأدوار ويتغير جلدها في أي جديد لها. كلّ شيء فيها خاص، من تسريحة شعرها إلى تفاصيل وجهها فصوتها وكلامها ومنطقها. إنها واحدة من الفنّانات اللواتي جسّدن الغرائبية في السينما. بسهولة، تعرفها عن زميلاتها. ممكن ربطها بديفيد بووي من حيث التميز والمغايرة، ومع ذلك ستبقى هذه المقارنة سطحية. فسوينتون مزيجٌ من الفلسفة والمعتقدات الراسخة، وهذا كله صاغ مسارها الفني منذ أول خطوة لها في الفنّ. عملت مع كبار المخرجين: سبايك جونز، بيلا تار، إريك زونكا، ديفيد فينتشر، الأخوان كوين وجيم جارموش، لكن أبرز محطّاتها كانت في التعاون مع البريطاني الراحل درك جارمان الذي منحها فرصتها في «كارافاجيو»(1986)، وهو الدور الذي مثّل نقطة انطلاقتها الحقيقية. مات جارمان عن 52 عاماً بعد إصابته بالإيدز، ولكنه لا يزال حياً يُرزق في معظم أحاديث سوينتون.

اليوم، وهي في الرابعة والستين، تجسيدٌ صارخ لفكر ما بعد حداثي لا تقيده نجومية عابرة. ذلك انها تغامر في أراض وعرة، على رمال متحركة، خلافاً لكثيرات من زميلاتها اللواتي اخترن البقاء في حيز الأمان. هي واحدة من تلك الشخصيات التي يصعب تصنيفها: منفتحة، مشبّعة بالتلقائية والشغف، لا تخشى أن تعبر عن أفكارها بصدق بعيداً من وقار التكلّف، والأهم غير معنية بركوب الموجات السائدة.

ترفض سوينتون المحاولات لفهم دافعها وراء كلّ خيار قامت به في حياتها. تؤمن بأن الحياة والفنّ يجب أن يظلا مفتوحين على المجهول، رافعةً شعار: «إني بحاجة لأن أظل في حالة من اللايقين».

أمام كلّ محاولة لكيل المدائح لها، ترد سوينتون بأنها «مجرد عاشقة للسينما». وتواصل: «كان لي هذا الشعور مذ كنت صغيرة. لم أطمح قط لأن أكون ممثّلة. أحياناً أشعر أنني لستُ في المكان الصحيح حتى بعد المشاركة في فيلمين أو ثلاثة. يمكن الشخص أن يكون طبيعياً في فيلم واحد فقط، أما الباقي فهو مجرد تمثيل. أحاول أن أجد تجديداً في كلّ مرة، حتى لو كنت لا أستطيع تغيير بعض الأشياء في داخلي».

نشأت تيلدا في بيئة اجتماعية وثقافية اعتادت النظر إلى الفنّ كشيء يُكتسَب بالفطرة وليس عبر الدراسة وتراكم التجارب. تتذكّر بأنها شعرت بالرغبة في الانضمام إلى «قبيلة الفنّانين» منذ نعومة أظفارها. كان والدها جندياً، وفي هذا الصدد تستعين بمقولة لبريسون الذي كان يقول إن السينما ساحة قتال، وهي لطالما شعرت بأنها مستعدة للمعركة

أول فيلم شاهدته سوينتون في صالة السينما كان «الساحرة المتدربة» لروبرت ستيفنسون في لندن في عيد ميلاد العام 1971. ومع ذلك، الفيلم الأول الذي شاهدته كان في سن الثامنة عبر التلفزيون. ظلّت تظن لفترة طويلة أن هذا الفيلم كان مجرد حلم لا حقيقة. سألت كلّ مَن حولها إذا كانوا يعرفونه، لكن تلقّت جواباً بالنفي، فاعتقدت أنه مجرد خيال. لكنها اكتشفت في السنوات الأخيرة أن للفيلم وجوداً في الواقع، ويُدعى «سلطة العشرة» للمخرجين راي وتشارلز إيمز. «إنه فيلم رائع. أعرضه أحياناً على الأطفال، فيشعرون وكأنهم قد تناولوا المهدّئات. يغمضون أعينهم ويتنقلون مع الفيلم بشكل عميق». 

عندما التحقت سوينتون بالجامعة لدراسة الأدب، توقّفت عن الكتابة فوراً. لم يكن ذلك قراراً واعياً، بل حدث ببساطة عندما وجدت نفسها غارقة في عالم جديد: صداقة، مسرح واكتشافات جديدة. سياسياً، انحازت إلى اليسار. رغم رغبتها في دراسة السينما، لم يكن هذا التخصّص متاحاً في جامعة كامبريدج. فوجدت في المسرح تعويضاً إلى حد ما، رغم أنها لم تشعر بأنها «وحش مسرحي» كما تقول وتكرر. في منتصف الثمانينات، كانت السينما البريطانية تسيطر عليها موجة تجارية لم تستهوها، ممّا جعلها تقترب من الاستسلام، فاختارت المقامرة كنوع من هروب، ونجحت في تحقيق أرباح كبيرة عبر الرهانات في سباق الخيل. تتذكّر حصاناً يُدعى ديفيليري. لم تنسه إلى اليوم، إذ عاشت سنة كاملة من الأموال التي ربحتها من خلال المراهنة عليه.

