ملفات خاصة

 
 
 

في ليلة ثلجية.. مهرجان برلين السينمائي يفتتح دورته الماسية بكلمات سياسية ساخنة

برلين - خالد محمود:

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

·        تيلدا سوينتون تستقبل لحظة تكريمها بالدموع.. وتهاجم اقتراح ترامب بتحويل غزة إلى وجهة سياحية

وسط حضور سينمائى عالمى كبير، وفى ليلة طقس ثلجية، وكلمات سياسية ساخنة، احتفل، أمس الأول، مهرجان برلين السينمائى الدولى بانطلاق دورته الـ٧٥ «اليوبيل الماسى» بقصر البرلينالى، بحضور مديرة المهرجان تريشيا توتل وعدد من الرموز السياسية والمسئولين، فى مقدمتهم وزيرة الدولة للثقافة والإعلام كلوديا روث، ورئيس بلدية برلين كاى فيجنر، وخلال حفل الافتتاح، الذى قدمته ديزيريه نوسبوش تم تقديم لجنة التحكيم الدولية، برئاسة المخرج الكبير تود هاينز، وأعضائها النجمة الصينية فان بينج بينج، والمخرجة والممثلة الألمانية ماريا شرادر، والمخرج المغربى الفرنسى نبيل عيوش، ومصممة الأزياء الألمانية بينا دايجلير، والمخرج الأرجنتينى رودريجو مورينو، والناقدة ومقدمة البرامج الأمريكية إيمى نيكلسون، وكذلك لجان تحكيم الاكتشافات الجديدة، والأفلام الوثائقية، والأفلام القصيرة، ولجنة تحكيم أجيال الدولية.

كما تم منح الدب الذهبى الفخرى للنجمة البريطانية الاسكتلندية تيلدا سوينتون، تكريمًا لإنجازاتها الفنية، وألقى إدوارد بيرجر مخرج فيلمها «كونكلاف» كلمة التكريم وسط تصفيق استمر وقوفًا بضع دقائق، حيث اثنى المخرج كثيرًا على تيلدا الممثلة والإنسانة، وهو يلقى كلمته المطولة بعنوان «عزيزتى تيلدا»، وفى هذه اللحظة لم تستطع سوينتون أن تمنع دموعها التى ملأت المسرح دفئًا، وقالت كلمة مؤثرة للغاية أثناء تسلمها الجائزة حول قيمة إيمانها بالحرية الإنسانية وعن مخاطر الديكتاتوريات السياسية فى جميع أنحاء العالم.
وأشادت سوينتون بالمهرجان ووصفته بأنه «عالم بلا حدود ولا سياسة للإقصاء أو الاضطهاد أو الترحيل»، وأضافت أن دولة السينما المستقلة العظيمة شاملة بطبيعتها - محصنة ضد جهود الاحتلال أو الاستعمار أو الاستيلاء أو التملك أو تطوير عقار ريفييرا، فى إشارة على ما يبدو إلى اقتراح ترامب بتحويل غزة إلى وجهة سياحية
.

وتابعت، قائلة: «إن ما يحدث من فظائع لا إنسانية يحدث أمام أعيننا. وأنا هنا لأذكر ذلك دون تردد أو شك فى ذهنى ولأعرب عن تضامنى الثابت مع كل أولئك الذين يدركون الرضا غير المقبول الذى تتسم به حكوماتنا التى تتعامل بلطف مع مدمرى الكوكب ومجرمى الحرب، أينما أتوا.

ثم تابع المخرج تود هاينز الحديث السياسى. وقال: «نحن ندافع عن حرية التعبير والتنوع"، مشيراً إلى المخرجين والفنانين والكتاب الحاضرين».

وفى وقت سابق من اليوم، تحدث تود هاينز، رئيس لجنة التحكيم، عن كيفية تغير العالم - والفن - فى ظل الولاية الثانية لدونالد ترامب فى المكتب البيضاوي.

وقال هاينز: «نحن فى حالة أزمة خاصة الآن فى الولايات المتحدة، لكن أيضًا على مستوى العالم. كل من أعرفه فى الولايات المتحدة والأصدقاء فى الخارج يشهدون هذا القصف من الإجراءات فى الأسابيع الثلاثة الأولى من إدارة ترامب بقلق شديد وصدمة».

قالت تريشيا تاتل، رئيسة المهرجان الجديدة، وهى تصعد على المسرح: «شكرًا لكم على الترحيب الحار فى ليلة باردة. هناك الكثير من الأشياء فى العالم مخيفة، لكننى أحاول تعلم اللغة الألمانية».

وعقب الحفل تم تقديم العرض الأول العالمى لفيلم Das Licht (الضوء) كفيلم افتتاحى. وقدم المخرج توم تيكوير أبطال فيلمه وصناعه فى قصر برلين السينمائى، وقد استقبله الحضور بصيحات الإعجاب.

الفيلم إنتاج ألمانى فرنسى وبطولة النجم الألمانى لارس إيدينجر والممثلة والمخرجة نيكوليت كريبتز وفيه يصور المخرج وكاتب السيناريو توم تيكوير الحياة اليومية لعائلة ألمانية من الطبقة المتوسطة فى عالم سريع الحركة وغير مستقر، حيث يحكى قصة عائلة إنجلز، حيث يعيش تيم (لارس إيدينجر) وميلينا (نيكوليت كريبتز) وتوأمهما فريدا (إلكى بيسندورفر) وجون (جوليوس جوز) وابن ميلينا ديو (إلياس إلدريدج) فى أسرة تعيش جنبًا إلى جنب أكثر من كونها متحدة، ولا شىء يربطهم معًا حتى تدخل مدبرة المنزل فرح (تالا الدين) حياتهم. تضع المرأة الغامضة من سوريا عالم إنجلز فى اختبار غير متوقع وتكشف عن مشاعر كانت مخفية منذ فترة طويلة. وفى هذه العملية، تسعى إلى تنفيذ خطة خاصة بها ستغير حياة الأسرة بشكل جذرى.

يقول توم تيكوير: «إننى سعيد للغاية بافتتاح مهرجان برلين العام المقبل بفيلم «الضوء»، فذلك المهرجان يمثل جزءًا كبيرًا من حياتى، ويبدو أن مدينة برلين هى قدرى والتى أعرض بها أهم تجاربى».

وقد شهدت السجادة الحمراء حضور عدد كبير من النجوم والسينمائيين، اصطفت أعداد غفيرة من الجماهير على جانبى الطريق لتحية النجوم، ومنهم تيموثى شالاميت، فاتح اكين ميريت بيكر، ليونى بينيش، إيريس بيربين، لارس إيدنجر، كورالى فارجيت، هربرت جرونماير، نيكوليت كريبيتز، ريبيكا لينكيفيتش، إلياس مبارك، هايك ماكاتش، تريستان بوتر، ساندرا مايشبيرجر، فولكر شلوندورف، ألبرخت شوتش، إميليا شوله، يانيك شومان، ماتياس شفايجوفر، ليليث ستان جنبرج، لانجستون أويبل، لانا واتشوسكى.

