ملفات خاصة

 
 
 

خطوات حذرة لـ«مهرجان برلين الدولي» الـ74

افتُتح بفيلم عن عائلة ألمانية تستقبل مهاجرة سورية

لندنمحمد رُضا

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

تتسلم تريشيا تاتَل، مديرة «مهرجان برلين الدولي» الجديدة مهاماً صعبة العام الحالي، بعضها إداريٌّ وبعضها سياسيٌّ. وقد بدأ المهرجان دورته الـ74 مساء يوم الخميس. والأجواء المحيطة به لا تزال متفائلة، بيد أنها أيضاً، حذرة.

هذه الأجواء ليست جديدة. كلُّ ما في الأمر أن الأحداث التي يشهدها العالم تُلقي بظلالها على مهرجانٍ طالما عرض أفلاماً سياسيةَ الطّابع وتعرّض أحياناً لاحتجاجات حولها.

في عام 1992 تولّى السويسري موريتز دِي هاديلن إدارة هذا المهرجان حتى عام2001، منذ بداية عمله وُوجِه دِي هاديلن بانتقادات حادّة عندما اختار سنة 1981 فيلماً ألمانياً واحداً لعرضه في المهرجان، مما أثار حنق الفنانين والإعلاميين الألمان على حد سواء. وفي عام 2001، تحت إدارة الألماني دييتر كوزلِيك انسحبت كل الكتلة الأوروبية الشرقية من المهرجان احتجاجاً على عرض فيلم مايكل شيمينو «صائد الغزلان» (The Deer Hunter).

على أن المهرجان، في الثمانينات والتسعينات بلغ أوجه من الأهمية والقمة من حيث مستوى عروضه منافساً كل من «ڤينيسيا» و«كان» بجدارة، خصوصاً أن كوزلِيك قرَّر أن المهرجان الألماني عليه أن يعتني بناحيتين أساسيتين: الأولى استقبال أفلام ألمانية لمخرجين جدد، بل أسّس قسماً خاصاً بغرض عرض بانوراما للسينما الألمانية لأنه أرادها أن تأتي أولاً. الناحية الثانية تقليل عدد الاشتراكات الآتية من هوليوود للحد من هيمنتها الإعلامية. لم يكن يرغب في أن يكون نسخة من «كان» أو «ڤينيسيا»، بل هدف صوب حدث كبير ومختلف وكان له ما أراد.

السنوات الفاصلة بين تركه الإدارة سنة 2019 وتسلم المديرة الجديدة تريشيا الإدارة في العام الماضي (هذه الدورة هي الأولى لها) شهِد المهرجان منخفضات أرضية أعاقت نموّه. بدأت بانتشار «كوفيد - 19» واستمرت إلى الدورة الأخيرة من المهرجان في فبراير (شباط) 2024.

خطان متلازمان

ما تواجهه تريشيا حالياً هو تقديم دورة ناجحة بكل مقاييس النجاح الضرورية، وفي مقدّمتها توفير أفلام أهم من تلك التي سادت السنوات القليلة الماضية واختياراتها ومساعدوها يؤكدون هذا المسعى.

الأمر الآخر الذي تواجهه هو سياسي. لقد مرّ عام والحرب في فلسطين ما زالت مستعرة. جلبت تلك الحرب خطابات مؤيدة للفلسطينيين في حفل الختام، مما أزعج الحكومة الألمانية التي كانت أبدت تأييداً كبيراً للحكومة الإسرائيلية. هذه رأت أن الفائزين بالجوائز خرجوا عن تقاليد المهرجان ودوره عندما تباروا لتأييد الفلسطينيين. بعض الإعلاميين وصفهم بالتهمة الجاهزة وهي «معاداة السامية». كذلك طلبت الحكومة (وهي مصدر التمويل الأول للمهرجان) إيضاحاً من قبل إدارته السابقة وإجابات.

هذا يعني أن تريشيا تنظر اليوم بعين الحذر إلى ما إذا كان المهرجان سينتهي في 23 من هذا الشهر بمظاهرة أخرى، وكيف ستستطيع مواجهة ذلك قبل وقوعه. هي، والمهرجان برمّته، بين خطين متلازمين: حق الجميع بإبداء الرأي والخوف من تداعيات هذا الحق حتى لا يظهر المهرجان كما لو كان شريكاً فيه.

مستقبل المهرجان ومنهجه مرتبطان، جزئياً على الأقل، بنتائج تلك الانتخابات. لكن مهما تكن النتائج فإن على الإدارة الجديدة أن تُبرهن عن نجاح دورة حاسمة تُعيد الأضواء إليه بعد انحسار.

سوريّة في ألمانيا

في سبيل ذلك، اختارت تريشيا الفيلم الألماني «الضوء» (The Light) للافتتاح.

موضوع هذا الفيلم لا يختلف عن كل ما سبق من حيث تواصله مع الموضوعات المقلقة في العالم. توم تيكوير يعود بعد انقطاع 9 سنوات لتقديم حياة عائلة ألمانية تتعرّف على أوجاع العالم الجديد من خلال مشرفة البيت السورية المهاجرة. وهذه ثالث مرّة يُفتتح «مهرجان برلين» بفيلم من إخراج تيكوير. الأولى سنة 2002 عندما قدّم «الجنّة» (Heaven) والثانية في 2009 عبر فيلمه «الدولي» (The International).