اللقاء الذي غيّر حياتها كان مع المخرج درك جارمان، وكان للأخير تأثيرٌ عميق على مستقبلها. شكّل جارمان مع سوينتون ثنائياً فنياً متكاملاً. تتذكّر: «كنت محظوظة بلقائي درك. كان يعمل في معهد الفيلم البريطاني الذي راح آنذاك يدعم أصواتاً جديدة خارجة عن النظام التقليدي. انضممتُ إلى هذا المعهد، وكنت أشعر بأنني جزء منه. كان الأمر يشبه ما فعله آندي وارهول مع «فاكتوري»، ولكن هذا النوع من التجمّعات الفنية ليس بالأمر الجديد، فقد شهدناه عبر العصور. كنّا مثل القراصنة في فكرنا، رغم أنني نشأتُ في بيئة اجتماعية محافظة نوعاً ما».

الفنّ جعلها تدرك أنه في إمكانها تقديم جزء من ذاتها فيه. تقول: «كانت ذاتنا هي ما يُطلب منّا تقديمه، لم نكن مستبعدين. اليوم، الأمور أصبحت أصعب، والزاوية التي ننظر منها إلى الفنّ تحتاج إلى التغيير. ومع ذلك، أنا مقتنعة بأنها مجرد سحابة سوداء ستمر»

عندما تسترجع مشاعرها تجاه مَن عملت وإياهم في تلك المرحلة، تقول: «كنت أتعاون مع هؤلاء الأشخاص لأسباب بسيطة: لأنهم كانوا رفقاء حياة. كنّا نلتقي لنتحدّث عن أفكار مثيرة، نتشارك الرحلات من مهرجان إلى آخر، وأحياناً نأخذ الحافلة معاً. لا شيء أجمل من العمل مع الأصدقاء. حتى عندما كنت أشارك في أفلام استوديوات، كنت أحرص على اختيار الأشخاص الذين يشتركون في الروح الإبداعية نفسها التي عند المستقلّين. بالنسبة لي، الأفلام مثل أوراق الشجر، والنقاش هو الجذع الذي يربطها بعضها ببعض».

كان درك جارمان بمثابة مرشد حقيقي لسوينتون، حيث تبنّاها فنياً وأتاح لها فرصة أن تشتغل بجدية على موهبتها. خلال تسع سنوات تعاونا في سبعة أفلام، ممّا سمح لها بأن تغرق في عالمه. من خلال «كارافاجيو» (المستوحى من حياة الرسّام الإيطالي الشهير)، دخلت سوينتون عالم السينما الحقيقية. وفي مهرجان برلين الذي تعود إليه اليوم بعد نحو أربعة عقود، اكتشفت لأول مرة التنوع السينمائي من مختلف بلدان العالم

اليوم، ترى سوينتون التمثيل كنوع من استسلام لرؤية المخرج: «عندما أكون في موقع تصوير فيلم لبيلا تار، أشعر برغبة قوية في الدخول إلى عالمه. أشعر بانزعاج عندما أفتقد هذا الشعور بالاندماج. أنا بريسونية بامتياز. فلسفة روبير بريسون عن الممثّل الموديل تعني لي الكثير. بريسون مدرستي الوحيدة. عندما تدخل عالم بيلا تار، لن يكون مثل دخولك إلى عالم وس أندرسون أو بونغ جون هو أو إريك زونكا. أنا في عالم مثل لوحة زيتية. ماتيس استخدم الأزرق بشكل مختلف عن دالي، كلّ واحد منهما أخرج شيئاً فريداً».

رغم إيمانها أنه عليها خدمة رؤية المخرج، تؤكّد سوينتون أن التمثيل ليس مجرد تنفيذ للدور بل مسؤولية، وهو ما تعلّمته من جارمان ومن كلّ مَن تعاونت معهم. «لا أريد أن أبدو متعجرفة، ولكنني أشعر أحياناً أنني جزء من عملية الإخراج، لأن كلّ مَن يشارك في الفيلم هو سينمائي بطريقة ما». تضيف أن الممثّلين الكبار عادة ما يجلبون عنصراً شخصياً من عندهم إلى الفيلم، وهي تحترم ذلك، لكنها لا تشعر بأنها تنتمي إلى هذا الخط.

لسوينتون اهتمام عميق بمسألة الهوية. وانطلاقاً منها تعارض المجتمع الذي يروج لفكرة أن لكلّ شخص هوية ثابتة لا مجال لتغييرها. تؤمن بأن الهوية خيار، وليست فرضاً. تقول: «في «دكتور جاكل ومستر هايد»، يتناول ستيفنسون فكرة ازدواجية الهوية. هويتي متعدّدة الوجه، ولا يمكن أي مجتمع ان يفرض عليّ هوية واحدة واضحة ومحددة. هذا الأمر يثير غضبي جداً. صراع الهوية موجود في أعمالي». 

بعيداً من أفكارها الراديكالية ومقاربتها الجادة للقضايا الكبرى، تتمتّع سوينتون بخفّة دم تجعلها محبوبة من الجميع. في لقاءاتها المفتوحة مع الجمهور، تتفاعل مع العديد من الناس بروح هادئة وأنيقة، وتحرص على التقاط الصور مع كلّ شخص على حدة.

يصعب الحديث عنها من دون ذكر الموسيقى التي تعتبرها جزءاً مهماً من حياتها. «ديفيد بووي قال إن الناس كانوا يعتبرونه موسيقياً، لكنه كان يعتبر نفسه ممثّلاً. العكس صحيح لي: إني موسيقية أكثر من كوني ممثّلة. في أفلام جيم جارموش، الموسيقى هي النصّ نفسه، إنها الحمض النووي لأفلامه. حين أمثّل، هناك دائماً موسيقى تلفّ في رأسي».