 

الشروق المصرية في

14.02.2025

 
 
 
 
 

مهرجان برلين السينمائي 75 وليلة افتتاح لم تخلُ من السياسة

انطلق بخطاب ناري للممثلة البريطانية تيلدا سوينتون

لندنمحمد رُضا

شهد مهرجان برلين افتتاحاً مثيراً للجدل يوم الخميس، الثالث عشر من هذا الشهر، وذلك احتفاء بدورته الجديدة (الخامسة والسبعين) التي تدوم حتى الثالث والعشرين من هذا الشهر.

كانت حفلة افتتاح قصيرة نسبياً قياساً بحفلات الأعوام الماضية، لكن هذا لم يعنِ غياب حضور السياسة فيه، فيما يمكن اعتباره الآن امتداداً لما حدث في نهاية الدورة السابقة (2024) عندما طفت القضية الفلسطينية على منصّة حفل الختام عبر خطب ألقاها بعض الفائزين بجوائز تلك الدورة.

هذه المرّة حضرت السياسة من مطلع الدورة عبر خطاب قبول الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون الناري الذي ألقته بمناسبة تسلمها جائزة «الدب الشرفي» في قاعة المهرجان الرئيسية.

وضوح

خطاب سوينتون كان سياسياً انتقلت إلى مضمونه بمجرد الانتهاء من شكر للمهرجان على هذا الاحتفاء المُستحق. يمكن اعتباره انتهاز فرصة مواتية لنقد شمل الرئاسة الأميركية والوضع «غير الإنساني» الذي تعانيه مجتمعات مختلفة، وصولاً إلى معاناة الفلسطينيين تحت قبضة بنيامين نتنياهو. كل هذا من دون اللجوء لذكر أسماء، كون ما تتحدّث فيه واضح تماماً، تبعه تصفيق حاد من قبل قاعة قصر المهرجان المسماة بـ«بوتسدامر بلاتزي» التي امتلأت عن آخرها.

ومما قالته إن «تأسيس وضع غير إنساني فعل يُرتكب في زمننا»، وأكملت: «أنا هنا لأسمي من دون تردد أو شك ولإضفاء كل تضامني لكل أولئك الذين يدركون الغرور الذي تدمن عليه الحكومات الجشعة».

سوينتون التي تعتبر نفسها «مقيمة في دولة السينما» التي تجابه «الاحتلال والاستعمار والسطو وتملك تطوير مشروع الريڤييرا» وهذا في إشارة واضحة لما كان الرئيس الأميركي قاله حول رغبته في إخراج الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى «ريڤييرا جديدة».

وختمت بأنها تضع كل إيمانها بالثقافة المناهضة من خلال «تنوير السينما التي تلهم عالماً متحضراً».

دعوات مقاطعة

خطاب سوينتون الذي تناقلته وكالات الأنباء واستقبل بحفاوة من قِبل الحاضرين لم يكن النشاط السياسي الوحيد الذي بدأ المهرجان البرليني به، فقد انتشرت دعوات لمقاطعة المهرجان كونه لم يتّخذ موقفاً مؤيداً للقضية الفلسطينية وضد حكومة نتنياهو. قادت هذه الدعوات مؤسسات من بينها «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» و«العاملون السينمائيون لأجل فلسطين»

في المقابل، هناك «وقفة» تقوم بها مجموعة من السينمائيين مطالبة بإطلاق سراح المعتقل الإسرائيلي ديڤيد كونيو المعتقل من قِبل «حماس». كونيو ممثل إسرائيلي أنتج عنه فيلم تسجيلي بعنوان «رسالة إلى ديڤيد» تم عرضه مساء البارحة (الرابع عشر من هذا الشهر).

الكوفية مقبولة

وعلى صعيد آخر قام المهرجان بإيضاح مهم عبر بيان ذكر أن «ارتداء الشارات والأزياء للتعبير عن التضامن مع فلسطين هو حرية تعبير مكفولة قانونياً».

والجدير بالذكر أن فيلم الافتتاح للألماني توم تايكوَر «الضوء» يتعامل مع وضع عائلة ألمانية ممزقة بخلافاتها وأحلام الأمس غير المحققة. ما ينقذها هو مشرفة بيت سورية مهاجرة (تقوم بها تالا الدين) تنبري لمساعدة العائلة على الوئام والالتئام من جديد.

ما سبق يتّصل بما وقع في العام الماضي من مواقف سياسية أحرجت الحكومة الألمانية حينها. الواضح، وتاريخ المهرجان مليء بالتيارات والمواقف السياسية المختلفة حتى من قبل توحيد ألمانيا، أن المهرجان (وسواه من المهرجانات الرئيسية حول العالم) سيحفل دوماً بالمزيد من المواقف السياسية كون صانعي الأفلام من مخرجين وممثلين وكتّاب في عمومهم يتبنون دوماً تأييد مسائل التحرر والمساواة والإبداع من أجل عالم أفضل.

 

الشرق الأوسط في

14.02.2025

 
 
 
 
 

«الدب» يمشي على صفيح ساخن ويقهر الأشواك السياسية!

طارق الشناوي

كل شىء ينطق بل يهتف بالسياسة، وفى المهرجانات الكبرى علينا أن نستعيد القراءة أكثر من مرة، يترقب العالم ما يفعله ترامب فى الملف الشائك لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار، وفى نفس الوقت نتابع الرفض الرسمى والشعبى فى عالمنا العربى لتلك الخطة الشيطانية التى لن تطفئ أبدا النيران بقدر ما سوف تؤدى إلى زيادة اللهيب.

فى حفل ختام الدورة الماضية أعلن العديد من السينمائيين تعاطفهم مع الفلسطينيين، هذه الدورة صار ارتداء أى شارة فلسطينية أو إسرائيلية غير مستهجن، الممنوع فقط هو الإدلاء بعبارات مباشرة ضد أى عرق سياسى أو دينى، طبعا أكتب هذه الكلمة قبل ساعات من حفل الافتتاح، ولكن أتصور أن (الميديا) ستسيطر عليها بعد قليل تلك التناحرات السياسية.

ألمانيا تعيش داخليا أيضا تحت وطأة تغيير سياسى قادم بالانتخابات مباشرة، حيث تجرى الانتخابات فى التالى بعد نهاية المهرجان.

مديرة المهرجان الأمريكية الجديدة، تيريشا توتال، تلعب دورا محوريا، المدير الفنى المنوط به تحديد وتأكيد الهوية الفنية والسياسية للمهرجان، ويضع خطا فاصلا بين ما هو سياسى وفنى. لا صحة لأى افتراض مسبق يؤدى إلى فرض قيود على المهرجان فى اختياره للأفلام، هذا ما حرصت على تأكيده المديرة الفنية. ملحوظة مهمة وجد أن جزءا كبيرا من الشعوب الأوروبية والأمريكية ضد الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل = فى غزة، وهم مدركون أن نتنياهو يطيل أمد المذابح الإسرائيلية، حتى يظل بمنأى عن المساءلة القانونية.