في «يونان»، ثاني أفلام أمير فخر الدين (من بعد «الغريب» قبل 34 سنوات). الفيلم الجديد من إنتاج متعدد الدول (ألمانيا، والسعودية، وقطر، وفلسطين، وكندا، وإيطاليا والأردن) ويدور حول مهاجر عربي قانط من الحياة يتوجه إلى جزيرة نائية لينتحر فيها هرباً من همومه.

فيلم آخر عن وضع متقلّب يكمن في فيلم «BLKNWS» لخليل جوزيف الذي يستعرض تجربة الأفرو- أميركيين في الولايات المتحدة دامجاً الروائي مع التسجيلي والرسوم المتحركة.

في (How to Be Normal and the Oddness of the Other World) «كيف تكون عادياً وفرادة العالم الآخر» للنمساوي فلوريان بوشلاتكو لا يتحاشى الترميز لمشكلات المجتمع الحاضرة.

الحال أن كثيراً من الأفلام التي ستتوالى خلال الأيام العشرة المقبلة، تدور حول معضلات مجتمعات وعن شخصيات تعتقد أنها حققت ما ترغب لتجد أنها ما زالت في دوامة المتغيرات المحيطة. هذا ينطبق على الفيلم السويسري- الفرنسي المشترك «المنزل الآمن» (The Safe House) لليونيل بايَر عن عائلة تجد نفسها وسط عاصفة اجتماعية في منتصف الستينات، و«تايمز ستامب» لكاترينا غورنوستال (أوكرنيا) الذي يتناول، بطبيعة الحال، الوضع الناتج عن الحرب الدائرة هناك.

 

####

 

شاشة الناقد: حروب وتهجير

لندنمحمد رُضا

THE BOY FROM THE RIVER DRINA

★★★★

* إخراج: زياد إبراهيموڤيتش

* سويسرا | تسجيلي (2025)

* عروض مهرجان سولوثوم (جنيف).

زياد إبراهيموڤيتش مخرج بوسني كان فرّ مع عائلته، من البوسنة سنة 1992 خلال الحرب البوسنية - الصربية. نجا من الموت أو من هجرة من إقليم مشتعل إلى آخر واستقر في بلدة تيسينو في جنوب سويسرا. فيلمه الأول «حرّاس الحرب» (Gatekeepers of War) عُرض سنة 2009 في «مهرجان ييهالاڤا» في جمهورية التشيك. موضوع ذلك الفيلم يلتقي مع موضوع الفيلم الجديد من حيث أن كليهما يدور حول عودة نازح كان فرّ من الحرب إلى البوسنة لمواجهة أشباح ذكرياته عنها.

«الفتى من نهر درينا» يُتابع رجلاً من منطقة درينا اسمه إرفنغ موييتش كان هرب من الحرب التي خسر فيها والده وعدداً من أقاربه. لجأ إلى إيطاليا وعاش فيها السنوات التي تبعت الحرب البوسنية (1992-1995). المنطقة المذكورة تحتوي على نهر كبير شهدت الغابة الواقعة على ضفافه مذبحة جماعية قام بها الصرب، وذهب ضحيتها نحو 900 شخص وأدّت إلى نزوح باقي سكان قرى المنطقة هرباً من المصير نفسه.

يصوّر إبراهيموڤيتش الشخص موضوع الفيلم وهو يتحدَّث عن تلك الفترة، ويصوّره وقد عاد إلى بيته المهدّم ليبنيه من جديد ملاحظاً أن القرى المحيطة، التي كانت مسكناً لألوف، باتت شبه خاوية منذ ذلك الحين.

في متابعة المخرج لإرڤن يتدفق الشعور بالمأساة الإنسانية التي هي واحدة من المآسي التي لا تُحصى. هذا الشخص يصبح رمزاً لتاريخ من المذابح قامت بها شعوب ضد أخرى، وصولاً إلى ما يحدث الآن في فلسطين. تحيلنا المشاهد في فيلم إبراهيموڤيتش إلى حالة إنسانية فردية وجَماعية لا تُنسى سريعاً. هو ليس عن إرڤن وحده بل عن حيواناته الأليفة (جياد وقطط وكلاب)، وعن غابة خريفية نصفها مقطوع ومرمي على الأرض، وجاره أمين العجوز الذي عاد ليبني حياته في تلك القرية من جديد. نهر درينا يأخذ حيّزاً من الظهور والذكرى، كذلك أنهر صغيرة أخرى.

على الرغم من حزن موضوعه ولون الحياة الشاحبة، هناك قوّة إيجابية تحرّك إرڤن لاجتياز الخط بين ما حدث بالأمس وما يريد أن يبنيه للغد.

MR. NOBODY AGAINST PUTIN

★★

* ديڤيد بورنستين، باشا تالانكن

* جمهورية التشيك، دنمارك|تسجيلي (2025)

* عروض مهرجان «صندانس» (الولايات المتحدة)

من جملة المناهج الجديدة في السينما التسجيلية تحقيق المخرجين أفلاماً عن أنفسهم أو عن أقاربهم أو إسناد مهمّة الإخراج إلى آخر، لكن بالمشاركة معه (كحال هذا الفيلم) مع ضمان أن يتواصل الماثل أمام الكاميرا مع مشاهديه بصفة شخصية. صفة أنا أتحدث إليكم، طبقاً للموضة السائدة هذه الأيام، حين يصبح المخرج هو الموضوع الطاغي، وما يتحدّث فيه يصير تعبيراً عن رؤيته وليس تحليلاً لوضع ما. الأميركي مايكل مور أجاد هذا النوع أكثر من سواه منذ فيلمه «Bowling for Columbine» سنة 2002 لأنه لم يتجاهل أهمية التعبير عن جوهر القضايا التي يطرحها في أفلامه جاعلاً من ظهوره أمام الكاميرا كشرفة يطل منها على ما هو أهم.