 

####

 

خلال افتتاح نسخته الـ75.. برلين السينمائي يواجه العاصفة الثلجية بالخطابات النارية

هيثم مفيد

خيمت العواصف الثلجية على حفل افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي، التي انطلقت فعاليات نسخته الخامسة والسبعين مساء أمس الخميس، وتستمر حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وفي مقابل الطقس البارد بشوارع العاصمة الألمانية، كانت الأجواء مشتعلة داخل مسرح برليناله بلاست، بفضل عدد من الخطب النارية التي ألقاها الحضور والمكرمون.

ورغم ذلك، لم يحضر سوى عدد قليل من النجوم باستثناء فريق عمل فيلم الافتتاح «The Light». حيث أدى تساقط الثلوج بسرعة إلى خلق ممرات جليدية خطيرة وصولاً إلى المسرح. وكان من بين الحضور: فاتح أكين، وميريت بيكر، ولارس إيدينجر، وهربرت جرونماير، وهايكي ماكاتش، وساندرا مايشبرجر، وفولكر شلوندورف، ولانا واتشوسكي، وفيونا شو، وتوم فلاشيها.

كان الحفل أقصر بكثير من الإصدارات السابقة، حيث كان الجزء الأكبر من الأمسية مخصصًا لتقديم الدب الذهبي الفخري للإنجاز المهني، والذي سلمه المخرج الألماني إدوارد بيرغر هذا العام للممثلة المخضرمة تيلدا سوينتون، التي ألقت خطابًا سياسيًا عاطفيًا للجمهور داخل المسرح.

وقد خيمت أجواء من الحزن على افتتاح المهرجان بعد وقوع حادث دهس بسيارة في مدينة ميونخ، صباح أمس الخميس، وأسفر عن عدد من الإصابات. وقالت الممثلة ديزيريه نوسبوش، مقدمة الحفل، خلال كلمتها الافتتاحية: «بما أننا هنا معًا في حفل الافتتاح هذا، فمن الطبيعي أن نفكر في الناس في ميونيخ».

ثم تابع المخرج تود هاينز، الذي يشغل منصب رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية في مهرجان برلين السينمائي، في كلمته، فقال: «نحن ندافع عن حرية التعبير والتنوع»، مشيراً إلى المخرجين والفنانين والكُتاب الحاضرين. وداعبت تريشيا توتل، رئيس المهرجان، الحضور وهي تصعد على المسرح: «شكرًا لكم على الترحيب الحار في ليلة باردة. الكثير من الأشياء في العالم مخيفة، لكنني أحاول تعلم اللغة الألمانية».

وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم «The Light»، للمخرج توم تيكوير، والذي يتبع عائلة برلينية مختلة وظيفيا بشكل عميق تنقذها مدبرة منزلها السورية. وقال المخرج إنه فيلم «سياسي صارم».

فيلم «The Light» هو أحد الأعمال العديدة التي تم اختيارها رسميًا للمهرجان والتي تتناول موضوعات تتعلق بالهجرة وتتجذر بعمق في المدينة. وأشار «تيكوير» خلال كلمته إلى أن «برلين غير مكتملة في كثير من النواحي: معماريًا واجتماعيًا وسياسيًا. كل شيء دائمًا في حالة من الاضطراب، ودائمًا في مرحلة انتقالية».

عقب العرض، حاز الفيلم على مراجعات نقدية متواضعة للغاية، حيث وصفته الكاتبة ستيفاني بونبوري، في مراجعتها بموقع «ديدلاين»، بأنه «يشبه إلى حد ما قصة ماري بوبينز، ولكن مع جرعات إضافية من الاستشراق العطر». أما الكاتب بيتر ديبروج، وصف المخرج في مراجعته بموقع «فارايتي»، بأن تيكوير «بعد أن كان صوتًا مثيرًا في السينما الألمانية، نفد من مخرجه كل ما يقوله، فقدم خطابًا متضخمًا وغير واضح حول عائلة حديثة تكافح من أجل التواصل».

في المسابقة الدولية، يتنافس 19 فيلمًا على الدب الذهبي، من أبرزها أحدث فيلم للمخرج ريتشارد لينكليتر Blue» Moon». كما سيشارك في المسابقة أيضًا أحدث فيلم للمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو «Dreams». ومن بين الأفلام البارزة الأخرى فيلم «Hot Milk» للمخرجة ريبيكا لينكيفيتش، وتعود المخضرمة ماري برونشتاين كمخرجة مع فيلم «If I Had Legs I’d Kick You».

 

####

 

«النور»… أرواح سورية وثلوج تفتتح البرليناله

شفيق طبارة

بينما نحاول تجنب الإنزلاق على أرصفة برلين نتيجة للثلوج المتراكمة، وقع المخرج الألماني توم تيكفر بفيلمه الجديد «النور» (The Light)، في فخ من المواضيع المتشابكة واللغات المتعددة والأساليب السردية التي لا نهاية لها. الفيلم الذي افتتح مهرجان برلين (13 – 23 شباط)، مفرط في الحركة وممل في آن واحد، يسعى للغموض، لكنه لا يستطيع إخفاء رسالته السياسة التي تظهر بوضوح كما النور.