صحيح أنهم ضد استخدام القوة تجاه أى مدنى، وبالتالى يدينون هجمات حماس فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، إلا أنهم متعاطفون مع القضية، وهذا هو ما ينبغى أن نبنى عليه توجهنا مع العالم الغربى، ربما كان فيلم (أرض أخرى) الذى عرض فى العام الماضى رسميا بالمهرجان، ونال جائزة وحمل تعاطفا مع الضحايا يرسم المفتاح، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأمر لم يخل قطعا من أصوات مغالية ترى الفيلم ضد (السامية).

اختيار ضربة البداية هذه الدورة بالفيلم الألمانى (الضوء) للمخرج توم تيكوير يمسك بوميض خافت لتجسيد هذا المعنى، الشخصية المحورية سورية أدت دورها (تلا الدين)، وهى مديرة بيت وتعيش مع عائلة ألمانية، تمنح الشريط خصوصية روحانية تجد اللهجة الشامية المحببة لنا مع اللقطات الأولى، ويستمر الحوار فى جزء كبير منه باللغات الثلاث العربية والألمانية والإنجليزية، تلك الأجواء التى تقف على باب (الفانتازيا) عبر عنها المخرج بتكوينات استعراضية تتخلل الشريط الواقعى لتحيله إلى حالة موازية لروح البطلة العربية.

الفيلم السورى (يونان) للمخرج أمير فخر الدين هو الذى يمثلنا فى هذه الدورة كعرب، ولدينا كمصريين عدد ضخم من الأفلام فى كل المسابقات الموازية، مثل فيلم (المستعمرة) للمخرج محمد رشاد يشارك فى قسم تمت إضافته منذ تلك الدورة (وجهات نظر)، وهو الموازى لقسم (نظرة ما) فى مهرجان (كان)، حيث يولى اهتماما خاصا بالتجارب الأولى والخارجة عن السائد، سبق لى أن شاهدت الفيلم نسخة عمل قبل بضعة أشهر، وسعدت بالرؤية والإحساس الذى يتمتع بهما المخرج وهو من إنتاج المخرجة الموهوبة هالة لطفى، وسوف يعرض الفيلم رسميا يوم ١٩ فبراير المقبل، وسأحرص مجددا على استعادته مع الجمهور.

وكالعادة نكتشف أن الأفلام التى تمثل السينما المصرية فى المهرجانات خلال السنوات الأخيرة خرجت بعيدا عن السوق الإنتاجية التقليدية الصارمة للسينما المصرية والتى كبلت المبدعين فى إطار محدد بحجة أن (الجمهور عايز كده)، رغم أن مزاج الجمهور (كده وكده)، أقصد التقليدى والمشاغب، ولا يناصب العداء للرؤية الجديدة.

تلقى هذه الأفلام بعد مشاركتها فى المهرجانات الدولية تعنتا رقابيا فى الداخل، تعامل باعتبارها أساسا مذنبة وعليها أن تثبت براءتها، وفى العادة لا تحظى بموافقة رقابية مثل فيلمى (ريش) و(شرق ١٢)، الفيلم الأخير شاهدته فى (كان) و(البحر الأحمر) وسيعرض أيضا فى (برلين) هذه الدورة، بينما منع عرضه فى (الجونة) و(القاهرة).

وإذا افلت الفيلم من قبضة الرقابة سيجد نفسه فى مواجهة شرسة وغير منصفة مع قبضة التوزيع، التى ترفض السماح بتداول أشرطة خارج المقرر الذى تعودنا عليه، إلا من خلال عروض محدودة مثل سينما (زاوية) وهو ما يُشكر عليه الجيلان الثانى والثالث من عائلة مخرجنا الكبير يوسف شاهين، بالدفاع عن السينما المختلفة ونواصل غدا رحلتنا مع (الدب) ألألمانى الذى يمشى على الأشواك السياسية!!.

 

####

 

تيلدا سوينتون تحصل على جائزة «الدب الذهبي» في مهرجان برلين السينمائي

كتب: أمنية فوزي

منح مهرجان برلين السينمائي الدولي، في دورته الـ 75، الممثلة تيلدا سوينتون، جائزة الدب الذهبي، ذلك تقديرًا لإنجازاتها السينمائية على مدار سنوات طويلة.

تكريم تيلدا سوينتون في برلين

وتعد تيلدا سوينتون، واحدة من أكثر المبدعين غزارة وتميزًا بين أبناء جيلها، كما تعد فنانة متمردة لا يمكن وضعها في خانة محددة، حيث تفاجئ جمهورها مع كل عمل جديد، وبالرغم من ملامحها فإنها ممثلة متعددة الوجوه، كما هي فنانة متكاملة تتأرجح بين الكتابة والإنتاج والتمثيل بكل سلاسة.

وشهد حفل افتتاح مهرجان برلين، حضور أعضاء لجنة تحكيم المهرجان، المخرج التليفزيونى والسينمائى الفرنسى المغربى نبيل عيوش، والمخرج السينمائي الأرجنتيني رودريجو مورينو، والممثل وكاتب السيناريو الألماني ماريا شريدر، ورئيس لجنة التحكيم، المخرج السينمائي الأمريكي تود هاينز، والممثل الصيني فان بينج بينج، ومصممة الأزياء الألمانية بينا دايجيلر، والناقدة السينمائية الأمريكية إيمي نيكلسون.

أعمال تيلدا سوينتون

الجدير بالذكر أن انطلقت مسيرة «تيلدا سوينتون» تحت إدارة «دريك جارمان» في «كرافاجيو» عام1985، وستقف «تيلدا سوينتون» أمام كاميرا «دريك جارمان» سبع مرات، في أفلام مثل «آخر إنجلترا» و«قداس الحرب» و«الحديقة» و«فيتجنشتاين» و«إدوارد الثاني»، الذي توجت بفضله كأحسن ممثلة في مهرجان البندقية عام 1991، على أدائها لدور الملكة إليزابيث.

 

المصري اليوم في

14.02.2025

 
 
 
 
 

خاص "هي" مهرجان برلين السينمائي 2025-

فيلم "الضوء" الذي لم ينجح في إنارة افتتاح برلين

أندرو محسن

في الدورة 75 التي هي محط أنظار الكثيرين من مهرجان برلين السينمائي الدولي العريق، وقع الاختيار على فيلم "الضوء" (Das Licht) للمخرج توم تيكفير ليكون فيلم الافتتاح، وهو ما كان بمثابة نصف مفاجأة. أقول نصف لأن وجه الاستغراب يتعلق بطول الفيلم تحديدًا، الذي يقترب من ثلاث ساعات، وهو أمر غير معتاد في المهرجانات الكبرى، إذ يكون المفضل أن يكون الافتتاح لفيلم ذو توجه جماهيري أكثر ويراعي الطول نظرًا لوجود مراسم الافتتاح قبل العرض، وبالطبع هناك دائمًا استثناءات، ربما إذا كان الفيلم تحفة فنية.