باشا تالانكِن أستاذ مدرسة روسي يعيش ويعمل في بلدة كاراباش التي يبلغ معدل الأعمار فيها 35 سنة بسبب التلوّث. مباشرة، ومن دون قصد، نتابع مشهداً نجد فيه أناساً تجاوزوا الخمسين ما قد يثير، بعد ربع ساعة من بداية الفيلم، الرَّيبة، في حين يتولّى المقدّم وشريك الإخراج تالانكِين قوله حباً في التكّلف.

زبدة الفيلم هي إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتِين الحرب على أوكرانيا، وفرض منهج تعليم سياسيٍّ على المدارس، فيقفع تالانكِين مُعارضاً. بصرف النظر عن رأيه في بوتِين، ما يتبدّى على مدى ساعة ونصف الساعة، هو شخص المتحدّث مباشرة إلى الكاميرا وهو يوزّع معلومات تحتاج إلى براهين ومواقف شخصية لا تكوّن في الواقع أي قيمة سياسية. أسلوب العرض الحيوي يُوفِّر سرعة السَّرد والإيقاع، لكن لا شيء كافٍ لتجنّب البروباغاندا بوصفها هدفاً. لا يهمّ إذا كان الفيلم مع أو ضد أي أحد، لأن هذا النوع من الأعمال لا حياة له من دون فن وسبب.

في الصالات

* Parthenope ★★ - تتذكر بارثنوبي (ستيفانيا سندريلي) أيام شبابها وعشّاقها في فيلم جديد للمخرج باولو سرنتينو (The Great Beauty). للفيلم بصرياته الممتعة ولا شيء آخر.

* Captain America: Brave New World ★★ - يخلف أنتوني ماكي من سبقه في هذا الدور السوبر هيرو المعروف. يلتقي برئيس الجمهورية (هاريسون فورد) ويجد نفسه في مأزق. ميكانيكي مع حكاية مفتعلة غالباً.

* Becoming Led Zepplin ★★★ - تسجيليٌّ عن فرقة الهارد روك البريطانية من بداياتها إلى وصولها للشهرة العالمية. أخرجه برنارد ماكماهون بشغف الهاوي للغناء وللتاريخ وبأسلوب بصريٍّ لاقط.

* The Witcher: Sirens of the Deep - صراعٌ بين صياد الوحوش ذا ويتشر ومخلوقات غير آدمية، في هذا الأنمي الذي لا يناسب الصّغار لعنفه. التنفيذ آلي لحد الملل لوجوه تتحرك شفاهها من دون ملامح معبّرة.

ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز

 

الشرق الأوسط في

13.02.2025

 
 
 
 
 

السياسة تهيمن على مؤتمره الصحفي اليوم ..

«برلين السينمائي» ينطلق بفيلم عن لاجئة سورية

برلين ـ «سينماتوغراف»

يفتتح مهرجان برلين السينمائي دورته الـ75، مساء اليوم الخميس، بعرض فيلم للمخرج الألماني توم تيكوير عن لاجئة سورية تصير مدبرة منزل لدى عائلة ألمانية، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة في البلاد، والتي يهيمن عليها الجدل حول الهجرة.

ويُفترض أن يطلّ نجوم من بينهم المخرج الأميركي تود هاينز والممثلتان الاسكتلندية تيلدا سوينتون والصينية فان بينغ بينغ، على السجادة الحمراء للدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي.

وقالت المديرة الجديدة لمهرجان برلين السينمائي، تريشا تاتل، في مؤتمر صحافي للجنة التحكيم، صباح اليوم الخميس في العاصمة الألمانية، إنّ "مهرجاناً كهذا يمثل رفضاً لمختلف الأفكار التي تنشرها أحزاب يمينية متطرفة كثيرة". ويُعدّ مهرجان برلين السينمائي حدثاً سينمائياً تقدمياً تتردّد فيه القضايا السياسية الراهنة لكن من دون أن يسترعي الاهتمام نفسه كمهرجاني كان أو فينيسيا.

وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي تود هاينز: "نشهد حالياً أزمة في الولايات المتحدة، ولكن أيضاً في العالم أجمع"، مشيراً إلى "القلق والدهشة" اللذين أثارتهما الأسابيع الثلاثة الأولى لإدارة ترامب.

وأضاف مخرج فيلم "دارك ووترز" و"آيم نات ذير" و"كارول": "إن الطريقة التي سنعتمدها للجمع بين مختلف أشكال المقاومة لا تزال موضع تفكير بين الديمقراطيين".

وفي ما يتعلق بالانتخابات الألمانية حيث يحتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المركز الثاني بعد المحافظين، أشارت المخرجة والممثلة الألمانية ماريا شرادر إلى أنها "تأثرت"، مع أن النتائج لم تُعرف بعد.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات في 23 فبراير الحالي، أي في اليوم التالي لحفل توزيع الجوائز النهائية التي يُمنح خلالها الدب الذهبي، أهم مكافأة في المهرجان.

وسيُفتتح المهرجان مساء الخميس، بفيلم "ذا لايت" للمخرج الألماني توم تيكوير، والذي يتناول قصة لاجئة سورية تصبح مدبرة منزل لدى عائلة ألمانية.