تيم (لارش أيدنغر) وزوجته ميلينا (نيكوليت كريبيتز) وتوأمهما فريدا (إلكي بيسندورفر) وجون (يوليوس كاز) وابن ميلينا الأخر ديو (إلياس ألبريدج)، هم عائلة ألمانية حديثة من الطبقة المتوسطة تعيش في شقة في برلين. تمكنهم عاداتهم من الحفاظ على حياتهم منفصلة حتى أثناء وجودهم في البيت. الأب الذي يروج لشعارات خيرية لشركات كبيرة، والأم التي تأتي وتذهب من أفريقيا في محاولة عبثية لتحسين الظروف الاجتماعية هناك، دون أن تدرك العفن الذي ينتشر في منزلها، والابنة المنغمسة في تدمير الذات، والابن المحبوس في غرفته منغمسًا في ألعاب الفيديو الواقعية الافتراضية، يُجبرون على إعادة التواصل مع بعضهما البعض، عندما تصل فرح (تالا الدين)، مدبرة المنزل الجديدة. حيث ينقلب كل شيء راسًا على عقب، وتواجه الأسرة عواقب أفعالها وتتعامل مع أسرارها المدفونة منذ فترة طويلة.

نرى فرح لأول مرة في شقتها، وهي تواجه مصباح، ينير وجهها بأضواء ساطعة، يُطلق عليه اسم لوسيا (Lucia Light)، طوره في النمسا معالج نفسي وطبيب أعصاب كشكل من أشكال العلاج، وتستخدمه فرح للتغلب على صدمة كبيرة في حياتها. يدخل الضوء والوميض واسع الطيف إلى جسمها من خلال عيونها المغلقة، يسترخي جسمها، بينما ينبض عالمها اللاواعي بالحياة، وتتواصل مع من فقدتهم. مع تقدم الفيلم تعرّف فرح العائلة كلها على هذا المصباح، بينما تتقرب منهم جميعًا، في محاولة منها لتعويض نفسها عن عائلتها الذين أخذتهم الحرب السورية منها، وأيضًا لسبب آخر متطرف يتضح مع تقدم الفيلم وفي الخاتمة الأوبرالية المبالغ فيها.

يفضل تيكفر تزيين فيلمه المتوسط الجودة، والمناسب جدًا كفيلم افتتاح لمهرجان مثل برلين، وحبكته التقليدية إلى حد ما بأساليب متعددة، مما يتيح له إضافة الكثير من القصص الخلفية للشخصيات، ودراما مختلفة، ووقفات موسيقية ورسوم متحركة. يحاول تيكفر تجريب أساليب سرد مختلفة، ويعرّج الطريق التي نصل بها إلى الأعماق الداخلية لشخصياته، ولكن معظم هذه التوجهات السردية تبدو وكأنها تخدم تيكفر نفسه كمخرج أكثر مما تخدم الفيلم. من ناحية، من المثير للأعجاب أنه يسعى لمنحنا الكثير من التفاصيل والأفرع لنتمسك بالقصة والشخصيات. لكن، من ناحية أخرى، يبدو أن تيكفر لا يعلم تمامًا إلى أين يريد أن يصل أو كيف يخلق اتصالًا عاطفيًا مع الجمهور، رغم اللحظات الحالمة والموسيقية العديدة التي أعطتنا بعض الوقت للتنفس والاستمتاع، والذي يبقى معنا بعد نهاية هذا الهجين المتناثر.

واضحة هي فكرة تيكفر في جعل فرح شخصية محورية ضمن عائلة تمثل تفاهات الطبقة المتوسطة في الغرب، بينما يحاول في فيلمه التلاعب بالجروح العميقة لوعي ألمانيا الذاتي في تعامها مع طالبي اللجوء. ولكن كل هذا مبالغ فيه، في أسلوب غير متوازن، وغير استفزازي، حتى الإطار الخارق للطبيعة والروحاني يبدو ساذجًا في مكان ما. يفتقر الفيلم إلى الإثارة، لا يزعج، ولكن بعد ساعتين ونصف تقريبًا، يبدو كل شيء بسيطًا وساذجًا، لأن كل شيء بالنسبة لتيكفر يبدو ثانويًا مقارنة باهتمامه بأسلوبه الإخراجي والسردي.

 

####

 

تيلدا سوينتون أثناء تكريمها في برليناله: السينما وطن بلا حدود.. لا يُستعمر ولا يُباع

فاصلة

لم تستطع ثلوج برلين الكثيفة، أن تٌطفء غضب وحزن الممثلة البريطانية الفريدة تيلدا سوينتون، التي قررت التنفيس عنه، واستغلال منصة تكريمها ومنحها جائزة الدب الذهبي، في افتتاح الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، تكريمًا لمسيرتها الفنية، لتوجه خطابًا حادًا ضد التطرف السياسي، وتدهور البيئة، وتصاعد النزعة الاستبدادية حول العالم.

الدولة المستقلة العظيمة للسينما

فرحة «سوينتون» بالتكريم لم تُنسيها المآسي التي يعاني منها البشر من حولها في كافة أنحاء العالم، نتيجة التهجير والاحتلال والاستبداد، و«الهيمنة المتغطرسة والوحشية للحقد» على حد تعبيرها، فألقت كلمة مؤثرة، ماج بسببها مسرح برليانه من تصفيق الحضور احترمًا وتقديرًا لها.

في كلمتها عبّرت النجمة الحائزة على جائزة الأوسكار عن دعمها العميق لما وصفته بـ«الدولة المستقلة العظيمة للسينما»، مشيرة إلى أنها مساحة غير محدودة، شاملة بطبيعتها، عصية على الاحتلال أو الاستعمار أو الاستحواذ أو الاستثمار العقاري، في إشارة واضحة إلى المقترحات التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.