أما النصف غير المفاجئ في هذا الاختيار فيتعلق بكونه فيلم ألماني، ولمخرج ذو شعبية جيدة، خاصة وقد عمل في هوليوود مع كبار نجومها، مثل توم هانكس وهالي بيري، في فيلم "أطلس السحب" (Cloud Atlas)، بجانب تقديمه لأفلام حظيت بإشادة نقدية كبيرة، مثل "اجرِ يا لولا" (Run Lola Run). وعلى هذا فإن المخرج الألماني ليس صاحب مستوى مستقر في أفلامه، فهل جاء "الضوء" بمثابة إضافة جيدة إلى مشواره؟

تدور أحداث الفيلم في ألمانيا، حيث نشاهد أسرة من أب وأم وابن وابنة في نهايات مرحلة المراهقة، يعانون من انعزال واضح بينهم، إلى أن تدخل حياتهم مدبرة منزل سورية، تحاول إعادة جمع الأسرة، بينما تعمل على تجربة روحانية خاصة بها. باختصار شديد تبدو مشكلة هذا الفيلم الأكبر في أنه يخالف القاعدة السينمائية الذهبية "اعرض ما تود أن يراه المشاهد، ولا تقله" (Show don't tell).

هذا الفيلم يخبرنا بأكثر مما نحتاجه ولا يدع لنا مجالًا للخيال على الإطلاق. ينطلق الفيلم من نقطة روحانية أو ماورائية، إذ تؤمن اللاجئة السورية فرح (تالا الدين) بأن أشباح الموتى يمكن أن يقترنوا بالأحياء، حتى لا يشعروا بالوحدة، باستخدام تجربة معينة تمارسها توظف فيها الضوء لتخوض تجربة ذهنية مع من رحلوا. لكن هذه الفكرة تتوارى أمام التناول شديد المباشرة لمشكلات الأسرة الألمانية، والتي يتحول كل من أفرادها إلى مجاز يشير إلى مشكلة ما داخل الأسر المعاصرة. الأب / الزوج (لارس إيدينجر) الذي يهرب من مواجهة المشكلات، الأم / الزوجة (نيكوليت كريبتز) الغارقة في عملها حتى النخاع، الابنة (إيلكا بيسيندولفر) التي تتناول كل أنواع المخدرات وعالمها مخصص لأصدقائها فقط، والابن (يوليوس جوس) الذي يعيش في عالم افتراضي من ألعاب الفيديو.

بعد مقدمة طويلة جدًا نتعرف فيها على أزمات هذه الأسرة بشكل مفصل، نكتشف أن المخرج نسي أهم شيء وهو أن يجعلنا نتفاعل مع هذه الشخصيات عاطفيًا. إذ تحوّل كلٌ منهم إلى كونه فكرة أو موضوع، وليس إنسانًا، وبالتالي فإننا بمرور الوقت لا نشعر بالتفاعل الحقيقي مع أي منهم. يضيف إلى هذا التحولات الكبيرة التي تحدث قرب نهاية الفيلم والتي لن نجد ما يبررها بالقدر الكافي، إلا أن توم تكفير قرر أن الفيلم يجب أن ينتهى، وهكذا تتعقد الأمور في عمل كل من الأب والأم في وقت متقارب، دون أي تبرير منطقي.

يمتد عدم التبرير إلى التأثير الغريب الذي تلعبه شخصية فرح داخل هذه الأسرة، والذي يشبه المسلسلات الإجتماعية القديمة، إذ أن المشكلات التي لم يجد المعالج النفسي للأسرة لها حلًا، تعالجها فرح مدبرة المنزل ببعض جلسات الاستماع لكل والمزيد من التعاطف والحوارات المباشرة مع الشخصيات. ومثل تلك المسلسلات أيضًا، تنجح فرح بمعجزة ما في إقناع جميع الأفراد بالاستماع لها، لم يصعب عليها إقناع أي شخص.

هذه المباشرة في الطرح، قابلتها محاولات أكثر اجتهادًا في الأسلوب السينمائي المستخدم في الفيلم، لكنها لم تُفضِ إلى شيء حقيقي، فرغم البداية مع الخطوط المتوازية، والدخول في عوالم الأحلام أو الهلوسة في تتابعات البداية، فإن هذا يتراجع لاحقًا، في مقابل أسلوب أبسط وأكثر وضوحًا، إلى أن يقرر المخرج ودون مقدمات أن يقدم مقطعًا موسيقيًا استعراضيًا داخل الفيلم، فكأنه يجرب ولكن ليس في الفيلم ككل ولكن في بعض مقاطع منه.

فيلم "الضوء" حاول أن يصيب عدة أهداف، بين صناعة أسلوب سينمائي مختلف، وطرح مشكلات الأسر الألمانية المعاصرة، ومشكلات اللاجئين أيضًا، لكنه للأسف لم ينجح في إصابة أيٍ من هذه الأهداف.

 

مجلة "هي" السعودية في

14.02.2025

 
 
 
 
 

صناعه يكشفون عن أول صور من الكواليس ..

فيلم «ضي» يشارك في مسابقة «أجيال»  بمهرجان برلين السينمائي الـ 75

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

يخوض صناع "ضي" (سيرة أهل الضي) رحلة جديدة في العاصمة الألمانية بمشاركة الفيلم في مسابقة "أجيال" داخل مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته 75، ويعرض في خمسة عروض، أولها يوم 19 نوفمبر 2025.

يحضر المهرجان صناع العمل وأبطاله على رأسهم المخرج كريم الشناوي، بالإضافة إلى أبطاله أسيل عمران وبدر محمد، والمؤلف هيثم دبور، والمنتجين أحمد بدوي وفيصل بلطيور، بالإضافة إلى النجم الكبير أحمد حلمي والذي يشارك في الفيلم ضمن عدد من ضيوف الشرف الذين تكتم الصناع على تواجدهم، وأثار الأمر ترحيباً من الجمهور والنقاد في افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

وكشف صناع العمل عن أول صور من كواليس العمل، حيث تم تصوير الفيلم في أكثر من 50 موقعاً للتصوير في مختلف محافظات مصر، ليشكل تجربة بصرية وإنتاجية مميزة، وتصدى لصورة الفيلم عدسة مدير التصوير عبد السلام موسى ليعكس الرحلة والتجربة البصرية الخاصة بالفيلم.

ولم يكشف صناع العمل عن صور ضيوف الشرف الذين يتواجدون في الفيلم وفي مقدمتهم المطرب الكبير محمد منير والنجوم أحمد حلمي، ومحمد ممدوح، تامر نبيل، أمينة خليل، أحمد عبد الحميد، محمد شاهين، لميس الحديدي، وحنان سليمان.

العناصر خلف الكاميرا تضم الإشراف الفني والديكور والديكور الذي قدمه علي حسام علي ولميس سليمان، بالإضافة إلى مونتاج باهر رشيد، ومنتج تنفيذي محمود متولي.