ويعود تيكوير الذي اشتهر بفيلم "ران لولا ران" عام 1998، إلى ألمانيا المعاصرة، بعدما خصص عقداً لمسلسله "بابيلون برلين" الذي كان بمثابة خلفية لجمهورية فايمار وصعود النازية. وأكّد أن فيلم "ذا لايت" "يصوّر أناس اليوم الذين يواجهون صعوبة العصر الحالي".

وأشار المخرج البالغ 59 عاماً في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية، إلى أنّ هذه المرحلة تشهد "إعادة نظر بمفهوم الديمقراطية" من القوى السياسية التي ترغب في "الإقصاء والتهميش".

وستشهد أمسية الافتتاح منح دب ذهبي فخري لتيلدا سوينتون التي ظهرت في أعمال لويس أندرسون وبيدرو ألمودوفار وشاركت في أفلام إلى جانب براد بيت وتوم كروز وكيانو ريفز.

فيما سيبدأ الجمعة عرض أول الأفلام المرشحة لنيل الدب الذهبي.

يتعيّن على لجنة التحكيم، التي يترأسها تود جاينس، وتتألف من نجم السينما الصينية فان بينغ بينغ والمخرج الفرنسي المغربي نبيل عيوش وغيرهم، الاختيار بين 19 فيلماً تتنافس للفوز بالدب الذهبي الذي فاز به خلال العام الفائت الفيلم الوثائقي "داهومي" للمخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب.

ويتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان المخرجون الأميركي ريتشارد لينكلاتر، والكوري الجنوبي هونغ سانغ سو، والمكسيكي ميشال فرانكو، والروماني رادو جود. كما ينتظر حضور عدد من النجوم على السجادة الحمراء، وأبرزهم تيموثي شالاميه الذي سيواكب عرض فيلم "ايه كومبليت أنّون" المتمحور على بوب ديلان، والذي بدأ عرضه في عدد كبير من البلدان.

ومن بين النجوم الذين سيحضرون جيسيكا تشاستين وماريون كوتيار وإيثان هوك، كما يشارك روبرت باتينسون في مهرجان برلين السينمائي بمناسبة عرض "ميكي 17"، الذي يمثل عودة بونغ جون هو إلى السينما، بعد حصوله على السعفة الذهبية في مهرجان كان وفوزه بجائزة أوسكار عام 2019 عن فيلم "بارازيت".

ويقدم المخرج الكوري الجنوبي، خارج المنافسة، فيلماً كوميدياً من نوع الخيال العلمي فيه تلميحات للعصر الراهن من خلال السخرية من ملياردير يشبه إيلون ماسك، الذي يُعد أيضاً من مؤيدي حزب البديل من أجل ألمانيا.

 

####

 

رئيس لجنة تحكيم مهرجان برلين:

هناك سؤال يلوح في الأفق كيف سيؤثر عصر ترامب على صناعة الأفلام ؟!

برلين ـ «سينماتوغراف»

قال رئيس لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي تود هاينز اليوم الخميس إن قدرة الأفلام على التعامل مع القضايا الصعبة أصبحت أكثر إلحاحاً في ظل الوضع الحالي للعالم.

ومن المرجح أن يركز المهرجان في برلين، الذي يُنظر إليه بالفعل باعتباره أكثر المهرجانات السينمائية الكبرى تأثراً بالسياسة، بشكل أكبر على الأحداث الجارية هذا العام مع إجراء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغييرات شاملة، بما في ذلك تلك التي تؤثر على الحروب في أوكرانيا وبين إسرائيل والفلسطينيين، ومع توجه الألمان إلى صناديق الاقتراع.

وقال هاينز، المخرج الأمريكي المعروف بفيلمي "كارول" و"فار فروم هيفن"، للصحفيين في العاصمة الألمانية: "نحن في حالة أزمة خاصة الآن في الولايات المتحدة ولكن أيضاً على مستوى العالم".

وتابع هاينز "كيف سيؤثر عودة رئاسة ترامب على صناعة الأفلام هو سؤال حقيقي يلوح في الأفق أمام جميع صناع الأفلام الأميركيين"، مضيفاً أن هذا السؤال يمتد إلى ما هو أبعد من صناعة الأفلام.

أعتقد أن كيف تحافظ على نزاهتك ووجهة نظرك وتتحدث عن القضايا المحيطة بنا بقوة ووضوح قدر الإمكان، لا يزال يتعين علينا أن نرى ذلك".

المخرج المرشح لجائزة الأوسكار هو رئيس لجنة التحكيم المكونة من سبعة أعضاء والتي ستمنح جائزة الدب الذهبي الكبرى لأحد الأفلام التسعة عشر المشاركة في المسابقة في حفل ختامي مقرر يوم 22 فبراير.

وقال المخرج الأرجنتيني وعضو لجنة التحكيم رودريجو مورينو إن الوضع في وطنه تحت حكم الرئيس الليبرالي اليميني المتطرف خافيير ميلي كان مشابها للوضع في الولايات المتحدة.

وأضاف : "هذا العام لم يكن هناك أي فيلم أنتج من قبل المعهد الوطني للسينما، وهو أمر مأساوي بالنسبة لنا، لكننا سنستمر في صناعة الأفلام على أي حال، باستخدام الهواتف المحمولة، بأي شيء آخر".