وانتقدت سوينتون ما وصفته بـ«الهيمنة المتغطرسة والوحشية المذهلة للحقد، والقتل الجماعي الذي ترعاه الدول بدعم دولي»، مؤكدة أن هذه الجرائم «غير مقبولة في مجتمع إنساني، وهي حقائق يجب مواجهتها».

وأضافت بحزم: «من أجل الوضوح، دعونا نسمّي الأمور بمسمياتها. الوحشية تُرتكب أمام أعيننا. أنا هنا لأعلن ذلك دون تردد أو شك، ولأعبر عن تضامني المطلق مع كل من يدرك مدى التخاذل غير المقبول لحكوماتنا المدمنة على الجشع، والتي تهادن مدمري الكوكب ومجرمي الحرب، أينما كانوا

برليانه.. أكثر من مجرد ذكريات

حديث «سوينتون» المؤثر لم يخلُ من كلمات الشكر والامتنان لمهرجان برلين السينمائي، ليس فقط على تكريمها ومنحها الدب الذهبي في دورته الـ75 إنما لدوره فيما وصفته بـ«تشكيل وعيها».

قالت النجمة البريطانية في خطابها الذي حمل طابعًا شخصيًا دافئًا عكس ارتباطها الوثيق بالمهرجان: «من أعظم الأمور التي يمكن أن تحدث لشاب فضولي تجاه العالم، هو أن يجد نفسه هنا في مهرجان برلين. عندما جئت إلى هنا لأول مرة كنت في الخامسة والعشرين من عمري، أبحث عن معنى الحياة وعن مكاني في هذا العالم، سعيًا وراء الدهشة والتضامن والتواصل. ويمكنني أن أقول بكل يقين: لقد وجدت كل ذلك هنا، في لحظة واحدة

وبدأت علاقة «سوينتون» بمهرجان برلين منذ عام 1986 مع عرض فيلمها «Caravaggio» للمخرج ديريك جارمان، والذي حاز حينها جائزة الدب الفضي. وعلى مدار العقود، عُرض لها أكثر من 26 فيلمًا ضمن أقسام المهرجان المختلفة، من بينها فيلم «The Grand Budapest Hotel» للمخرج ويس أندرسون، الذي افتتح المهرجان عام 2014، وفيلم «Hail, Caesar!» للأخوين كوهين الذي افتتح دورة 2016. كما شغلت منصب رئيس لجنة التحكيم في مسابقة برلين عام 2009.

عالم السينما.. ضوء لا ينطفئ

اختتمت تيلدا سوينتون خطابها بتوجيه الشكر لمهرجان برلين قائلة:

«شكرًا لهذا المهرجان الذي قدّم لي الصندوق السحري الخاص بحياتي؛ لكل الأصدقاء الذين وجدتهم هنا؛ لأربعين عامًا من الحفلات والاكتشافات؛ ولدبي الذهبي اللامع الذي أحمله اليوم. تحيا السينما بكل وعودها التي لا تنتهي، ذلك النور في الظلام الذي لا ينطفئ أبدًا… فلنواصل التطلع إلى الأعلى

مسيرة حافلة لـ صاحبة جائزة الأوسكار

حازت سوينتون على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عام 2008 عن دورها في فيلم «Michael Clayton» للمخرج توني جيلروي. وآخر أدوارها كان «The Room Next Door» (2024)، أول تجربة باللغة الإنجليزية للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، والذي شاركت في بطولته إلى جانب جوليان مور، وحازت بسببه على إشادات نقدية واسعة.

ورغم نجاحاتها في الأفلام الجماهيرية مثل «دكتور سترينج» و«المنتقمون: نهاية اللعبة»، إلا أن قلبها ظل متعلقًا بالسينما المستقلة، حيث تعاونت مع مجموعة من أبرز المخرجين في هذا المجال، مثل لوكا غوادانينو (I Am Love, Suspiria)، جوانا هوغ (The Souvenir, The Souvenir: Part 2)، وبونج جون-هو (Snowpiercer, Okja).

 

موقع "فاصلة" السعودي في

14.02.2025

 
 
 
 
 

في "برليناله" 2025

تود هاينز ليس متفائلاً على الإطلاق بشأن أميركا

البلاد/ طارق البحار

أدلى رئيس لجنة تحكيم الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله" تود هاينز بأولى تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي المعتاد، حيث لم يفوته الإشارة بصراحة إلى رئاسة دونالد ترامب الثانية، حيث قال:

"إننا نمر الآن بحالة من الأزمة الخاصة في الولايات المتحدة. إن كل من أعرفه في الولايات المتحدة والأصدقاء في الخارج يراقبون هذا القصف بأكمله خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من إدارة ترامب بقلق وصدمة هائلين. أعتقد أن هذا كان جزءًا من الإستراتيجية، لخلق شعور بعدم الاستقرار والصدمة في العالم. لذا، فإن كيفية المضي قدمًا من خلال توحيد أشكال المقاومة المختلفة هو أمر لا يزال قيد البحث بين الديمقراطيين".

وأضاف من المانيا "ليس لدي شك في أن هناك العديد من الأشخاص الذين صوتوا بالفعل لهذا الرئيس والذين يشعرون بالفعل بخيبة الأمل إزاء الوعود التي قطعها بشأن الاستقرار الاقتصادي في الولايات المتحدة".

وقال هاينز أيضًا أن كيفية تأثير عودة ترامب على صناعة الأفلام هو سؤال حقيقي يطرحه جميع المخرجين السينمائيين الأميركيين على أنفسهم. وبشكل أكثر تحديدًا، قال: "أعتقد أن هذا سؤال يتجاوز عالم صناعة الأفلام، ويتعلق بكيفية حماية نزاهتك ووجهة نظرك والتحدث ضد هذه القضايا. "دائمًا، عندما يتعلق الأمر بإنتاج الأفلام على وجه الخصوص، فإن قضية صناعة الأفلام معقدة."