لا تقل بقية عناصر الفيلم عن الصورة، حيث تم تصميم شريط الصوت ليعكس طبيعة الرحلة ويتمازج مع الأغنيات التي تمتلئ بالفيلم، وقام بتصميم شريط الصوت أحمد صبور، والموسيقى التصويرية للمؤلف الموسيقى مينا سامي.

يحكي الفيلم قصة مراهق ألبينو (عدو الشمس) نوبي، في رحلة ساحرة من جنوب مصر إلى شمالها مع عائلته المفككة ومدرسة الموسيقى الخاصة به، وصوته الساحر من أجل تحقيق حلمه.

فيلم "ضي" يعيد للشاشة السينما المصرية الحاضنة للمواهب على اختلاف جنسياتها، فهو من بطولة الممثلة السعودية أسيل عمران، والممثلة السودانية إسلام مبارك، بالإضافة إلى العديد من المصريين منهم : حنين سعيد وبدر محمد، وهو من تأليف هيثم دبور، وإخراج كريم الشناوي، وإنتاج أحمد يوسف وهيثم دبور وكريم الشناوي.

 

####

 

خلال مؤتمرها الصحفي عقب تكريمها ..

تيلدا سوينتون تتحدث عن حضورها «برلين السينمائي» رغم دعوات المقاطعة بسبب غزة

برلين ـ «سينماتوغراف»

الممثلة المشهورة تيلدا سوينتون حضرت مهرجان برلين السينمائي وتسلمت جائزة الدب الذهبي الفخرية، وشرحت لماذا قررت الحضور رغم دعوات المقاطعة بسبب غزة وحرية التعبير.

إن أي وقت مع تيلدا سوينتون ثمين ومعها يتحول المؤتمر الصحفي بسهولة إلى شيء أكثر من ذلك. درس رئيسي. محادثة واضحة. تأمل عميق.

الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار، والحاضرة في برلين لتسلّم جائزة الدب الذهبي الفخري، هي من الممثلات الدائمات في مهرجان برليناله منذ عقود، حيث لعبت دور البطولة في ما يقرب من 30 فيلمًا في اختيارات المهرجان. وتشمل هذه الأفلام فيلم ”كارافاجيو“، وهو أول فيلم لها مع ديريك جارمان.

وخلال مؤتمرها الصحفي، تحدثت عن بدايتها في العمل الجماعي مع جارمان، وعن أن ”مخدرها المفضل“ هو المجتمع والعمل الجماعي. وأضافت أن جارمان كان شخصية حيوية بالنسبة لها ولمسيرتها المهنية، وشاركت نصيحتين قدمهما لها: ”أمسك بنورك الخاص” و“كن مستعدًا لعدم النوم“.

صرحت سوينتون أنها لن تقوم بتصوير فيلم لبقية العام ("صناعة الأفلام عشيقة لا ترحم وأنا تحت وطأة الضرب بالسياط منذ فترة. أحتاج إلى استراحة لذا سأحصل على استراحة!")، كما أنها ذهبت إلى ترديد خطاب قبولها لجائزة الدب الذهبي، الذي دعت فيه بتأثر وعاطفة إلى "القتل الجماعي الذي ترتكبه الدولة والمدعوم دوليًا والذي يرعب حاليًا أكثر من جزء من عالمنا".

إن اللاإنسانية تُرتكب على مرأى منا. وأنا هنا لأذكرها دون تردد أو شك في ذهني ولأعرب عن تضامني الثابت مع كل من يدركون التهاون غير المقبول لحكوماتنا المدمنة على الجشع التي تتصالح مع مدمري الكوكب ومجرمي الحرب، أينما كانوا“.

وقد كشفت اليوم عن دوافعها لحضور مهرجان برلين السينمائي الدولي لهذا العام الذي دعت فيه حركة مقاطعة مهرجان برلين السينمائي بسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل بسبب الحرب على غزة، قائلةً إن حضورها ”أكثر فائدة لقضايانا“.

وقالت سوينتون التي طالما دافعت عن الفلسطينيين منذ فترة طويلة: ”أنا معجبة جداً بحركة المقاطعة وأكنّ لها احتراماً كبيراً وأفكر فيها كثيراً“. وأضافت: ”أنا هنا اليوم وأمس وغداً وبعد غد لأنني قررت المجيء، وقررت أن من الأهم بالنسبة لي أن آتي. لقد مُنحت، بفضل المهرجان، منبراً قررت في لحظة شخصية أنه من المحتمل أن يكون أكثر فائدة لجميع قضايانا من عدم حضوري“.

وأضافت: ”لقد كان قرارًا شخصيًا أتحمل مسؤوليته الكاملة“.

وواصلت سوينتون حديثها قائلةً إنها ”تحترم وتتفهم بشكل كبير حاجة الناس إلى إيجاد طرق للشعور بالقوة“.

وتابعت :”لأن ما نواجهه جميعًا هو هذا الشعور بالعجز، وهذا هو أصعب ما نواجهه في الوقت الحالي. لذا فإن أي فعل قوي، أو لفتة يمكننا القيام بها تبدو خيارًا جيدًا. أنا أفهم تمامًا أن المقاطعة يمكن أن تكون، وفي كثير من الأحيان، أقوى شيء يمكننا القيام به.“

 

####

 

تيموثي شالاميت في «برلين السينمائي»  يحذر من الشخصيات التي تشبه الطوائف الدينية

برلين ـ «سينماتوغراف»

قال الممثل المرشح لجائزة الأوسكار في مهرجان برلين السينمائي اليوم الجمعة تيموثي شالاميت أنه تعلم من دوريه بوب ديلان في فيلم ”مجهول بالكامل“ وبول أتريدس في فيلم ”الكثبان الرملية“ أنه يجب التعامل بحذر مع الشخصيات الشبيهة بالطوائف الدينية.

وقال شالاميت للصحفيين عندما سُئل عما تعلمه من المغني وكاتب الأغاني الأمريكي حول كيفية التعامل مع الوضع الحالي للعالم: ”إن التحذيرات من الشخصيات الشبيهة بالطوائف الدينية هي من طبيعة موسيقاه“.

وتابع شالاميت، الذي عُرض فيلمه الذي يتناول سيرة حياة ديلان في القسم الخاص خارج المسابقة في المهرجان: ”تفسيري هو أن تكون حذراً من أي شخصيات تشبه المنقذ“.

وأضاف شالاميت: ”هذا بصراحة هو التحذير الوارد في رواية ’الكثبان الرملية‘ لفرانك هربرت، والتي كُتبت في نفس الفترة من التاريخ الأمريكي“.

وقال شالاميت: ”صحيح أن فرانك هربرت كان في الساحل الغربي، وربما كان يتعاطى الأسيد على الآلة الكاتبة، بينما كان بوب ديلان في الساحل الشرقي، لكن الرسائل لا تزال متشابهة“.