وقال عضو لجنة التحكيم المغربي نبيل عيوش، مخرج فيلم "كازابلانكا بيتس" المشارك في مسابقة كان 2021، إن الناس اليوم يريدون سماع أصوات قوية "لذلك يتعين علينا أن نكون جذريين".

وقالت كاتبة السيناريو والمخرجة الألمانية ماريا شرادر إن التجمع معًا من أجل تجربة متبادلة لمشاهدة فيلم، مع الرغبة في التعلم، كان في حد ذاته عملية سياسية.

وتابعت: "الشيء الرائع في هذه المساحات هو وجود غرف حيث يمكن طرح سؤال، ويمكن بدء محادثة"، مضيفة: "لسنا بحاجة إلى التوصل إلى إجابات صريحة".

 

####

 

رسالة فيلم افتتاح «برلين السينمائي» مفادها أن المهاجرين مرحب بهم في ألمانيا

برلين ـ «سينماتوغراف»

قال النجم لارس إيدنغر إن الفيلم الافتتاحي لمهرجان برلين السينمائي ”الضوء، The Light “، يبعث برسالة لا لبس فيها بأن المهاجرين مرحب بهم، وذلك قبل الانتخابات الألمانية التي تتسم بجدل حول تشديد قواعد الهجرة.

وأضاف إن الفيلم يُظهر ”أن الشخص القادم من الخارج يمكن أن يساعدنا أيضًا ويمكننا الاستفادة منه ولا يريد أن يسلبنا أي شيء“.

وتابع إيدنغر، الذي يجسد دور والد بطل الفيلم تيم إنغلز: ”في الواقع الأمر عكس ذلك، يمكنهم المساهمة“.

تعد الهجرة مصدر قلق كبير للناخبين الألمان قبل الانتخابات الوطنية في 23 فبراير، وهو اليوم الأخير من المهرجان، حيث يحتل حزب ”البديل من أجل ألمانيا“ اليميني المتطرف المعادي للإسلام والمهاجرين المرتبة الثانية في معظم الاستطلاعات.

وتهدد السياسة بأن تلقي بظلالها على مهرجان هذا العام، على الرغم من آمال المنظمين في أن يتركز الحوار حول السينما.

وقال إيدنغر، ”نحن حقًا لسنا نفس الجمهور الذي عاش قبل 90 عامًا. فنحن لسنا مثل أجدادنا، فمن نحن؟“ مضيفاً أنه يريد أن ينظر إلى ما ’نفعله نحن في هذا العالم الذي يعاني من هذه الاضطرابات‘.

تبدأ العائلة في رأب الصدع بين أفرادها بعد أن تدخل ”فرح“ اللاجئة السورية التي تؤدي دورها تالا الدين حياتها كمدبرة منزل جديدة، مع جهازها الفريد للعلاج بالضوء.

على النقيض من عائلة إنغلز، تعيش فرح في شقة صغيرة مع عدة نساء أخريات، دون عائلتها.

قالت نيكوليت كريبيتز، التي تلعب دور الأم، ميلينا إنغلز، إنه كان من الصعب تجسيد شخصية تخضع امتيازاتها ونفاقها لمثل هذا التدقيق الصارم في الفيلم.

وأكدت كريبيتز: ” لا تريد أن ترى نفسك شخصًا أبيض البشرة غير سعيد بالأشياء مقارنة بما تعانيه السيدة الرئيسية الأخرى في الفيلم (فرح)“.

 

####

 

على السجادة الحمراء ليلة الافتتاح ..

رئيسة «برلين السينمائي» تحمل مع ممثلين ألمان صورة محتجز إسرائيلي لدى حركة حماس

برلين ـ «سينماتوغراف»

لم تكد ليلة افتتاح مهرجان برلين السينمائي تبدأ، حتى برزت المشاعر السياسية في مقدمة المشهد مع العديد من التظاهرات على السجادة الحمراء وفي مكان قريب.

وقد رافق العديد من الممثلين الألمان على السجادة الحمراء رئيسة المهرجان تريشيا تاتل في حمل صورة الممثل الإسرائيلي ديفيد كونيو، الذي كان من بين الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس. وكان من بين الممثلين الذين حملوا الصورة كريستيان بيركل وأندريا سواتزكي وأولريش ماثيس.

الممثل الإسرائيلي كونيو هو موضوع فيلم ”رسالة إلى ديفيد“ الذي أخرجه توم شوفال في مهرجان برلين السينمائي. كان هناك تجمع منفصل في وقت سابق من اليوم في مكان المهرجان في بوتسدامر بلاتز دعمًا لكونيو وشقيقه أرييل المحتجز أيضًا.

في وقت سابق من هذا المساء، خرج العديد من المتظاهرين لفترة وجيزة على السجادة الحمراء قبل عرض الفيلم الافتتاحي لهذا المساء (الضوء) مرتدين أقنعة ورافعين أيديهم ملطخة بما يبدو أنه طلاء أحمر.

غالباً ما يكون مهرجان برلين السينمائي شأناً سياسياً، لكن دورة العام الماضي كانت في الغالب الأعمّ كذلك. هذا العام، تحت قيادة جديدة، كان هناك أمل في أن يعود التركيز بشكل مباشر أكثر على الأفلام. ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات المثيرة للمشاعر في ألمانيا الأسبوع المقبل، والأجواء المشحونة في الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب، والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، يبدو أن الظلال السياسية لا مفر منها. وكان على ألمانيا اليوم أيضًا أن تتعامل مع هجوم إرهابي آخر مشتبه به عندما صدمت سيارة المارة في ميونيخ.