تقام الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي هذا العام من 13 إلى 23 فبراير.

 

####

 

يستمر الى 22 فبراير

لاجئة سورية تفتتح مهرجان برلين السينمائي

البلاد/ طارق البحار

انطلق مهرجان برلين السينمائي يوم الخميس بعرضه العالمي الأول لفيلم "The Light" للمخرج توم تيكوير، الذي يروي قصة عائلة ألمانية تعاني من مشاكل وظيفية ولاجئة سورية. يجمع فيلم "The Light" بين الدراما والتعليقات السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى الأغاني والرقص، ويستعرض قصة الهجرة التي لم يكن مخرجها يتوقع أن تكون ذات صلة عندما بدأ العمل عليها قبل ثلاث سنوات.

وأكد تيكوير أن فيلم "The Light" يعكس معاناة الناس في الوقت الراهن الذين يواجهون تحديات العصر الحالي. وأشار المخرج، البالغ من العمر 59 عامًا، في تصريحات لوسائل الإعلام الألمانية، إلى أن هذه المرحلة تشهد "إعادة نظر في مفهوم الديمقراطية" من قبل القوى السياسية التي تسعى إلى "الإقصاء والتهميش". وسيبدأ اليوم الجمعة عرض أول الأفلام المرشحة لنيل جائزة الدب الذهبي.

أفادت المديرة الجديدة لمهرجان برلين السينمائي، تريشا تاتل، خلال مؤتمر صحافي للجنة التحكيم في العاصمة الألمانية، بأن "هذا المهرجان يمثل رفضًا لمختلف الأفكار التي تروج لها العديد من الأحزاب اليمينية المتطرفة". من جانبه، أشار رئيس لجنة التحكيم، المخرج الأميركي تود هاينز، إلى أننا "نشهد حاليًا أزمة في الولايات المتحدة، وأيضًا في جميع أنحاء العالم"، معبرًا عن القلق والدهشة التي أثارتها الأسابيع الثلاثة الأولى من إدارة ترامب.

وفيما يتعلق بالانتخابات الألمانية، حيث يحتل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف المركز الثاني بعد المحافظين، أعربت المخرجة والممثلة الألمانية ماريا شرادر عن تأثرها، رغم عدم معرفة النتائج بعد.

ومن المتوقع أن يجذب تيموثي شالاميت الأنظار على السجادة الحمراء خلال العرض الألماني الأول لفيلم سيرته الذاتية الحائز على جوائز "A Complete Unknown" اليوم الجمعة، وهو بمثابة "دفعة" أخيرة قبل حفل توزيع جوائز الأوسكار، حيث يتنافس شالاميت على جائزة أفضل ممثل عن تجسيده لشخصية بوب ديلان.

من المتوقع أن يجذب جاكوب إلوردي حشودًا كبيرة من المعجبين عند عرض المسلسل التلفزيوني الجديد "الطريق الضيق إلى أعماق الشمال" لأول مرة في المهرجان. كما سيتصدر النجم روبرت باتينسون الأضواء على السجادة الحمراء في برلين في نفس اليوم، حيث سيحضر عرضًا خاصًا لفيلم "Parasite" الذي طال انتظاره من إخراج بونغ جون هو. في فيلم "ميكي 17"، الذي ينتمي إلى فئة الكوميديا العلمية، يجسد باتينسون شخصية مسافر فضائي، مما سيجذب المعجبين الذين يتحدون درجات الحرارة المنخفضة في برلين خلال شهر فبراير. سيتنافس تسعة عشر فيلمًا في المسابقة الرئيسية، وسيتم الإعلان عن الفائز بجائزة الدب الذهبي في الحفل الختامي المقرر في 22 فبراير الجاري.

 

####

 

برلين السينمائي

في أجواء سياسية.. تكريم كبير للنجم تيلدا سوينتون

البلاد/ طارق البحار

تيلدا سوينتون أصبحت "سياسية" عندما تسلمت جائزة الدب الذهبي لإنجاز العمر في مهرجان برلين السينمائي خلال حفل الافتتاح ليلة الخميس، حيث أكدت أن "اللاإنسانية تُرتكب أمام أعين الجميع".

في الدورة الـ75 للمهرجان، تم تكريم الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون بجائزة "الدب الذهبي" تقديرًا لمسيرتها الفنية المميزة.

وأشادت الحائزة على جائزة الأوسكار بالمهرجان، واصفة إياه بأنه "عالم بلا حدود، خالٍ من سياسة الإقصاء أو الاضطهاد أو الترحيل". وأشارت إلى أن ما يحدث من قتل جماعي يثير الرعب في أجزاء كبيرة من العالم هو واقع يجب مواجهته، مؤكدة أن هذه الأفعال لا تعكس الإنسانية. وقالت: "لذا، دعونا نطلق عليها اسم اللاإنسانية التي تُرتكب أمامنا. أنا هنا لأطلق عليها هذا الاسم دون تردد أو شك، ولأعبر عن تضامني الثابت مع جميع الذين يدركون الرضا غير المقبول من حكوماتنا المدمنة على الجشع، التي تتعاون مع مدمري الكوكب ومجرمي الحرب أينما كانوا".

كما أثنت تيلدا سوينتون على مهرجان برلين، مشيرة إلى أنه يمثل عالمًا بلا حدود، خاليًا من سياسات الإقصاء والاضطهاد والترحيل.