لعب الممثل البالغ من العمر 29 عاماً دور البطولة في كلا الجزأين من ملحمة الخيال العلمي ”الكثبان الرملية“ لدينيس فيلنوف المأخوذة عن رواية المؤلف هربرت التي تحمل نفس الاسم والتي نالت استحساناً كبيراً عام 1965.

قال شالاميت، المرشح الأوفر حظًا في السباق على جائزة أفضل ممثل في حفل توزيع جوائز الأوسكار الشهر المقبل عن دوره في دور ديلان، إنه ممتن لفرصته في لعب دور الفنان.

يؤرخ فيلم ”مجهول بالكامل“ الذي يشارك في بطولته أيضًا إدوارد نورتون وإيل فانينغ ومونيكا باربارو، وصول ديلان إلى نيويورك عام 1961، وصعوده السريع في دوائر الموسيقى الشعبية، وتحوله المثير للانقسام إلى موسيقى الروك الكهربائية عام 1965.

وقال: ”نحن (فريق العمل) نعلم أن هذه المشاريع قليلة ومتباعدة الآن“.

وأضاف: ”لقد كنت أنظر إلى برنامج أفلام برلين، لديكم الكثير من المشاريع ذات الدوافع الفكرية والفنية حقًا، ولكن في الولايات المتحدة من الصعب الحصول على هذه الأعمال.“

 

####

 

«حليب ساخن» في مسابقة برلين السينمائي يطرح سؤال الحياة أم الموت؟

برلين ـ «سينماتوغراف»

قالت المخرجة البريطانية ريبيكا لينكيفيتش يوم الجمعة إن فيلم ”حليب ساخن، Hot Milk “ الذي يشارك في مسابقة مهرجان برلين السينمائي لا يخجل من طرح سؤال الاختيار بين الحياة والموت، وسيخرج المشاهدون باستنتاجات مختلفة بناء على نهايته.

يؤدي دور البطولة في فيلم ”حليب ساخن“ إيما ماكي بطلة المسلسل التلفزيوني ”تعليم الجنس“ في دور صوفيا التي تقيم على الساحل الإسباني مع والدتها روز، التي تؤدي دورها فيونا شو بطلة أفلام ”هاري بوتر“.

وتضطر روز إلى استخدام كرسي متحرك بسبب مرض غير مبرر، وبينما تبحث عن إجابة في عيادة في إسبانيا، تتفرغ صوفيا للاستكشاف وتقيم علاقة مع إنجريد المتحررة التي تجسد دورها فيكي كريبس بطلة فيلم ”الخيط الوهمي“.

في حالة روز، إنها مسألة حياة أو موت. هل تختار الحياة أم تختار الآخر؟ قالت لينكيفيتش للصحفيين في العاصمة الألمانية قبل العرض الأول للفيلم.

فيلم ”حليب ساخن“، وهو أول فيلم للمخرج لينكيفيتش في مسيرتها الإخراجية، وواحد من 19 فيلمًا يتنافس على جائزة الدب الذهبي للمهرجان.

وقالت لينكيفيتش: ”أشعر بقوة أننا نندفع إلى العالم عند الولادة، والموت، إذا كنا من ذوي العقول، فيجب أن يكون لنا الخيار إذا كانت حالة مزمنة واضحة المعالم، خصوصاً إذا كانت حالة مرضية“، مستذكرة كيف واجه والدها صعوبات في قراره بإنهاء حياته في سن 62 عامًا.

وتابعت : ”لكنه سؤال كبير، ونهايتنا في الفيلم، أعتقد أن الناس سيخرجون منها باستنتاجات مختلفة.“

 

####

 

يشارك في مسابقة «برلين السينمائي الـ 75» ..

مراجعة | فيلم «عيش الأرض» لـ هوو منغ تصوير مؤلم لفقراء الريف الصيني

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

مثل لوحة طبيعية واسعة من القرن التاسع عشر للمزارعين الذين يكدحون تحت أشعة الشمس، مع مئات التفاصيل التي تستحضر عالمًا من الصراع والحزن والابتهاج أحيانًا، يغمر فيلم المخرج هوو منغ ”عيش الأرض، Living the Land “ المشاهد في مجتمع زراعي صيني بكل دقة وجمال فنان بارع، وقد تم اختيار العمل في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الـ 75

تدور أحداث هذه القصة العائلية الشاملة المنسوجة بمهارة والمصورة على مدار عدة مواسم، في عام 1991، وهو الوقت الذي كانت فيه الإصلاحات الكبرى تحول الصين من دولة من العمال الريفيين إلى قوة صناعية لا تزال حتى اليوم.

في خضم هذا المد والجزر المتغير، نجد صبيًا صغيرًا يُدعى شو تشوانغ (وانغ شانغ) الذي أُرسل للعيش مع أقاربه في الريف بينما كان والداه يكسبان قوت يومهما في مكان آخر.

ويصبح هو نقطة الدخول إلى مكان تتبدل فيه التقاليد التي تعود إلى قرون من الزمن ببطء بسبب العصر الحديث، مما يجبر الناس على التكيف في محاولة للتشبث بجذورهم.

يفتتح الفيلم بجنازة ثم يختتم بحفل زفاف وعدة جنازات أخرى، إن فيلم ”عيش الأرض“ لا يعتمد على آليات الحبكة السينمائية التقليدية بقدر ما يعتمد على أحداث الحياة الرئيسية التي تورط الشخصيات وتحملهم نحو المستقبل - سواء أرادوا الذهاب إلى هناك أم لا. ويمتد الفيلم لـ132 دقيقة، وهو ليس بالشيء السهل.

هوو منغ يركز فقط على عشيرة من المزارعين الفقراء في مقاطعة هينان بوسط الصين، وهو عمل آسر بصريًا ومنظم بشكل دقيق وإنساني بلا توقف عن الكرب والقلق والاضطراب الذي يجتاح الريف الصيني على أعتاب انغماس البلاد في اقتصاديات السوق.

مدعومًا بأداء مؤثر بشكل ملحوظ من مجموعته من الممثلين غير المحترفين وتصوير مذهل مع المصور السينمائي قوو دامينغ، يكشف عن حياة القرية في أسعد وأقسى حالاتها، وحقق هوو قفزة كبيرة إلى الأمام من فيلمه الأول ”عبور الحدود - تشاوجوان“ عام 2018 بميزانية متواضعة.

ومن خلال تشوانغ (وانغ شانغ)، وهو صبي يعيش مع عائلة والدته الممتدة في قرية صغيرة نرى الكهرباء شحيحة، والجرارات الزراعية أكثر من البشر، والفلاحون المكافحون يصنعون الطوب في أفران متهالكة أو حتى يبيعون دمائهم للبقاء على قيد الحياة.

تشوانغ هو جزء من الجيل الأول من ”أطفال الصين المتخلفين عن الركب“، أولئك الذين فرّ آباؤهم من بلداتهم الأصلية للعمل في المصانع بأجور أفضل في المدن.