 

####

 

فلاش باك | عندما ترأست تيلدا سوينتون لجنة تحكيم برلين السينمائي عام 2009

برلين ـ «سينماتوغراف»

من المؤكد أن تيلدا سوينتون تعرف طريقها في برلين السينمائي.

في عام 1988، على سبيل المثال، رافقتها المخرجة سينثيا بيت وهي تركب دراجتها بالقرب من جدار برلين لتصوير الفيلم القصير Cycling the Frame. في عام 1986، ظهرت لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي مع فيلم Caravaggio للمخرج ديريك جارمان، الفائز بجائزة الدب الفضي.

ومنذ ذلك الحين، شاركت في بطولة 25 فيلمًا آخر عُرضت في المهرجان.

وفي عام 2009، شغلت منصب رئيسة لجنة التحكيم الدولية. وفي إجابتها على أسئلة معجبيها في ذلك العام في محاضرة عامة في المهرجان، اعترفت: "بالنسبة لي، التمثيل هو ارتداء الملابس واللعب. إنه ليس أكثر من ذلك. أحب اللعب. لا أحب التمثيل، لكنني أحب اللعب.. إنه نوع من الحيوية".

هذا العام، ستحصل سوينتون على جائزة الدب الذهبي الشرفية في حفل افتتاح الدورة الخامسة والسبعين من المهرجان.

وفي إعلانها عن التكريم، قالت مديرة المهرجان تريشيا تاتل عن سوينتون - الحائزة على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم مايكل كلايتون لعام 2007 - "إن مجموعة أعمال تيلدا سوينتون مذهلة. فهي تجلب إلى السينما الكثير من الإنسانية والرحمة والذكاء والفكاهة والأسلوب، وتوسع أفكارنا عن العالم من خلال عملها".

وقالت سوينتون، "مهرجان برلين السينمائي هو أول مهرجان سينمائي أذهب إليه على الإطلاق.. لقد كان بمثابة بوابتي إلى العالم.

 

####

 

«تيلدا سوينتون» تتطرق إلى السياسة أثناء تسلمها «الدب الذهبي لبرلين السينمائي» :

اللاإنسانية تُرتكب في عالمنا على مرأى منا

برلين ـ «سينماتوغراف»

تحوّلت تيلدا سوينتون إلى السياسة أثناء تسلّمها جائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي للإنجاز مدى الحياة في حفل افتتاحه مساء الخميس، قائلةً: ”إن اللاإنسانية تُرتكب على مرأى منا“.

وفي خطاب شاعري، أشادت سوينتون بالمهرجان باعتباره ”عالمًا بلا حدود ولا سياسة إقصاء أو اضطهاد أو ترحيل“. ثم اعترفت بعد ذلك بأن ”القتل الجماعي الذي ترتكبه الدولة والممكن دوليًا يرعب حاليًا أكثر من جزء من عالمنا“، على الرغم من أنها لم تخض في التفاصيل.

هذه حقائق. يجب مواجهتها“. ”لذا من أجل الوضوح، دعونا نسميها. إن اللاإنسانية تُرتكب على مرأى منا. أنا هنا لأسميها دون تردد أو شك في ذهني ولأعرب عن تضامني الثابت مع كل من يدركون التهاون غير المقبول لحكوماتنا المدمنة على الجشع التي تتساهل مع مدمري الكوكب ومجرمي الحرب، أينما كانوا“.

تم تقديم الجائزة للممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار من قبل مخرج فيلم ”Conclave“ إدوارد بيرغر الذي يقوم بإخراج فيلمها القادم ”The Ballad of a Small Player“.

وقال بيرغر: ”تيلدا سوينتون جيدة للغاية، لدرجة أن العديد من المخرجين اختاروها مرتين - باستثناء تود هاينز، وأعتقد أن ذلك يجب أن يكون في المستقبل"، مشيرًا إلى هاينز بين الحضور، الذي يشغل منصب رئيس لجنة التحكيم.

وقال بيرغر، الذي أجرى ”تحليلًا تجريبيًا“ لأفلام سوينتون لهذه المناسبة، إنه خلص إلى أنه بالنسبة لها، يأتي صانع الفيلم أولاً، تنمو الأفلام الجيدة من العلاقات مع المؤلف. أداؤك عبارة عن بوابات يمكن أن تأخذنا إلى عوالم عديدة.“

وأضاف: ” لدينا الكثير لنتعلمه منك يا تيلدا.“

ارتبطت سوينتون بعلاقات وثيقة مع مهرجان برليناله لسنوات عديدة، حيث شاركت في بطولة 26 فيلمًا في اختيارات المهرجان بما في ذلك فيلم ”كارافاجيو“ الذي فاز بالدب الفضي عام 1986، وفيلم ”الشاطئ“ (2000)، و”ديريك“ (2008)، و”جوليا“ (2008)، و”الحديقة“ (1991)، و”آخر وأول الرجال“ (2020). كما ترأست لجنة التحكيم الرئيسية في مهرجان برليناله عام 2009.

ظهرت سوينتون مؤخرًا في فيلم ”الغرفة المجاورة“، وهو ثاني تعاون لها مع بيدرو ألمودوفار، وفيلم ”النهاية“ لجوشوا أوبنهايمر.