تُعتبر تيلدا سوينتون واحدة من أبرز نجوم جيلها، حيث تتميز بموهبتها المتنوعة وأدوارها الفريدة التي تتجاوز الأنماط التقليدية. على الرغم من ملامحها المميزة، أثبتت سوينتون قدرتها على تجسيد شخصيات متعددة بمهارة، بالإضافة إلى إسهاماتها ككاتبة ومنتجة.

بدأت سوينتون مسيرتها الفنية تحت إشراف ديريك جارمان من خلال فيلم "كارافاجيو" عام 1985، وتعاونت معه في سبعة أفلام أخرى، من بينها "آخر إنجلترا" و"إدوارد الثاني"، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان البندقية عام 1991 لدورها كملكة إليزابيث.

تتمتع سوينتون بعلاقات وثيقة مع مهرجان برلين منذ ما يقرب من أربعة عقود، حيث شاركت في 26 فيلمًا ضمن اختيارات المهرجان، بما في ذلك "كارافاجيو" الذي حصل على الدب الفضي في عام 1986، بالإضافة إلى أفلام مثل "الشاطئ" (2000)، "ديريك" (2008)، "جوليا" (2008)، "الحديقة" (1991)، و"الرجال الأخيرين والأوائل" (2020). كما ترأست لجنة التحكيم الرئيسية في مهرجان برلين عام 2009.

ظهرت سوينتون مؤخرًا في فيلم "الغرفة المجاورة"، وهو تعاونها الثاني مع المخرج بيدرو ألمودوفار، بالإضافة إلى فيلم "النهاية" لجوشوا أوبنهايمر. تُعرف أيضًا بتعاونها مع ويس أندرسون، حيث شاركت في أفلام مثل "Moonrise Kingdom" و" The French Dispatch" و"Asteroid City". حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "مايكل كلايتون" عام 2007.

تأتي فعاليات مهرجان برلين هذا العام في ظل اضطرابات سياسية تشهدها ألمانيا، وذلك في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة الحاسمة المقررة في 23 فبراير. وقد تميزت هذه الانتخابات بارتفاع شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، الذي أثار جدلاً واسعًا بمواقفه المناهضة للهجرة.

في سياق آخر، دخلت الولايات المتحدة مؤخرًا في فترة رئاسة ثانية لدونالد ترامب، ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار في النزاع بين إسرائيل وحماس، لا يزال الوضع في غزة هشًا. الأسبوع الماضي، اقترح ترامب خطة لإخراج الفلسطينيين من القطاع وتحويله إلى "ريفييرا في الشرق الأوسط".

حتى الآن، لم يتجنب المهرجان القضايا السياسية، حيث أدان رئيس لجنة التحكيم تود هاينز ترامب خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الخميس، قائلاً: "نحن نعيش في أزمة خاصة في الوقت الراهن في الولايات المتحدة".

ويستمر مهرجان برلين حتى 23 فبراير الجاري، مُقدّمًا برنامجًا حافلًا بالأفلام والنقاشات السينمائية، ليؤكد مكانته كواحد من أبرز الفعاليات السينمائية عالميًا.

 

البلاد البحرينية في

14.02.2025

 
 
 
 
 

إقبال كثيف على مشاهدة الفيلم الصينى Sheng Xi Zhi Di فى مهرجان برلين

ذكى مكاوى

شهد الفيلم الصينى Sheng Xi Zhi Di أثناء عرضه فى مهرجان برلين حالة كبيرة من التوافد وزحاما شديدا من قبل الحضور قبل عرض الفيلم.

وهو فيلم من تأليف وإخراج مينج هيو، ومن بطولة شانج وانج، ويعد من أهم الأفلام المرتقب عرضها خلال فعاليات مهرجان برلين، مثلما ظهر فى الصور التى عكست إقبال الحضور على مشاهدته.

طوابير من أجل مشاهدة الفيلم

وكان انطلق أمس افتتاح الدورة الـ75 من عمر مهرجان برلين السينمائى بألمانيا، وسط هطول الثلوج بمصاحبة موجة من الصقيع والبرد القارس.

وشهد حفل الافتتاح حضور كل من تيلدا سوينتون وعدد من ضيوف المهرجان والنشطاء، إضافة إلى أعضاء لجنة تحكيم المهرجان، المخرج التليفزيونى والسينمائى الفرنسى المغربى نبيل عيوش، والمخرج السينمائي الأرجنتيني رودريغو مورينو، والممثل وكاتب السيناريو الألماني ماريا شريدر، ورئيس لجنة التحكيم، المخرج السينمائي الأمريكي تود هاينز، والممثل الصينى فان بينج بينج، ومصممة الأزياء الألمانية بينا دايجيلر، والناقدة السينمائية الأمريكية إيمي نيكلسون.

وشهد مقر المهرجان مظاهرة داعمة للقضية الفلسطينية وحاول المتظاهرون توصيل رسالتهم من خلال المهرجان لدعم القضية الفلسطينية.

وتأتى التظاهرة وسط حالة الجدل الكبيرة التي أثارها الرئيس الأمريكي ترامب حول تهجير أهل غزة وهو الأمر الذي رفضته مصر بشكل قاطع.

وتشهد ليلة الافتتاح عرض فيلم المخرج توم تيكوير The Light، وهو قصة عائلة ألمانية مختلة على حافة الهاوية تنقذها مديرة المنزل السورية.