ومن خلاله أيضًا نتمكن من رؤية وسماع معاناة فقراء الريف عبر الأجيال، كما يجسدها الماضي المؤلم لجدته الكبرى التي ضربها الطقس (تشانغ يانرونغ) والأحلام المحطمة لعمته الشابة (تشانغ تشو ون).

هناك بالتأكيد لمحات من التغييرات الاجتماعية والاقتصادية الزلزالية التي تتكشف - نرى القرويين يتجمعون حول التلفزيون الجماعي لمشاهدة المسلسل الصيني ”الفتيات العاملات المهاجرات“، وهروب أعمام تشوانغ إلى شينزين، وهي مدينة مزدهرة في جنوب الصين.

لكن تفاصيل ”عيش الأرض“ تدور أكثر حول أولئك الذين تركوا في ديارهم، أولئك الذين صرّوا على أسنانهم ومضوا في مسيرتهم - وهي قصيدة للمزارعين المنسيين الذين يعيشون أيامهم الأخيرة الأكثر دنيوية والأكثر ألماً.

إن إعادة تمثيل هوو الدقيق للعادات والطقوس المحلية، وتصويره لكيفية تشكلها بتغير الفصول، يكاد يكون أنثروبولوجيًا في نطاقه ومنفذًا بشكل لا تشوبه شائبة.

في نهاية الفيلم جنازتان مختلفتان اختلافًا جذريًا وتتخللهما حالات انفصال وزواج وولادة، ومن ثم فإن ”عيش الأرض“ أشبه برحلة عبر دورات الطبيعة والوجود البشري في مجتمع زراعي اندثر منذ زمن طويل.

 

####

 

يشارك في مسابقة «برلين السينمائي الـ 75» ..

مراجعة | فيلم «هوت ميلك» لـ ريبيكا لينكيفيتش مقتبس عن رواية ومليء بالتوتر

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

من خلال فيلم (حليب ساخن، Hot Milk) المقتبس عن رواية ديبورا ليفي الحائزة على جوائز عام 2016، تسافر أم وابنتها إلى إسبانيا المشمسة من أجل علاج مرض لا يمكن تفسيره، هو العمل الأول للمخرجة البريطانية ريبيكا لينكيفيتش - ضمن المسابقة الرسمية للدورة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

تُذكر ريبيكا لينكيفيتش على نحو أفضل ككاتبة أفلام بريطانية بارزة مثل ”إيدا“ (بافيل بافليكوفسكي، 2013) و”العصيان“ (سيباستيان ليليو، 2018) و”كوليت“ (واش ويستمورلاند، 2018).

وهي هنا على مقعد المخرج لأول مرة، يضاعف الفنان البالغ من العمر 57 عامًا من دوره كمخرج وكاتب في آن واحد. والنتيجة هي دراسة متعددة الخيوط عن ولاء المرأة وقدرتها على التحمل.

تسافر صوفيا (إيما ماكي) البالغة من العمر عشرين عامًا والجميلة للغاية (إيما ماكي) ووالدتها روز (فيونا شو) المقعدة والمتقلبة المزاج من لندن إلى جنوب إسبانيا من أجل علاج الآلام المزمنة التي تعاني منها الأخيرة.

مرض غامض أصاب المرأة العجوز، ومنعها من المشي منذ أن كان طفلها الوحيد في الرابعة من عمره فقط. هناك شيء غريب جداً في حالتها: تبدو ساقاها سليمتان تماماً، وهي قادرة على المشي من حين لآخر.

وتشير حقيقة أن إعاقتها بدأت في نفس الوقت الذي عاد فيه والد صوفيا كريستوس إلى موطنه الأصلي اليونان إلى أن شعورها بالضيق قد يكون له جذور نفسية. يصمم المعالج المتفاني غوميز (فينسنت بيريز) وابنته جولييتا (باتسي فيران) على مساعدة مريضتهما، لكن روز تشكك في كل خطوة من خطوات العلاج. ربما تريد تخريب علاجها الخاص، وربما تجد متعة في الألم.

ترتبط صوفيا بعلاقة عاطفية مع إنغريد، وهي فنانة ألمانية ساحرة في مثل سنها تقريبًا (تؤدي دورها الممثلة اللوكسمبورجية فيكي كريبس).

وفي أحد الأيام، تدلي إنغريد باعتراف حميم للغاية لصوفيا عن مأساة عائلية. تقرر بطلتنا مساعدة حبيبتها في التغلب على الصدمة المرتبطة بالحدث. وفي الوقت نفسه، يتعين عليها أن تتصارع مع بعض الأسرار العائلية المظلمة الخاصة بها. تستمر أحداث الماضي المتعددة في إعاقة روز (بالمعنى الحرفي والمجازي)، ومع ذلك ترفض مشاركة الحقيقة مع ابنتها. وبالتالي فإن المرأة الهادئة والحازمة غير قادرة على مساعدة والدتها.

تدور الأحداث في مدينة ألميريا المشمسة، وهي مدينة ساحلية في الأندلس. تتخللها طرقات قبيحة ومبانٍ متداعية - ليست بالضرورة وجهة مثالية لقضاء العطلات. إنها مدينة أوروبية يلتقي فيها أشخاص من جميع البلدان: روز أيرلندية، وصوفيا بريطانية، وإنغريد ألمانية، وغوميز فرنسية، وجولييتا إسبانية، ورواد الشاطئ يتحدثون البرتغالية. ولقب روز وصوفيا يوناني. ولسبب غريب، احتفظت المطلقة بلقب شريكها السابق الأجنبي الذي بالكاد يمكن نطقه. هذه نقطة التقاء لمختلف الجنسيات والأجيال. وكذلك ساحة قتالهم.

تُكلَّف صوفيا بمساعدة روز وإنغريد، وهما امرأتان في حاجة ماسة إلى التنفيس عن نفسيهما والتحرر. تكمن المشكلة في أن كلتاهما اعتادتا على معاناتهما. تنطلق صوفيا لتثبت أن الحياة يجب أن تُحتضن (بدلاً من مجرد تحملها). في النهاية، هذا فيلم عن التواطؤ والتعاطف الأنثوي.

تقدم لينكيفيتش للمشاهدين أسئلة أكثر من الإجابات، تاركًة للمشاهد التكهن بتفاصيل الأحداث التي تركت المرأتين مجروحتين. لا توجد استرجاعات للماضي. يرتكز الفيلم بقوة على الحاضر، بكل ما فيه من تناقضات رائعة. الكاميرا ثابتة في الغالب، مما يغرس إحساسًا بعدم قابلية التراجع في القصة. وفي بعض الأحيان، ينزلق الفيلم من حين لآخر إلى غموض لا مبرر له.

تتسم هذه الدراما التي تبلغ مدتها 95 دقيقة بميل لاذع لا يختلف تمامًا عن خاتمة فيلم Ida التي لا تُنسى. هذا ما يحدث عندما تضطر المرأة إلى اتخاذ قرار غير صادم وغير متوقع للغاية.