وهي معروفة أيضًا بتعاونها مع ويس أندرسون، بما في ذلك فيلم ”Moonrise Kingdom“ و”The French Dispatch“ و”Asteroid City“. حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن أدائها في فيلم ”مايكل كلايتون“ عام 2007.

 

####

 

برلين السينمائي الـ 75 | «صور» حفل الافتتاح والسجادة الحمراء

برلين ـ «سينماتوغراف»

انطلق مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعين بمراسم السجادة الحمراء مساء أمس الخميس، لحضور حفل الافتتاح والعرض العالمي الأول لفيلم ”داس ليشت“ (الضوء) من إخراج توم تيكوير وبطولة لارس إيدنغر ونيكوليت كريبيتز ومايكل إينو، وذلك في قصر برليناله.

وشهدت فعاليات مهرجان برليناله افتتاح احتفالي بقيادة مديرة المهرجان تريشيا تاتل ورئيس لجنة التحكيم تود هاينز.

وتضمنت الأمسية تقديم لجنة التحكيم الدولية وتقديم جائزة الدب الذهبي الفخرية لتيلدا سوينتون، حيث ألقى إدوارد بيرغر كلمة التكريم.

وقد حضر حفل افتتاح مهرجان برليناله أعضاء لجان تحكيم المهرجان، بما في ذلك لجنة التحكيم الدولية، ولجنة تحكيم وجهات النظر، ولجنة تحكيم جائزة برليناله للأفلام الوثائقية، ولجنة تحكيم الأفلام القصيرة الدولية، ولجنة تحكيم الجيل الدولي.

وكان من بين الحضور فاتح أكين، وميريت بيكر، ولارس إيدنغر، وهربرت غرونماير، وهايكه ماكاتش، وساندرا مايشبيرغر، وفولكر شلوندورف، ولانا واتشوسكي، وفيونا شو، وتوم فلاشا، من بين الحضور

ومن بين أبرز عروض المهرجان العرض الأول لفيلم ”ميكي17“ الذي يقدمه المخرج بونغ جون هو من بطولة روبرت باتينسون.

كما سيحضر تيموثي شالاميت عرض فيلم السيرة الذاتية لبوب ديلان ”مجهول بالكامل“، ويشارك جاكوب إلوردي في العرض العالمي الأول لأحدث مسلسلات جاستن كورزيل المحدودة الصاخبة ”الطريق الضيق إلى أعماق الشمال“.

كما تضم قائمة ضيوف المهرجان المرصعة بالنجوم أيضاً ناعومي آكي وروز بيرن وماريون كوتيار ولارس إيدنجر وإيثان هوك وهونغ سانغسو ونينا هوس وجايسون إيزاك وفيكي كريبس وفيكي كريبس وريتشارد لينكلاتر وجاسبار نوي ومارغريت كوالي وإدغار ريتز وكلوي سيفيني وتوم تيكوير وبن ويشو.

سيترأس المخرج وكاتب السيناريو والمنتج تود هاينز لجنة التحكيم إلى جانب المخرج نبيل عيوش ومصممة الأزياء بينا دايغلر والممثل فان بينغ بينغ والمخرج رودريغو مورينو والناقدة السينمائية والمؤلفة إيمي نيكلسون والمخرجة والممثلة وكاتبة السيناريو ماريا شريدر.

** تابعوا تغطية «سينماتوغراف» اليومية لمهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والسبعين الذي يستمر من 13 إلى 23 فبراير.

 

####

 

مراجعة | The Light فيلم افتتاح مهرجان برلين الـ 75

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

دراما "الضوء، The Light" لتوماس تيكوير عن القيم والهواجس الألمانية المتضخمة والمغرورة ولا يوجد ما يمكن قوله على الإطلاق – فيلم طويل للغاية يفتتح الدورة الـ 75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

يعود المخرج الألماني الشهير صاحب فيلمي ”ران لولا ران، Run Lola Run “ (1998) و”عطر: قصة قاتل، Perfume: the Story of a Murderer “ (2006) إلى صناعة الأفلام بعد توقف دام حوالي 10 سنوات، وسلسلة من الأفلام الروائية التي لم تصل إلى نفس مستوى الفيلم الكلاسيكي الذي اشتهر به.

كما في فيلمه الأكثر شهرة، تدور أحداث الفيلم الجديد في برلين (المدينة التي بدأ فيها تيكوير مسيرته المهنية كمسؤول عن العرض في الثمانينيات).

تركب الشخصيات دراجاتهم بشكل محموم على طول قضبان السكك الحديدية المعلقة التي تزين العاصمة الألمانية. ولكن هنا تتوقف أوجه التشابه.

يفتقر فيلم The Light إلى التماسك الجمالي والتطور السردي لفيلم Run Lola Run. ، وكالعادة يكرّم المهرجان ويكرر في افتتاحه أفلام درامية مملة، مثل هذا الفيلم.

يعيش تيم إنغلز (إيدنغر) مع أسرته المفككة المكونة من أربعة أفراد في شقة كبيرة وحديثة تطل على شوارع برلين الصاخبة. وهو إعلامي بارز، يعمل لصالح شركة جشعة تعمل تحت ستار ”محبي الأشجار“.

كما تعمل زوجته ميلينا (نيكوليت كريبيتز) في مهنة ناجحة، فهي مديرة تقدم مشاريع تعليمية وسمعية بصرية للمجتمعات المهمشة.