الفيلم ناطق بالألمانية ويصفه مخرجه بأنه فيلم سياسي وعرضه يأتي بالتزامن مع الانتخابات العامة في 21 فبراير الجاري وسط نداءات بتطبيق قواعد صارمة تتعلق بالهجرة. فيلم "The Light" يقوم ببطولته لارس إيدنجر، و نيكوليت كريبيتز في دور ميلينا وتيم.

وفي سياق متصل كشف مهرجان برلين عن تكريم خبير الأفلام والمدير الفني لمؤسسة Deutsche Kinemathek، راينر روثر، بكاميرا برليناله.

وصرحت مديرة مهرجان برليناله تريشيا توتل: "نحن نكرم راينر روثر لسنوات عمله العديدة في خدمة الحفاظ على تاريخ السينما وباعتباره باني جسور بين التاريخ والسينما المعاصرة، تحت قيادته، نجح Deutsche Kinemathek في جعل التراث الحي للفن السينمائي متاحًا، وخلق الظروف للرقمنة ووضع استراتيجيات لفتحه أمام جماهير جديدة، ونود أن نشكر بشكل خاص راينر روثر على عمله كأمين متحمس ألهم عددًا لا يحصى من زوار مهرجان برليناله بعمله".

سيتم منح كاميرا برليناله لراينر روثر في 20 فبراير المقبل، الساعة 2.30 مساءً في أكاديمية الفنون في Hanseatenweg، حيث سيلقي توماس كروجر، رئيس الوكالة الفيدرالية للتعليم المدني، كلمة التكريم، وكجزء من العرض الخاص لمهرجان برلين السينمائي، سيتم عرض فيلم Yella (2007) الحائز على جائزة مهرجان برلين السينمائي للمخرج كريستيان بيتزولد.

ويشغل الدكتور راينر روثر منصب المدير الفني لمؤسسة Deutsche Kinemathek ورئيس معرض برلين السينمائي الاستعادي منذ أبريل 2006، وهو مسئول أيضًا عن معرض برلين السينمائي الكلاسيكي.

 

اليوم السابع المصرية في

14.02.2025

 
 
 
 
 

الثلج يتساقط عليه..

حسين فهمي يصل فعاليات مهرجان برلين السينمائي | صور

محمد أنور

شارك الفنان حسين فهمي، مع جمهوره ومتابعيه، بصور لأحدث ظهور له، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام».

وظهر رئيس مهرجان القاهرة السينمائي حسين فهمي، خلال حضوره مهرجان برلين السينمائي، في الدورة الخامسة والسبعين، المقرر انعقاده من 13 إلى 23 فبراير 2025.

وكتب حسين فهمي : "افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعين بموجة صقيع مميزة".

ويشارك فيلم "يونان" المدعوم من صندوق البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي 2025، حيث يتنافس مع 20 فيلماً آخر للفوز بجوائز الدب الذهبي والفضي. وسيعرض كذلك فيلمان مدعومان من صندوق البحر الأحمر ولودج البحر الأحمر - هما "المستعمرة" و"الشمس ترى كل شيء" - ضمن قسم "وجهات نظر" لصانعي الأفلام الناشئين وسوق الإنتاج المشترك في المهرجان على التوالي.

وستُعرض في المهرجان أيضاً ستة أفلام مدعومة من صندوق البحر الأحمر هي فيلم "القلب عضلة" و"يلا باركور" في قسم "البانوراما"، و"ضي (سيرة أهل الضي)" و"رؤوس محترقة" في قسم "جيل 14 بلس". وسيعرض فيلم "رؤى الأجداد للمستقبل" في قسم "خاص برليناله"، و"عطلة" في سوق الإنتاج المشترك.

 وبالإضافة إلى عروض الأفلام، تشارك مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في الجناح السعودي ضمن سوق الأفلام الأوروبية بمهرجان برلين السينمائي، حيث ستتاح فرصة المشاركة في العديد من الجلسات الحوارية وفرص التواصل المهمة.

وبهذه المناسبة، قالت شيفاني بانديا مالهوترا، المدير الإداري لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: "تسلط الموجة الجديدة من الأفلام العربية والأفريقية الضوء على قصص إنسانية متجذرة عميقاً في صميم هذه المنطقة، ولكنها تلقى في الوقت نفسه صدى عالمياً مؤثراً. وتقدم الأفلام المدعومة من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في مهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام مجموعة متنوعة من المواهب المستقلة والجريئة.

 ومن خلال برامجنا الرئيسية مثل سوق البحر الأحمر ولودج البحر الأحمر وكذلك صندوق البحر الأحمر، نفخر بدعم المشاريع التي تسلط الضوء على المواهب المتمرسة والناشئة في المملكة العربية السعودية والعالم العربي وآسيا وأفريقيا".

منذ انطلاقه في عام 2021، قدَّم صندوق البحر الأحمر دعمه لأكثر من 280 مشروعاً سينمائياً من جميع أنحاء العالم العربي وأفريقيا وآسيا.

ويدعم الصندوق المشاريع السينمائية عبر أربع دورات تغطي مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج. ويعتبر سوق البحر الأحمر سوق الأفلام الدولي المصاحب لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ويوفر برامج شاملة ومنصة للتواصل وبناء العلاقات في صناعة السينما.

ويعد لودج البحر الأحمر برنامج التدريب التابع للمؤسسة، ويحتضن صنّاع الأفلام الناشئين من السعودية والعالم العربي وآسيا وأفريقيا لمساعدتهم في تنفيذ مشاريعهم السينمائية من خلال الإرشاد الفني والمهني وتوفير فرص التطور اللازمة للارتقاء بصناعة السينما.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

14.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004