 

موقع "سينماتوغراف" في

14.02.2025

 
 
 
 
 

مهرجان برلين السينمائي الدولي يحاول التخفيف من طغيان السياسة عليه

هل يستعيد المهرجان بريقه برئاسة أميركية لدورته الجديدة.

لا يمكن فصل السينما عن السياسة تحت أي حجة كانت، فالسينما فن سياسي بالمعنى الواسع للكلمة، إذ تتشابك مع ما يطرأ من أحداث ومع التاريخ والقضايا الاجتماعية وغيرها مما يندرج تحت دفة السياسة، ولعل محاولة مهرجان برلين السينمائي التخفيف من الجرعات السياسية فيه لن تجدي نفعا

برلينانطلقت فعاليات الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) مساء الخميس في العاصمة الألمانية.

وافتتح الحدث بعرض الفيلم الجديد “الضوء” للمخرج الألماني توم تيكفير، بينما حصلت الممثلة البريطانية الفائزة بالأوسكار تيلدا سوينتون على جائزة الدب الذهبي الفخرية تكريما لإنجازها طيلة حياتها في حفل الافتتاح.

منظمو المهرجان يأملون ألا تطغى السياسة على الأفلام لإنعاش الحدث الذي خفت بريقه خلال السنوات القليلة الماضية

هيمنة السياسة

في هذا العام تترأس المهرجان لأول مرة الأميركية تريشيا توتل، بينما يرأس مواطنها المخرج تود هينز لجنة التحكيم الدولية. ويأمل منظمو المهرجان ألا تطغى السياسة على الأفلام المشاركة في هذه الدورة، حرصا منهم على إنعاش الحدث الذي خفت بريقه خلال السنوات القليلة الماضية.

ولطالما كان مهرجان برلين الأكثر تناولا للقضايا السياسية بين المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى، ويأتي موعده هذا العام قبل أيام على الانتخابات الألمانية. كما تلوح من بعيد الصراعات في الشرق الأوسط.

وقال سكوت روكسبورو، رئيس المكتب الأوروبي لصحيفة هوليوود ريبورتر، “العام الماضي كان المهرجان سياسيا بشكل لا يصدق. سيطرت السياسة على السينما، وأعتقد، وربما أخشى، أن يحدث هذا العام أيضا.”

ويستمر المهرجان حتى الثالث والعشرين من فبراير الجاري، وهو نفس اليوم الذي يصوت فيه الألمان في الانتخابات العامة التي قد تمنح اليمين المتطرف مكاسب كبيرة.

وأقرت تريشيا توتل، المولودة في الولايات المتحدة، بالتاريخ السياسي للمهرجان لكنها لا تريد أن يطغى مثل هذا الخطاب على الأفلام نفسها.

ولن يصدر المهرجان بيانا بشأن الانتخابات إلا أنها شخصيا تشجع الألمان على التصويت.

وقال روكسبورو إن المناقشات بشأن الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين ربما لا يكون هناك مفر منها حتى مع محاولات المنظمين تجنب ذلك.

وأثار حفل ختام العام الماضي انتقادات ساسة ألمان بعد أن أبدى عدة فائزين تضامنهم مع الفلسطينيين وانتقدوا أفعال إسرائيل في غزة.

وأوضح المهرجان في مذكرة أن الملابس أو الرموز التي تعبر عن التضامن مع الفلسطينيين مسموح بها، لكن بعض العبارات تتطلب الحذر.

ودعت جماعات داعمة للفلسطينيين صناع الأفلام إلى مقاطعة المهرجان هذا العام بسبب دعم الحكومة الألمانية لإسرائيل.

ويعرض المهرجان فيلمين عن الإسرائيليين الذين أخذتهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) رهائن في السابع من أكتوبر 2023، وهناك أيضا فيلم عن ممارس رياضة الباركور من غزة.

وقال روكسبورو إن توتل تواجه مهمة إعادة المهرجان إلى قالبه السينمائي بعد أن تراجعت مكانته لدى مشاهدي الأفلام في السنوات القليلة الماضية.

وأضاف “ستكون هناك جهود هذا العام لمحاولة إعادة مهرجان برلين إلى مساره.”

تريشيا توتل تواجه مهمة إعادة المهرجان إلى قالبه السينمائي بعد أن تراجعت مكانته لدى الجماهير في السنوات الأخيرة

التحذير من ترامب

المحاولات لفصل السياسة عن الحدث السينمائي قد لا تكون ذات جدوى، إذ لطالما ارتبطت السينما بالأحداث السياسية ولا يمكن تجريدها من تقاطعها مع ما يحدث. وتؤكد ذلك التصريحات الأخيرة لرئيس لجنة تحكيم المهرجان المخرج تود هينز الذي حذر من عواقب الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب على المجتمع والثقافة.

وقال هينز، في تصريحات لمحطة “3 سات” الألمانية، “في الوقت الحالي، على الأقل في الولايات المتحدة، ما زلنا في حالة صدمة كاملة بشأن مآلنا الآن كأمة، وكيف أمكن إعادة انتخاب هذا الرئيس لمنصبه.”

ويعرف المخرج بأعماله التي تتناول بشكل نقدي قضايا مثل الهوية الجنسية. وقال هينز “لقد بدأنا نشهد ظهور أشياء لم نشهدها من قبل… ومن الصعب علينا أن ننظر إلى الوراء ونتعلم من أمثلة تاريخية كيف يمكن أن تكون الثقافة في بعض الأحيان غير مستعدة لحركات راديكالية وقمعية – أيا كان ما نريد تسميتها، فاشية أو استبدادية.”

وفي مقابلة مع صحيفة “دي تسايت” الألمانية قال هينز “كيف نعيش كل هذا الآن، وكيف يمكننا مواجهة كل هذا، وكيف ننجح في عدم السماح لأنفسنا بالانكسار، وما إذا كنا سننجح في نقل الأجواء الحالية في الولايات المتحدة إلى الشاشة، هذه هي الأسئلة الكبرى الآن.”

وذكر هينز في تصريحاته لـ”3 سات” أن إنكار الواقع بما أنه جزء من الغريزة البشرية للحفاظ على الذات، فإن الأميركيين غير مستعدين بشكل جيد ولا يعرفون كيف يتفاعلون بشكل مناسب مع هذه التطورات، وقال “وأحيانا يكون الأوان قد فات: دعونا ننظر إلى التاريخ الأوروبي وخاصة في منتصف القرن العشرين كمثال جاد.”

تصريحات رئيس لجنة التحكيم لا تنفصل عن الجو العام للمهرجان الذي يأتي في ظروف ساخنة هذا العام، خاصة ما يتعلق بالأحداث السياسية في ألمانيا وخارجها لاسيما في أوكرانيا وفلسطين وتصريحات الرئيس الأميركي المثيرة للجدل هنا وهناك، وهو ما يرجح أن تنعكس هذه الأحداث على تفاصيل الحدث السينمائي البارز.

 

العرب اللندنية في

14.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004