يقضي توأمهما فريدا (إلكي بيسندورفر) وجون (يوليوس غوز) البالغان من العمر 17 عامًا معظم وقتهما في اللعب وتناول الكحوليات - تمامًا مثل أي مراهقين عاديين. كما أن التشدق بالألفاظ البذيئة جزء من روتينهم.

وعلى الرغم من وظائفهم الشاقة التي تتطلب الكثير من فرص التفاعل الشخصي، فإن (تيم وميلينا) بالكاد يتواصلان مع بعضهما البعض. يظل أفراد الأسرة الأربعة محبوسين بإحكام داخل فقاعة هشة من وجودهم الخاص، غير مبالين في الغالب بوجود بعضهم البعض.

كل ذلك على وشك أن يتغير مع وصول مدبرة المنزل السورية ”فرح“ (تالا الدين)، وهي امرأة ذكية للغاية وذات عقلانية في الأربعينيات من عمرها. وهي مصممة على إحداث تغيير في قلب الأسرة غير المستقرة عاطفياً.

تقرر العمل في وظيفة منخفضة المهارات على الرغم من حصولها على مؤهلات أعلى بكثير، وتتحدث ثلاث لغات بطلاقة. ولديها زوج وتوأمان في نفس عمر أرباب عملها. يصبح من الواضح بشكل متزايد أن لديها مصلحة خاصة في الأسرة. فرح محبوبة للغاية، وتتفاعل مع الأشخاص الأربعة بطرق لم يتوقعوها أبداً. فهي تلعب ألعاب الواقع الافتراضي مع جون، وتتحدث مع فريدا، وتوفر للوالدين الراحة والأمان، حيث تفيض عيناها بالحب والتعاطف.

ومهما كانت أجندتها، فإن فرح ليست إنسانة شريرة. ربما يمكنها حتى أن تضفي بعض البهجة على الحياة الكئيبة التي يعيشها هؤلاء الناس.

يكمل ديو (إلياس إلدريدج) الصورة العائلية. يترك ولده الصبي الصغير الثرثار ليقضي بضعة أيام مع عائلة إنغلز لأنه مضطر للسفر إلى موطنه الأصلي كينيا. في البداية، لم يتم الكشف عن العلاقة بين ديو والآخرين. وتدريجيًا، يدرك المشاهدون أنه جزء لا يتجزأ من الأسرة، وربما هو أيضاً أساسهم الأكثر صلابة.

ديو“ مهووس بأغنية ”بوهيميان رابسودي“ لفرقة ”كوين“، وهي الأغنية التي يرددها مراراً وتكراراً منذ أن تم تقديمها لأول مرة: ”هل هذه هي الحياة الحقيقية؟ أم أن هذا مجرد خيال“. إنه يتوسل من أجل الحصول على إجابة عن انتمائه الخاص، وفي الوقت نفسه يلمح إلى طبيعة الفيلم.

العناصر الخيالية في فيلم ”الضوء“ وفيرة (وإن كانت بالكاد مقنعة). الخط الفاصل بين السرد القصصي المباشر والخيال والرمزية رقيق للغاية.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعمل على حل هذه الحبكة البسيطة نسبيًا.

النصف ساعة الأولى من هذه الدراما الممتدة لـ 162 دقيقة مربكة للغاية. أولاً، نتعرف على فرح وهي مغمضة العينين ومفتونة ظاهريًا في مواجهة ضوء كشاف يومض على طاولتها.

لاحقًا، نتعلم أن هذا الضوء يفرز هرمونات محفزة للنشوة، مما يؤدي إلى تجربة الاقتراب من الموت.

ثم نتعرف على رفاق ”فرح“ السوريين، ونتعرف على حادث تحطم طائرة غريب بالكاد يتناسب مع بقية القصة. وبعدها نتعرف تدريجياً على آل إنغلز. ولا يصبح سرد الفيلم أكثر وضوحًا إلا عندما تتولى فرح وظيفة مدبرة المنزل. هذا لا يعني أن الفيلم يصبح مثيرًا للاهتمام، كل ما في الأمر أن عدم التماسك يتحول إلى عدم أهمية.

فيلم The Light طموح بصريًا وسرديًا على حد سواء. ولكنه فشل بشكل كبير على كلا الجبهتين. إنه فيلم مسكون ببراعته السردية ورموزه السخيفة (بدءًا من الضوء الذي يحمل عنوان الفيلم)، حيث يحاول تركيب الصور المتعددة لخلق مشهد ما بعد الحداثة.

يتم مزج الواقع الافتراضي مع لقطات مكثفة من طائرة بدون طيار في برلين، وأجهزة خارقة للطبيعة، ورسوم متحركة، وفن الفيديو آرت، ولغات الفيديو كليب إلى نتائج مربكة للغاية، خليط حقيقي من المراجع البصرية.

كما أن مواضيع الفيلم مشوشة بنفس القدر. فما بدأ كنقد ساذج للأنا والنزعة الفردية، والخسائر الحتمية التي تلحقها هذه القيم بالأسرة الألمانية، يتحول فجأة إلى تعليق على الاستعمار وتجربة اللاجئين. لا يعود الفيلم إلى موضوعه الأصلي، ولا يعود إلى دائرة كاملة في طموحاته الجديدة التي تم تقديمها على عجل.

النهاية في الفيلم مبتذلة وسخيفة، والضوء الوحيد الذي يستحق الانتظار هو إضاءة صالة السينما، عندما نتتحرر أخيرًا من حوالي ثلاث ساعات من الظلام والملل.

 

موقع "سينماتوغراف" في

13.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004